words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 27 يناير 2019

حمد الله في الصلاة لعطاس أو حدوث نعمة




(185) "بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله...".

أخرجه مسلم (537)، وأبو داود (930) و (3282) و (3909)، والنسائي (1218)، وفي "الكبرى" (561) و (1142) و (8535)، وأحمد 5/ 447 و 448 و 448-449، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 58)، وفي "القراءة خلف الإمام" (43) و (44) – طبعة الصميعي، وعبد الرزاق في "المصنف" (19501)، وابن أبي شيبة 2/ 432 و 8/ 33 و 11/ 19-20، وفي "المسند" (825)، وفي "الإيمان" (84)، والطيالسي (1201)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 720، وأبو محمد الدارمي (1502) و (1503)، وأبو سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (60)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (11)، وابن أبي عاصم في "السنة" (489) و (490)، وفي "الآحاد والمثاني" (1398) و (1399)، وابن خزيمة (859)، وفي "التوحيد" 1/ 278-280 و 281-282، والطحاوي 1/ 446، وفي "شرح مشكل الآثار" (4993) و (4994) و (5332)، وابن المنذر في "الأوسط" (1568)، وأبو عوانة (1727) و (1728)، وابن الجارود في "المنتقى" (212)، وابن حبان (165) و (2247) و (2248)، والطبراني 19/ (937-945) و (947) و (948)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 73، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (151)، وابن منده في "الإيمان" (91)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (576) و (652)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6069)، والبيهقي 2/ 249 و 249-250 و250 و 8/ 138 و 10/ 57، وفي "السنن الصغير" (888)، وفي "الأسماء والصفات" 2/ 325، وفي "المعرفة" (4155)، وفي "القراءة خلف الإمام" (177) و (290) و (291)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 284، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79-80، والبغوي في "شرح السنة" (3259) تاما ومختصرا من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال:
"بينا نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكل أمياه ما شأنكم تنظرون إليّ؟ قال: فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، والله ما كهرني ولا شتمني ولا ضربني قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس هذا، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إنا قوم حديث عهد بالجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا قوما يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتوهم. قلت: إن منا قوما يتطيرون؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم. قلت: إن منا قوما يخطون؟ قال: كان نبي يخط، فمن وافق خطه فذلك. قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي في قبل أحد والجوانية، فاطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ائتني بها. فأتيته بها فقال لها: أين الله؟ فقالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. وقال مرة: هي مؤمنة، فأعتقها".
وأخرجه أبو داود (931)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (42) - طبعة الصميعي، وفي "خلق أفعال العباد" (ص 107)، والطحاوي 1/ 446، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 73، والبيهقي 2/ 249، وفي "القراءة خلف الإمام" (292) من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال:
"لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن قال لي: إذا عطست فاحمد الله، وإذا عطس العاطس فحمد الله، فقل: يرحمك الله. قال: فبينما أنا قائم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، إذ عطس رجل، فحمد الله، فقلت: يرحمك الله، رافعا بها صوتي، فرماني الناس  بأبصارهم حتى احتملني ذلك، فقلت: ما لكم تنظرون إلي بأعين شزر؟ قال: فسبحوا، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من المتكلم؟ قيل: هذا الأعرابي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: إنما الصلاة لقراءة القرآن، وذكر الله جل وعز، فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك. فما رأيت معلما قط أرفق من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7708) و (11401)، والشافعي في "السنن المأثورة" (581)، وفي "الرسالة" (ص 75)، والدارمي في "الرد على الجهمية" (62)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 282-283، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4992) و (5331)، وابن بشران في "الأمالي" (61)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 226، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4896)، والبيهقي 7/ 387 و 10/ 57، وفي "المعرفة" (14979)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 187، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 76 و 77 و 78 و 79 عن مالك (وهو في "الموطأ" 2/ 776-777) عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم، أنه قال:
"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن جارية لي كانت ترعى غنما لي فجئتها وفقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت: أكلها الذئب، فأسفت عليها وكنت امرأ من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت: في السماء فقال: من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعتقها. فقال عمر بن الحكم: يا رسول الله أشياء كنا نصنعها في الجاهلية: كنا نأتي الكهان؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلا تأتوا الكهان. فقال عمر: وكنا نتطير؟ فقال: إنما ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم".
وقال الإمام الشافعي:
"هو معاوية بن الحكم، وكذلك رواه غيرُ مالك، وأظن مالكًا لم يحْفَظ اسمَه".
وقال الدارقطني في "العلل" 7/ 82:
"رواه مالك بن أنس، عن هلال، ووهم فيه، فقال: عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم، وذلك مما يعتد به على مالك في الوهم".
وقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2501:
"رواه مالك، عن هلال بن أبي أسامة، عن عطاء، عن عمر بن الحكم، ووهم، إنما هو معاوية بن الحكم، ونسب هلالا إلى اسم أبيه أسامة، وقال فليح بن سليمان: هلال بن علي، وقال يحيى: هلال بن أبي ميمونة".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1400) حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن الضحاك بن عثمان، عن حبيب بن سلمة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه، قال:
"قلت: يا رسول الله، أمورا كنا نصنعها في الجاهلية، كنا نأتي الكهان وكنا نتطير؟ فقال: لا تأتوا الكهان، والطيرة شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم".
وإسناده ضعيف، حبيب بن سلمة: مجهول، لم أجد فيه إلا قول الدارقطني في "العلل" 7/ 82:
"شيخ من أهل المدينة، سماه - الضحاك بن عثمان - حبيب بن سلمة".
وله طريق أخرى عن معاوية بن الحكم:
أخرجه مسلم (537)، وأحمد 3/ 443 و 5/ 449، وابن وهب في "الجامع" (622)، وعبد الرزاق (19500)، والطيالسي (1200)، وابن أبي شيبة في "المسند" (826)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1401) و (1402)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (735)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 424، والطبراني 19/ (933) و (934) و (935)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6071)، والبيهقي 8/ 138، وفي "المعرفة" (19157)، وفي "الآداب" (343)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 79 من طرق عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال:
"قلت: يا رسول الله أمورا كنا نصنعها في الجاهلية، كنا نأتي الكهان؟ قال: فلا تأتوا الكهان. قال قلت: كنا نتطير؟ قال: ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه، فلا يصدنكم".

وفي الباب عن رفاعة، وسهل بن سعد:

أما حديث رفاعة بن رافع:
فقد تقدّم تخريجه برقم (128)، وجاء فيه: "صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى...".

وأما حديث سهل بن سعد الساعدي:
فجاء فيه قصة صلاة أبي بكر بالناس حين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وفيه: "فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله عز وجل على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى" متفق عليه، وقد تقدّم تخريجه برقم (183).


غريب الحديث


(واثكل أمياه) بضم الثاء وإسكان الكاف وبفتحهما جميعا، لغتان كالبخل والبخل حكاهما الجوهري وغيره، وهو فقدان المرأة ولدها، وامرأة ثكلى وثاكل وثكلته أمه، وأثكله الله تعالى أمه، أي: وأفقد أمي إياي فإني هلكت فـ (وا) كلمة تختص في النداء بالندبة، (وثكل أمياه) مندوب ولكونه مضافا منصوب وهو مضاف إلى أم المكسورة الميم لإضافة إلى ياء المتكلم الملحق بآخره الألف والهاء وهذه الألف تلحق المندوب لأجل مد الصوت به إظهارا لشدة الحزن، والهاء التي بعدها هي هاء السكت ولا تكونان إلا في الآخر.

(ما كهرني) أي: ما انتهرني، والكهر الانتهار قاله أبو عبيد، وقرأ عبد الله بن مسعود: وأما السائل فلا تكهر، وقيل: الكهر العبوس في وجه من تلقاه.

(الكهان) جمع كاهن، وهو الذي يتعاطى الأخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 41:
"الكهانة تارة تستند إلى إلقاء الشياطين، وتارة تستفاد من أحكام النجوم، وكان كل من الأمرين في الجاهلية شائعا ذائعا إلى أن أظهر الله الإسلام، فانكسرت شوكتهم وأنكر الشرع الاعتماد عليهم".
وقال 6/ 173:
"الكهان: الذين يحفظون من إلقاء شياطينهم ما يحفظونه مختلطا صدقه بكذبه".
وقال 8/ 672:
"الكهانة فاشية في العرب ومرجوعا إليها في حكمهم حتى قطع سببها، بأن حيل بين الشياطين وبين استراق السمع كما قال تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا . وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 8، 9]، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} [الشعراء: 212]".

 (ومنا رجال يتطيرون) قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 152:
 "الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تُسَكَّن: هي التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطير، يقال: تَطَيَّر طِيرَةً، وتخير خيرة، ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما، وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله ونهى عنه، وأخبره أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر".
وكانوا في الجاهلية يتطيرون بالصيد كالطير والظبي، فيتيمنون بالسوانح ويتشاءمون بالبوارح، والبوارح من الصيد ما مر من ميامنك إلى مياسرك، والسوانح ضدها، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، ويمنعهم عن السير إلى مطالبهم.

(الجوانية) موضع في شمال المدينة بقرب أحد.

 (آسف كما يأسفون) أي: أغضب، والأسف: الغضب، ومنه قوله تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55].

(صككتها) الصك: ضرب الوجه برؤوس الأصابع.


يستفاد في الحديث


أولًا: جواز حمد الله في الصلاة لعطاس أو حدوث نعمة.

ثانيًا: تشميت العاطس إذا حمد الله في غير الصلاة.

ثالثًا: أن المصلي إذا عطس فشمته رجل فإنه لا يجيبه.

رابعًا: تحريم الكلام في الصلاة إلا لمصلحتها.

خامسًا: أن الجاهل بحرمة الكلام في الصلاة إذا كان قريب العهد بالإسلام معذور في التكلم.

سادسًا: أن من حلف لا يتكلم فسبح أو كبر أو قرأ القرآن لا يحنث.

سابعًا: جواز الفعل القليل في الصلاة وأنه لا تبطل به الصلاة.

ثامنًا: ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به ورفقه بالجاهل ورأفته بأمته وشفقته عليهم.

تاسعًا: التخلق بخلقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالجاهل وحسن تعليمه واللطف به وتقريب الصواب إلى فهمه.

عاشرًا: تسمية ما قبل ورود الشرع بالجاهلية.

الحادي عشر: تحريم إتيان الكهان.

الثاني عشر: النهي عن التطير والطيرة، قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 22-23:
"قوله (ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم)، وفي رواية (فلا يصدنكم) قال العلماء: معناه أن الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورة ولا عتب عليكم في ذلك، فإنه غير مكتسب لكم فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم، فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مكتسب لكم فيقع به التكليف، فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطيرة والامتناع من تصرفاتهم بسببها، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطير والطيرة هي محمولة على العمل بها لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه عندهم".

الثالث عشر: أن من خطر له عارض التطير فتوكل على الله وسلم إليه ولم يعمل بذلك الخاطر غفره الله له ولم يؤاخذه به.

الرابع عشر: التعليق بالمستحيلات، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 232:
"أما قوله (فمن وافق خطه فذلك) فقد يحتمل أن يكون معناه الزجر عنه إذ كان من بعده لا يوافق خطه ولا ينال حظه من الصواب، لأن ذلك إنما كان آية لذلك النبي فليس لمن بعده أن يتعاطاه طمعا في نيله".
إنما قال ذلك على وجه الإِبْعاد لمن يَسْلك هذا، فكأنه يقول: وكيف لكم موافقة خطه؟!. "شرح سنن أبي داود" للعيني 4/ 184.

الخامس عشر: استخدام السيّد جاريته في الرعي وإن كانت تنفردُ في المَرعى.

السادس عشر: إثبات صفة العلو لله تعالى.

السابع عشر: جواز امتحان الإمام بعض الناس بما امتحن به النبي صلى الله عليه وسلم الجارية، وأنه دليل على الإيمان.

الثامن عشر: عتق الرقاب وأن أفضلها المؤمنة.



كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
21 - جمادي الأولى - 1440 هجري


٭ ٭ ٭





الخميس، 24 يناير 2019

البكاء في الصلاة من خشية الله




(184) "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل".

صحيح - أخرجه أحمد 4/ 25 - ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف دينار" (81) - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد 4/ 26، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 211، والبيهقي في "الشعب" (1889) عن عفان، وعبد بن حميد (514)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4217) عن سليمان بن حرب، وأبو يعلى (1599) - وعنه ابن حبان (665) -، وتمام في "الفوائد" (1620) عن حوثرة، وابن خزيمة (900) من طريق عبد الصمد العنبري، وابن المنذر في "الأوسط" (1604) من طريق حجاج، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 979 حدثنا عبيد الله بن محمد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (570) من طريق هدبة، ثمانيتهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف، عن أبيه، قال: فذكره.
وزاد أبو نعيم: "من البكاء".
وأخرجه أبو داود (904)، وأحمد 4/ 25، وابن حبان (753)، والحاكم 1/ 264، والبيهقي 2/ 251، وفي "دلائل النبوة" 1/ 357، وفي "الشعب" (756) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة بإسناده بلفظ: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء".
وقال عبد الله بن أحمد:
"لم يقل من البكاء إلا يزيد بن هارون".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
وأخرجه النسائي (1214)، وفي "الكبرى" (549) و (1136) و (11799)، والترمذي في "الشمائل" (323)، والبيهقي 2/ 251، وفي "دلائل النبوة" 1/ 357، وابن حزم في "المحلى" 4/ 263، والبغوي في "شرح السنة" (729) عن ابن المبارك ( وهو في "الزهد" (109) ) عن حماد بن سلمة بإسناده بلفظ:
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل - يعني: يبكي-".
وعند الترمذي: "من البكاء".
وله طريقان آخران عن مطرف:
أ - أخرجه النسائي في "الكبرى" (550)، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/ 248 من طريق ضمرة بن ربيعة، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 63، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (574) من طريق زكريا بن نافع الأرسوفي، كلاهما عن السري بن يحيى، عن عبد الكريم بن رشيد - وعند النسائي: راشد -، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:
"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت لصدره أزيزا كأزيز المرجل".
ولفظ النسائي: "كان يسمع للنبي صلى الله عليه وسلم أزيز بالدعاء وهو ساجد كأزيز المرجل".
وإسناده صحيح، عبد الكريم بن رشيد، والسري بن يحيى: ثقتان.
ب - أخرجه ابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (7200) من طريق هشام الدستوائي، وتمام في "الفوائد" (1619) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، قال:
"انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولصدره أزيز كأزيز المرجل".
وإسناده على شرط مسلم.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وعائشة:

أما حديث علي بن أبي طالب:
فلفظه "ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي، ويبكي حتى أصبح"
وهو حديث صحيح، وقد تقدّم تخريجه برقم (121).

وأما حديث عائشة:
فأخرجه البخاري (664) و (712) و (713)، ومسلم (418-95) و (96)، والنسائي (833)، وفي "الكبرى" (909)، وابن ماجه (1232)، وأحمد 6/ 201 و 224، وإسحاق بن راهويه (1481) و (1482) و (1483)، وابن أبي شيبة 2/ 329-330، وابن سعد 3/ 179، والباغندي في "الأمالي" (78)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 452، وابن خزيمة (1616) و (1618)، والطحاوي 1/ 406، وفي "شرح مشكل الآثار" (4206)، وأبو عوانة (1641) و (1642) و (1643)، وابن الجارود في "المنتقى" (329)، وابن المنذر في "الأوسط" (2036)  و (2037) و (2038)، وابن حبان (2120) و (2121)
 و (6873)، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (26)، والبيهقي 2/ 304 و 3/ 81 و 81-82 و 82 و 94، وفي "السنن الصغير" (519)، وفي "دلائل النبوة" 7/ 192، وفي "المعرفة" (5685)، والبغوي في "شرح السنة" (853) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت:
"لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت: فقلت يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت: فقلت لحفصة قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقالت له: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكن لأنتن صواحب يوسف. مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فأمروا أبا بكر يصلي بالناس، قالت: فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، قالت: فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه، ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قم مكانك، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر" والسياق لمسلم (95).
وعند البخاري (712): "وقعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه، وأبو بكر يسمع الناس التكبير".
وعند بعضهم: "قالت: من الناس من يقول: كان أبو بكر رضي الله عنه المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف، ومنهم من يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم".
وقال البيهقي:
"هكذا رواه الطيالسي عن شعبة عن الأعمش، ورواية الجماعة عن الأعمش كما تقدم على الإثبات والصحة".

وله طرق عن عائشة:

1 - أخرجه مسلم (418-94)، والنسائي في "الكبرى" (9228)، وأحمد 6/ 229، وإسحاق بن راهويه (1766)، وأبو عوانة (1638)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 187 عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (10504) - طبعة دار التأصيل ) عن معمر، عن الزهري، أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، عن عائشة، قالت:
"لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت: فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، فلو أمرت غير أبي بكر، قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثا، فقال: ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف".
وفي مطبوع "المصنف" 5/ 432-433 طبعة المكتب الإسلامي:
(عبد الله بن عمر) بدلا عن: (حمزة بن عبد الله).
وأخرجه أبو عوانة (1639)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 186 من طريق يونس، عن ابن شهاب به.

2 - أخرجه البخاري (679) و (716) و (7303)، والترمذي (3672)، والنسائي في "الكبرى" (11188)، وأبو عوانة (1645)، والبيهقي 2/ 250-251 من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 170) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مروا أبا بكر فليصل للناس. فقالت عائشة: إن أبا بكر يا رسول الله، إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، قال: مروا أبا بكر فليصل للناس. قالت عائشة: فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس، من البكاء، فمر عمر فليصل للناس. ففعلت حفصة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس. فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أبو عوانة (1645) من طريق أنس بن عياض، وأبو عوانة (1646)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 188 من طريق يونس بن بكير، والدارقطني في "حديث الذهلي" (136) من طريق علي بن مسهر، ثلاثتهم عن هشام به.
وأخرجه البخاري (683)، ومسلم (418-97)، وابن ماجه (1233)، وأبو عوانة (1644)، والبيهقي 3/ 82 من طريق ابن نمير، عن هشام به.
وعند أبي عوانة: "فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه، عن يمينه".
وأخرجه أحمد 6/ 202 عن يحيى بن سعيد القطان، عن هشام به.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (580)، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (26)، وابن حبان (6601) عن جرير، وإسحاق (581)، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (62) عن عبدة بن سليمان، كلاهما عن هشام به.
وفي رواية عبدة: سودة بدل حفصة!
وأخرجه أحمد 6/ 96، وابن أبي عاصم في "السنة" (1167)، والشافعي في "اختلاف الحديث" (ص 67)، وأبو يعلى (4478)، والدارقطني 2/ 252، وفي "حديث الذهلي" (134)، وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (ص 121)، والبيهقي 2/ 304 و 3/ 82، وفي "المعرفة" (4346) و (5682) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام به.
وفي لفظ: "فقعد إلى جنب أبي بكر، فأم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وهو قاعد، وأم أبو بكر رضي الله عنه الناس وهو قائم".
وأخرجه البخاري (3384)، وأحمد 6/ 159 و 270، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 448-449، والفاكهي في "الفوائد" (27) من طريق سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها: مري أبا بكر يصلي بالناس. قالت: إنه رجل أسيف، متى يقم مقامك رق. فعاد فعادت. قال شعبة: فقال في الثالثة أو الرابعة: إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر" واللفظ للبخاري، وزاد أحمد: "فصلى أبو بكر، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم خلفه قاعدا". 

3 - أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 331، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 453، وابن حبان (2118) من طريق زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
"أغمي على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أفاق، قال: أصلى الناس؟ قالت: فقلنا: لا، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت: فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم، إن أبا بكر رجل أسيف - قال عاصم: الأسيف الرقيق الرحيم - وإنه متى يقوم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس، قالت: ثم أغمي عليه، ثم أفاق، فقال مثل ذلك، فرددت عليه، ثلاث مرات فقال: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت: فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة، فخرج بين بريرة، ونوبة يخط نعلاه إني لأرى بياض قدميه، وأبو بكر يؤم الناس، فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر، فقام أبو بكر بجنب النبي صلى الله عليه وسلم قاعد يصلي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر".
وقال ابن حبان:
"إن هذه الأخبار كلها صحاح وليس شيء منها يعارض الآخر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في علته صلاتين في المسجد جماعة لا صلاة واحدة في إحداهما كان مأموما وفي الأخرى كان إماما، والدليل على أنهما كانا صلاتين لا صلاة واحدة أن في خبر عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين يريد أحدهما العباس والآخر عليا وفي خبر مسروق، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة".
وأخرجه الترمذي (362)، والنسائي (786)، وفي "الكبرى" (863)، وأحمد 6/ 159، وإسحاق بن راهويه (1417)، وابن أبي شيبة 2/ 332، وابن خزيمة (1620)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 453، والطحاوي 1/ 406، وفي "شرح مشكل الآثار" (4208) و (4209) و (5648)، وابن المنذر في "الأوسط" (2039) و (2040)، وابن حبان (2119)، والآجري في "الشريعة" (1306) و (1307)، وابن المقرئ في "المعجم" (847)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 359-360، والبيهقي 3/ 83، وفي "دلائل النبوة" 7/ 191 من طريق شعبة، عن
نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر رضي الله عنه قاعدا".
وفي لفظ عند النسائي، وأحمد، وابن المنذر (2039)، والبيهقي في "السنن": "أن أبا بكر صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف".
ولفظ ابن خزيمة: "أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب".
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 447-448، ومن طريقه البيهقي 3/ 82-83 حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا
المعتمر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة به.
ليس فيه مسروق.
وأخرجه ابن حبان (2124) عن الحسن بن سفيان، عن عبيد الله بن معاذ، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، أحسبه عن مسروق، عن عائشة به.

4 - أخرجه البخاري (687)، ومسلم (418-90)، والنسائى (797) و (834)، وفي "الكبرى" (874) و (910)، وأحمد 2/ 52-53 و 6/ 251 و 252، وابن أبي شيبة 1/ 198 و 2/ 332-333 و 14/ 560-561، وإسحاق بن راهويه (1091) و (1092)، والدارمي (1257)، وابن سعد 2/ 218 و 218-219، وابن خزيمة (257)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 450، وأبو عوانة (1633)، وابن المنذر في "الأوسط" (49) و (238)، والطحاوي 1/ 405-406، وفي "شرح مشكل الآثار" (4207) و (4211) و (5647)، وابن حبان (2116) و (6602)، والبيهقي 1/ 123 و 3/ 80-81 و 8/ 151-152، وفي "المعرفة" (5696)، وفي "دلائل النبوة" 7/ 190-191 تاما ومختصرا من طريق موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال:
"دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: بلى، ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: ضعوا لي ماء في المخضب. فذهب لينوء فغشي عليه، قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، وكان أبو بكر رجلا رقيقا، فقال: يا عمر صل بالناس، فقال: أنت أحق بذلك، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة، فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه أن لا يتأخر، وأمرهما فأجلساه إلى جنبه فجعل أبو بكر يصلي قائما ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا. فدخلت على ابن عباس فقلت: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هات فحدثته، فما أنكر منه شيئا غير أنه قال: هل سمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا، قال: هو علي رحمة الله عليه".
وأخرجه البخاري (665) و (2588) و (4445)، ومسلم (418-92)، والنسائي في "الكبرى" (7051) و (8886)، وابن ماجه (1618)، وأحمد 6/ 34 و 38، وابن طهمان في "المشيخة" (5)، والحميدي (233)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 219، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 726، وأبو عوانة (1636)، والحاكم 3/ 56، والبيهقي 1/ 31، وفي "دلائل النبوة" 7/ 173-174، والبغوي في "شرح السنة" (3825) مختصرا ومطولا من طرق عن الزهري، عن عبيد الله به.
وعند البخاري: "لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي: أن يحب الناس بعده رجلا، قام مقامه أبدا، ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر".
وعند الحاكم قرن بعبيد الله: عروة والقاسم بن محمد، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وقال:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
وأخرجه ابن سعد 2/ 233 من طريق عفيف بن عمرو السلمي، عن عبيد الله بن عبد الله به.

5 - أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 24 و 5/ 289، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 219، والدارمي (82)، والطبراني في "الأوسط" (6329) من طريق فليح بن سليمان، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت:
"أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. ثم أغمي عليه، فلما سري عنه قال: أمرتم أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قلنا: إن أبا بكر رجل رقيق، فإن صلى بالناس لم يسمعهم، فلو أمرت عمر يصلي بالناس، فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس، فإنكن صواحب يوسف، فرب قائل ومتمن، ويأبى الله والمؤمنون".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن محمد إلا سليمان بن عبد الرحمن، تفرد به فليح بن سليمان".
وفليح: صدوق كثير الخطأ، وانظر ترجمته في "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (47).

6 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7845) حدثنا محمود، حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، حدثنا صالح بن عمر، عن مطرف بن طريف، عن بشير بن مسلم، عن كثير بن عبيد مولى عائشة، عن عائشة، قالت:
"قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري، قالت: وظننت أنه سيرد الله عليه روحه، قالت: وكذلك يفعل بالأنبياء، فتحرك، فقلت: إن خيرت اليوم فلن تختارنا، وقيل: ذلك ما قال لبلال: مر أبا بكر فليصل بالناس، إنكن صواحبات يوسف. فقلت: يا رسول الله، إنما قلت ذلك أن أبا بكر رجل رقيق، وإذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن مطرف إلا صالح بن عمر".
وإسناده ضعيف، بشير بن مسلم: مجهول كما في "التقريب" (721).

وله شواهد من حديث ابن عمر، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن زمعة، وأنس بن مالك:

أما حديث ابن عمر:
فأخرجه البخاري (682)، والسراج في "حديثه" (1185)، وابن حبان (6874)، والبيهقي 2/ 251 و 8/ 152، وفي "دلائل النبوة" 7/ 186 من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، أنه أخبره، عن أبيه، قال:
"لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، قال: مروه فيصلي. فعاودته، قال: مروه فيصل، إنكن صواحب يوسف".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9227)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3184) من طريق شعيب بن أبى حمزة، والطبراني في "مسند الشاميين" (1787)، وابن بشران في "الأمالي" (640)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 285 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 453 مختصرا من طريق عبيد الله بن أبي زياد، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ من طريق ابن أخي الزهري، وإسحاق بن يحيى الكلبي، خمستهم عن الزهري به، وفيه:
"إن أبا بكر رجل رقيق، وإنه لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فمر عمر بن الخطاب".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 444 حدثنا أحمد بن محمد المروزي، حدثنا فضل بن سهل الأعرج، حدثنا عبد الله بن حرب الليثي، حدثنا يعقوب، حدثنا إبراهيم النيلي، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه:
"مروا أبا بكر فليصل بالناس".
وقال العقيلي:
"يعقوب بن إبراهيم النيلي عن محمد بن عجلان: لا يتابع عليه من هذا الوجه، وهو معروف بغير هذا الإسناد".

وأما حديث أبي موسى الأشعري:
فأخرجه البخاري (678)، ومسلم (420)، وأحمد 4/ 412-413، وابن أبي شيبة 2/ 330، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 178، وابن أبي عاصم في "السنة" (1164)، وأبو عوانة (1653)، والروياني في "مسنده" (489)، والخرائطي في "اعتلال القلوب" (221)، والآجري في "الشريعة" (1298)، والبيهقي 3/ 78، وفي "دلائل النبوة" 7/ 187 عن الحسين بن علي الجعفي، والبخاري (3385) عن الربيع بن يحيى البصري، وأحمد 4/ 412-413 عن أبي سعيد مولى بني هاشم، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 451 - ومن طريقه البيهقي  8/ 152 -، وأبو عوانة (1653) عن عبد الله بن رجاء، والطحاوي 1/ 406-407، وفي "شرح مشكل الآثار" (4212)، والطبراني في "الأوسط" (5005) من طريق معاوية بن عمرو الأزدي، خمستهم عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال:
"مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل رقيق متى يقوم مقامك فلا يستطيع أن يصلي بالناس، فقال: مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف. قال: فصلى بهم أبو بكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه أحمد 5/ 361 حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا زائدة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه به.
هكذا جاء فيه من مسند بريدة بن الحصيب!
وجاء في "فضائل الصحابة" (140) بإسناده من مسند أبي موسى الأشعري، وقد أخرجه أبو عوانة (1653) عن يزيد بن سنان البصري، والروياني في "مسنده" (453) عن محمد بن بشار، كلاهما عن عبد
الصمد بن عبد الوارث بإسناده من مسند أبي موسى.

وأما حديث عبد الله بن عباس:
فأخرجه ابن ماجه (1235)، وأحمد 1/ 343 و 355 و 356-357 و 357، وابن أبي شيبة 2/ 194 [[1]] و 11/ 207، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 451، وأبو يعلى (2560)، والطحاوي 1/ 405، وفي "شرح مشكل الآثار" (1099) و (5645) و (5646)، والطبراني 12/ (12634)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 325، والبيهقي 3/ 81، وفي "دلائل النبوة" 7/ 226-227 مطولا ومختصرا من طرق عن إسرائيل، وأحمد 1/ 231-232، وفي "فضائل الصحابة" (78)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 221، وأبو يعلى (2708) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، قال:
"لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم، أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ثم وجد خفة، فخرج، فلما أحس به أبو بكر أراد أن ينكص، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر".
وعند ابن ماجه: "فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عن يمينه".
وعند أحمد 1/ 356-357: "وقام أبو بكر عن يمينه".
وإسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 1/ 209، وفي "فضائل الصحابة" (80) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، وأحمد 1/ 209، وفي "فضائل الصحابة" (79)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (282) و (286)، والدارقطني 2/ 252 عن يحيى بن آدم، والبزار (1300)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (281) و (283)، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (147) من طريق محمد بن الصلت، ويعقوب بن سفيان" في "المعرفة والتاريخ" 1/ 452 [[2]]، وأبو يعلى (6704)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (269) من طريق عبد الله بن رجاء، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1932)، وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة" (187)، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (147) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 276 من طريق أبي بلال الأشعري، ستتهم تاما ومختصرا عن قيس بن الربيع، حدثني عبد الله بن أبي السفر، عن ابن شرحبيل، عن ابن عباس، عن العباس، قال:
"دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساؤه، فاستترن مني إلا ميمونة، فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللد إلا لد، إلا أن يميني لم تصب العباس. ثم قال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس. فقالت عائشة لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل إذا قام مقامك بكى، قال: مروا أبا بكر ليصل بالناس. فقام فصلى، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم خفة، فجاء فنكص أبو بكر رضي الله عنه فأراد أن يتأخر، فجلس إلى جنبه، ثم اقترأ".
وفي لفظ: "فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر رضي الله عنه من السورة".
وإسناده ضعيف، قيس بن الربيع الأسدي، أبو محمد الكوفيّ: صدوق في نفسه إلا أنه أُدخلت عليه أحاديث فحدث بها فسقط الاحتجاج به، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (49).

وأما حديث عبد الله بن زمعة:
فأخرجه أبو داود (4660)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1161)، والآجري في "الشريعة" (1293)، والطبراني 13/ (446)، وفي "الأوسط" (1065)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (86)، وأبو نعيم في "تثبيت الإمامة" (43) من طريق محمد بن سلمة، وأحمد 4/ 322 من طريق إبراهيم بن سعد، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 243 من طريق عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4253) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، والحاكم 3/ 640 من طريق يونس بن بكير، خمستهم عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، قال:
"لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال: مروا من يصلي للناس. فخرج عبد الله بن زمعة فإذا عمر
في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: يا عمر قم فصل بالناس، فتقدم فكبر، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وكان عمر رجلا مجهرا، قال: فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون. فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس".
ووقع عند أبي نعيم: (عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن زمعة).
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4254) حدثنا محمد بن
أحمد بن حماد، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثني يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عبد الله بن زمعة به.
هكذا أقحم فيه: يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، وليس فيه عبد الملك، وقد تقدّم آنفا عند الحاكم 3/ 640 من طريق أحمد بن عبد الجبار (نفسه)، عن يونس بن بكير به، ليس فيه يعقوب بن عتبة، وبرواية الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه.
وهذا الاضطراب قد يكون من أحمد بن عبد الجبار العطاردي فإنه ضعيف.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا محمد، ولا يروى عن عبد الله بن زمعة إلا بهذا الإسناد".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
الحديث صحيح لغيره، وإسناده حسن، وليس على شرط مسلم إنما روى لابن إسحاق في المتابعات، وقد تابعه عليه: عقيل بن خالد، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري:
أما متابعة عقيل بن خالد:
فأخرجها ابن الأعرابي في "المعجم" (2308)، والطبراني 13/ (447)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 134 من طريق رشدين بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة به.
ورشدين: ضعيف.
وأما متابعة محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري:
فأخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1162)، والطبراني 13/ (448) عن يعقوب بن حميد، قال: حدثنا عبد الله بن موسى التيمي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة به.
وإسناده صالح في المتابعات، ابن أخي الزُّهْري: صدوق، قال الإمام أحمد: لا بأس به، وفي رواية: صالح الحديث.
ووثقه أبو داود، وقال ابن عدي: لم أر بحديثه بأسًا.
واحتج به البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
واختلف فيه قول ابن معين، فضعّفه مرّة، وقال مرّة: ليس بذاك القوي، وقال مرّة أخرى: صالح، وقال مرّة: أمثل من ابن أبي أويس.
وعبد الله بن موسى التيمي: قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا، ليس محله أن يحتج به.
وقال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ.
ويعقوب بن حميد بن كاسب: صدوق ربما وهم كما في "التقريب" (7815).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 220 أخبرنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة.
وإسناده ضعيف جدا، الواقدي: متروك، وقد تقدّم آنفا من رواية محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة.
وخالفهم عبد الرحمن بن إسحاق:
فأخرجه أبو داود (4661)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1160)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 454، والآجري في "الشريعة" (1294) من طريق موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن زمعة أخبره:
"أنه عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي هلك فيه، قال عبد الله بن زمعة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا الناس فليصلوا. قال: فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم، فلما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه، فقلت له: صل بالناس، فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليصلي بالناس، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أطلع رأسه من وراء حجرته، ثم قال: لا، لا، ليصل بالناس ابن أبي قحافة. يقول ذلك مغضبا".
وإسناده ضعيف، موسى بن يعقوب الزمعي: صدوق سيء الحفظ كما في "التقريب" (7026).
وأما عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث فصدوق، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (27).

وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه مسلم (419-99)، وابن ماجه (1624)، والترمذي في "الشمائل" (386)، والنسائي (1831)، وفي "الكبرى" (1970) و (7072)، وأحمد 3/ 110، والحميدي (1188)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (17)، وأبو يعلى (3548) و (3596)، وابن خزيمة (1650)، وأبو عوانة (1648)، والآجري في "الشريعة" (1296) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول:
"آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الاثنين والناس صفوف خلف أبي بكر فلما رأوه كأنهم أي تحركوا، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اثبتوا فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، وألقى السجف وتوفي من آخر ذلك اليوم صلى الله عليه وسلم".
وله طرق عن الزهري:
أ - أخرجه البخاري (754) و (4448)، وابن خزيمة (867) و (1650) من طريق عقيل، عن ابن شهاب، قال: حدثني أنس بن مالك t:
"أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر".
ب - أخرجه البخاري (1205)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 269، وابن حبان (6620) من طريق يونس: قال الزهري: أخبرني أنس بن مالك به.
جـ - أخرجه أحمد 3/ 163، وأبو عوانة (1647) من طريق ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن أنس بن مالك به.
د - أخرجه البخاري (680)، وأحمد 3/ 196-197، وأبو عوانة (1651)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2980)، والبيهقي 3/ 75 و 8/ 152، وفي "دلائل النبوة" 7/ 194 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري به.
ه - أخرجه مسلم (419-98)، وأحمد 3/ 197، وابن سعد 2/ 266، وأبو عوانة (1650) من طريق صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب، أخبرني أنس بن مالك به.
حـ - أخرجه النسائي في "الكبرى" (7070) من طريق إسماعيل بن أمية، عن الزهري به.
ط - أخرجه مسلم (419-99)، وأحمد 3/ 196، وعبد الرزاق في "المصنف" (9754)، وابن سعد 2/ 269، وعبد بن حميد (1163)، وأبو عوانة (1649)، وابن حبان (6620) و (6875)، والآجري في "الشريعة" (1297) عن معمر، عن الزهري به.
وزاد أحمد، وابن حبان: "فقام عمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى، فمكث عن قومه أربعين ليلة، والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون، أو قال: يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات".
ي - أخرجه أحمد 3/ 202، وابن أبي شيبة 2/ 330، وأبو يعلى (3567) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أنس، قال:
"لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي توفي فيه، أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال بعد مرتين: يا بلال قد بلغت، فمن شاء فليصل، ومن شاء فليدع. فرجع إليه بلال فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، من يصلي بالناس؟ قال: مر أبا بكر فليصل بالناس. فلما أن تقدم أبو بكر رفعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الستور، قال: فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة، فذهب أبو بكر يتأخر، وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة، فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر: أن يقوم فيصلي، فصلى أبو بكر بالناس، فما رأيناه بعد".
وإسناده ضعيف، سفيان بن حسين: ثقة في غير الزهري باتفاقهم.
وله طريق أخرى عن أنس:
أخرجه البخاري (681)، ومسلم (419-100)، وأحمد 3/ 211، وأبو يعلى (3924)، وابن خزيمة (1488) و (1650)، وأبو عوانة (1652)، وابن حبان (2065)، والبيهقي 3/ 74، وفي "دلائل النبوة" 7/ 195 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال:
"لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يتقدم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: بالحجاب فرفعه، فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجه النبي صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا، فأومأ النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي بكر أن يتقدم، وأرخى النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب، فلم يقدر عليه حتى مات".

غريب الحديث


(لصدره أزيز كأزيز المرجل) الأزيز: هو صوت القدر عند غليان الماء. و (المرجل) بوزن منبر قدر من نحاس، وقد يطلق على كل قدر يطبخ فيه، لأنه إذا نُصِب، كأنه أُقِيم على رِجْل، والمعنى: أنه يجيش جوفه ويغلي من البكاء من خشية الله تعالى.

يستفاد من الحديث


أولًا: جواز البكاء من خشية الله تعالى في الصلاة.

ثانيًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع إظهار صوت البكاء إلى جوفه وأنه لا يتكلفه.

ثالثًا: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من خشية الله تعالى، والخشوع في الصلاة لأن البكاء لم ينتج إلا عن حضور القلب.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
17 - جمادي الأولى - 1440 هجري

٭ ٭ ٭




[1] -  تحرّف في مطبوعه (إسرائيل) إلى (إسماعيل).
[2] - سقط من مطبوعه (العباس).




حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام