words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

صلاة الاستسقاء

 


 

(336) "خرج رسول الله ﷺ متواضعا متبذلا متخشعا مترسلا متضرعا، فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، ولم يخطب خطبتكم هذه".

 

حسن - أخرجه الترمذي (559)، والنسائي (1521)، وفي "الكبرى" (1839)، وابن ماجه (1266)، وأحمد 1/ 230 و 355، وابن أبي شيبة 2/ 473 و 14/ 251، وابن خزيمة (1405)، والدارقطني 2/ 425-426، والحاكم 1/ 326-327، والبيهقي 3/ 344، والضياء في "المختارة" (486) عن وكيع، والنسائي (1506)، وفي "الكبرى" (1821)، وابن خزيمة (1408) من طريق عبد الرحمن، وابن الجارود (253) من طريق الفريابي، والطحاوي 1/ 324، والطبراني 10/ (10818)، وفي "الدعاء" (2203) و (2207)، والبيهقي 3/ 347، والضياء في "المختارة" (488) من طريق أبي نعيم، وابن المنذر في "الأوسط" (2216) من طريق عبد الله بن الوليد، وابن حبان (2862)، والضياء في "المختارة" (489) من طريق يحيى، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 115 من طريق عبد الرزاق (وهو في "مصنفه" (4893) )، سبعتهم (وكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الله بن الوليد، ويحيى القطان، وعبد الرزاق الصنعاني) عن سفيان الثوري، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، قال:

أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الصلاة في الاستسقاء، فقال ابن عباس: ما منعه أن يسألني؟ قال: فذكره.

وعند الطبراني في "الدعاء" (2207): "خرج يستسقي فخطب - ولم يخطب كخطبتكم هذه - فدعا وصلى".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وقال البيهقي في "الخلافيات" 4/ ١٦٤:

"قال البخاري رحمه الله: حديث هشام بن إسحاق - حديث ابن عباس في الاستسقاء - حديث حسن".

قلت: هشام بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشي السهمي: روى عنه ثلاثة، ووثقه ابن حبان 7/ 568، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 196:

"يُعَدُّ في أهل المدينة".

وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/ 53:

"شيخ".

وقال الذهبي في "الكاشف" (5955):

"صدوق".

وأخرجه أبو داود (1165)، والترمذي (558)، والنسائي (1508)، وفي "الكبرى" (1820) و (1824)، والطحاوي 1/ 324، والبيهقي 3/ 344 و 347، وفي "المعرفة" (7173)، والبغوي (1161) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق به.

وأخرجه أحمد 1/ 269، وابن خزيمة (1419)، وأبو عوانة (2524)، والطبراني 10/ (10819)، والدارقطني 2/ 424-425 و 425، والحاكم 1/ 326، والبيهقي 3/ 348، وفي "السنن الصغير" (724)، والضياء في "المختارة" (487) من طريق إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، قال: سمعت جدي هشام بن إسحاق بن عبد الله يحدث، عن أبيه، قال:

"بعث الوليد يسأل ابن عباس: كيف صنع رسول الله ﷺ في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسول الله ﷺ، متبذلا متخشعا، فأتى المصلى، فصلى ركعتين، كما يصلي في الفطر والأضحى".

وقال الحاكم:

"هذا حديث رواته مصريون ومدنيون، ولا أعلم أحدا منهم منسوبا إلى نوع من الجرح، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 285، وعبد الرزاق (4894) عن إبراهيم بن محمد، عن أبي الحويرث، عن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، عن ابن عباس:

"عن النبي ﷺ أظن أنه كان يكبر في الفطر والأضحى والاستسقاء سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة".

وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: متروك، والحديث معروف من حديث هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، عن ابن عباس.

 

وله طريق أخرى عن ابن عباس:

 

أخرجه البزار (659) كشف - ومن طريقه البيهقي 3/ 348 -، والطبراني في "الدعاء" (2204) و (2205) عن يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال:

"سألت ابن عباس عن السنة في الاستسقاء؟ فقال: مثل السنة في العيدين، خرج رسول الله ﷺ يستسقي، فصلى ركعتين بغير أذان، ولا إقامة، وكبر فيهما ثنتي عشرة تكبيرة: سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة، وجهر بالقراءة، ثم انصرف، فخطب واستقبل القبلة، وحول رداءه، ثم استسقى" والسياق للبيهقي.

وأخرجه أبو بكر النيسابوري في "الزيادات على كتاب المزني" (135) - وعنه الدارقطني 2/ 422 - حدثنا علي بن سعيد بن جرير، حدثنا سهل بن بكار، حدثنا محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن طلحة، قال:

"أرسلني مروان إلى ابن عباس أسأله عن سنة الاستسقاء؟ فقال: سنة الاستسقاء سنة الصلاة في العيدين إلا أن رسول الله ﷺ قلب رداءه فجعل يمينه على يساره، ويساره على يمينه، وصلى الركعتين يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وقرأ {سبح اسم ربك الأعلى}، وقرأ في الثانية {هل أتاك حديث الغاشية}، وكبر فيها خمس تكبيرات".

وأخرجه الحاكم 1/ 326 - وعنه البيهقي في "الخلافيات" (2989) - من طريق هشام بن علي السدوسي، حدثني سهل بن بكار، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك، عن أبيه، عن طلحة بن يحيى، عن ابن عباس به.

كذا وقع في "المستدرك"، و"الخلافيات": (محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك، عن أبيه، عن طلحة بن يحيى).

وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 348 عن الحاكم، به، وجاء فيه: (محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن طلحة قال: أرسلني مروان إلى ابن عباس...)، فوافق رواية أبي بكر النيسابوري، وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" (7882):

"لكن وقع في نسخة - يعني: "المستدرك" للحاكم -: طلحة بن سعيد، والصواب: طلحة بن عبد الله، كذا وقع في "سنن البيهقي الكبير"، وأخرجه من وجه آخر: عن محمد بن عبد العزيز، وقال: ليس بالقوي".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

فرده الذهبي عليه بقوله:

"ضُعِّفَ عبد العزيز".

وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 2/ 117-118:

"هذا حديث الدارقطني، والْمُرْسِلُ فيه - كما ترى - مروانُ بن الحكم، والْمُرْسَلُ هو طلحة بن عبد الله بن عوف أبو محمد، الذي يقال له: طلحة الندى، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قاضي يزيد بن معاوية على المدينة، ثم ولي الصلاة أيضا على المدينة لابن الزبير، وهو يروي عن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي بكرة، والذي رواه عنه - وهو عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف - يجيء لطلحة المذكور ابن عمه، فإن

عمر بن عبد الرحمن بن عوف، ابن عم لطلحة بن عبد الله بن عوف، وراويه عن عبد العزيز المذكور - وهو ابنه محمد - يروي عن أبيه، وأبي الزناد، والزهري، وهشام بن عروة، وهم ثلاثة إخوة ضعفاء، ليس لهم حديث مستقيم، وهم: محمد بن عبد العزيز، وعبد الله بن عبد العزيز، وعمران بن عبد العزيز، وبمشورة محمد بن عبد العزيز هذا جلد مالك رحمه الله فيما قال البخاري، وحال عبد العزيز هذا والد محمد المذكور: مجهولة، فهو أيضا قد اعتراه فيه الإعراض عن رجل يعتل الخبر به".

وقال الغماري في "الهداية" 4/ 227-228:

"كذا قال - يعني الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" - عبد العزيز. كذا وقع في المستدرك، محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك وطلحة بن يحيى. أمَّا طلحة بن يحيى فَوَهْمٌ محقق لأن الباقين صرحوا بطلحة بن عبد الله بن عوف، وأما محمد بن عبد العزيز فلم يسم جده إلا الحاكم، وقال البيهقي عقب الحديث: محمد بن عبد العزيز هذا غير قوي، وتعقبه المارديني (بأنهم أغلظوا القول فيه، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس له حديث مستقيم). وهذا مصير منه إلى أن محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري، وقد تبعه على ذلك تلميذه الزيلعي في "نصب الراية"، ونقل عن ابن القطان في الوهم والإِيهام أنه قال: هو أحد ثلاثة أخوة كلهم ضعفاء، محمد وعبد الله، وعمران بنو عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، وأبوهم عبد العزيز مجهول الحال فاعتل الحديث بهما أهـ. وهذا معارض بأنه محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك لا ابن عمر، وبأن الذهبي أعله بعبد العزيز لا بابنه محمد، ولو كان هو ابن عمر الزهري لأعله به لأنه منكر الحديث متروك، وبأن الحاكم صحح الحديث أيضًا فهذا يحتاج إلى تحرير".

والذي يظهر لي أن الخطأ من (هشام بن علي السدوسي) ولم أجد من ذكره، إلا الذهبي ذكر في "تاريخ الإسلام" 6/ 843-844 ترجمة (هشام بن علي السيرافي) عن يحيى بن صاعد، قال: أخبرنا هشام بن علي السدوسي بالبصرة أهـ. فكأن الذهبي يرى أن السدوسي هو السيرافي نفسه - فالله أعلم - وبعد مراجعة "المستدرك" 1/ 15 و 345 و 2/ 26 و 4/ 458 وجدت شيخ الحاكم علي بن حمشاذ يقول: حدثنا هشام بن علي السيرافي، حدثنا عبد الله بن رجاء...

وفي 1/ 47 و 366 و 426: قال علي بن حمشاذ، حدثنا هشام بن علي السدوسي، حدثنا عبد الله بن رجاء...

فالظاهر أن السدوسي هو السيرافي نفسه، والسيرافي: ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 234، وقال:

"مستقيم الحديث".

وقال الدارقطني كما في "سؤالات الحاكم له" (237):

"ثقة".

لكن على بن سعيد بن جرير النسائي أوثق من السيرافي، فقد قال الحافظ الذهبي في "الكاشف" (3919):

"حافظ، عن عبد الله بن بكر السهمي وطبقته، وعنه النسائي وابن خزيمة وابن الشرقي، قال ابن حبان: كان متقنا، من جلساء أحمد بن حنبل".

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2223) من طريق سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد العزيز القاضي الزهري، عن أبيه، قال:

"‌أرسل ‌مروان ‌إلى ‌ابن ‌عباس يسأله عن صلاة الاستسقاء، فقال: سنة كسنة العيدين".

فلم يذكر طلحة في إسناده، وسعيد هو ابن منصور: الحافظ، مصنف السنن.

وعبد العزيز بن محمد هو الدراوردي: ثقة.

 

وفي الباب عن عائشة، وعبد الله بن زيد المازني، وأبي هريرة، وجابر:

 

أما حديث عائشة:

فأخرجه أبو داود (1173) - وعنه أبو عوانة (2519)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (549)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 109 -، والطحاوي 1/ 325، وفي "شرح مشكل الآثار" (5404)، والطبراني في "الدعاء" (2170) و (2171)  و (2172) و (2173) و (2185)، والحاكم 1/ 328، والبيهقي 3/ 349، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 102-103 عن هارون بن سعيد الأيلي، وابن حبان (991) و (2860) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 109 - من طريق طاهر بن خالد بن نزار الأيلي، كلاهما عن خالد بن نزار، حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:

"شكا الناس إلى رسول الله ﷺ قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله ﷺ، حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر ﷺ، وحمد الله عز وجل، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم. ثم قال: {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . ملك يوم الدين} لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين. ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب، أو حول رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك ﷺ، حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله".

وقال أبو داود:

"وهذا حديث غريب، إسناده جيد، أهل المدينة يقرءون {ملك يوم الدين}، وإن هذا الحديث حجة لهم".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

قلت: إسناده حسن من أجل القاسم بن مبرور وخالد بن نزار، فهما صدوقان حسنا الحديث، وليس على شرط الشيخين ولا أحدهما، فلم يخرجا شيئًا للقاسم بن مبرور، ولا لخالد بن نزار، ولم يخرجا رواية يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة.

 

وأما حديث عبد الله بن زيد المازني:

فأخرجه البخاري (1024) و (1025)، وأبو داود (1162)، والنسائي (1509) و (1519) و (1522)، وفي "الكبرى" (1823) و (1825) و (1840)، وأحمد 4/ 39 و 41، وابن أبي شيبة 2/ 473 و 14/ 252، والطيالسي (1196)، وعبد بن حميد (516)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 143-144، وابن خزيمة (1420)، والطحاوي 1/ 325 و 326، وأبو عوانة (2475) و (2476) و (2477)، وابن حبان (2864) و (2865)، والطبراني في "الدعاء" (2199)، والبيهقي 3/ 348-349، وابن عبد البر في "الاستذكار" (9919) عن ابن أبي ذئب، ومسلم (894-4)، وأبو داود (1162)، والنسائي (1519)، وفي "الكبرى" (1823)، وأبو عوانة (2475)، وابن حبان (2866)،  والطبراني في "الدعاء" (2199)، والبيهقي 3/ 348-349 من طريق يونس بن يزيد، وأبو داود (1161)، والترمذي (556)، وأحمد 4/ 39، وعبد الرزاق (4889)، وابن الجارود في "المنتقى" (255)، وابن خزيمة (1410)، وأبو عوانة (2478)، وابن المنذر في "الأوسط" (2222)، والطبراني في "الدعاء" (2206)، والدارقطني 2/ 423، والبيهقي 3/ 347، وفي "السنن الصغير" (721)، وفي "المعرفة" (7182)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 171 عن معمر، وأحمد 4/ 41 من طريق صالح بن أبي الأخضر، أربعتهم عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، قال:

"خرج النبي ﷺ يستسقي، فتوجه إلى القبلة يدعو وحول رداءه، ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة".

وفي لفظ: "أن رسول الله ﷺ خرج بالناس ليستسقي فصلى بهم ركعتين، جهر بالقراءة فيهما، وحول رداءه، ورفع يديه، فدعا واستسقى واستقبل القبلة".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه أبو داود (1163)، وأبو عوانة (2521)، والبيهقي 3/ 350 من طريق الزبيدي، عن الزهري بهذا الحديث بإسناده لم يذكر الصلاة، قال:

"وحول رداءه، فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجل".

وفي إسناده عمرو بن الحارث بن الضحاك الحمصي: مجهول الحال، قال الحافظ الذهبي في "الميزان" 3/ 251:

"غير معروف العدالة".

وأخرجه البخاري (1023)، وأحمد 4/ 40، والدارمي (1534)، وابن خزيمة (1424)، والطحاوي 1/ 323، والدارقطني 2/ 423، والبيهقي 3/ 349-350 و 350 عن أبي اليمان، قال: حدثنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عباد بن تميم، أن عمه وكان من أصحاب النبي ﷺ:

"أن النبي ﷺ خرج بالناس إلى المصلى يستسقي لهم، فقام فدعا قائما، ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه، فأسقوا".

وقال ابن خزيمة:

"ليس في شيء من الأخبار أعلمه (فأسقوا) إلا في خبر شعيب بن أبي حمزة".

وأخرجه أبو عوانة (2479) من طريق بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري به، ولفظه:

"أن النبي ﷺ خرج للناس يستسقي لهم، فقام فدعا الله قائما، ثم توجه قبل القبلة، وحول رداءه، واستسقى".

وأخرجه النسائي (1512)، وفي "الكبرى" (1829) من طريق بقية بن الوليد، عن شعيب به، بلفظ:

"أنه رأى رسول الله ﷺ في الاستسقاء استقبل القبلة، وقلب الرداء، ورفع يديه".

وأخرجه البخاري (1012) و (1026) و (1027)، ومسلم (894-2)، والنسائي (1505) و (1510)، وفي "الكبرى" (504) و (1826)، وابن ماجه (1267)، وأحمد 4/ 40، والشافعي 1/ 168، والحميدي (415)، وابن خزيمة (1406) و (1414)، وأبو عوانة (2470) و (2471)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 111، والدارقطني 2/ 422، والبيهقي 3/ 344-345 و 350، وفي "المعرفة" (7181)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 168، وفي "الاستذكار" (9920) عن ابن عيينة، والبخاري (1005)، وأحمد 4/ 39، وابن الجارود في "المنتقى" (254)، والبيهقي 3 /350 من طريق سفيان الثوري، ومسلم (894-1)، وأبو داود (1167)، والنسائي (1511)، وفي "الكبرى" (1828)، وأحمد 4/ 39 و 41، والشافعي 1/ 168، والطحاوي 1/ 323، وابن المنذر في "الأوسط" (2226)، والبيهقي 3/ 350، وفي "المعرفة" (7194) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 190)، والطحاوي 1/ 324 من طريق شعبة، والطحاوي 1/ 323، والدارقطني 2/ 424 من طريق يحيى بن سعيد، والطبراني في "المعجم الصغير" (1188) من طريق روح بن القاسم، ستتهم (ابن عيينة، والثوري، ومالك، وشعبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وروح بن القاسم) عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أنه سمع عباد بن تميم يقول: سمعت عبد الله بن زيد المازني يقول:

"خرج النبي ﷺ إلى المصلى يستسقي واستقبل القبلة، فصلى ركعتين، وقلب رداءه".

وفي لفظ: "أن النبي ﷺ خرج إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة، وقلب رداءه، وصلى ركعتين".

وعند الطبراني: "وقلب رداءه، فجعل أعلاه أسفله".

وقال البخاري:

" كان ابن عيينة يقول: هو صاحب الأذان. ولكنه وهم لأن هذا

عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار".

وقال النسائي في "سننه" 3/ 155:

"هذا غلط من ابن عيينة، وعبد الله بن زيد الذي أري النداء هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وهذا عبد الله بن زيد بن عاصم".

وأخرجه أحمد 4/ 41 عن إسحاق بن عيسى بن الطباع، عن مالك به، ولفظه: "وبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم استقبل القبلة فدعا".

وقال ابن عبد البر في "الاستذكار": 7/ 129-130:

"هكذا روى مالك هذا الحديث بهذا الإسناد وهذا اللفظ لم يذكر فيه الصلاة، لم يختلف رواة "الموطأ" في ذلك عليه فيه فيما علمت إلا أن إسحاق بن عيسى روى هذا الحديث عن مالك، فزاد فيه: (إن رسول الله ﷺ بدأ بالاستسقاء في الصلاة قبل الخطبة)، ولم يقل: (حول رداءه)".

وأخرجه أحمد 4/ 41 من طريق ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر به، ولفظه:

"قد رأيت رسول الله ﷺ حين استسقى لنا أطال الدعاء وأكثر المسألة، قال: ثم تحول إلى القبلة وحول رداءه فقلبه ظهرا لبطن، وتحول الناس معه".

وأخرجه البخاري (1028)، ومسلم (894-3)، وأبو داود (1166)، والنسائي (1520)، وفي "الكبرى" (1827) و (1838)، وأحمد 4/ 38-39 و 40، وابن أبي شيبة 2/ 473، والحميدي (416)، والدارمي (1533)، وعبد الرزاق (4890)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 143، والروياني (1008) و (1012)، وابن خزيمة (1406) و (1407) و (1414)، وأبو عوانة (2472) و (2473) و (2474)، وابن المنذر في "الأوسط" (2218)، والطبراني في "الدعاء" (956) و (2198)، والدارقطني 2/ 424، وأبو نعيم في أخبار أصبهان" 1/ 78، والبيهقي 3/ 350، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 171، وفي "الاستذكار" (9928) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، قال:

"خرج رسول الله ﷺ إلى المصلى يستسقي فلما دعا استقبل القبلة وحول رداءه".

وقرن الحميدي، وابن خزيمة (1406) و (1414)، والبيهقي بيحيى بن سعيد الأنصاري: المسعودي، ومن طريق المسعودي (وحده) أخرجه النسائي (1505)، والطحاوي 1/ 323-324، وعند الحميدي، وابن خزيمة (1414)، والطحاوي، والبيهقي قال المسعودي:

"فقلت لأبي بكر بن محمد: جعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين، أو جعل أعلاه أسفله؟ فقال: لا بل جعل اليمين على الشمال، والشمال على اليمين".

وأخرجه البخاري (1011)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 159 من طريق شعبة، عن محمد بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد:

"أن النبي ﷺ استسقى فقلب رداءه".

وأخرجه البخاري (6343)، والطبراني في "الدعاء" (2200) من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة المازني، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، قال:

"خرج النبي ﷺ إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه".

وأخرجه أبو داود (1164)، والنسائي (1507)، وفي "الكبرى" (1822)، وأحمد 4/ 41 و 42، والشافعي 1/ 168، وابن خزيمة (1415)، والطحاوي 1/ 324، وأبو عوانة (2480)، وابن المنذر في "الأوسط" (2227)، وابن حبان (2867)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 111، والحاكم 1/ 327، والبيهقي 3/ 351، وفي "المعرفة" (7197)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 174-175 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد:

"أن رسول الله ﷺ استسقى وعليه خميصة له سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها، فثقلت عليه فقلبها عليه الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن".

وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي.

وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يرو مسلم رواية عمارة بن غزية - وهو لا بأس به -، عن عباد بن تميم.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (134) من طريق يحيى بن بكير قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد المازني:

"عن نبي الله ﷺ أنه حين أمر الناس أن يرفعوا أيديهم في الاستسقاء، كانت عليه خميصة سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها ليحولها، فاستثقلها وغلبته، فأخذ بطرفها من على منكبيه، فحول الشقين أحدهما على الآخر، وجعل ما كان إلى الظهر خارجا".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذه الأحاديث عن عمارة بن غزية إلا ابن لهيعة".

وابن لهيعة: سيء الحفظ.

 

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه ابن ماجه (1268)، وأحمد 2/ 326، وابن خزيمة (1409) و (1422)، والطحاوي 1/ 325، وأبو عوانة (2522)، وابن المنذر في "الأوسط" (2219)، والطبراني في "الدعاء" (2201) و (2208)، والبيهقي 3/ 347 عن وهب بن جرير، قال حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان، يحدث عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال:

"خرج نبي الله ﷺ يوما يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله عز وجل، وحول وجهه نحو القبلة رافعا يده، ثم قلب رداءه، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن".

وفي لفظ لابن خزيمة (1409): "خرج رسول الله ﷺ يوما يستسقي، فصلى بنا ركعتين وجهر، بلا أذان وإقامة".

وقال ابن خزيمة:

"في القلب من النعمان بن راشد، فإنّ في حديثه عن الزهري تخليط كثير".

وقال البيهقي:

"تفرد به النعمان بن راشد عن الزهري".

وقال الدارقطني في "العلل" (1660):

"رواه النعمان بن راشد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، ووهم فيه، وخالفه أصحاب الزهري، منهم: يونس، ومعمر، وابن أبي ذئب، رووه عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، وهو الصواب".

وفي الباب عن أبي هريرة، قال:

"رأيت رسول الله ﷺ يمد يديه، حتى إني لأرى بياض إبطيه - وقال سليمان: يعني في الاستسقاء".

أخرجه النسائي في "الكبرى" (1834)، وابن ماجه (1271)، وأحمد 2/ 370، وإسحاق بن راهويه (98)، والبزار (9457) عن المعتمر بن سليمان، وأحمد 2/ 235-236، وابن خزيمة (1413)، والطبراني في "الدعاء" (2176) عن ابن أبي عدي، كلاهما عن سليمان بن طرخان التيمي، عن بركة أبي الوليد، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة به.

وإسناده صحيح.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 144 من طريق الحارث بن نبهان، عن سليمان التيمي، عن بشير بن نهيك به، فلم يذكر بركة، وقال الدارقطني في "العلل" (1652):

"وخالفه معتمر، وابن أبي عدي، فروياه عن التيمي، عن بركة، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، وهو الصواب".

 

وأما حديث جابر:

فأخرجه الحاكم 1/ 326 - وعنه البيهقي 3/ 351 - من طريق محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع، حدثني عمي إسحاق بن عيسى، حدثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال:

"استسقى رسول الله ﷺ، وحول رداءه ليتحول القحط".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك":

"غريب عجيب صحيح".

قلت: وخالف محمدُ بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج: محمدَ بن يوسف بن عيسى فرواه مرسلا:

أخرجه الدارقطني 2/ 421 - ومن طريقه البيهقي 3/ 351 - من طريقه، حدثنا إسحاق الطباع، عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: مرسلا، فلم يذكر جابرا.

 

غريب الحديث

 

(متبذلا) قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 111:

"التبذل: ترك التزين والتهيئ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع".

 

(مترسلا) أي: متأنيا.

 

قوله: (ولم يخطب خطبتكم هذه) قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 242:

"مفهومه أنه خطب، لكنه لم يخطب خطبتين كما يفعل في الجمعة، ولكنه خطب واحدة، فلذلك نفى النوع ولم ينف الجنس".

ويؤيده حديث عائشة عند أبي داود (1173)، وقد تقدّم تخريجه ضمن أحاديث الباب.

 

يستفاد من أحاديث الباب

 

أولًا: أن من السنة إخراج المنبر إلى المصلى في الاستسقاء قبل خروج الناس.

 

ثانيًا: أنه يستحب الخروج إلى المصلى في الاستسقاء حين يبدو حاجب الشمس.

 

ثالثًا: التواضع والتبذل والتخشع والتضرع عند الخروج إلى الاستسقاء.

 

رابعًا: استحباب الدعاء، ورفع اليدين بظهر كفيه إلى السماء وهو على المنبر حتى يبدو بياض إبطيه.

 

خامسًا: استحباب استقبال القبلة، وتحويل رداءه، وهو رافع يديه بالدعاء، ثم يقبل على الناس لأداء الصلاة.

 

سادسًا: أن صفة صلاة الاستسقاء تكون مثل صلاة العيد.

 

سابعًا: مشروعية الخطبة عند الاستسقاء.

 

ثامنًا: سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا.

 

 

٭ ٭ ٭

 

صفة أخرى للاستسقاء

 

(337) "أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبل رسول الله ﷺ قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه، ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. قال أنس: ولا والله، ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، فلا والله، ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة، ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر. قال: فأقلعت، وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: سألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري".

 

أخرجه البخاري (1013) و (1014) و (1016) و (1017) و (1019)، ومسلم (897-8)، والنسائي (1504) و (1515) و (1518)، وفي "الكبرى" (1818) و (1831) و (1837)، ومالك في "الموطأ" 1/ 191، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (387)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (65)، وابن خزيمة (1788)، وأبو عوانة (2489) و (2490) و (2491)، والطحاوي 1/ 321-322 و 322، وابن حبان (992) و (2857)، والطبراني في "الدعاء" (958) و (2187) و (2189)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (371)، والبيهقي 3/ 344 و 354، وفي "المعرفة" (7169)، وفي "الدعوات الكبير" (546) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك: فذكره.

وفي لفظ: "جاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله هلكت المواشي، وانقطعت السبل، فادع الله فدعا رسول الله ﷺ، فمطروا من جمعة إلى جمعة، فجاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل، وهلكت المواشي، فقال رسول الله ﷺ: اللهم على رءوس الجبال والآكام، وبطون الأودية، ومنابت الشجر. فانجابت عن المدينة انجياب الثوب".

 

وله طرق عن أنس:

 

1 - أخرجه البخاري (933) و (1018) و (1033)، ومسلم (897-9)، والنسائي (1528)، وفي "الكبرى" (1852)، وأحمد 3/ 256، وابن الجارود (256)، وأبو عوانة (2493) و (2494)، والطبراني في "الدعاء" (957)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (370)، والبيهقي 3/ 221 و 354، وفي "دلائل النبوة" 6/ 139، والبغوي (1167) من طرق عن الأوزاعي، حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال:

"أصاب الناس سنة على عهد رسول الله ﷺ، فبينا رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يوم الجمعة، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه، وما نرى في السماء قزعة، والذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي ولم يجئ أحد من ناحية إلا أخبر بالجود".

 

2 - أخرجه البخاري (1029) معلقا، وأبو عوانة (2497)، والبيهقي 3/ 357، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 41 من طريق أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر، عن سليمان، قال: قال

يحيى بن سعيد: سمعت أنس بن مالك يقول:

"أتى أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله ﷺ يوم الجمعة فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله ﷺ يديه يدعو الله، فرفع الناس أيديهم مع رسول الله ﷺ يدعون، فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى، فأتى الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، لثق المسافر، ومنع الطريق".

وإسناده صحيح، سليمان هو ابن بلال، وأبو بكر هو عبد الحميد بن أبي أويس.

وأخرجه النسائي (1516)، وفي "الكبرى" (1836)، وابن خزيمة (1417) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة، والطبراني في "الدعاء" (2188) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب بن خالد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ قال:

"اللهم اسقنا".

وإسناده صحيح.

 

3 - أخرجه مسلم (897-11)، وأحمد 3/ 194، وعبد بن حميد (1282)، والطحاوي 1/ 322، وأبو عوانة (2498) و (2500)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 246) من طرق عن سليمان بن المغيرة، والطبراني في "الدعاء" (2182) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، كلاهما عن ثابت، قال: قال أنس:

"إني لقاعد عند المنبر يوم الجمعة ورسول الله ﷺ يخطب، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله، حبس المطر، هلكت المواشي، ادع الله أن يسقينا، قال أنس: فرفع يديه رسول الله ﷺ، وما أرى في السماء من سحاب، فألف الله بين السحاب، فوبلتنا، حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله، فمطرنا سبعا، وخرج رسول الله ﷺ يخطب في الجمعة المقبلة، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله، تهدمت البيوت، حبس السفار، ادع الله أن يرفعها عنا، قال: فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فتقور ما فوق رأسنا منها، حتى كأنا في إكليل يمطر ما حولنا ولا نمطر".

وأخرجه البخاري (1021)، ومسلم (897-10)، والنسائي (1517)، وفي "الكبرى" (1835)، وأبو يعلى (3334)، وابن خزيمة (1423)، وأبو عوانة (2495)، وابن حبان (2858)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (720)، والبيهقي 3/ 353 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، والبخاري (932) و (3582)، وأبو داود (1174)، وأبو عوانة (2496)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، والبيهقي 3/ 356، وفي "دلائل النبوة" 6/ 140 من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك بنحوه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (592)، وفي "الدعاء" (2182) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، وثابت، عن أنس به.

وإسناده ضعيف، مبارك بن فضالة: قال يحيى القطان: ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه: حدثنا.

وقال أبو زرعة: إذا قال: حدثنا فهو ثقة.

وقال أبو داود: إذا قال مبارك: حدثنا فهو ثبت، وكان يدلس.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2601) من طريق عمران القطان، عن الحسن، عن أنس به.

وإسناده ضعيف، عمران القطان: ضعفه أبو داود، والنسائي.

وقال ابن معين: ليس بالقوي.

وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم.

وأخرجه مسلم (895-5)، والنسائي في "الكبرى" (1441)، وأحمد 3/ 184 و 209 و 216 و 259، وابن أبي شيبة 10/ 379، والطيالسي (2160) - ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1396) -، وعبد بن حميد (1304)، وأبو يعلى (3502)، وأبو عوانة (2482) و (2483)، وابن حبان (877)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 244، والبيهقي 3/ 357، وفي "الدعوات الكبير" (308)، وفي "دلائل النبوة" 1/ 247 عن شعبة، عن ثابت، قال: سمعت أنسا، يقول:

"كان رسول الله ﷺ يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه. قال شعبة: فذكرت ذلك لعلي بن زيد، فقال: إنما ذلك في الاستسقاء، قلت له: سمعته من أنس؟ فقال: سبحان الله".

وأخرجه أحمد 3/ 271، وأبو يعلى (3509) عن عفان بن مسلم، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس:

"أن الناس قالوا: يا رسول الله، هلك المال أقحطنا يا رسول الله، وهلك المال فاستسق لنا، فقام يوم الجمعة وهو على المنبر، فاستسقى - ووصف حماد: بسط يديه حيال صدره، وبطن كفيه مما يلي الأرض - وما في السماء قزعة، فما انصرف حتى أهمت الشاب القوي نفسه أن يرجع إلى أهله، فمطرنا إلى الجمعة الأخرى، فقالوا: يا رسول الله، تهدم البنيان، وانقطع الركبان، ادع الله أن يكشطها عنا، فضحك رسول الله ﷺ، وقال: اللهم حوالينا، ولا علينا. فانجابت حتى كانت المدينة كأنها في إكليل".

وإسناده على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (896)، وأبو داود (1171)، وأحمد 3/ 123 و 153 و 241، وعبد بن حميد (1293) و (1338)، وأبو يعلى (3534)، وابن خزيمة (1412)، وأبو عوانة (2486) و (2487) و (2488)، وابن المنذر في "الأوسط" (2225)، والبيهقي 3/ 357 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:

"أن رسول الله ﷺ استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء".

وزاد أبو داود، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والبيهقي: "حتى رأيت بياض إبطيه".

وزاد البيهقي: "وهو على المنبر".

وفي لفظ لأحمد 3/ 123: "أن رسول الله ﷺ، كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض".

وعند أبي يعلى: "كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه".

ولفظ عبد بن حميد (1293): "أن رسول الله ﷺ استسقى فدعا هكذا وبسط يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه".

 

4 - أخرجه مسلم (897-12)، وأبو عوانة (2499) من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، حدثه أنه سمع أنس بن مالك، يقول:

"جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، فادع الله أن يسقينا، قال أنس: فأنشأت سحابة مثل رجل الطائر وأنا أنظر إليها، ثم انتشرت في السماء، ثم أمطرت، فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابي في الجمعة الأخرى فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، وسقطت البيوع، فادع الله أن يكشفها عنا، فقال رسول الله ﷺ: اللهم حوالينا ولا علينا. فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى".

وزاد مسلم: "يوم الجمعة، وهو على المنبر".

 

5 - أخرجه البخاري (1015) و (6093) و (6342)، وابن المنذر في "الأوسط" (2214) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، والبخاري (6093)، والطبراني في "الدعاء" (2181) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد 3/ 261، وأبو عوانة (2501)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2256) [1]، والطبراني في "الدعاء" (2181) من طريق شيبان النحوي، ثلاثتهم عن قتادة، عن أنس بن مالك:

"أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ يوم الجمعة، وهو يخطب بالمدينة، فقال: قحط المطر، فاستسق ربك، فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب، فاستسقى، فنشأ السحاب بعضه إلى بعض، ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة، فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع، ثم قام ذلك الرجل أو غيره، والنبي ﷺ يخطب، فقال: غرقنا، فادع ربك يحبسها عنا، فضحك، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا. مرتين أو ثلاثا، فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا، يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء، يريهم الله كرامة نبيه ﷺ وإجابة دعوته".

 

6 - أخرجه البخاري (932) و (3582)، وأبو داود (1174)، وأبو عوانة (2496)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، والبيهقي 3/ 356، وفي "دلائل النبوة" 6/ 140 من طريق حماد بن زيد، وأبو يعلى (3929) من طريق زكريا بن يحيى بن عمارة، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال:

"أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله ﷺ، فبينا هو يخطب يوم جمعة، إذ قام رجل فقال: يا رسول الله هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا، قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح أنشأت سحابا، ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره، فقال يا رسول الله: تهدمت البيوت فادع الله يحبسه، فتبسم، ثم قال: حوالينا ولا علينا. فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل".

 

7 - أخرجه النسائي (1527)، وفي "الكبرى" (1851)، وأحمد 3/ 104 و 187، وابن أبي شيبة 2/ 486 و 10/ 346 و 379 و 11/ 480-481، والبخاري في "الأدب المفرد" (612)، وفي "رفع اليدين" (93)، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (55)، وعبد بن حميد (1417)، وأبو يعلى (3863)، وابن خزيمة (1789)، والطحاوي 1/ 322 و 323، وابن المنذر في "الأوسط" (2215)، وابن حبان (2859)، والبغوي (1168) عن حميد الطويل، عن أنس، قال:

"قحط المطر عاما، فقام بعض المسلمين إلى رسول الله ﷺ يوم جمعة وهو قائم يخطب، فقال: يا نبي الله قحط المطر، وأجدبت الأرض، وهلك المال، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه، وما نرى في السماء سحابة، فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه يستسقي الله، فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله، فدامت جمعة، فلما كانت الجمعة التي تليها، فقالوا: يا رسول الله تهدمت البيوت، واحتبست الركبان فتبسم رسول الله ﷺ لسرعة ملالة ابن آدم، ثم قال بيده: اللهم حوالينا ولا علينا. فتكشطت عن المدينة".

وإسناده صحيح.

 

8 - أخرجه عبد الرزاق (4910) عن معمر، عن شيخ لهم، عن أنس، قال:

"استسقى رسول الله ﷺ مرة فمطر الناس ثلاثا أو ما شاء الله، ثم لم يقلع عنهم، قال: فقيل: يا رسول الله، تهدمت الحيطان، وتقطعت الركبان، وخشينا الغرق قال: فدعا فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فرأيت السحاب انصدع من المدينة حتى كانت منه مثل الطوق، وما حوله مظلم أعلم أنه ممطور".

وإسناده ضعيف، فيه مَنْ أُبهم.

 

9 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7619)، وفي "الدعاء" (2179)، وفي "الأحاديث الطوال" (27) حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي، حدثنا أبي، حدثنا مجاشع بن عمرو، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال:

"قحط الناس على عهد رسول الله ﷺ فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله قحط المطر ويبس الشجر وهلكت المواشي وأسنت الناس فاستسق لنا ربك، فقال: إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا معكم بصدقات. فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله ﷺ والناس معه يمشي ويمشون عليهم السكينة والوقار، حتى أتوا المصلى فتقدم النبي ﷺ وصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة، وكان رسول الله ﷺ يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و {هل أتاك حديث الغاشية}، فلما قضى صلاته استقبل القبلة بوجهه، وقلب رداءه ثم جثا على ركبتين، ثم رفع يديه فكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ثم قال: اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا وحيا ربيعا وحنا طبقا غدقا مغدقا عاما هنيا مريا مريعا مرتعا وابلا شاملا مسبلا مجللا دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رايث، غيثا اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد، اللهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا  سكنها، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا تحيي به بلدة ميتا واسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا. قال: فما برحنا حتى أقبل قزع من السحاب فالتأم بعضه إلى بعض ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا يقلع عن المدينة، فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله قد غرقت الأرض وتهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله أن يصرفها عنا، فضحك رسول الله ﷺ وهو على المنبر حتى بدت نواجذه تعجبا لسرعة ملالة ابن آدم، ثم رفع يديه ثم قال: حوالينا ولا علينا، اللهم على رؤوس الظراب ومنابت الشجر وبطون الأودية وظهور الآكام. فتصدعت عن المدينة حتى كانت في مثل الترس يمطر مراعيها ولا يمطر فيها قطرة".

وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 213:

"رواه الطبراني في (الأوسط)، وفيه مجاشع بن عمرو، قال ابن معين: قد رأيته أحد الكذابين".

 

10 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2180)، وفي "الأحاديث الطوال" (28)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 468-470، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 140-142 و 142، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (238) من طريق سعيد بن خثيم، حدثنا مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:

"جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح، وأنشده:

أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

وألقى بكفيه الشجاع استكانة ... من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل

وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

فقام رسول الله ﷺ يجر رداءه حتى صعد المنبر ثم رفع يديه إلى السماء فقال: اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رايث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحيي به الأرض بعد موتها. فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها وجاء أهل البطاح يعجون: يا رسول الله الغرق، فقال رسول الله ﷺ: حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن السماء حتى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه، ثم قال: لله أبو طالب لو كان حيا قرت عيناه، من ينشدنا قوله؟ فقام علي بن أبي طالب، فقال: يا رسول الله كأنك أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقال رسول الله ﷺ: أجل. فقام رجل من كنانة فقال:

لك الحمد والحمد ممن شكر ... سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة ... أجيبت وأشخص منه البصر

ولم يك إلا كقلب الرداء ... وأسرع حتى رأينا المطر

دفاق العزالي وجم البعاق ... أغاث به الله عليا مضر

وكان كما قاله عمه ... أبو طالب ذو رداء وغرر

ويسقي بك الله صوب الغمام ... وهذا العيان لذاك الخبر

فمن يشكر الله يلقى المزيد ... ومن يكفر الله يلق الغير

فقال رسول الله ﷺ: إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت".

وإسناده ضعيف، مسلم الملائي: واه.

 

11 - أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 359 من طريق عثمان بن عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عمرو، عن كثير بن خنيس، عن أنس بن مالك، قال:

"جاء رجل إلى رسول الله ﷺ وهو جالس على المنبر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يسقينا، فرفع يديه فاستسقى...الحديث".

وإسناده ضعيف جدا، عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: قال ابن معين كما في "معرفة الرجال" لابن محرز (66):

"هذا كذاب خبيث، ليس هذه الكتب كتبه، سرقها".

قلت: وهذا الجرح مما يستدرك على الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" 5/ 883، فقد قال في ترجمة عثمان بن عبد الوهاب:

"ولا أعلم فيه جرحا".

 

يستفاد من الحديث

 

الاكتفاء بصلاة الجمعة في الاستسقاء.

 

 

٭ ٭ ٭


صيغ الدعاء في الاستسقاء

 

(338) "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا".

 

متفق عليه من حديث أنس بن مالك، وقد تقدّم تخريجه برقم (337).

 

وفي الباب عن عائشة، وكعب بن عجرة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جراد، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وأبي أمامة، وأبي لبابة بن عبد المنذر:

 

أما حديث عائشة:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (336)، وفيه أن النبي ﷺ، قال: "{الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . ملك يوم الدين} لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين".

وهو حديث حسن، وهذا قطعة منه.

 

وأما حديث كعب بن مرة:

فأخرجه ابن ماجه (1269)، وأحمد 4/ 235، وابن أبي شيبة 10/ 219 عن أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط قال: قال لكعب بن مرة: يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله ﷺ واحذر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"وجاءه رجل، فقال: استسق الله لمضر، قال: فقال: إنك لجريء، ألمضر؟ قال: يا رسول الله، استنصرت الله فنصرك، ودعوت الله، فأجابك، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه، يقول: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريعا، مريئا، طبقا غدقا، عاجلا، غير رائث، نافعا غير ضار. قال: فأحيوا، قال: فما لبثوا أن أتوه، فشكوا إليه كثرة المطر، فقالوا: قد تهدمت البيوت، قال: فرفع يديه، وقال: اللهم حوالينا، ولا علينا. قال: فجعل السحاب يتقطع يمينا وشمالا".

وأخرجه أحمد 4/ 235، والطيالسي (1295)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 860، وعبد بن حميد (372)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1408)، والطحاوي 1/ 323، وابن المنذر في "الأوسط" (2228)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 379-380، والطبراني 20/ (755)، وفي "الدعاء" (2191) و (2192)، والحاكم 1/ 328، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5827)، والبيهقي 3/ 355، وفي "السنن الصغير" (727)، وفي "الدعوات الكبير" (548)، وفي "دلائل النبوة" 6/ 145-1456 من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، قال: قال رجل لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله ﷺ - لله أبوك - واحذر، قال:

"ودعا رسول الله ﷺ على مضر، قال: فأتيته، فقلت: يا رسول الله، إن الله قد نصرك وأعطاك، واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، فأعرض عنه، قال: فقلت له: يا رسول الله، إن الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريعا طبقا غدقا غير رائث، نافعا غير ضار. فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى مطروا".

وقرن الطبراني في "الدعاء" (2192) بعمرو بن مرة: قتادة.

وقال الحاكم:

"إسناده على شرط الشيخين" وأقره الذهبي!

قلت: ليس على شرطهما ولا على شرط أحدهما، وإسناده منقطع، قال أبو داود كما في "جامع التحصيل" (ص 179):

"لم يسمع سالم بن أبي الجعد من شرحبيل بن السمط".

وقرن الطبراني في "المعجم الكبير" بهما: منصور بن المعتمر، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (49)، والطبراني في "الدعاء" (2184) من طريق شريك، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس بن مالك به.

وشريك هو ابن عبد الله بن أبي شريك النخعي: كثير الخطأ والغلط والاضطراب فلا يحتج بما ينفرد به أو يخالف.

وأخرجه عبد الرزاق (4909) عن ابن عيينة، عن عمرو [وفي طبعة دار التأصيل (4960): عمر] بن سعيد، أو غيره، عن سالم بن أبي الجعد: مرسلا.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6754) حدثنا محمد بن أبي زرعة، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن شعيب، حدثنا شيبان أبو معاوية، أخبرني أبو حجية الكندي، عن عبيد بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، أنه دعا وهو أمير على حمص كعب بن مرة، فقال: حدثنا عن رسول الله ﷺ، واحذر، قال:

"دعا رسول الله ﷺ على مضر، فأصابتهم سنون أذهبت المال أو ما شاء الله منه، فقلت: يا رسول الله، إن مضر قد أهلكت، فادع الله لها، فقال: إنك علي لجريء. ثم قال له في ذلك، ثم قام يوم الجمعة، فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا، مهرعا، طبقا، عاجلا غير رائث، نافعا غير ضار. فسقوا".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن عبيد بن أبي الجعد إلا الأجلح، ولا عن الأجلح إلا شيبان، ولا عن شيبان إلا محمد بن شعيب، تفرد به هشام بن عمار، الأجلح هو أبو حجية يحيى بن عبد الله".

وإسناده ضعيف، تفرّد به شيخ الطبراني ولم أجد من وثّقه، والذي يظهر لي أن في إسناده تحريفا.

 

وأما حديث جابر بن عبد الله:

فأخرجه أبو داود (1169) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 433 -، وعبد بن حميد (1125)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (44)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "العلل" (5530)، وابن خزيمة (1416)، وأبو عوانة (2527)، والطبراني في "الدعاء" (2197)، والحاكم 1/ 327، والبيهقي 3/ 355، وفي "الدعوات الكبير" (547)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 1/ 352 عن محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا مسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله، قال:

"أتت النبي ﷺ بواكي، فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا مريعا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل. قال: فأطبقت عليهم السماء".

وعند عبد بن حميد: "بواك".

وعند أبي عوانة، ورواية للبيهقي: "أتت النبي ﷺ هوازن".

وعند الطبراني: "أن قوما أتوا النبي ﷺ فقالوا: يا رسول الله ادع الله أن يسقينا".

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:

"فحدثت بهذا الحديث أبي، فقال أبي: أعطانا محمد بن عبيد كتابه عن مسعر فنسخناه ولم يكن هذا الحديث فيه، ليس هذا بشيء. كأنه أنكره من حديث محمد بن عبيد، قال أبي: وحدثناه يعلى أخو محمد، قال: حدثنا مسعر، عن يزيد الفقير: مرسلا، ولم يقل بواكي، خالفه".

وقال الدارقطني في "العلل" (3284):

"رواه جعفر بن عون، ومحمد بن عبيد، عن مسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر: (أتت هوازن النبي ﷺ...)، وغيرهما يرويه عن مسعر، عن يزيد الفقير: مرسلا، وهو أشبه بالصواب".

وقال الخطيب البغدادي:

"هكذا رواه محمد بن عبيد عن مسعر موصولا، ورواه أخوه يعلى بن عبيد عن مسعر عن يزيد عن النبي ﷺ مرسلا، لم يذكر فيه جابرا".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: ليس على شرطهما، وهو معل بالإرسال.

 

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه ابن ماجه (1270)، وأبو عوانة (2516)، والطبراني 12/ (12677)، وفي "الدعاء" (2195)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 433، والضياء في "المختارة" (510) و (511)، والمزي في "تهذيب الكمال" 26/ 575-576، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13/ 157، وفي "تذكرة الحفاظ" 2/ 136 من طريق عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، قال:

"جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع، ولا يخطر لهم فحل، فصعد المنبر، فحمد الله، ثم قال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا طبقا مريعا غدقا عاجلا غير رائث. ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا قد أُحْيِينَا".

وخالف عبدَ الله بنَ إدريس: زائدةُ بنُ قدامة، وهشيمُ بنُ بشير:

فأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 499-500 من طريق زائدة، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (26) من طريق هشيم، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن حبيب بن أبي ثابت: مرسلا.

وأخرجه عبد الرزاق (4907) عن ابن جريج، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت: أنه بلغه أن النبي ﷺ قال: فذكره.

وأخرجه الطبراني 10/ (10673)، وفي "الدعاء" (2196) من طريق محمود بن بكر بن عبد الرحمن القاضي، حدثنا أبي، عن عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده:

"أن ناسا من مضر أتوا النبي ﷺ فسألوه أن يدعو الله أن يسقيهم فقال: اللهم اسقنا غيثا، مغيثا، هنيا، مريا، مريعا، غدقا، طبقا، نافعا، غير ضار، عاجلا، غير رايث. فأطبقت عليهم حتى مطروا سبعا".

وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سيء الحفظ.

ومحمود بن بكر بن عبد الرحمن: لم أجد له ترجمة إلا أن الحافظ المزي ذكره في "تهذيب الكمال" 4/ 219 من جملة الرواة عن أبيه، وقد أكثر الرواية عنه البزار.

 

وأما حديث عبد الله بن جراد:

فأخرجه البيهقي 3/ 356 من طريق هاشم بن القاسم، حدثنا يعلى بن الأشدق، حدثنا عبد الله بن جراد:

"أن النبي ﷺ كان إذا استسقى قال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، هنيئا مريا، توسع به لعبادك، تغرز به الضرع، وتحيي به الزرع".

وإسناده ضعيف جدا، يعلى بن الأشدق: متروك، وقال الذهبي في "اختصار السنن الكبرى" 3/ 1283:

"يعلى: كذاب".

 

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فأخرجه أبو داود (1176)، وأبو حاتم الرازي كما في "العلل" (212)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2032)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 515، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (550)، والرافعي في "أخبار قزوين" 3/ 190-191، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 108 من طرق عن علي بن قادم، أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

"كان رسول الله ﷺ، إذا استسقى، قال: اللهم اسق عبادك، وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت".

وقال أبو حاتم:

"يروونه عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن النبي ﷺ: مرسلا، وقلّ مَنْ يقول: عن جده.

قلت - القائل هو ابن أبي حاتم -: فأيهما أصح؟

قال: عن أبيه، عن النبي ﷺ: مرسلا".

وقال ابن عدي:

"وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن شعيب جماعة، فقالوا: عن عمرو بن شعيب (كان النبي ﷺ إذا استسقى...) ولم يذكروا في الإسناد أباه، ولا جده".

وقال الحافظ ابن حجر:

"ورواية علي بن قادم الموصولة تفرد بها عن الثوري، وابن قادم مختلف فيه".

قال ابن عدي:

"نقموا عليه أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة".

وأخرجه البيهقي 3/ 356 من طريق سليمان بن داود المنقري، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان الأشل، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب به.

وهذا إسناد تالف من أجل سليمان بن داود المنقري الشاذكوني فإنه متروك واتهمه بعضهم بالكذب.

وأخرجه العقيلي كما في "التمهيد" 23/ 432-433 حدثنا محمد بن يحيى العسكري، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب به.

وإسناده ضعيف، شيخ العقيلي محمد بن يحيى بن سهل بن محمد بن الزبير العسكري: مجهول الحال، والمحفوظ عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب: مرسلا:

أخرجه أبو داود (1176)، وفي "المراسيل" (69)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (550)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 5/ 108 من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 191-190)، وعبد الرزاق (4912) عن معتمر بن سليمان التيمي، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب: مرسلا.

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 144 عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني عمرو بن شعيب بلاغا عن النبي ﷺ.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (27) من طريق أبي بردة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:

"أن رسول الله ﷺ دعا في الاستسقاء فقال: اللهم اسق عبادك، وبلادك، وبهائمك، وأنعامك، وأحي أرضك الميتة".

وإسناده ضعيف، أبو بردة عمرو بن يزيد التميمي: ضعيف.

 

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه الطبراني 12/ (13401) من طريق علي بن عاصم الواسطي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن النبي ﷺ قال: اللهم اسقنا".

وإسناده ضعيف، علي بن عاصم الواسطي: قال الذهبي:

"ضعفوه".

 

وأما حديث أبي أمامة الباهلي:

فأخرجه الطبراني 8/ (7822)، وفي "الدعاء" (2193)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 145 من طريق علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال:

"قام رسول الله ﷺ في المسجد ضحى، فكبر ثلاث تكبيرات، ثم قال: اللهم اسقنا ثلاثا، اللهم ارزقنا سمنا ولبنا وشحما ولحما. وما يرى في السماء سحاب فثارت ريح وغبرة، ثم اجتمع سحاب، فصبت السماء، وصاح أهل الأسواق وتفاروا إلى سقائف المسجد، وإلى بيوتهم، ورسول الله ﷺ قائم، فسالت الطرق، ورأينا ذلك المطر على أطراف شعر رسول الله ﷺ وعلى كتفيه ومنكبيه كأنه الجمان، فانصرف رسول الله ﷺ، فانصرفت أمشي على مشيته وهو يقول: هذا أحدثكم بربه. قال أبو أمامة: ما رأيت عاما أكثر سمنا ولبنا وشحما ولحما إن هو إلا في الطرق ما يكاد يشتريه أحد".

وإسناده ضعيف، علي بن يزيد الألهاني: ضعيف.

 

وأما حديث أبي لبابة بن عبد المنذر:

فأخرجه أبو عوانة (2515)، والطبراني في "المعجم الصغير" (385)، وفي "الدعاء" (2186)، وابن منده في "معرفة الصحابة" (ص 247-248)، والبيهقي 3/ 354، وفي "دلائل النبوة" 6/ 144-145، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 140 و 141، والبغوي في "الأنوار" (322)، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (81)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 43/ 201-200، والرافعي في "أخبار قزوين" 3/ 62-63، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 232 و 5/ 267 من طريق السندي بن عبدويه الرازي، عن عبد الله بن عبد الله المدني، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة بن عبد المنذر، قال:

"استسقى رسول الله ﷺ فقال: اللهم اسقنا. فقال أبو لبابة: يا رسول الله، إن التمر في المرابد، فقال النبي ﷺ: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره. فقالوا: إنها لن تقلع حتى تقوم عريانا فتسد ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله ﷺ، ففعل، فاستهلت السماء".

وقال ابن منده:

"هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه موصولا، ورواه غيره عن عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن المسيب مرسلا".

وإسناده فيه لين، عبد الله هو ابن عبد الله بن أويس بن مالك المدني: ضعّفه عمرو بن علي الفلاس، وابن المديني، والنسائي.

وقال ابن معين: صدوق ليس بحجة، وضعّفه في رواية.

وقال الإمام أحمد: ليس به بأس.

وقال أبو زرعة: صالح صدوق، كأنه لين.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وليس بالقوي.

وذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 24، وقال:

"كان ممن يخطئ كثيرا لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا هو ممن سلك سنن الثقات فيسلك مسلكهم، والذي أرى في أمره تنكب ما خالف الثقات من أخباره والاحتجاج بما وافق الأثبات منها".

وقال الحاكم أبو أحمد: يخالف في بعض حديثه.

وقال ابن عدي: وفي أحاديثه ما يصح ويوافقه الثقات عليه، ومنها ما لا يوافقه عليه أحد، وهو ممن يكتب حديثه.

وقال الخليلي: منهم من رضي حفظه، ومنهم من يضعفه وهو مقارب الأمر.

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم.

وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (372) من طريق محمد بن يوسف المديني [عن عبد الله بن عبد الله] عن عبد الرحمن بن حرملة به.

وقال محقق الكتاب:

"ما بين الحاصرتين غير موجود في "الأصل" فزدناه من معجم الطبراني!".

ولم أجد ترجمة لـمحمد بن يوسف المديني، وقد ذكر الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 141 جماعة رووه عن محمد بن حماد الطهراني عن سهل بن عبدويه الرازي، منهم محمد بن يوسف الهروي، فكأن في إسناد أبي نعيم سقطا أكثر مما ذُكر، وقد قال الطبراني:

"تفرّد به سهل بن عبدوبه الرازي".

وسهل بن عبدويه الرازي الدهكي السِّندي: قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 4/ 201: شيخ.

وقال أبو حاتم في موضع آخر منه 4/ 318: رأيته مخضوب الرأس واللحية ولم أكتب عنه، وسمعت كلامه.

وقال أبو الوليد الطيالسي كما في "الجرح والتعديل" 4/ 201 و 319: لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين، من قاضيكم يحيى بن الضريس، ومن الزائد الأصبع السندي ابن عبدويه.

وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 304، وقال:

"يغرب".

 

يستفاد من مجموع أحاديث الباب

 

أنه لا يصح من صيغ دعاء الاستسقاء سوى حديث أنس بن مالك: وصيغة الدعاء: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا".

وحديث عائشة، وصيغة الدعاء: "{الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . ملك يوم الدين} لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين".

 

٭ ٭ ٭

 كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 



- وسقط من مطبوعه (شيبان).

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام