words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

السبت، 28 يناير 2023

ما يقال عند المصيبة


(375) "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها إلا أَجَرَهُ الله في مصيبته، وأخلف له خيرا منها. قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله ﷺ، قالت: ثم عزم الله عز وجل لي، فقلتها، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها، قالت: فتزوجت رسول الله ﷺ".

 

أخرجه مسلم (918- 5)، وأحمد 6/ 309، والطبراني 23/ (692) و (958)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2058)، والبيهقي في "الشعب" (9247) و (9248)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 183، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 446- 447 عن ابن نمير، ومسلم (918- 3)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2056)، والبيهقي 4/ 65، وفي "الآداب" (753)، وفي "الدعوات الكبير" (624)، والبغوي في "شرح السنة" (1463) من طريق إسماعيل بن جعفر - وهو في "حديثه" (421) -، ومسلم (918- 4)، والطبراني 23/ (957)، وفي "الدعاء" (1231)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2057)، وابن عبد البر 3 /182- 183، وابن حزم في "المحلى" 5/ 157 من طريق أبي أسامة، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 306 من طريق سليمان بن بلال، والواحدي في "تفسيره" (58)، والرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 140 من طريق عقبة بن خالد السكوني، والبغوي في "شرح السنة" (1461) و (1462)، وفي "التفسير" (107) من طريق محاضر بن المورع، ستتهم عن سعد بن سعيد، قال: أخبرني عمر بن كثير، عن ابن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكره.

 وقال الدارقطني في "العلل" (3969):

"يرويه عمر بن كثير بن أفلح، واختلف عنه:

فرواه سعد بن سعيد بن قيس الأنصاري، عن عمر بن كثير، عن ابن سفينة، عن أم سلمة.

وخالفه ابن لهيعة، فرواه عن سعيد بن أبي هلال والأول أصح".

 

وله طرق عن أم سلمة:

 

1 - أخرجه مسلم (919)، والترمذي (977)، وابن ماجه (1447)، وأحمد 6/ 291 و 306، وإسحاق بن راهويه (1908)، وابن أبي شيبة 3/ 236، والطبراني 23/ (940)، وفي "الدعاء" (1151)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2055)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 181- 182 عن أبي معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ:

"إذا حضرتم الميت، أو المريض، فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. قالت: فلما مات أبو سلمة، أتيت النبي ﷺ، فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات، فقال: قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة. قالت: فقلت، فأعقبني الله عز وجل من هو خير لي منه محمدا ﷺ".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

 وأخرجه النسائي (1825)، وفي "الكبرى" (1964) و (10841)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1069)، وأحمد 6/ 306 عن يحيى بن سعيد القطان، وإسحاق بن راهويه (1907) عن عيسى بن يونس، وعبد بن حميد (1537)، والبيهقي 3/ 383- 384 و 384 عن عبيد الله بن موسى، وأبو يعلى (6964) من طريق جرير، والطبراني في "الصغير" (631)، وفي "الدعاء" (1149) - وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 62 - من طريق عيسى بن الضحاك، والطبراني في "الدعاء" (1150) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والحاكم 4/ 16 من طريق أبي أسامة، والبيهقي 4/ 64 من طريق ابن نمير، والبغوي في "شرح السنة" (1461) من طرق محاضر بن المورع، تسعتهم عن الأعمش به.

وأخرجه أبو داود (3115)، وابن حبان (3005) عن محمد بن كثير العبدي، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (863) و (864) من طريق أبي حذيفة،كلاهما عن الثوري، عن الأعمش به.

وأخرج الشطر الأول منه أحمد 6/ 322، والطبراني 23/ (722)، وفي "الدعاء" (1148) عن عبد الرزاق - وهو عنده في "المصنف" (6066) -، والطبراني في "الدعاء" (1148) من طريق عبد الصمد بن حسان المروزي، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن الفضل بن دكين عاليا" (62) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن الثوري، عن الأعمش به.

وأخرجه الطبراني 23/ (723) من طريق يحيى الحماني، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ:

"إذا أصيب أحدكم بمصيبة، فليقل: اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيرا بها. فلما مات أبو سلمة، فقلت: من يعقبني الله بعد أبي سلمة، قالت: فأعقبني الله خيرا منه محمدا رسول الله ﷺ".

وشريك: سيئ الحفظ.

وأخرجه الطبراني 23/ (725)، وفي "الدعاء" (1234) من طريق محمد بن فضيل، عن أبي إسحاق الشيباني، عن واصل، عن أبي وائل، قال: قالت أم سلمة رضي الله عنها:

"لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قلت: يا رسول الله كيف أقول؟ قال: قولي: اللهم اغفر له، وأعقبني منه عقبى نافعة. فقلتها فأعقبني رسول الله ﷺ".

ورجال إسناده ثقات.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1152) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم سلمة به.

وعمرو بن أبي قيس: صدوق له أوهام، والمحفوظ أن أبا وائل يرويه عن أم سلمة بلا واسطة.

 

2 - أخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 236 - ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 89 - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أم سلمة زوج النبي ﷺ، أن رسول الله ﷺ قال:

"من أصابته مصيبة فقال كما أمر الله {إنا لله وإنا إليه راجعون}، اللهم أجرني في مصيبتي، وأعقبني خيرا منها إلا فعل الله ذلك به. قالت أم سلمة: فلما توفي أبو سلمة، قلت ذلك. ثم قلت: ومن خير من أبي سلمة، فأعقبها الله رسوله ﷺ فتزوجها".

وقال أبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" (ص 104):

"ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة مقطوع قاله ابن عبد البر وغيره".

 

3 - أخرجه أحمد 4/ 27- 28، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7413) من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن أم سلمة، قالت:

"أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله ﷺ فقال: لقد سمعت من رسول الله ﷺ قولا فسررت به، قال: لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته، ثم يقول: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا فعل ذلك به. قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منه، ثم رجعت إلى نفسي قلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي استأذن عليّ رسول الله ﷺ وأنا أدبغ إهابا لي، فغسلت يدي من القرظ وأذنت له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد عليها فخطبني إلى نفسي، فلما فرغ من مقالته، قلت: يا رسول الله، ما بي أن لا تكون بك الرغبة في، ولكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن، وأنا ذات عيال، فقال: أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل منك، وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي. قالت: فقد سلّمتُ لرسول الله ﷺ، فتزوجها رسول الله ﷺ، فقالت أم سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسولَ الله ﷺ".

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/ 246 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت:

"جاءني أبو سلمة يوما فقال لي: سمعت من رسول الله ﷺ كلاما لهو أحب إلي من حمر النعم، قال سمعته وهو يقول: ما من عبد مؤمن تنزل به مصيبة فيقول الذي أمره الله به، ثم يقول اللهم آجرني في مصيبتي، وعوضني عنها خيرا منها، إلا أجره الله بمصيبته وأعاضه خيرا منها".

وقال الترمذي في "السنن" (2916):

"قال محمد - يعني: البخاري -: لا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعا من أحد من أصحاب النبي ﷺ إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي ﷺ. وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن - يعني الدارمي - يقول: لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي ﷺ...".

 

4 - أخرجه أحمد 6/ 320 و 321 من طريق إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، قال: حدثني عبد العزيز ابن بنت أم سلمة، عن أم سلمة:

"أن أبا سلمة لما توفي عنها، وانقضت عدتها، خطبها رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله، إن في ثلاث خصال: أنا امرأة كبيرة، فقال رسول الله ﷺ: أنا أكبر منك. قالت: وأنا امرأة غيور، قال: أدعو الله عز وجل، فيذهب عنك غيرتك. قالت: يا رسول الله، وأنا امرأة مصبية، قال: هم إلى الله وإلى رسوله. قال: فتزوجها رسول الله ﷺ. قال: فأتاها، فوجدها ترضع، فانصرف، ثم أتاها، فوجدها ترضع، فانصرف، قال: فبلغ ذلك عمار بن ياسر، فأتاها، فقال: حلت بين رسول الله ﷺ وبين حاجته، هلم الصبية، قال: فأخذها، فاسترضع لها، فأتاها رسول الله ﷺ، فقال: أين زناب؟ يعني زينب، قالت: يا رسول الله، أخذها عمار، فدخل بها، وقال: إن بك على أهلك كرامة. قال: فأقام عندها إلى العشاء، ثم قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك، سبعت لسائر نسائي، وإن شئت، قسمت لك. قالت: لا، بل اقسم لي".

وأخرجه أحمد 6/ 321 من طريق إسماعيل بن عبد الملك، عن عبد العزيز ابن ابنة أم سلمة، عن أم سلمة، أنه بلغها أن النبي ﷺ قال:

"ما من أحد من المسلمين يصاب بمصيبة، فيقول: إنا لله، وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف علي بخير منها، إلا فعل به ذلك. قالت: فقلت هذا، فأجرني الله في مصيبتي، فمن يخلف علي مكان أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتها، خطبها رسول الله ﷺ".

وإسناده ضعيف، عبد العزيز ابن بنت أم سلمة: مجهول.

وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء: ليس بالقوي.

 

5 - أخرجه الطيالسي (1446) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" 23/ (550)، وفي "الدعاء" (1233) - حدثنا المسعودي، قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبة، يحدث عن أم سلمة، عن أبي سلمة، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأعقبني منها خيرا منها إلا أعطاه الله ذلك. قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: اللهم أجرني في مصيبتي وأردت أن أقول: وأعقبني خيرا منها، فقلت: من خير من أبي سلمة؟ ثم قلتها فأرجو أن يكون قد أجرني في مصيبتي وأعقبت برسول الله ﷺ".

وعند الطبراني: (عن أبي سلمة، عن أم سلمة).

وإسناده ضعيف، المسعودي: صدوق اختلط قبل موته، وقد سمع منه الطيالسي بعد الاختلاط.


6 - أخرجه الترمذي (3511) من طريق عمرو بن عاصم، والنسائي في "الكبرى" (10842)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1070) من طريق آدم بن أبي إياس، والطبراني 23/ (497) من طريق محمد بن كثير العبدي، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، عن أبي سلمة، أن رسول الله ﷺ، قال:

"إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرا. فلما احتضر أبو سلمة، قال: اللهم اخلف في أهلي خيرا مني، فلما قبض، قالت أم سلمة: إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب مصيبتي فأجرني فيها".

وقال الترمذي:

"هذا حديث غريب من هذا الوجه".

 واختلف فيه على حماد بن سلمة:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10844)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1072) من طريق محمد بن كثير المصيصي، وأحمد 4/ 27 عن روح بن عبادة، وأحمد 6/ 313- 314، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 89- 90 عن عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت، قال: حدثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن أبي سلمة به.

وأخرجه أبو داود (3119)، والحاكم 4/ 16 عن موسى بن إسماعيل، والنسائي (3254)، وفي "الكبرى" (5375) و (10843)، وأحمد 6/ 317- 318، وابن حبان (2949)، والبيهقي 7/ 131 عن يزيد بن هارون، وأبو يعلى (6907)، وابن حبان (2949)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (580)، والبيهقي 7/ 131 عن إبراهيم بن الحجاج السامي، والطبراني 23/ (507) من طريق أبي عمر الضرير، أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبي ﷺ.

وأخرجه الحاكم 2/ 178 من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، حدثني عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، عن النبي ﷺ.

وأخرجه أحمد 6/ 314 - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 245 - عن عفان، وعبد الرزاق (6701) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5754)، والطبراني في "الدعاء" (1230) -، كلاهما (عفان بن مسلم، وعبد الرزاق) عن جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، قال: أخبرني عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، عن زوجها أبي سلمة به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5755)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 354 من طريق زهير بن العلاء، حدثنا ثابت البناني، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن النبي ﷺ.

وأخرجه أحمد 6/ 314 عن عفان، وابن الجارود في "المنتقى" (706) من طريق سعيد بن سليمان، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة، عن النبي ﷺ به.

وأخرجه أبو يعلى (6908) عن هدبة بن خالد، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: حدثني ابن أم سلمة، أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة، فقال: لقد سمعت حديثا من رسول الله ﷺ...الحديث.

وقال الدارقطني في "العلل" (3961):

"يرويه ثابت البناني، واختلف عنه:

فرواه جعفر بن سليمان الضبعي، وزهير بن العلاء، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة.

وخالفه حماد بن سلمة، رواه عن ثابت، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة.

وقال سليمان بن المغيرة: عن ثابت، عن ابن أم سلمة، ولم يسمه، عن أم سلمة. وقول حماد بن سلمة أشبهها بالصواب".

وأخرجه ابن ماجه (1598)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 87- 88، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (308)، والطبراني في "الدعاء" (1229)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 185، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 3، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 188- 189 و 23/ 543 من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن أبي سلمة به.

وسقط من مطبوع "الطبقات الكبرى": عمر بن أبي سلمة.

وإسناده ضعيف، عبد الملك بن قدامة: ضعيف.

 

وجاء في الاسترجاع عند المصيبة أحاديث عن الحسين بن علي، وابن عباس، وأنس:

 

 أما حديث الحسين بن علي:

فأخرجه ابن ماجه (1600)، وابن أبي شيبة في "المسند" (790)، والدولابي في "الكنى" (1858) عن وكيع بن الجراح، وأحمد 1/ 201 - ومن طريقه الضياء في "الأمراض والكفارات" (27) - عن يزيد بن هارون، وأحمد 1/ 201 - ومن طريقه الضياء في "الأمراض والكفارات" (27) -، والحارث بن أبي أسامة (260) عن عباد بن عباد، وأبو يعلى (6777) - وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (559)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ 111 -، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 88، والطبراني 3/ (2895)، وفي "الأوسط" (2768) و (4944)، والبيهقي في "الشعب" (9246) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي، وأبو يعلى (6778) عن حوثرة بن أشرس، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (167) من طريق إسرائيل، والمحاملي في "أماليه" (353) - ومن طريقه الدمياطي في "التسلي والاغتباط" (37) - من طريق إسماعيل ابن علية، سبعتهم عن هشام بن زياد، عن أمه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، قال: قال النبي ﷺ:

"من أصيب بمصيبة، فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعا، وإن تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب".

ووقع في مطبوع "الكنى"، و"عمل اليوم والليلة"، و"المجروحين": (عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين).

ووقع في مطبوع "المعجم الكبير": (هشام أبو المقدام، عن أمه فاطمة بنت الحسين).

وإسناده ضعيف جدا، هشام بن زياد: متروك.

 

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 707 طبعة هجر، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1421)، والطبراني 12/ (13027)، والبيهقي في "الشعب" (9240) من طريق أبي صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}، قال:

"أخبر الله سبحانه أن المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة، كتب الله له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى، وقال رسول الله ﷺ: من استرجع عند المصيبة، جبر الله مصيبته، وأحسن عقباه، وجعل له خلفا صالحا يرضاه".

وإسناده ضعيف، فيه علتان:

الأولى: الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، قال أبو حاتم كما في "المراسيل" (508):

"علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مرسل إنما يروي عن مجاهد، والقاسم بن محمد، وراشد بن سعد، ومحمد بن زيد".

وقال ابن حبان في "الثقات" 7/ 211:

"يروى عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره".

الثانية: أبو صالح هو كاتب الليث بن سعد: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة كما في "التقريب".

وأخرج الطبراني 12/ (12411)، وفي "الدعاء" (1228)، والخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (1060) من طريق محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، حدثنا أبي، حدثني عمر بن الخطاب رجل من أهل الكوفة، عن سفيان بن زياد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ:

"أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة: {إنا لله وإنا إليه راجعون}".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي: متروك.

 

وأما حديث أنس:

فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2315) حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المروزي، حدثنا عمي، عن جدي عمرو بن مصعب، حدثنا الحارث بن النعمان أبو النضر، حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن أنس بن مالك، عن رسول الله ﷺ، قال:

"من ذكر مصيبة أو ذكرت له فاسترجع عند ذكرها جدد الله له ثوابها".

 وإسناده تالف، أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب: متهم بالكذب.

وعم أحمد بن محمد، وجده عمرو بن مصعب: لم أجد لهما ترجمة.

وعثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني: ضعيف.

 

غريب الحديث

 

(مصيبتي) المصيبة: الحالة التي تصيب الإنسان، غلب فيما يصيبه من المكروه.

 

(أخلف) بفتح الهمزة وكسر اللام، والإخلاف: جعل كل شيء مكان ما ذهب وفات، أي: هب لي خيرًا من مصيبتي، أي: مما فات بهذه المصيبة، والمراد الثواب أو البدل مما فات.

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: تعليم ما يقال عند المصيبة، وهو قول ينبغي لمن أصيب بمصيبة في مال أو جسم أن يقتصر على ذلك، وعليه أن يفزع إليه تأسيًا بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

 

ثانيًا: أن من استرجع وقال هذا الدعاء عند المصيبة: آجره الله في مصيبته وأعقبه خيرًا منها، كما قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها}.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 


السبت، 14 يناير 2023

كشف الغطاء عن وجه الميت وتقبيله

 

(374) "أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرسه من مسكنه بالسنح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها، فتيمم النبي ﷺ وهو مسجى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبله، ثم بكى، فقال: بأبي أنت يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها".

 

أخرجه البخاري (1241)، والنسائي (1841)، وفي "الكبرى" (1980)، وأحمد 6/ 117، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 265- 266 و 270، وابن حبان (6620)، والبيهقي 3/ 406 من طريق عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني معمر، ويونس، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة، أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أخبرته، قالت: فذكره.

وأخرجه عبد الرزاق (6774) و (9755) و (20948) - وعنه أحمد 1/ 334 و 367، وابن الأعرابي في "القبل والمصافحة" (30) و (31)، والطبراني 10/ (10723)، والحاكم 2/ 295 - عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عباس به.

وأخرجه البخاري (4452)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 215 من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عائشة به.

وأخرجه البخاري (3667) و (3668)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2437) و (2438)، والبيهقي 8/ 142، وفي "الاعتقاد" (ص 346- 348)، والبغوي في "شرح السنة" (2488) عن إسماعيل بن أبي أويس، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 268- 269 عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة به مطولا.

وأخرجه النسائي (1839)، وفي "الكبرى" (1978) و (7073) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:

"أن أبا بكر قبل بين عيني النبي ﷺ وهو ميت".

وأخرجه ابن ماجه (1627) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت:

"لما قبض رسول الله ﷺ، وأبو بكر عند امرأته ابنة خارجة بالعوالي، فجعلوا يقولون، لم يمت النبي ﷺ، إنما هو بعض ما كان يأخذه عند الوحي، فجاء أبو بكر، فكشف عن وجهه وقبل بين عينيه وقال: أنت أكرم على الله أن يميتك مرتين، قد والله مات رسول الله ﷺ، وعمر في ناحية المسجد يقول: والله ما مات رسول الله ﷺ، ولا يموت حتى يقطع أيدي أناس من المنافقين كثير وأرجلهم، فقام أبو بكر، فصعد المنبر فقال: من كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت، ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين}، قال عمر: فلكأني لم أقرأها إلا يومئذ".

وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة: ضعيف.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (392)، وأحمد 6/ 31، وإسحاق بن راهويه (1333)، وابن أبي شيبة 3/ 385، وأبو يعلى (48)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 228- 229، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 213- 215، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 295- 296، والبغوي في "الأنوار" (1206) عن مرحوم بن عبد العزيز، وأحمد 6/ 219- 220، وابن راهويه (1718)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 265 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما مطولا ومختصرا عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة:

"أن أبا بكر دخل على النبي ﷺ بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه، وقال: وانبياه، واخليلاه، واصفياه".

وإسناده حسن.

وأخرجه أبو يعلى (4962) مطولا من طريق عوبد بن أبي عمران، عن أبيه، عن يزيد بن بابنوس به.

وعوبد: ضعيف.

وأخرجه البخاري (4455- 4458) و (5709)، والترمذي في "الشمائل" (391)، والنسائي (1840)، وفي "الكبرى" (1979) و (7074)، وابن ماجه (1457)، وأحمد 1/ 229 و 6/ 55، وابن أبي شيبة 3/ 385 و 14/ 558، وأبو يعلى (27)، وابن المنذر في "الأوسط" (2932)، وابن حبان (3029)، والبغوي (1471) من طريق سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، وابن عباس:

"أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي ﷺ بعد موته".

وأخرج أبو داود (3163)، والترمذي (989)، وفي "الشمائل" (327)، وابن ماجه (1456)، وأحمد 6/ 43 و 55- 56 و 206، وإسحاق بن راهويه (921) و (922)، وعبد الرزاق (6775)، وعبد بن حميد (1526)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 396، والطحاوي 4/ 293، وابن الأعرابي في "معجمه" (2119)، وفي "القبل والمعانقة" (27) و (28)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1005) و (1006)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 389، والحاكم 1/ 361 و 3/ 190، وابن بشران في "أماليه" (768)، والبيهقي 3/ 407، والبغوي في "شرح السنة" (1470) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 3/ 385 عن سفيان بن عيينة، والطيالسي (1518) و (1527) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 105- 106، وفي "معرفة الصحابة" (4917) -، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2086)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1007) عن قيس بن الربيع، ثلاثتهم عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت:

"قبل رسول الله ﷺ عثمان بن مظعون وهو ميت، حتى رأيت الدموع تسيل على وجهه".

 وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وقال الحاكم:

"هذا حديث متداول بين الأئمة إلا أن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيد الله" وأقره الذهبي!

قلت: إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله: ضعفه ابن معين، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.

وخالفهم عبد الله العمري:

فأخرجه البزار في "مسنده" (3821) من طريقه، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رضي الله عنه، قال:

"رأيت النبي ﷺ قبل عثمان بن مظعون بعد ما مات".

وهذا منكر، فالعمري: ضعيف.

وأخرجه الذهبي في "سير النبلاء" 5/ 481 من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، قالت:

"لما مات عثمان بن مظعون كشف النبي ﷺ الثوب عن وجهه، وقبل بين عينيه، ثم بكى بكاء طويلا، فلما رفع على السرير، قال: طوباك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا، ولم تلبسها".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير: قال النسائي، والدارقطني: متروك.

وقال البخاري: منكر الحديث.

وأخرجه الطبراني 24/ (855)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7753) من طريق عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، حدثني أبي، عن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون:

"أن رسول الله ﷺ قبل عثمان بن مظعون على خده بعد ما مات، ولا يعلم قبل أحدا غيره".

وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب: قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يهولني كثرة ما يُسْنِد.

وعثمان بن إبراهيم بن محمد بن حَاطِب: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: روى عنه ابنه أحاديث منكرة. قلت: فما حاله؟ قال: يكتب حديثه وهو شيخ.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 105 من طريق سيار بن حاتم، حدثنا جعفر يعني ابن سليمان، حدثنا أيوب، عن عبد ربه بن سعيد المدني: مرسلا.

وأخرجه الطبراني 10/ (10826)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 105، وفي "معرفة الصحابة" (4921) من طريق عمرو بن الحارث، أن سالما أبا النضر حدثه، عن زياد مولى ابن عياش، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ دخل على عثمان بن مظعون يوم مات، فأحنى عليه كأنه يوصيه، ثم رفع رأسه فرأوا في عينيه أثر البكاء، ثم أحنى عليه الثانية، ثم رفع رأسه فرأوه يبكي، ثم أحنى عليه الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه قد مات، فبكى القوم، فقال النبي ﷺ: مه، إنما هذا من الشيطان، فاستغفروا الله. ثم قال: أذهب عنك أبا السائب، فلقد خرجت ولم تتلبس منها بشيء".

وهذا إسناد صحيح إن كان سمعه زياد مولى ابن عياش من ابن عباس.


وله شاهدان من حديث ابن عمر، وأبي هريرة:

 

أما حديث ابن عمر:

فأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 553، وأبو سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (78)، و "الرد على المريسي" 1/ 518، والبزار (103) و (5991)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (449)، والذهبي في "العلو" (165) و (166) عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

"لما قبض رسول الله ﷺ كان أبو بكر في ناحية المدينة، فجاء فدخل على رسول الله ﷺ وهو مسجى، فوضع فاه على جبين رسول الله ﷺ فجعل يقبله ويبكي ويقول: بأبي وأمي، طبت حيا وطبت ميتا، فلما خرج مر بعمر بن الخطاب وهو يقول: ما مات رسول الله ﷺ ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين، قال: وكانوا قد استبشروا بموت رسول الله ﷺ فرفعوا رءوسهم، فقال: أيها الرجل، اربع على نفسك فإن رسول الله قد مات، ألم تسمع الله يقول: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون}، قال: ثم أتى المنبر فصعده فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} حتى ختم الآية، ثم نزل وقد استبشر المسلمون بذلك واشتد فرحهم، وأخذت المنافقين الكآبة، قال عبد الله بن عمر: فوالذي نفسي بيده، لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت".

وقال البزار:

"ولا نعلم روى هذا الحديث عن نافع إلا فضيل بن غزوان، ولا نعلم رواه عن فضيل إلا ابنه محمد بن فضيل".

وإسناده على شرط الشيخين، وقال الذهبي:

"هذا حديث صحيح قد أخرجه البخاري في (تاريخه) تعليقا لفضيل بن غزوان".

 

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3022) حدثنا عبد الرحمن بن جابر، حدثنا بشر بن شعيب، حدثنا أبي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

"لما توفي رسول الله ﷺ دخل أبو بكر المسجد وعمر يكلم الناس، فمضى حتى دخل بيت رسول الله ﷺ الذي توفي فيه، فكشف عن وجه رسول الله ﷺ رداء كان مسجى عليه، فنظر إلى وجهه، ثم أكب عليه فقبله، فقال: بأبي وأمي لا يجمع الله عليك موتتين أبدا، لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها، ثم خرج إلى المسجد، فقال: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ثم تلا هذه الآية {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}".

وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن جابر الطائي: مجهول، ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" 1/ 463، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 127 ضمن تلاميذ بشر بن شعيب بن أبي حمزة، وذكره المزي أيضا 18/ 214 ضمن تلاميذ عبد العزيز بن موسى الحمصي البهراني، وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" 6/ 771، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 1/ 359، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.

 

وفي الباب عن جابر:

أخرجه البخاري (1244) و (4080)، ومسلم (1471- 130)، والنسائي (1845)، وفي "الكبرى" (1984) و (8190)، وأحمد 3/ 298، والطيالسي (1817)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 561، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1666)، وأبو عوانة (10858) طبعة الجامعة الإسلامية، وابن حبان (7021)، والطبراني 24/ (905)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7795)، والبيهقي 3/ 407، وفي "دلائل النبوة" 3/ 297- 298، وفي "عذاب القبر" (79)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 325 من طرق عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:

"لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكي، وينهوني عنه، والنبي ﷺ لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي ﷺ: تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".

وأخرجه البخاري (1293) و (2816)، ومسلم (2471- 129)، والنسائي (1842)، وفي "الكبرى" (1981)، وأحمد 3/ 307، والحميدي (1261) و (1262)، وأبو يعلى (2021)، وأبو عوانة (10857) طبعة الجامعة الإسلامية، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 324 عن سفيان بن عيينة، ومسلم (1471- 130)، وعبد الرزاق (6693)، وأبو عوانة (10860) عن معمر، ومسلم (1471- 130)، وأبو عوانة (10859) من طريق ابن جريج، ومسلم (1471- 130)، والفريابي في "دلائل النبوة" (53)، وأبو عوانة (10861) و (10862) من طريق عبد الكريم الجزري، والطبراني في "الأوسط" (1042)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4345) من طريق معقل بن عبيد الله، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 154- 155 و 5/ 106- 107 من طريق عمرو بن قيس، ستتهم عن محمد بن المنكدر به.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 561، وابن الأعرابي في "القبل والمصافحة" (29) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

"لما قتل أبي يوم أحد، أتيته وهو مسجى، فجعلت أكشف عن وجهه وأقبله، والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم يراني فلم ينهني".

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي: ضعفوه وتركه النسائي.

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: جواز كشف الغطاء عن وجه الميت وتقبيله.

 

ثانيًا: أنه يجوز البكاء على الميت إذا تجرد عن فعل محرم من ندب ونياحة وتسخط بقضاء الله وقدره المحتوم، والجزع الذي يناقض الانقياد والاستسلام له.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 

تسجية الميت

 

(373) "سجي رسول الله ﷺ حين مات بثوب حبرة".

 

أخرجه البخاري (5814)، ومسلم (942)، وأبو داود (3120)، والنسائي في "الكبرى" (7075) و (7079)، وأحمد 6/ 89 و 153 و 269، وإسحاق بن راهويه (1065)، وابن أبي شيبة 3/ 261، وعبد الرزاق (6266) طبعة دار التأصيل، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 264، وابن المنذر في "الأوسط" (2929)، وابن الأعرابي في "معجمه" (2235)، وابن حبان (6625)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2108) و (2109) و (2110)، والبيهقي 3/ 385، وفي "السنن الصغير" (1019)، والبغوي في "شرح السنة" (1469) من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: فذكره.

وأخرجه أبو داود (3149)، والنسائي في "الكبرى" (7080)، وأحمد 6/ 161، وأبو يعلى (4582)، وابن حبان (6626)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (231)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 159، والبيهقي 3/ 401، وفي "دلائل النبوة" 7/ 248، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 140 عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت:

"أدرج رسول الله ﷺ في ثوب حبرة، ثم أخر عنه".

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 55/ 119 من طريق محمد بن كثير المصيصي، حدثنا الأوزاعي به.

وقال الدارقطني في "العلل" (3654):

"يرويه الزهري، واختلف عنه:

فرواه صالح بن كيسان، وشعيب، وعقيل، ومعمر، ويونس، وإسحاق بن راشد، وعمر بن سعيد، وعبد الله بن بشر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة.

وخالفهم الأوزاعي، فرواه عن الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.

والصحيح: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة.

ورواه عمرو بن أبي عمرو، وعبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، عن عائشة.

قيل: افتقدت أحاديث الأوزاعي، فإذا فيها زيادة ليست في غيرها، وهو: (أدرج رسول الله ﷺ في ثوب حبرة) وهذا غير الأول، ما قال شيئا".

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (558) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن القاسم، عن عائشة:

"أن رسول الله ﷺ حين توفي - يعني - كفن في حلة، ثم بدا لهم فنزعوها، وكفن في ثلاثة أثواب سحولية، ثم إن عبد الرحمن بن أبي بكر أخذ تلك الحلة، فقال: تكون في كفني ثم بدا له، فقال: شيء لم يرضه الله لرسوله، لا خير فيها، فأماطه".

وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: سيء الحفظ.

وأخرجه مسلم (941)، وابن حبان (6629)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (18) من طريق علي بن مسهر، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: 

"أدرج رسول الله ﷺ في حلة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر، ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب سحول يمانية، ليس فيها عمامة، ولا قميص، فرفع عبد الله الحلة، فقال: أكفن فيها، ثم قال: لم يكفن فيها رسول الله ﷺ وأكفن فيها، فتصدق بها".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 37 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 37 من طريق محمد بن إسحاق، والحاكم 3/ 478 - وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 247 - من طريق أبي معاوية، ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:

"كفن رسول الله ﷺ في بردي حبرة، كانا لعبد الله بن أبي بكر، ولف فيهما، ثم نزعا عنه، فكان عبد الله بن أبي بكر قد أمسك تلك الحلة لنفسه حتى يكفن فيها إذا مات، ثم قال بعد أن أمسكها: ما كنت لأمسك لنفسي شيئا منع الله رسوله ﷺ أن يكفن فيه، فتصدق بها عبد الله".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 37، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (19) من طريق أنس بن عياض، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:

" كفن رسول الله ﷺ في ثوبين حبرة كانا لعبد الرحمن بن أبي بكر، ثم نزعا عنه، فكان عبد الرحمن قد أمسك الحلة لنفسه ليكفن فيها، ثم قال بعد أن أمسكها زمانا: ما كنت لأمسك لنفسي شيئا منعه الله عز وجل رسوله ﷺ أن يكفن فيه، فتصدق بها عبد الرحمن".

وهو بهذا اللفظ شاذ، فقد تقدّم آنفا بأن الحلة لعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما.

وسيأتي أيضا من حديث عائشة في الباب الآتي، والله الموفق.

 

غريب الحديث

 

سجي: أي: غطي.

 

ثوب حبرة: بكسر الحاء وفتح الباء الموحدة، ضرب من برود اليمن.

 

يستفاد من الحديث

 

استحباب تغطية الميت حتى يغسل ويكفن، قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 10:

"وحكمته صيانته من الانكشاف وستر عورته المتغيرة عن الأعين، قال أصحابنا: ويلف طرف الثوب المسجى به تحت رأسه وطرفه الآخر تحت رجليه لئلا ينكشف عنه، قالوا: تكون التسجية بعد نزع ثيابه التي توفي فيها لئلا يتغير بدنه بسببها".


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

٭ ٭ ٭

 

الخميس، 5 يناير 2023

شدة الموت

 

(372) "إن المؤمن يموت بعرق الجبين".

 

صحيح - أخرجه الترمذي (982)، والنسائي (1828)، وفي "الكبرى" (1967)، وابن ماجه (1452)، وأحمد 5/ 350 و 357 و 360، والطيالسي (846)، والبزار (4384)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (896)، وابن حبان (3011)، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (63) - انتقاء ابن فورك، والحاكم 1/ 361، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 223، والبيهقي في "الشعب" (9735) و (9736)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 421 من طرق عن المثنى بن سعيد الضبعي، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وفي رواية: "دخل بريدة الأسلمي على رجل بخراسان وهو في الموت فإذا جبينه يرشح، فقال بريدة: الله أكبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن يموت بعرق الجبين".

وقال الترمذي:

"هذا حديث حسن، وقد قال بعض أهل الحديث: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة".

وقال الحاكم:

"هذا حديث على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: ليس شرطهما، ولا أحدهما، فلم يخرجا شيئا من حديث قتادة عن ابن بريدة، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 12:

"ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة".

ولم يتفرّد به قتادة فقد تابعه كهمس بن الحسن عند النسائي (1829)، وفي "الكبرى" (1968)، والبزار (4385) عن محمد بن معمر، عن يوسف بن يعقوب الضبعي، قال: حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة به.

ورجاله رجال البخاري.

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 124 حدثنا دران بن سفيان القطان بالبصرة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا المثنى بن سعيد القصير، عن قتادة، عن أبي بردة: مرسلا.

وقال ابن قانع:

"أخطأ في قوله: عن أبي بردة".

 

وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود:

أخرجه الترمذي (980)، وأحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (777) و (778)، والبزار (1548)، والشاشي (343) و (344) و (345)، والطبراني 10/ (10049)، وفي "الأوسط" (5902)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 235، والبيهقي في "الشعب" (9736)، والشجري في "أماليه" (2938)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1488) من طريق حسام بن المصك، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، غزا خراسان فأقام بها سنتين يصلي ركعتين ولا يجمع، وحضرت ابن عم له الوفاة فذهب يعوده فإذا هو يرشح، فقال: الله أكبر، الله أكبر، حدثني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"موت المؤمن عرق الجبين، وما من مؤمن إلا وله ذنوب يكافأ بها فيبقى عليه بقية يشدد عليه بها الموت، ولا يحب موتا كموت الحمار. يعني: الفجاءة".

وفي لفظ: "إن نفس المؤمن تخرج رشحا، ولا أحب موتا كموت الحمار".

وإسناده ضعيف، حسام بن المصك الأزدي: ضعيف، يكاد أن يترك.

وقال البيهقي:

"خالفه يونس بن عبيد عن أبي معشر فوقفه على عبد الله".

أخرجه البزار (1546)، والطبراني في "الأوسط" (1507) عن إسحاق بن زياد الأيلي، عن معلى بن أسد العمي، عن يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس به.

وإسحاق بن زياد الأيلي: ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 119، لكنه تفرّد برفعه عن معلى بن أسد، عن يزيد بن زريع، وقد رواه مسدد بن مسرهد، ومحمد بن عبد الملك القرشي، عن يزيد بن زريع، فوقفاه، وتابع يزيد بنَ زريع على وقفه: إسماعيلُ ابن علية:

فأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية" (779)، والبزار (1547) عن محمد بن عبد الملك القرشي، كلاهما (مسدد بن مسرهد، ومحمد بن عبد الملك القرشي) عن يزيد بن زريع، حدثنا يونس عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود: موقوفا. 

وأخرجه أحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (779) عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد به.

 وقال الدارقطني في "العلل" (777):

"والموقوف أصح".

وأخرجه البزار (1530)، والطبراني 10/ (10015) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 59، والشجري في "أماليه" (2926) - من طريق الحجاج بن نصير، قال: حدثنا القاسم بن مطيب، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

"موت المؤمن بعرق الجبين".

 ولفظ الطبراني: "إن نفس المؤمن تخرج رشحا، وإن نفس الكافر تسيل كما تخرج نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها".

وإسناده ضعيف، الحجاج بن نصير: ضعيف.

والقاسم بن مطيب: فيه لين.

والمحفوظ عن الأعمش وقفه:

فأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 370- 371 عن أبي معاوية الضرير، وعبد الرزاق (6772)، والبيهقي في "الشعب" (9738) عن سفيان الثوري، ووكيع بن الجراح في "الزهد" (92) ثلاثتهم عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال:

"إن نفس المؤمن ‌تخرج ‌رشحًا، وإنه قد يكون عمل السيئة فيشدد عليه عند الموت ليكون بها، وإن نفس الكافر، والفاجر ليخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار، وإنه قد يكون عمل الحسنة فهون عليه عند الموت ليكون بها".

ورواه سفيان بن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش موقوفا كما في "العلل" للدارقطني (777).

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 370 حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، قال:

"كانوا عند رجل من أصحاب عبد الله وهو مريض، فعرق جبينه، فذهب رجل يمسح عن جبينه العرق، فضرب يده، قال سفيان: إنهم كانوا يستحبون العرق للميت".

وهذا مقطوع.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 9/ 14 حدثنا حمزة بن إسماعيل الطبري، حدثنا يحيى بن عاصم البلخي، حدثنا حفص بن داود، حدثنا أبو خزيمة، حدثنا خالد (كذا) بن حسان أبو حسان، حدثنا يحيى البكاء، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

"إن المؤمن يموت بعرق الجبين".

وإسناده ضعيف جدا، حمزة بن إسماعيل الطبري: قال الدارقطني: كذاب.

ويحيى بن مسلم البكاء: ضعيف.

وخُلَيْد بن حسان، أبو حسان الهَجَري: قال ابن حبان: يخطئ ويهم.

وقال السليماني: فيه نظر.

وأخرجه الطبراني 10/ (10417) من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله رفعه قال:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن نفس المؤمن تخرج رشحا، ونفس الكافر تخرج من شدقه، كما تخرج نفس الحمار".

وخالفه عارم، وحبان بن هلال عن حماد بن زيد فوقفاه:

أخرجه الطبراني 9/ (8866) من طريق عارم أبي النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:

"إن المؤمن يخرج نفسه رشحا، وإن الكافر يخرج نفسه في شدقه كما يخرج نفس الحمار".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (10) من طريق حبان بن هلال، عن حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:

"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".

 

وفي الباب عن عائشة، وابن مسعود:


أما حديث عائشة:

فأخرجه البخاري (4446)، والنسائي (1830)، وفي "الكبرى" (1969) و (7069)، وأحمد 6/ 64 و 77، والطبراني 23/ (83)، وفي "الأوسط" (8786)، والبيهقي في "الشعب" (9733)، والبغوي في "شرح السنة" (1466) و (3827)، وفي "الأنوار" (1199) من طرق عن الليث بن سعد، قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت:

"مات النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه الترمذي (979)، وفي "الشمائل" (389)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (895)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 229 من طريق مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن عبد الرحمن بن العلاء، عن أبيه، عن ابن عمر، عن عائشة، قالت:

"ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 229- 230، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 538 من طريق عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن العلاء بن اللجلاج، عن ابن عمر، عن عائشة، قالت:

"لا أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقال الترمذي:

"وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، وقلت له: من عبد الرحمن بن العلاء؟ فقال: هو ابن العلاء بن اللجلاج، وإنما عرفه من هذا الوجه".

وأخرج البخاري (5646)، ومسلم (2570)، والنسائي في "الكبرى" (7050) و (7442)، وابن ماجه (1622)، وأحمد 6/ 181، والبيهقي في "الشعب" (9734) من طرق عن سفيان الثوري، ومسلم (2570)، وأبو يعلى (4536) من طريق جرير،كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:

"ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه البخاري (5646)، وابن أبي الدنيا في "الكفارات" (8) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (2570)، وأحمد 6/ 172 عن محمد بن جعفر، ومسلم (2570) من طريق معاذ العنبري، ومسلم (2570) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو محمد الفاكهي في "الفوائد" (215) عن بدل بن المحبر، خمستهم عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة به.

وخالفهم الطيالسي، وأبو عامر العقدي فلم يذكرا مسروقا في إسناده:

أخرجه الترمذي (2397) من طريق الطيالسي - وهو في "مسنده" (1640) -، وابن حبان (2918) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، عن عائشة به.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرج الترمذي (978) وفي "الشمائل" (388)، والنسائي في "الكبرى" (7064) و (10866)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1093)، وفي "الوفاة" (25)، وأحمد 6/ 64 و 70 و 77 و 151، وابن أبي شيبة 10/ 258، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 258، والطبراني 23/ (83)، والربعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت" (ص 27)، والحاكم 2/ 465 و 3/ 56- 57، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 207، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 217، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/ 68، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 249 من طرق عن الليث بن سعد، وأبو يعلى (4510) و (4688)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (32)، وابن بشران في "أماليه" (166) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت:

"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء، فيدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت".

وقال الترمذي:

"حديث غريب".

في إسناده موسى بن سرجس: مجهول، لم يوثقه أحدٌ، ولم يرو عنه غير يزيد بن الهاد، وأما رواية يزيد بن أبي حبيب عنه، فهو خطأ من ابن ماجه، فقد أخرجه (1623) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سرجس به.

وقال الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 286- 287:

"هذا حال يخالف جميع أصحاب الليث، فإنهم قالوا عنه، عن يزيد بن الهاد كما قال قتيبة، وقد أخرجه أحمد عن يونس بن محمد ومنصور بن سلمة وهاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن الليث، كما قال قتيبة، فوقع الاختلاف فيه على يونس، لا من يونس، فاحتمل أن يكون من ابن ماجه فلعله كان في أصله عن أبي بكر به غير منسوب، فنسبه من قبل نفسه لكون الليث مصريا ويزيد بن أبي حبيب كذلك، ثم راجعت (مسند ابن أبي شيبة) فوجدت الأمر كما ظننت، فأخرجه في مسند عائشة: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، حدثنا يزيد، عن موسى بن سرجس... فذكره، ويزيد هذا هو ابن عبد الهاد، لا ابن أبي حبيب، وقد حمل شيخنا في (شرح الترمذي) فيه على يونس، ونسبه إلى الشذوذ، وأن قتيبة وابن وهب أحفظ منه، ولا ذنب ليونس فيه، ولم يذكر شيخنا ممن رواه إلا هذين، وقد رواه أحمد عن هاشم بن القاسم ومنصور بن سلمة، وأخرجه الحاكم في تفسير سورة ق من (المستدرك) من طريق قتيبة، عن الليث، وفي المغازي من (المستدرك) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، ومن طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبيه، عن الليث، كذلك، ولله الحمد".

وأخرجه البخاري (4449) و (6510)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (31)، والطبراني 23/ (78)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 206- 207، والبغوي في "شرح السنة" (3826)، وفي "الأنوار" (1196)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 5/ 102 من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة، أخبره أن عائشة كانت تقول:

"إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فلينته، فأمرّه، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى. حتى قبض ومالت يده".

 

وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه البخاري (5647) و (5661)، ومسلم (2571)، والنسائي في "الكبرى" (7441)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2208) من طريق سفيان الثوري، والبخاري (5660)، ومسلم (2571)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (2)، وأبو يعلى (5164)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128، والبغوي في "شرح السنة" (1431) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (5648) من طريق أبي حمزة السكري، والبخاري (5667)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2209) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسملي، ومسلم (2571)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128 من طريق عيسى بن يونس، ومسلم (2571)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128 من طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، والنسائي في "الكبرى" (7463)، وأحمد 1/ 441 من طريق شعبة، وأحمد 1/ 455، والبيهقي 7/ 68، وفي "الشعب" (9315) عن محمد بن عبيد، والدارمي (2771)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 207، والشاشي (834)، والبيهقي 3/ 372، وفي "الشعب" (9315)، والبغوي في "شرح السنة" (1432) عن يعلى بن عبيد، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (69) من طريق عبيدة بن حميد، والشاشي (833) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128 من طريق علي بن مسهر، كلهم جميعا عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، قال:

"دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض، فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها".

وأخرجه مسلم (2571) عن أبي بكر بن أبي شيبة - وهو في "مصنفه" 3/ 229، وفي "مسنده" (263) -، ومسلم (2571)، والنسائي في "الكبرى" (7461) عن أبي كريب محمد بن العلاء، وأحمد 1/ 38، والطيالسي (368)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 207، وابن حبان (2937) من طريق هناد بن السري - وهو عنده في "الزهد" (410) -، وابن حبان (2937) من طريق عثمان بن أبي شيبة، والبيهقي 3/ 372 و 7/ 68، وفي "الشعب" (9316) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثمانيتهم (ابن أبي شيبة، وأبو كريب، والإمام أحمد، والطيالسي، وابن سعد، وهناد بن السري، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي) عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش به.

وقد خالف هذا الجمع: عمرو بن علي الفلاس في إسناده ومتنه:

فأخرجه البزار (1653) عنه، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله، قال:

"دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا، قال: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا الأجر - أحسبه قال -: وإني أوعك كما يوعك رجلان منكم".

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 208، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (68)، والبزار (1519) عن النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال:

"دخل ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضع يده عليه، فقال: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال: إني لأوعك وعك رجلين منكم، قال: قلت: يا رسول الله ذلك بأن لك أجرين؟ قال: أما إنه ليس من عبد مسلم يصيبه أذى فما فوقه إلا حط الله عنه من خطاياه كما تحط الشجرة ورقها".

وإسناده ضعيف، النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي: ليس بالقوي.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (225) من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، وهمام بن الحارث، عن ابن مسعود به.

وأخرجه البزار في "مسنده" (1933)، والدارقطني في "العلل" 5/ 155 من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن الأعمش به.

وقال الدارقطني في "العلل" (785):

"يرويه الأعمش واختلف عنه:

فرواه النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.

ورواه شريك، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، وهمام، عن عبد الله، قال ذلك يزيد بن هارون، عن شريك.

ورواه عمرو بن عبد الغفار، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله.

ورواه أبو معاوية، وجرير، وعبيدة بن حميد، وابن فضيل، وعيسى بن يونس، والثوري، وابن نمير، ويعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، وهو الصحيح".

 

يستفاد من الحديث

 

أن المؤمن يؤجر في النزع.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام