(264)
"استقبل صلاتك، فلا صلاة لفرد خلف الصف".
صحيح - أخرجه ابن ماجه (871) و (1003)، وأحمد 4/ 23، وابن أبي شيبة 1/ 287
و 2/ 193 و 14/ 156 - وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1678) -،
وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 5/ 551، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة
والتاريخ" 1/ 275 - 276 - ومن طريقه البيهقي 3/ 105 -، وابن خزيمة (593) و
(667) و (872) و (1569)، والطحاوي 1/ 394، وفي "شرح مشكل الآثار"
(3901)، وابن المنذر في "الأوسط" (1405)، وابن حبان (1891) و (2202) و
(2203)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4950) و (4951) تاما ومختصرا عن
ملازم بن عمرو اليمامي، قال: حدثنا عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي، عن
أبيه، وكان من الوفد، قال:
"صلينا خلف رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فلما قضى
صلاته قال: يا معشر المسلمين لا صلاة لامرئ لا يقيم صلبه في الركوع والسجود. ثم صلينا
وراءه صلاة أخرى فقضى الصلاة ورجل فرد يصلي خلف الصف، فلما قضى الصلاة وقف عليه -
يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - حتى قضى الرجل الصلاة، ثم قال: استقبل صلاتك
فلا صلاة لفرد خلف الصف".
وإسناده صحيح.
وله شواهد من
حديث وابصة، وابن عباس، وأبي هريرة:
أما حديث
وابصة:
فأخرجه أحمد 4/ 228، وابن أبي
شيبة في "المسند" (752)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 184،
والطبراني 22/ (383)، وتمام في "الفوائد" (957) عن أبي معاوية الضرير،
حدثنا الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد، قال:
"سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن رجل صلى خلف الصفوف وحده؟ فقال: يعيد الصلاة".
وإسناده حسن، شمر بن عطية: صدوق، وباقي رجاله ثقات، وتابعه
حصين بن عبد الرحمن:
أخرجه أحمد 4/ 228 عن وكيع،
قال: حدثنا سفيان، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، قال:
"أقامني على وابصة بن
معبد، فقال: حدثني هذا أنه صلى خلف الصف وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن
يعيد صلاته".
وأخرجه البيهقي 3/ 104 من
طريق خلاد بن يحيى، حدثنا سفيان الثوري، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي
الجعد، عن وابصة بن معبد:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصفوف وحده، فأمره فأعاد الصلاة".
وأخرجه البيهقي 3/ 104 من
طريق الحميدي (وهو في "مسنده" (884))، والبيهقي في "المعرفة"
(5820) من طريق الشافعي (وهو في "مسنده" 1/ 107) كلاهما (الحميدي،
والشافعي) عن سفيان بن عيينة، حدثنا حصين، عن هلال بن يساف، قال:
"أخذ بيدي زياد بن أبي
الجعد فأقامني على رجل بالرقة، فقال: حدثني هذا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد، واسمه وابصة بن معبد الأسدي".
وأخرجه الترمذي (230) من طريق
أبي الأحوص سلام بن سليم، وابن ماجه (1004)، وابن أبي عاصم في "الآحاد
والمثاني" (1051)، والطبراني 22/ (376) عن ابن أبي شيبة (وهو في
"المصنف" 2/ 192 و 14/ 156، وفي "المسند" (751) ) حدثنا عبد
الله بن إدريس، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 392، وابن حبان (2200) من
طريق هشيم، والطبراني 22/ (378) من طريق زهير، والطبراني 22/ (380) من طريق الحسن
بن الصباح، والطبراني 22/ (381) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ستتهم عن حصين
بن عبد الرحمن به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وقال ابن حبان:
"سمع هذا الخبر هلال بن
يساف، عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد، عن وابصة
والطريقان جميعا محفوظان".
وأخرجه الدارمي (1285) من
طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم، عن حصين به، وفيه:
"أنه رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد صلى خلفه رجل ولم يتصل بالصفوف فأمره رسول الله ان يعيد
الصلاة".
وأخرجه الدولابي في
"الكنى" (1508) من طريق محمد بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن، وابن قانع
في "معجم الصحابة" 3/ 184-185 من طريق الحسن بن صالح، والطبراني 22/
(377) من طريق جرير، والطبراني 22/ (379) من طريق زائدة، أربعتهم عن حصين بن عبد
الرحمن، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد:
"أن رجلا صلى خلف الصفوف
وحده فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة".
وزاد الطبراني (379):
"لم يصل بالصفوف".
وأخرجه الطبراني 22/ (382) من
طريق شريك، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن وابصة به.
ليس فيه ذكر لـزياد بن أبي
الجعد، وشريك: سيء الحفظ.
وقال ابن أبي حاتم في
"العلل" (271):
"سألت أبي عن حديث رواه
حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة: أن رجلا صلى خلف الصف
وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد.
ورواه عمرو بن مرة، عن هلال
بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت لأبي: أيهما أشبه؟
قال: عمرو بن مرة أحفظ".
وقال الترمذي في
"سننه" (230)، وفي "العلل الكبير" (ص 67):
"اختلف أصحاب الحديث في حديث حصين بن عبد الرحمن، وعمرو بن مرة،
عن هلال بن يساف، فرأى بعض أهل الحديث أن رواية عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن
عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد أصح من حديث حصين، ومنهم من قال: حديث حصين، عن
هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة أصح، وحديث حصين أصح عندي من حديث
عمرو بن مرة وأشبه، لأنه روي من غير طريقهما عن
زياد بن أبي الجعد، عن
وابصة".
وأخرجه عبد الرزاق في
"المصنف" (2482)، وابن الجارود في "المنتقى" (319)، وابن
المنذر في "الأوسط" (1995)، والطبراني 22/ (375) من طريق منصور، عن هلال
بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد به.
وأخرجه ابن الأعرابي في
"المعجم" (15) من طريق عدي بن الفضل، عن الشيباني، عن هلال بن يساف، عن
وابصة به.
وإسناده ضعيف جدا، عدي بن
الفضل: متروك.
وأخرجه الطبراني 22/ (387) من
طريق الحجاج بن أرطاة، عن هلال بن يساف، عن وابصة به.
وقد تقدّم آنفا أن هلال بن
يساف لقي وابصة، وروى عنه هذا الحديث بقراءة زياد بن أبي الجعد عليه.
وأخرجه أحمد 4/ 228، وابن
حبان (2201)، والطبراني 22/ (374)، والدارقطني 2/ 185 عن وكيع، والدارمي (1286)،
والدارقطني 2/ 184،
والبيهقي 3/ 105 من طريق عبد
الله بن داود، وابن المنذر في "الأوسط" (1996) من طريق القاسم بن مالك
المزني، والطبراني 22/ (384) من طريق محمد بن ربيعة، أربعتهم عن يزيد بن زياد بن أبي
الجعد، عن عمه عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد به.
وإسناده حسن في المتابعات،
زياد بن أبي الجعد: روى عنه اثنان، ووثقه ابن حبان.
وأخرجه الطبراني 22/ (385) و
(386) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن عبيد بن أبي الجعد به.
وله طرق عن وابصة:
1 - أخرجه أبو داود (682)، والترمذي (231)، وأحمد 4/ 228، والطيالسي
(1297)، وابن أبي شيبة في "المسند" (754)، وابن أبي عاصم في
"الآحاد والمثاني" (1050)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"
(111)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 393، وابن قانع في "معجم
الصحابة" 3/ 184، وابن حبان (2199)، والطبراني 22/ (371)، وأبو نعيم في
"معرفة الصحابة" (6505)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 52،
والبيهقي 3/ 104، وفي "المعرفة" (5823)، والبغوي في "شرح
السنة" (824)، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 17-19 من طرق عن شعبة،
والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 187-188، وابن حبان (2198)، والطبراني
22/ (372) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني 22/ (373) من طريق أبي خالد
الدالاني، ثلاثتهم عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى رجلا يصلي في الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة".
وإسناد ضعيف لجهالة عمرو بن
راشد.
2 - أخرجه الطبراني 22/ (398) من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر،
والطبراني 22/ (391) من طريق المحاربي، كلاهما عن أشعث بن سوار، عن منصور، عن سالم
بن أبي الجعد، عن وابصة، قال:
"صليت صفا وحدي خلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأمرني أن أعيد الصلاة".
وأشعث بن سوار: ضعيف، وله
طريقان آخران عن سالم بن أبي الجعد:
أ - أخرجه الطبراني 22/ (390)
من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، والطبراني 22/ (391) من طريق المحاربي،
كلاهما عن محمد بن سالم، عن سالم بن أبي الجعد به.
إن كان محمد بن سالم هو
الهمداني فهو شبه متروك.
ب - أخرجه الطبراني 22/ (388) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش،
عن عبيد بن أبي الجعد، عن سالم بن أبي الجعد، عن وابصة:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة".
وهذا إسناد حسن عبيد بن أبي
الجعد: صدوق، وباقي رجاله ثقات.
3 - أخرجه الطبراني 22/ (392) من طريق سهل بن عامر البجلي، حدثنا عبد
الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن وابصة، قال:
"صلى رجل خلف الصف وحده
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعادة".
وإسناده ضعيف جدا، سهل بن
عامر البجلي: منكر الحديث.
وأخرجه أبو يعلى (1588)، وفي
"المفاريد" (99)، والطبراني 22/ (394)، والبيهقي 3/ 105 من طريق السري
بن إسماعيل، عن الشعبي، عن وابصة، قال:
"رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا صلى خلف الصفوف وحده، فقال: أيها المصلي وحده، ألا وصلت إلى الصف،
أو جررت إليك رجلا فقام معك، أعد الصلاة".
وقال البيهقي:
"تفرد به السري بن
إسماعيل وهو ضعيف".
قلت: السري بن إسماعيل متروك.
وأخرجه ابن الأعرابي في
"المعجم" (985)، والطبراني 22/ (393) من طريق السري بن إسماعيل به، ولفظه:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة".
4 - أخرجه الطبراني 22/ (395) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني 22/
(397) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن أشعث بن سوار، عن بكير بن الأخنس، عن حنش بن
المعتمر، عن وابصة بن معبد:
"أن رجلا صلى خلف الصف
وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة".
وأشعث بن سوار: ضعيف، وقد
اضطرب فيه:
فأخرجه الطبراني 22/ (396) من
طريق عمر بن علي المقدمي، حدثنا أشعث بن سوار به، ولفظه:
"وافى النبي صلى الله
عليه وسلم أصلي خلف الصف وحدي، فأمرني أن أعيد الصلاة".
وأخرجه الطبراني 22/ (398) من
طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن أشعث، عن بكير بن الأخنس، عن وابصة
بنحوه.
ليس فيه ذكر لـ (حنش بن
المعتمر).
وقال ابن أبي حاتم في
"العلل" (281):
"سألت أبي عن حديث رواه عمر بن علي، عن أشعث بن سوار، عن
بكير بن الأخنس، عن حنش بن المعتمر، عن وابصة بن معبد، عن النبي صلى
الله عليه وسلم: أن رجلا صلى خلف الصف وحده؟
قال أبي: رواه بعض الكوفيين
عن أشعث، عن بكير، عن وابصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: أما عمر فمحله
الصدق، وأشعث هو أشعث!
قال ابن أبي حاتم: يعني أنه
ضعيف الحديث، وهو أشعث بن سوار".
وقال في موضع آخر من
"العلل" (474):
"أما عمر فمحله الصدق،
ولولا تدليسه لحكمنا، إذ جاء بالزيادة [1]، غير أنا نخاف أن يكون أخذه عن غير ثقة،
وأشعث هو أشعث.
قلت: حنش أدرك وابصة؟
قال: لا أبعده".
5 - أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (986) من طريق يحيى بن
عبدويه، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/ 292 - وعنه أبو نعيم في
"أخبار أصبهان" 2/ 364 - من طريق الطائي شيخ قدم علينا أيام أبي داود،
عن قيس بن الربيع، عن السدي، عن زيد بن وهب، قال: حدثني وابصة بن معبد:
"أن رجلا صلى خلف النبي صلى
الله عليه وسلم وحده، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: ألا دخلت في
الصف، أو جذبت إليك رجلا أعد الصلاة".
وقال أبو نعيم:
"قال أبو محمد: هذا
الشيخ أراه يحيى بن عبدويه البغدادي لأن هذا الحديث معروف به".
وإسناده ضعيف، يحيى بن
عبدويه: أثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل، وأمر ابنه بالأخذ عنه حيث منعه السماع من
علي بن الجعد.
وأما يحيى بن معين فرماه
بالكذب.
وقيس بن الربيع: صدوق في نفسه
إلا أنه أُدخلت عليه أحاديث فحدث بها فسقط الاحتجاج به.
وأما حديث
ابن عباس:
فأخرجه البزار (516) - كشف،
والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 291، والطبراني 11/ (11658)، وفي
"الأوسط" (4838) من طريق عبد الحميد أبي يحيى الحماني، عن النضر بن عبد
الرحمن أبي عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
"رأى النبي صلى الله
عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة".
وقال البزار:
"لا نعلمه يروى عن ابن
عباس إلا بهذا الإسناد".
وإسناده ضعيف جدا، النضر بن
عبد الرحمن أبو عمر: متروك، وقال العقيلي:
"وهذا يروى عن وابصة بن
معبد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بأسانيد أجود من هذا الإسناد".
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 3/ 31 من طريق حماد بن داود الكوفي، قال: حفظته عن علي بن
صالح، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس:
"أن رجلا صلى خلف الصف
وحده، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد".
وقال ابن عدي:
"وهذا بهذا الإسناد
معضل، لا يرويه غير حماد بن داود هذا، وليس بالمعروف".
وأما حديث
أبي هريرة:
فأخرجه ابن حبان في
"المجروحين" 2/ 44-44، والطبراني في "الأوسط" (5323) من طريق
عبد الله بن محمد بن القاسم مولى جعفر بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال:
حدثنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال:
"رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا يصلي في آخر الصفوف وحده، فقال: أعد الصلاة".
وقال ابن حبان:
"عبد الله بن محمد بن
القاسم مولى جعفر بن سليمان الهاشمي: يروي عن يزيد بن هارون المقلوبات، وعن غيره
من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن
أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عبد الله بن محمد العبادي".
غريب الحديث
(استقبل صلاتك) أي: استأنف
صلاتك، وأعدها.
يستفاد من
الحديث
فساد صلاة مَنْ صلى خلف الصف
وحده، واستدل القائلون بالصحة بحديث أبي بكرة أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه
وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: "زادك الله حرصًا ولا تعد".
قال السفاريني في "كشف
اللثام شرح عمدة الأحكام" 2/ 256:
"ولنا مع ما تقدم أنه صلى
الله عليه وسلم سئل عن رجل صلى وراء الصف وحده، فقال: "يعيد" رواه تمام
في (الفوائد).
وأما حديث أبي بكرة فإن النبي
صلى الله عليه وسلم نهاه فقال: "لا تعد".
والنهي يقتضي الفساد،
وعَذَرَه صلى الله عليه وسلم فيما فعله لجهله، وللجهل تأثير في العفو، والله
أعلم".
وقال ابن رسلان في "شرح
سنن أبي داود" 4/ 186:
"قال أبو حاتم: في هذا
الخبر بيان واضح، أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بإعادة صلاة من صلى خلف الصف،
لأنه صلى منفردًا، لا أنه علم بإعلام الله إياه في ذلك الرجل ما يوجب عليه إعادة
الصلاة مثل ترك الطهارة وما أشبهها من الأحوال التي لا تجوز الصلاة معها، لأنه صلى
الله عليه وسلم أبان العلة التي من أجلها أمر بإعادة الصلاة، حيث قال:
"استقبل صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف"، علمنا منه بأنه علم أن في
أمته من يجيء فيتأول خبره تاويلًا هو بالتبديل أشبه. انتهى.
وممن استدل به على أن صلاة
المنفرد باطلة ابن المنذر من أصحابنا وعليه أحمد وإسحاق، واستدلوا أيضًا بما رواه
ابن ماجه بإسناد حسن: "لا صلاة للذي خلف الصف" وحمل هذين الحديثين
أصحابنا على الاستحباب جمعًا بين الأدلة.
قال السبكي: وفيه نظر، لأن
قوله في حديث أبي بكرة يجوز أن يكون وقت مشروعية هذا الحكم فلا يلزم منه إعادة تلك
الصلاة، أو أن ذلك مما تعذر فيه لعدم العلم، كما في حديث معاوية بن الحكم لما تكلم
في الصلاة، والذين قالوا: لا تصح صلاة المنفرد خلف الصف، قالوا: إنه يصح إحرامه
فإن دخل في الصف قبل الركوع صحت قدوته وإلا بطلت صلاته، وهذا يصلح أن يكون جوابًا
آخر. انتهى.
قال ابن حبان: خبر أبي بكرة
يوهم عالمًا من الناس أن صلاة المصلي خلف الصف وحده جائزة لجواز المصطفى صلاة أبي
بكرة، وقد افتتحها وحده ثم لحق بالصف وليس كذلك، لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
قد يزجر عن الشيء بلفظ العموم، ثم يستثني بعض ذلك العموم فيبيحه بشرط معلوم، ويبقى
الباقي منه مزجورًا عنه، كنهيه صلى الله عليه وسلم عن المزابنة بلفظ العموم ثم
استثنى بعض ذلك وهو بيع العرايا فأباحه بشرط معلوم وبقي باقي المزابنة منهيًّا عنه
وكذلك زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة المرء خلف الصف وحده بلفظ العموم، ثم
استثنى بعض ذلك العموم، وهو مقدار دخول المرء في الصلاة قبل أن يلحق بالصف، وبقي
الباقي على حاله مزجورًا عنه لا ينكر هذا إلا من قل عمله بالسنن وألفاظها والنواهي
وأنواعها، ثم حُرِمَ التوفيق بالجمع بينهما إذا تضادت في الظاهر".
وقال ابن سيد الناس في
"النفح الشذي" 4/ 231:
"ولا يُعد حكم الشروع في
الركوع حكم الصلاة كلها، فهذا أحمد بن حنبل يرى أن صلاة المنفرد خلف الصف باطلة
ويرى أن الركوع دون الصف جائز".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
٭ ٭ ٭