(202) "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن
عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
"اللهم إني
أعوذ بك من المأثم والمغرم".
أخرجه البخاري (1377)، ومسلم
(588-131)، وأحمد 2/ 522، والطيالسي (2470)، والطبري في "تهذيب الآثار"
(867) - مسند عمر، وأبو عوانة (2045)، وابن حبان (1019)، والطبراني في "الدعاء"
(1373)، والآجري في "الشريعة" (872)، والداني في "السنن الواردة في
الفتن" (77)، والحاكم 1/ 273، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 282، والبيهقي
في "إثبات عذاب القبر" (188)، وفي "الدعوات الكبير" (335) من طريق
هشام الدستوائي، ومسلم (588-128)، والنسائي (5518)، وفي "الكبرى" (7904)،
وأحمد 2/ 477 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1416) -، وابن أبي شيبة
15/ 130، وابن خزيمة (721)، وأبو عوانة (2044)، والبيهقي 2/ 154 من طريق الأوزاعي، والنسائي
(2060) و (5506)، وفي "الكبرى" (2198) و (7890)، والطبري في "تهذيب
الآثار" (866) - مسند عمر، من طريق أبي إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك، وأحمد
2/ 423، وأبو عوانة (2045)، وابن بشران في "الأمالي" (393) و (541) من طريق
شيبان، وأبو عوانة (2046) و (2078)، والحاكم 1/ 273 من طريق علي بن المبارك، خمستهم
عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة،
حدثه عن أبي هريرة، قال:
" كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن
فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
واستدركه الحاكم رحمه الله تعالى
1/ 273 على الشيخين فوهم!
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"
(1374) من طريق أبي جعفر الرازي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة به.
أبو جعفر الرازي عيسى بن ماهان:
فيه كلام.
وأخرجه الآجري في "الشريعة"
(877) أنبأنا الفريابي، قال: أنبأنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى،
عن شيبان، عن يحيى بن (كذا!!) أبي سلمة، عن أبي سعيد مرفوعا به.
وهذا غريب من مسند أبي سعيد - إن سلم من التحريف - فقد رواه أبو عوانة (2045) حدثنا أبو أمية
قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا شيبان، عن يحيى بن
أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وقد رواه الإمام أحمد 2/ 423 عن
الحسن بن موسى الأشيب (وحده) به.
وأخرجه ابن بشران في "الأمالي"
(393) و (541) من طريق الحسين بن محمد المروذي، عن شيبان به.
وله طرق عن أبي هريرة:
1 - أخرجه مسلم (588-130)، وأبو داود (983)، وابن ماجه (909)، وأحمد 2/
237، وابن حبان (1967)، والبغوي في "شرح السنة" (693)، والمزي في "تهذيب
الكمال" 25/ 431 عن الوليد بن مسلم، ومسلم (588-128)، وأحمد 2/ 477 - وهو في
"كتاب السنة" لعبد الله (1415) -، وابن أبي شيبة 15/ 130، وابن خزيمة
(721)، والبيهقي 2/ 154 عن وكيع، والدارمي (1344)، والبيهقي 2/ 154، وفي "الدعوات
الكبير" (105) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وابن خزيمة (721) من طريق
مخلد بن يزيد الحراني، وأبو عوانة (2043)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"
(190) من طريق الوليد بن مزيد، والدارمي (1344)، والبيهقي 2/ 154 عن محمد بن كثير،
ومسلم (588-130)، والآجري في "الشريعة" (874)، والخرائطي في "مكارم
الأخلاق" (1089) من طريق الهقل بن زياد، ومسلم (588-130)، والنسائي (1310)، وفي
"الكبرى" (1234)، وابن خزيمة (721)، وابن الجارود في "المنتقى"
(207)، والآجري في "الشريعة" (872) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي في
"السنن الصغير" (460)، وفي "إثبات عذاب القبر" (190) من طريق عقبة
بن علقمة، وابن حذلم في "حديث الأوزاعي" (11) من طريق إسماعيل بن عبد الله،
والنسائي (1310)، وفي "الكبرى" (1234)، وابن المنذر في "الأوسط"
(1531) من طريق المعافى، وأبو يعلى (6133) من طريق مبشر، والطبري في "تهذيب الآثار"
(860) - مسند عمر من طريق رواد بن الجراح، كلهم جميعا عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية،
حدثني محمد بن أبي عائشة، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
"إذا فرغ أحدكم من التشهد
الآخر، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات،
ومن شر المسيح الدجال".
وزاد النسائي، وابن الجارود، والآجري:
"ثم يدعو لنفسه بما بدا له".
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"
(621)، وتمام في "الفوائد" (682) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا
الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
يحيى بن عبد الله البابلتي: ضعيف،
وروايته منكرة إذ أدخل أبا سلمة بين محمد بن أبي عائشة وأبي هريرة!، وقال تمام الرازي:
"والصواب حسان بن عطية، عن
محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة والله أعلم".
2 - أخرجه مسلم (588-132)، والحميدي (980) و (981)، والنسائي (5513)، وفي
"الكبرى" (7897)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (189) من طريق
طاووس، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عوذوا بالله من عذاب الله،
عوذوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، عوذوا بالله من فتنة
المحيا والممات".
3 - أخرجه مسلم (588-133)، والنسائي (5517)، وفي "الكبرى"
(7903)، وأحمد 2/ 292 و 454 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1414) -، وإسحاق
بن راهويه (95)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5187)، والفاكهي في
"حديثه" (160)، والآجري في "الشريعة" (871)، وابن بشران في
"الأمالي" (697)، وابن منده في "الإيمان" (1070)، والبيهقي في
"إثبات عذاب القبر" (192) من طريق شعبة قال: حدثنا بديل، عن عبد الله بن
شقيق، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال".
وأخرجه السراج في "مسنده" (829)، وفي "حديثه"
(635)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1084) - مختصرا، والداني في
"السنن الواردة في الفتن" (656) من طريق سهل بن تمام، حدثنا صالح بن أبي
الجوزاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عوذوا بالله من عذاب النار،
عوذوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فتنة الأعور الدجال".
وإسناده ضعيف، صالح بن أبي الجوزاء:
مجهول الحال، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 397، وسكت عنه.
وسهل بن تمام: صدوق يخطئ كما في
"التقريب" (2652).
4 - أخرجه مسلم (588)، والنسائي (5508) و (5513) و (5516)، وفي "الكبرى"
(7675) و (7892) و (7897) و (7902)، والحميدي (981)، وابن أبي عاصم في "السنة"
(872)، وأبو يعلى (6279) عن سفيان بن عيينة، والنسائي (5508) و (5514)، وفي "الكبرى"
(7898)، وأحمد 1/ 258، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5186)، وابن الأعرابي
في "المعجم" (1073)، والطبراني في "الدعاء" (1375) من طريق مالك،
والنسائي (5505)، وفي "الكبرى" (7889) من طريق موسى بن عقبة بن أبي عياش،
والطبراني في "الدعاء" (1375) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، أربعتهم
عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر،
وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وعند بعضهم: "كان يعلمهم
هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن".
وأخرجه أحمد 2/ 288، والطبري في
"تهذيب الآثار" (862) - مسند عمر، وابن أبي عاصم في "السنة"
(869)، والطبراني في "الدعاء" (620)، وفي "مسند الشاميين" (126)،
والحاكم 1/ 533 من طريق عبد الرحمن بن ثابث بن ثوبان، والطبراني في "مسند الشاميين"
(126) من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط البخاري،
ولم يخرجاه!" فتعقبه الذهبي بقوله:
"رواه مسلم من حديث طاووس
عن أبي هريرة بنحوه!".
قلت: رواه مسلم من حديث الأعرج
عن أبي هريرة، ورواه البخاري، ومسلم من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، ولم يخرجا من حديث
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شيئا إنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد".
5 - أخرجه الترمذي (3604)، والبخاري في "الأدب المفرد" (648)،
وابن أبي شيبة 3/ 373 و 10/ 190 و 15/ 132، والطبري في "تهذيب الآثار"
(861) - مسند عمر، عن أبي معاوية، والطبراني في "الدعاء" (1376) من طريق
هدبة بن المنهال، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 118 من طريق فضيل بن عياض، والبيهقي
في "إثبات عذاب القبر" (193) من طريق عبد الرحمن بن مغراء الدوسي، أربعتهم
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"استعيذوا بالله من جهنم،
استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، استعيذوا بالله
من فتنة المحيا والممات".
وقال الترمذي:
"هذا حديث صحيح".
6 - أخرجه أحمد 2/ 469 و 482 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله
(1417) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (657)، وحنبل في "الفتن"
(15)، والطبري في "تهذيب الآثار" (860) - مسند عمر، وابن حبان (1018)، والشاموخي
في "حديثه" (29)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (194) من طريق
حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يقول:
"سمعت أبا القاسم صلى
الله عليه وسلم يتعوذ بالله من فتنة المحيا والممات، ومن عذاب القبر، ومن شر المسيح
الدجال".
وإسناده على شرط مسلم.
7 - أخرجه أحمد 2/ 414، وابن حبان (1018) من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء
بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".
وإسناده صحيح.
8 - أخرجه النسائي (5509)، وفي "الكبرى" (7893)، والطيالسي
(2701)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3934) عن شعبة، قال: حدثنا يعلى
بن عطاء، قال: سمعت أبا علقمة، يحدث عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يتعوذ من خمس، يقول: عوذوا بالله من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن
فتنة المحيا والممات، وشر المسيح الدجال".
وإسناده على شرط مسلم، وتابع شعبةَ:
أبو عوانة:
أخرجه أحمد 2/ 416 حدثنا عفان،
وبهز، وعبد بن حميد (1462) حدثني أبو الوليد، ثلاثتهم عن أبي عوانة، عن يعلى بن عطاء
به.
وأخرجه النسائي (5511)، وفي
"الكبرى" (7895) أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبو
عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه (كذا قال): عن أبي علقمة الأنصاري به.
وقال النسائي:
"هذا خطأ، والصواب: يعلى
بن عطاء، عن أبي علقمة".
9 - أخرجه النسائي (5520)، وفي "الكبرى" (7906) أخبرنا عمرو بن
سواد بن الأسود بن عمرو، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن يزيد
بن أبي حبيب، عن سليمان بن سنان المزني، أنه سمع أبا هريرة، يقول: سمعت أبا القاسم
صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته:
"اللهم إني أعوذ بك من فتنة
القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات، ومن حر جهنم".
وإسناد رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي (5515)، وفي
"الكبرى" (7899) أخبرنا أبو عاصم، قال: حدثنا القاسم بن كثير المقرئ، عن
الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن يسار، - كذا قال - أنه سمع أبا هريرة، يقول: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:
"اللهم إني أعوذ بك من فتنة
القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات".
رجال إسناده ثقات إلا القاسم بن
كثير: صدوق.
وأبو عاصم هو خشيش بن أصرم: ثقة.
وقال النسائي:
"هذا خطأ والصواب سليمان
بن سنان".
10 - أخرجه ابن حبان (1002) من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا
محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن مجاهد أبي
الحجاج، عن أبي هريرة، قال:
"ما صلى نبي الله صلى
الله عليه وسلم أربعا أو اثنتين إلا سمعته يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار،
ومن عذاب القبر، ومن فتنة الصدر، وسوء المحيا والممات".
وإسناده ثقات سوى محمد بن وهب
بن أبي كريمة وهو صدوق.
مجاهد هو ابن جبر المكي.
وأَبو إسحاق هو عَمرو بن عبد الله،
السبيعي.
وأَبو عبد الرحيم: هو خالد بن
يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الحراني.
وجاء من حديث
عبد الله بن عباس، وعائشة، وفيه الاستعاذة من المأثم والمغرم:
أما حديث عبد
الله بن عباس:
فأخرجه مسلم (590)، وأبو داود
(1542)، والترمذي (3494)، والنسائي (2063) و (5512)، وفي "الكبرى"
(2201) و (7896)، وأحمد 1/ 242 و 258 و 298 و 311، وابن حبان (999)، والآجري في
"الشريعة" (875) و (876)، والطبراني في "الدعاء" (1395)، وأبو
الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (116)، والصيداوي في "معجم
شيوخه" (ص 319)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (200)، وفي "الدعوات
الكبير" (336)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (76) و (643)،
والبغوي في "شرح السنة" (1364) من طريق مالك (وهو في "الموطأ"
1/ 215) عن أبي الزبير، عن طاووس، عن عبد الله بن عباس:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: قولوا: اللهم
إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال،
وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب".
وأخرجه أبو داود (984)، والطبراني
11/ (10939)، وفي "الدعاء" (619)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"
(201)، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 488-489 من طريق محمد بن عبد الله بن
طاووس، عن أبيه، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول
بعد التشهد:
"اللهم إني أعوذ بك من عذاب
جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وإسناده حسن، محمد بن عبد الله
بن طاووس: روى عنه عمر بن يونس اليمامي، ونعيم بن حماد الخزاعي، وعبد الرحمن بن طاووس،
وعثمان بن سعيد، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 135، وابن أبي حاتم
في "الجرح والتعديل" 7/ 298-299، وابن حبان في "الثقات" 9/
32.
وله طريقان آخران عن ابن عباس:
1 - أخرجه ابن ماجه (3840)، والبخاري في "الأدب المفرد" (694)،
والطبراني 11/ (12159)، وفي "الأوسط" (1021)، والمزي في "تهذيب الكمال"
7/ 371 من طريق بكر بن سليم الصواف، قال: حدثني حميد بن زياد الخراط، عن كريب مولى
ابن عباس قال: حدثنا ابن عباس، قال:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن: اللهم إني أعوذ بك من عذاب
جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا
والممات".
حميد الخراط: صدوق يهم.
وبكر بن سليم الصواف، قال فيه
ابن عدي:
"يحدث عن أبى حازم وغيره
ما لا يوافقه أحد عليه، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة الضعفاء
الذين يكتب حديثهم".
وقال أبو حاتم: شيخ يُكتب حديثه.
وذكره ابن حِبّان في "الثقات".
ولخّص الحافظ ترجمته في
"التقريب" بقوله: "مقبول" يعني حيث يُتابع وإلا فليّن الحديث.
وقال الذهبي في "الكاشف":
"صدوق".
2 - أخرجه أحمد 1/ 292-293 و 305، والبخاري في "التاريخ الكبير"
2/ 119 و 119-120 و 120، والطيالسي (2833)، وعبد بن حميد (707)، والطبري في "تهذيب
الآثار" (863) و (864) - مسند عمر، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 162، والطبراني
11/ (12779)، وفي "الدعاء" (663) عن البراء بن عبد الله الغنوي، عن أبي نضرة،
قال:
"كان ابن عباس على منبر أهل
البصرة، فسمعته يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في دبر صلاته من أربع،
يقول: أعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من عذاب النار، وأعوذ بالله من الفتن
ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذاب".
وإسناده ضعيف، البراء بن عبد الله
بن يزيد الغنوي البصري: وربما نسب إلى جده وقيل هما اثنان ضعيف كما في "التقريب"
(649).
قال ابن معين: البراء بن يزيد
الغنوي صاحب أبي نضرة ضعيف.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن الجارود: هو صاحب أبي
نضرة ليس بذاك ضعيف.
وقال ابن عدي: هو قليل الرواية.
وفرّق بينه وبين البراء الراوي عن الحسن وعبد الله بن شقيق، فقال في الراوي عن الحسن
وعبد الله بن شقيق: هو عندي إلى الصدق أقرب منه إلى الضعف. وفرّق بينهما أيضا النسائي
والساجي والعقيلي، وقال ابن حبان:
"البراء بن يزيد الغنوي بصري:
يروي عن أبي نضرة وعبد الله بن شقيق، روى عنه يزيد بن هارون وليس هذا بالبراء بن يزيد
الهمداني الذي روى عنه وكيع ذلك ثقة، وهذا ضعيف وكان هذا كثير الاختلاط بمن لا يليق
به كثير الوهم فيما يرويه".
وأما حديث عائشة:
فأخرجه البخاري (832) و (833)
و (2397) و (7129)، ومسلم (587) و (589)، وأبو داود (880)، والنسائي (1309) و
(5454) و (5472)، وفي "الكبرى" (1233) و (7839) و (7854)، وأحمد 6/
88-89 و 89 و 244 و 270، وعبد الرزاق (19630)، وإسحاق بن راهويه (741) و (742)، وعبد
بن حميد (1472)، والطبري في "تهذيب الآثار" (878) - مسند عمر، وابن أبي عاصم
في "السنة" (871)، وابن خزيمة (852)، وأبو عوانة (2042) و (2048)، وابن حبان
(1968)، والطبراني في "الأوسط" (4613) و (8779)، وفي "مسند الشاميين"
(80) و (2908) (3077)، وتمام في "الفوائد" (555)، والبيهقي 2/ 154 و 5/
356، وفي "إثبات عذاب القبر" (179)، وفي "الدعوات الكبير"
(106)، والبغوي في "شرح السنة" (691) تاما ومختصرا من طرق عن الزهري، قال:
أخبرنا عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح
الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات،
اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم.
فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث
فكذب، ووعد فأخلف".
وله طريقان آخران عن عائشة رضي
الله عنها:
1 - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3088) عن معمر بن راشد، عن
يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر
فتنة المسيح الدجال".
وإسناده على شرط الشيخين.
2 - أخرجه أحمد 6/ 200-201، والطبراني في "الدعاء" (618)، والحاكم
1/ 379 عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (3086) ) عن ابن جريج، عن ابن طاووس،
عن أبيه:
"أنه كان يقول بعد التشهد
في المثنى الآخر كلمات يعظمهن جدا: أعوذ بالله من عذاب جهنم، وأعوذ بالله من شر المسيح
الدجال، وأعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من فتنة المحيا والممات. قال: كان
يعلمهن ويذكرهن عن عائشة".
قال ابن جريج: أخبرنيه عبد الله
بن طاووس، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"
وأقره الذهبي.
قلت: إسناده على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (722) من طريق
روح، عن ابن جريج، أخبرني ابن طاووس، عن أبيه:
"أنه كان يقول بعد التشهد
كلمات كان يعظمهن جدا...الحديث".
وفي "الجرح والتعديل"
لابن أبي حاتم 1/ 245-246 عن ابن معين أن ابن جريج لم يسمع من ابن طاووس إلا حديثا
في محرم أصاب ذرات، قال: فيها قبضات من طعام!
والذي في "تاريخ ابن معين"
(543) - رواية الدوري، عن ابن معين، قال:
"سمع ابن جريج من طاووس حرفا
في محرم أصاب كذا".
غريب الحديث
(فتنة المحيا والممات) قال ابن
عبد البر في "التمهيد" 12/ 186:
"أما فتن المحيا فكثيرة جدا
في الأهل والمال والدين والدنيا أجارنا الله من مضلات الفتن، وأما فتن الممات فيحتمل
أن يكون إذا احتضر، ويحتمل أن يكون في القبر أيضا".
وقال ابن رجب في "شرح حديث
اختصام الملأ الأعلى" (ص 118):
"فتنة المحيا تدخل فيها فتن
الدين والدنيا كلها، كالكفر والبدع والفسوق والعصيان، وفتنة الممات يدخل فيها سوء الخاتمة
وفتنة الملكين في القبر، فإن الناس يفتنون في قبورهم مثل أو قريبا من فتنة الدجال،
ثم خص فتنة الدجال بالذكر لعظم موقعها، فإنه لم يكن في الدنيا فتنة قبل يوم القيامة
أعظم منها، وكلما قرب الزمان من الساعة كثرت الفتن".
(فتنة المسيح الدجال) أي: الممسوح
إحدى عينيه أو الماسح للأرض فإنه يقطعها كلها إلا الحرمين في أقصر مدة، وحمى الله منه
الحرمين لفضلهما.
(الدجال) أي: المبالغ في الكذب
بادعائه الإِحياء والإِماتة وغيرهما، مما يقطع كل عاقل فضلاً عن المؤمن بكذبه فيه،
لكنه لما سخر له طاعة بعض الجوامد عظمت فتنته، واشتدت بليته، حتى أنذر منه كلُّ نبيٍّ
أمته.
(المأثم) الأمر الذي يأثم به الإنسان،
أو الإثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم.
(المغرم) أي: الدَّين، يقال: غَرِمَ
بكسر الراء، أي: ادَّان.
قال الحافظ في "الفتح"
5/ 61:
"قال المهلب: يستفاد من هذا
الحديث سد الذرائع، لأنه صلى الله عليه وسلم استعاذ من الدين لأنه في الغالب ذريعة
إلى الكذب في الحديث والخلف في الوعد،
مع ما لصاحب الدين عليه من المقال
أ.ه
ويحتمل أن يراد بالاستعاذة من
الدين الاستعاذة من الاحتياج إليه حتى لا يقع في هذا الغوائل... رأيت في حاشية ابن
المنير: لا تناقض بين الاستعاذة
من الدين وجواز الاستدانة، لأن
الذي استعيذ منه غوائل الدين، فمن ادان وسلم منها، فقد أعاذه الله، وفعل جائزا".
يستفاد من الحديث
أولًا: استحباب التعوذ بين التشهد والتسليم من هذه الأمور.
ثانيًا: استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور مع أنه معاذ منها قطعا،
وفائدته إظهار الخضوع والاستكانة والعبودية والافتقار، وليقتدي به غيره في ذلك، ويشرع
لأمته.
ثالثًا: إثبات عذاب القبر وفتنته وهو مذهب أهل الحق.
رابعًا: الاستعاذة من الفتن والشرور، والسؤال من الله تعالى دفعها.
خامسًا: إثبات فتنة الدجال وإثبات خروجه.
سادسًا: الاستعاذة من الدّين، وبيان بشاعته وشدته وتأديته الدائن إلى ارتكاب
الكذب والخلف في الوعد اللذين هما من صفات المنافقين.
سابعًا: ذكر ابن القيم في "الفوائد" - فائدة جمع النبي صلى الله
عليه وسلم بين المأثم والمغرم - (ص 59) بقوله:
"إن المأثم يوجب خسارة الآخرة،
والمغرم يوجب خسارة الدنيا".
ثامنًا: العناية بالدعاء بهذه الأمور حيث أمرنا بها في كل صلاة وهي حقيقة بذلك،
لعظم الأمر فيها، وشدة البلاء في وقوعها، ولأن أكثرها - أو كلها - أمور إيمانية غيبية
فتكررها على الأنفس يجعلها ملكة لها.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
18 - رجب - 1440 هجري
٭ ٭ ٭