words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الاثنين، 26 ديسمبر 2022

تلقين المحتضرين لا إله إلا الله

 

(371) "لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله".

 

أخرجه مسلم (916)، وأبو داود (3117)، والترمذي (976)، والنسائي (1826)، وفي "السنن الكبرى" (1965)، وابن ماجه (1445)، وأحمد 3/ 3، وابن أبي شيبة 3/ 238، وعبد بن حميد (973)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (1)، وأبو يعلى (1096) و (1117) و (1239)، وأبو عروبة الحراني في "جزءه" (ص 8)، وابن حبان (3003)، والطبراني في "الدعاء" (1142) و (1147)، وابن منده في "التوحيد" (181) و (182)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 89)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2051) و (2052) و (2053)، وفي "حلية الأولياء" 9/ 224، والبيهقي 3/ 383، وفي "السنن الصغير" (1013)، وفي "معرفة السنن والآثار" (7308)، وفي "الشعب" (8797)، وفي "الدعوات الكبير" (617)، والبغوي في "شرح السنة" (1465) من طرق عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، قال: سمعت أبا سعيد، يقول: قال رسول الله ﷺ: فذكره.

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب صحيح".

وقال الدارقطني في "العلل" (2311):

 "يرويه عمارة بن غزية، عن يحيى، حدث به عنه جماعة: الدراوردي، وبشر بن المفضل، ويحيى بن عبد الله بن سالم ... وهو صحيح عنهم، ثم حدث به أبو سعيد الجندي، عن أبي مصعب، عن الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد، ووهم فيه.

وإنما رواه الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة".

 

وله شواهد من حديث أبي هريرة، وعائشة، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وحذيفة، ومعاذ بن جبل، وواثلة بن الأسقع، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن أبي أوفى:

 

أما حديث أبي هريرة:

فأخرجه مسلم (917)، وابن ماجه (1444)، وابن أبي شيبة 3/ 237، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (7)، والبزار (9763)، وأبو يعلى (6184)، وابن الجارود (513)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (891)، وابن المنذر في "الأوسط" (2923)، وأبو عروبة الحراني في "جزءه" - رواية الأنطاكي، والطبراني في "الدعاء" (1145)، وأبو بكر الأبهري في "الغرائب الحسان" (43)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2054)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 157، والبيهقي 3/ 383، وأبو علي البغدادي في "فضل التهليل" (24)، والطيوري في "الطيوريات" - انتخاب السلفي (310) من طرق عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، وابن منده في "التوحيد" (183) من طريق مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "المستخرج" (2054) من طريق محمد بن فضيل، ثلاثتهم عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد".

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1119) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 63/ 39 -، وابن العديم في "تاريخ حلب" 5/ 2290 من طريق سعيد بن سلام العطار، حدثنا عمر بن محمد بن صهبان المدني، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، وقولوا: الثبات الثبات، ولا قوة إلا بالله".

وقال الطبراني:

"لم يروه عن صفوان بن سليم إلا عمر بن محمد".

وإسناده تالف، سعيد بن سلام العطار: كذاب.

وعمر بن محمد بن صهبان: متروك.

وأخرجه تمام في "الفوائد" (1241)، وأبو علي البغدادي في "فضل التهليل" (23) من طريق محمد بن عيسى بن حيان المدائني، عن محمد بن الفضل بن عطية، حدثنا سليمان التيمي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، ولا تَمَلُّوهُم".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن الفضل بن عطية، ومحمد بن عيسى بن حيان: متروكان.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1144) من طريق أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

وأخرجه ابن حبان (3004) من طريق محمد بن إسماعيل الفارسي به، بلفظ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه".

 وإسناده فيه لين، محمد بن إسماعيل الفارسي: ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 78، وقال:

"يغرب".

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (906) و (907) و (1163)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 46 و 7/ 126- 127 و 10/ 397، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 257- 258، وفي "الشعب" (97) و (98) من طريق عيسى بن يونس، عن سفيان الثوري به، بلفظ:

"من قال لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر، أصابه قبله ما أصابه".

وإسناده صحيح، وقد خالف عيسى بنَ يونس: عبدُ الرزاق:

فأخرجه في "مصنفه" (6045) عن الثوري، عن حصين، ومنصور - أو أحدهما -، عن هلال بن يساف، عن أبي هريرة: موقوفا.

ولم يذكر أبا مسلم الأغر في إسناده.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (908)، والبيهقي في "الشعب" (96) من طريق أبي عوانة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة: مرفوعا.

وهذا الإسناد يقوّي رواية عيسى بن يونس، عن الثوري.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6396) من طريق حديج بن معاوية، حدثنا حصين، عن هلال بن يساف به.

وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (154) حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة: موقوفا.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3486)، وفي "الصغير" (393) من طريق حفص الغاضري، عن موسى الصغير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره ولو بعد ما يصيبه العذاب".

وإسناده ضعيف جدا، حفص الغاضري: متروك الحديث مع إمامته في القراءة.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 270 من طريق يزيد بن عبد الملك، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"زودوا موتاكم لا إله إلا الله".

وإسناده ضعيف، يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل: ضعيف.

وداود بن فراهيج مولى قيس بن الحارث بن فهر: صدوق تَغَيَّر بأَخَرَةٍ. وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (12).


وأما حديث عائشة:

فأخرجه النسائي (1827)، وفي "الكبرى" (1966)، والطبراني في "الدعاء" (1146) من طريق وهيب بن خالد، قال: حدثنا منصور ابن صفية، عن أمه صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا هلكاكم قول لا إله إلا الله".

ولفظ الطبراني: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

وهيب بن خالد: ثقة ثبت لكنه تغيّر قليلا بأخرة، وقد خالفه إمامان من أئمة الحديث:

فأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 237 عن سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق (6042) عن ابن جريج، كلاهما عن منصور ابن صفية، عن أمه، عن عائشة، قالت:

 "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

ولفظ عبد الرزاق: "لا تذكروا موتاكم إلا بخير، ولقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله".

والشطر الأوّل عند ابن أبي شيبة 3/ 367، وهناد بن السري في "الزهد" (1165)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (90) من طريق سفيان الثوري، عن منصور ابن صفية به.


وأما حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

فأخرجه ابن ماجه (1446)، والبزار (2248)، والطبراني 14/ (14774)، والضياء في "المختارة" (128)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 293 من طريق أبي عامر العقدي، قال: حدثنا كثير بن زيد، عن إسحاق بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، قالوا: يا رسول الله، كيف للأحياء؟ قال: أجود، وأجود".

وإسناده ضعيف، إسحاق بن عبد الله بن جعفر: مجهول، وقال ابن حجر:

"هذا حديث حسن!...والزيادة محفوظة من حديث عبد الله بن جعفر في دعاء الكرب، فإن كان الراوي ضبطها هنا وإلا فقد دخل له حديث في حديث، وقد أخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) - 3/ 238 - من طريق النضر بن قيس، عن رجل من أهل المدينة: أن رجلاً اشتكى، فقال

عبد الله بن جعفر: لقنوه لا إله إلا الله، فإنها من كانت آخر كلامه دخل الجنة".


وأما حديث عبد الله بن مسعود:

فأخرجه الطبراني 10/ (10417) من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله رفعه قال:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن نفس المؤمن تخرج رشحا، ونفس الكافر تخرج من شدقه،كما تخرج نفس الحمار".

وخالف سليمان بنَ أيوب: حبانُ بن هلال:

فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (10) من طريقه، عن حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 238 من طريق شريك القاضي، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله، قال:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنها لا تكون آخر كلام امرئ مسلم إلا حرمه الله على النار".

وشريك: سيئ الحفظ.


وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه الطبراني 12/ (13024) - ومن طريقه ابن الفاخر في "موجبات الجنة" (32) - حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فمن قالها عند موته وجبت له الجنة. قالوا: يا رسول الله فمن قالها في صحة؟ قال: تلك أوجب، وأوجب. ثم قال: والذي نفسي بيده لو جيء بالسماوات والأرضين، ومن فيهن وما بينهن، وما تحتهن فوضعت في كفة الميزان، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن".

وإسناده ضعيف، وفيه علل:

أولًا: عبد الله بن صالح: كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة كما في "التقريب"، وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 244):

"عبد الله بن صالح: أدخلت عليه أحاديث عديدة، فلا اعتداد الا بما رواه المتثبتون عنه بعد اطلاعهم عليه في أصله الذي لا ريب فيه".

ثانيًا: بكر بن سهل الدمياطي: ضعيف، قال العلامة المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 244):

"بكر بن سهل: ضعفه النسائي، وهو أهل ذلك، فإن له أوابد".

ثالثًا: الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، قال أبو حاتم كما في "المراسيل" (508):

"علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مرسل إنما يروي عن مجاهد، والقاسم بن محمد، وراشد بن سعد، ومحمد بن زيد".

وقال ابن حبان في "الثقات" 7/ 211:

"يروى عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره".

وأخرج الحاكم في "تاريخه" كما في "الجامع الكبير" 1/ 724، والبيهقي في "الشعب" (8282) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 219 - من طريق أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمويه بن مسلم، حدثنا أبي، حدثنا النضر بن محمد البيسكي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم بن مهاجر، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال:

"افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله، ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله، فإنه من كان أول كلامه لا إله إلا الله، وآخر كلامه لا إله إلا الله، ثم عاش ألف سنة ما سئل عن ذنب واحد".

وقال البيهقي:

"متن غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".

وقال ابن الجوزي:

"هذا حديث موضوع على رسول الله ﷺ، وقد ضعف البخاري إبراهيم بن مهاجر، وابن محمويه وأبوه: مجهولا الحال".

وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 337):

"هذا موضوع، فالآفة محمويه، أو ابنه".

 

وأما حديث جابر بن عبد الله:

فأخرجه البزار (785) كشف، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 72، والطبراني في "الدعاء" (1141)، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 102)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 310، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 286 من طريق عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن جابر، أن النبي ﷺ قال:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

وإسناده ضعيف جدا، عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر، مولى عبد الله بن السائب المخزومي: متروك، وقد كذبه الثوري.

وقال ابن حبان: وعبد الوهاب كان ممن يروي عن أبيه ولم يره، ويجيب في كل ما يسأل وإن لم يحفظه، فاستحق الترك، كان الثوري يرميه بالكذب.

وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة.

وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ترك حديثه.

وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 52/ 189- 190، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 2/ 204، وابن كثير في "طبقات الشافعيين" 1/ 227 من طريق بشر بن دحية، حدثنا قزعة بن سويد، حدثنا عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، أن النبي ﷺ قال:

"من ختم له عند موته بلا إله إلا الله دخل الجنة".

وقزعة بن سويد، وبشر بن دحية: ضعيفان، وقال الدارقطني في "العلل" (3256):

"يرويه قزعة بن سويد، عن عمرو بن دينار، عن جابر، عن النبي ﷺ.

وخالفه ابن عيينة، وحاتم بن أبي صغيرة، روياه عن عمرو، عن جابر، عن معاذ بن جبل، عن النبي ﷺ، وهو الصواب".

والحديث عند الإمام أحمد 5/ 236، والحميدي (369)، وفي "جزء أبي الجهم" (112)، وفي "صحيح ابن حبان" (200)، والطبراني 20/ (63)، وابن منده في "الإيمان" (111)، وأبي نعيم في "الحلية" 7/ 312 عن سفيان بن عيينة، والطبراني 20/ (61)، وفي "الدعاء" (1465)، وابن منده في "الإيمان" (113) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، وعبد بن حميد (118)، والشاشي (1333)، والطبراني 20/ (59)، وفي "الدعاء" (1463)، وابن منده في "الإيمان" (112)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5963) من طريق سعيد بن زيد، والطبراني 20/ (60)، وفي "الدعاء" (1464) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، والطبراني 20/ (62) من طريق طلحة بن عمرو، خمستهم عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله:

"أن معاذا لما حضرته الوفاة، قال: اكشفوا عني سجف القبة، سمعت رسول الله ﷺ، يقول: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة".

وفي رواية الجماعة عن ابن عيينة إلا ابن حبان: "عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: أخبرني من شهد معاذا حين حضرته الوفاة...الحديث".

 

وأما حديث أنس:

فأخرجه البزار (6499)، وأبو يعلى (70)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 81، وابن عدي في "الكامل" 4/ 195 من طريق زائدة بن أبي الرقاد، حدثني زياد النميري، عن أنس:

"أن أبا بكر دخل على النبي ﷺ وهو كئيب، فقال له النبي ﷺ: مالي أراك كئيبا؟ قال: يا رسول الله كنت عند ابن عم لي البارحة فلان، وهو يكيد بنفسه، قال: فهلا لقنته لا إله إلا الله؟ قال: قد فعلت، يا رسول الله، قال: فقالها؟ قال: نعم، قال: وجبت له الجنة، قال أبو بكر: يا رسول الله، كيف هي للأحياء؟ قال: هي أهدم لذنوبهم، هي أهدم لذنوبهم".

وإسناده ضعيف، زياد النميري: ضعيف.

وزائدة بن أبي الرُّقاد الباهلي: منكر الحديث. وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (13).

 

وأما حديث حذيفة:

فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (2) من طريق منصور بن سقير، قال: حدثنا أبو معشر، عن إبراهيم بن محمد بن عاصم بن محمد بن عروة بن مسعود الثقفي، عن أبيه، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنها تهدم كل ما كان قبلها من الخطايا".

وإسناده ضعيف، أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني: ضعيف.

ومنصور بن صقير، ويقال: ابن سقير: ضعيف أيضا.

وإبراهيم بن محمد بن عاصم: مجهول.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 65، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5488)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 299- 300 من طريق محمد بن أبي معشر، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عاصم، عن أبيه، عن حذيفة بن اليمان، عن عروة بن مسعود الثقفي، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنها تهدم الخطايا كما يهدم السيل البنيان. قيل: يا رسول الله، كيف هي للأحياء؟ قال: هي للأحياء أهدم وأهدم".

وقال ابن حجر:

"هذا حديث غريب، وأبو معشر اسمه نجيح وهو ضعيف، وشيخه لا يعرف".

وأخرج البزار (2854)، وابن بشران في "أماليه" (673)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/ 85 - 86، وابن الأبار في "معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي" (ص 33)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 290 [1] من طريق الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن محمد بن جحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة عن النبي ﷺ، قال:

"يا حذيفة من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة، يا حذيفة من ختم له بصوم يبتغي به وجه الله دخل الجنة، يا حذيفة من ختم له عند الموت بإطعام مسكين يبتغي به وجه الله دخل الجنة".

وقال البزار:

"تفرد به الحسن بن أبي جعفر".

والحسن بن أبي جعفر: ضعيف.

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 653 من طريق هشام بن القاسم، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة به.

وقد اختلف في إسناده على عثمان البتي، وهشام بن القاسم:

فأخرجه أحمد 5/ 391، وابن أبي شيبة كما "المطالب العالية" (972) و (998) و (2887)، و "إتحاف الخيرة" (6125)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/ 84- 85 من طريق عثمان البتي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 218- 219، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 653- 654 من طريق هشام بن القاسم، كلاهما عن نعيم بن أبي هند، عن حذيفة به نحوه.

فلم يذكرا ربعي بن حراش.

وأخرجه الشجري في "أماليه" (103)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (104)، وابن الفاخر في "موجبات الجنة" (309) من طريق عثمان البتي، عن نعيم بن أبي هند الأشجعي، عن أبي مسهر - وعند ابن الفاخر: عن أبي سهل -، عن حذيفة به.

فزاد في إسناده أبا مسهر أو أبا سهل، ولم أعرفه.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2449)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 208 من طريق عطاء الخراساني، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي مسهر - وعند أبي نعيم: عن أبي سهل -، عن حذيفة به نحوه.

وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 108) من طريق الجراح بن منهال، عن أبي خالد الواسطي، عن أبي مسهر - كان من جلساء حذيفة -، عن حذيفة، قال: آخر حديث سمعته من رسول الله ﷺ، قال:

"من ختم له بلا إله إلا الله وجبت له الجنة".

وإسناده ضعيف جدا، الجراح بن المنهال: متروك الحديث.

وأخرجه محمد بن مخلد في "الفوائد" من طريق خالد بن يزيد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن حذيفة بن اليمان، قال:

"دخلت على رسول الله ﷺ في مرضه الذي قبض فيه، فرأيته يتساند إلى علي، فأردت أن أنحيه وأجلس مكانه، فقلت: يا أبا الحسن ما أراك إلا تعبت في ليلتك هذه، فلو تنحيت فأعينك، فقال رسول الله ﷺ: دعه فهو أحق بمكانه منك، ادن يا حذيفة، من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله دخل الجنة، يا حذيفة من أطعم مسكينا لله عز وجل دخل الجنة. قلت: يا رسول الله أكتم هذا أم أتحدث به؟ قال: بل تحدث به".

وإسناده ضعيف، خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك: ضعيف.

 

وأما حديث معاذ بن جبل:

فأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (772) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 48/ 255 - حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا فرج بن فضالة، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، قال:

"مرض معاذ بن جبل رضي الله عنه، فأتاه أصحابه يعودونه، فقال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: كلمة سمعتها من رسول الله ﷺ، قال: من كان آخر كلامه عند الموت لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدمت ما كان قبلها من الذنوب والخطايا، فلقنوها موتاكم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن فكيف هي للأحياء؟ قال: أهدم وأهدم".

 وإسناده ضعيف، فرج بن فضالة: ضعيف.

وإسناده منقطع بين مكحول ومعاذ.

وأخرج أبو داود (3116)، وأحمد 5/ 247، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 312، والبزار (2626)، والشاشي (1372) و (1373)، وابن المنذر في "الأوسط" (2901) طبعة دار الفلاح، والطبراني 20/ (221)، وفي "الدعاء" (1471)، وابن منده في "التوحيد" (185)، والكلاباذي في "معاني الأخبار" (ص  348)، والحاكم 1/ 351 و 500، وفي "المعرفة" (ص 76)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 243، وفي "الشعب" (93) و (8798) و (8800)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 333، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 186، والشجري في "أماليه" 1/ 17 و 18، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (692)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 38/ 35 و 36، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 74 و 19/ 101- 102، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 2/ 146، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 276 من طريق الضحاك بن مخلد، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".

وإسناده جيد، صالح بن أبي عريب: قال الذهبي في "الميزان" 2/ 298:

"قال ابن القطان: لا يعرف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عبد الحميد بن جعفر.

قلت: بلى، روى عنه حيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، وغيرهم.

له أحاديث.

وثقه ابن حبان".

وقال مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 6/ 340:

"ولما ذكره ابن خلفون في (الثقات) قال: قال ابن وضاح: سمعت أبا جعفر السبتي يقول: صالح بن أبي عريب شامي شيخ".

وأخرجه أحمد 5/ 233 عن محمد بن بكر، عن عبد الحميد بن جعفر به.

وأخرجه البزار (2625) من طريق أبي سفيان الحميري سعيد بن يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر به، بلفظ: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة".

 

وأما حديث واثلة:

فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 186 حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن، حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا أحمد بن أبي الطيب أبو سليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي معاذ عتبة بن حميد، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله ﷺ:

"احضروا موتاكم ولقنوهم: لا إله إلا الله، وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من الرجال والنساء، يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان لأقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده، لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف، والذي نفسي بيده، لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على حياله".

وقال أبو نعيم:

"غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل".

وإسناده ضعيف، عتبة بن حميد البصري: ضعفه الإمام أحمد.

وإسماعيل بن عياش: ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها.

وأبو بكر: لم أجده، والذي وجدته في تلاميذ ابن الجارود هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن ويكنى بأبي بكر، فالذي يظهر لي أنه هو نفسه، وقد أقحمت (حدثنا) بين اسمه وكنيته، وقد تكرّر هذا أيضا في "الحلية" 8/ 101، والله أعلم.

وقد اختلف في سماع مكحول من واثلة.

 

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه ابن شاهين في "كتاب الجنائز" كما في "نصب الراية" 2/ 254 من طريق حفص بن سليمان، حدثني عاصم، وعطاء بن السائب، عن زاذان، عن ابن عمر مرفوعا:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه ليس مسلم يقولها عند الموت إلا أنجاه الله من النار".

وإسناده ضعيف جدا، حفص بن سليمان الأسدي: متروك الحديث مع إمامته في القراءة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3830) حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من لقن لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إلا أبو الأحوص".

وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني قال فيه الدارقطني: لم يكن بذاك، تفرد بأشياء. وقد اختلف فيه على عطاء بن السائب وكان قد اختلط:

فأخرجه أحمد 3/ 474، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2935)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7212) من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن زاذان أبي عمر، قال: حدثني من سمع النبي ﷺ يقول:

 "من لقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة".

وإسناده صحيح، حماد بن سلمة: ممن روى عن عطاء قبل اختلاطه على الراجح، قال حمزة بن محمد الكتاني في "أماليه":

"حماد بن سلمة: قديم السماع من عطاء بن السائب".

وصحّح يحيى بن معين، والطحاوي رواية حماد بن سلمة عن عطاء.

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 4/ 295:

"وهذا أقوى طرق هذا الحديث، لأن حمادًا سمع من عطاء قبل اختلاطه، وكأن من قال فيه: عن ابن عمر صحّفها من أبي عمر كنية زاذان، وهذا من العلل الخفية، فلله الحمد على ما ألهم وعلّم".

وأخرجه الطبراني 19/ (675) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6039) - من طريق عبيد الله بن تمام السلمي، عن محمد بن تمام، حدثني عطاء بن السائب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من لقن عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة".

وعبيد الله بن تمام السلمي: ضعيف.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 238 حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، قال:

"من قال لا إله إلا الله عند موته دخل الجنة".

ومحمد بن فضيل سمع من عطاء بعد الاختلاط.


وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى:

فأخرجه عبد الله بن أحمد 4/ 382 - فقال: وكان في كتاب أبي -، والبيهقي في "الشعب" (7508)، والرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 369- 370 عن يزيد بن هارون، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (15) من طريق حماد بن سلمة، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 460، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (241) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 205- 206 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أربعتهم عن فائد بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، قال:

"جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، إن ههنا غلاما قد احتضر يقال له قل: لا إله إلا الله فلا يستطيع أن يقولها، قال: أليس قد كان يقولها في حياته؟ قالوا: بلى، قال: فما منعه منها عند موته؟ قال: فنهض رسول الله ﷺ، ونهضنا معه حتى أتى الغلام، فقال: يا غلام قل: لا إله إلا الله. قال: لا أستطيع أن أقولها، قال: ولم؟ قال: لعقوق والدتي، قال: أحية هي؟ قال: نعم، قال: أرسلوا إليها. فأرسلوا إليها فجاءت، فقال لها رسول الله ﷺ: ابنك هو؟ قالت: نعم، قال: أرأيت لو أن نارا أججت فقيل لك: إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار. قالت: إذا كنت أشفع له، قال: فأشهدي الله، وأشهدينا معك بأنك قد رضيت. قالت: قد رضيت عن ابني، قال: يا غلام، قل: لا إله إلا الله. فقال: لا إله إلا الله، فقال رسول الله ﷺ: الحمد لله الذي أنقذه من النار".

وقال عبد الله بن الإمام أحمد:

"لم يحدث أبي بهذا الحديث، ضرب عليه من كتابه، لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، وكان عنده متروك الحديث".

 

يستفاد من الحديث

 

استحباب تلقين المحتضر كلمة التوحيد، واعلم رحمني اللهُ وإياك أنه لا بدّ من فهم معنى (لا إله إلا الله) والعمل بلوازمها ومقتضياتها من موالاة ومعاداة، وحب وبغض، وجهاد، ومعرفة الشرك والتوحيد بشموليته فرض على كل مسلم، والبراءة من كل شرع غير شرع الله من أهم معاني (لا إله إلا الله) - خصوصًا في هذا العصر - وهذه الكلمة لها سبعة شروط، قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى في "منظومته":

وبشروطٍ سبعةٍ قد قُيدت ... وفي نصوصِ الوحي حقًّا وردت

فإنه لم ينتفع قائلها ... بالنطقِ إلا حيث يستكملها

العلمُ واليقين والقبول ... والانقياد فادر ما أقول

والصدق وَالإخلاص وَالمَحَبَّة ... وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه.

وقال الشيخ حافظ أيضا في "معارج القبول" 2/ 418 أثناء كلامه على شروط لا إله إلا الله:

"وليس المراد من ذلك عدّها وحفظها، فكم من عاميّ اجتمعت فيه والتزمها، ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك، وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيرًا فيما يناقضها".

وقال الشيخ أيضا حينما سئل عن شروط شهادة أن لا إله إلا الله:

"شروطها سبعة: الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا. الثاني: استيقان القلب بها. الثالث: الانقياد لها ظاهرا وباطنا. الرابع: القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها. الخامس: الإخلاص فيها. السادس: الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط. السابع: المحبة لها ولأهلها، والموالاة والمعاداة لأجلها".

وقال العلّامة أبو محمد المقدسي في "كشف شبهات المجادلين":

"الكفر بالطاغوت مع الإيمان بالله ما هو إلا شرط من شروط عدّة لهذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله)، ولقد تكلّم العلماء في شروطها وذكروا الأدلّة على ذلك ليعرف المسلم أنّها ليست بكلمة تُلفظ باللسان وكفى، فذكروا الشرط المتقدم:

أولًا: العلم بمقتضاها نفيًا وإثباتًا.

ثانيًا: الانقياد لحقوقها.

وذكروا أيضًا...

ثالثًا: الصدق المنافي للكذب.

رابعًا: الإخلاص المنافي للشرك.

خامسًا: اليقين المنافي للشك.

سادسًا: المحبة لهذه الكلمة ولما دّلت عليه.

سابعًا: القبول المنافي لردّ أي شيء من لوازمها".

وانظر "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" 4/ 295.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭


___________________________

1 - وجاء في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (258) حدثنا الحسن بن قتيبة، حدثنا حفص بن عمر البصري، عن ابن عجلان، عن حذيفة به.

وهذا فيه تحريف وسقط، فأما التحريف (ابن عجلان)، والصواب: عجلان وهو الحسن بن أبي جعفر، وأما السقط فقد سقط منه: (محمد بن جحادة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش)، وقد تكون الآفة من الحسن بن قتيبة المدائني فإنه متروك الحديث، وانظر "إتحاف الخيرة" (1841)، و "تاريخ دمشق" 12/ 269- 270.

الخميس، 15 ديسمبر 2022

تغميض عيني الميت والدعاء له


(370) "دخل رسول الله ﷺ على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر. فضج ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم افسح في قبره، ونور له فيه".

 

أخرجه مسلم (920- 7)، وأبو داود (3118)، والنسائي في "الكبرى" (8227) و (8285)، وابن ماجه (1454)، وأحمد 6/ 297، وأبو يعلى (7030)، وابن حبان (7041)، والطبراني 23/ (712)، وفي "الدعاء" (1154)، وفي "مسند الشاميين" (2143)، والدارقطني في "العلل" 15/ 208، وأبو نعيم في "المستخرج" (2059)، والبيهقي 3/ 384- 385، وفي "السنن الصغير" (1018)، وفي "المعرفة" (7313)، والبغوي في "شرح السنة" (1468)، وفي "الأنوار" (668)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 26- 27 من طرق عن أبي إسحاق الفزاري، ومسلم (920- 8)، والطبراني 23/ (713)، وفي "الدعاء" (1155)، وفي "مسند الشاميين" (2144)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 344، والدارقطني في "العلل" 15/ 208 و 209، وأبو نعيم في "المستخرج" (2060)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 27 من طريق عبيد الله بن الحسن، والطبراني 23/ (714)، وفي "الشاميين" (2145)، والدارقطني في "العلل" 15/ 209 من طريق مخلد بن هلال، وابن بشران في "أماليه" (729) من طريق الأوزاعي، أربعتهم عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أم سلمة، قالت: فذكره.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 241، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 343 من طرق عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذؤيب: مرسلا.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2925) من طريق خالد بن عبد الله، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أم سلمة:

"أن رسول الله ﷺ ولي أبا سلمة وولي تغميضه، وقال: إن الروح إذا خرج تبعه البصر...الحديث".

فلم يذكر قبيصة، وجعله من مسند زينب بنت أم سلمة.

وأخرجه عبد الرزاق (6067)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 241- 242 من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة به نحوه.

فلم يذكر قبيصة ولا أم سلمة في الإسناد.

ورواه الزهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 191 من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أم سلمة، قالت:

"لما حضر أبا سلمة الموتُ حضرة رسول الله ﷺ، فلما شخص أغمض رسول الله ﷺ عينيه".

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 241 من طريق ابن أبي ذئب، ويونس بن يزيد، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، والبغوي في "شرح السنة" (1467) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أربعتهم عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب: مرسلا.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 241 من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عمن سمع قبيصة بن ذؤيب يحدث:

"أن النبي ﷺ أغمض أبا سلمة حين مات".

وقال الدارقطني في "العلل الدارقطني" 15/ 208:

"وكذلك قال يونس، عن الزهري قال: أخبرني من سمع قبيصة، وأرسله أيضا، وهو أشبهها بالصواب عن الزهري".

وأخرجه مسلم (919)، والترمذي (977)، وابن ماجه (1447)، وأحمد 6/ 291، وإسحاق بن راهويه (1908)، وابن أبي شيبة 3/ 236، والطبراني 23/ (940)، وفي "الدعاء" (1151)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 181- 182 عن أبي معاوية، وأبو داود (3115)، وأحمد 6/ 322، وعبد الرزاق (6066)، وابن حبان (3005)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (863) و (864)، والطبراني 23/ (722)، وفي "الدعاء" (1148)، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن الفضل بن دكين عاليا" (62) عن الثوري، والنسائي (1825)، وفي "الكبرى" (1964) و (10841)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1069)، وأحمد 6/ 306 عن يحيى بن سعيد القطان، وأحمد 6/ 306، والبيهقي 4/ 64 عن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن راهويه (1907) عن عيسى بن يونس، وعبد بن حميد (1537)، والبيهقي 3/ 383- 384 و 384 عن عبيد الله بن موسى، وأبو يعلى (6964) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "المعجم الصغير" (631)، وفي "الدعاء" (1149) - وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 62 - من طريق عيسى بن الضحاك، والطبراني في "الدعاء" (1150) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والحاكم 4/ 16 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبغوي في "شرح السنة" (1461) من طريق محاضر بن المورع، كلهم جميعا عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ:

"إذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. قالت: فلما مات أبو سلمة، أتيت النبي ﷺ، فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات، فقال: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة. قالت: فقلت، فأعقبني الله عز وجل من هو خير لي منه، محمدا ﷺ".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه الطبراني 23/ (723) من طريق يحيى الحماني، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ:

"إذا أصيب أحدكم بمصيبة، فليقل: اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا بها. فلما مات أبو سلمة، فقلت: من يعقبني الله بعد أبي سلمة، قالت: فأعقبني الله خيرا منه محمدا رسول الله ﷺ".

وشريك هو النخعي: سيئ الحفظ.

ويحيى الحماني: قال البخاري:

"رماه أحمد بن حنبل وابن نمير" يعني: بالكذب.

وقال الحافظ:

"حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث".

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (725)، وفي "الدعاء" (1234) من طريق واصل بن حيان، عن أبي وائل، قال: قالت أم سلمة:

"لما مات أبو سلمة، قلت: يا رسول الله كيف أقول؟ قال: قولي اللهم اغفر له، وأعقبني منه عقبى نافعة. فقلتها، فأعقبني رسول الله ﷺ".

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1152) من طريق عثمان بن سعيد الأنماطي، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، عن عمرو بن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم سلمة به.

 وإسناده ضعيف، عمرو بن أبي قيس الرازي: وثق، وله أوهام.

 

وله شواهد من حديث أبي بكرة، وشداد بن أوس، وأبي هريرة:

 

أما حديث أبي بكرة:

فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 112- 1123 عن خليفة بن خياط، والبزار (3669) عن عمرو بن مالك، والطبراني في "الدعاء" (1156) مختصرا من طريق أبي غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي، ثلاثتهم عن عون بن كهمس، عن محمد بن أبي النوار مولى لقريش، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، قال:

"دخل رسول الله ﷺ على أبي سلمة، وهو في الموت، فلما شق بصره مد رسول الله ﷺ يده، فأغمضه، فلما أغمضه صاح أهل البيت، فسكتهم رسول الله ﷺ، وقال: إن النفس إذا خرجت يتبعها البصر، وإن الملائكة تحضر الميت، فيؤمنون على ما يقول أهل البيت. ثم قال ﷺ: اللهم ارفع درجة أبي سلمة في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يوم الدين".

وقال البزار:

"لا نعلم رواه بهذا اللفظ إلا أبو بكرة، ولا نعلم له عنه طريقا إلا هذا الطريق".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8411) عن موسى بن عيسى الجزري البصري، حدثنا صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب، حدثنا عباد بن صهيب، حدثنا محمد بن أبي النوار مولى قريش، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، حدثنا أبو بكرة، قال:

"دخلت مع رسول الله ﷺ على أبي سلمة وهو بالموت، فلما شق بصره أهوى إليه رسول الله ﷺ فأغمضه، وصوت أهله فسكنهم، ثم قال: إن النفس إذا خرجت اتبعها البصر، وإن الملائكة تحضر الميت يؤمنون على ما يقول أهل الميت. ثم قال: اللهم ارفع درجة أبي سلمة في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله رب العالمين".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أبي بكرة إلا من حديث محمد بن أبي النوار، ولم يروه عن محمد بن أبي النوار إلا عباد بن صهيب، وعون بن كهمس، ولم يروه عون بهذا التمام، ولا وصل إسناده، ورواه عن محمد بن أبي النوار، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، ولم يقل عن أبيه".

وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 330:

"رواه البزار والطبراني في (الأوسط) بنحوه، وفيه محمد بن أبي النوار وهو مجهول".

قلت: محمد بن أبي النوار: وثّقه ابن حبان، والدارقطني، وإنما المجهول هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة.

 

وأما حديث شداد بن أوس:

فأخرجه ابن ماجه (1455)، وأحمد 4/ 125، والبزار (3478)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 216، والطبراني 7/ (7168)، وفي "الأوسط" (1015) و (5975)، وفي "الدعاء" (1153)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 72، وأبو الحسن السكري في "الفوائد المنتقاة"، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 414، والحاكم 1/ 352 من طرق عن قزعة بن سويد، عن حميد الأعرج، عن الزهري، عن محمود بن لبيد، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا حضرتم موتاكم، فأغمضوا البصر، فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيرا، فإنه يؤمن على ما قال أهل الميت".

وفي لفظ: "فإنه يؤمن على ما قال أهل البيت".

وقال الطبراني:

"تفرد به قزعة بن سويد".

وقال ابن عدي:

"وهذا الحديث لا أعلمه رواه عن حميد غير قزعة".

وإسناده ضعيف، قزعة بن سويد الباهلي: ضعيف.

 

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه مسلم (921)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2061)، والبيهقي 3/ 385 من طرق عن عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (6069) - عن ابن جريج، ومسلم (921- 9)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2062) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، قال: أخبرني أبي، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله ﷺ:

"ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره؟ قالوا: بلى، قال: فذلك حين يتبع بصره نفسه".


يستفاد من الحديث

 

أولًا: استحباب تغميض عيني الميت لمن حضره، قال الطيبي في "شرح المشكاة" 4/ 1373:

"قوله: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) يحتمل أن يكون علة للإغماض، كأنه قال: أغمضته، لأن الروح إذا فارق في الذهاب، فلم يبق لانفتاح بصره فائدة، وأن يكون علة للشق، والمعنى: أن المحتضر يتمثل له الملك المتوفي لروحه فينظر إليه شزرًا، ولا يرتد طرفه حتى يفارقه الروح، وتضمحل بقايا قوى البصر، ويبقى البصر على تلك الهيئة، ويعضده ما روى أبو هريرة عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره؟ قالوا: بلي، قال: فذلك حين يتبع بصره نفسه. أخرجه مسلم".

 

ثانيًا: أن الروح أجسام لطيفة متخللة في البدن وتذهب الحياة من الجسد بذهابها.

 

ثالثًا: أن الموت ليس بإفناء وإعدام وإنما هو انتقال وتغير حال، وإعدام الجسد دون الروح إلا ما استثني من عجب الذنب.


رابعًا: النهي عن الدعاء عند الميت إلا بخير.

 

خامسًا: استحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الآخرة والدنيا.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام