(349)
"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".
أخرجه مسلم (725-96)، وأبو
نعيم في "المستخرج" (1643)، والبيهقي 2/ 470، وابن حزم في
"المحلى" 2/ 249 عن محمد بن عبيد بن حساب الغبري، والترمذي (416) - ومن
طريقه البغوي في "شرح السنة" (881) - عن صالح بن عبد الله الترمذي، وأبو
يعلى (4766)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1643) عن خلف بن هشام البزار،
والطحاوي 1/ 300، وفي "شرح مشكل الآثار" (4133)، وأبو نعيم في
"المستخرج" (1643) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، وابن المنذر في
"الأوسط" (2746)، والبيهقي 2/ 470، وابن عبد البر في
"التمهيد" 22/ 72 و 24 / 45 من طريق مسدد، والبيهقي في "السنن
الصغير" (743) من طريق المعلى، وأبو سعيد النقاش في "فوائد
العراقيين" (71) من طريق عمرو بن عون، وأبو نعيم في "المستخرج"
(1643)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 163 من طريق ليث بن حماد الصفار،
وأبو نعيم في "المستخرج" (1643) من طريق أبي كامل الجحدري، وهلال بن
يحيى، عشرتهم عن أبي عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن
عائشة، عن النبي ﷺ، قال: فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أبو يعلى (4849) حدثنا
محمد بن المنهال أخو حجاج، حدثنا أبو عوانة به، ولفظه: "الركعتان قبل الفجر
خير من الدنيا وما فيها".
وأخرجه الطيالسي (1601) - ومن
طريقه أبو عوانة (2143)، والبيهقي 2/ 470 - حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة
بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أن رسول الله ﷺ قال في ركعتي الفجر:
"لهما أحب إلي من حمر
النعم".
وهذا مما تفرّد به أبو داود
الطيالسي، وهذا اللفظ إنما هو لقتادة كما سيأتي في الرواية التالية:
أخرجه أحمد 6/ 149 عن محمد بن
جعفر، وابن أبي شيبة 2/ 241 عن أبي أسامة، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن
أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي ﷺ، قال:
"لركعتي الفجر لهما خير
من الدنيا جميعا".
وزاد أحمد: "وكان قتادة
يُتْبِعُ هذا الحديث فيقول: لهما أحب إلي من حمر النعم".
وأخرجه البيهقي 2/ 470،
والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 272 من طريق أسباط بن محمد، عن سليمان
التيمي، عن قتادة به.
وأخرجه مسلم (725-97)، وأبو
نعيم في "المستخرج" (1644)، والبيهقي 2/ 470 من طريق المعتمر بن سليمان
التيمي، قال: قال أبي، حدثنا قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي
ﷺ، أنه قال:
"في شأن الركعتين عند
طلوع الفجر: لهما أحب إليّ من الدنيا جميعا".
وأخرجه ابن أبي عاصم في
"الزهد" (252) من طريق أبي بكر بن عياش، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن
زرارة، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبي ﷺ، قال:
"ما أحب أن لي بركعتي
الفجر الدنيا".
وأخرجه النسائي في
"الكبرى" (458)، وأحمد 6/ 50 - ومن طريقه الحاكم 1/ 306 -، وابن خزيمة
(1107)، وابن حبان (2458)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1644)، وفي أخبار
أصبهان" 2/ 23 عن يحيى القطان، عن سليمان التيمي، وسعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام به.
وأخرجه المحاملي في
"أماليه" (7) من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد (وحده)، عن قتادة به.
وأخرجه النسائي (1759)، وفي
"الكبرى" (1456)، وابن خزيمة (1107)، وأبو نعيم في "الحلية"
2/ 260 من طريق عبدة بن سليمان، وابن خزيمة (1107)، والحاكم 1/ 306-307 من طريق
يزيد بن زريع، وابن خزيمة (1107) من طريق إسرائيل، وأبو عوانة (2142)، وابن
الأعرابي في "المعجم" (1415) من طريق أبي أسامة، أربعتهم عن سعيد بن أبي
عروبة، عن قتادة به، ولفظه: "ركعتا الفجر خير من الدنيا جميعا".
وأخرجه أحمد 6/ 265، والحاكم
1/ 306 عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد بن أبي عروبة به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: عبد الوهاب بن عطاء
الخفاف: لم يرو له البخاري في "صحيحه" شيئا، وهو على شرط مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق (4778) عن
عثمان بن مطر، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عائشة قالت: قال النبي ﷺ:
"ركعتا الفجر أحب إلي من
الدنيا وما فيها".
ليس فيه ذكر لـ (سعد بن
هشام)، وفيه عثمان بن مطر: ضعيف.
وأخرجه عبد الرزاق (4786) عن
معمر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عائشة به.
فلم يذكر سعد بن هشام، وهذا
مما رواه معمر بن راشد عن قتادة بن دعامة البصري، وقد قال ابن معين:
"إذا حدثك معمر عن
العراقيين فخالفه، إلا من الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل
الكوفة وأهل البصرة فلا".
وقال أبو حاتم:
"وما حدث به بالبصرة
ففيه أغاليط".
وقال الدارقطني في
"العلل" 12/ 221:
"معمر: سيء الحفظ لحديث
قتادة والأعمش".
وأخرجه أبو نعيم في
"أخبار أصبهان" 1/ 357 من طريق أبي بشر الهيثم بن سهل، حدثنا وهب بن وهب
القاضي البصري، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله ﷺ
يقول:
"ركعتا الفجر خير من
الدنيا وما فيها".
وإسناده تالف، وهب بن وهب
القاضي: كذاب.
وأبو بشر الهيثم بن سهل:
ضعّفه الدارقطني.
وله شواهد من
حديث ابن عمر، وأنس:
أما حديث ابن
عمر:
فأخرجه ابن شاهين في "فضائل الأعمال" (102) حدثنا يعقوب بن أحمد بن ثوابة الحضرمي بحمص، حدثنا محمد بن عوف، حدثنا مهدي بن جعفر، حدثنا علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:
"ركعتا الفجر أحب إلي من
الدنيا وما فيها".
وإسناده ضعيف جدا، الوازع بن
نافع العقيلي الجزري: متروك.
وشيخ المصنف يعقوب بن أحمد بن
ثوابة الحضرمي: لم أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن شاهين في
"فضائل الأعمال" (103) من طريق محمد بن عبد الوهاب الدعلجي، حدثنا عبد
الله بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك، عن سالم به.
وإسناده ضعيف جدا، عبد الله
بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري: متروك، وانظر "تلخيص المتشابه في
الرسم" 2/ 637، فقد ذكر الخطيبُ البغداديُّ: عبدَ الله بن إبراهيم بن أبي
عمرو الغفاري ضمن شيوخ محمد بن عبد الوهاب الدعلجي وهو مجهول أيضا بل قد ذكر
الدارقطني في "العلل" 14/ 277 أن له وهما على أبي شيخ الحراني.
وأما حديث
أنس:
فأخرجه عبد الرزاق (4779) عن
عبد الله بن محرر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:
"ركعتا الفجر أحب إلي من
الدنيا وما فيها. قال: وقال عمر بن الخطاب: هما أحب إلي من حمر النعم".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الله
بن محرر العامري الجزري: متروك.
وفي الباب عن
عائشة، وحفصة، وابن عمر، وأبي الدرداء، وأبي هريرة:
أما حديث
عائشة:
فأخرجه البخاري (1169)، ومسلم
(724-94)، وأبو داود (1254)، والنسائي في "الكبرى" (456)، وأحمد 6/ 43،
والبزار (182)، وابن خزيمة (1109)، والطحاوي 1/ 299، وفي "شرح مشكل
الآثار" (4135)، وابن حبان (2456) و (2463)، وأبو نعيم في
"المستخرج" (1642)، وفي "الحلية" 3/ 276، والبيهقي 2/ 470،
وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 72 عن يحيى القطان، ومسلم (724-95)،
وابن أبي شيبة 2/ 240، وأبو يعلى (4443)، وابن خزيمة (1108)، والطحاوي 1/ 299، وفي
"شرح مشكل الآثار" (4136)، وابن حبان (2457)، وأبو نعيم في
"المستخرج" (1642)، وفي "الحلية" 3/ 276 عن حفص بن غياث،
وأحمد 6/ 170 عن عبد الرزاق، ومحمد بن بكر البرساني، وأبو عوانة (2114) من طريق
مخلد بن يزيد، وأبو عوانة (2115)، والبيهقي 2/ 470 من طريق أبي عاصم النبيل،
والبغوي في "شرح السنة" (880) من طريق الوليد بن مسلم، سبعتهم عن ابن
جريج، حدثني عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها:
"أن النبي ﷺ لم يكن على
شيء من النوافل أشد معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح".
ولفظ ابن خزيمة (1108):
"ما رأيت رسول الله ﷺ إلى شيء من الخير أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر ولا
إلى غنيمة".
وأخرجه أحمد 6/ 166 و 220 و
254، وإسحاق بن راهويه (1641)، وعبد الرزاق (4777) عن الثوري، وابن المظفر في
"حديث شعبة" (92) من طريق شعبة، كلاهما عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن
جبير، عن عائشة، قالت:
"ما رأيت رسول الله ﷺ
إلى شيء أسرع منه إلى ركعتين قبل صلاة الغداة ولا إلى غنيمة يطلبها".
وإسناده منقطع، قال عبد الله
بن أحمد بن حنبل في "العلل" (5261)، وكما في "المراسيل" لابن
أبي حاتم (262):
"سئل أبي عما روى سعيد
بن جبير، عن عائشة على السماع؟ فقال: لا أراه سمع منها، عن الثقة، عن عائشة".
وقال أبو حاتم الرازي كما في
"المراسيل" لابن أبي حاتم (261):
"لم يسمع سعيد بن جبير
من عائشة رضي الله عنها".
وعنها أيضا:
"أن النبي ﷺ كان لا يدع
أربعا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة".
أخرجه البخاري (1182) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"
(871) -، وأبو داود (1253)، والنسائي في "الكبرى" (331)، والبيهقي 2/
471 من طريق يحيى القطان، والنسائي (1758)، وفي "الكبرى" (1455)، وأحمد
6/ 148 عن محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (457) من طريق خالد بن
الحارث، وأحمد 6/ 63 - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 29 - عن وكيع،
والبيهقي 2/ 471، وفي "السنن الصغير" (741) من طريق الطيالسي، والخطيب
في "تاريخ بغداد" 11/ 320 من طريق إبراهيم بن محمد الفزاري، والبيهقي في
"السنن الصغير" (741) من طريق وهب بن جرير، سبعتهم عن شعبة، عن إبراهيم
بن
محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن
عائشة: فذكره.
وقال البخاري:
"تابعه ابن أبي عدي،
وعمرو، عن شعبة".
وأخرجه الدارمي (1439) حدثنا
عثمان بن عمر، حدثنا شعبة به.
وأخرجه النسائي (1757)، وفي
"الكبرى" (1454) أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال:
حدثنا شعبة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة به.
وقال النسائي:
"خالفه عامة أصحاب شعبة
ممن روى هذا الحديث فلم يذكروا مسروقا".
قلت: قد تقدّمت آنفا رواية
الدارمي عن عثمان بن عمر، فلم يذكر في إسناده مسروقا، وهو المحفوظ عن شعبة.
وأما حديث
حفصة:
فأخرجه النسائي (2416)، وفي
"الكبرى" (2737)، وأحمد 6/ 287، وأبو يعلى (7041) و (7048) و (7049)،
وابن حبان (6422)، والطبراني 23/ (354) و (396)، وفي "الأوسط" (7831)،
والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 107 و 247 و 12/ 360، والشجري في "الأمالي
الخميسية" (1737)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 28 و 28-29 عن
هاشم بن القاسم، حدثنا أبو إسحاق الأشجعي الكوفي، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي،
عن الحر بن الصياح، عن هنيدة بن خالد الخزاعي، عن حفصة، قالت:
"أربع لم يكن يدعهن
النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل
الغداة".
وإسناده ضعيف، أبو إسحاق
الأشجعي: مجهول، وانظر "العلل" للدارقطني (3945).
وأما حديث
ابن عمر:
فأخرجه الطبراني 12/ (13502)،
وفي "الأوسط" (2959) من طريق عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي، حدثنا عبد
الرحمن بن مغراء، أخبرنا جابر بن يحيى الحضرمي، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن
ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"لا تَدَعَنَّ الركعتين
قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب".
وإسناده ضعيف، ليث بن أبي
سليم: ضعيف.
وجابر بن يحيى الحضرمي: لم أجد له ترجمة، وذكره المزي في "تهذيب
الكمال" 17/ 419 ضمن شيوخ عبد الرحمن بن مغراء، و 18/ 37 ضمن شيوخ عبد الرحيم
بن سليمان الكناني، و20/ 310 ضمن تلاميذ
علقمة بن مرثد الحضرمي.
وعبد الرحيم بن يحيى الدبيلي:
مجهول، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 218:
"عبد الرحيم بن يحيى:
ضعيف".
وأخرجه الطبراني 13/ (14147)
حدثنا العباس بن الربيع بن ثعلب، حدثنا أبي، حدثنا المسيب بن شريك، عن جعفر بن
العباس، عن ابن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رجل: يا رسول الله، دلني
على عمل ينفعني الله به، قال:
"عليك بركعتي الفجر، فإن
فيهما فضيلة".
وإسناده ضعيف جدا، محمد بن
عبد الرحمن بن البيلماني: واه.
ووالده عبد الرحمن بن
البيلماني: ضعيف.
والمسيب بن شريك: متروك
الحديث.
وجعفر بن العباس، والعباس بن
الربيع بن ثعلب: في عداد المجهولين.
وأخرجه أحمد 2/ 82 حدثنا محمد
بن الحسن بن أتش، أخبرني النعمان بن الزبير، عن أيوب بن سلمان رجل من أهل صنعاء،
قال: كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد، فلم نسأله ولم
يحدثنا، قال: ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله، ولم يحدثنا، قال:
فقال: ما لكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله قولوا: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان
الله وبحمده، بواحدة عشرا، وبعشر مائة، من زاد زاده الله، ومن سكت غفر له، ألا
أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله ﷺ؟ قالوا: بلى، قال:
"من حالت شفاعته دون حد
من حدود الله، فهو مضاد الله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق، فهو مستظل في
سخط الله حتى يترك، ومن قفا مؤمنا أو مؤمنة، حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل
النار، ومن مات وعليه دين، أخذ لصاحبه من حسناته، لا دينار، ثم ولا درهم، وركعتا
الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل".
وإسناده ضعيف، أيوب بن سلمان:
لا يعرف حاله.
وأخرجه الضبي في
"الدعاء" (93)، وأبو يعلى في "المعجم" (84) من طريق المثنى بن
الصباح، عن عطاء الخراساني، قال: سمعت ابن عمر به مرفوعا، وليس فيه ذكر لموضع
الشاهد منه.
والمثنى بن الصباح: ضعيف.
وقد خالفه معمر بن راشد فوقفه
على ابن عمر:
أخرجه عبد الرزاق (20905) عن
معمر، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر، أنه قال:
"ألا تقولون: لا إله إلا
الله، وسبحان الله وبحمده، فإنهما ألفان من كلام الله، بالواحدة عشر، وبالعشر مئة،
وبالمئة ألف، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد
من حدود الله، فقد ضاد الله في حكمه، ومن أعان على خصم دون حق، أو بما لا يعلم،
كان في سخط الله حتى ينزع، ومن تبرأ من ولد ليفضحه في الدنيا، فضحه الله على رؤوس
الخلائق يوم القيامة، ومن بهت مؤمنا بما لا يعلم، جعله الله في ردغة الخبال حتى
يأتي بالمخرج مما قال، ومن مات وعليه دين أخذ من حسناته، لا دينار ولا درهم،
وركعتي الفجر حافظوا عليهما، فإن فيهما رغب الدهر".
وقال الدارقطني في
"العلل" 13/ 111:
"ورواه عبد الله بن
دينار البهراني، وعبد الرحمن بن ثابت، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر:
موقوفا".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 241
حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، أنه قال:
"يا حمران، لا تدع
ركعتين قبل الفجر، فإن فيهما الرغائب".
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (4781) عن
معمر، عن أيوب، قال ابن عمر لحمران:
"يا حمران، اتق الله،
ولا تمت وعليك دين فيؤخذ من حسناتك لا دينار ثم ولا درهم، ولا تنتفي من ولدك
فتفضحه فيفضحك الله به يوم القيامة، وعليك بركعتي الفجر، فإن فيهما رغب
الدهر".
وهذا مرسل.
وأخرجه أبو يعلى الخليلي في
"فوائده" (3) حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن أبي رجاء، حدثنا علي بن جمعة
بن زهير، حدثنا هارون بن هزاري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن
القاسم بن أبي بزة، قال:
"أوصى عبد الله بن عمر
حمران، فقال: يا حمران لا تنكر ولدا لك في الدنيا فيفضحك الله على رءوس الأشهاد
يوم القيامة، ولا تلق الله بأمانة ليس عندك أداؤها، فإن لم يكن لك حسنات أخذ من
سيئات هذا فجعلت على سيئاتك، ولا تدعن ركعتي الفجر فإن فيها الرغائب".
وهذا على إرساله، إسناده ليس
بقوي، فشيخ الخليلي، لم يترجم له سوى الرافعي في "أخبار قزوين" 2/ ٢٠٥،
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 3/ 285، وأبو الشيخ الأصبهاني في "التوبيخ والتنبيه"
(227)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 81 و 2/ 276 مختصرا، والخطيب في
"تاريخ بغداد" 8/ 196 و 196-197 من طريق حفص بن عمر الحبطي، حدثنا ابن
جريج، عن عطاء، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:
"من حالت شفاعته دون حد
من حدود الله، فقد ضاد الله في ملكه، ومن أعان على خصومة بغير علم، كان في سخط
الله حتى ينزع، ومن بهت مؤمنا، أو مؤمنة، حبسه الله في ردغة الخبال، حتى يأتي
بالمخرج، ومن مات وعليه دين، أخذ من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم، وحافظوا على
ركعتي الفجر، فإن فيهما رغب الدهر".
وإسناده تالف، حفص بن عمر
الحبطي، قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال مرة: ليس بثقة ولا
مأمون، أحاديثه أحاديث كذب.
وقال الأزدي: متروك.
وقال ابن عدي: ليس له إلاَّ
اليسير من الحديث وأحاديثه غير محفوظة.
وقال الخطيب:
"روى هذا الحديث همام بن
يحيى، وداود بن الزبرقان عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عمر.
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر
لنا أبو سعيد محمد بن يحيى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم وذهب أصله
به".
وفي الباب عن ابن عمر أيضا،
قال: قال رسول الله ﷺ:
"{قل هو الله أحد} تعدل
ثلث القرآن، و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن. وكان يقرأ بهما في
ركعتي الفجر، وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر".
وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث
رقم (154).
وأما حديث
أبي الدرداء:
فأخرجه الطبراني كما في
"الترغيب والترهيب" للمنذري 1/ 223، و"مجمع الزوائد" للهيثمي
2/ 217 عن أبي الدرداء، قال:
"أوصاني خليلي ﷺ بثلاث:
بصوم ثلاثة أيام من كل شهر، والوتر قبل النوم، وركعتي الفجر".
وقال المنذري:
"رواه الطبراني في
(الكبير) بإسناد جيد، وهو عند أبي داود - (1433) - وغيره خلا قوله (وركعتي الفجر)،
وذكر مكانهما (ركعتي الضحى)".
وقال الهيثمي:
"رواه أبو داود - (1433)
- خلا قوله: وركعتي الفجر، رواه الطبراني في (الكبير) ورجاله رجال الصحيح".
وأما حديث
أبي هريرة:
فأخرجه أبو داود (1258)،
وأحمد 2/ 405، والطحاوي 1/ 299، وفي "شرح مشكل الآثار" (4134)، والخطيب
في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 246 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق
المدني، عن محمد بن زيد بن قنفذ، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن
النبي ﷺ، قال:
"لا تدعوا ركعتي الفجر،
وإن طردتكم الخيل".
وإسناده ضعيف، ابن سيلان:
مجهول، قال البرقاني في "سؤالاته للدارقطني" (390):
"قلت للدارقطني: محمد بن
زيد بن مهاجر، عن ابن سيلان من هو؟ فقال: قد قيل: اسمه عيسى، وقيل: عبد ربه،
مدينيٌّ يُعتبر به".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 241 حدثنا
حفص بن غياث، عن محمد بن زيد، عن عبد ربه، قال: سمعت أبا هريرة: موقوفا.
وأخرجه جعفر الخلدي في "فوائده" (225) مطبوع ضمن مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية، وابن المظفر في "حديث شعبة" (184) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال: حدثني الحسن بن علي الراسبي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله التميمي، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ:
"لا تدعوا ركعتي الفجر،
وإن طردتكم الخيل".
وإسناده واهٍ، أحمد بن محمد
بن الحجاج بن رشدين المصري: اتهمه أحمد بن صالح بالكذب في قصة حكاها ابن عدي في
"الكامل" 1/ 326.
وأخرجه الرافعي في
"أخبار قزوين" 4/ 19-20 من طريق عبد الله بن محمد الهاشمي البصري، حدثنا
المنذر بن زياد، حدثنا محمد بن المنكدر، عن أبي هريرة به.
وإسناده ضعيف جدا، المنذر بن
زياد: متروك.
وعبد الله بن محمد الهاشمي
البصري: لم أتبيّنه، فإن كان هو عبد الله بن محمد بن القاسم مولى جعفر بن سليمان
الهاشمي، فقد ذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 44، وقال:
"يروي عن يزيد بن هارون
المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
يستفاد من
أحاديث الباب
فضل ركعتي الفجر وتأكّد
سُنيّتهما، وأنهما من أشرف التطوع لمواظبته ﷺ عليهما وملازمته لهما.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
٭ ٭ ٭