words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 3 مارس 2024

الإسراع بالجنازة


(398) "أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم".

 

أخرجه البخاري (1315)، ومسلم (944- 50)، وأبو داود (3181)، والترمذي (1015)، والنسائي (1910)، وفي "الكبرى" (2048)، وابن ماجه (1477)، وأحمد 2/ 240، وابن أبي شيبة 3/ 281، والحميدي (1022)، وابن الجارود (527)، والطحاوي 1/ 478، وابن المنذر في "الأوسط" (3027)، وابن حبان (3042)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2112)، والبيهقي 4/ 21، وفي "السنن الصغير" (1050)، وفي "المعرفة" (7482)، وفي "عذاب القبر" (41)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 32 -33، والبغوي في "شرح السنة" (1481)، والرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 499- 500 عن سفيان بن عيينة، ومسلم (944)، وأحمد 2/ 280، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (615)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2113) عن عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (6247) - عن معمر، ومسلم (944)، وأحمد 2/ 240 و 280، وأبو نعيم في "المستخرج" (2114) من طريق محمد بن أبي حفصة، والطحاوي 1/ 478 من طريق زمعة بن صالح، أربعتهم عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ، قال: فذكره.

وقال الترمذي:

"حسن صحيح".

وأخرجه مسلم (944- 51)، والنسائي (1911)، وفي "الكبرى" (2049)، وأحمد 2/ 240 و 280، والطحاوي 1/ 478، وأبو نعيم في "المستخرج" (2114)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 154 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي هريرة به.

وأخرجه أحمد 2/ 488 حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب، عن نافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"أسرعوا بجنائزكم فإن كان خيرا عجلتموه إليه، وإن كان شرا ألقيتموه عن عواتقكم. أو قال: عن ظهوركم".

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3029) من طريق سعيد بن منصور، عن إسماعيل به موقوفا على أبي هريرة.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 32 من طريق عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب به مرفوعا.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 243 عن نافع، عن أبي هريرة: موقوفا.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 31- 32:

"هكذا روى هذا الحديث جمهور رواة الموطأ موقوفا على أبي هريرة، ورواه الوليد بن مسلم عن مالك عن نافع عن أبي هريرة عن النبي ﷺ، لم يتابع على ذلك عن مالك، ولكنه مرفوع من غير رواية مالك من حديث نافع عن أبي هريرة من طرق ثابتة، وهو محفوظ أيضا من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا".

وفي الباب عن أبي هريرة أيضا أنه قال حين حضره الموت:

"لا تضربوا علي فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمر، وأسرعوا بي، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إذا وضع الرجل الصالح على سريره، قال: قدموني قدموني، وإذا وضع الرجل السوء على سريره، قال: يا ويله أين تذهبون بي؟".

أخرجه النسائي (1908)، وفي "الكبرى" (2046) من طريق عبد الله بن المبارك، وأحمد 2/ 292، والربعي في "وصايا العلماء" (ص 57- 58)، والبيهقي 4/ 21 عن يزيد بن هارون، وأحمد 2/ 474 عن يحيى بن سعيد القطان، وحجاج بن محمد المصيصي، وأحمد 2/ 500 عن محمد بن عبد الله بن الزبير، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 444 من طريق الطيالسي - وهو في "مسنده" (2457) -، وابن أبي شيبة 3/ 335 مختصرا عن وكيع، والطحاوي 1/ 478 من طريق ابن وهب، وابن حبان (3111) من طريق يحيى بن آدم، والربعي في "وصايا العلماء" (ص 57- 58) من طريق الوليد بن مسلم، عشرتهم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة به.

وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن مهران المدني: مجهول.

وأخرجه عبد الرزاق (6154) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (3007) - عن معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال:

"أوصى أبو هريرة أهله أن لا يضربوا على قبره فسطاطا، ولا يتبعوه بمجمر، وأن يسرعوا به".

وهذا مما شذ به معمر، فالحديث محفوظ عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة.

 

وله شواهد من حديث أبي بكرة، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن جعفر:


أما حديث أبي بكرة:

فأخرجه النسائي (1913)، وفي "الكبرى" (2051)، وأحمد 5/ 37، وابن أبي شيبة 3/ 281، وابن المنذر في "الأوسط" (3028)، وابن حبان (3044)، والحاكم 1/ 355 عن هشيم، والنسائي (1913) وفي "الكبرى" (2051)، وابن حبان (3043) من طريق إسماعيل ابن علية، وأحمد 5/ 36، والبزار (3695) عن وكيع، ثلاثتهم عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال:

"لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ وإنا لنكاد أن نرمل بالجنازة رملا".

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 279 حدثنا وكيع، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال:

"رأيت أبا بكرة في جنازة عبد الرحمن بن سمرة على بغلة له".

ولفظ ابن حبان (3043): "شهدت جنازة عبد الرحمن بن سمرة، وخرج زياد يمشي بين يدي سريره، ورجال يستقبلون السرير، ويداسون على أعقابهم يقولون: رويدا رويدا بارك الله فيكم، حتى إذا كنا في بعض المربد، لحقنا أبو بكرة على بغلة، فلما رأى أولئك وما يصنعون، حمل عليهم بغلته، وأهوى إليهم بسوطه، وقال: خلوا فوالذي نفسي بيده، لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ وإنا نكاد أن نرمل بها رملا، قال: فجاء القوم، وأسرعوا المشي، وأسرع زياد المشي".

وأخرجه أبو داود (3183)، والنسائي (1912)، وفي "الكبرى" (2050) من طريق خالد بن الحارث، وأبو داود (3183) من طريق عيسى بن يونس، وأحمد 5/ 36 و 38 عن يحيى القطان، والبزار (3680) من طريق ابن أبي عدي، والحاكم 3/ 445 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، والبيهقي 4/ 22 من طريق الطيالسي - وهو في "مسنده" (924) -، ستتهم عن عيينة به.

وأخرجه أبو داود (3182)، والحاكم 3/ 446، والبيهقي 4/ 22 من طريق شعبة، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه:

"أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص، وكنا نمشي مشيا خفيفا، فلحقنا أبو بكرة فرفع سوطه، فقال: لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله ﷺ نرمل رملا".

وهو عند الطحاوي 1/ 477 من طريق شعبة به لكن على التردد في جنازة عبد الرحمن بن سمرة، أو عثمان بن أبي العاص، والمحفوظ أنه بجنازة عبد الرحمن بن سمرة.

 

وأما حديث أبي موسى:

فأخرجه أحمد 4/ 397، وابن حبان (3150)، والبيهقي 3/ 395، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 32/ 97 من طريق الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، أن أبا بردة حدثه، أن أبا موسى حين حضره الموت، قال:

"إذا انطلقتم بجنازتي، فأسرعوا المشي، ولا تتبعوني بجمر، ولا تجعلوا على لحدي شيئا يحول بيني وبين التراب، ولا تجعلوا على قبري بِناءً، وأشهدكم أني بريء من كل حالقة أو سالقة أو خارقة، قالوا: سمعت فيه شيئا؟ قال: نعم، من رسول الله ﷺ".

وأخرجه ابن ماجه (1487) من طريق الفضيل به مقتصرا على النهي عن الاتباع بمجمر.

وإسناده ضعيف، أبو حريز هو عبد الله بن الحسين الأزدي: قال الإمام أحمد: حديثه منكر.

وقال حرب بن إسماعيل: سئل أحمد بن حنبل عن أبى حريز؟ فذكر أن يحيى بن سعيد كان يحمل عليه، ولا أراه إلا كما قال.

وضعّفه أبو داود، والنسائي، والجوزجاني، وسعيد بن أبي مريم، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحدٌ.

واختلف فيه قول يحيى بن معين فوثَّقه مرة، وضعّفه أخرى، ووثّقه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ليس بمنكر الحديث، يُكتب حديثه.

وقال الدارقطني: يعتبر به.

وذكره العقيلي في جملة الضعفاء 2/ 240.

وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 7/ 24 - 25، وقال: صدوق!

وله علة أخرى، فقد قال علي بن المديني:

"سمعت يحيى بن سعيد قال: قلت للفضيل بن ميسرة: أحاديث أبي حريز؟ قال: سمعتها، فذهب كتابي، فأخذته بعد ذلك من إنسان".

والبراءة من السالقة، والحالقة، والخارقة في "صحيح مسلم" (104)، وغيره.

 

وأما حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

فأخرجه عبد الرزاق (6253)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 223- 224، والطحاوي 1/ 477- 478، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1497)، وابن المنذر في "الأوسط" (3032)، والحاكم 1/ 355، والبيهقي في "الشعب" (8825) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، أنه قال:

"كنت جالسا مع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالبقيع، فطلع علينا بجنازة، فأقبل علينا ابن جعفر يتعجب من مشيهم بها، فقال: عجبا لما تغير من حال الناس، والله إن كان إلا الجمز وإن كان الرجل ليلاحي الرجل، فيقول: يا عبد الله اتق الله، فوالله لكأنك قد جمز بك".

وقال الحاكم:

"إسناد صحيح" وأقره الذهبي!

وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي الزناد: قال ابن سعد: كان يضعف لروايته عن أبيه.

 وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث.

وقال ابن المديني: حديثه بالمدينة مقارب، وما حدث به بالعراق فهو مضطرب.

وقال ابن المعين، وأبو حاتم، والنسائي: لا يحتج بحديثه.

وقال الساجي: فيه ضعف، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد.

 

يستفاد من الحديث

 

قال النووي في شرح "صحيح مسلم" 7/ 12- 13:

"قوله ﷺ (أسرعوا بالجنازة) فيه الأمر بالإسراع للحكمة التي ذكرها ﷺ، قال أصحابنا وغيرهم: يستحب الإسراع بالمشي بها ما لم ينته إلى حد يخاف انفجارها ونحوه، وإنما يستحب بشرط أن لا يخاف من شدته انفجارها أو نحوه، وحمل الجنازة فرض كفاية، قال أصحابنا: ولا يجوز حملها على الهيئة المزرية، ولا هيئة يخاف معها سقوطها، قالوا: ولا يحملها إلا الرجال، وإن كانت الميتة امرأة، لأنهم أقوى لذلك، والنساء ضعيفات وربما انكشف من الحامل بعض بدنه، وهذا الذي ذكرناه من استحباب الإسراع بالمشي بها وأنه مراد الحديث هو الصواب الذي عليه جماهير العلماء، ونقل القاضي عن بعضهم أن المراد الإسراع بتجهيزها إذا استحق موتها، وهذا قول باطل مردود بقوله ﷺ فشر تضعونه عن رقابكم، وجاء عن بعض السلف كراهة الإسراع، وهو محمول على الإسراع المفرط الذي يخاف معه انفجارها أو خروج شيء منها، قوله ﷺ (فشر تضعونه عن رقابكم) معناه أنها بعيدة من الرحمة فلا مصلحة لكم في مصاحبتها، ويؤخذ منه ترك صحبة أهل البطالة غير الصالحين".

 


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

٭ ٭ ٭

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام