(231) "من
سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا".
أخرجه مسلم (568)، وأبو داود
(473)، وأحمد 2/ 349، وأبو عوانة (1212)، وأبو محمد الفاكهي في "الفوائد"
(246)، وابن حبان (1651)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1239)، والبيهقي 2/
447 و 6/ 196 و 10/ 102، وفي "السنن الصغير" (2267) و (3235) عن أبي عبد
الرحمن المقرئ، ومسلم (568-79)، وابن ماجه (767)، وأحمد 2/ 420، وأبو عبد الله الفاكهي
في "أخبار مكة" (1265)، وابن خزيمة (1302)، وأبو عوانة (1213)، وابن المنذر
في "الأوسط" (2514)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (151)،
وأبو نعيم في "المستخرج" (1240)، والبيهقي 2/ 447 و 6/ 196، وفي "السنن
الصغير" (2267) من طريق ابن وهب، وأبو عوانة (1213) من طريق أبي زرعة المصري،
ثلاثتهم عن حيوة بن شريح، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله مولى
شداد بن الهاد، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8382) من طريق محمد بن رمح، حدثنا
ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، أن أبا عبد الله مولى شداد بن الهاد أخبره، عن أبي هريرة،
قال:
"سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا ينشد ضالة في المسجد، فقال: لا وجدت، قولوا: لا وجدت، إن المساجد لم
تبن لهذا".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي
عبد الله مولى شداد بن الهاد إلا أبو الأسود، تفرد به: ابن لهيعة".
يعني رحمه الله تعالى أن ابن لهيعة
تفرّد بروايته من فعله صلى الله عليه وسلم، وابن لهيعة سيء الحفظ.
وأخرجه الترمذي (1321)، والنسائي
في "الكبرى" (9933)، وفي "عمل اليوم والليلة" (176)، والدارمي
(1441) - تحقيق حسين سليم، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 506، والبزار
(8260)، وابن الجارود في "المنتقى" (562)، وابن خزيمة (1305)، وابن المنذر
في "الأوسط" (2516)، وابن حبان (1650)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"
(154)، والطبراني في "الأوسط" (2605)، والحاكم 2/ 56، والبيهقي 2/ 447 من
طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن
ثوبان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع
في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة، فقولوا: لا
رد الله عليك".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن يزيد
بن خصيفة، متصل الإسناد إلا الدراوردي".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم
ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
رجاله رجال الشيخين، وليس على
شرط مسلم، فلم يرو حديث الدراوردي عن يزيد بن خصيفة، ولا يزيد بن خصيفة عن محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان.
وأخرجه ابن السني في "عمل
اليوم والليلة" (153)، والطبراني 2/ (1454) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"
(1418) - من طريق عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان،
عن أبيه، عن جده ثوبان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من رأيتموه ينشد شعرا في
المسجد، فقولوا: فض الله فاك، ثلاث مرات، ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد، فقولوا:
لا وجدتها، ثلاث مرات، ومن رأيتموه يبيع، ويبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك.
كذلك قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" واللفظ للطبراني.
وإسناده ضعيف جدا، إن كان عباد
بن كثير هو الثقفي البصري فإنه متروك.
وإن كان عباد بن كثير الرملي الفلسطيني
فهو ضعيف.
وأخرجه إبراهيم الحربي في
"غريب الحديث" 2/ 506 حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يحيى بن أبي زائدة،
عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال:
"من أنشد ضالة في المسجد
فقولوا: لا وجدت".
وإسناده لا بأس به، صالح مولى التوأمة: صدوق اختلط، وابن أبي ذئب ممن
سمع منه قديما، قاله ابن المديني وابن معين والجوزجاني وابن عدي.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، وبريدة، وأنس، وسعد بن أبي وقاص، وابن
مسعود، وجابر:
أما حديث عبد
الله بن عمرو:
فأخرجه أبو داود (1079)، والترمذي
(322)، والنسائي (714) و (715)، وفي "الكبرى" (795) و (796) و (9930)، وفي
"عمل اليوم والليلة" (173)، وابن ماجه (749) و (766) و (1133)، وأحمد 2/
179، وابن أبي شيبة 2/ 137 و 419، والفاكهي في "أخبار مكة" (1267)، وابن
شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 31-30، وابن خزيمة (1304) و (1306) و (1816)،
وابن الجارود (561)، وابن المنذر في "الأوسط" (2515)، والطحاوي في
"شرح المعاني" 4/ 358، والبيهقي 2/ 448 و 3/ 234، والخطيب البغدادي في
"الفقيه والمتفقه" 2/ 272، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (1187)
و (1188)، والبغوي في "شرح السنة" (485) من طرق تاما ومختصرا عن ابن عجلان،
حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:
"نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تنشد فيه الضالة،
وعن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة".
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وأخرجه أحمد 2/ 212، وأبو الفضل
الزهري في "حديثه" (535) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال:
"نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن البيع والاشتراء في المسجد".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"
(6613) والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي" (1189) من طريق يحيى
بن سعيد القطان، عن محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل خروج الإمام".
وأما حديث بريدة
الأسلمي:
فأخرجه مسلم (569-80)، وأحمد
5/ 360، وعبد الرزاق (1721)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 30، وابن خزيمة
(1301)، وأبو عوانة (1214)، والروياني (4)، وابن حبان (1652)، والخطابي في "غريب
الحديث" 1/ 704، وأبو نعيم في "المستخرج" (1241)، والبيهقي 2/ 447 عن
الثوري، ومسلم (569-81)، والنسائي في "الكبرى" (9931)، وفي "عمل اليوم
والليلة" (174)، وابن ماجه (765)، وأحمد 5/ 361، وابن أبي شيبة 2/ 419 []،
والفاكهي في "أخبار مكة" (1269)، وابن شبة "تاريخ المدينة" 1/
30، وابن خزيمة (1301)، وأبو عوانة (1215)، وأبو نعيم في "المستخرج"
(1242) من طريق أبي سنان، كلاهما عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه:
"أن رجلا نشد في المسجد فقال:
من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا وجدت، إنما بنيت المساجد
لما بنيت له".
وأخرجه مسلم (569)، والبخاري في
"التاريخ الكبير" 1/ 112، وأبو عوانة (1216)، والبيهقي 6/ 196 و 10/ 103من
طريق محمد بن شيبة، والطيالسي (804)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"
(2080) و (2083)، والدينوري في "المجالسة" (2340)، وابن السني في "عمل
اليوم والليلة" (150) عن قيس بن الربيع،كلاهما عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة،
عن أبيه، قال:
"صلى النبي صلى الله
عليه وسلم الفجر، فأطلع رجل رأسه في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: لا وجدت، إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت له".
وفي لفظ: "لا رد الله عليك
ضالتك".
وأما حديث أنس
بن مالك:
فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 419 []،
والفاكهي في "أخبار مكة (1266) عن عبيد الله بن موسى، والبزار (6234) من طريق
أبي عاصم، كلاهما عن موسى بن عبيدة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك رضي الله
عنه، قال:
"إن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى أو سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فقال: لا وجدت".
موسى بن عبيدة الربذي: ضعيف.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار"
1/ 293، والطبراني في "الأوسط" (1677) - ومن طريقه الضياء في "المختارة"
(2347)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 292 - من طريق موسى بن عقبة، عن عمرو بن أبي
عمرو به.
وقال الهيثمي في "المجمع"
2/ 24:
"ورجاله ثقات".
وقال الحافظ:
"هذا حديث صحيح".
قلت: عمرو بن أبي عمرو المخزومي:
مختلف فيه، واختصر ابن حبان ترجمته بقوله: ربما أخطأ، يعتبر حديثه من رواية الثقات
عنه.
وأما حديث سعد
بن أبي وقاص:
فأخرجه البزار (1167) من طريق
الحجاج بن أرطأة، عن أبي سعيد الأعسم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم رأى رجلا ينشد ضالة في المسجد فقال: لا وجدت".
وقال الهيثمي في "المجمع"
4/ 170:
"وفيه أبو سعيد الأعسم، ولم
أعرفه، والحجاج بن أرطاة، وهو مدلس".
وأما حديث ابن
مسعود:
فأخرجه البزار (1883) حدثنا محمد
بن إسماعيل بن سمرة، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا عاصم يعني الأحول، عن أبي
عثمان، عن عبد الله، قال:
"أُمرنا إذا رأينا من ينشد
ضالة في المسجد أن نقول له: لا وجدت".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى
عن عبد الله إلا بهذا الإسناد".
وإسناده صحيح، أبو عثمان هو عبد
الرحمن بن مل.
وأخرجه ابن خزيمة (1303) حدثنا
هارون بن إسحاق، والسراج كما في "نتائج الأفكار" 1/ 293 من طريق عثمان بن
أبي شيبة، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (519) من طريق أحمد بن عبد الجبار،
ثلاثتهم عن ابن فضيل، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، قال:
"سمع ابن مسعود رجلا ينشد
ضالة في المسجد، فغضب وسبه، فقال له رجل: ما كنت فحاشا يا ابن مسعود، قال: إنا كنا
نؤمر بذلك".
وقال الحافظ ابن حجر:
"هذا حديث صحيح".
وأخرجه ابن السني في "عمل
اليوم والليلة" (152) من طريق محمد بن كثير، أخبرنا سفيان الثوري، عن عاصم الأحول،
عن الشعبي، قال:
"سمع عبد الله رجلا ينشد
ضالته في المسجد، فأعضه، فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن، ما كنت فاحشا، فقال: إنا أمرنا
بذلك".
الشعبي لم يسمع ابن مسعود.
وأخرجه عبد الرزاق (1724) - ومن
طريقه الطبراني 9/ (9268) - عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين، أو غيره، قال:
"سمع ابن مسعود رجلا ينشد
ضالة في المسجد فأمسكه وانتهره، وقال: قد نهينا عن هذا".
ابن سيرين لم يسمع ابن مسعود أيضا.
وأما حديث جابر:
فأخرجه النسائي (717)، وفي
"الكبرى" (798) أخبرنا محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد
الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
"جاء رجل ينشد ضالة في المسجد،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا وجدت".
وإسناده صحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"
9/ 233 من طريق أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم - يعني خالد بن
أبي يزيد -، عن أبي الزبير به.
لم يذكر في إسناده ابن أبي أنيسة!
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"
4/ 139 من طريق زياد البكائي، عن عطاء بن السائب، عن أبيه عن جابر، قال:
"دخل أعرابي ينشد ضالة في
المسجد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا وجدتها، لا وجدتها، إنما بني هذا المسجد
لما بني له".
وإسناده ضعيف، زياد البكائي: ضعيف،
قال ابن معين: لا بأس به في المغازي خاصة.
وعطاء بن السائب: مختلط، ولم يذكروا
زيادا فيمن روى عنه قبل الاختلاط.
غريب الحديث
(ينشد) معناه: يطلب، يقال: نشدت
الضالة إذا طلبتها، وأنشدتها إذا عرفتها.
يستفاد من الحديث
أولًا: النهي عن نشد الضالة في المسجد ويلحق به ما في معناه من البيع والشراء
والإجارة ونحوها من العقود وكراهة رفع الصوت في المسجد.
ثانيًا: أن المساجد بنيت لذكر الله تعالى والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير
ونحوها.
ثالثًا: الإنكار على من ينشد ضالته في المسجد، والأمر بأن يقال له: (لا ردها
الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا)، عقوبة له على مخالفته وعصيانه، أو يقول: (لا
وجدت، إن المساجد لم تبن لهذا).
رابعًا: الأمر بالإنكار على من يبيع ويشتري في المسجد بقوله: (لا أربح الله تجارتك).
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
20 - ربيع الأول - 1441 هجري
٭ ٭ ٭
[2] - تحرّف في مطبوعه (موسى بن عقبة) إلى (موسى بن علي).