words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 29 مارس 2019

من أدعية الصلاة




(205) "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت".

أخرجه مسلم (771)، وغيره من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد تقدّم تخريجه ضمن شواهد الحديث رقم (127)، وفيه:
"ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت...الحديث".

غريب الحديث


(ما قدمت وما أخرت) المراد بقوله ما أخرت إنما هو بالنسبة إلى ما وقع من ذنوبه المتأخرة لأن الاستغفار قبل الذنب محال كذا قال أبو الوليد النيسابوري.
قال الإسنوي: ولقائل أن يقول: المحال إنما هو طلب مغفرته قبل وقوعه، وأما الطلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع فلا استحالة فيه.

(وما أسررت وما أعلنت) أي: جميع الذنوب لأنها إما سر أو علن.

(وما أسرفت) المراد الكبائر لأن الإسراف: الإفراط في الشيء ومجاوزة الحد فيه.

(وما أنت أعلم به مني) أي: من ذنوبي وإسرافي في أموري وغير ذلك.

(لا إله إلا أنت) أي: ليس لنا معبود نتذلل له ونتضرع إليه في غفران ذنوبنا إلا أنت.


يستفاد من الحديث


أولًا: الدعاء بما كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الأسوة الحسنة، وفي هديه الهدى المستقيم.

ثانيًا: حث الأمة وإرشادها على مواظبة الاستغفار، ولو عظمت الذنوب، قال الشيخ عبيد الله المباركفوري في "مرعاة المفاتيح" 8/ 247:
"وفي الحديث الإحاطة بمغفرة جميع الذنوب متقدمها ومتأخرها وسرها وعلنها وما كان منها على جهة الإسراف وما علم به الداعي وما لم يعلم به".

ثالثًا: الإيمان بحكمته سبحانه وتعالى في تقديم ما قدم وتأخير ما أخَّر، وأن أي أمر قدَّم أو أخَّر فإنما هو بعلم الله تعالى وإرادته وحكمته البالغة، قال البيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 210:
"قال الحليمي: المقدم هو المعطي لعوالي الرتب، والمؤخر هو الدافع عن عوالي الرتب. وقال أبو سليمان: هو المنزل للأشياء منازلها، يقدم ما شاء منها ويؤخر ما شاء، قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات وقدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين وأخر من شاء عن مراتبهم وثبطهم عنها، وأخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمة، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم".

رابعًا: خضوعه صلى الله عليه وسلم لربه تعالى، وأداؤه لحق مقام العبودية.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
22 - رجب - 1440 هجري


٭ ٭ ٭





من أدعية الصلاة




(204) "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".

أخرجه البخاري (834) و (6326)، ومسلم (2705)، والترمذي (3531)، والنسائي (1302)، وفي "الكبرى" (1226) و (7663)، وفي "كتاب النعوت" (52)، وابن ماجه (3835)، وأحمد 1/ 3-4 و 7، وابن أبي شيبة 10/ 269، وعبد بن حميد (5)، والبزار (29)، والمروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (60) و (61)، وأبو يعلى (29) و (30) و (31)، وابن خزيمة (845)، وابن المنذر في "الأوسط" (1578)، وابن حبان (1976)، والطبراني في "الدعاء" (617)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 61، وابن منده في "التوحيد" (302)، والبيهقي 2/ 154، وفي "السنن الصغير" (459)، وفي "الأسماء والصفات" (95)، وفي "الدعوات الكبير" (110)، والخليلي في "الإرشاد" (98)، والبغوي في "شرح السنة" (694)، وقوام السنة في "الترغيب" (1288)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 222 من طرق عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب وهو حديث ليث بن سعد، وأبو الخير اسمه: مرثد بن عبد الله اليزني".
وأخرجه البخاري (7387)، وفي "الأدب المفرد" (706)، ومسلم (2705)، والنسائي في "الكبرى" (9936)، وفي "عمل اليوم والليلة" (179)، وابن خزيمة (746)، وأبو يعلى (32) - وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (159)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 92-، والرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 296-297 من طريق عمرو بن الحارث، وأحمد 1/ 4، وابن خزيمة (746)، والرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 296-297 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:
"إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم...الحديث".
وزاد مسلم، والنسائي، وابن خزيمة بعد قوله (أدعو به في صلاتي): "وفي بيتي".
وزاد ابن السني بعد قوله (إنك أنت الغفور الرحيم): "وأكرم الأكرمين"، وهي زيادة شاذة فلم يذكرها أبو يعلى فالحديث في "مسنده"، ومن طريقه ابن النجار.
وقُرن في رواية مسلم والنسائي بعمرو بن الحارث رجل آخر لم يسمّ، ولعلّه ابن لهيعة.

غريب الحديث


(مغفرة من عندك) أي: هب لي الغفران بفضلك وإن لم أكن أهلا له بعملي.


يستفاد من الحديث


أولًا: طلب التعليم من العالم في كل ما فيه خير، خصوصا الدعوات التي فيها جوامع الكلم.

ثانيًا: أن الواجب على العبد أن يكون على حذر من ربّه في كل أحواله، وإن كان من أهل الاجتهاد في عبادته في أقصى غاياته، إذ كان الصدّيق مع موضعه من الدين لم يسلم مما يحتاج إلى استغفار ربه منه.

ثالثًا: الإقرار بظلم النفس، والإعتراف بالذنب.

رابعًا: الإعتراف بأن الله سبحانه هو المتفضل المعطي من عنده رحمة على عباده من غير مقابلة عمل حسن.

خامسًا: أن الذنوبَ تكون سببا في منع الإنعام.

سادسًا: أن الاعتراف بالذنوب يمحوها.

سابعًا: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى.



كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
22 - رجب - 1440 هجري

٭ ٭ ٭


الخميس، 28 مارس 2019

من صيغ أدعية الصلاة



(203) "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
"اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها".
وله أن يستعيذ بالله: "من الهم، والحزن، والعجز، والبخل، وسوء الكبر، والجبن، وأرذل العمر، وضلع الدين، وغلبة الرجال، ومن البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام، ومن فتنة الدنيا، ووسوسة الصدر، ومن الكفر".

أخرجه البخاري (6368) و (6375) و (6376)، ومسلم (589)، والترمذي (3495)، والنسائي (61) و (333) و (5466) و (5477)، وفي "الكبرى" (59) و (7859)، وابن ماجه (3838)، وأحمد 6/ 57 و 207 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1413) -، وعبد الرزاق (19631)، وإسحاق بن راهويه (789) و (790) و (791) و (792)، وابن أبي شيبة 10/ 188 و 189-190 و 212 و 15/ 130، وعبد بن حميد (1492)، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (ص 77)، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (444)، وأبو يعلى (4474) و (4665)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (623)، والآجري في "الشريعة" (868) و (869) و (870)، والطبراني في "الأوسط" (9293)، وفي "الدعاء" (1345)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2136)، والبيهقي 1/ 5، وفي "إثبات عذاب القبر" (180)، وفي "الدعوات الكبير" (250) و (356) تاما ومختصرا من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك
من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
واستدرك الحاكم رحمه الله تعالى 1/ 541 سياقه على الشيخين فوهم.

وجاء بأخصر منه من حديث عبد الله بن عمرو، ومن حديث أنس بن مالك، وفيه الإستعاذة من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، وسوء الكبر، والجبن، والهرم، وأرذل العمر، وضلع الدين، وغلبة الرجال، ومن البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام، ومن حديث سعد بن أبي وقاص، وفيه الإستعاذة من فتنة الدنيا، ومن حديث زيد بن أرقم، وفيه "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها...الخ" والإستعاذة من وسوسة الصدر، ومن حديث أبي بكرة، وفيه الإستعاذة بالله من الكفر، ومن حديث أم سلمة:


أما حديث عبد الله بن عمرو:
فأخرجه النسائي (5490)، وفي "الكبرى" (7879)، وأحمد 2/ 185 و 186 (وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1469) )، والبخاري في "الأدب المفرد" (656) و (680)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1088)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (208) و (209) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمغرم، والمأثم، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار".
وإسناده حسن.

وأما حديث أنس:
فأخرجه أحمد 3/ 201 و 235، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (198) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وابن أبي شيبة 10/ 194 عن عبيدة بن حميد، وأحمد 3/ 205، والطبري في "تهذيب الآثار" (856)  - مسند عمر، عن ابن أبي عدي، وأحمد 3/ 264، والحارث بن أبي أسامة في "العوالي" (8) عن عبد الله بن بكر، والنسائي (5457)، وفي "الكبرى" (7840) من طريق خالد بن الحارث، والطبري في "تهذيب الآثار" (857)  - مسند عمر: من طريق أبي جعفر الرازي، ستتهم عن حميد، قال: سئل أنس عن عذاب القبر؟ فقال أنس:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل وفتنة الدجال وعذاب القبر".
وإسناده صحيح.
وأخرجه أحمد 3/ 201 (وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1424) )، وابن أبي شيبة 10/ 191-192، وعبد بن حميد (1397) عن يزيد بن هارون، وأحمد 3/ 179، وحفص بن عمر في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" (32) عن يحيى القطان، والترمذي (3485)، وحفص بن عمر في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" (31)، وابن حبان (1010) عن إسماعيل بن جعفر (وهو في "حديثه" (87) )، والنسائي (5451)، وفي "الكبرى" (7837) من طريق بشر، والنسائي (5495)، وفي "الكبرى" (7878) من طريق زائدة، والطبراني في "الدعاء" (1351) من طريق عبد الله بن عمر، ستتهم عن حميد، عن أنس به.
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".

وله طرق أنس:

1 - أخرجه البخاري (2823) و (6367)، وفي "الأدب المفرد" (671)، ومسلم (2706-50) و (50) و (51)، وأبو داود (1540) و (3972)، والنسائي (5452)، وفي "الكبرى" (7838)، وأحمد 3/ 113 و 117 (وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1422) )، والطبري في "تهذيب الآثار" (853) و (854) - مسند عمر، وحفص الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" (32)، وأبو يعلى (4059)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" (1143)، وابن حبان (1009)، والطبراني في "الدعاء" (1348)، وتمام في "الفوائد" (1057)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (343)، وفي "إثبات عذاب القبر" (196)، وفي "المعرفة" (20825)، والبغوي في "شرح السنة" (1356) من طرق عن سليمان التيمي، حدثنا أنس:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وبعضهم يذكر "شر المسيح الدجال" بدلا عن "فتنة المحيا والممات".

2 - أخرجه البخاري (4707)، ومسلم (2706-52)، والطبراني في "الأوسط" (6886)، وفي "الدعاء" (1350) من طريق شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: أعوذ بك من البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات".

3 - أخرجه البخاري (6371)، وفي "الأدب المفرد" (615)، وأبو يعلى (3894) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل".

4 - أخرجه البخاري (2893) و (5425) و (6363) و (6369)، وفي "الأدب المفرد" (672) و (801)، ومسلم (1365)، وأبو داود (1541)، والترمذي (3484)، والنسائي (5450) و (5476) و (5503)، وفي "الكبرى" (7834) و (7836) و (7858) و (7887)، وأحمد 3/ 122 و 159 و 220 و 226 و 240، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2908)، وأبو يعلي (3700) و (3701) و (3703) و (4054)، والطبراني في "الأوسط" (129)، وفي "الدعاء" (1349)، والبيهقي 6/ 304 و 9/ 125، وفي "دلائل النبوة" 4/ 228، وفي "الدعوات الكبير" (342)، والبغوي في "شرح السنة" (1355) و (2677) تاما ومختصرا من طرق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، أنه سمع أنس بن مالك، يقول:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: التمس غلاما من غلمانكم يخدمني. فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال. فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه يحوي لها وراءه بعباءة أو بكساء، ثم يردفها وراءه، حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيسا في نطع، ثم أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد، قال: هذا جبل يحبنا ونحبه. فلما أشرف على المدينة قال: اللهم إني أحرم ما بين جبليها، مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب".
وأخرجه النسائي (5453) من طريق سعيد بن سلمة، قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن المطلب، عن أنس بن مالك به.
وقال النسائي:
"سعيد بن سلمة شيخ ضعيف، وإنما أخرجناه للزيادة في الحديث".

5 - أخرجه النسائي (5448) و (5459)، وفي "الكبرى" (7831) و (7842)، وأحمد 3/ 208 و 214 و 231، وابن أبي شيبة 3/ 375 و10/ 190، والطبري في "تهذيب الآثار" (858)  - مسند عمر، وأبو يعلى (3018) و (3074)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" (1550)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 333، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (197)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 65-66 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن أنس بن مالك:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والجبن، والهرم، وعذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا، وفتنة الممات".
وإسناده على شرط الشيخين.
وأخرجه أبو داود (1554)، وأحمد 3/ 192، وابن أبي شيبة 10/ 188، والطيالسي (2008)، وأبو يعلى (2897)، وابن حبان (1017)، والطبراني في "الدعاء" (1342)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 160 من طريق حماد بن سلمة، والنسائي (5493)، وفي "الكبرى" (7876) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قتادة، عن أنس، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام".
وأخرجه ابن حبان (1023)، والطبراني في "الصغير" (316)، وفي "الدعاء" (1343)، والحاكم 1/ 530، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (348) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن قتادة، عن أنس، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، والقسوة والغفلة، والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والشرك والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون، والبرص والجذام، وسيئ الأسقام".
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2604) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من البخل والعجز والكسل".
سعيد بن بشير: ضعيف.

6 - أخرجه النسائي (5449)، وفي "الكبرى" (7835)، وأبو يعلى (3695) و (4003) من طريق محمد بن إسحاق، عن المنهال بن عمرو، عن أنس بن مالك، قال:
"كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعوات لا يدعهن كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الدين وغلبة الرجال".
وهذا صحيح لغيره.

7 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1352) حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكري، حدثنا سيف بن مسكين الأسواري، حدثنا العلاء بن زياد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
"كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، والكسل والهرم وأرذل العمر، وفتنة الدجال، وعذاب القبر وعذاب النار".
وإسناده ضعيف جدا، سيف بن مسكين: قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 347:
"يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها".
وقال الدارقطني في "العلل" 1/ 219:
"ليس بالقوي".
وشيخ الطبراني قال فيه الحافظ الهيثمي في "المجمع" 5/ 212:
"لم أعرفه".

8 - أخرجه تمام في "الفوائد" (1389) أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدثنا مضر بن محمد البغدادي، حدثنا محمد بن أبان، حدثنا خالد بن عبد الله،
عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجذام، والجنون، ومن سيئ الأسقام".
يزيد الرقاشي: ضعيف.
ومحمد بن أبان: قال الأزدي:
"ليس بذاك".
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 9/ 87، وقال:
"ربما أخطأ".

9 - أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (450) أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل، عن أنس، قال:
"تعوذوا بكلمات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن: اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والبخل، وسوء الكبر، وفتنة الدجال، وعذاب القبر".
وإسناده جيد.

وأما حديث سعد بن أبي وقاص:
فأخرجه البخاري (6370) و (6365)، وأحمد 1/ 183 و 186، والنسائي (5445) و (5478) و (5496)، وفي "الكبرى" (7830) و (7860) و (7880) و (9882)، وفي "عمل اليوم والليلة" (131)، والدورقي في "مسند سعد" (53) و (54)، والطبري في "تهذيب الآثار" (846) - مسند عمر، وابن أبي عاصم في "كتاب فيه شيء من ذكر الدنيا" (257)، والبزار (1144)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (517)، وأبو يعلى (716)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5178) و (5179)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (367)، و "مكارم الأخلاق" (1083)، و "اعتلال القلوب" (200)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (183) من طرق عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: كان يأمر بهؤلاء الخمس: ويحدثهن عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر".
وعند أبي القاسم البغوي "أعوذ بك من فتنة الدجال" بدلا عن "أعوذ بك من فتنة الدنيا".
وجاء عند البخاري (6365) تفسير "فتنة الدنيا" بأنها: فتنة الدجال.
وعند أبي يعلى "قال شعبة: فسألت ابن عمير عن فتنة الدنيا؟ فقال: الدجال".
وأخرجه الشاشي (79) حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الجبن، والبخل، وفتنة المحيا، وفتنة الممات، وفتنة المسيح الدجال".
تفرّد بهذا اللفظ أبو قلابة عبد الملك بن محمد وهو صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد.
وأخرجه البخاري (6374)، وابن أبي شيبة 3/ 376، وابن أبي عاصم في "كتاب فيه شيء من ذكر الدنيا" (258)، والطبراني في "الدعاء" (662)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (334) من طريق زائدة، والبخاري (6390)، وابن أبي شيبة 3/ 376 و 10/ 188 - وعنه ابن أبي عاصم في "كتاب فيه شيء من ذكر الدنيا" (256)، وأبو يعلى (771) -، والطبري في "تهذيب الآثار" (845) - مسند عمر، وابن حبان (1004)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (619) عن عبيدة بن حميد، والبزار (1142) من طريق جرير، وابن حبان (1011) من طريق زيد بن أبي أنيسة، أربعتهم عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال:
"تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن: اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر".
وأخرجه البخاري (2822)، والنسائي (5447)، وفي "الكبرى" (7833) و (9883)، وفي "عمل اليوم والليلة" (132)، والبزار (1141)، والطبراني في "الدعاء" (662)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (184) من طريق أبي عوانة، والترمذي (3567)، والنسائي في "الكبرى" (7861)، والطبراني في "الدعاء" (661) من طريق عبيد الله بن عمرو، والنسائي (5479) من طريق إسرائيل، والطبري في "تهذيب الآثار" (847) - مسند عمر، والبزار (1143)، وابن خزيمة (746) - وعنه ابن حبان (2024) -، وابن المنذر في "الأوسط" (1557)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (118) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، أربعتهم عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، وعمرو بن ميمون، قالا:
"كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب الغلمان، ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الجبن...الحديث".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".

وأما حديث زيد بن أرقم:
فأخرجه مسلم (2722)، والنسائي في "الكبرى" (7816)، وابن أبي شيبة 3/ 374 و 9/ 99 و 10/ 186، والطبري في "تهذيب الآثار" (870) - مسند عمر، وابن أبي عاصم في "السنة" (320)، وفي "الآحاد والمثاني" (2105)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" (4683)، والطبراني 5/ (5085)، وفي "الدعاء" (1364)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1182)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (358)، والبغوي في "شرح السنة" (1358) من طرق عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، وعن أبي عثمان النهدي، عن زيد بن أرقم، قال:
"لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها".
وأخرجه النسائي (5538)، وفي "الكبرى" (7817) - ومن طريقه ابن منده في "التوحيد" (347) - من طريق محمد بن فضيل، وأحمد 4/ 371 من طريق عبد الواحد بن زياد، والنسائي (5458)، وفي "الكبرى" (7843)، وعبد بن حميد (267)، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" (4683)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (207) عن محاضر بن المورع، والطبري في "تهذيب الآثار" (872) - مسند عمر، والطبراني 5/ (5086) من طريق الحسن بن صالح، أربعتهم عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم به.
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (871) - مسند عمر: من طريق المحاربي، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم به.
وزاد الإستعاذة من وسوسة الصدر.
وأخرجه الترمذي (3572) مختصرا، وابن المقرئ في "المعجم" (860) من طريق أبي معاوية، والطبراني 5/ (5087) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن زيد بن أرقم به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7815)، والطبري في "تهذيب الآثار" (873) - مسند عمر، والدولابي في "الكنى" (1568)، والطبراني 5/ (5088) من طريق المثنى بن سعيد الطائي، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم به.
وفيه الإستعاذة من المغرم، وفتنة الدجال.
وإسناده حسن، المثنى بن سعيد (ويقال: ابن سعد) أبو غفار الطائي: ليس به بأس.


وأما حديث أبي بكرة:
فأخرجه الترمذي (3503)، والنسائي (1347) و (5465)، وفي "الكبرى" (1271) و (7841) و (7849)، وأحمد 5/ 36 و 39 و 44، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 257، وابن أبي شيبة 3/ 374 و 10/ 190، والطبري في "تهذيب الآثار" (874) و (875) و (876) و (877) - مسند عمر، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (111)، وابن أبي عاصم في "السنة" (870)، والبزار (3675)، وابن خزيمة (747)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5185)، وابن حبان (1028)، والحاكم 1/ 35 و 252 و 533، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (206)، وفي "الدعوات الكبير" (345) وفي "كتاب القضاء والقدر" (320)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 308-309 تاما ومختصرا من طرق عن عثمان الشحام، حدثنا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وعذاب القبر".
ولفظ الترمذي، والحاكم 1/ 533 "اللهم إني أعوذ بك من الهم والكسل وعذاب القبر"، وتحرّف في مطبوع سنن الترمذي (عثمان) إلى سفيان.
وقال:
"حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بعثمان الشحام" وأقره الذهبي.
وقال الحافظ:
"هذا حدث حسن".
وأخرجه الطبراني كما في "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير (10833)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (180) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 57/ 209، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 390 - من طريق قطن بن كعب القطعي، عن أبي بكرة به.
وقال الحافظ:
"ورجاله موثقون، ولكن قطن لم يدرك أبا بكرة ولا واحدا من ولديه، والله أعلم".


وأما حديث أم سلمة:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 479، والطبراني 23/ (717)، وفي "الأوسط" (6218)، وفي "الدعاء" (1356) و (1422)، والحاكم 1/ 520 و 524 و 2/ 24، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 39، وفي "الدعوات الكبير" (256) و (256)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 53-54، وقوام السنة في "الحجة في بيان المحجة" (33)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 456 تاما ومختصرا من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن موسى بن عقبة، عن عاصم بن أبي عبيد، عن أم سلمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات:
"اللهم أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، أعوذ بك من كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب، هذا ما سأل محمد ربه: اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وأحق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين، اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه، والدرجات العلى من الجنة آمين، اللهم ونجني من النار ومغفرة الليل والنهار والمنزل الصالح من الجنة آمين، اللهم إني أسألك خلاصا من النار سالما، وأدخلني الجنة آمنا، اللهم إني أسألك أن تبارك لي في نفسي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي وفي خلقي وفي خليقتي وأهلي وفي محياي وفي مماتي، اللهم وتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
إسناده ضعيف، عاصم بن أبي عبيد: مجهول، لم يرو عنه غير موسى بن عقبة، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 479، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 349، وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان 5/ 238!
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 479 من طريق فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، حدثني عاصم شيخ كان يدخل على زينب بنت أم سلمة، وعلى أم سلمة، فحدثني عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنهما، أو عن أم سلمة.
وأخرجه الطبراني 23/ (825)، وفي "الدعاء" (1355) حدثنا
عبد الرحمن بن سلم الرازي، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا جنادة بن سلم، عن عبيد الله بن عمر، عن عاصم مولى بني جمح، عن أم سلمة، أو عن زينب، عن أم سلمة، رضي الله عنها قالت:
"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو ونقول: اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك وأنت الآخر فلا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل، وعذاب النار وعذاب القبر وفتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نق قلبي من المأثم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطيئتي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
ورواه يوسف بن خالد السمتي كما في "العلل" للدارقطني 15/ 221 عن موسى بن عقبة، عن عاصم، عن شيخ كان يدخل على زينب، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الدارقطني:
"وكأن قول سهيل أشبه".


غريب الحديث


(فتنة القبر) سؤال منكر ونكير (وعذاب القبر) وهو ما يترتب بعد فتنته على المجرمين.

(من فتنة النار) هي سؤال الخزنة على سبيل التوبيخ وإليه الإشارة بقوله تعالى: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} [الملك: 8] (وعذاب النار) بعد فتنتها.

(أرذل العمر) أردؤه، وهو آخره، قال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" 5/ 35:
"أرذل العمر: الهرم والضعف عن أداء الفرائض وعن خدمة نفسه فيما يتنظف به فيكون كَلًّا على أهله مستثقلا بينهم".

(ضلع الدين) ثقل الدين وشدته، قال ابن بطال:
"هو الذي لا يجد دينه من حيث يؤديه، وهو مأخوذ من قول العرب: حمل مضلع، أي: ثقيل، ودابة مضلع: لا تقوى على الحمل. عن صاحب العين، فمن كان هكذا فلا محالة أنه يؤكد ذلك عليه الكذب في حديثه، والخلف في وعده".

 (غلبة الرجال) أَي: من قهرهم، يُقَال: فلَان مغلب من جِهَة فلَان أَي: مقهور منه ولا يَسْتَطِيع أن يَدْفَعهُ عن نفسه. وقيل: تسلطهم واستيلاؤهم هرجا ومرجا وَذَلِكَ كغلبة الْعَوام.

(البرص) هو بقع بيضاء على الجلد تزداد اتساعا مع الأيام، وربما نبت عليها شعر أبيض أيضا، وربما كانت بقعا سوداء.

(الجذام) هو علة يحمر منها العضو، ثم يسود ثم يتقطع ويتناثر، ويتصور ذلك في كل عضو من أعضاء الجسم، إلا أنه في الوجه أكثر.

(سيئ الأسقام) كالاستسقاء والسل والمرض المزمن الطويل، وهو تعميم بعد تخصيص.

يستفاد من الحديث


أولًا: سؤال الله والرغبة إليه في كل ما ينزل بالمرء من حاجاته، وأن يعيّن كل ما يدعو فيه فيعيّنه باسمه.

ثانيًا: أن عذاب القبر غير فتنة القبر - والله أعلم - لأن الفتنة قد تكون فيها النجاة وقد يعذب الكافر في قبره على كفره دون أن يسأل.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
21 - رجب - 1440 هجري

٭ ٭ ٭

الاثنين، 25 مارس 2019

الاستعاذة في الصلاة من أربع ومن المأثم والمغرم




(202) " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
"اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم".

أخرجه البخاري (1377)، ومسلم (588-131)، وأحمد 2/ 522، والطيالسي (2470)، والطبري في "تهذيب الآثار" (867) - مسند عمر، وأبو عوانة (2045)، وابن حبان (1019)، والطبراني في "الدعاء" (1373)، والآجري في "الشريعة" (872)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (77)، والحاكم 1/ 273، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 282، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (188)، وفي "الدعوات الكبير" (335) من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (588-128)، والنسائي (5518)، وفي "الكبرى" (7904)، وأحمد 2/ 477 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1416) -، وابن أبي شيبة 15/ 130، وابن خزيمة (721)، وأبو عوانة (2044)، والبيهقي 2/ 154 من طريق الأوزاعي، والنسائي (2060) و (5506)، وفي "الكبرى" (2198) و (7890)، والطبري في "تهذيب الآثار" (866) - مسند عمر، من طريق أبي إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك، وأحمد 2/ 423، وأبو عوانة (2045)، وابن بشران في "الأمالي" (393) و (541) من طريق شيبان، وأبو عوانة (2046) و (2078)، والحاكم 1/ 273 من طريق علي بن المبارك، خمستهم عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة، حدثه عن أبي هريرة، قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".
واستدركه الحاكم رحمه الله تعالى 1/ 273 على الشيخين فوهم!
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1374) من طريق أبي جعفر الرازي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة به.
أبو جعفر الرازي عيسى بن ماهان: فيه كلام.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" (877) أنبأنا الفريابي، قال: أنبأنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى بن (كذا!!) أبي سلمة، عن أبي سعيد مرفوعا به.
وهذا غريب من مسند أبي سعيد - إن سلم من التحريف - فقد رواه أبو عوانة (2045) حدثنا أبو أمية قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وقد رواه الإمام أحمد 2/ 423 عن الحسن بن موسى الأشيب (وحده) به.
وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (393) و (541) من طريق الحسين بن محمد المروذي، عن شيبان به.
وله طرق عن أبي هريرة:
1 - أخرجه مسلم (588-130)، وأبو داود (983)، وابن ماجه (909)، وأحمد 2/ 237، وابن حبان (1967)، والبغوي في "شرح السنة" (693)، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 431 عن الوليد بن مسلم، ومسلم (588-128)، وأحمد 2/ 477 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1415) -، وابن أبي شيبة 15/ 130، وابن خزيمة (721)، والبيهقي 2/ 154 عن وكيع، والدارمي (1344)، والبيهقي 2/ 154، وفي "الدعوات الكبير" (105) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وابن خزيمة (721) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، وأبو عوانة (2043)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (190) من طريق الوليد بن مزيد، والدارمي (1344)، والبيهقي 2/ 154 عن محمد بن كثير، ومسلم (588-130)، والآجري في "الشريعة" (874)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1089) من طريق الهقل بن زياد، ومسلم (588-130)، والنسائي (1310)، وفي "الكبرى" (1234)، وابن خزيمة (721)، وابن الجارود في "المنتقى" (207)، والآجري في "الشريعة" (872) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي في "السنن الصغير" (460)، وفي "إثبات عذاب القبر" (190) من طريق عقبة بن علقمة، وابن حذلم في "حديث الأوزاعي" (11) من طريق إسماعيل بن عبد الله، والنسائي (1310)، وفي "الكبرى" (1234)، وابن المنذر في "الأوسط" (1531) من طريق المعافى، وأبو يعلى (6133) من طريق مبشر، والطبري في "تهذيب الآثار" (860) - مسند عمر من طريق رواد بن الجراح، كلهم جميعا عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني محمد بن أبي عائشة، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".
وزاد النسائي، وابن الجارود، والآجري: "ثم يدعو لنفسه بما بدا له".
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (621)، وتمام في "الفوائد" (682) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
يحيى بن عبد الله البابلتي: ضعيف، وروايته منكرة إذ أدخل أبا سلمة بين محمد بن أبي عائشة وأبي هريرة!، وقال تمام الرازي:
"والصواب حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة والله أعلم".

2 - أخرجه مسلم (588-132)، والحميدي (980) و (981)، والنسائي (5513)، وفي "الكبرى" (7897)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (189) من طريق طاووس، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عوذوا بالله من عذاب الله، عوذوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات".

3 - أخرجه مسلم (588-133)، والنسائي (5517)، وفي "الكبرى" (7903)، وأحمد 2/ 292 و 454 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1414) -، وإسحاق بن راهويه (95)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5187)، والفاكهي في "حديثه" (160)، والآجري في "الشريعة" (871)، وابن بشران في "الأمالي" (697)، وابن منده في "الإيمان" (1070)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (192) من طريق شعبة قال: حدثنا بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال".
وأخرجه السراج في "مسنده" (829)، وفي "حديثه" (635)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1084) - مختصرا، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (656) من طريق سهل بن تمام، حدثنا صالح بن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عوذوا بالله من عذاب النار، عوذوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فتنة الأعور الدجال".
وإسناده ضعيف، صالح بن أبي الجوزاء: مجهول الحال، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 397، وسكت عنه.
وسهل بن تمام: صدوق يخطئ كما في "التقريب" (2652).

4 - أخرجه مسلم (588)، والنسائي (5508) و (5513) و (5516)، وفي "الكبرى" (7675) و (7892) و (7897) و (7902)، والحميدي (981)، وابن أبي عاصم في "السنة" (872)، وأبو يعلى (6279) عن سفيان بن عيينة، والنسائي (5508) و (5514)، وفي "الكبرى" (7898)، وأحمد 1/ 258، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5186)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1073)، والطبراني في "الدعاء" (1375) من طريق مالك، والنسائي (5505)، وفي "الكبرى" (7889) من طريق موسى بن عقبة بن أبي عياش، والطبراني في "الدعاء" (1375) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، أربعتهم عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وعند بعضهم: "كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن".
وأخرجه أحمد 2/ 288، والطبري في "تهذيب الآثار" (862) - مسند عمر، وابن أبي عاصم في "السنة" (869)، والطبراني في "الدعاء" (620)، وفي "مسند الشاميين" (126)، والحاكم 1/ 533 من طريق عبد الرحمن بن ثابث بن ثوبان، والطبراني في "مسند الشاميين" (126) من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه!" فتعقبه الذهبي بقوله:
"رواه مسلم من حديث طاووس عن أبي هريرة بنحوه!".
قلت: رواه مسلم من حديث الأعرج عن أبي هريرة، ورواه البخاري، ومسلم من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، ولم يخرجا من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شيئا إنما أخرج له البخاري في "الأدب المفرد".

5 - أخرجه الترمذي (3604)، والبخاري في "الأدب المفرد" (648)، وابن أبي شيبة 3/ 373 و 10/ 190 و 15/ 132، والطبري في "تهذيب الآثار" (861) - مسند عمر، عن أبي معاوية، والطبراني في "الدعاء" (1376) من طريق هدبة بن المنهال، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 118 من طريق فضيل بن عياض، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (193) من طريق عبد الرحمن بن مغراء الدوسي، أربعتهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"استعيذوا بالله من جهنم، استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات".
وقال الترمذي:
"هذا حديث صحيح".

6 - أخرجه أحمد 2/ 469 و 482 - وهو في "كتاب السنة" لعبد الله (1417) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (657)، وحنبل في "الفتن" (15)، والطبري في "تهذيب الآثار" (860) - مسند عمر، وابن حبان (1018)، والشاموخي في "حديثه" (29)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (194) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يقول:
"سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من فتنة المحيا والممات، ومن عذاب القبر، ومن شر المسيح الدجال".
وإسناده على شرط مسلم.

7 - أخرجه أحمد 2/ 414، وابن حبان (1018) من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".
وإسناده صحيح.

8 - أخرجه النسائي (5509)، وفي "الكبرى" (7893)، والطيالسي (2701)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3934) عن شعبة، قال: حدثنا يعلى بن عطاء، قال: سمعت أبا علقمة، يحدث عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من خمس، يقول: عوذوا بالله من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، وشر المسيح الدجال".
وإسناده على شرط مسلم، وتابع شعبةَ: أبو عوانة:
أخرجه أحمد 2/ 416 حدثنا عفان، وبهز، وعبد بن حميد (1462) حدثني أبو الوليد، ثلاثتهم عن أبي عوانة، عن يعلى بن عطاء به.
وأخرجه النسائي (5511)، وفي "الكبرى" (7895) أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه (كذا قال): عن أبي علقمة الأنصاري به.
وقال النسائي:
"هذا خطأ، والصواب: يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة".

9 - أخرجه النسائي (5520)، وفي "الكبرى" (7906) أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن سنان المزني، أنه سمع أبا هريرة، يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته:
"اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات، ومن حر جهنم".
وإسناد رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي (5515)، وفي "الكبرى" (7899) أخبرنا أبو عاصم، قال: حدثنا القاسم بن كثير المقرئ، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن يسار،  - كذا قال - أنه سمع أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:
"اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات".
رجال إسناده ثقات إلا القاسم بن كثير: صدوق.
وأبو عاصم هو خشيش بن أصرم: ثقة.
وقال النسائي:
"هذا خطأ والصواب سليمان بن سنان".

10 - أخرجه ابن حبان (1002) من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن مجاهد أبي الحجاج، عن أبي هريرة، قال:
"ما صلى نبي الله صلى الله عليه وسلم أربعا أو اثنتين إلا سمعته يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الصدر، وسوء المحيا والممات".
وإسناده ثقات سوى محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو صدوق.
مجاهد هو ابن جبر المكي.
وأَبو إسحاق هو عَمرو بن عبد الله، السبيعي.
وأَبو عبد الرحيم: هو خالد بن يزيد، ويقال: ابن أبي يزيد الحراني.

وجاء من حديث عبد الله بن عباس، وعائشة، وفيه الاستعاذة من المأثم والمغرم:

أما حديث عبد الله بن عباس:
فأخرجه مسلم (590)، وأبو داود (1542)، والترمذي (3494)، والنسائي (2063) و (5512)، وفي "الكبرى" (2201) و (7896)، وأحمد 1/ 242 و 258 و 298 و 311، وابن حبان (999)، والآجري في "الشريعة" (875) و (876)، والطبراني في "الدعاء" (1395)، وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (116)، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 319)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (200)، وفي "الدعوات الكبير" (336)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (76) و (643)، والبغوي في "شرح السنة" (1364) من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 215) عن أبي الزبير، عن طاووس، عن عبد الله بن عباس:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب".
وأخرجه أبو داود (984)، والطبراني 11/ (10939)، وفي "الدعاء" (619)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (201)، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 488-489 من طريق محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد التشهد:
"اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
وإسناده حسن، محمد بن عبد الله بن طاووس: روى عنه عمر بن يونس اليمامي، ونعيم بن حماد الخزاعي، وعبد الرحمن بن طاووس، وعثمان بن سعيد، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 135، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 298-299، وابن حبان في "الثقات" 9/ 32.

وله طريقان آخران عن ابن عباس:

1 - أخرجه ابن ماجه (3840)، والبخاري في "الأدب المفرد" (694)، والطبراني 11/ (12159)، وفي "الأوسط" (1021)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 371 من طريق بكر بن سليم الصواف، قال: حدثني حميد بن زياد الخراط، عن كريب مولى ابن عباس قال: حدثنا ابن عباس، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
حميد الخراط: صدوق يهم.
وبكر بن سليم الصواف، قال فيه ابن عدي:
"يحدث عن أبى حازم وغيره ما لا يوافقه أحد عليه، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم".
وقال أبو حاتم: شيخ يُكتب حديثه.
وذكره ابن حِبّان في "الثقات".
ولخّص الحافظ ترجمته في "التقريب" بقوله: "مقبول" يعني حيث يُتابع وإلا فليّن الحديث.
وقال الذهبي في "الكاشف":
"صدوق".

2 - أخرجه أحمد 1/ 292-293 و 305، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 119 و 119-120 و 120، والطيالسي (2833)، وعبد بن حميد (707)، والطبري في "تهذيب الآثار" (863) و (864) - مسند عمر، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 162، والطبراني 11/ (12779)، وفي "الدعاء" (663) عن البراء بن عبد الله الغنوي، عن أبي نضرة، قال:
"كان ابن عباس على منبر أهل البصرة، فسمعته يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في دبر صلاته من أربع، يقول: أعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من عذاب النار، وأعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذاب".
وإسناده ضعيف، البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي البصري: وربما نسب إلى جده وقيل هما اثنان ضعيف كما في "التقريب" (649).
قال ابن معين: البراء بن يزيد الغنوي صاحب أبي نضرة ضعيف.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن الجارود: هو صاحب أبي نضرة ليس بذاك ضعيف.
وقال ابن عدي: هو قليل الرواية. وفرّق بينه وبين البراء الراوي عن الحسن وعبد الله بن شقيق، فقال في الراوي عن الحسن وعبد الله بن شقيق: هو عندي إلى الصدق أقرب منه إلى الضعف. وفرّق بينهما أيضا النسائي والساجي والعقيلي، وقال ابن حبان:
"البراء بن يزيد الغنوي بصري: يروي عن أبي نضرة وعبد الله بن شقيق، روى عنه يزيد بن هارون وليس هذا بالبراء بن يزيد الهمداني الذي روى عنه وكيع ذلك ثقة، وهذا ضعيف وكان هذا كثير الاختلاط بمن لا يليق به كثير الوهم فيما يرويه".


وأما حديث عائشة:
فأخرجه البخاري (832) و (833) و (2397) و (7129)، ومسلم (587) و (589)، وأبو داود (880)، والنسائي (1309) و (5454) و (5472)، وفي "الكبرى" (1233) و (7839) و (7854)، وأحمد 6/ 88-89 و 89 و 244 و 270، وعبد الرزاق (19630)، وإسحاق بن راهويه (741) و (742)، وعبد بن حميد (1472)، والطبري في "تهذيب الآثار" (878) - مسند عمر، وابن أبي عاصم في "السنة" (871)، وابن خزيمة (852)، وأبو عوانة (2042) و (2048)، وابن حبان (1968)، والطبراني في "الأوسط" (4613) و (8779)، وفي "مسند الشاميين" (80) و (2908) (3077)، وتمام في "الفوائد" (555)، والبيهقي 2/ 154 و 5/ 356، وفي "إثبات عذاب القبر" (179)، وفي "الدعوات الكبير" (106)، والبغوي في "شرح السنة" (691) تاما ومختصرا من طرق عن الزهري، قال: أخبرنا عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات،
اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف".

وله طريقان آخران عن عائشة رضي الله عنها:

1 - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3088) عن معمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال".
وإسناده على شرط الشيخين.

2 - أخرجه أحمد 6/ 200-201، والطبراني في "الدعاء" (618)، والحاكم 1/ 379 عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (3086) ) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه:
"أنه كان يقول بعد التشهد في المثنى الآخر كلمات يعظمهن جدا: أعوذ بالله من عذاب جهنم، وأعوذ بالله من شر المسيح الدجال، وأعوذ بالله من عذاب القبر، وأعوذ بالله من فتنة المحيا والممات. قال: كان يعلمهن ويذكرهن عن عائشة".
قال ابن جريج: أخبرنيه عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" وأقره الذهبي.
قلت: إسناده على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (722) من طريق روح، عن ابن جريج، أخبرني ابن طاووس، عن أبيه:
"أنه كان يقول بعد التشهد كلمات كان يعظمهن جدا...الحديث".
وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 1/ 245-246 عن ابن معين أن ابن جريج لم يسمع من ابن طاووس إلا حديثا في محرم أصاب ذرات، قال: فيها قبضات من طعام!
والذي في "تاريخ ابن معين" (543) - رواية الدوري، عن ابن معين، قال:
"سمع ابن جريج من طاووس حرفا في محرم أصاب كذا".

غريب الحديث


(فتنة المحيا والممات) قال ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 186:
"أما فتن المحيا فكثيرة جدا في الأهل والمال والدين والدنيا أجارنا الله من مضلات الفتن، وأما فتن الممات فيحتمل أن يكون إذا احتضر، ويحتمل أن يكون في القبر أيضا".
وقال ابن رجب في "شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" (ص 118):
"فتنة المحيا تدخل فيها فتن الدين والدنيا كلها، كالكفر والبدع والفسوق والعصيان، وفتنة الممات يدخل فيها سوء الخاتمة وفتنة الملكين في القبر، فإن الناس يفتنون في قبورهم مثل أو قريبا من فتنة الدجال، ثم خص فتنة الدجال بالذكر لعظم موقعها، فإنه لم يكن في الدنيا فتنة قبل يوم القيامة أعظم منها، وكلما قرب الزمان من الساعة كثرت الفتن".

(فتنة المسيح الدجال) أي: الممسوح إحدى عينيه أو الماسح للأرض فإنه يقطعها كلها إلا الحرمين في أقصر مدة، وحمى الله منه الحرمين لفضلهما.
(الدجال) أي: المبالغ في الكذب بادعائه الإِحياء والإِماتة وغيرهما، مما يقطع كل عاقل فضلاً عن المؤمن بكذبه فيه، لكنه لما سخر له طاعة بعض الجوامد عظمت فتنته، واشتدت بليته، حتى أنذر منه كلُّ نبيٍّ أمته.

(المأثم) الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو الإثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم.

(المغرم) أي: الدَّين، يقال: غَرِمَ بكسر الراء، أي: ادَّان.
قال الحافظ في "الفتح" 5/ 61:
"قال المهلب: يستفاد من هذا الحديث سد الذرائع، لأنه صلى الله عليه وسلم استعاذ من الدين لأنه في الغالب ذريعة إلى الكذب في الحديث والخلف في الوعد،
مع ما لصاحب الدين عليه من المقال أ.ه
ويحتمل أن يراد بالاستعاذة من الدين الاستعاذة من الاحتياج إليه حتى لا يقع في هذا الغوائل... رأيت في حاشية ابن المنير: لا تناقض بين الاستعاذة
من الدين وجواز الاستدانة، لأن الذي استعيذ منه غوائل الدين، فمن ادان وسلم منها، فقد أعاذه الله، وفعل جائزا".

يستفاد من الحديث


أولًا: استحباب التعوذ بين التشهد والتسليم من هذه الأمور.

ثانيًا: استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور مع أنه معاذ منها قطعا، وفائدته إظهار الخضوع والاستكانة والعبودية والافتقار، وليقتدي به غيره في ذلك، ويشرع لأمته.

ثالثًا: إثبات عذاب القبر وفتنته وهو مذهب أهل الحق.

رابعًا: الاستعاذة من الفتن والشرور، والسؤال من الله تعالى دفعها.

خامسًا: إثبات فتنة الدجال وإثبات خروجه.

سادسًا: الاستعاذة من الدّين، وبيان بشاعته وشدته وتأديته الدائن إلى ارتكاب الكذب والخلف في الوعد اللذين هما من صفات المنافقين.

سابعًا: ذكر ابن القيم في "الفوائد" - فائدة جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المأثم والمغرم - (ص 59) بقوله:
"إن المأثم يوجب خسارة الآخرة، والمغرم يوجب خسارة الدنيا".

ثامنًا: العناية بالدعاء بهذه الأمور حيث أمرنا بها في كل صلاة وهي حقيقة بذلك، لعظم الأمر فيها، وشدة البلاء في وقوعها، ولأن أكثرها - أو كلها - أمور إيمانية غيبية فتكررها على الأنفس يجعلها ملكة لها.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
18 - رجب - 1440 هجري

٭ ٭ ٭


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام