words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 16 فبراير 2024

من أعد الكفن في حياته

 

(397) "إني والله، ما سألته - يعني: النبيَّ ﷺ - لألبسه، إنما سألته لتكون كفني، قال سهل: فكانت كفنه".

 

أخرجه البخاري (1277)، وابن ماجه (3555)، وأحمد 5/ 333- 334، وعبد بن حميد (462)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 454، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (378)، وابن المنذر في "الأوسط" (2992)، والطبراني 6/ (5887)، والبيهقي 3/ 404 من طرق عن عبد العزيز بن أبي حازم، والبخاري (2093) و (5810)، والنسائي (5321)، وفي "الكبرى" (9580)، وابن أبي شيبة في "المسند" (116)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (608)، والطبراني 6/ (5997)، والبيهقي في "الشعب" (5824)، والبغوي في "الأنوار" (372) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، والبخاري (6036)، والطبري في "تهذيب الآثار" (160) مسند عمر، والطبراني 6/ (5785) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، ثلاثتهم عن أبي حازم، عن سهل رضي الله عنه:

"أن امرأة جاءت النبي ﷺ ببردة منسوجة، فيها حاشيتها، أتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة، قال: نعم، قالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها، فأخذها النبي ﷺ محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فحسنها فلان، فقال: اكسنيها، ما أحسنها، قال القوم: ما أحسنت، لبسها النبي ﷺ محتاجا إليها، ثم سألته، وعلمت أنه لا يرد، قال: إني والله، ما سألته لألبسه، إنما سألته لتكون كفني، قال سهل: فكانت كفنه".

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (158) و (159) مسند عمر، والروياني (1074)، والطبراني 6/ (5920)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي ﷺ وآدابه" (66) و (319) من طريق زمعة بن صالح، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

"حيكت لرسول الله ﷺ أنمار من صوف سوداء، وجعل حاشيتها بيضاء - أو قال: بياض - فخرج فيها إلى أصحابه فضرب بيده على فخذه، فقال: ألا ترون إلى هذه، ما أحسنها. فقال الأعرابي: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، هبها لي، وكان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا أبدا فيقول: لا، فقال: نعم. فأعطاه الحلة، ودعا بمعوزين [1] - وعند الطبراني: بمعقدتين - فلبسهما، وأمر بمثلها فحيكت له، فتوفي رسول الله ﷺ وهي في المحاكة".

وإسناده ضعيف، زمعة بن صالح: ضعيف.


يستفاد من الحديث

 

أولًا: جواز إعداد الكفن قبل الموت.

 

ثانيًا: حسن خلق النبي ﷺ، وسعة جوده، وقبوله الهدية.

 

ثالثًا: جواز استحسان الإنسان ما يراه على غيره من الملابس.

 

رابعًا: مشروعية الإنكار عند مخالفة الأدب ظاهرا، وإن لم يبلغ المنكر درجة التحريم.

 

٭ ٭ ٭

 ____________

- المعوز: وجمعه المعاوز، وهو خلقان الثياب.

الاثنين، 12 فبراير 2024

تحسين كفن الميت

 

(396) "إذا كفّن أحدُكم أخاه فليحسن كفَنَه".

 

أخرجه مسلم (943)، وأبو داود (3148)، والنسائي (1895) و (2014)، وفي "الكبرى" (2033) و (2152)، وأحمد 3/ 295، وعبد الرزاق (6549)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (3478)، وابن الجارود (546)، وابن المنذر في "الأوسط" (3212)، وابن حبان (3103)، والبيهقي 3/ 403 و 4/ 32، وفي "السنن الصغير" (1042)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 113، والبغوي في "شرح السنة" (1478) عن ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يحدث عن النبي ﷺ:

"أنه خطب يوما، فذكر رجلا من أصحابه قبض، فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا، فزجر النبي ﷺ أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي ﷺ: إذا كفّن أحدُكم أخاه فليحسن كفَنَه".

واستدركه الحاكم 1/ 368 -369 على الشيخين، فوهم.

وأخرجه أحمد 3/ 295 من طريق ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن جابر به.

وإسناده منقطع، سليمان بن موسى الأشدق: لم يسمع من جابر رضي الله عنه.

وأخرجه الطحاوي 1/ 514 من طريق عمرو بن خالد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر به.

وأخرجه أحمد 3/ 349 عن موسى بن داود الضبي، وابن عدي في "الكامل" 5/ 242 من طريق قتيبة، كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي ﷺ:

"إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه، وصلوا على الميت أربع تكبيرات في الليل والنهار سواء".

وقال ابن عدي:

"ولفظ هذا الحديث (صلوا على الميت أربع تكبيرات) لا أعلم يأتي به غير ابن لهيعة".

وأخرجه أحمد 3/ 329 حدثنا روح، حدثنا زكريا يعني ابن إسحاق، قال: سمعت أبا الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"إذا كفن أحدكم أخاه، فليحسن كفنه إن استطاع".

وأخرجه أبو يعلى (2234) حدثنا أبو خيثمة، وابن المنذر في "الأوسط" (2980) عن محمد بن إسماعيل، وتمام في "الفوائد" (269) من طريق بكار بن قتيبة، ثلاثتهم عن روح بن عبادة به، بلفظ: "إذا ولي أحدكم أخاه، فليحسن كفنه".

وأخرجه أحمد 3/ 372، وأبو بكر الأنباري في "حديثه" مخطوط، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 14، وأبو عثمان البحيري في "الثالث من فوائده" مخطوط، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 54 من طريق جرير بن حازم، عن أيوب، عن أبي الزبير به.

وأخرجه أحمد 3/ 381 من طريق حسين بن واقد، حدثني أبو الزبير، عن جابر:

"أن رجلا أتى النبي ﷺ، فقال: إن أخي مات فكيف أكفنه؟ قال: أحسن كفنه".

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 266، وابن المنذر في "الأوسط" (2987) من طريق حجاج بن أرطأة، عن أبي الزبير، عن جابر يرفعه، قال:

"إذا مات أحدكم فليحسن كفنه، قال: فإن لم يجد فليكفنه في بردي حبرة".

وإسناده ضعيف، الحجاج: ضعيف.

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3034)، والحاكم 1/ 369 من طريق إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله فذكر أحاديث، فقال:

"إن النبي ﷺ خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض، فكفن في كفن غير طائل، وقبر ليلا، فزجر النبي ﷺ أن يقبر الرجل بليل أو يصلى عليه إلا أن يضطر إلى ذلك، وقال: إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه".

وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (855):

"قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يلق وهب بن منبه جابرا - يعني ابن عبد الله - ولكنه ينبغي أن يكون صحيفة وقعت إليه".

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 474- 475 - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 427 - من طريق القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جده، عن جابر، أن النبي ﷺ، قال:

"لا ترمسوا موتاكم، لا تدفنوا بليل".

وإسناده ضعيف جدا، القاسم بن محمد بن عبد الله: متروك.

 

وله شاهدان من حديث أبي قتادة، وأنس بن مالك:


أما حديث أبي قتادة:

فأخرجه الترمذي (995)، وابن ماجه (1474) من طريق عمر بن يونس، وابن أبي الدنيا في "المنامات" (162) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي، والبيهقي في "الشعب" (8830) من طريق سلم بن إبراهيم الوراق، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا ولي أحدكم أخاه، فليحسن كفنه".

وزاد ابن أبي الدنيا: "فإنهم يتزاورون في قبورهم" [1].

وعند البيهقي: "فإنهم يتزاورون فيها".

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب".

 وأخرجه السلفي في "الخامس والعشرين من المشيخة البغدادية" مخطوط: من طريق عمر بن مدرك، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: حدثنا أبو هريرة، قال رسول الله ﷺ:

"حسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتزاورون في قبورهم".

وإسناده تالف، عمر بن مدرك، قال يحيى بن معين:

"كذاب".

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 237 - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1787) - من طريق سليمان بن أرقم، عن ابن سيرين به.

وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن أرقم: متروك.

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 55، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 346، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 82، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1788) من طريق سعيد بن سلام العطار، حدثنا أبو ميسرة العطار، قال: سمعت قتادة يحدث، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون، أو قال: يتزاورون في أكفانهم".

وإسناده تالف، سعيد بن سلام العطار: كذاب.

وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 4/ 382، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 71/ 131 من طريق محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، حدثني أبو الطيب أحمد بن ريحان بن عبد الله البغدادي بالرملة، حدثني علي بن الحسين بن مروان القطان، حدثنا أبو عمر الحوضي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه".

وإسناده تالف أيضا، محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني: كذاب، وقال العقيلي:

"ليس له من حديث قتادة أصل".

 

يستفاد من الحديث

 

 الأمر بإحسان الكفن، قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 11:

 "قال العلماء: وليس المراد بإحسانه السرف فيه والمغالاة ونفاسته، وإنما المراد نظافته ونقاؤه وكثافته وستره وتوسطه، وكونه من جنس لباسه في الحياة غالبا لا أفخر منه ولا أحقر".

 

٭ ٭ ٭

____________

1 - وهي زيادة إسنادها حسن، وقال ابن القيم في كتابه "الروح" (ص 17):

"الأرواح قسمان:

أرواح معذبة وأرواح منعمة، فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.

والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا، وما يكون من أهل الدنيا، فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها، وروح نبينا محمد في الرفيق الأعلى قال الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}، وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي الدار البرزخ وفي دار الجزاء، والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة...".

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام