(289) "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
إسناده صحيح - أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9848)، وفي "عمل
اليوم والليلة" (100)، والروياني (1268)، وابن حبان في "صحيحه" -
كما في "سير أعلام النبلاء" 9/ 235، و "تاريخ الإسلام" 4/
1193، و "تفسير ابن كثير" 1/ 517 -، وفي "كتاب الصلاة" - كما
في "الترغيب والترهيب" 2/ 453، و"إتحاف المهرة" (6480)، و
"نتائج الأفكار" 2/ 295 -، والطبراني 8/ (7532)، وفي "الأوسط"
(8068)، وفي "مسند الشاميين" (824)، وفي "الدعاء" (675)، وابن
شاهين في "الأفراد" (34)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة (124)،
والنعالي في "جزءه" - مخطوط، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/
354، وأبو طاهر السِلفي في "المشيخة البغدادية" - مخطوط، وابن الفاخر في
"موجبات الجنة" (188)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 244،
والشجري في "أماليه" (529)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في
الدعاء" (81)، وابن العديم في "تاريخ حلب" 5/ 2307 و 10/ 4452،
وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 294 من طرق عن محمد بن حمير السليحي،
قال: حدثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره.
وقال ابن شاهين:
"وهذا حديث غريب، تفرد
به ابن حمير، لا أعلم حدث به عن محمد بن زياد غيره".
وقال ابن الجوزي:
"قال الدارقطني: غريب من
حديث الألهاني عن أبي أمامة تفرد به محمد بن حمير عنه [1].
قال يعقوب بن سفيان: ليس
بالقوي".
وقال الحافظ الذهبي في
"تاريخ الإسلام" 12/ 1111-1112:
"ربما ذكر - يعني: ابن الجوزي - في الموضوعات أحاديث حسانا قوية، ونقلت من خط السيف أحمد بن المجد، قال: صنف ابن الجوزي كتاب الموضوعات، فأصاب في ذكره أحاديث شنيعة مخالفة للنقل والعقل، ومما لم يصب فيه إطلاق الوضع على أحاديث بكلام بعض الناس في أحد رواتها، كقوله: فلان ضعيف، أو ليس بالقوي، أو لين، وليس ذلك الحديث مما يشهد القلب ببطلانه، ولا فيه مخالفة ولا معارضة لكتاب ولا سنة ولا إجماع، ولا حجة بأنه موضوع، سوى كلام ذلك الرجل في راويه، وهذا عدوان ومجازفة، وقد كان أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على القياس.
قال: فمن ذلك أنه أورد حديث
محمد بن حمير السليحي، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة في فضل قراءة آية
الكرسي في الصلوات الخمس، وهو: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من
دخول الجنة إلا الموت) وجعله في الموضوعات، لقول يعقوب بن سفيان محمد بن حمير ليس
بالقوي، ومحمد هذا قد روى البخاري في صحيحه، عن رجل، عنه، وقد قال ابن معين: إنه ثقة،
وقال أحمد بن حنبل: ما علمت إلا خيرا. قال السيف: وهو كثير الوهم جدا، فإن في
مشيخته مع صغرها وَهْمٌ في مواضع...".
وقال الحافظ ابن كثير:
"إسناد على شرط
البخاري!" [2].
وقال الحافظ ابن حجر:
"وقد غفل أبو الفرج بن
الجوزي فأورد هذا الحديث في الموضوعات من طريق الدارقطني، ولم يستدل لمدعاه إلا
بقول يعقوب بن سفيان: محمد بن حمير ليس بقوي.
قلت: وهو جرح غير مفسر في حق
من وثقه يحيى بن معين، وأخرج له البخاري.
سلمنا، لكنه يستلزم أن يكون
ما رواه موضوعًا، وقد أنكر الحافظ الضياء هذا على ابن الجوزي، وأخرجه في الأحاديث
المختارة مما ليس في الصحيحين.
وقال ابن عبد الهادي: لم يصب
أبو الفرج، والحديث صحيح.
قلت: لم أجد للمتقدمين
تصريحًا بتصحيحه.
وقد أخرجه ابن حبان في كتاب
الصلاة المفرد من رواية يمان بن سعيد عن محمد بن حمير ولم يخرجه في كتاب
الصحيح!".
قلـت: في قول الحافظ ابن حجر أنه
لم يجد للمتقدمين تصريحًا بتصحيحه نظر، إذ أخرجه ابن حبان في "صحيحه"
كما صرّح بذلك الحافظان الذهبي وابن كثير، وقد قال الحافظ ابن حجر نفسه بأنه صححه
ابن حبان كما في (النكت على ابن الصلاح) 2/ 849".
وقال المنذري:
"صححه ابن حبان".
وله طريق أخرى عن أبي أمامة:
أخرجه ابن السني في "عمل
اليوم والليلة (123) أخبرنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا علي بن الحسن بن معروف، حدثنا
عبد الحميد بن إبراهيم أبو التقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن داود بن إبراهيم
الذهلي، أنه أخبره عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي دبر
كل صلاة مكتوبة كان بمنزلة من قاتل عن أنبياء الله عز وجل حتى يستشهد".
وأخرجه أبو طاهر السِلفي في
"المشيخة البغدادية" - مخطوط: من طريق الحسن بن عبد الرحمن بن رزيق، عن
علي بن الحسن بن معروف به، وزاد:
" كان الرب ذو الجلال
والإكرام الذي يتولى قبض روحه بيده".
وإسناده ضعيف، داود بن
إبراهيم الذهلي، وعلي بن الحسن بن معروف: لم أجد من ترجمهما.
وإسماعيل بن عياش: صدوق في
روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، ولا يُدرى من أي بلد شيخه في هذا الحديث.
وعبد الحميد بن إبراهيم أبو
تقي الحمصي: صدوق إلا أنه ذهبت كتبه فساء حفظه.
وجاء من حديث المغيرة بن شعبة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، والصلصال بن الدلهمس، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك، والحسن بن علي، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو:
أما حديث
المغيرة بن شعبة:
فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 221 من طريق إبراهيم بن زهير، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا هاشم بن هاشم، عن عمر بن إبراهيم، عن محمد بن كعب، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي دبر
كل صلاة ما بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة".
وقال أبو نعيم:
"هذا حديث غريب من حديث
المغيرة، تفرد به هاشم بن هاشم عن عمر عنه!، ما كتبناه عاليا إلا من حديث
مكي".
وإسناده ضعيف، عمر بن إبراهيم
بن محمد بن الأسود: ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 169.
وقال العلامة المعلمي في
تعليقه على "الفوائد" (ص 299):
"مجهول، ذكره ابن حبان
في (الثقات) على عادته في ذكر المجاهيل، وذكره العقيلي في (الضعفاء) وذكر له خبرًا
آخر لهذا السند نفسه لم يتابع عليه، والمجهول إذا روى خبرين لم يتابع عليهما فهو
تالف".
وإبراهيم بن زهير بن أبي خالد
الحلواني: مجهول، لم أجد له في التراجم سوى ما ذكره الخطيب في "تاريخ
بغداد" 9/ 444 أنه حدث عنه عبد الله بن الحسن بن يحيى بن يعقوب بن شعيب
الحلواني، وكذا الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 28/ 477 أنه روى عن مكي
بن إبراهيم بن بشير.
وأما حديث
جابر بن عبد الله:
فأخرجه ابن الجوزي في
"الموضوعات" 1/ 243 من طريق إسماعيل بن إبراهيم القطواني، قال: حدثنا
عبد الحميد بن صالح، قال: حدثنا الحسن بن محمد، عن أبي يزيد، عن مولى الزبير، عن
جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي في
دبر كل صلاة مكتوبة أعطي قلوب الشاكرين، وثواب النبيين، وأعمال الصادقين، وبسط الله
عليه يمينه ورحمه، ولم يمنعه من دخول الجنة إلا قبض ملك الموت روحه".
وقال ابن الجوزي:
"وهذا طريق فيه
مجاهيل".
وقال الحافظ الذهبي في
"تلخيص كتاب الموضوعات" (ص 67):
"سَنَد مظلم إِلى حسن بن
محمد ولا يدرى من هو".
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 3/ 475، وأبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية" -
مخطوط: من طريق أبي الجنيد الضرير، حدثنا حماد الربعي، عن أبي الزبير، عن جابر،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أوحى الله عز وجل إلى
موسى بن عمران أنه من داوم على قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة أعطيته أجور
النبيين وأعمال الصديقين وثواب الشاكرين، ولم يمنعه من الدخول إلى الجنة إلا أن
ينزل ملك الموت عليه السلام فيقبض روحه، فقال موسى عليه السلام: يا رب ومن يداوم
على ذلك؟ قال: يداوم على ذلك نبي أو صديق أو عبد قد رضيت عنه أريد أن أقتله في
سبيلي".
وإسناده ضعيف، حماد الربعي:
قال الحافظ الذهبي في "الميزان" 1/ 602:
"لا يعرف".
وأبو الجنيد الضرير: قال ابن
عدي: عامة حديثه عن الضعفاء أو قوم لا يعرفون.
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 1/ 496، والواحدي في "التفسير" (119)، وابن الجوزي
في "الموضوعات" 1/ 243 من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، حدثنا
ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
"من قرأ آية الكرسي في
دبر كل صلاة خرقت سبع سموات فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله إلى قائلها فيغفر له،
ثم يبعث الله إليه ملكا فيكتب حسناته ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة".
وقال ابن عدي:
"وهذا الحديث عن ابن
جريج بإسناده باطل، لا يحدث به عن ابن جريج غير إسماعيل".
قلت: إسماعيل بن يحيى بن عبيد
الله التيمي: متهم بالكذب.
وأما حديث
عبد الله بن مسعود:
فأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 2/ 426، وابن المقرئ في "حديثه" (11) - مطبوع ضمن
جمهرة الأجزاء الحديثية: من طريق عمران بن بكار، حدثنا عبد السلام بن محمد
الحضرمي، حدثنا بقية، عن الأوزاعي، عن جسر بن الحسن، عن عون بن عبد الله بن عتبة،
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي دبر
كل صلاة مكتوبة فمات دخل الجنة".
وإسناده ضعيف، جسر بن الحسن
الكوفي: ضعفه النسائي، وقال الجوزجاني: واهي الحديث.
وعون بن عبد الله: روايته عن
ابن مسعود مرسلة.
وأما حديث
علي بن أبي طالب:
فأخرجه الثعلبي في "التفسير" (581)، والبيهقي في "الشعب" (2174)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 243 من طريق محمد بن عمرو القرشي، عن نهشل بن سعيد الضبي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن حبة العرني، قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول:
"من قرأ آية الكرسي في دبر
كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت".
وزاد الثعلبي، والبيهقي:
"ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ودار جاره والدويرات
حوله".
وقال البيهقي:
"إسناده ضعيف".
وقال ابن الجوزي:
"هذا حديث لا يصح، عبد
العزى (كذا!): لا يعرف، ونهشل: قد كذبه أبو داود الطيالسي وابن راهويه.
وقال الرازي والنسائي: هو
متروك.
وقال ابن حبان: لا يحل كتب
حديثه إلا على التعجب".
وأخرجه أبو طاهر السِلفي في "المشيخة البغدادية" - مخطوط: حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي، حدثنا علي بن محمد بن عقبة الكوفي، حدثنا عبد الله بن محمد بن سوار، حدثنا أحمد بن صبيح الأسدي، حدثنا الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اقرأ آية الكرسي في دبر
كل صلاة مكتوبة، فإنه لا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد".
وهذا على أنه معضل، فيه
الحسين بن علوان: كذاب.
وأحمد بن صبيح الأسدي: ذكره
أبو العرب في (الضعفاء) ونقل عن أبي الطاهر المديني أنه قال: كوفي ليس يساوي شيئا.
وذكره الدارقطني ضمن إسناد
حديث في "سننه" 5/ 13، ثم قال:
"هؤلاء كلهم من
الشيعة".
وأما حديث
الصلصال بن الدلهمس:
فأخرجه البيهقي في
"الشعب" 4/ 51 أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا
أبو عمارة المستملي، حدثنا محمد بن الضوء يعني ابن الصلصال بن الدلهمس، حدثنا أبي،
أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من قرأ آية الكرسي في
دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل
الجنة".
وقال البيهقي:
"أبو عمارة المستملي
أظنه أحمد بن زيد المهدي".
وإسناده تالف، محمد بن الضوء:
قال ابن حبان:
"روى عن أبيه المناكير،
لا يجوز الاحتجاج به".
وقال الخطيب:
"كان كذابا".
وأبو عمارة المستملي: قال
الدارقطني: متروك.
وأما حديث
أبي موسى الأشعري:
فأخرجه ابن مردويه كما في
"تفسير ابن كثير" 1/ 517 حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ، أخبرنا
يحيى بن درستويه المروزي، أخبرنا زياد بن إبراهيم، أخبرنا أبو حمزة السكري، عن
المثنى، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال:
"أوحى الله إلى موسى بن
عمران عليه السلام أن اقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، فإنه من يقرؤها في
دبر كل صلاة مكتوبة، أجعل له قلب الشاكرين، ولسان الذاكرين، وثواب النبيين، وأعمال
الصديقين، ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق أو عبد امتحنت قلبه للإيمان، أو أريد
قتله في سبيل الله".
وقال الحافظ ابن كثير:
"وهذا حديث منكر
جدا".
محمد بن الحسن بن زياد المقرئ
أبو بكر النقاش: وهاه الدارقطني.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر:
كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص.
وقال البرقاني: كل حديثه
منكر.
وقال الخطيب البغدادي: في
أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
ويحيى بن درستويه: سيأتي أنه
يحيى بن ساسويه: ولم أجد له ترجمة سوى قول الدارقطني في إسناد حديث هو أحد رجاله:
"كلهم معروفون
بالثقة" كما في "لسان الميزان" 1/ 600.
وزياد بن إبراهيم: سيأتي أنه
زياد النميري: ولم أجد له ترجمة، وليس هو الراوي عن أنس بن مالك، فهذا أعلى طبقة
من ذاك.
والمثنى هو ابن الصباح: ضعيف
اختلط بأخرة.
وأخرجه الديلمي في مسند
الفردوس" كما في "الغرائب الملتقطة" - مخطوط: من طريق عبد الله بن
عمر الجوهري، حدثنا يحيى بن ساسويه، حدثنا زياد النميري، حدثنا أبو حمزة، عن
المثنى بن الصباح، عن قتادة به.
وأما حديث
أنس بن مالك:
فأخرجه البيهقي في
"الشعب" (2175) من طريق أبي بكر بن عتاب، حدثنا ابن أبي العوام، حدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن اليمامي، عن سالم الخياط، عن الحسن والمختار، عن أنس، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ في دبر كل صلاة
مكتوبة آية الكرسي حفظ إلى الصلاة الأخرى، ولا يحافظ عليها إلا نبي، أو صديق، أو
شهيد".
وقال البيهقي:
"إسناده ضعيف".
وأخرجه الحكيم الترمذي في
"نوادر الأصول" (1366) حدثنا عتيق بن محمد، حدثنا ابن أبي فديك، عن أبي
سليم، عن الحوشبي، عن أبان، عن أنس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال:
"أوحى الله إلى موسى
عليه الصلاة والسلام: من داوم على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة، أعطيته قلوب
الشاكرين، وأجر النبيين، وأعمال الصديقين، وبسطت عليه يميني بالرحمة، ولم أمنعه أن
أدخله الجنة إلا أن يأتيه ملك الموت. قال موسى: يارب، ما سمع بهذا أحد إلا داوم
عليه، قال: لا أعطيه من عبادي إلا الأنبياء أو صديقا أو رجلا أحبه أو رجلا أريد
قتله في سبيلي".
وإسناده ضعيف جدا، أبان هو
ابن أبي عياش: متروك.
وأبو سليم: لم أعرفه.
وأخرجه الثعلبي في "تفسيره" (582) من طريق أبي يحيى البزاز، حدثنا عتيق بن محمد، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن أبي سليمان، عن الحوشبي، عن أنس وعن جابر به.
ولم يذكر أبان بن أبي عياش،
والذي يظهر لي أنه وقع سقط في إسناده، فالحوشبي وهو شهاب بن خراش: من كبار أتباع
التابعين، فلا رواية له عن أنس ولا عن جابر، وبينهما أبان بن أبي عياش كما تقدّم
آنفا.
وأما حديث
الحسن بن علي بن أبي طالب:
فأخرجه الطبراني 3/ (2733)، وفي "الدعاء" (674)، والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (57)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 295 من طريق كثير بن يحيى صاحب البصري، حدثنا حفص بن عمر الرقاشي، حدثنا عبد الله بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي في
دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى".
وقال الحافظ:
"هذا حديث غريب، وفي
سنده ضعف".
قلت: حفص بن عمر الرقاشي: لم
أجد له ترجمة، وليس هو حفص بن عمرو الرقاشي.
وأما حديث
عبد الله بن عباس:
فأخرجه ابن النجار كما في "اللآلىء المصنوعة" 1/ 212-213 أخبرني شهاب بن محمود المزكي، أنبأنا عبد الكريم بن محمد المروزي، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن علي الطبري، حدثنا أبو الرضى محمد بن علي النسفي، حدثنا أبو نصر محمد بن الحسن بن تركان الخطيب، حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي البلخي، حدثنا أبو عبد الله طاهر بن محمد الفقيه، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر البزار، حدثنا عمر بن محمد البزار، حدثنا عمر بن محمد بن بحير بن حازم الهمداني، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا شبابة، عن ورقاء بن عمر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي في
دبر كل صلاة مكتوبة، أعطاه الله قلوب الشاكرين، وأعمال الصديقين، وثواب النبيين،
وبسط عليه الرحمة منه، ولم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت فيدخلها".
وقال ابن عراق في "تنزيه
الشريعة" 1/ 289:
في إسناده ضعفاء
ومجاهيل".
وأما حديث
أبيّ بن كعب:
فأخرجه الحكيم الترمذي في
"نوادر الأصول" (1369) حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم العامري، حدثنا
زكريا بن حازم، قال: أنبأنا الربيع بن أنس، عن أبي بن كعب:
"قال الله لموسى: من قرأ
آية الكرسي في دبر كل صلاة أعطيته ثواب الأنبياء".
وإسناده ضعيف، محمد بن إسحاق
بن إبراهيم العامري، وزكريا بن حازم: لم أجد لهما ترجمة.
وأما حديث
عبد الله بن عمرو بن العاص:
فأخرجه الثعلبي في "تفسيره" (578) أخبرنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الأموي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا محمد بن كثير الفهري، عن ابن لهيعة، عن أبي قَبيل المعافري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ آية الكرسي دبر
كل صلاة مكتوبة كان الَّذي يتولى قبض نفسه ذو الجلال والإكرام، وكان كمن قاتل مع
أنبياء الله حتى استشهد".
وأخرجه أبو طاهر السِلفي في
"المشيخة البغدادية" - مخطوط، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/
171 عن محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار به،
بلفظ: "من قرأ آية الكرسي لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى".
وإسناده تالف، أحمد بن يعقوب
بن عبد الجبار الأموي: قال الحاكم: كان يضع الحديث.
وقال البيهقي: روى أحاديث
موضوعة، لا أستحل رواية شيء منها.
ومحمد بن كثير الفهري: متروك.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
2 - 1 - 1442 هجري
٭ ٭ ٭
1 - وانظر "الأفراد"
(4529).
2 - قلت: رجاله رجال البخاري،
وليس على شرطه، قال الحافظ في "هدي الساري" (ص 438) "ليس له في
البخاري سوى حديثين:
أحدهما: عن إبراهيم بن أبي
عبلة عن عقبة بن وساج عن أنس في خضاب أبي بكر، وذكر له متابعا.
والآخر: عن ثابت بن عجلان عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة فقال: ما
على أهلها لو انتفعوا بإهابها) أورده في الذبائح، وله أصل من حديث ابن عباس عنده
في الطهارة".
وقال العلامة المعلمي في
تعليقه على "الفوائد" (ص 299):
"أخرج له البخاري في
"الصحيح" حديثين، قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير
الألهاني، فزعْمُ أن هذا الحديث على شرط البخاري غفلة".