words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 26 أبريل 2019

الخميس، 25 أبريل 2019

صفة السلام في الصلاة




(213) "كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، وعن يساره، حتى أرى بياض خده".

أخرجه مسلم (582)، والنسائي (1316) و (1317)، وفي "الكبرى" (1240) و (1241)، وأحمد 1/ 172، والدارمي (1345)، وعبد بن حميد (144)، وابن سعد 1/ 148، والدورقي في "مسند سعد" (21) و (22)، والبزار (1100)، وأبو يعلى (801)، وابن خزيمة (726)، وأبو عوانة (2049) و (2050) و (2051)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 267، والشاشي في "مسنده" (109)، والدارقطني 2/ 172، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (71)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 36، والبيهقي 2/ 177-178، وفي "الخلافيات" (2304) من طرق عن عبد الله بن جعفر، وابن ماجه (915)، وأحمد 1/ 180-181، وابن أبي شيبة 1/ 298، وابن خزيمة (727) (1712)، والطحاوي 1/ 267، وابن حبان (1992)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 175-176، والبيهقي 2/ 178، وفي "المعرفة" (3840)، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 191-192 من طرق عن مصعب بن ثابت، والشافعي 1/ 98، وفي "الأم" 1/ 144 و 145 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (3838)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 366 - عن إبراهيم بن محمد، وابن المنذر في "الأوسط" (1539)، والشاشي (110) من طريق محمد بن عمرو، أربعتهم عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد،
عن أبيه، قال: فذكره.
وعند الطحاوي 1/ 266 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن مصعب بن ثابت بإسناده بلفظ: "كان يسلم في آخر الصلاة تسليمة واحدة: السلام عليكم".
وقال الطحاوي:
"إنما رواه كما ذكره الدراوردي خاصة، وقد خالفه في ذلك كل من رواه عن مصعب...فهذا عبد الله بن المبارك مع حفظه وإتقانه قد رواه عن مصعب على خلاف ما رواه الدراوردي عنه، ووافقه على ذلك محمد بن عمرو مع تقدمه وجلالته، ثم قد روي هذا الحديث عن إسماعيل بن محمد عن غير مصعب، كما رواه محمد بن عمرو، وابن المبارك لا كما رواه الدراوردي".
أخرجه ابن ماجه (915) من طريق بشر بن السري، وابن خزيمة (727) و (1712)، والطحاوي 1/ 267، وابن حبان (1992)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 175-176، والبيهقي 2/ 178، وفي "المعرفة" (3840)، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 191-192 من طرق عن عبد الله بن المبارك، وأحمد 1/ 180-181، وابن أبي شيبة 1/ 298، والطحاوي 1/ 267 من طريق محمد بن عمرو، ثلاثتهم عن مصعب به، بلفظ:
"كان يسلم عن يمينه، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، حتى يرى بياض خديه من هاهنا ومن هاهنا".
وأخرجه أحمد 1/ 186، والدورقي (25)، والبزار (1118)، والشاشي (107) و (108)، والبغوي في "شرح السنة" (698) من طرق عن أبي معشر المدني نجيح بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عامر بن سعد، عن سعد، قال:
"كنت أرى صفحتي خدي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره إذا سلم".
وإسناده ضعيف من أجل أبي معشر.

وله شواهد من حديث عبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأبي موسى الأشعري، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عمر، وعمار بن ياسر، وعدي بن عميرة، وطلق بن علي، ووائل بن حجر، وسهل بن سعد، وجابر بن سمرة، والمغيرة بن شعبة، ووائلة بن الأسقع، ويعقوب بن الحصين، وأبي رمثة، وأوس بن أوس، وأبي مالك الأشعري:
أما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه أبو داود (996)، والترمذي (295)، والنسائي (1324)، وفي "الكبرى" (1246) و (1247) و (1248)، وابن ماجه (914)، وأحمد 1/ 390 و 409 و 444، وعبد الرزاق في "المصنف" (3130)، وابن أبي شيبة 1/ 298-299 و 299، وفي "المسند" (357)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 114 - السفر الثالث، والطوسي في "مختصر الأحكام" (278)، وأبو يعلى (5102) و (5214)، والقطيعي في "الألف دينار" (159)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 267، وابن الجارود في "المنتقى" (209)، وابن حبان (1991) و (1993)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (13056)، والطبراني 10/ (10173)، والدارقطني في "العلل " 5/ 11، والبيهقي في "الخلافيات" (2306) و (2307)، والخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" 1/ 718 و 3/ 1649، والبغوي في "شرح السنة" (697) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه، وعن شماله، حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله".
وأخرجه ابن خزيمة (728) من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، عن أبي إسحاق به، وزاد في التسلمتين: "وبركاته" وهي زيادة شاذة، فقد أخرجه
أبو داود (966)، وابن أبي شيبة في "المسند" (357) من طرق عن
عمر بن عبيد الطنافسي، عن أبي إسحاق فلم يذكروها.
وزاد ابن حبان (1993) من طريق محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق به: في التسليمة الثانية: "وبركاته"، وأما في مطبوع "التقاسيم والأنواع" (7044) فجاءت هذه الزيادة في التسليمتين كلتيهما!، وقال محققاه أنهما: استدركاها من "موارد الظمآن"! وهي مثبتة في طبعة "موارد الظمآن" (516) بتحقيق محمد عبد الرزاق حمزة، وأما الطبعة التي حققها حسين سليم أسد فقد ذكرها في نفس الموضع الذي في طبعة "الإحسان" (1993)، يعني في التسليمة الأخيرة، وهي زيادة مقحمة لا سبيل لثبوتها لا عن محمد بن كثير، ولا عن سفيان، ولا عن أبي إسحاق، ودونك التفصيل:
فقد أخرجه أبو داود (966) - ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (2306) - عن محمد بن كثير، أخبرنا سفيان به، فلم يذكر هذه الزيادة.
وأخرجه الترمذي (295) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (697)-، والنسائي (1324)، وفي "الكبرى" (1248)، وأحمد 1/ 444، والطوسي في "مختصر الأحكام" (278)، وابن الجارود في "المنتقى" (209)، والدارقطني في "العلل " 5/ 11 عن عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد 1/ 390 و 444، وأبو يعلى (5214) عن وكيع، وأحمد 1/ 409، والطبراني 10/ (10173) عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (3130) )، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 114 - السفر الثالث، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 267، والطبراني 10/ (10173) عن أبي نعيم، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 267 من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، خمستهم عن سفيان، عن أبي إسحاق به، فلم يذكروا هذه الزيادة.
وقد رواه جمعٌ من الحفاظ عن أبي إسحاق فلم يذكروا هذه الزيادة فهي شاذة لا شكّ فيها.
وأخرجه أبو داود (996)، وأحمد 6/ 406، والشاشي (695) و (696)، والطبراني (10173)، والبيهقي في "الخلافيات" (2306) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، والأسود، عن عبد الله به.
وأخرجه الطبراني (10174) من طريق مغيرة، عن أبي الأحوص به.
وقال أبو داود:
"شعبة كان ينكر هذا الحديث - حديث أبي إسحاق - أن يكون مرفوعا".
وقال الترمذي، والطوسي:
"حديث حسن صحيح".
وقال الدارقطني في "سننه" 2/ 173:
"اختلف على أبي إسحاق في إسناده، ورواه زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعلقمة، عن عبد الله، وهو أحسنهما إسنادا".
أخرجه النسائي (1083) و (1142) و (1319)، وفي "الكبرى" (674) و (732) و (1243)، وأحمد 1/ 386، والطيالسي (279)، وابن أبي شيبة 1/ 299، وفي "المسند" (426)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 114-115 - السفر الثالث، والبزار (1609)، وأبو يعلى (5128) و (5334)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268،
والشاشي (355)  و (429) و (431)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (623)، والطبراني 10/ (10172)، والدارقطني 2/ 173، وابن بشران في "الأمالي" (316)، وابن حزم في "المحلى" 2/ 275-276 و 4/ 130، والبيهقي 2/ 177، وفي "المعرفة" (3850)، وفي "الشعب" (2868)، وفي "الخلافيات" (2308) من طرق عن زهير بن معاوية، قال: حدثني أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعلقمة، عن عبد الله، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود، ويسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده، قال: ورأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يفعلان ذلك".
وقرن بزهير عند الشاشي (429): شريك.
وقرن بزهير عند الشاشي (355)، و "السنن الكبرى"، و"معرفة السنن والآثار"، و"شعب الإيمان": إسرائيل.
وأخرجه أحمد 1/ 418، والبزار (1610) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعلقمة، عن عبد الله به.
وأخرجه الشاشي (430)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله به.
وأخرجه الطحاوي أيضا 1/ 268 من طريق إسرائيل، والشاشي (428) من طريق يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله به.
ليس فيه عبد الرحمن بن الأسود.
وأخرجه الطيالسي (284) حدثنا همام، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله به، وزاد في التسليمة الأولى:
"وبركاته".
وهمام بن يحيى: لم يذكروه فيمن روى عن عطاء قبل اختلاطه بل لم يذكروه في شيوخه، فهي زيادة منكرة، وقد اضطرب فيه، وسيأتي الكلام عليه عند حديث علي بن أبي طالب بعد قليل إن شاء الله تعالى.
وأخرجه النسائي (1325)، وفي "الكبرى" (1249)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268، والدارقطني 2/ 173، والبيهقي 2/ 177 من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود وأبي الأحوص به.
وأخرجه الطبراني 10/ (10176)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 348، والبيهقي في "الخلافيات" (2309) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن الأسود وعلقمة ومسروق وعبيدة السلماني، عن عبد الله به.
وقال أبو نعيم:
"لم يروه عن أبي إسحاق مجموعا هكذا إلا أبو مالك عبد الملك بن الحسين النخعي".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الملك بن الحسين: متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني (10189) من طريق هشام الدستوائي، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله به.
وأخرجه أبو يوسف في "الأثار" (280) عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن ابن مسعود به.
وأخرجه الطبراني (10188) من طريق أبي حنيفة - وهو في "مسنده" (41) رواية الحصكفي - عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به.
وتابع أبا حنيفة على هذا الوجه: محمد بن أبان الجعفي، وهشام بن عبد الرحمن الكوفي:
أخرجه الطبراني (10187) من طريق محمد بن أبان الجعفي، والطبراني في "الأوسط" (6121) من طريق هشام بن عبد الرحمن الكوفي، كلاهما عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة إلا هشام بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبان!".
وأخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 114 - السفر الثالث: عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 299 من طريق الفضيل بن عمرو، عن إبراهيم، عن عبد الله به.
وأخرجه أحمد 1/ 409، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 114 - السفر الثالث، والبزار (1974)، والطبراني (10178) و (10179) من طريق جابر الجعفي، والبزار (1972)، والطبراني (10183)، وفي "الأوسط" (8324) من طريق المغيرة، والبزار (1961)، والدارقطني في "العلل" 5/ 266، والطبراني 10/ (10180)، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 70، من طريق الأعمش، والدارقطني في "العلل" 5/ 266، والطبراني (10184) من طريق خالد الحذاء، والطبراني (10181) من طريق إبراهيم، وعبد الرزاق (3127) - ومن طريقه الطبراني 10/ (10177)، وابن حزم في "المحلى" 3/ 275 - من طريق حماد بن أبي سليمان، ستتهم عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله به.
وزاد ابن حزم "وبركاته" في التسليمتين!، وهو إنما يرويه من طريق عبد الرزاق والحديث في "مصنف عبد الرزاق" فلم يذكرها، ومن طريقه الطبراني ولم يذكرها أيضا، وعلى فرض ثبوتها عن حماد بن أبي سليمان فلا يحتج بما تفرّد به فهو له أوهام.
وأخرجه الطبراني 10/ (10182) من طريق الحجاج، عن الشعبي، وأبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله، ويقبل بصفحة وجهه عليهم".
والحجاج هو ابن أرطأة: ضعيف.
وأخرجه الطبراني (10185) من طريق جابر الجعفي، والطبراني (10186)، والدارقطني 2/ 174، والبيهقي 2/ 177 من طريق زكريا، كلاهما عن عامر الشعبي، عن مسروق به.
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (295):
"كنا نرى أن هذا زكريا بن أبي زائدة، حتى قيل لي: إنه زكريا بن حكيم الحبطي، والله أعلم".
وينظر "علل الدارقطني" (680) و (868).
وأخرجه الطبراني (10175)، وفي "الأوسط" (6811) من طريق
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا شعيب بن إسحاق، حدثنا
سعيد بن أبي عروبة، عن خالد بن ميمون، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن هلال، عن ابن مسعود:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده".
وهذا إسناد ضعيف، شعيب بن إسحاق: ثقة رمي بالإرجاء، وسماعه من ابن أبي عروبة بأخرة.
وأما خالد بن ميمون: فحديثه حسن، روى عنه ابن أبي عروبة،
وعبد الله بن شوذب، ومحمد بن إسحاق، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 174، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان 6/ 262، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/ 352:
"ما أرى بحديثه بأسا، لا بأس به".
وأخرجه أبو يعلى في "المعجم" (187)، والطبراني في "الأوسط" (2845) عن إبراهيم بن هاشم البغوي، كلاهما (أبو يعلى، وإبراهيم بن هاشم البغوي) عن سعيد بن أبي الربيع، أخبرنا عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"كأني أنظر إلى بياض خدي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله".
وقُرن في "الأوسط" بزر بن حبيش: أبو وائل.
وأخرجه الطبراني 10/ (10191)، وفي "الأوسط" (5768) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمان به، وقَرن بزر بن حبيش: أبا وائل، وزاد في التسليمة الأولى: "وبركاته"، وإسناده ضعيف من أجل عبد الملك بن الوليد بن معدان.
وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1872)، وابن بشران في "الأمالي" (1141) من طريق بدل بن المحبر أبي المنير اليربوعي، قال: حدثنا عبد الملك بن
الوليد بن معدان الضبعي، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله، قال:
"كأني أنظر إلى بياض خدي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره".
وأخرجه ابن بشران في "الفوائد" (740)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 459-460 من طريق عمران القطان أبي العوام، حدثني محمد بن جحادة، عن مسلم بياع السابري، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، ويساره حتى يرى بياض خديه، وكان يقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، ثم يعيد عن يساره".
وإسناده ضعيف، مسلم بياع السابري: هو ابن كيسان الملائي الأعور، قال الدارقطني كما في "سؤالات البرقاني" (491):
"مسلم بن كيسان الأعور بياع السابري، ضعيف ليس يستحق أن يترك".
وعمران القطان: ضعيف.
ورجّح الدارقطني في "العلل" (746) وقفه على ابن مسعود.

وأما حديث علي بن أبي طالب:
فأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 358، والدارقطني في "العلل" 4/ 194 من طريق عمرو (وعند الدارقطني: عمر) بن حمدون الكرماني، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، حدثنا حسان بن إبراهيم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن علي:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره".
وإسناده ضعيف، عمرو بن حمدون الإيادي الكرماني ويقال: عمر: لم أجد له ترجمة سوى ما جاء في "تهذيب الكمال" 24/ 404 أنه يروي عن
محمد بن إسحاق بن منصور، و "تاريخ دمشق" 19/ 58 أنه روى عنه زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى.
وحسان بن إبراهيم: صدوق يخطئ.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 302 عن أبي أسامة، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 270، والبيهقي 2/ 178 من طريق شعبة، كلاهما عن الأعمش، عن أبي رزين، عن علي موقوفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 299 من طريق إسماعيل بن سميع، وعبد الرزاق (3131)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 270 من طريق عاصم، والبيهقي في "المعرفة" (3852) من طريق مغيرة، ثلاثتهم عن أبي رزين، عن علي موقوفا.
وأخرجه البزار (599)، والطبراني 10/ (10192) من طريق عبيد بن عمرو القيسي، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال:
"صليت مع علي وعبد الله فرأيتهما يسلمان عن أيمانهما وعن شمائلهما: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وزعم أنهما صليا خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، حتى يرى بياض خده من الجانبين".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث عطاء، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه، وعبد الله مسندا إلا من حديث عبيد بن عمرو،
وعبيد بن عمرو رجل من أهل البصرة لين الحديث".
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1543) من طريق حجاج، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 270-271 من طريق الخصيب بن ناصح، كلاهما عن همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي وابن مسعود موقوفا عليهما.
همام بن يحيى: لم يذكروه فيمن روى عن عطاء قبل اختلاطه بل لم يذكروه في شيوخه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 1 حدثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب:
"عن أبي عبد الرحمن أنه كان يسلم يقول: السلام عليكم، إذا قرأ السجدة".
وانظر "العلل" (502) للدارقطني.

وأما حديث أبي موسى الأشعري:
فأخرجه ابن ماجه (917)، وابن أبي شيبة 1/ 241، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 267 عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي موسى، قال:
"صلى بنا علي يوم الجمل صلاة ذكرنا بها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإما أن نكون نسيناها، وإما أن نكون تركناها عمدا، يكبر في كل رفع وخفض، وقيام وقعود، ويسلم عن يمينه ويساره".
وإسناد رجاله ثقات لكن قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 149):
"بريد بن أبي مريم عن أبي موسى الأشعري قال في (التهذيب): لم يسمع منه".

وأما حديث البراء:
فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 299 حدثنا وكيع، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269، والدارقطني 2/ 174 - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (557) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 24 من طريق عبد الله بن داود الخريبي، والبيهقي 2/ 177، وفي "الخلافيات" (2315) من طريق
عبيد الله بن موسى، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 44 من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم عن حريث بن أبي مطر، عن الشعبي، عن البراء:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله، حتى يرى بياض خده".
وإسناده ضعيف من أجل حريث بن أبي مطر.
وأخرجه ابن شاهين في "الخامس من الأفراد" (77) من طريق محمد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا هشيم، قال: حدثنا العوام، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره".
وقال ابن شاهين:
"وهذا حديث غريب من حديث العوام بن حوشب لا أعلم رواه عنه إلا هشيم وهو يغرب عن العوام".
وقد تقدّم تخريجه من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269 من طريق أبي إبراهيم الترجماني، وابن عدي في "الكامل" 3/ 357 من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمتين".
وسئل الإمام أحمد عن حديج أخي زهير؟ كما في "العلل ومعرفة الرجال" لعبد الله (5251) - وعنه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 296 -، و "مسائل ابن هانئ" (2292)، فقال:
"ليس لي بحديثه علم، قيل إنه يحدث عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره؟ فقال: هذا منكر".




وأما حديث عبد الله بن عمر:
فأخرجه النسائي (1320)، وفي "الكبرى" (1244)، وأحمد 2/ 152، والشافعي 1/ 99، وفي "الأم" 1/ 145، وأبو يعلى (5764)، وابن خزيمة (576)، وابن المنذر في "الأوسط" (1371) - مختصرا، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268، والبيهقي 2/ 178، وفي "الخلافيات" (2310)، وفي "المعرفة" (3844) من طرق عن ابن جريج: أخبرني عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، أنه سأل عبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال:
"الله أكبر كلما وضع، الله أكبر كلما رفع، ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله. عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله. عن يساره".
وأخرجه الطبراني 12/ (13313) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عمرو بن يحيى به.
وإسناده على شرط مسلم، وحسنه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 189، وقال ابن خزيمة:
"اختلف أصحاب عمرو بن يحيى في هذا الإسناد، فقال: إنه سأل
عبد الله بن زيد بن عاصم".
أخرجه أبو عوانة (2052) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن يحيى المازني، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال:
"قلت لعبد الله بن زيد: أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت؟ فذكر التكبير كلما وضع رأسه وكلما رفعه، وذكر السلام عليكم ورحمة الله
عن يمينه، السلام عليكم عن يساره".
وأخرجه الشافعي 1/ 99، وفي "الأم" 1/ 145 - ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (2311)، وفي "المعرفة" (3846) - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع، قال مرة: عن عبد الله بن عمر ومرة عن عبد الله بن زيد به.
وقال البيهقي:
"وقيل: عن عبد العزيز، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد".
أخرجه أبو علي الرَّفَّاء في "حديثه" (250)، والبيهقي في "الخلافيات" (2312) من طريق الدراوردي به من مسند أبي سعيد!
وأخرجه النسائي (1321)، وفي "الكبرى" (1245)، وأحمد 2/ 72 من طريق الدراوردي بمثل رواية ابن جريج، وخالد بن عبد الله الواسطي، وقال البيهقي:
"اختلف فيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي على عمرو بن يحيى، ومن أقامه حجة فلا يضره خلاف من خالفه".

وأما حديث عمار:
فأخرجه ابن ماجه (916)، والترمذي في "العلل" (107)، والبزار (1395)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268، والطبراني في "الأوسط" (925)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (457)، والدارقطني 2/ 172، وابن الجوزي في "التحقيق" (556) من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عمار بن ياسر، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، وعن يساره، حتى يرى بياض خده، السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله".
وقال البزار:
"وهذا الحديث رواه شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن عمار موقوفا، ولا نعلم أحدا قال عن صلة، عن عمار إلا أبو بكر بن عياش".

وقال الترمذي:
"سألت محمدا - يعني: البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: الصحيح عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن عمار فعله، قلت له: فحديث أبي بكر بن عياش هذا؟ قال: كان ذلك البائس يحيى الحماني يروي هذا عن أبي بكر بن عياش".

وأما حديث عدي بن عميرة الحضرمي:
فأخرجه أحمد 4/ 193، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 4/ 193، وحنبل بن إسحاق كما في "التاسع من فوائد ابن السماك" (51)، وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة" (116)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 56 - السفر الثالث، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2622)، وابن خزيمة (650)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269، وابن عدي في "الكامل" 5/ 264، والطبراني 17/ (263)، وفي "الأوسط" (8522)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 40/ 146 تاما ومختصرا من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة أبي معاذ، قال: حدثنا أبو حريز، أن قيس بن أبي حازم حدثه، عن عدي بن عميرة الحضرمي، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يرى بياض إبطيه، ثم إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده، وعن يساره".
وإسناده ضعيف، فيه أبو حريز وهو عبد الله بن الحسين الأزدي، وقال
علي بن المديني:
"سمعت يحيى بن سعيد قال: قلت للفضيل بن ميسرة: أحاديث أبي حريز؟ قال: سمعتها، فذهب كتابي، فأخذته بعد ذلك من إنسان".
وتحرّف (المعتمر) إلى (المغيرة) في مطبوع "صحيح ابن خزيمة"!
وتحرّف (الفضيل) إلى (الفضل)، و(أبو حريز) إلى (ابن حريز) في مطبوع "المعجم الكبير"!
وتساهل الحافظ الهيثمي في "المجمع" 2/ 132، فقال:
"رجاله ثقات!".

وأما حديث طلق بن علي:
فأخرجه أحمد 5/ 459 و 460، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 358، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 696 - السفر الثاني، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269، وابن حبان في "الثقات" 7/ 590، والطبراني 8/ (8246)، وابن الجوزي في "التحقيق" (555)، والضياء في "المختارة" (177) و (178) من طرق عن ملازم بن عمرو، قال: حدثنا هوذة بن قيس بن طلق، عن أبيه، عن جده طلق بن علي، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يرى بياض خده الأيمن، وبياض خده الأيسر".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 145:
"رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات".
إسناده حسن، هوذة بن قيس: روى عنه ابنه السَّرِيُّ، وملازم بن عمرو، وعبد الحميد بن عبد الحميد الحنفي، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 246، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 118، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان 7/ 590.

وأما حديث وائل بن حجر:
فأخرجه أبو داود (933) من طريق علي بن صالح، وأحمد 4/ 317 من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 1/ 299، والطبراني 22/ (114) من طريق العلاء بن صالح، ثلاثتهم عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر:
"أنه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجهر بآمين، وسلم عن يمينه، وعن شماله حتى رأيت بياض خده".
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني 22/ (113) من طريق محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه به، بلفظ:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم حتى رأيت بياض خده من ذا الجانب، ومن ذا الجانب".
وأخرجه الطيالسي (1117)، ومن طريقه البيهقي 2/ 57 حدثنا شعبة، قال: أخبرني سلمة بن كهيل، قال: سمعت حجرا أبا العنبس، قال: سمعت علقمة بن وائل، يحدث عن وائل، وقد سمعته من وائل:
"أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. خفض بها صوته ووضع يده اليمنى على يده اليسرى وسلم عن يمينه وعن يساره".
وأخرجه أحمد 4/ 316 عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة به، وفيه (علقمة يحدث، عن وائل، أو سمعه حجر، من وائل).
وأخرجه الطبراني 22/ (112) من طريق وكيع، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 837، والدارقطني 2/ 128 من طريق يزيد بن زريع، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 837، والحاكم 2/ 232 عن سليمان بن حرب، وأبي الوليد، والطبراني 22/ (3) من طريق عفان [[1]]، خمستهم عن شعبة به، وليس فيه (وقد سمعته من وائل).
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين" وأقره الذهبي!
وليس الأمر كذلك فإنهما لم يخرجا لحجر بن عنبس شيئا، إنما روى له البخاري في "جزء القراءة"، وهو ثقة إن شاء الله تعالى، وعلقمة لم يرو له البخاري شيئا، إنما روى له في "جزء رفع اليدين"، وهو صدوق.
وأخرجه حفص الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" (11) حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة به، ليس فيه حجر بن العنبس!
وأخرجه الطبراني 22/ (110)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6482) من طريق حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حجر أبا العنبس يحدث، عن وائل به، ليس فيه علقمة!
وحجاج بن نصير: ضعيف.
وقال الترمذي في "سننه" 2/ 28، وفي "العلل الكبير" (98):
"سمعت محمدا - يعني البخاري - يقول: حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن، وزاد فيه، عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو حجر بن عنبس، عن وائل ابن حجر وقال: (وخفض بها صوته، وإنما هو: ومد بها صوته)، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: حديث سفيان في هذا أصح".
وقد تقدّم الكلام على هذا الحديث ضمن شواهد الحديث رقم (145).
وأخرجه أبو داود (997) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (696) -، والطبراني 22/ (115) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 236 - من طريق يحيى بن آدم، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن
سلمة بن كهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال:
"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله".
وقد تقدّم المحفوظ عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، وبغير هذا اللفظ، وكأن الطبراني أنكره فقد قال عَقِبه:
"هكذا رواه موسى بن قيس، عن سلمة قال: عن علقمة بن وائل، وزاد في السلام: وبركاته!".
وقال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 164-165:
"موسى بن قيس الحضرمي: كوفي يلقب عصفور الجنة، من الغلاة في الرفض...يحدث بأحاديث رديئة بواطيل".
وفي "تهذيب التهذيب" 10/ 367:
"قال العقيلي: كان من الغلاة في الرفض يلقب عصفور الجنة. قلت: تتمة كلامه يحدث بأحاديث مناكير وفي نسخة بواطيل".
وأخرجه أحمد 4/ 316، والطيالسي (1114)، وابن أبي شيبة 1/ 298، والدارمي (1252)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (125)، والطبراني 22/ (103) و (104)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6481)، والبيهقي 2/ 26، وفي "الخلافيات" (2314) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا البختري الطائي يحدث، عن عبد الرحمن بن اليحصبي، عن وائل بن حجر الحضرمي:
"أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يكبر إذا خفض، وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلم عن يمينه وعن يساره".
قال شعبة: فقال لي أبان بن تغلب: إن في ذا الحديث حتى يبدو وضح وجهه، فذكرت ذلك لعمرو أفي الحديث حتى يبدو وضح وجهه؟ فقال عمرو: نحو ذلك.
وعند الإمام أحمد "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبير".
وأخرجه الطبراني (105) من طريق قيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة به، وفيه "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، وعن شماله حتى يرى بياض خده".
وأخرجه الطبراني (106) من طريق محمد بن كثير، حدثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، قال:
"صليت خلف عبد الرحمن اليحصبي فسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره مثل ذلك قال: قلت له: من أين أخذت هذا؟ قال: صليت خلف وائل بن حجر قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل مثل ذلك حتى رأيت بياض خديه".
وفي إسناده عبد الرحمن بن اليحصبي الكوفي: لم يرو عنه غير أبي البختري، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 369، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 303، وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان 5/ 107!
وأخرجه أحمد 4/ 317، والطبراني 22/ (71) من طريق أشعث بن سوار، عن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه، قال:
"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لي من وجهه ما لا أحب أن لي به من وجه رجل من بادية العرب، صليت خلفه وكان يرفع يديه كلما كبر، ورفع ووضع بين السجدتين، ويسلم عن يمينه وعن شماله".
وإسناده منقطع، عبد الجبار بن وائل بن حجر: قال ابن معين:
"لم يسمع من أبيه شيئا".
وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الامصار" (ص 163):
"مات أبوه وائل وأمه حامل به، كل ما روى عن أبيه مدلس، وإن كان لا يصغر عن صحبة الصحابة".
وأخرجه الطيالسي (1115) حدثنا المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، قال: حدثني بعض أهل بيتي عن أبي:
"أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عن يمينه وعن شماله".
وأخرجه البزار (4488) حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن حجر، قال: حدثني سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر، مطولا، وفيه: "ثم سلم على يمينه حتى يرى بياض خده الأيسر وسلم عن يساره حتى يرى بياض خده الأيمن".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن وائل بن حجر بهذا الإسناد".
وإسناده ضعيف، سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر: ضعيف.
ومحمد بن حجر بن عبد الجبار: قال الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 69:
"فيه نظر".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 273:
"يروي عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار عن أبيه وائل بن حجر بنسخة منكرة منها أشياء لها أصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وليست من حديث وائل بن حجر ومنها أشياء من حديث وائل بن حجر مختصرة جاء بها على التقصي، وأفرط فيها ومنها أشياء موضوعة ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز الاحتجاج به".
وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" 3/ 511:
"له مناكير".

وأما حديث سهل بن سعد:
فأخرجه أحمد 5/ 338 - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (553) - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الله بن مالك،
عن سهل بن سعد الأنصاري:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في صلاته عن يمينه، وعن يساره حتى يرى بياض خديه".
إسناده جيد لولا عنعنة ابن لهيعة وأنه اضطرب فيه، فيحيى بن إسحاق السيلحيني من قدماء أصحاب ابن لهيعة كما في "تهذيب التهذيب" 2/ 420.
ومحمد بن عبد الله بن مالك الدار: روى عنه ابن لهيعة، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن، وعطاف بن خالد، ووثقه ابن حبان 5/ 361.
وأخرجه أحمد 1/ 414 حدثنا يحيى بن إسحاق بإسناده عن سهل بن سعد، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به.
وأخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (205) حدثنا بشر، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن محمد بن عبد الله بن كعب، عن أخيه، عن العباس بن سهل بن سعد، عن عبد الله بن مسعود به.
وله طريق أخرى عن سهل:
أخرجه الشافعي 1/ 98، والبيهقي في "المعرفة" (3843) عن إبراهيم بن محمد، حدثني أبو علي، أنه سمع عباس بن سهل بن سعد، يخبر عن أبيه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم إذا فرغ من صلاته عن يمينه وعن يساره".
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد: متروك الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (918)، والروياني (1085) عن أبي مصعب المديني أحمد بن أبي بكر، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 607 - طبعة دار التأصيل: من طريق محمد بن الحسن المخزومي،كلاهما عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، عن جده:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه".
ولفظ الروياني: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم واحدة".
وقال العقيلي:
"الرواية في تسليمه واحدة أسانيد لينة تتقارب في الضعف، والتسليمتين أثبت وأجود".
وأخرجه الروياني (1099)، والطبراني 6/ (5703) من طريق علي بن
بحر بن بري، والدارقطني 2/ 177 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، كلاهما عن عبد المهيمن به، بلفظ:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة عن يمينه".
وأخرجه الدارقطني 2/ 178 من طريق عتيق بن يعقوب، عن عبد المهيمن به، بلفظ: "أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمة واحدة لا يزيد عليها".
وإسناده ضعيف، عبد المهيمن بن عباس بن سهل: واه.

وأما حديث جابر بن سمرة:
فأخرجه مسلم (431-120)، وغيره، وتقدّم تخريجه برقم (175)، ولفظه:
"كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وأشار بيده إلى الجانبين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه، وشماله".

وأما حديث المغيرة:
فأخرجه الطبراني 20/ (929) حدثنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، حدثنا أبي، حدثنا عيسى بن المسيب، عن
سلم بن عبد الرحمن النخعي، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة:
"أن معاوية كتب إلى المغيرة يسأله عن آخر ما كان يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكتب إليه أنه كان يقول إذا سلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. بعد أن يسلم عن يمينه وعن شماله، وكان يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده الأيمن، وعن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر".
وإسناده ضعيف، عيسى بن المسيب البجلي: ضعيف عند أهل الحديث، والحديث متفق عليه من حديث المغيرة إلا موضع الشاهد.


وأما حديث واثلة:
فأخرجه الشافعي 1/ 98 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (3842) - أخبرنا إبراهيم - يعني ابن محمد -، عن إسحاق بن عبد الله، عن عبد الوهاب بن بخت، عن وائلة بن الأسقع:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى خداه".
وإسناده ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وإبراهيم بن محمد: متروكان.

وأما حديث يعقوب بن الحصين:
فأخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 1/ 604 - السفر الثاني، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6667)، والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 298 عن أبي الوليد أحمد بن جناب المصيصي، حدثنا عيسى بن يونس، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد، عن يعقوب بن الحصين، قال:
"كأني أنظر إلى خدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وهو يسلم عن يمينه، وعن شماله، ويجهر بالتسليم".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الوهاب بن مجاهد: متروك وقد كذبه الثوري.
وأما حديث أبي رمثة:
فأخرجه أبو داود (1007)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269، والطبراني 22/ (727) و (728)، وفي "الأوسط" (2088) و (6903)، والحاكم 1/ 270، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6792)، والبيهقي 2/ 190 مطولا ومختصرا من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال:
"صلى بنا أبو رمثة قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى، ثم سلم عن يمينه وعن يساره، حتى رأينا وضح خديه".
وعند أبي نعيم (أبو ريمة) بدلا عن أبي رمثة.
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن أبي رمثة إلا بهذا الإسناد، تفرد به المنهال".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
فتعقبه الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك"، فقال:
"المنهال ضعفه ابن معين، وأشعث فيه لين والحديث منكر".


وأما حديث أوس بن أوس:
فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269 من طريق أسد بن موسى، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن عمير بن عبد الله، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن أوس بن أوس، أو أوس بن أبي أوس، قال:
"أقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف شهر فرأيته يصلي ويسلم عن يمينه، وعن شماله".
وإسناده ضعيف، قيس بن الربيع: صدوق في نفسه إلا أنه أُدخلت عليه أحاديث فحدث بها فسقط الاحتجاج به، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (49) فقد استوفيت ترجمته هناك، وقد وقع اختلاف في لفظه على قيس بن الربيع:
فأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (322) من طريق عبد الصمد بن النعمان، والطبراني 1/ (597) من طريق يحيى الحماني، كلاهما عن قيس بن الربيع بإسناده، بلفظ:
"أقمت عند النبي صلى الله عليه وسلم نصف شهر، فرأيته يصلي وعليه نعالان مقابلتان، ورأيته يبزق عن يمينه، وعن شماله".
وأخرجه الطيالسي (1208)، والطبراني (596) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، كلاهما (الطيالسي، وإسماعيل بن عمرو البجلي) عن قيس بن الربيع بإسناده وفيه "فرأيته ينفتل عن يمينه وعن يساره".

وأما حديث أبي مالك الأشعري:
فأخرجه عبد الله بن أحمد وجادة بخط أبيه 5/ 344، والباغندي في "ما رواه الأكابر عن الأصاغر" (13)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269،
 والطبراني 3/ (3416)، وفي "الأوسط" (4233)، والبيهقي 3/ 97 من طريق بديل، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: قال أبو مالك الأشعري لقومه:
"ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الصلاة وسلم عن يمينه، وعن شماله، ثم قال: هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وسقط من معجمي الطبراني (عبد الرحمن بن غنم)!
وإسناده ضعيف من أجل شهر حوشب.


ما جاء في التسليمة الواحدة


جاء في هذا الباب عن عائشة، وسهل بن سعد، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وسمرة بن جندب، وسلمة بن الأكوع، وعبد الله بن عباس، ولا يصحّ مها شيء، وهذا بيانه:

أما حديث عائشة:
فأخرجه الترمذي (296)، والبزار (55)، وابن خزيمة (729)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 270، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 272، وابن المنذر في "الأوسط" (1541)، وابن حبان (1995)، وفي "كتاب الصلاة كما في "إتحاف المهرة" (22265)، والطبراني في "الأوسط" (970)، وابن المقرئ في "المعجم" (1032)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 181، والدارقطني 2/ 175، وفي "العلل" 14/ 172، والحاكم 1/ 230، والبيهقي 2/ 179، وفي "الخلافيات" (2316)، وابن الجوزي في "التحقيق" (558) من طريق عمرو بن أبي سلمة الدمشقي، عن زهير بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه، ثم يميل إلى الشق الأيمن شيئا".
وقال البزار:
"وهذا الحديث رواه غير واحد موقوفا ولا نعلم أسنده إلا عمرو بن أبي سلمة، عن زهير".
وقال الطحاوي:
"زهير بن محمد وإن كان رجلا ثقة فإن رواية عمرو بن أبي سلمة عنه تضعف جدا".
وقال العقيلي:
"عمرو بن أبي سلمة التنيسي أبو حفص في حديثه وهم".
وأخرجه ابن ماجه (919)، والطبراني في "الأوسط" (6746)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 181 من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني الدمشقي، قال: حدثنا زهير بن محمد به.
وهذا حديث منكر، عبد الملك بن محمد: لين الحديث، وقال الترمذي:
"حديث عائشة لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، قال محمد بن إسماعيل: زهير بن محمد أهل الشام يروون عنه مناكير، ورواية أهل العراق أشبه،
قال محمد: وقال أحمد بن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي كان وقع عندهم ليس هو هذا الذي يروي عنه بالعراق، كأنه رجل آخر، قلبوا اسمه".

وقال الإمام أحمد كما في "تهذيب التهذيب" 8/ 44:
"روى عن زهير أحاديث بواطيل، كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير.
قال الحافظ: وساق الساجي منها حديثه عن زهير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمة".
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (414):
"هذا حديث منكر، هو عن عائشة موقوف".
وقال الدارقطني في "العلل" (3513):
"خالفهما الوليد بن مسلم فرواه عن زهير بن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفا، قال الوليد: قلت لزهير بن محمد، فهل بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيء؟ قال: نعم، أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة)، ورواه وهيب بن خالد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفا أيضا، وكذلك رواه عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة، موقوفا، وهو الصحيح، ومن رفعه فقد وهم".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 179:
"وروى من وجه آخر عن عائشة موقوفا - ثم ساق بسنده إلى - عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة موقوفا.
وقال: قال أبو عبد الله: تابعه وهيب، ويحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن القاسم".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 207:
"لا يصح مرفوعا لأنه لم يرفعه إلا زهير بن محمد عن هشام بن عروة، وهو ضعيف ضعفه ابن معين وغيره".
وقال البغوي في "شرح السنة" 3/ 207:
"في إسناده مقال، وأصح الروايات تسليمتين".
وضعّفه ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 408، وقال:
"فيه زهير بن محمد قال: البخاري هو من أهل الشام يروي عنه مناكير، وقال يحيى: ضعيف، وقال الترمذي: لا يعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه".
وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 486:
"فتبين أن الرواية المرفوعة وهم، وكذا رجح رواية الوقف: الترمذي، والبزار، وأبو حاتم، وقال في المرفوع: إنه منكر، وقال ابن عبد البر: لا يصح مرفوعا،
وقال الحاكم: رواه وهيب، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة موقوفا وهذا سند صحيح".
وأما الحاكم فقال:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
وهذا وهم منه فلم يرويا من حديث أهل الشام عن زهير بن محمد شيئا، إنما روى له البخاري من رواية عبد الملك بن عمرو العقدي البصري عنه، ومسلم من رواية يحيى بن أبي بكير الكوفي عنه، وقال الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 779:
"والحاكم يخرج من روايات الشاميين عنه كثيرا، كالوليد بن مسلم،
وعمرو بن أبي سلمة، ثم يقول: صحيح على شرطهما. وليس كما قال".
وذكر الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 486 أن بقي بن مخلد رواه في (مسنده) من رواية عاصم، عن هشام بن عروة به مرفوعا، وقال:
"وعاصم عندي هو ابن عمر، وهو ضعيف، ووهم من زعم أنه ابن سليمان الأحول، والله أعلم".
وأخرج أبو داود (1346) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو داود (1347)، وأحمد 6/ 236 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن بهز بن حكيم، قال: حدثنا زرارة بن أوفى: أن عائشة رضي الله عنها سُئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل، فقالت:
"كان يصلي العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله، فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه، وينام وطهوره مغطى عند رأسه، وسواكه موضوع، حتى يبعثه الله ساعته التي يبعثه من الليل، فيتسوك، ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه، فيصلي ثماني ركعات، يقرأ فيهن: بأم الكتاب، وسورة من القرآن، وما شاء الله، ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة، ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة، ثم يقعد، فيدعو بما شاء الله أن يدعوه، ويسأله، ويرغب إليه، ويسلم تسليمة واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب، ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ الثانية، فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدن، فنقص من التسع ثنتين، فجعلها إلى الست والسبع، وركعتيه وهو قاعد، حتى قبض على ذلك صلى الله عليه وسلم".
وعند أحمد: "كان يصلي العشاء ثم يصلي بعدها ركعتين، ثم ينام...".
وإسناده ضعيف، لأنه منقطع فلم يسمعه زرارة من عائشة، المحفوظ أن بينهما سعد بن هشام كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، والتسليم بواحدة: منكر:
وأخرجه أبو داود (1348) من طريق مروان بن معاوية، عن بهز، عن زرارة، عن عائشة، ولم يذكر في التسليم حتى يوقظنا.
وأخرجه أحمد 6/ 236 حدثنا يونس، قال: حدثنا عمران بن يزيد العطار، عن بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، قال:
"قلت لأم المؤمنين عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل؟ قالت: "كان يصلي العشاء - فذكر الحديث - ويصلي ركعتين قائما يرفع صوته، كأنه يوقظنا، بل يوقظنا، ثم يدعو بدعاء يسمعنا، ثم يسلم تسليمة، يرفع بها صوته".
عمران بن يزيد العطار: هكذا جاء منسوبا، وفي "أطراف المسند" (11496) غير منسوب، وقد جاء عند أحمد أيضا 5/ 339 في حديث آخر (عمران بن يزيد القطان) وهو مجهول الحال، فقد ترجم الحسيني في "الإكمال" (673) لعمران بن يزيد ونسبه بـ: القطان، وقال:
"بصري يروي عن أبي حازم ومنصور بن عبد الرحمن، وعنه يونس بن محمد المؤدب، مجهول".
وسئل الدارقطني في "العلل" (3657) عن حديث سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته بالليل والنهار، وقوله: ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها؟
فقال: يرويه زرارة ابن أوفى، واختلف عنه:
فرواه سليمان التيمي، وشعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عوانة، وهمام، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، منهم من اختصره، ومنهم من أتى به بطوله، وخالفه بهز بن حكيم:
فرواه عن زرارة بن أوفى، عن عائشة، لم يذكر سعد بن هشام، وقول قتادة أصح".
وأخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1343) و (1344)، والنسائي (1315) و (1601) و (1720)، وفي "الكبرى" (424) و (1418)، وابن ماجه (1191)، وأحمد 6/ 53-54، وابن خزيمة (1078)، وأبو عوانة (2295)، والبيهقي 3/ 29-30، وفي "المعرفة" (5492) و (5493)، والبغوي في "شرح السنة" (963)، وفي "الأنوار" (576) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، وأبو داود (1342) من طريق همام، ومسلم (746)، والنسائي (1721)، وفي "الكبرى" (448)، وأحمد 6/ 168، وإسحاق بن راهويه (1316)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 110) مختصره، وأبو عوانة (2060) و (2294)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1691) عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (4714) ) عن معمر، ومسلم (746)، وابن خزيمة (1078)، وابن حبان (2442)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1691)، والبيهقي في "السنن الصغير" (778) من طريق هشام الدستوائي، أربعتهم عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة مطولا، وفيه:
"ثم يسلم تسليما يسمعنا".
وأخرجه الدارمي (1475)، والنسائي (1719)، والمروزي في "قيام الليل" (ص 195)، والبيهقي 3/ 30 من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن قتادة به، وفيه:
"ويسلم تسليمة يسمعنا".
معاذ بن هشام: صدوق له أوهام، وقد رواه أيضا عن أبيه بلفظ: "ثم يسلم تسليما يسمعنا" وهذه الرواية أولى لأنها هي المحفوظة عن قتادة، والذي يبدو
لي أن لفظة "تسليمة" تتحرّف عن لفظ "تسليما" في بعض النسخ، ودليل هذا أنهم لم يختلفوا على سعيد بن أبي عروبة في لفظ "تسليما" ومع هذا فقد جاء من طريقه عند المروزي في "قيام الليل" (ص 123): "تسليمة"، وجاء على الشك عند أبي عوانة (2060) "ثم يسلم تسليمة يسمعنا أو تسليم يسمعنا"، وعلى فرض ثبوت التسليمة الواحدة عن عائشة رضي الله عنها، فهي لم تنف التسليمة الثانية كما قال ابن القيم، ولعلَّ سكوتها عن التسليمة الثانية لأنها لم تسمعها لأن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالأولى يريد بذلك إيقاظ أهل بيته وقد حصل بالتسليمة الأولى، ويخفض صوته بالثانية إكتفاءا بالأولى، وأيضا فإن هذا الحديث لا يصلح للاستدلال به في الاكتفاء بالتسليمة في المكتوبات فهو مقيد بصلاة الليل، وله وجهٌ آخر فقد بوّب عليه أبو عوانة: (الدليل على أن التسليمة الواحدة غير كافية في جماعة
من تسليم التشهد حتى يسلم تسليمتين، والدليل على إباحة تسليمة الواحدة للمصلي وحده)، والله أعلم.

وأما حديث سهل بن سعد:
فقد تقدّم قبل قليل الكلام عليه وأن إسناده ضعيف فيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو واه.

وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8473)، والبيهقي 2/ 179، وفي "المعرفة" (3855)، وفي "الخلافيات" (2317)، والضياء في "المختارة" (2094) و (2095) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن حميد، عن أنس رضى الله عنه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة".
وقال الطبراني:
"لم يرفع هذا الحديث عن حميد إلا عبد الوهاب، تفرد به الحجبي".
وقال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 369:
"رفعه خطأ، إنما هو موقوف، كذا رواه أصحاب حميد عنه عن أنس من فعله".
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: قال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: اختلط بأخرة.
وقال عقبة بن مكرم العمي: اختلط قبل موته بثلاث سنين، أو أربع سنين.
وقال البرذعيُّ: قلت لأبي زرعة: عبد الوهاب الثقفي اختلط؟ قال: نعم. وقال لي أبو حاتم: اختلط قبل موته بسنة.
وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/ 75:
"حدثنا الحسين بن عبد الله الذارع، قال: حدثنا أبو داود، قال: جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي: تغيرا فحجب الناس عنهم".
لكن ما هو الجواب عن ما جاء عن عمرو بن علي أنه اختلط حتى كان لا يعقل؟! وقال: سمعته وهو مختلط يقول: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان باختلاط شديد.
فهذا يدل أنه لم يحجب عن الناس، والله أعلم.
وخالفه: عبد الله بن بكر بن حبيب عند ابن المنذر في "الأوسط" (1546)، وأبو خالد الأحمر عند ابن أبي شيبة 1/ 301، كلاهما عن حميد، عن أنس موقوفا.
وتعقب أبو إسحاق الحويني: الطبرانيَّ في "تنبيه الهاجد"، فقال:
"لم يتفرَّد به عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، فتابعه أبو خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس فذكره بلفظه، ذكره الضياء في "المختارة" (2095)!".
قلت: لا قيمة لهذا التعقب، إنما رواه أبو خالد الأحمر موقوفا على أنس، وتابعه: عبد الله بن بكر كما تقدّم آنفا. 
وله طرق أخرى عن أنس:
1 - أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 301، والبزار (6536)، والبيهقي في "الخلافيات" (2318) عن يونس بن محمد، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن أنس:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة".
ولفظ البزار، والبيهقي: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم كانوا يفتتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} ويسلمون تسليمة".
وقال البزار:
"لا نعلم رواه عن أيوب إلا جرير".
وإسناده ضعيف، أيوب لم يسمع من أنس شيئا، قال أحمد بن حنبل وأبو حاتم:
"رأى أنس بن مالك ولم يسمع منه".
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 1/ 491:
"لم يسمع أيوب من أنس عندهم شيئا".
وسئل الدارقطني في "العلل" (2573) عن حديث قتادة، عن أنس: أن أبا بكر، وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بـ {الحمد لله رب العالمين}؟
فقال:
"روى هذا الحديث أيوب السختياني، واختلف عنه:
فرواه ابن عيينة، عن أيوب السختياني، عن قتادة، عن أنس.
وكذلك قال منصور بن أبي مزاحم، عن ابن علية، عن أيوب السختياني، عن قتادة، عن أنس.
وكذلك قال عثمان القرقساني، عن مؤمل، عن وهيب، عن أيوب، عن قتادة، عن أنس.
وقال جرير بن حازم: عن أيوب، عن أنس بن مالك، لا يذكر بينهما أحدا، وزاد فيه زيادة لم يأت بها غيره عن أيوب، وهي قوله: وكانوا يسلمون تسليمة واحدة.
وغيرهم يرويه عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
وعسى أن يكون القولان محفوظين.
وروى هذا الحديث عائذ بن شريح، عن أنس، واختلف عنه:
فرواه يوسف بن أسباط، عن عائذ، عن أنس.
وخالفه العلاء بن الحصين، فرواه عن عائذ، عن ثمامة، عن أنس".
2 - أخرجه أبو الطيب الحوراني في "حديثه" (50) حدثنا ابن قيراط، والطبراني في "مسند الشاميين" (1696) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق، كلاهما عن سليمان بن سلمة الخبائري، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن أنس بن مالك:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه".
وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سلمة الخبائري: متروك، وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد" (ص 71):
"هالك".
وفي "علل الدارقطني" 13/ 125 أن سليمان بن سلمة الخبائري: عن بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس، وقال: تسليمتان، وقال الدارقطني:
"وكلها غير محفوظة".
3 - أخرجه أبو علي الرفاء في "حديثه" (244) من طريق حجاج بن نصير، حدثنا أبو عبيدة الناجي، عن الحسن وابن سيرين، عن أنس بن مالك، قال:
"صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فكانوا يسلمون تسليمة واحدة: السلام عليكم".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 195 من طريق المغيرة بن عنبسة، حدثنا أبو عبيدة الناجي عن الحسن، عن أنس بنحوه.
وإسناده تالف، أبو عبيدة الناجي بكر بن الأسود: ضعفه جماعة، وقال
يحيى بن كثير العنبري: هو كذاب.
4 - أخرجه البزار (7267) حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، حدثنا شعيب بن بيان، حدثنا عمران، عن قتادة، عن أنس:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة إلا عمران القطان، ولا نعلم رواه عن عمران إلا شعيب بن بيان، وشعيب ضعيف الحديث، وإنما يكتب من حديثه ما تفرد به".

وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه أحمد 2/ 76، والطبراني في "الأوسط" (753)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 310 عن عتاب بن زياد، قال: حدثنا أبو حمزة السكري، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة يسمعناها".
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1674) حدثنا سليمان بن الربيع، حدثنا همام بن مسلم، حدثنا أبو حمزة السكري به.
همام بن مسلم: قال ابن حبان: يسرق الحديث.
وسليمان بن الربيع النهدي: تركه الدارقطني.
وقد بيّنت شدة ضعف إسناد ابن الأعرابي لئلا يظن ظانٌّ أنه يصلح للاعتبار، فإذا تقرّر أنه غير صالح للاعتبار، فحينئذ يكون هذا الحديث تفرّد به:
عتاب بن زياد:
وقد أخرجه ابن حبان (2435) من طريق عتاب بن زياد به، بلفظ: "بتسليم يسمعناه".
فالمقصود بالتسليم هو الفصل الذي يقطع الصلاة، وليس معناه: قول (السلام عليكم ورحمة الله مرة واحدة)، وهذا بيانه:
فقد أخرجه ابن حبان أيضا (2433) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة السكري به، بلفظ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين الشفع والوتر".
وعلي بن الحسن بن شقيق أوثق من عتاب بن زياد، وسيأتي بعد قليل أن الإمام مالك خالف: إبراهيم بن ميمون الصائغ في لفظه، ووقفه على ابن عمر.
وأخرجه ابن حبان (2434)، والطبراني في "مسند الشاميين" (648) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الوضين بن عطاء، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه" [[2]].
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 278 من طريق علي بن بحر القطان، عن الوليد بإسناده، ولفظه:
"أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة، وأخبر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك".
وقال الطحاوي:
"قوله (يفصل بتسليمة) يحتمل أن يكون تلك التسليمة يريد بها التشهد، ويحتمل أن يكون التسليم الذي يقطع الصلاة، فنظرنا في ذلك:
فإذا يونس قد حدثنا، قال: أخبرنا ابن وهب: أن مالكا حدثه، عن نافع: (أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته)".
وهذا الأثر الذي ذكره الطحاوي: أخرجه البخاري (991)، والشافعي 1/ 196، وابن المنذر في "الأوسط" (2663)، والبيهقي 1/ 25-2، وفي "المعرفة" (5452)، وفي "الخلافيات" (2522) عن مالك ( وهو في "الموطأ" 1/ 125 ) عن نافع به.

وأما حديث سمرة:
فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 57، وابن عدي في "الكامل" 4/ 54-55، والدارقطني 2/ 177، وابن بشران في "الأمالي" (491)، والبيهقي 2/ 179، وابن الجوزي في "التحقيق" (560) من طريق نعيم بن حماد، قال: حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، قال: حدثني أبي، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم في الصلاة تسليمة قبالة وجهه، فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 55، والطبراني 7/ (6938)، والبيهقي في "الخلافيات" (2319) من طريق أبي كامل الجحدري، حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، حدثني أبي، وحفص المنقري، عن الحسن، عن سمرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة حيال وجهه".
وإسناده ضعيف، روح بن عطاء بن أبي ميمونة: ضعفه ابن معين، والنسائي، وابن الجارود.
وقال الإمام أحمد: منكر الحديث.
ونعيم بن حماد: صدوق يخطئ كثيرا.
وقال ابن الجوزي:
"فيه روح، قال: أحمد منكر الحديث، وتركه يحيى".
وقال العقيلي:
"والحديث في تسليمةٍ أسانيدها لينة، والأحاديث الصحاح عن ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وغيرهم في تسليمتين".

وأما حديث سلمة بن الأكوع:
فأخرجه ابن ماجه (437) و (920)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 336، والطبراني 7/ (6285)، والبيهقي 2/ 179، وابن الجوزي في "التحقيق" (561) عن محمد بن الحارث المصري، قال: حدثنا يحيى بن راشد، عن يزيد مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح رأسه مرة، وصلى فسلم مرة".
وإسناده ضعيف، يحيى بن راشد المازني: ضعيف.
ومحمد بن الحارث: ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 86، وقال:
"يغرب".

وأما حديث عبد الله بن عباس:
فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 228 من طريق مهدي بن هلال، قال: حدثنا ابن جريج، والمثنى، وإبراهيم بن يزيد، عن عطاء، عن ابن عباس:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة".
وقال العقيلي:
"ولا يتابع - يعني: مهدي بن هلال - على حديثه، حدثناه إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء: (أنه كان يسلم تسليمتين)، هذا أولى".
وإسناده تالف، مهدي بن هلال: كذبه يحي بن سعيد، وابن معين، وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال ابن معين أيضا: صاحب بدعة، يضع الحديث.
وقال ابن المديني: كان يتهم بالكذب.


يستفاد من البحث


أولًا: أن صفة التسليم تكون من جهتين: من اليمين حتى يَرى مَنْ خلفه صفحة وجهه، ويقول: السلام عليكم ورحمة الله، ومن الشمال حتى يَرى مَنْ خلفه صفحة وجهه، ويقول: السلام عليكم ورحمة الله.

ثانيًا: أنه لا تصح زيادة (وبركاته).

ثالثًا: أنه لا يصح في التسليمة الواحدة شيء.

كتبه
أبو سامي العبدان
20 - شعبان - 1440 هجري

_______________________


[1] - جاء في رواية الطبراني 22/ (3) حدثنا أحمد بن محمد السيوطي (كذا)، حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل،
عن أبيه به.
وشيخ الطبراني (أحمد بن محمد السَّوطِيّ) ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 305، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
[2] - وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1817)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 271 من طريق بقية، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة".
تفرّد به بقية، وأحاديثه ليست نقية، قال النسائي: إذا قال: حدثنا وأخبرنا فهو ثقة.

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام