words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 26 مارس 2023

نعي الميت

 

(377) "نعى رسول الله ﷺ النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعا".

 

أخرجه البخاري (1245) و (1333)، ومسلم (951- 62)، وأبو داود (3204)، والنسائي (1971) و (1980)، وفي "الكبرى" (2109) و (2118)، وأحمد 2/ 438 و 439، والشافعي 1/ 208، والبزار (7709)، والنسوي في "الأربعين" (25)، والطحاوي 1/ 495، وفي "شرح مشكل الآثار" (350)، وابن الجارود (543)، وابن المنذر في "الأوسط" (3120)، وابن حبان (3068) و (3098)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (495)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 139، والبيهقي 4/ 35، وفي "السنن الصغير" (1068)، وفي "المعرفة" (7577) و (7668)، وفي "دلائل النبوة" 4/ 410، والبغوي في "شرح السنة" (1489)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 368 من طرق عن مالك - وهو في "الموطأ" 1/ 226 -، والبخاري (1328)، ومسلم (951- 63)، والطحاوي 1/ 495، وفي "شرح مشكل الآثار" (353)، والبيهقي 4/ 35، وفي "دلائل النبوة" 4/ 410- 411 من طريق عقيل بن خالد، والبخاري (1318)، والترمذي (1022)، وابن ماجه (1534)، وأحمد 2/ 230، وابن أبي شيبة 3/ 300 و 362 و 14/ 154، وابن المنذر في "الأوسط" (3131)، وابن الأعرابي في "معجمه" (56) من طرق عن معمر، ومسلم (951)، والبيهقي 4/ 49 من طريق صالح بن كيسان، أربعتهم عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه: فذكره.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه أحمد 2/ 348 - ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف دينار" (70) - من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ لما بلغه موت النجاشي، صلى عليه، وصفوا خلفه، فكبر عليه أربعا".

وأخرجه أحمد 2/ 289، والطيالسي (2410)، والطحاوي 1/ 495، وابن الأعرابي في "معجمه" (294)، وابن حبان (3100)، والطبراني في "الأوسط" (4881) و (5011)، والدارقطني في "العلل" 9/ 359 من طرق عن عبيد الله بن عمر، وأحمد 2/ 479، والطيالسي (2419)، وابن الأعرابي في "معجمه" (2450) عن زمعة بن صالح، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ صلى على النجاشي، فكبر عليه أربعا".

ولفظ الطيالسي: "إن أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلوا عليه. قال: فنهض ونهضنا معه حتى انتهى إلى البقيع، فتقدم وصفنا خلفه فكبر عليه أربعا".

وعند ابن الأعرابي (2419): "إن أخاكم أصحمة النجاشي مات، فصففنا خلفه وكبر أربعا".

وأخرجه الصيداوي في "معجمه" (ص 208- 209) من طريق خالد بن يزيد العمري، حدثنا مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبيد الله بن عمر العمري، ومحمد بن عبد الله الليثي، وعمرو بن قيس، قالوا: حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ كبر على النجاشي أربعا".

وإسناده تالف، خالد بن يزيد العمري: قال ابن معين: كذاب.

وقال أبو حاتم الرازي: كان كذابا أتيته بمكة ولم أكتب عنه، وكان ذاهب الحديث.

وقال البخاري: ذاهبُ الحديث.

وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 246 من طريق محمد بن حميد، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن سالم الأفطس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ:

"قوموا فصلوا على صاحبكم النجاشي. فصفوا خلفه كما يصلون على الجنازة، فكبر عليه أربعا".

وإسناده ضعيف، محمد بن حميد الرازي: قال أبو نعيم بن عدي: سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنّه ضعيف في الحديث جدا، وأنّه يحدث بما لم يسمعه، وأنّه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.

وأخرجه النسائي (1972)، وفي "الكبرى" (2110)، وأحمد 2/ 280 - 281، والطبراني في "الأحاديث الطوال" (17) عن عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (6393) - عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

"نعى رسول الله ﷺ النجاشي لأصحابه وهم بالمدينة، فصفوا خلفه، فصلى عليه، وكبر أربعا".

وأخرجه البخاري (3880) و (3881)، ومسلم (951)، والنسائي (1879) و (2042)، وفي "الكبرى" (2018) و (2180)، والبيهقي 4/ 49 من طريق صالح بن كيسان، والبخاري (1327)، والطحاوي في "شرح المشكل" (352)، والبيهقي 4/ 35، وفي "دلائل النبوة" 4/ 410- 411 من طريق عقيل بن خالد، وأحمد 2/ 529 من طريق محمد بن أبي حفصة، وأبو يعلى (5968) من طريق أبي أويس، وابن حبان (3101) من طريق يونس، خمستهم عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة أنهما حدثاه: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

"نعى لنا رسول الله ﷺ النجاشي صاحب الحبشة، يوم الذي مات فيه، فقال: استغفروا لأخيكم".

وزاد أحمد: "ثم خرج بأصحابه إلى المصلى، ثم قام فصلى بهم كما يصلي على الجنائز".

وعند البخاري (3881)، وابن حبان: "أن رسول الله ﷺ صف بهم في المصلى، فصلى عليه، وكبر أربعا".

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (116) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الزهري، عن سعيد بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ:

"إن أخاكم النجاشي قد مات اليوم فصلوا عليه فصلى عليه وكبر أربع تكبيرات".

كذا وقع في مطبوعه (عن سعيد بن أبي سلمة) وهو تحريف، وصوابه: (عن سعيد وأبي سلمة).

وأخرجه النسائي (2041)، وفي "الكبرى" (2179)، وأحمد 2/ 241، والحميدي (1023)، وأبو يعلى (5956)، وابن المنذر في "الأوسط" (3190)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 28- 29، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 411، والبغوي في "شرح السنة" (1490) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال:

"لما مات النجاشي، قال النبي ﷺ: استغفروا له".

ولفظ أحمد، وأبي يعلى، وابن المنذر: "لما مات النجاشي، أخبرهم أنه قد مات، فاستغفروا له".

 

وله شواهد من حديث عمران بن حصين، ومجمع بن جارية، وحذيفة بن أسيد، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمر، وجرير بن عبد الله البجلي، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، ووحشي بن حرب:

 

أما حديث عمران بن حصين:

فأخرجه مسلم (953)، والنسائي (1946)، وفي "الكبرى" (2084)، وابن ماجه (1535)، وأحمد 4/ 431 و 433 و 446، وابن أبي شيبة 3/ 362 و 14/ 154، والطيالسي (889)، وإسماعيل القاضي في "أحاديث أيوب السختياني" (7)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4850)، والروياني (96) و (101)، وابن حبان (3102)، والطبراني 18/ (460) و (461) و (462) و (472) و (473) و (482)، وفي "الأوسط" (5986)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (79)، والبيهقي 4/ 50 من طرق عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إن أخاكم النجاشي مات فصلوا عليه. قال: فصففنا خلفه كما يصف على الميت، وصلينا عليه كما يصلى على الميت".

وأخرجه الترمذي (1039)، والنسائي (1975)، وفي "الكبرى" (2113)، وأحمد 4/ 439، وابن أبي شيبة 3/ 362، والبزار (3583)، والطبراني 18/ (448)، وفي "الأوسط" (8530) من طرق عن بشر بن المفضل، حدثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب به.

 وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلم أحدا قال فيه: عن محمد، عن أبي المهلب، عن عمران، إلا بشر بن المفضل وهو ثقة عن يونس بن عبيد، وقد روي هذا الكلام وهذا الفعل عن عمران من وجوه، وهذا الإسناد أحسنها طريقا عن عمران بن حصين".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن يونس، عن ابن سيرين إلا بشر بن المفضل".

وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب" 4/ 220:

"غريب من حديث محمد بن سيرين عنه، وغريب من حديث يونس بن عبيد عن ابن سيرين، تفرد به بشر بن المفضل عنه".

وأخرجه أحمد 4/ 439 من طريق عبد الوارث بن سعيد، وأحمد 4/ 441، وابن أبي شيبة 3/ 362، والروياني (123)، والطبراني 18/ (443) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين به.

 

وأما حديث مجمع بن جارية:

فأخرجه ابن ماجه (1536)، وأحمد 4/ 64 و 5/ 376، وابن أبي شيبة 3/ 362، وفي "المسند" (916)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 432، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 4/ 64، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2125)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (882)، والطبراني 5/ (5142) و 19/ (1085)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 76، وابن عدي في "الكامل" 4/ 180 طبعة مكتبة الرشد، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 1/ 440، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 315، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (48)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 308 من طرق عن معاوية بن هشام، والطبراني 5/ (5142) [1]، وابن عدي في "الكامل" 4/ 180 طبعة مكتبة الرشد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2990) من طريق عبثر بن القاسم، كلاهما عن سفيان الثوري، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن ابن جارية الأنصاري، أن رسول الله ﷺ، قال:

"إن أخاكم النجاشي قد مات، فقوموا فصلوا عليه. فصفنا خلفه صفين".

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 319:

"رواه مصعب بن المقدام، عن سفيان الثوري، عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن فلان بن حارثة (كذا)، سمعت أبي يقول ذلك".

وإسناده ضعيف، حمران بن أعين: ضعيف.

 

وأما حديث حذيفة بن أسيد:

فأخرجه ابن ماجه (1537)، وأحمد 4/ 7، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 432، والطيالسي (1164)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 1/ 176 السفر الثاني، والطبراني 3/ (3046)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 192 عن المثنى بن سعيد الضبعي، قال: حدثنا قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد:

"أن رسول الله ﷺ جاء ذات يوم فقال: صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم. قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: صحمة النجاشي. فقاموا فصلوا عليه".

وإسناده على شرط مسلم.

وأخرجه أحمد 4/ 7، والطبراني 3/ (3047)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 445 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري:

"أن رسول الله ﷺ لما أخبر بموت النجاشي، قال: صلوا على أخ لكم مات بغير بلادكم".

وهذا أيضا إسناده على شرط مسلم.

وأخرجه الطبراني 3/ (3048) من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد:

"أن النبي ﷺ بلغه موت النجاشي، فقال لأصحابه: إن أخاكم النجاشي قد مات، فمن أراد أن يصلي عليه فليصل عليه. فتوجه رسول الله ﷺ نحو الحبشة، فكبر عليه أربعا".

وإسناده ضعيف، عمران بن داور القطان: ضعفه أبو داود، والنسائي.

وقال ابن معين: ليس بالقوي.

وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم.

 

وأما حديث جابر بن عبد الله:

فأخرجه مسلم (952- 66)، والنسائي (1973)، وفي "الكبرى" (2111)، وأحمد 3/ 355، وأبو يعلى (2118)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (3196)، وابن حبان (3099) من طرق عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إن أخا لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه. قال: فقمنا فصفنا صفين".

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (450)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 14 عن محمد، حدثنا حجاج، حدثنا سليمان، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر به.

ولفظ أبي نعيم: "أن النبي ﷺ صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا".

وإسناده ضعيف جدا، محمد هو ابن يونس الكديمي: قال الدارقطني:

"يتهم بوضع الحديث وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله".

وحجاج هو ابن نصير: ضعيف.

وأخرجه النسائي (1974)، وفي "الكبرى" (2112)، وأبو يعلى (1864)، وابن الأعرابي في "معجمه" (2146)، وابن حبان (3096) و (3097)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 287 و 287- 288 و 288، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 161، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 476 و 476- 477 و 477 من طريق شعبة، ومحمد بن مخلد في "الفوائد"، وابن عدي في "الكامل" 4/ 107، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 193 من طريق رباح بن أبي معروف، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر به.

وجاء في طريق شعبة: "كنت في الصف الثاني يوم صلى رسول الله ﷺ على النجاشي".

وزاد ابن عدي 7/ 287- 288 و 288، وأبو نعيم، وابن حجر 2/ 476- 477: "فكبر عليه أربعا".

وقال ابن عدي:

"وهذا ليس بمحفوط وقد ذكرته عن غيره وليس فيه كبر أربعا".

وأخرجه البخاري (1320) و (3877)، ومسلم (952- 65)، والنسائي (1970)، وفي "الكبرى" (2108) و (8247)، وأحمد 3/ 296 و 319، وعبد الرزاق (6406)، والحميدي (1291)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (349)، والطبراني في "الأحاديث الطوال" (18)، والبيهقي 4/ 29 و 49- 50، وفي "المعرفة" (7672)، وفي "دلائل النبوة" 4/ 411 عن ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه: سمع جابر بن عبد الله يقول: قال النبي ﷺ:

"توفي اليوم رجل صالح: أصحمة، هلم فصفوا وصلوا عليه. فصففنا فصلى النبي ﷺ، ونحن معه".

وأخرجه البخاري (1317) و (3878)، وأحمد 3/ 295 و 369 و 400، والطيالسي (1786)، وأبو يعلى (1773) و (2185)، وابن المنذر في "الأوسط" (3129)، والبيهقي 4/ 29 و 50، وفي "السنن الصغير" (1094) من طرق عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4378) من طريق أبي بكر الهذلي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ حين مات النجاشي:

"إن أخاكم أصحمة قد مات. فخرج رسول الله ﷺ فصلى عليه كما يصلي على الجنائز، وكبر عليه أربعا".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا أبو بكر الهذلي، ورواه الناس عن قتادة، عن عطاء، عن جابر".

وإسناده ضعيف جدا، أبو بكر الهذلي: واه.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 489 من طريق سويد أبي حاتم، حدثني عطاء، عن جابر، قال:

"كنتُ في الصف الثاني حين صلى النبي ﷺ على النجاشي وكبر عليه أربعًا".

وسويد أبو حاتم: سيئ الحفظ.

وأخرجه البخاري (1334) و (3879)، ومسلم (952- 64)، وأحمد 3/ 361 و 363، وابن أبي شيبة 3/ 300 و 363 و 14/ 155، والطيالسي (1892)، وأبو يعلى (2144)، والطحاوي 1/ 494، والطبراني في "الأوسط" (7727)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 30، وفي "معرفة الصحابة" (1015)، والبيهقي 4/ 35 عن سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله:

"أن رسول الله ﷺ صلى على أصحمة النجاشي، فكبر عليه أربعا".

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (449) عن محمد بن يونس، حدثنا حجاج بن نصير، حدثنا سليم بن حيان به، بلفظ: "إن أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه. قال: فقمنا فصففنا خلفه وصلى عليه".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن يونس هو الكديمي: قال الدارقطني:

"يتهم بوضع الحديث وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله".

 وحجاج بن نصير: ضعيف.

 

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه أحمد 1/ 254، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 36 السفر الثالث: من طريق حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن رجل، عن ابن عباس:

"أن رسول الله ﷺ صلى على النجاشي".

وإسناده ضعيف، فيه من أُبهم.

وفيه أيضا علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.

 

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه ابن ماجه (1538)، والبزار (5870) و (5872)، وابن المقرئ في "معجمه" (26)، وتمام في "الفوائد" (178)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 352، وابن بشران في "أماليه" (1285)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 278 و 9/ 118- 119 و 119 و 13/ 118، والعلائي في "إثارة الفوائد" (18) من طريق مالك بن أنس، وأبو يعلى في "المعجم" (216)، وابن الأعرابي في "معجمه" (1644)، والطبراني في "الأوسط" (5555)، وابن أخي ميمي في "فوائده" (512)، وتمام في "الفوائد" (819) و (820) و (821) من طريق عبيد الله بن عمر، والبزار (5871)، والطبراني في "الأوسط" (9258) من طريق فليح بن سليمان، والبزار (5872) من طريق عبد الله بن زياد بن سمعان، والبزار (5977)، وتمام في "الفوائد" (278) من طريق يحيى بن سعيد، خمستهم عن نافع، عن ابن عمر:

"أن النبي ﷺ صلى على النجاشي، فكبر عليه أربعا".

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (1091):

"سألت أبا زرعة، عن حديث رواه مكي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر (أن النبي ﷺ صلى على النجاشي، فكبر أربعا)؟ فقال: هذا خطأ، إنما هو مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، وهم فيه مكي".

وقال الدارقطني في "العلل" (2755): رواه مالك بن أنس، واختلف عنه:

فرواه مكي بن إبراهيم البلخي، وحباب بن جبلة الدقاق، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر.

والمعروف: عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة".

وأخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 36 و 891 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن رسول الله ﷺ خرج بالناس إلى المصلى، فقال: إن أخاكم النجاشي توفي، وكان على دينكم. فصلى عليه بهم، وكبر أربع تكبيرات".

وإسناده ضعيف جدا، عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص: متروك.

 

وأما حديث جرير بن عبد الله البجلي:

فأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (255)، وأحمد 4/ 360 و 363، وابن أبي شيبة 3/ 363، والطبراني 2/ (2346) و (2347)  و (2348)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 148 من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إن أخاكم النجاشي قد مات، فاستغفروا له".

وإسناده ضعيف، شريك بن عبد الله النخعي القاضي: سيئ الحفظ، وتابعه إسرائيل كما في "علل الدارقطني" (3339).

وقال الترمذي:

"سألت محمدا - يعني: البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: يروى هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن سعيد بن ذي لعوة، عن النبي ﷺ: مرسلا".

وأخرجه الطبراني 2/ (2350) من طريق عبيد بن محمد بن ثعلبة، حدثنا شريك، عن الشيباني، عن الشعبي، عن جرير، عن النبي ﷺ به.

وهذا منكر لأن شريكا ليس له رواية عن أبي إسحاق الشيباني، والعهدة فيه على عبيد بن محمد بن ثعلبة العامري وهو مجهول.

وأخرجه أبو يعلى (963) حدثنا الحماني يحيى، حدثنا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عامر، عن سعيد بن زيد:

"أن النبي ﷺ صلى على النجاشي".

وأخرجه البزار (1272) من طريق إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد يعني البجلي، عن سعيد بن زيد، قال:

"لما جاء نعي النجاشي، قال النبي ﷺ: استغفروا له".

وقال البزار:

"وهذا الحديث قد رواه بعضهم، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، وقال إسحاق: عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن سعيد بن زيد".

وقال الدارقطني في "العلل" (3339):

"يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه:

فرواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير.

وروى شريك، عن أبي إسحاق، واختلف عنه:

فرواه موسى بن داود، وطلق بن غنام، وسويد بن عمرو الكلبي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير.

وخالفهم محمد بن عبيد بن محمد المحاربي، فرواه عن أبيه، عن شريك، عن الشيباني، عن الشعبي، عن جرير، وإنما هو: السبيعي.

وخالفهم إسحاق الأزرق، رواه عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عامر، عن سعيد بن زيد.

ورواه حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عامر، قال: وليس بالشعبي، عن سعيد بن زيد.

والأول أصح".

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (11022) عن عمرو بن منصور، وابن المنذر في "تفسيره" (1287) عن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المعروف بعلان، والطبراني في "الأوسط" (5147)، والضياء في "المختارة" (2038) عن محمد بن علي بن شعيب، ثلاثتهم عن يزيد بن مهران، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس بن مالك، قال:

"لما جاء نعي النجاشي، قال رسول الله ﷺ: صلوا عليه. قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي، قال: فأنزل الله تعالى {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم}".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن حميد إلا أبو بكر بن عياش، ومعتمر بن سليمان".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11023) أخبرنا عمرو بن منصور، حدثنا يزيد بن مهران أبو خالد الخباز، أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن الحسن: مثله.

وأخرجه البزار (6556)، والواحدي في "تفسيره" (186)، وفي "أسباب النزول" (288)، والضياء في "المختارة" (2037) عن أبي هانئ أحمد بن بكار، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس:

"أن النبي ﷺ قال لأصحابه: قوموا صلوا على أخيكم النجاشي. قال بعضهم: تأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة، فأنزل الله عز وجل {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم} إلى قوله {إن الله سريع الحساب}، قال: فنزلت فيه هذه الآية".

وقال الدارقطني:

"تفرد به المعتمر، ولا نعلم رواه عنه غير أبي هانئ أحمد بن بكار، رواه حماد عن ثابت عن أنس، ورواه أبو بكر عن حميد".

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 330 من طريق المسيب بن واضح، قال: حدثنا معتمر بن سليمان به.

والمسيب بن واضح: ضعيف.

وأخرجه البزار (6555) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الحراني، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حميد، عن أنس به.

وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان العَنْسِيُّ، أبو عبد الله الدمشقي، الزاهد: لا بأس به، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (28).

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (155) من طريق عثمان بن عبد الرحمن به، بلفظ: "أن النبي ﷺ صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا".

وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4682)، والطبراني في "الأوسط" (2667)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1648) و (1649) من طريق مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال:

"لما مات النجاشي، قال النبي ﷺ: استغفروا لأخيكم. فقال بعض الناس: تأمرنا أن نستغفر له وقد مات بأرض الحبشة، فنزلت {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم}".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن حماد إلا مؤمل".

وإسناده ضعيف، مؤمل بن إسماعيل: سيئ الحفظ.

 

وأما حديث أبي سعيد الخدري:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4645) من طريق أبي أسلم محمد بن مخلد الرعيني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال:

"لما قدم على النبي ﷺ وفاة النجاشي قال: اخرجوا، فصلوا على أخ لكم لم تروه قط. فخرجنا، وتقدم النبي ﷺ، وصفنا خلفه، فصلى وصلينا، فلما انصرفنا قال المنافقون: انظروا إلى هذا، خرج يصلي على علج نصراني لم يره قط، فأنزل الله: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} إلى آخر الآية".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، تفرد بها أبو أسلم".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن مخلد أبو أسلم الرعيني: متروك.

وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9409) من طريق عباد بن يعقوب الرواجني، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن فطر، عن أبي هارون، عن أبي سعيد:

"أن النبي ﷺ صلى على النجاشي".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن فطر إلا عبد الله بن عبد القدوس، تفرد به عباد بن يعقوب".

وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء.

 

وأما حديث وحشي بن حرب الحبشي:

فأخرجه الطبراني 22/ (361) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، حدثنا وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده، قال:

"لما مات النجاشي قال رسول الله ﷺ: إن أخاكم النجاشي قد مات، قوموا فصلوا عليه. فقال رجل: يا رسول الله، كيف نصلي عليه وقد مات في كفره؟ قال: ألا تسمعون إلى قول الله جل وعز {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم} إلى آخر الآية".

وإسناده ضعيف، حرب بن وحشي: تفرد بالرواية عنه ابنه وحشي بن حرب، ولم يوثقه سوى ابن حبان 4/ 173، وقال البزار في "مسنده" (83):

"لا نعلم حدث عنه إلا ابنه، وعنده أحاديث مناكير لم يروها غيره، وهو مجهول في الرواية، وإن كان معروفا في النسب".

وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 599:

"لا تعرف حاله".


وفي الباب عن أنس بن مالك، وأبي قتادة، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأسماء بنت عميس، وأبي هريرة، وابن عباس، وحصين بن وحوح:

 

أما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه البخاري (1246) و (2798) و (3063) و (3630) و (3757) و (4262)، والنسائي (1878)، وفي "الكبرى" (2017)، وأحمد 3/ 113 و 117- 118، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 39، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (694)، وأبو يعلى (4189) و (4190)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5171)، والطبراني 2/ (1460)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 254، وفي "دلائل النبوة" (458)، والبيهقي 4/ 70 و 8/ 154، وفي "دلائل النبوة" 4/ 365- 366 و 366، والبغوي في "شرح السنة" (2667) من طرق عن أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خطب النبي ﷺ فقال:

"أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له. وقال: ما يسرنا أنهم عندنا - قال أيوب أو قال: ما يسرهم أنهم عندنا - وعيناه تذرفان".

ولفظ البخاري (3757) و (4262)، وأبي يعلى (4189)، والبيهقي 8/ 154، وفي "دلائل النبوة" 4/ 366: "أن النبي ﷺ نعى زيدا، وجعفرا، وابن رواحة للناس، قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد، فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم".

وأخرجه الطبراني 2/ (1459) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن حميد، عن أنس بن مالك به.

وأخرجه الطبراني 4/ (3800)، والحاكم 3/ 298 عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق - وهو في "مصنف عبد الرزاق (6057) - عن معمر، عن أيوب، عن أنس به.

فأسقط من إسناده: (حميد بن هلال).

وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1445) عن الحسن بن يحيى بن أبي الربيع الجرجاني، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أنس به.

 

وأما حديث أبي قتادة:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (8192)، وأحمد 5/ 299 و 300- 301 عن عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (8103) و (8224) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة 14/ 512- 516 مطولا، والدارمي (2448) مختصرا، وابن حبان (7048)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 367- 368 عن سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5170) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، أربعتهم عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، قال: قدم علينا عبد الله بن رباح فوجدته قد اجتمع إليه ناس من الناس، قال: حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله ﷺ، قال:

"بعث رسول الله ﷺ جيش الأمراء، وقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر، فإن أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة الأنصاري. فوثب جعفر فقال: بأبي أنت يا نبي الله وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا، قال: امضوا، فإنك لا تدري أي ذلك خير. قال: فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله ﷺ صعد المنبر، وأمر أن ينادى الصلاة جامعة، فقال رسول الله ﷺ: ناب خبر - أو ثاب خبر شك عبد الرحمن - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له. فاستغفر له الناس، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه. فرفع رسول الله ﷺ أصبعيه، فقال: اللهم هو سيف من سيوفك فانصره. فيومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال النبي ﷺ: انفروا، فأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد. فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا".

وفي رواية ابن المبارك، وسليمان بن حرب: "فرفع رسول الله ﷺ ضبعيه، وقال: اللهم هو سيف من سيوفك".

وفي رواية أبي نعيم: "ثم مد رسول الله ﷺ يديه، فقال: إنه سيف من سيوفك".

ورجال إسناده كلهم ثقات.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 46- 47 أخبرنا الفضل بن دكين، وعبد الملك بن عمرو، وأبو أسامة، وسليمان بن حرب، قالوا: أخبرنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، سمعه يقول: أخبرنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله ﷺ، قال:

"بعث رسول الله ﷺ جيش الأمراء، فقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. قال: فوثب جعفر، فقال: يا رسول الله، ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا، فقال: امضه، فإنك لا تدري أي ذلك خير".


وأما حديث عبد الله بن جعفر:

فأخرجه أبو داود (4192)، والنسائي (5227)، وفي "الكبرى" (8104) و (8550) و (9249)، وأحمد 1/ 204، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 36- 37، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (434) و (695)، والبزار (2257)، والطبراني 2/ (1461) و 4/ (3799) و 13/ (194)، والحاكم 3/ 298 من طرق تاما ومختصرا عن وهب بن جرير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5169) من طريق عبد الله بن أبي بكر بن الفضل العتكي، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (651) و (5548) مختصرا من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب، يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر، قال:

"بعث رسول الله ﷺ جيشا، استعمل عليهم زيد بن حارثة، فإن قتل زيد - أو استشهد - فأميركم جعفر، فإن قتل - أو استشهد - فأميركم عبد الله بن رواحة. فلقوا العدو، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه. وأتى خبرهم النبي ﷺ، فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية، فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل - أو استشهد -، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل أو استشهد ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه. فأمهل، ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا إلي ابني أخي. قال: فجيء بنا كأنا أفرخ، فقال: ادعوا إلي الحلاق، فجيء بالحلاق فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي. ثم أخذ بيدي فأشالها، فقال: اللهم اخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه. قالها ثلاث مرار، قال: فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا، وجعلت تفرح له، فقال: العيلة تخافين عليهم، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة" والسياق لأحمد، وابن سعد.

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (651) و (5548) مختصرا من طريق مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب به.

 

وأما حديث أسماء بنت عميس:

فأخرجه ابن ماجه (1611)، والطبراني 24/ (381)، والمزي في "تهذيب الكمال" 35/ 374 من طريق عبد الاعلى، وأحمد 6/ 370، والطبراني 24/ (380)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (459)، والمزي 35/ 374- 375 من طريق إبراهيم بن سعد، وإسحاق بن راهويه (2126) من طريق جرير بن حازم، والبيهقي في "الدلائل" 4/ 370 من طريق يونس بن بكير، أربعتهم عن ابن إسحاق، حدثنا عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الجزار، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس، قالت:

"لما أصيب جعفر وأصحابه، دخل علي رسول الله ﷺ وقد دبغت أربعين منيئة، وعجنت عجيني، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم، فقال رسول الله ﷺ: ائتيني ببني جعفر. قالت: فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه، فقلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: نعم، أصيبوا هذا اليوم. قالت: فقمت أصيح واجتمع إلي النساء، وخرج رسول الله ﷺ إلى أهله، فقال: لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم".

وفي رواية عبد الاعلى، وجرير، قال: "عن أم عون بنت محمد بن جعفر".

 وإسناده ضعيف، أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، ويقال أم عون: مجهولة.

وأم عيسى الجزار، ويقال أم عيسى الخزاعية: لا يعرف حالها.

وأخرجه ابن أبي الفوارس في "التاسع من الفوائد المنتقاة" مخطوط، والمزي في "تهذيب الكمال" 35/ 373- 374 من طريق يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى الخزاعية، أنها سمعت أسماء يعني بنت عميس - أو من حدثها عن أسماء - به.

وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 200) من طريق خالد بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أم عيسى، قال: أخبرتني أمي أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس به.

وأخرجه الواقدي في "المغازي" 2/ 766 - وعنه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 281 - حدثني مالك بن أبي الرجال، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أم عيسى بنت الجزار، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس به، وزاد: "يا أسماء، لا تقولي هجرا، ولا تضربي صدرا. قالت: فخرج رسول الله ﷺ حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول: وا عماه، فقال رسول الله ﷺ: على مثل جعفر فلتبك الباكية. ثم قال رسول الله ﷺ: اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم".

وفي مطبوع "مغازي الواقدي" (عن أم عيسى بن الحزار)، وذكره المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 60 عن الواقدي، فقال: (عن أم عيسى الجزار)، وعن الواقدي في "الطبقات الكبرى" 8/ 281 (عن أم عيسى بنت الجزار).

وأخرجه عبد الرزاق (6666) عن رجل من أهل المدينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمه أسماء بنت عميس، قالت:

"لما أصيب جعفر جاءني رسول الله ﷺ، وقال: يا أسماء لا تقولي هجرا، ولا تضربي صدرا. قالت: وأقبلت فاطمة وهو يقول: يا ابن عماه، فقال النبي ﷺ: على مثل جعفر فلتبك الباكية. قالت: ثم عاج النبي ﷺ إلى أهله، فقال: اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا اليوم".

وفي نسخة مراد مُلا الخطية، الورقة (85/ ب)، وطبعة دار الكتب العلمية (6695): "عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمه، عن أسماء بنت عميس"، وكتب محققه: كذا بالأصل، وفي النسخة (ن): (عن أم عيسى).

وابن أسماء بنت عميس إنما هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وليس عبد الله بن أبي بكر، فعبد الله بن أبي بكر يرويه عن أم عيسى كما تقدّم آنفا، وعلى كل حال ففيه من أُبهم.

وأخرجه أبو داود (3132)، والترمذي (998)، وابن ماجه (1610)، وأحمد 1/ 205، وإسحاق بن راهويه (2144)، والشافعي 1/ 216، وفي "الأم" 1/ 317، والحميدي (537)، وعبد الرزاق (6665)، والبزار (2245)، وأبو يعلى (6801)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (911)، والطبراني 2/ (1472) و 13/ (204)، والدارقطني 2/ 446- 447 و 462، والحاكم 1/ 372، والبيهقي 4/ 61، وفي "السنن الصغير" (1139)، وفي "المعرفة" (7764)، والبغوي في "شرح السنة" (1552)، والضياء في "المختارة" (141) و (142) و (143)، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/ 28 عن ابن عيينة، قال: حدثني جعفر بن خالد المخزومي، عن أبيه خالد، عن عبد الله بن جعفر، قال:

"لما جاء نعي جعفر، قال رسول الله ﷺ: اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم".

وقال الترمذي، والطوسي، والبغوي:

"حديث حسن".

 

وأما حديث أبي هريرة:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (229) وهو متفق عليه، ولفظه: "أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي ﷺ عنه، فقالوا: مات، قال: أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره - أو قال قبرها - فأتى قبرها فصلى عليها".

 

وأما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه البخاري (1247)، وابن ماجه (1530)، والبيهقي 4/ 31 من طرق عن أبي معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:

"مات إنسان كان رسول الله ﷺ يعوده، فمات بالليل، فدفنوه ليلا، فلما أصبح أخبروه، فقال: ما منعكم أن تعلموني؟ قالوا: كان الليل فكرهنا، وكانت ظلمة أن نشق عليك، فأتى قبره فصلى عليه".

وأخرجه أحمد 1/ 224 حدثنا أبو معاوية، حدثنا الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن رسول الله ﷺ صلى على صاحب قبر بعد ما دفن".

وأخرجه البخاري (1340)، ومسلم (954- 68)، وابن حبان (3091)، والبيهقي 4/ 45 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:

"صلى النبي ﷺ على رجل بعد ما دفن بليلة، قام هو وأصحابه وكان سأل عنه، فقال: من هذا؟ فقالوا: فلان دفن البارحة، فصلوا عليه".

وأخرجه ابن الجارود (542) من طريق أسباط بن محمد، قال: حدثنا الشيباني، عن الشعبي، قال: حدثني ابن عباس رضي الله عنهما وزعم أنه شهد ذلك، قال:

"مر النبي ﷺ بقبر قد دفن من الليل، فقال: من هذا؟ فقالوا: هذا قبر فلان، توفي البارحة فكرهنا أن نؤذيك ليلا فيصيبك بشيء، أو يشق عليك، فدفناه، فقام النبي ﷺ وصففنا خلفه، فصلى عليه".

وأخرجه البخاري (1326)، والطبراني 12/ (12582) من طريق زائدة، حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن عامر، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:

"أتى رسول الله ﷺ قبرا، فقالوا: هذا دفن - أو دفنت - البارحة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصفنا خلفه، ثم صلى عليها".

وأخرجه البخاري (1321) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1498) - من طريق عبد الواحد، حدثنا الشيباني، عن عامر، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

"أن رسول الله ﷺ، مر بقبر قد دفن ليلا، فقال: متى دفن هذا؟ قالوا: البارحة، قال: أفلا آذنتموني؟ قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك، فقام، فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم فصلى عليه".

وأخرجه الطبراني 12/ (12583) من طريق إسماعيل بن عياش، حدثني جعفر بن الحارث، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال:

"أتى رسول الله ﷺ قبرا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: دفن البارحة، قال ابن عباس: فصففنا خلفه، ثم صلى عليه".

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهذا من روايته عن غير الشاميين.

وجعفر بن الحارث الواسطي: صدوق كثير الخطأ.

وأخرجه مسلم (954- 68)، وأحمد 1/ 283، وعبد الرزاق (6540)، وابن حبان (3085)، والطبراني 12/ (12580)، والبيهقي 4/ 46 عن سفيان الثوري، ومسلم (954- 68) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (954- 68) من طريق معاذ بن معاذ، ثلاثتهم عن سليمان الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن رسول الله ﷺ صلى على جنازة بعد ما دفن".

وأخرجه الطبراني 12/ (12734)، وابن المقرئ في "المعجم" (613)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/ 127 من طريق يحيى بن آدم، حدثنا سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ صلى على ميت بعد ما دفن".

وعند أبي الشيخ 2/ 127: (عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبيد الله بن الحارث)، وفي إسناده سليمان بن داود المنقري الشاذكوني وهو متروك واتهمه بعضهم بالكذب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 359 حدثنا هشيم وحفص، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال:

"صلى النبي ﷺ على قبر بعد ما دفن".

وأخرجه مسلم (954- 68)، والبيهقي في "المعرفة" (7582) من طريق يحيى بن يحيى، والترمذي (1037) عن أحمد بن منيع، والنسائي (2024)، وفي "الكبرى" (2162) عن يعقوب بن إبراهيم، ثلاثتهم عن هشيم، قال: أخبرنا الشيباني، قال: حدثنا الشعبي، قال: أخبرني من رأى النبي ﷺ:

"ورأى قبرا منتبذا، فصف أصحابه خلفه، فصلى عليه".

فقيل له: من أخبركه؟ فقال: ابن عباس.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 153 حدثنا حفص وابن مسهر، عن الشيباني به، بلفظ: "صلى النبي ﷺ على قبر بعد ما دفن".

وأخرجه البخاري (857) و (1319) و (1322) و (1336)، ومسلم (954- 68)، والنسائي (2023)، وفي "الكبرى" (2161)، وأحمد 1/ 338، والطيالسي (2769)، وابن حبان (3088)، والطبراني 12/ (12581)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 330 و 7/ 192- 193، والخليلي في "الارشاد" 2/ 554، والبيهقي 4/ 45 عن شعبة، عن سليمان الشيباني، قال: سمعت الشعبي، يقول: حدثني من صلى مع النبي ﷺ:

"فأتى على قبر منبوذ فصفهم خلفه، فصلى عليه".

فقلت للشعبي: من أخبرك يا أبا عمرو؟ قال: أخبرنيه ابن عباس.

وفي لفظ: "أتى على قبر منبوذ، فصفهم، وكبر أربعا".

وأخرجه مسلم (954)، وابن المنذر في "الأوسط" (3102)، وابن حبان (3089) و (3090)، وابن عدي في "الكامل" 8/ 343، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 193، والخليلي في "الارشاد" 2/ 554، والبيهقي 4/ 46، وفي "السنن الصغير" (1093) من طريق وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: 

"انتهى النبي ﷺ إلى قبر منبوذ فصلى عليه، وصلينا معه".

وقال ابن عدي:

"ولم يقل عن شعبة، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي غير وهب بن جرير، والمعروف عن شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي".

وقال أبو نعيم:

"تفرد به وهب عن شعبة".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1205) عن أحمد بن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، عن هانئ بن يحيى، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ صلى على قبر".

وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني مجهول.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 330 من طريق جعفر بن عبد الواحد، قال: قال لنا يحيى بن كثير العنبري، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الشعبي به.

وإسناده تالف، جعفر بن عبد الواحد: متهم بالكذب.

وأخرجه مسلم (954- 68)، وأبو داود (3196)، والبزار (5350)، والبيهقي 4/ 45، وفي "المعرفة" (7582) من طريق عبد الله بن إدريس، عن الشيباني، عن الشعبي، قال:

"انتهى رسول الله ﷺ إلى قبر رطب فصلى عليه، وصفوا خلفه، وكبر أربعا".

فقلت للشعبي: من حدثك؟ قال: الثقة من شهده عبد الله بن عباس.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4906) من طريق عبد الله بن إدريس به، بلفظ: "أن النبي ﷺ صلى على قبر بعد ثلاث".

وهذا شاذ، والمحفوظ أنه صلى عليه بعد ما دفن بليلة.

وأخرجه الدارقطني 2/ 442- 443 من طريق أبي عوانة، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ صلى على قبر منبوذ، فكبر عليه أربعا".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (802) من طريق إسماعيل بن زكريا بن مرة، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ صلى على قبر بعد ما دفن بليلتين".

وقال الطبراني:

"لم يقل أحد ممن رواه عن الشيباني: (بليلتين) إلا إسماعيل بن زكريا، تفرد به محمد بن الصباح".

وأخرجه مسلم (954)، والطبراني في "الأوسط" (3838)، والبيهقي 4/ 46 من طريق يحيى بن الضريس، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن رسول الله ﷺ أتى على قبر حديث عهد بدفن، فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر فلان، فصلى عليه، وأنا فيمن صلى عليه".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أبي حصين إلا إبراهيم بن طهمان، ولا رواه عن إبراهيم بن طهمان إلا يحيى بن الضريس، ومحمد بن حمير".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8255) من طريق محمد بن حمير، عن إبراهيم بن طهمان به، وزاد: "فكبر أربعا".

وأخرجه البيهقي 4/ 46، وفي "السنن الصغير" (1092) من طريق حفص بن عبد الله بن راشد السلمي، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ صلى على قبر بعد ما دفن".

وأخرجه البيهقي 4/ 46 من طريق حفص بن عبد الله بن راشد السلمي، عن إبراهيم بن طهمان، عن سليمان الشيباني، عن عامر الشعبي، عن ابن عباس، أنه قال:

"كنت مع رسول الله ﷺ إذ مر بقبر حديث عهد بدفن، فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر فلان، قال: فنزل فصف أصحابه خلفه فصلى عليه، وأنا فيمن صلى عليه".

قال البيهقي:

"وكأنه سمع الحديث من الوجهين جميعا".

 

وأما حديث حصين بن وحوح:

فأخرجه أبو داود (3159)، وابن أبي عاصم في "السنة" (558)، وفي "الآحاد والمثاني" (2139)، والبغوي في "معجم الصحابة" (518)، والطبراني 4/ (3554)، وفي "الأوسط" (8168)، وفي "الدعاء" (1190)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (72)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2203) و (2204) و (3930)، والبيهقي 3/ 386، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 272 - 273، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/ 549 تاما ومختصرا من طريق عيسى بن يونس، قال: حدثنا سعيد بن عثمان البلوي، عن عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن حصين بن وحوح:

"أن طلحة بن البراء، لما لقي النبي ﷺ قال: يا رسول الله، مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا، فعجب لذلك النبي ﷺ وهو غلام، فقال له النبي ﷺ عند ذلك: فاقتل أباك. قال: فخرج موليا ليفعل، فدعاه، فقال: إني لم أبعث بقطيعة رحم. فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي ﷺ يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله: إني لأرى طلحة قد حدث فيه الموت، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوه فإنه لا تنبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله. فلم يبلغ النبي ﷺ بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل، وكان فيما قال: ادفنوني ولا تدعوا لي رسول الله ﷺ؛ فإني أخوف ما أخاف عليه اليهود أن يصاب في شيء، فأخبر النبي ﷺ حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره فصف وصف الناس معه، ثم رفع يديه فقال: اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه. ثم انصرف".

وإسناده ضعيف، عروة، ويقال: عزرة بن سعيد الأنصاري: مجهول.

ووالده مجهول أيضا.

وسعيد بن عثمان البلوي: مجهول أيضا.

وقال الحافظ قال ابن حجر في "الإصابة" 5/ 409:

"اتفقوا على أنه من مسند حصين، لكن أخرجه ابن السكن من طريق يزيد بن موهب، عن عيسى بن يونس، فقال فيه: عن حصين، عن طلحة بن البراء، أنه سمع النبي ﷺ يقول: (لا ينبغي لجسد مسلم أن يترك بين ظهراني أهله)".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (74) ذكر أبو عبد الملك المدني بن أبي معشر، ذكر أبو معشر، ذكر محمد بن كعب، قال:

"كان طلحة بن البراء رجلا من بني أنيف أتى رسول الله ﷺ، فقال: أبايعك على أن تقتل أباك. قال: فأمسك بيده، قال: ثم جاء مرة أخرى فقال: أبايعك على أن تقتل أباك. فأمسك بيده، ثم جاء مرة أخرى فقال: أبايعك على أن تقتل أباك. فبايعه، فأمره ألا يقتله، قال: ثم إن طلحة اشتكى شكوى فأدنف، قال: فجاءه رسول الله ﷺ يعوده فرأى به الموت فقال لبعض من عنده: إذا نزل به الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه. قال: فنزل به الموت من الليل، فقال بعض من عنده: آذنوا رسول الله، فقال: لا تفعلوا، قالوا: ولم يا طلحة والناس يستشفعون برسول الله ﷺ إذا حضرهم الموت؟ قال: أخشى أن تصيبه نكبة أو تلدغه عقرب أو تنهشه حية، قال: وألقى الله بذلك، قال: فتركوه حتى أصبح، فلما مات آذنوا رسول الله ﷺ، فقال: ألم أقل لكم: إذا نزل به الموت فآذنوني؟ فقالوا: أردنا يا رسول الله أن نفعل فمنعنا وقال: أخشى أن تصيبه نكبة، أو تلدغه عقرب، أو تنهشه حية فألقى الله بذاك، فقال رسول الله ﷺ: اللهم الق طلحة بن البراء تضحك إليه ويضحك إليك".

وهذا على إرساله، فيه أبو معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي: ضعيف، أسن واختلط.

 

غريب الحديث

 

(نعى رسول الله ﷺ النجاشي) أي: أخبر بموته.

 

(النجاشي) لقب ملك الحبشة.

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: مشروعية الإشعار بالجنازة والإعلام بها والاجتماع لها.


ثانيًا: أن من السنة أن تخرج الجنازة إلى المصلى ليصلى عليها هناك.

 

ثالثًا: التكبير على الجنازة أربعًا.

 

رابعًا: مشروعية الصلاة على الميت الغائب.

 

خامسًا: الصف في الصلاة على الجنائز.

 

سادسًا: فيه علم من أعلام النبوة، وذلك أن النبي ﷺ علم بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه على بعد ما بين الحجاز وأرض الحبشة.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 



1 - وتحرّف في مطبوعه (عبثر بن القاسم) إلى: (عيسى بن القاسم).

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام