words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 24 يوليو 2020

رفع الصوت بالذكر أدبار المكتوبة


 

(287) "ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله r إلا بالتكبير".

 

أخرجه البخاري (842)، ومسلم (583-120) و (121)، وأبو داود (1002)، والنسائي (1335)، وفي "الكبرى" (1259)، وأحمد 1/ 222، والشافعي 1/ 99، والحميدي (480)، وأبو يعلى (2392)، وابن خزيمة (1706)، وأبو عوانة (2067) و (2068)، وابن حبان (2232)، والطبراني 11/ (12200)، وفي "الأوسط" (1669)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1293)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 260، والبيهقي 2/ 184، وفي "المعرفة" (3889) و (19988)، والبغوي في "شرح السنة" (712) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد مولى ابن عباس أنه سمعه يخبر، عن ابن عباس، قال: فذكره.

قال عمرو: فذكرت ذلك لأبي معبد فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا، قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك.

وأخرجه البخاري (841)، ومسلم (583-122)، وأبو داود (1003)، وأحمد 1/ 367، وعبد الرزاق (3225)، وابن خزيمة (1707)، وأبو عوانة (2065) و (2066)، والطبراني 11/ (12212)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1294)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 250 عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره، أن ابن عباس أخبره:

"أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي r، وأنه قال: قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته".

 

غريب الحديث

 

(بالتكبير) هذا ذكر بعض أفراد العموم، فيكون المراد بالتكبير مطلق الذكر بعد الصلاة المكتوبة.

أو المراد بالتكبير الذي ورد مع التسبيح والتحميد، ويكون بدءه بالتكبير قبل التسبيح والتحميد لما ورد في "صحيح مسلم" (2137): "لا يضرك بأيهن بدأت".

 

 يستفاد من الحديث

 

استحباب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقب المكتوبة، قال ابن حزم في "المحلى" 4/ 260:

"رفع الصوت بالتكبير إثر كل صلاة حسن". 


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام        

 

٭ ٭ ٭

 


الخميس، 23 يوليو 2020

عقد التسبيح



(286) "خصلتان، أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمس مائة في الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان. فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم r يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم - يعني الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها".

 

حديث صحيح، وقد تقدّم تخريجه برقم (284).

 

وفي الباب عن أم ياسر يسيرة:

أخرجه أبو داود (1501)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (687)، والطبراني 25/ (181)، وفي "الدعاء" (1772)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1003)، والحاكم 1/ 547، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7873)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (333)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 149 و 10/ 142، والشجري في "أماليه" (1164)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 28/ 20، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/ 141-142، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 87 من طريق عبد الله بن داود الخريبي، والترمذي (3583)، وأحمد 6/ 370-371، وإسحاق بن راهويه (2327)، وابن أبي شيبة 2/ 389-390 و 10/ 289 و 13/ 453، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 232 معلقا، وعبد بن حميد (1570)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 310، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3285)، وابن حبان (842)، والطبراني 25/ (180)، وفي "الأوسط" (5016)، وفي "الدعاء" (1771)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 68، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 296، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 87-88 عن محمد بن بشر العبدي، كلاهما عن هانئ بن عثمان يحدث، عن أمه حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة وكانت إحدى المهاجرات، قالت: قال لها رسول الله r:

"عليكن بالتهليل والتسبيح والتكبير واعقدن بالأنامل، فإنهن يأتين يوم القيامة مسئولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة".

وقال الترمذي:

"هذا حديث [1] إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وقد رواه

محمد بن ربيعة، عن هانئ بن عثمان".

وقال الحاكم كما في "إتحاف المهرة" (23603):

"صحيح الإسناد".

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك":

"صحيح".

وقال الحافظ:

"هذا حديث حسن".

قلت: حميضة بنت ياسر: تفرّد بالرواية عنها ابنها هانىء بن عثمان الجهني، ووثقها ابن حبان 4/ 196، وقد نص الذهبي في "الميزان" 4/ 604 أنه لا يوجد في النساء متروكة، ولا من اتهمت.

قلت: ويتأكد هذا ويقوى في طبقة التابعيات، ويتقوى أيضا بما أخرج ابن أبي شيبة 2/ 390 عن يحيى بن سعيد القطان، عن التيمي، عن أبي تميمة، عن امرأة من بني كليب، قالت:

"رأتني عائشة أسبح بتسابيح معي، فقالت: أين الشواهد؟ تعني الأصابع".

 

غريب الحديث

 

(يعقدها بيده) أي: بأصابعها أو بأناملها أو بعقدها، والمراد يضبط الأذكار المذكورة ويحفظ عددها أو يعقد لأجلها بيده.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

 

٭ ٭ ٭




- في طبعة الشيخ أحمد شاكر: "هذا حديث غريب".

وقال بشار عواد معروف في تحقيقه لـ "سنن الترمذي" 5/ 540:

"ولفظة (غريب) لم نجدها في شيء من النسخ التي بين أيدينا، ولم يذكرها المزي في (التحفة)".


الثلاثاء، 21 يوليو 2020

(صيغ التسبيح أدبار الصلوات المكتوبة)


 

(281) "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال: تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".

 

أخرجه مسلم (597-146) حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي، وأبو يعلى (6362) - وعنه ابن حبان (2016) - حدثنا وهب بن بقية، وابن خزيمة (750) عن أبي بشر إسحاق بن شاهين، ثلاثتهم عن خالد بن عبد الله الطحان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (716) حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا خالد بن عبد الله به.

وفيه: "وكبر أربعا وثلاثين"، وهو خطأ بيّن إذ فيه أيضا تمام المائة: "وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، فإذا كبّر أربعا وثلاثين زاد العدد على المائة، على أنه ليس محفوظا عن خالد بن عبد الله الطحان، ولا عن سهيل، وعندي أن الذي شذّ بهذه اللفظة هو معاذ بن المثنى العنبري، فقد أخرجه البيهقي 2/ 187 من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، والبيهقي 2/ 187، وفي "الدعوات الكبير" (120)، والبغوي في "شرح السنة" (718) من طريق محمد بن أيوب، كلاهما عن مسدد، حدثنا خالد بن عبد الله به، وفيه: "وكبر الله ثلاثا وثلاثين".

وقال الإمام مسلم:

"أبو عبيد: مولى سليمان بن عبد الملك".

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1318)، وفي "الدعاء" (715) من طريق حماد بن سلمة، والطبراني في "الأوسط" (725)، وفي "مسند الشاميين" (1318) من طريق روح بن القاسم، والطبراني في "مسند الشاميين" (1318) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني في "مسند الشاميين" (1318) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:

"من قال في دبر كل صلاة الحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، وسبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة، والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر".

وأخرجه مسلم (597)، وأحمد 2/ 371 عن محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن سهيل به.

وجاء عند أحمد أن عطاءً هو ابن رباح، ولم ينسبه مسلمٌ، والصحيح أنه عطاء بن يزيد الليثي.

وأخرجه أحمد 2/ 483، وأبو عوانة (2083)، والسراج في "مسنده" (873)، وابن منده في "التوحيد" (323) عن سريج بن النعمان، والطبراني في "الدعاء" (718) من طريق ابن أبي الوزير، كلاهما عن فليح، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد به.

وأخرجه أبو عوانة (2083)، وابن منده في "التوحيد" (323) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم، والسراج في "مسنده" (873) حدثنا سليمان بن عبد الجبار، كلاهما عن أبي الربيع الزهراني، عن فليح به.

وأخرجه أبو يعلى (6359)، والطبراني في "الدعاء" (717) حدثنا يوسف القاضي، كلاهما (أبو يعلى، ويوسف القاضي) عن أبي الربيع الزهراني، حدثنا فليح، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد به.

فلم يذكرا في إسناده أبا عبيد!

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9895)، وفي "عمل اليوم والليلة" (143) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيدة، عن عطاء بن يزيد به.

وقال النسائي:

"الصواب أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، خالفه ابن عجلان، رواه عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".

أخرجه النسائي في "الكبرى" (9896)، وفي "عمل اليوم والليلة" (144) من طريق ابن عجلان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9897)، وفي "عمل اليوم والليلة" (145)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 326 من طريق ابن عجلان، والطبراني في "الدعاء" (719) من طريق عبد العزيز بن المختار، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

وقال النسائي:

"رواه سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بلفظ آخر".

وسيأتي تخريجه قريبًا - إن شاء الله تعالى - في الطريق الثالث عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (595-143)، والبغوي في "شرح السنة" (717) من طريق روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة:

"أنهم قالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، صحبوك كما صحبنا، ويجدون أموالا ينفقونها ولا نجدها، قال: أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه أدركتم به من قبلكم إلا من قال مثل ما تقولون، تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين. قال سهيل: إحدى عشرة، إحدى عشرة، فجميع ذلك كله ثلاثة وثلاثون".

وأخرجه أبو عوانة (2082)، وابن حبان (2013)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (75) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

"من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وكبر ثلاثا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وختم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر".

وقال ابن حبان:

"رفعه يحيى بن صالح، عن مالك وحده".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9894)، وفي "عمل اليوم والليلة" (142) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 210 - برواية يحيى بن يحيى الليثي، وبرواية أبي مصعب الزهري (522) ) عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة: موقوفا.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 160:

"هكذا هذا الحديث موقوف في (الموطأ) على أبي هريرة، ومثله لا يدرك بالرأي، وهو مرفوع صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة ثابتة من حديث أبي هريرة، ومن حديث علي بن أبي طالب، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي، ومن حديث كعب بن عجرة، وغيرهم بمعان متقاربة".

 

وله طرق عن أبي هريرة:

 

1 - أخرجه أبو داود (1504)، وأحمد 2/ 238، وابن حبان (2015) عن الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة أنه حدثهم:

"أن أبا ذر قال: يا رسول الله، ذهب أصحاب الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها، وليس لنا ما نتصدق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أدلك على كلمات، إذا عملت بهن أدركت من سبقك، ولا يلحقك إلا من أخذ بمثل عملك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: تكبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتسبح ثلاثا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".

وإسناده صحيح على شرط مسلم، وتابع الوليدَ مسلم: هقلُ بن زياد، والوليد بن مزيد، وبشر بن بكر، ورشدين بن سعد:

أخرجه الدارمي (1353) من طريق هقل بن زياد، والبيهقي في "الشعب" (607) من طريق بشر بن بكر، والبيهقي في "السنن الصغير" (465)، وفي "الشعب" (607) من طريق الوليد بن مزيد، ثلاثتهم عن الأوزاعي به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (299) من طريق رشدين بن سعد، عن الأوزاعي به.

وقال:

"لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا رشدين!".

قلت: لم يتفرّد به رشدين، فقد تابعه الوليدُ بن مسلم، وهقلُ بن زياد، وبشرُ بن بكر، والوليدُ بن مزيد، ومثل هذه الاطلاقات نجدها كثيرة عند الطبراني رحمه الله تعالى.

 

2 - أخرجه أبو يعلى (6587) حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أبو معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال:

"جاء ناس من الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور والغنى بالدنيا والآخرة، قال: ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما ذاك؟ قالوا: لهم أموال يتصدقون منها وليست لنا أموال، ولهم أموال يغزون منها وليست لنا أموال، ولهم أموال يحجون منها وليست لنا أموال، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بشيء تدركون به أعمالهم؟ تسبحون الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدونه ثلاثا وثلاثين، وتكبرونه أربعا وثلاثين تدركون به أعمالهم. قال: ففعلوا ذلك فسمع الأغنياء بذلك ففعلوا مثل أعمالهم، فقالوا: يا رسول الله، قد قالوا مثل ما قلنا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".

وإسناده ضعيف، ابو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي: ضعيف.

 

3 - أخرجه البخاري (843)، ومسلم (595-142)، والنسائي في "الكبرى" (9898)، وفي "عمل اليوم والليلة" (146)، وابن خزيمة (749)، وأبو عوانة (2085)، وابن حبان (2014)، والطبراني في "الدعاء" (722)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (74)، والبيهقي 2/ 186 من طريق المعتمر، عن عبيد الله بن عمر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

"جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، فقال: ألا أدلكم على أمر إذا أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا أحد عمل بمثل عملكم، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين. فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر أربعا وثلاثين، قال: فرجعت إليه فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون".

وأخرجه مسلم (595-142)، وأبو عوانة (2086)، وابن الأعرابي في "المعجم" (175)، والطبراني في "الأوسط" (5310)، وفي "الصغير" (802)، وفي "الدعاء" (720)، وابن بشران في "الأمالي" (720)، والبيهقي 2/ 186 من طريق ابن عجلان، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: بنحوه.

وقرن مسلم، وابن الأعرابي، والطبراني في "الأوسط"، وفي "الصغير" بـ (سمي): رجاء بن حيوة.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2122)، وفي "الدعاء" (721)، والبيهقي 2/ 186 من طريق محمد بن عجلان، عن رجاء بن حيوة (وحده)، عن أبي صالح به.

وأخرجه البخاري (6329)، والبيهقي 2/ 186، وفي "الشعب" (608)، والبغوي في "شرح السنة" (720) من طريق ورقاء، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:

"قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. قال: كيف ذاك؟ قالوا: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء بعدكم، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟ تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا".

 

٭ ٭ ٭

 

(صيغة تسبيح أخرى)

 

(282) "معقبات لا يخيب قائلهن - أو فاعلهن - دبر كل صلاة مكتوبة، ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة".

 

أخرجه مسلم (596-144)، وأبو عوانة (2081)، وابن حبان (2019)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (16378)، والطبراني 19/ (265)، والبيهقي 2/ 187، وفي "الشعب" (606)، وفي "الدعوات الكبير" (121) من طريق مالك بن مغول، ومسلم (596-145)، وأبو عوانة (2079)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4094)، وابن حبان (2019)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (16378)، والطبراني 19/ (262) و (265)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1324)، والبيهقي 2/ 187، وفي "الدعوات الكبير" (121) من طريق حمزة الزيات، ومسلم (596)، والترمذي (3412)، والنسائي (1349)، وفي "الكبرى" (1273) و (9909)، وفي "عمل اليوم والليلة" (155) وابن أبي شيبة 10/ 228، وفي "المسند" (510)، وأبو عوانة (2080)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4096)، والسراج في "حديثه" (1528)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (258)، والطبراني 19/ (260)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 104، وفي "المستخرج" (1322) و (1325) من طريق عمرو بن قيس الملائي، والمحاملي في "الأمالي" (279) من طريق ليث بن أبي سليم، والطبراني 19/ (261) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والطبراني 19/ (263) و (264)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 109 من طريق إبراهيم بن عثمان أبي شيبة، وأبو القاسم المصيصي في "حديث أبي الفوارس الصابوني وغيره من الشيوخ" - مخطوط، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 269 من طريق زيد بن أبي أنيسة، سبعتهم عن الحكم بن عتيبة، يحدث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.

وقال الترمذي:

"هذا حديث حسن، وعمرو بن قيس الملائي ثقة حافظ، وروى شعبة هذا الحديث عن الحكم ولم يرفعه، ورواه منصور بن المعتمر عن الحكم ورفعه".

أخرجه النسائي في "الكبرى" (1274)، وعبد الرزاق (3193)، وأبو عوانة (2084)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4095)، والطبراني 19/ (259) عن الثوري (وهو في "حديثه" (105) ) عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: مرفوعا به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (622) من طريق زهير، والنسائي في "الكبرى" (9910)، وفي "عمل اليوم والليلة" (156)، وابن أبي شيبة 10/ 228، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4096) عن أبي الأحوص، والسراج في "حديثه" (1529) من طريق جرير، ثلاثتهم عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: موقوفا.

وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (1324) من طريق سليمان بن حرب، والبغوي في "شرح السنة" (721) من طريق مالك بن سليمان، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 270 من طريق عفان، وابن منده كما في "نتائج الأفكار" 2/ 270 من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي 2/ 187، وفي "الدعوات الكبير" (121) من طريق يحيى بن أبي بكير، خمستهم عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: مرفوعا.

ورفعه عن شعبة أيضا: عبدان كما "التتبع" (102) للدارقطني.

وأخرجه ابن حبان (2019)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (16378) من طريق شعيب بن حرب، عن شعبة به مرفوعا.

وأخرجه الطبراني 19/ (265) من طريق شعيب بن حرب، عن شعبة به موقوفا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 228 حدثنا وكيع، والطيالسي (1156)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (139)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4096) من طريق أسد، أربعتهم (وكيع، والطيالسي، وعلي بن الجعد، وأسد بن موسى) عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: موقوفا.

 

وفي الباب عن أبي ذر الغفاري، وأبي الدرداء، وابن عباس:

 

أما حديث أبي ذر الغفاري:

فأخرجه أحمد 5/ 158 عن عبد الله بن الحارث، عن عمر بن سعيد، عن بشر بن عاصم، عن أبيه عاصم، عن أبي ذر، قال:

"قلت: يا رسول الله، سبقنا أصحاب الأموال، والدثور سبقا بينا، يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم، وعندهم أموال يتصدقون بها، وليست عندنا أموال؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بعمل إن أخذت به أدركت من كان قبلك، وفت من يكون بعدك؟ إلا أحدا أخذ بمثل عملك: تسبح خلاف كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين".

وإسناده حسن، عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي: صدوق، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البزار (4054) من طريق أبي عاصم، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال: أخبرني بشر بن عاصم، أن أباه أخبره، أنه سمع أبا الدرداء، أو أبا ذر رضي الله عنهما، قال:

"استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيت على بابه يوقظني لحاجته، فأذن لي فبت ليلة أذكر شيئا أو أتذكر شيئا أحب أن أسأله عنه إذا أصبحت فخرج علي، فقلت: يا رسول الله، أرقت الليلة أحب أن أسألك، عن شيء أخذ بنفسي سبقنا أصحاب الدثور سبقا...الحديث".

ووقع فيه: "تحمد أربعا وثلاثين" بدلا عن: "تكبر أربعا وثلاثين".

وقال البزار:

"قال أبو عاصم: هو أبو ذر ولكن قال عمر بن سعيد: حدثني بشر بن عاصم أن أباه أخبره أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر. وهذا الكلام قد روي عن أبي ذر من غير وجه وروي عن غيره أيضا".

وأخرجه ابن خزيمة (748) من طريق سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن أبيه، عن أبي ذر، قال:

"يا رسول الله، ذهب أهل الأموال الدثور بالأجور، يقولون كما تقول وينفقون ولا ننفق قال: أولا أخبرك بعمل إذا أنت عملته أدركت من قبلك وفت من بعدك إلا من قال مثل قولك، تقول في دبر كل صلاة: تسبح ثلاثا وثلاثين، وتحمد وتكبر مثل ذلك، وإذا أويت إلى فراشك".

وأخرجه الحميدي (133) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1558) - عن سفيان بن عيينة به، وفيه: "وتكبر أربعا وثلاثين".

وقال الحميدي:

"ثم قال سفيان: إحداهن أربع وثلاثون، وعند منامك مثل ذلك".

وسقط من "مسند الحميدي": ابن عيينة.

وأخرجه ابن ماجه (927)، والحسين المروزي في "زوائده" على "الزهد لابن المبارك" (1157) من طريق ابن عيينة به، وفيه:

"تحمدون الله في دبر كل صلاة، وتسبحون، وتكبرون ثلاثا وثلاثين، وأربعا وثلاثين"

قال سفيان: "لا أدري أيتهن أربع".

وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 79 - مختصرا من طريق محمد بن المبارك الصوري، والطبراني في "مسند الشاميين" (810) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ 247 -، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 112 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن يحيى بن حمزة، حدثني بشر بن العلاء بن زبر أخو عبد الله بن العلاء، أنه سمع حَرام بن حكيم، يحدث عن أبي ذر، أنه قال:

"يا رسول الله ذهب بالأجور أصحاب الدثور، نصلي ويصلون، ونصوم ويصومون، ولهم فضول أموال فيتصدقون بها، وليس لنا ما نتصدق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تقولهن تلحق من سبقك ولا يدركك إلا من أخذ بعملك؟ قال: بلى يا رسول الله قال: تكبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتسبح ثلاثا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. فأخبر الآخرين بذلك، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنهم قد قالوا مثل ما قلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، ففضل بصرك للمنقوص بصره لك صدقة، وفضل سمعك للمنقوص له سمعه صدقة، وفضل شدة ذراعيك للضعيف لك صدقة، وفضل شدة ساقيك للملهوف صدقة، وإرشادك الضال لك صدقة، وإرشادك سائلا أين فلان فأرشدته لك صدقة، ورفعك العظام والحجر عن طريق المسلمين صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة، ومباضعتك أهلك لك صدقة".

وإسناده ضعيف، حَرام بن حكيم: مستور الحال، وانظر "بيان الوهم والإيهام" لأبي الحسن بن القطان 3/ 310 و 5/ 659، وجاء اسمه في "مسند الشاميين":

(حكيم بن حزام) بدلا عن (حَرام بن حكيم)، وهو خطأ.

وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (1879) من طريق عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، حدثنا الحسن بن جابر، أن عاصم بن حميد حدثه، أن أبا ذر، قال:

"قلت: يا رسول الله غلبنا الأغنياء، نصلي ويصلون، ونزكي ويزكون، ونصوم ويصومون، ونغزو ويغزون، ويتصدقون ولا نجد ما نتصدق به، سبقونا سبقا بعيدا، فقال: سآمركم بأمر إن شاء الله، تدرك به من سبقك، ولا يدركك أحد ممن بعدك إلا من عمل بمثل عملك، تكبر الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتسبحه ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له".

وإسناده ضعيف، الحسن بن جابر الكندي: مجهول الحال، لم يرو عنه غير محمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي، ووثقه ابن حبان 4/ 125!

وجاء في "تاريخ دمشق" 25/ 242 في نسبته أنه الطائي، فتعقبه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 13/ 481:

"كذا قال أبو القاسم في (التاريخ) والمعروف: الحسن بن جابر الكندي، ويحيى بن جابر الطائي".


وأما حديث أبي الدرداء:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (9899)، وفي "عمل اليوم والليلة" (147)، وابن أبي شيبة 13/ 453 عن جرير، والطيالسي (1075)، وابن أبي شيبة 13/ 453، والطبراني في "الدعاء" (709) عن أبي الأحوص سلام، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع، قال: سمعت ذكوان أبا صالح، عن أبي الدرداء، قال:

"قلت: يا رسول الله، ذهب أهل الأموال بالدنيا والآخرة، يصلون كما نصلي، ويذكرون كما نذكر، ويجاهدون كما نجاهد، ولا نجد ما نتصدق به؟ قال: ألا أخبرك بشيء إذا أنت فعلته أدركت من كان قبلك، ولم يلحقك من كان بعدك إلا من قال مثل ما قلت، تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين تكبيرة".

وهذا إسناد ظاهره الصحة لكن اختلف فيه على عبد العزيز بن رفيع:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (9901)، وفي "عمل اليوم والليلة" (149)، وعبد الرزاق (3187)، وابن أبي شيبة 10/ 235 و 13/ 453، وفي "المسند" (42)، والطبراني في "الدعاء" (708) عن الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء به.

وقال أبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2068) و (2112):

"حديث الثوري أصح، وأبو عمر لا يعرف إلا في هذا الحديث".

يعني أصح من حديث جرير، وأبي الأحوص، عن عبد العزيز بن رفيع.

وإسناده ضعيف، أبو عمر الصيني: روى عنه جمع، ولا يعرف بجرح ولا تعديل، وقال الحافظ في "التقريب" (8266):

"وروايته عن أبي الدرداء مرسلة".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9900)، وفي "عمل اليوم والليلة" (148)، والطبراني في "الدعاء" (707) من طريق شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن رجل من أهل الشام يقال له أبو عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء به.

وشريك هو القاضي: أما حاله في نفسه فمن أجلة العلماء وأكابر النبلاء، فأما في الرواية فكثير الخطأ والغلط والاضطراب فلا يحتج بما ينفرد به أو يخالف.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9902)، وفي "عمل اليوم والليلة" (150)، وأحمد 6/ 446، وابن أبي شيبة 10/ 235، وفي "المسند" (42)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (156)، والطبراني في "الدعاء" (710)، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 110-111 و 111-112 من طريق شعبة، والنسائي في "الكبرى" (9903)، وأحمد 5/ 196، والطبراني في "الدعاء" (711) من طريق مالك بن مغول، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء به.

وقال النسائي:

"خالفهما زيد بن أبي أنيسة، رواه عن الحكم، عن عمرو الصيني، عن أبي الدرداء".

وهو في "سننه الكبرى" (9904)، وفي "عمل اليوم والليلة" (151).

وأخرجه الحسين المروزي في "زوائده" على "الزهد لابن المبارك" (1159) من طريق زهير أبي خيثمة، والطبراني في "الدعاء" (714) من طريق فضيل بن عياض،كلاهما عن الليث بن أبي سليم، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء به.

والليث بن أبي سليم: ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (712) من طريق فردوس بن الأشعري، حدثنا مسعود بن سليمان، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن نشيط أبي عمر، عن أبي الدرداء رضي الله عنه:

"أنه أتاه ناس يتحدثون إليه فقال سأزودكم ما زودني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صليت فسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، واحمد ثلاثا وثلاثين، وكبر أربعا وثلاثين، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".

وإسناد ضعيف، مسعود بن سليمان: مجهول.

ونشيط هو أبو عمر الصيني.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (713) من طريق إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي، حدثنا محمد بن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن يونس بن خباب، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال:

"جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن إخواننا من المهاجرين يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، وليس لنا أموال نتصدق كما يتصدقون، فقال: ألا أدلكم على عمل إذا فعلتموه لم يسبقكم من مضى ولم يدرككم من بقي، يسبح الرجل دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر أربعا وثلاثين".

وإسناده ضعيف جدا، يونس بن خَبّاب: ضعيف جدا.

وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام: واهي الحديث.

 

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه الترمذي (410)  - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (719) -، والنسائي (1353)، وفي "الكبرى" (1278)، والطبراني 11/ (12031)، وفي "الدعاء" (723)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 289 من طرق عن عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، وعكرمة، عن ابن عباس، قال:

"جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إن الأغنياء يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم أموال يعتقون ويتصدقون، قال: فإذا صليتم، فقولوا: سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، والله أكبر أربعا وثلاثين مرة، ولا إله إلا الله عشر مرات، فإنكم تدركون به من سبقكم، ولا يسبقكم من بعدكم".

وعند النسائي في "المجتبى": "والله أكبر ثلاثا وثلاثين".

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب".

وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف" (6068):

"عتاب: ليس بالقوي، ولا خصيف".

وقال الإمام أحمد: أحاديث عتاب عن خصيف منكرة.

وقال ابن عدي: روى عن خصيف نسخة فيها أحاديث أنكرت.

 

٭ ٭ ٭


(صيغة تسبيح أخرى)

 

(283) "أمرنا أن نسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ونحمده ثلاثا وثلاثين، ونكبره أربعا وثلاثين، قال: فرأى رجل من الأنصار في المنام، فقال: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا الله ثلاثا وثلاثين، وتكبروا أربعا وثلاثين، قال: نعم، قال: فاجعلوا خمسا وعشرين، واجعلوا التهليل معهن، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه، فقال: افعلوا".

 

صحيح - أخرجه الترمذي (3413) تحقيق بشار عواد: من طريق ابن أبي عدي، والنسائي (1350)، وفي "الكبرى" (1275) و (9911)، وفي "عمل اليوم والليلة" (157) - وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4097) من طريق ابن إدريس، وأحمد 5/ 184 - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 24/ 106 -، والدارمي (1354)، وابن خزيمة (752) - وعنه ابن حبان (2017) -، والطبراني 5/ (4898)، وفي "الدعاء" (731)، والحاكم 1/ 253 - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (122)، وفي "دلائل النبوة" 7/ 23 - عن عثمان بن عمر، وأحمد 5/ 190، وعبد بن حميد (245) عن روح بن عبادة، والحسين المروزي في "زوائده" على "الزهد لابن المبارك" (1160) - وعنه ابن خزيمة (752) -، وابن المنذر في "الأوسط" (1559) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني 5/ (4898)، وفي "الدعاء" (731) من طريق النضر بن شميل، ستتهم عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: فذكره.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد" وأقره الذهبي.

وله شاهد من حديث ابن عمر:

أخرجه النسائي (1351)، وفي "الكبرى" (1276) أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، والبزار (5919) حدثنا عمر بن الخطاب، وابن الأعرابي في "المعجم" (966)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 299 - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 21/ 105، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 8/ 442 - عن أحمد بن يحيى الحلواني، والسراج في "مسنده" (881)، وفي "حديثه" (1535) حدثنا يوسف بن موسى، ومحمد بن عثمان بن كرامة، والطبراني في "الدعاء" (730) حدثنا علي بن عبد العزيز، ستتهم عن أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثني علي بن الفضيل بن عياض، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن رجلا رأى فيما يرى النائم، قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، فتلك مائة، قال: سبحوا خمسا وعشرين، واحمدوا خمسا وعشرين، وكبروا خمسا وعشرين، وهللوا خمسا وعشرين، فتلك مائة، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افعلوا كما قال الأنصاري".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسند علي بن فضيل بن عياض حديثا غير هذا الحديث".

وقال الذهبي:

"غريب من الأفراد...وعلي: صدوق، قد قال فيه النسائي: ثقة، مأمون".

وإسناده صحيح، رجال إسناده ثقات، عبد العزيز بن أبي رواد: ثقة في الحديث، ومن تكلم فيه، فلأجل رأيه في الإرجاء.

 

٭ ٭ ٭

 

(صيغة تسبيح أخرى)

 

(284)  "خصلتان، أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمس مائة في الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان. فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم - يعني الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقولها".

 

صحيح - أخرجه أبو داود (5065)، وأحمد 2/ 204-205، والطبراني في "الدعاء" (727)، والحاكم 1/ 547 مختصرا - وعنه البيهقي 2/ 253 - من طريق شعبة، والترمذي (3410)، وابن ماجه (926)، وابن حبان (2012) من طريق إسماعيل ابن علية، والنسائي (1348)، وفي "الكبرى" (1272)، وابن حبان (2018)، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق حماد بن زيد، والنسائي في "الكبرى" (10580)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4088)، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والنسائي في "الكبرى" (10586)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1216)، والحميدي (594)، والطبراني في "الدعاء" (727) عن ابن عيينة، وابن ماجه (926) من طريق أبي يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم، وابن ماجه (926) من طريق عبد الله بن الأجلح، وابن ماجه (926)، وابن أبي شيبة 2/ 390 و 10/ 233-234، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (954) عن محمد بن فضيل، وأحمد 2/ 160-161، والبزار (2403) و (2479)، وابن حبان (2012) عن جرير بن عبد الحميد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4090)، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق أبي بكر النهشلي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4091) من طريق موسى بن أعين، والطبراني في "الدعاء" (727)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (749) من طريق حماد بن سلمة، والطبراني في "الأوسط" (2953)، وفي "الدعاء" (727) من طريق مسعر بن كدام، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق إبراهيم بن طهمان، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق زائدة، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق عاصم بن علي السدوسي، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق أبي إسحاق الحميسي خازم بن الحسين، والطبراني في "الدعاء" (727) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، والطبراني في "الأوسط" (6215) من طريق أبان، والطبراني في "الأوسط" (7485) من طريق مالك بن مغول، كلهم جميعا عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

والسياق لأبي داود، وإسناده صحيح، عطاء بن السائب: حديثه قبل الاختلاط صحيح، وهذا منه، فممن رواه عنه قبل الاختلاط: السفيانان، والحمادان، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وأيوب السختياني.

وأخرجه عبد الرزاق (3189) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (727) - عن الثوري، عن عطاء بن السائب به.

وفيه: "قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدهن هكذا، وعقد بأصابعه".

وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (954) من طريق الأشجعي، عن الثوري به.

ولم يذكر: "قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدهن هكذا، وعقد بأصابعه".

وأخرجه عبد الرزاق (3190) - وعنه عبد بن حميد (356)، والطبراني في "الدعاء" (727) - عن معمر، عن عطاء بن السائب به.

ولم يذكر قوله "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعدهن".

وقال حماد بن زيد:

"كان أيوب السختياني حدثنا عن عطاء بن السائب بحديث التسبيح قبل أن يقدم علينا عطاء البصرة، فلما قدم عطاء البصرة، قال لنا أيوب: انطلقوا فاسمعوا منه حديث التسبيح".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح... وروى الأعمش، هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصرا".

أخرجه أبو داود (1502) - ومن طريقه البيهقي 2/ 253 -، والطبراني في "الأوسط" (8568) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، والترمذي (3411)، والنسائي (1355)، وفي "الكبرى" (1280) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، والنسائي (1355)، وفي "الكبرى" (1280) عن الحسين بن محمد الذارع، والبزار (2406) حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، والطبراني في "الدعاء" (1773) من طريق يوسف بن عدي، والطبراني في "الأوسط" (8568) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، والحاكم 1/ 547 - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (331) - من طريق علي بن عثام بن علي العامري، والبغوي في "شرح السنة" (1268) من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، ثمانيتهم عن عثام بن علي، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال:

"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح".

وأخرجه أبو داود (1502) - ومن طريقه البيهقي 2/ 187 و 253، وفي "الدعوات الكبير" (332) - عن محمد بن قدامة بن أعين، عن عثام بن علي به، وزاد فيه: "بيمينه".

وهي زيادة شاذة، يعرفها كل مشتغل بهذا الفن بأدنى تأمل، شذّ بها محمد بن قدامة بن أعين المصيصي [1].

وأخرجه الترمذي (3486) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، وابن حبان (843) من طريق أحمد بن المقدام العجلي، كلاهما عن عثام بن علي به، وفيه: "يعقد التسبيح بيده".

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب من حديث الأعمش".

وقال البزار:

"ولا نعلم أسند الأعمش عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث، ولا رواه عن الأعمش إلا عثام بن علي".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عثام بن علي".

وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 8/ 229 من طريق عبد الله بن فروخ، عن الأعمش به، بلفظ: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسبح".

وعبد الله بن فروخ الخراساني: قال البخاري: تعرف وتنكر.

وقال الجوزجاني: أحاديثه مناكير.

وقال ابن حبان: ربما خالف.

وقال الخطيب: في حديثه نكرة.

وتابع الأعمشَ: عبدُ العزيز بن أبي رواد:

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7035) من طريقه، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال:

"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح".

 

وفي الباب عن أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعلي بن أبي طالب، وأم مالك، وأنس بن مالك:

 

أما حديث أبي هريرة:

فأخرجه البخاري (6329)، والبيهقي 2/ 186، وفي "الشعب" (608)، والبغوي في "شرح السنة" (720) من طريق ورقاء، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:

"قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. قال: كيف ذاك؟ قالوا: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء بعدكم، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟ تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا".

وأخرجه البخاري (843)، ومسلم (595-142)، والنسائي في "الكبرى" (9898)، وفي "عمل اليوم والليلة" (146)، وابن خزيمة (749)، وأبو عوانة (2085)، وابن حبان (2014)، والطبراني في "الدعاء" (722)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (74)، والبيهقي 2/ 186 من طريق المعتمر، عن عبيد الله بن عمر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

"جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، فقال: ألا أدلكم على أمر إذا أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا أحد عمل بمثل عملكم، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين. فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر أربعا وثلاثين، قال: فرجعت إليه فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون".

وأخرجه مسلم (595-142)، وأبو عوانة (2086)، وابن الأعرابي في "المعجم" (175)، والطبراني في "الأوسط" (5310)، وفي "الصغير" (802)، وفي "الدعاء" (720)، وابن بشران في "الأمالي" (720)، والبيهقي 2/ 186 من طريق ابن عجلان، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: بنحوه.

وقرن مسلم، وابن الأعرابي، والطبراني في "الأوسط"، وفي "الصغير" بـ (سمي): رجاء بن حيوة.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2122)، وفي "الدعاء" (721)، والبيهقي 2/ 186 من طريق محمد بن عجلان، عن رجاء بن حيوة (وحده)، عن أبي صالح به.

 

وأما حديث سعد بن أبي وقاص:

فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9907)، وفي "عمل اليوم والليلة" (153) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 217-218 -، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (391)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 95، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/ 206-207 من طريق الحسن بن عرفة (وهو في "جزءه" (79) )، والطبراني في "الدعاء" (724) من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق، كلاهما عن المبارك بن سعيد أخي سفيان الثوري، عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا، ويسبح عشرا، ويحمد عشرا، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه كبر أربعا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان. قال: ثم قال: وأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟".

وتنتهي رواية الطبراني عند قوله: "...وألف وخمسمائة في الميزان".

وقال النسائي:

"خالفه يعلى بن عبيد، رواه عن موسى الجهني، عن موسى، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة".

أخرجه النسائي في "الكبرى" (9908)، وفي "عمل اليوم والليلة" (154) أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا موسى وهو الجهني، عن موسى، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة:

"من قال: في دبر كل صلاة عشر تسبيحات وعشر تكبيرات، وعشر تحميدات، في خمس صلوات فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذ مضجعه مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يصيب في يوم ألفين وخمسمائة سيئة؟".

وقال النسائي:

"موسى الثاني لا أعرفه".

والحديث في "صحيح مسلم" (2698) وابن أبي شيبة 10/ 294، والطبراني في "الدعاء" (1706) عن مروان بن معاوية، ومسلم (2698) من طريق علي بن مسهر، ومسلم (2698)، وأحمد 1/ 185، وابن حبان (825) عن عبد الله بن نمير، والترمذي (3463)، والنسائي في "الكبرى" (9906)، وأحمد 1/ 180، والبزار (1160)، و "مسند أبي يعلى" (723)، والبيهقي في "الشعب" (593)، وفي "الدعوات الكبير" (149)، والبغوي في "شرح السنة" (1266) عن يحيى بن سعيد القطان، وأحمد 1/ 174، والنسائي في "الكبرى" (9905)، وفي "عمل اليوم والليلة" (152)، والشاشي (66)، والطبراني في "الدعاء" (1702)، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 117 من طرق عن شعبة، وأحمد 1/ 185، والدورقي في "مسند سعد" (45)، والشاشي (65)، والبغوي في "شرح السنة" (1266) عن يعلى بن عبيد، والحميدي (80) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1703) - عن سفيان بن عيينة، وعبد بن حميد (134)، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (519)، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 83، والبغوي في "شرح السنة" (1266) عن جعفر بن عون، وأبي يعلى (829) من طريق أبي عوانة، والطبراني في "الدعاء" (1704) و (1705) (1706) من طريق مندل بن علي، وعمر بن علي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والمحاربي، وعبيد الله بن سعد بن زياد، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (149) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، كلهم جميعا عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، حدثني أبي، قال:

"كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة".

وقال الترمذي:

"حسن صحيح".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن مصعب إلا موسى الجهني، وقد رواه عن موسى غير واحد، ولا نعلم يروى هذا الكلام عن أحد إلا عن سعد، ويروى نحوه بغير لفظه من وجوه نذكر كل لفظ حديث في موضعه بإسناده".

وقال أبو نعيم:

"رواه شعبة والكبار، عن موسى الجهني".


وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه أحمد 1/ 104 و 106-107، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 25، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 233 و 298، وفي "شرح مشكل الآثار" (4099)، والطبراني في "الدعاء" (230) من طريق حماد بن سلمة، وابن أبي شيبة 10/ 232-233، والبزار (757) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة، ووسادة، من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتى لقد اشتكيت صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بك أي بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعا، فقال علي: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم. فرجعا، فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رءوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رءوسهما، فثارا، فقال: مكانكما. ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا: بلى، فقال: كلمات علمنيهن جبريل. فقال: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. قال: فو الله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفين" والسياق لأحمد.

وليس عند الطبراني: "تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا".

وجاء عند ابن أبي شيبة: مرسلا، وفيه: "تسبحانه دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدانه ثلاثا وثلاثين، وتكبرانه أربعا وثلاثين، وإذا أخذتما مضاجعكما من الليل فتلك مائة".

وأخرجه ابن ماجه (4152) من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى عليا وفاطمة وهما في خميل لهما، والخميل: القطيفة البيضاء من الصوف، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جهزهما بها، ووسادة محشوة إذخرا وقربة".

وقال البزار:

"وهذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه بألفاظ مختلفة، ولا نعلم يروى بهذا اللفظ إلا عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي".

وإسناده صحيح، فحماد بن سلمة ممن روى عن عطاء قبل اختلاطه على الراجح، وقد تابعه على إسناده ابنُ عيينة، وزائدةُ بن قدامة، وهما ممن روى عنه قبل اختلاطه اتفاقا:

فأخرجه أحمد 1/ 79 - مختصرا، والحميدي (44)، والطبراني في "الدعاء" (231)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 41، والبيهقي في "الشعب" (3205) – مختصرا عن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه:

"أن فاطمة رضي الله عنها كانت حاملا فكانت إذا خبزت أصاب حرق التنورة بطنها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فقال: لا أعطيك خادما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع، أولا أدلك على خير من ذلك، تسبحي الله تعالى إذا أويت إلى فراشك ثلاثا وثلاثين، وتحمديه ثلاثا وثلاثين، وتكبريه أربعا وثلاثين. قال: فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه النسائي (3384)، وفي "الكبرى" (5546)، وأحمد 1/ 84 و 93 و 108، وفي "فضائل الصحابة" (1194)، وفي "الزهد" (71)، وابن حبان (6947)، والحاكم 2/ 185، والبيهقي في "الشعب" (9954)، وفي "دلائل النبوة" 3/ 161، والبغوي في "شرح السنة" (4050) من طرق عن زائدة، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي، قال:

"جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل، وقربة، ووسادة أدم حشوها ليف الإذخر".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

 

وأما حديث أم مالك:

فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3405)، والطبراني 25/ (351)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (8044) و (8045) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة (وهو في "المصنف" 11/ 494-495) حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن يحيى بن جعدة، عن رجل حدثه، قال:

"جاءت أم مالك بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فعصرها، ثم دفعها إليه، فرفعته، فإذا هي مملوءة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: نزل في شيء يا رسول الله؟ قال: وما ذلك يا أم مالك؟ قالت: رددت علي هديتي، قال: فدعا بلالا، فسأله عن ذلك، فقال: والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت، فقال: هنيئا لك يا أم مالك، هذه بركة، والله عجل ثوابها. ثم علمها أن تقول في دبر كل صلاة: سبحان الله عشرا، والحمد لله عشرا، والله أكبر عشرا".

وإسناده ضعيف، فيه من أُبهم، وعطاء بن السائب: اختلط، ورواية محمد بن فضيل عنه بعد اختلاطه.

والحديث في "صحيح مسلم" (2280)، وأبي عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" (3636)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 114، والبغوي في "الأنوار" (128) من طريق معقل، عن أبي الزبير، عن جابر:

"أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا، فيأتيها بنوها فيسألون الأدم، وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عصرتيها؟ قالت: نعم، قال: لو تركتيها ما زال قائما".

وأخرجه أحمد 3/ 340-341 عن حسن بن موسى الأشيب، وأحمد 3/ 347 عن موسى بن داود، كلاهما ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر:

"أن أم مالك البهزية كانت تهدي في عكة لها سمنا...الحديث".

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 426، وأبو زرعة الرزاي كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2067)، والبزار (7599)، وأبو يعلى (4292)، والطبراني في "الدعاء" (725)، وابن الجوزي في "المنتظم" 4/ 217 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن حسين بن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، قال:

"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم في بيتها فصلى تطوعا، ثم قال: يا أم سليم إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرا، والحمد لله عشرا، والله أكبر عشرا، ثم سلي ما شئت فإنه يقال لك: نعم، نعم، نعم".

وإسناده ضعيف، حسين بن أبي سفيان السلمي: قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 382:

"حديثه فيه نظر".

وقال البخاري أيضا في "الضعفاء الصغير" (77):

"حديثه ليس بمستقيم".

وقال أبو حاتم: هو مجهول ليس بالقوي.

وقال البزار: ولا نعلم روى عن حسين بن أبي سفيان إلا عبد الرحمن بن إسحاق.

وذكره الدولابي في (الضعفاء)، وقال ابن الجارود: ليس بمستقيم.

وقال الساجي: حديثه ليس بمستقيم.

وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 155!

وعبد الرحمن بن إسحاق الواسطي: ضعيف.

وأخرجه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (21) أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن سعدان بن يزيد العبدي، حدثنا عبد الله بن خلاد القطان، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا أم نجيح، قالت: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يا أم سليم اذكري الله إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرا، والحمد لله عشرا، والله أكبر عشرا، ثم سلي ما شئت، فإنه يقال لك: نعم نعم نعم ثلاثا".

وإسناده تالف، عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة: قال أبو حاتم: كان يكذب، فضربت على حديثه.

وقال الدارقطني: متروك، يضع الحديث.

وأخرجه الترمذي (481)، والحاكم 1/ 255 و 317، والبيهقي في "الشعب" (2818)، والضياء في "المختارة" (1515) و (1516)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 161 من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (1299)، وفي "الكبرى" (1223)، وأحمد 3/ 120، وابن خزيمة (850)، وابن حبان (2011)، والضياء في "المختارة" (1517) و (1518)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 161 عن وكيع، كلاهما عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال:

"جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي؟ قال: سبحي الله عشرا، واحمديه عشرا، وكبريه عشرا، ثم سليه حاجتك يقل: نعم، نعم".

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

وقال الحافظ ابن حجر:

"هذا حديث صحيح".

وقال أيضا في "نتائج الأفكار" 2/ 289:

"وسنده قوي".

تنبيه: وقع الألباني في وهم، فقد نقل في "الضعيفة" (3688) عن الحافظ في "النكت الظراف" 1/ 85 أن ابن أبي حاتم، قال: عن أبيه: رواه الأوزاعي، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أم سليم - وهو مرسل، وهو أشبه من حديث عكرمة بن عمار" انتهى.

وبناءا على هذا النقل، ضعّف الحديث، وكلام أبي حاتم إنما نقله الحافظ عند حديث: "جاءت أمُّ سُليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ... الحديث"، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم (163).

وتابعه على هذا الوهم أبو إسحاق الحويني في "النافلة" (44)!

 

٭ ٭ ٭

 

(صيغة تسبيح أخرى)

 

(285)  "من سبح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر".

 

صحيح - أخرجه النسائي (1354)، وفي "الكبرى" (1279) و (9892)، وفي "عمل اليوم والليلة" (140)، وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (143) عن أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن أبي الزبير، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد صحيح، رجال إسناده ثقات، أبو علقمة هو الفارسي المصري، مولى بني هاشم، ويقال: مولى عبد الله بن عباس، ويقال: حليف بني هاشم، ويقال: حليف الأنصار: قال أبو حاتم: أحاديثه صحاح.

وقال العجلي: مصري تابعي ثقة.

وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 576.

وقال أبو سعيد بن يونس: أبو علقمة الفارسي مولى ابن عباس كان على قضاء إفريقية، وكان أحد الفقهاء الموالي الذين ذكرهم يزيد بن أبى حبيب.

وقال الدارقطني: أبو علقمة لا يعرف اسمه، ولا من هو.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9893)، وفي "عمل اليوم والليلة" (141) من طريق مكي بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعقوب بن عطاء، عن عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة به.

وقال النسائي:

"يعقوب بن عطاء بن أبي رباح: ضعيف".

وقال الدارقطني في "العلل" (2239):

"حدث به أبو الزبير، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة.

ورواه عطاء بن أبي رباح، واختلف عنه:

حدث به عنه ابنه يعقوب، فرواه مكي بن إبراهيم، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن علقمة مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة، وهو الصحيح".

وقال المزي في "تهذيب الكمال" 20/ 99:

"قال مكي بن إبراهيم: عن يعقوب بن عطاء، عن عطاء بن أبي علقمة، والصواب إن شاء الله: عن يعقوب بن عطاء، عن أبي علقمة الهاشمي مولى بني الحارث بن نوفل.

وقال الحجاج بن الحجاج: عن أبي الزبير، عن أبي علقمة وهو الهاشمي، عن أبي هريرة، وهو أولى بالصواب إن شاء الله".

وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/ 210:

"فكان الصواب يعقوب بن عطاء، عن أبي علقمة إن شاء الله تعالى".

فإذا تقرّر أنه أبو علقمة فالإسناد صحيح، ولا يضرّه خطأ يعقوب بن

عطاء بن أبي رباح، فإنه ضعيف، والله أعلم.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام 


___________________________

[1] وبيان ذلك:

أنه يرويه شعبة، والثوري، وابن عيينة، وزائدة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ومسعر بن كدام، وإسماعيل ابن علية، وجرير بن عبد الحميد، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وإبراهيم بن طهمان، وورقاء بن عمر اليشكري، وعبدُ العزيز بن أبي رواد، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم، وعبد الله بن الأجلح، ومحمد بن فضيل، وأبو بكر النهشلي، وموسى بن أعين، وعاصم بن علي السدوسي، وأبو إسحاق الحميسي خازم بن الحسين، وأبان، ومالك بن مغول، كلهم جميعا عن عطاء بن السائب:

لا يذكرون هذا الحرف، أعني: "يعقد التسبيح بيمينه".

ويرويه الأعمش، عن عطاء بن السائب بلفظ: "رأيت رسول الله r يعقد التسبيح".

هذا هو المحفوظ من رواية عثام بن علي، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب، والمحفوظ أيضا من رواية أصحاب عطاء بن السائب، بلفظ: "يعقده بيده".

وقد تفرّد بروايته عن الأعمش: عثام بن علي:

ورواه عن عثام بن علي:

1 - عبيد الله بن عمر بن ميسرة.

2 - محمد بن عبد الأعلى الصنعاني.

3 - الحسين بن محمد الذارع.

4 - محمد بن عبد الله بن بزيع.

5 - يوسف بن عدي.

6 - محمد بن أبي بكر المقدمي.

7 - علي بن عثام بن علي العامري.

8 - أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي.

9 - عبد الله بن فروخ.

كل هؤلاء لا يذكرون هذا الحرف عن عثام بن علي، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب.

فتفرّد شيخ أبي داود محمد بن قدامة بن أعين المصيصي بهذه الزيادة، عن عثام بن علي: موجب بالحكم بشذوذها بأدنى شك.

 

٭ ٭ ٭

 

 

 


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام