words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 12 سبتمبر 2021

أحكام السهو في الصلاة


ما جاء فيمن سلم من نقصان

 

(330) "صلى رسول الله ﷺ صلاة العصر، فسلم في ركعتين، فقام ذو اليدين فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال رسول الله : كل ذلك لم يكن. فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله ﷺ على الناس فقال: أصدق ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، فقام رسول الله ﷺ فأتم ما بقي من الصلاة، ثم سجد سجدتين بعد التسليم، وهو جالس".

 

أخرجه مسلم (573-99)، والنسائي (1226)، وفي "الكبرى" (579) و (1150)، وأحمد 2/ 447 و 459-460 و 532، والشافعي 1/ 121، وفي "اختلاف الحديث" 8/ 651 - مطبوع في آخر "الأم"، وفي "الأم" 1/ 147 و 7/ 194، وعبد الرزاق (3448)، وابن خزيمة (1037)، وأبو عوانة (1916) و (1917)، والطحاوي 1/ 445، وابن حبان (2251)، والبيهقي 2/ 335 و 358-359، وفي "السنن الصغير" (884)، وفي "المعرفة" (4645)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص 65)، والبغوي (759)، وفي "الأنوار" (611)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 73) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 93) عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد أنه قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.

 

وله طرق عن أبي هريرة:

 

1 - أخرجه البخاري (714) و (1228) و (7250)، وأبو داود (1009)، والترمذي (399)، والنسائي (1225)، وفي "الكبرى" (577) و (1149)، والشافعي 1/ 121، وفي "اختلاف الحديث" 8/ 651 - مطبوع في آخر "الأم"، وفي "الأم" 1/ 147، والطحاوي 1/ 444، وأبو عوانة (1915)، وابن المنذر في "الأوسط" (1569)، وابن حبان (2249) و (2686)، والبيهقي 2/ 356، وفي "المعرفة" (4634) من طرق عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 93) عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ: أصدق ذو اليدين؟ فقال الناس: نعم، فقام رسول الله ﷺ فصلى ركعتين أخريين، ثم سلم، ثم كبر، فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه مسلم (573-98)، وأبو داود (1008) و (1011)، والطحاوي 1/ 444، وأبو عوانة (1915)، وابن حبان (2688)، والدارقطني 2/ 191-192 و 193، والبيهقي 2/ 354 و 357، وفي "المعرفة" (4638)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 358-359، وابن حزم في "المحلى" 4/ 169 من طريق حماد بن زيد، ومسلم (573-97)، وأحمد 2/ 247 و 248، والحميدي (983)، وابن الجارود (243)، وابن خزيمة (1035)، وأبو عوانة (1913)، وابن المنذر في "الأوسط" (1679)، وابن حبان (2255)، والبيهقي 2/ 354 عن ابن عيينة، وأحمد 2/ 284 عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (3447) ) عن معمر، وابن خزيمة (860)، وابن حبان (2675) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الأوسط" (4723)، وتمام في "الفوائد" (381) من طريق عبد الله بن عمر، والطحاوي 1/ 444 من طريق وهيب، والصوري في "الفوائد العوالي" (3) من طريق جرير بن حازم، سبعتهم عن أيوب به مطولا ومختصرا، وفيه قال: "وأخبرت عن عمران بن حصين أنه قال: ثم سلم".

وأخرجه عبد الرزاق (3453) أخبرنا معمر، وابن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عمران بن الحصين، عن النبي ﷺ، قال:

"التسليم بعد سجدتي السهو".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8756) حدثنا مطلب بن شعيب، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أيوب السختياني، عن عبد الكريم أبي أمية، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ سجد سجدتين يوم ذي الشمالين بعد التسليم".

وقال الطبراني:

"لم يدخل أحد ممن روى هذا الحديث بين أيوب، وابن سيرين: عبد الكريم إلا سعيد بن أبي هلال، تفرد به: الليث، عن خالد بن يزيد".

وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.

وأخرجه البخاري (1229) و (6051)، والطحاوي 1/ 445، وأبو عوانة (1914)، والبيهقي 2/ 346 و 353 من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، وأبو داود (1011)، والبيهقي 2/ 354 من طريق يحيى بن عتيق، وأبو داود (1010)، وابن خزيمة (1035)، والطحاوي 1/ 444، وابن حبان (2254) من طريق سلمة بن علقمة، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين به.

وأخرجه البخاري (482)، وأبو داود (1011)، والنسائي (1224)، وفي "الكبرى" (578) و (1148)، وابن ماجه (1214)، وأحمد 2/ 234-235، والدارمي (1496)، وابن خزيمة (1035)، والطحاوي 1/ 444، وابن حبان (2253) و (2256)، والطبراني في "الأوسط" (2538)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 171، وفي "معرفة الصحابة" (2612)، والبيهقي 2/ 354، وفي "المعرفة" (4641) و (4642)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 358، والبغوي (760) من طرق عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي - قال ابن سيرين: سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا - قال: فصلى بنا ركعتين، ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد، فاتكأ عليها كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى على اليسرى، وشبك بين أصابعه، ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى، وخرجت السرعان من أبواب المسجد، فقالوا: قصرت الصلاة؟ وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول، يقال له: ذو اليدين، قال: يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: لم أنس ولم تقصر. فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، فتقدم فصلى ما ترك، ثم سلم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، فربما سألوه: ثم سلم؟ فيقول: نبئت أن عمران بن حصين، قال: ثم سلم".

وأخرجه النسائي (1235)، وفي "الكبرى" (1159)، وأبو عوانة (1925)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 132 من طريق بقية، حدثني شعبة، حدثني ابن عون وخالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ سجد في وهمه بعد التسليم".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 29 و 14/ 182 من طريق هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ تكلم ثم سجد سجدتي السهو".

وأخرجه الترمذي (394)، وابن أبي شيبة 2/ 31، وابن المنذر في "الأوسط" (1706) و (1711)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 273، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 359 من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال:

"سجد النبي ﷺ سجدتي السهو بعد ما سلم وكبر، فسجد وكبر وهو جالس، ثم رفع وكبر، ثم سجد وكبر، ثم رفع وكبر".

ولفظ الترمذي: "أن النبي ﷺ سجدهما بعد السلام".

ولفظ ابن المنذر (1706): "أن النبي ﷺ سجدهما بعد ما سلم وكلم".

ولفظ أبي نعيم: "صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر، فسلم من ركعتين، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها وفى الناس أبو بكر، وعمر...فذكر قصة ذي اليدين".

وأخرجه الطحاوي 1/ 444 من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين به، وأحال لفظه على حديث حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه النسائي (1234)، وفي "الكبرى" (576) و (1158)، والبزار (9982)، وابن خزيمة (1036)، والدارقطني 2/ 200 من طريق قتادة، عن محمد بن سيرين به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1418)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2683)، وابن منده في "معرفة الصحابة" (ص 539)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2564) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن خرباق السلمي به.

وإسناده ضعيف، سعيد بن بشير: ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3040)، وفي "الصغير" (293)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 3/ 590 و 4/ 266 من طريق أبي داود الطيالسي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، وقرة بن خالد، وهارون بن إبراهيم كلهم، حدثني عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي: الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين، فخرج سرعان الناس، فقالوا: قصرت الصلاة، قصرت الصلاة، وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه فقام إلى خشبة في المسجد كان يضع يده عليها، فقال له رجل، يقال له: ذو اليدين طويل اليدين، وكان رسول الله ﷺ يسميه: ذا اليدين. فقال: يا رسول الله، قصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: لم أنس ولم تقصر. فسأل القوم، فقالوا: صدق ذو اليدين، فرجع رسول الله ﷺ، فصلى ركعتين مثل ركوعه أو أطول، ثم سجد سجدتين".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن قرة وسعيد أخي أبي حرة وهارون بن إبراهيم إلا أبو داود، ولا رواه عن أبي داود إلا عبد الله بن عمران".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3310)، وفي "الصغير" (310) من طريق عمر بن يحيى الأبلي، قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم الضال، قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي: الظهر أو العصر، فقام في الركعتين، فقام إليه رجل يقال له: ذو اليدين، فقال: يا رسول الله، أنسيت أو قصرت الصلاة؟ قال: بل نسيتُ. فقام فصلى الركعتين، ثم سجد سجدتين وهو جالس، ثم سلم".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلا عمر بن يحيى، ولا سمعناه إلا من هذا الشيخ".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5972) من طريق علي بن نصر بن علي الجهضمي، عن طلحة بن النضر الحداني، قال: سمعت محمد بن سيرين سأله رجل عن الوهم، فقال: حدثنا أبو هريرة:

"أنه صلى مع رسول الله ﷺ صلاة من صلاة النهار، وأنه صلى ركعتين ثم سلم، فخرج سرعان الناس، فقالوا: يا رسول الله، أقصرت الصلاة؟ وفي القوم أبو بكر، وعمر فهاباه أن يكلماه، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: لم تقصر، ولم أنس. فقال رجل: بأبي وأمي نسيت، إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله ﷺ: أحق ما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: صدق يا رسول الله، فقام فركع ركعتين إلى ركعتيه الأوليين، ثم سلم، ثم سجد سجدتين نحوا من سجوده في صلاته أو أطول".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن نضر الحداني إلا علي بن نصر، ويحيى بن أبي بكير الكرماني".

وإسناده جيد.

وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 7/ 41-42، والدارقطني 2/ 199-200 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبد الله بن محمد بن سيرين، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:

"سجد رسول الله ﷺ سجدتي السهو يوم جاءه ذو اليدين بعد السلام".

وأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 331، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 4/ 32، والصوري في "الفوائد العوالي" (2)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 477-478 من طريق حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن الأشعث صاحب التوابيت، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي ركعتين، فأتاه ذو اليدين أو ذو اليد فقال: يا رسول الله، إنك لم تصل إلا ركعتين. قال: وأخذ بيده، فذهب به إلى أبي بكر وعمر والقوم معه، فقال: " أصدق هذا؟ قال: إني لم أصل إلا ركعتين ". قالوا: نعم. قال: فقام، فصلى بهم ركعتين أخريين ثم سلم، ثم سجد سجود السهو ثم سلم".

وزاد الصوري: "وصلى على محمد وأهله وسلم".

وقال الصوري:

"هذا حديث غريب من حديث أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي".

وإسناده ضعيف، الأشعث صاحب التوابيت: ضعيف.

 

2 - أخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه" (180) حدثنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ صلى ركعتين، قال محمد: حسبته يقول: من الظهر، ثم سلم فانصرف، ثم جلس فجاءه ذو اليدين، فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: كل ذلك لم يكن. قال: بلى، والذي هو أنزل عليك الكتاب، قال: ثم أقبل على القوم، فقال: بقول ذي اليدين تقولون؟ قالوا: نعم، قال: فقام فأتم الركعتين الأخيرتين".

وإسناده حسن، محمد هو ابن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي: الراجح أنه حسن الحديث.

وأخرجه النسائي (1228)، وفي "الكبرى" (566) و (1152)، وابن أبي شيبة 2/ 37، والطحاوي 1/ 445 من طريق عمران بن أبي أنس، والحميدي (984)، وابن خزيمة (1035)، والطحاوي 1/ 445 من طريق ابن أبي لبيد، كلاهما عن أبي سلمة به.

وأخرجه البخاري (715) و (1227)، وأبو داود (1014)، والنسائي (1227)، وفي "الكبرى" (565) و (1151)، وأحمد 2/ 386 و 468، وابن أبي شيبة 2/ 37، والطيالسي (2474)، والطحاوي 1/ 445، السراج في "حديثه" (1961)، والبيهقي 2/ 250 و 357 من طرق عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ الظهر أو العصر ركعتين وسلم، فقال ذو اليدين: أقصرت الصلاة يا رسول الله، أو نسيت؟ فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: أحق ما يقول؟ قالوا: نعم، فصلى ركعتين أخراوين، ثم سجد سجدتي السهو".

وقال النسائي:

"لا أعلم أحدًا ذكر عن أبي سلمة في هذا الحديث: (ثم سجد سجدتين) غير سعد".

وأخرجه مسلم (573)، وأبو عوانة (1919) من طريق علي بن المبارك، والنسائي في "الكبرى" (568)، وابن خزيمة (1038)، وأبو عوانة (1920) من طريق أبان بن يزيد العطار، والطحاوي 1/ 445 من طريق حرب بن شداد، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبو هريرة:

"أن رسول الله ﷺ صلى ركعتين من صلاة الظهر، ثم سلم فأتاه رجل من بني سليم، فقال: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله ﷺ: كل ذلك لم يكن. فقال: قد كان بعض ذلك، يا رسول الله فأقبل رسول الله ﷺ على الناس فقال: أصدق ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، يا رسول الله، فأتم رسول الله ﷺ ما بقي من الصلاة، ثم سجد سجدتين، وهو جالس بعد التسليم".

وأخرجه مسلم (573-100)، والبيهقي 2/ 357 من طريق عبيد الله بن موسى، والنسائي في "الكبرى" (567)، وأحمد 2/ 420، وابن حزم في "المحلى" 4/ 5 عن الحسن بن موسى، وأبو عوانة (1921) معلقا، والبيهقي 2/ 357، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 357 من طريق محمد بن سابق، ثلاثتهم عن شيبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير به.

وأخرجه البيهقي 2/ 340 من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا سها أحدكم فلم يدر أزاد أو نقص فليسجد سجدتين وهو جالس ثم يسلم".

وإسناده ضعيف، عكرمة بن عمار: صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب.

وأخرجه النسائي (1230)، وفي "الكبرى" (570) و (1154)، وأحمد 2/ 271، وابن خزيمة (1046)، وابن حبان (2685)، والبيهقي 2/ 358 عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (3441) ) عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي هريرة، قال:

"صلى النبي ﷺ الظهر أو العصر، فسها في ركعتين وانصرف، فقال له ذو الشمالين ابن عبد عمرو - وكان حليفا لبني زهرة: أخففت الصلاة أو نسيت؟ فقال النبي ﷺ: ما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: صدق يا نبي الله، فأتم بهم الركعتين اللتين نقص".

وأخرجه أبو داود (1013)، والنسائي (1231)، وفي "الكبرى" (571) و (1155)، وابن خزيمة (1048)، والبيهقي 2/ 358 من طريق صالح بن كيسان، وابن خزيمة (1047) من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 94)، كلاهما عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة بلاغا.

وقال ابن شهاب:

"أخبرني هذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: وأخبرنيه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وهو ابن هشام، وعبيد الله بن عبد الله".

وأخرجه أبو داود (1012)، وابن خزيمة (1040) من طريق محمد بن كثير، وأبو يعلى (5860) من طريق مبشر بن إسماعيل، كلاهما عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن

عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة به.

وأخرجه ابن خزيمة (1041) من طريق محمد بن يوسف، حدثنا الأوزاعي، حدثني الزهري، حدثني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بهذه القصة ولم يذكر أبا هريرة.

وأخرجه ابن خزيمة (1044)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2886) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن نمر اليحصبي [[1]]، سألت الزهري عن رجل سهى في صلاته؟ فقال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8681) حدثنا مطلب بن شعيب، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي

سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن أبي حثمة، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ لم يسجد يوم ذي اليدين".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الليث وابن أخي الزهري".

وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.

وأخرجه الدارمي (1497)، وابن خزيمة (1042) عن عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله، أن أبا هريرة قال:

"صلى رسول الله ﷺ صلاة الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين من إحداهما، فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي - وهو حليف بني زهرة -: أقصرت أم نسيت يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ: لم أنس ولم تقصر. فقال ذو الشمالين: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله ﷺ على الناس، فقال: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم، يا رسول الله، فقام رسول الله ﷺ فأتم الصلاة. ولم يحدثني أحد منهم أن رسول الله ﷺ سجد سجدتين وهو جالس في تلك الصلاة، وذلك فيما يرى والله أعلم من أجل أن الناس يقنوا رسول الله ﷺ حتى استيقن".

وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.

وأخرجه ابن خزيمة (1043)، وابن حبان (2252) و (2684)، والبيهقي 2/ 362 من طريق ابن وهب، أخبرني يونس به إلا أنه لم يذكر كلام الزهري في آخر الحديث.

وأخرجه النسائي (1229)، وفي "الكبرى" (569) و (1153) من طريق أبي ضمرة، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال:

"نسي رسول الله ﷺ فسلم في سجدتين، فقال له ذو الشمالين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم، فقام رسول الله ﷺ فأتم الصلاة".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (572) من طريق عقيل، وابن خزيمة (1045) من طريق الليث، كلاهما عن ابن شهاب، عن سعيد، وأبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وابن أبي حثمة، عن أبي هريرة:

"أنه لم يسجد رسول الله ﷺ يومئذ قبل السلام، ولا بعده".

ولفظ ابن خزيمة: "أن رسول الله ﷺ لم يسجد يوم ذي اليدين".

3 - أخرجه الطحاوي 1/ 445 حدثنا إبراهيم بن منقذ، قال: حدثنا إدريس، عن عبد الله بن عياش، عن ابن هرمز، عن أبي هريرة، رضي الله عنه مثله - يعني حديث أبي سلمة عن أبي هريرة - وزاد: "وسجد سجدتي السهو بعد السلام".

وإسناده ضعيف، عبد الله بن عياش: ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة.

وقال ابن يونس: منكر الحديث.

 

4 - أخرجه أبو داود (1015) - ومن طريقه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 428 - من طريق شبابة، والسراج في "حديثه" (2395) من طريق عبد الصمد بن النعمان،كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ انصرف من الركعتين من صلاة المكتوبة، فقال له رجل: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ قال: كل ذلك لم أفعل. فقال الناس: قد فعلت ذلك يا رسول الله، فركع ركعتين أخريين، ثم انصرف ولم يسجد سجدتي السهو".

وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 358:

"واختلف على ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه القصة، وقد ثبت عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، ثم عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ سجدهما".

وأخرجه الطيالسي (2438) عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ صلى ركعتين ثم سلم، فقيل: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله ﷺ: لم تقصر ولم أنس. فقال القوم: بلى يا رسول الله، فرجع رسول الله ﷺ فصلى ركعتين ثم سجد سجدتين".

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2851) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ انصرف في الركعتين في صلاة المكتوبة، فقال له ذو الشمالين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله قال: كل ذلك لم يكن. فقال الناس: قد فعلت يا رسول الله، فرجع ثم صلى ركعتين أخريين، ثم انصرف. قال ابن أبي ذئب: قال الزهري: فسألت أهل العلم بالمدينة فلم أجد أحدا يخبرني أن رسول الله ﷺ صلى لذلك سجدتي السهو".

وأخرجه الطحاوي 1/ 445 من طريق خالد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

"أن النبي ﷺ انصرف من ركعتين... فذكر نحو ذلك - يعني حديث أبي سلمة عن أبي هريرة - غير أنه لم يذكر السلام الذي قبل السجود".

 

5 - أخرجه النسائي (1233)، وفي "الكبرى" (575) و (1157) أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام".

وإسناده على شرط مسلم، وخالف عمرًا بن سواد: ربيعُ المؤذن:

أخرجه الطحاوي 1/ 439 عنه، عن ابن وهب، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك به.

فلم يذكر جعفر بن ربيعة.

 

6 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8297) حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خالد بن يوسف السمتي، حدثنا أبي، حدثنا إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة:

"أن النبي ﷺ صلى بهم فسها، فسجد سجدتي السهو".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن إدريس إلا يوسف بن خالد، تفرد به ابنه".

وإسناده تالف، يوسف بن خالد السمتي: هالك كما الذهبي، وابنه خالد: ضعيف.

وموسى بن زكريا التستري: قال الدارقطني: متروك.

وقال الخليلي: حافظ لكنه ضعيف، متكلم فيه، واتهمه أبو يحيى الساجي بالوضع.

 

وله شواهد من حديث ذي اليدين، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وابن مسعدة، وأبي العريان:

 

أما حديث ذي اليدين:

فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 4/ 77، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 386، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2655) و (2656)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 250-251، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (665)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 20-21 و 8/ 136، والطبراني 4/ (4224)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 3/ 1355-1356، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2611)، والبيهقي 2/ 366-367 و 367، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 367، وفي "الاستذكار" 1/ 509 من طرق عن معدي بن سليمان، حدثنا شعيث بن مطير، عن أبيه مطير - ومطير حاضر يصدقه - فقال: يا أبتاه، أخبرتني أنه لقيك ذو اليدين بذي خشب فأخبرك:

"أن رسول الله ﷺ صلى بهم إحدى صلاتي العشي وهي العصر فصلى بهم ركعتين ثم سلم، وخرج سرعان الناس وهم يقولون: قصرت الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر، فقال ذو اليدين: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: ما قصرت الصلاة ولا نسيت. ثم أقبل على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال: ما يقول ذو اليدين؟ قال: صدق يا رسول الله، فرجع رسول الله ﷺ وثاب الناس فصلى بهم ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو".

وإسناده ضعيف، معدي بن سليمان: ضعيف وكان عابدا.

وشعيث بن مطير: تفرّد بالرواية عنه معدي بن سليمان، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقال أبو حاتم الرازي:

"شعيث ومطير: أعرابيّان كانا يكونان في بعض قرى المدينة".

وأبوه أبو مطير: مجهول الحال كما في "التقريب"، وقد فرَّق البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 20 بينه وبين الراوي عن ذي الزوائد، فأفرد لكل واحد منهما ترجمة، وجعلهما أبو حاتم واحدًا، وإلى هذا الأخير ذهب المزّيُّ وابن حجر.

 

وأما حديث عمران بن حصين:

فأخرجه مسلم (574-101) و (102)، وأبو داود (1018)، والنسائي (1237) و (1331)، وفي "الكبرى" (580) و (610) و (1161) و (1255)، وابن ماجه (1215)، وأحمد 4/ 427 و 431 و 440-441، والشافعي 1/ 122، وابن أبي شيبة 2/ 27 و 29 و 37 و 14/ 182، والطيالسي (887)، والروياني (93) و (100) و (102)، وابن خزيمة (1054) و (1060)، وأبو عوانة (1922) و (1923) و (1924)، وابن الجارود (245)، والطحاوي 1/ 443، وفي "أحكام القرآن" (434)، وابن المنذر في "الأوسط" (1707)، وابن حبان (2654) و (2671) و (2673)، والطبراني 4/ (4182) و 18/ (464) و (465) و (466) و (467) و (468) و (470)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2563)، والبيهقي 2/ 354 و 355 و 359، وفي "المعرفة" (4668) و (4669) من طرق عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين:

"أن رسول الله ﷺ صلى العصر، فسلم في ثلاث ركعات، ثم دخل منزله، فقام إليه رجل يقال له الخرباق، وكان في يديه طول، فقال: يا رسول الله فذكر له صنيعه، وخرج غضبان يجر رداءه، حتى انتهى إلى الناس، فقال: أصدق هذا قالوا: نعم، فصلى ركعة، ثم سلم، ثم سجد سجدتين، ثم سلم".

وفي بعض الطرق: "صلى رسول الله ﷺ الظهر أو العصر...".

وأخرجه أبو داود (1039)، والترمذي (395)، وابن خزيمة (1062)، وأبو عوانة (1926)، وابن الجارود (247)، وابن المنذر في "الأوسط" (1712)، وابن حبان (2670) و (2672)، والطبراني 18/ (469)، وفي "الأوسط" (2229)، والحاكم 1/ 323، وتمام في "الفوائد" (340)، والبيهقي 2/ 354-355 و 355، والبغوي (761) من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين:

"أن النبي ﷺ تشهد في سجدتي السهو، ثم سلم".

وقال ابن المنذر:

"وقد تكلم في هذا الحديث بعض أصحابنا، وقال: روى هذا الحديث غير واحد من الثقات، عن خالد، فلم يقل فيه أحد: ثم تشهد".

وقال البيهقي:

"تفرد به أشعث الحمراني، وقد رواه شعبة ووهيب وابن علية والثقفي وهشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وغيرهم، عن خالد الحذاء لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث، عن محمد عنه.

ورواه أيوب، عن محمد قال: أخبرت عن عمران فذكر السلام دون التشهد، وفي رواية هشيم ذكر التشهد قبل السجدتين، وذلك يدل على خطأ أشعث فيما رواه".

وأخرجه النسائي (1236)، وفي "الكبرى" (609) و (1160) من طريق أشعث بن عبد الملك به، بلفظ:

"أن النبي ﷺ صلى بهم فسها، فسجد سجدتين ثم سلم".

وأخرجه الحاكم 1/ 323 من طريق أشعث به، بلفظ:

"أن النبي ﷺ صلى بهم فسها في صلاته، فسجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام".

 

وأما حديث عبد الله بن عمر:

فأخرجه أبو داود (1017)، وابن ماجه (1213)، وابن أبي شيبة 2/ 38، والبزار (5609)، وابن خزيمة (1034)، والطحاوي 1/ 443، وفي "أحكام القرآن" (433)، والبيهقي 2/ 359، وفي "المعرفة" (4665) و (4666) و (4667) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن رسول الله ﷺ سها فسلم في الركعتين، فقال له رجل يقال له ذو اليدين: يا رسول الله أقصرت أو نسيت؟ قال: ما قصرت وما نسيت. قال: إذًا، فصليت ركعتين، قال: أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم، فتقدم فصلى ركعتين ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو".

وإسناده على شرط الشيخين.

وأخرجه تمام في "الفوائد" (1784) من طريق الخضر بن أحمد بن أمية، حدثنا إبراهيم بن سلام المكي، حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام بن عروة، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن النبي ﷺ سجد سجدتي السهو بعد السلام".

وإسناده ضعيف، إبراهيم بن سلام المكي: ضعّفه الدارقطني، وقال أبو أحمد الحاكم:

"ربما روى ما لا أصل له".

والخضر بن أحمد بن أمية الحراني: لم أجد له ترجمة.


وأما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه أحمد 1/ 351 - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (217) - من طريق مطر بن طهمان، وابن أبي شيبة 2/ 36، والبزار (5199)، والطبراني 11/ (11484)، وفي "الأوسط" (5674) من طريق أشعث بن سوار، والطيالسي (2780)، والحارث بن أبي أسامة (186)، والبزار (5200)، والفاكهي في "أخبار مكة" (142)، والبيهقي 2/ 360 من طريق عسل بن سفيان، وعبد الرزاق (3492) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1573) - عن ابن جريج، وأبو يعلى (2597) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (218) - من طريق همام، والطحاوي 1/ 441 من طريق

جابر بن يزيد الجعفي، والطبراني في "الأوسط" (4649) من طريق

عمارة بن غزية، والبيهقي 2/ 360 من طريق الشعبي، ثمانيتهم عن

عطاء بن أبي رباح، قال:

"صلى بنا ابن الزبير، فسلم في الركعتين من المغرب، ثم استلم الركن، فقيل له في ذلك، فرجع وركع ركعة أخرى، وسجد سجدتين فذكر لابن عباس صنيع ابن الزبير، فقال: ما أماط عن سنة رسول الله ﷺ".

وأخرجه البزار (578) كشف، والطبراني 11/ (11673) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (154) - عن أحمد بن إسحاق الأهوازي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عكرمة، عن ابن عباس:

"أن رسول الله ﷺ صلى بهم العصر ثلاثا ونسي واحدة، فانصرف فدخل على بعض نسائه، فدخل عليه رجل من أصحابه يسمى ذو الشمالين فقال: يا رسول الله أنقصت الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قال: صليت ثلاثا، فأخذ بيده فخرج إلى قوم كانوا معه فقال: أصدق ذو اليدين؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: يزعم أني صليت ثلاثا. قالوا: صدق، فظننا أنك أمرت في ذلك بأمر، فصلى بهم ركعة، ثم سجد سجدتي السهو".

وقال الضياء:

"إسماعيل بن أبان: أراه الوراق الأزدي لا الغنوي، فإن الغنوي تكلم فيه، وهو أقدم من هذا، والله أعلم".

قلت: الذي يظهر أنه إسماعيل بن أبان الغنوي العامري - وهو متروك - لأنه هو الذي يروي عن إسماعيل بن أبي خالد.

وأخرجه البزار (579) كشف، والطبراني 11/ (11809) من طريق عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس:

"أن النبي ﷺ صلى ثلاثا وسلم، فقال ذو الشمالين: يا رسول الله أنقصت الصلاة؟ فقال النبي ﷺ: أكذلك ذا اليدين؟ قال: نعم، فركع النبي ﷺ ركعة، وسجد سجدتين".

وإسناده ضعيف جدا، جابر هو ابن يزيد الجعفي: متروك، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (3).

 

وأما حديث ابن مسعدة:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2302) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 280 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن مسعدة:

"أن النبي ﷺ صلى الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين، فقال ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال النبي ﷺ: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق، فأتم بهم الركعتين، ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس بعدما سلم".

وقال الطبراني:

"ابن مسعدة اسمه عبد الله من أصحاب النبي ﷺ، لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبد الرزاق، تفرد به إبراهيم بن محمد بن برة".

ورجال إسناده ثقات.

 

وأما حديث أبي العريان:

فأخرجه البغويّ كما في "الإصابة" 7/ 226، والطبراني 22/ (930)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6934) من طريق أبي خلدة خالد بن دينار، قال: سألت ابن سيرين قلت: أصلي وما أدري ركعتين صليت أو أربعا؟ قال: حدثني أبو العريان:

"أن النبي ﷺ صلى يوما ودخل البيت، وكان في القوم رجل طويل اليدين، وكان رسول الله ﷺ يسميه ذو اليدين، فقال ذو اليدين: يا رسول الله قصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: لم تقصر ولم أنس. قال: بل نسيت الصلاة، قال: فتقدم فصلى بهم ركعتين، ثم سلم، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم كبر، ورفع رأسه ثم كبر وسجد مثل سجوده، أو أطول ثم كبر ورفع رأسه - ولم يحفظ محمد سلم بعد أم لا -".

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/ 1713:

"أبو العريان المحاربي: روى عنه محمد بن سيرين مثل حديثه عن أبي هريرة في يوم ذي اليدين، وقيل: إنه أبو هريرة، وأبو العريان غلط من أبي خلدة، وقيل: إنه أبو العريان الهيثم بن الأسود النخعي... وقال: لا يبعد أبو العريان أن يكون صاحبا لسنه، ولرواية كبار التابعين عنه مع رواية عمرو بن حريث، وهو معدود في الصحابة".

وردّ الحافظ في "الإصابة" 7/ 227 دعوى صحبة أبي العريان الهيثم بن الأسود النخعي، فقال:

"هو خطأ، فإنّ أبا العريان النخعي لا صحبة له، ولا يثبت إدراكه".

 

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فأخرجه البزار (9981) من طريق يحيى بن أيوب، قال: حدثنا المثنى

وعمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:

"أن رسول الله ﷺ سجد يوم ذي اليدين سجدتين، سجدتي السهو".

وإسناده ضعيف، يحيى بن أيوب الغافقي: قال أبو حاتم: لا يحتج به.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

قلت: وقد اضطرب في إسناده كما سيأتي.

وقال البزار:

"وهذا الحديث رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث".

أخرجه النسائي (1234)، وفي "الكبرى" (576) و (1158)، وابن خزيمة (1036)، والدارقطني 2/ 200 من طرق عن ابن وهب، والبزار (9982) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، كلاهما عن عمرو بن الحارث، قال: حدثني قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ مثله - يعني أنه سجد سجدتي السهو يوم جاءه ذو اليدين بعد التسليم -".

 

وأما حديث معاوية بن حديج:

فأخرجه أبو داود (1023)، والنسائي (664)، وفي "الكبرى" (1640)، وأحمد 6/ 401، وابن أبي شيبة 2/ 36-37، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2452)، وابن خزيمة (1052)، والطحاوي 1/ 448، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 76، والحاكم 1/ 261، والبيهقي 2/ 359، وفي "المعرفة" (4672) من طرق عن الليث بن سعد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2453) و (2850)، وابن خزيمة (1053) - وعنه ابن حبان (2674) -، والطبراني 19/ (1048)، والحاكم 1/ 261 و 323، والبيهقي 2/ 359-360 من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، أن سويد بن قيس أخبره، عن معاوية بن حديج:

"أن رسول الله ﷺ صلى يوما فسلم وانصرف وقد بقي من الصلاة ركعة، فأدركه رجل، فقال: نسيت من الصلاة ركعة، فرجع فدخل المسجد، وأمر بلالا فأقام الصلاة، فصلى بالناس ركعة، فأخبرت بذلك الناس، فقالوا لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لا، إلا أن أراه، فمر بي، فقلت: هو هذا، فقالوا: طلحة بن عبيد الله".

وعند ابن أبي عاصم (2453)، وابن حبان، والطبراني، والحاكم 1/ 261 و 323، والبيهقي 2/ 359-360 أنها صلاة المغرب.

وإسناده صحيح.

 

يستفاد من الحديث

 

أن من سها في صلاته فترك ركعة من الصلاة أو أكثر فإنه يتم ما بقي منها، ثم يسجد سجدتين بعد التسليم وهو جالس.

 

 

٭ ٭ ٭

 

 

ما جاء فيمن زاد ركعة في الصلاة

 

(331) "صلى رسول الله ﷺ الظهر خمسا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صليت خمسا، فسجد سجدتين بعد ما سلم".

 

أخرجه البخاري (1226) و (7249)، ومسلم (572-91)، وأبو داود (1019)، والترمذي (392)، والنسائي (1254) و (1255)، وفي "الكبرى" (582) و (1178) و (1179)، وابن ماجه (1205)، وأحمد 1/ 376 و 465، وابن أبي شيبة 14/ 164، والطيالسي (274)، والدارمي (1498)، والبزار (1465) و (1466) و (1484) و (1485)، وأبو يعلى (5279)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (886)، وابن خزيمة (1056) و (1057)، وابن المنذر في "الأوسط" (1680) و (1681)، وابن حبان (2658) و (2682)، والشاشي (308) و (309) و (310) و (312)، والطبراني 10/ (9841)، والبيهقي 2/ 341-342 و 351، وفي "السنن الصغير" (882)، والبغوي (756) من طرق عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه:

"أن رسول الله ﷺ صلى الظهر خمسا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صليت خمسا، فسجد سجدتين بعد ما سلم".

وقرن النسائي (1255)، وفي "الكبرى" (582) و (1179)، والبزار (1465)، وابن خزيمة (1057)، وأبو القاسم البغوي بالحكم: المغيرة بن مقسم الضبي.

وأخرجه ابن خزيمة (1056) من طريق شعبة، والشاشي (311)، والطبراني 10/ (9837) من طريق مندل بن علي، كلاهما عن المغيرة به.

وأخرجه البزار (1486)، والطبراني 10/ (9842) من طريق الهيثم الصيرفي [[2]]، وابن حبان (2681)، والطبراني 10/ (9844) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني 10/ (9843) من طريق ابن أبي ليلى، ثلاثتهم عن

الحكم بن عتيبة به.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

 

وله طرق عن إبراهيم:

 

أ - أخرجه الطبراني 10/ (9839)، وفي "الأوسط" (3342) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، عن يزيد بن زريع، عن شعبة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود:

"أن رسول الله ﷺ صلى الظهر خمسا، فقيل: يا رسول الله، زيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ فقالوا: صليت خمسا، قال: فسجد سجدتين".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا يزيد بن زريع، تفرد به الحسن بن عمر بن شقيق".

وأخرجه الطبراني 10/ (9840)، وفي "المعجم الصغير" (789) من طريق محمد بن بشر العبدي، حدثنا مسعر بن كدام، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي به.

 

ب - أخرجه الطبراني 10/ (9836) من طريق أبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرف، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ العصر، فنهض في الرابعة ولم يجلس، حتى صلى بنا الخامسة، فقيل: يا رسول الله، صليت بنا خمسا، فاستقبل القبلة وكبر وسجد سجدتين".

ورجال إسناده ثقات.

 

جـ - أخرجه الطبراني 10/ (9838) من طريق عبيدة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أنه قال:

"صلى رسول الله ﷺ الظهر أو العصر، فلما قضى صلاته قيل: يا رسول الله، أحدث في الصلاة حدث؟ قال: وما ذاكم؟ قالوا: صليت خمسا، فاستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا وهم أحدكم في صلاته فليسجد سجدتين".

وإسناده ضعيف، عبيدة بن معتب الضبي: ضعيف.

 

د - أخرجه البخاري (401) و (6671)، ومسلم (572-89) و (90)، وأبو داود (1020)، والنسائي (1242) و (1243) و (1244)، وفي "الكبرى" (585) و (1164) و (1165) و (1166) و (1167) و (1168)، وابن ماجه (1211) و (1212) و (1218)، وأحمد 1/ 379 و 438 و 455، وابن أبي شيبة 2/ 25 و 29 و 14/ 11 و 163، وفي "المسند" (181) و (292)، والطيالسي (269)، والحميدي (96)، والبزار (1470) و (1471) و (1473) و (1474) و (1475)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (888)، وأبو يعلى (5002) و (5142)، وابن خزيمة (1028)، وابن الجارود  (244)، والطحاوي 1/ 433-434 و 434، وأبو عوانة (1927-1935)، والشاشي (304)، وابن المنذر في "الأوسط" (1664) و (1699)، وابن حبان (2656) و (2657) و (2659) و (2660) و (2662)، والطبراني (9825- 9831)، وفي "الأوسط" (7079)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 439-440)، والدارقطني 2/ 209-210 و 210-211 و 211، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 233 و 5/ 44، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 105 و 347-348، وابن بشران في "أماليه" (939)، والبيهقي 2/ 14-15 و 330 و 335، وفي "المعرفة" (4520)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 57 من طرق عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، قال: قال عبد الله:

"صلى النبي ﷺ - قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص - فلما سلم قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجليه، واستقبل القبلة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه، قال: إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين".

وقال النسائي:

"خالفه شقيق بن سلمة أبو وائل فجعل التحري من قول عبد الله".

وسيأتي الكلام عليه أثناء طرق هذا الحديث عن ابن مسعود.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1655)، والطبراني 9/ (9361) من طريق معمر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال:

"إذا شك الرجل في صلاته فلم يدر أثلاثا صلى أم اثنتين؟ فليبن على أوثق ذلك، ثم يسجد سجدتي السهو".

 

هـ - أخرجه مسلم (572-94)، وابن ماجه (1203)، والبيهقي 2/ 343 من طريق علي بن مسهر، ومسلم (572-96)، وأبو عوانة (1944)، والطبراني 10/ (9832) من طريق زائدة، ومسلم (572-95)، وأبو عوانة (1943) من طريق حفص بن غياث، وأبو داود (1021)، وأحمد 1/ 424، وابن خزيمة (1055)، والشاشي (306) عن ابن نمير، أربعتهم عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ، فإما زاد وإما نقص - قال إبراهيم: وإنما جاء نسيان ذلك من قبلي - فقلنا: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قلنا: صليت قبل كذا وكذا، قال: إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون، فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين. ثم تحول فسجد سجدتين".

وأخرجه مسلم (572-95)، والترمذي (393)، وأحمد 1/ 456، وابن أبي شيبة 2/ 32 و 14/ 181، وفي "المسند" (214)، والبزار (1505)، وابن خزيمة (1059)، وأبو عوانة (1936)، والبيهقي 2/ 15 و 342 من طرق عن أبي معاوية، ومسلم (572-95)، والنسائي (1329)، وفي "الكبرى" (599) و (1253)، وابن خزيمة (1058)، والبيهقي 2/ 342 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله:

"أن النبي ﷺ سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (581)، والطبراني في "الأوسط" (1877) من طريق جرير بن حازم، قال: سمعت الأعمش، يحدث عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله:

"أنه صلى خمسا فذكر في السادسة فجلس، وسجد سجدتين، وقال: هكذا صنع رسول الله ﷺ".

 

و - أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 236 من طريق القاسم بن يزيد، حدثنا وكيع، عن مسعر، عن حصين، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ثم ليسجد سجدتين".

القاسم بن يزيد الوزان: ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 422، وقال:

"قال ابن أبي سعد: كان شيخ صدق من الأخيار".

وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البزار (1565)، والطبراني 10/ (9834)، والدارقطني في "العلل" 5/ 124 من طريق معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن حصين به.

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الثوري إلا معاوية بن هشام، ولا أسند حصين، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا هذا الحديث".

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 120:

"وخالفه أشعث بن عطاف الرازي، ويحيى بن الضريس - يعني خالفا: معاوية بن هشام - فروياه عن الثوري، عن أبي حصين، عن إبراهيم".

أخرجه الطبراني 10/ (9833) من طريق يحيى بن ضريس، والطبراني في "المعجم الصغير" (206)، والدارقطني في "العلل" 5/ 124 من طريق أشعث بن عطاف، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي حصين، عن إبراهيم به.

 

ز - أخرجه الطبراني 10/ (9835) من طريق عبد الله بن محمد الزهري، حدثنا مالك بن سعير، حدثنا حبيب بن حسان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ فزاد أو نقص، قلنا: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: ما ذلك؟ قلنا: صليت كذا وكذا، فاستقبل القبلة وسجد سجدتين، ثم سلم".

وإسناده ضعيف جدا، حبيب بن حسان هو ابن أبي الاشرس الكوفي: متروك.

 

وله طريق أخرى عن علقمة:

أخرجه مسلم (572-92)، وأبو داود (1022)، والنسائي (1256)، وفي "الكبرى" (1180)، وأحمد 1/ 448، والبزار (1617)، وأبو يعلى (5225)، وابن خزيمة (1061)، وابن الجارود (246)، وأبو عوانة (1937-1941)، والطبراني 10/ (9845) و (9846)، والبيهقي 2/ 342، وفي "المعرفة" (4590) من طريق الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، قال: قال عبد الله:

"صلى بنا رسول الله ﷺ خمسا، فلما انفتل توشوش القوم بينهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله، هل زيد في الصلاة؟ قال: لا. قالوا: فإنك قد صليت خمسا، فانفتل فسجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون".

وأخرجه أحمد 1/ 438، وابن حبان (2661)، والطبراني 10/ (9847) من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، قال:

"صلى بنا علقمة الظهر خمسا، فقال له إبراهيم، فقال: وأنت يا أعور؟ قال: نعم، قال: فسجد سجدتين. ثم حدث علقمة، عن عبد الله، عن النبي ﷺ مثل ذلك".

وإسناده صحيح.

وأخرجه الشاشي (307)، والدولابي في "الكنى" (1156) من طريق الحسن بن عطية بن نجيح، أخبرنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن ابن أخي علقمة، قال:

"صلى بنا علقمة...الحديث".

وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن سلمة بن كهيل: متروك.

 

وله طرق عن ابن مسعود:

 

1 - أخرجه مسلم (572-93)، والنسائي (1259)، وفي "الكبرى" (584)، وأبو عوانة (1942)، والشاشي (415)، والطبراني 10/ (9852)، والبيهقي 2/ 342 من طريق أبي بكر النهشلي، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 235، والطبراني 10/ (9851) من طريق محمد بن مرة، والشاشي (417)، والطبراني 10/ (9853) من طريق أبي خالد الدالاني، ثلاثتهم - ويزيد بعضهم على بعض - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ خمسا، فقلنا: يا رسول الله أزيد في الصلاة، قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمسا، قال: إنما أنا بشر مثلكم، أذكر كما تذكرون وأنسى كما تنسون. ثم سجد سجدتي السهو".

وأخرجه أحمد 1/ 409 و 428، وعبد الرزاق (3456)، والطبراني 10/ (9848) عن الثوري، وأحمد 1/ 463 من طريق شعبة، والشاشي (416) من طريق سلام بن أبي مطيع، والطبراني 10/ (9849)، وفي "الأوسط" (1157) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والبزار (1644)، والطبراني 10/ (9850) من طريق إسرائيل، خمستهم عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود:

"أن النبي ﷺ صلى الظهر أو العصر خمسا، ثم سجد سجدتي السهو، ثم قال رسول الله ﷺ: هاتان السجدتان لمن ظن منكم أنه زاد أو نقص".

وإسناده ضعيف جدا، جابر هو ابن يزيد الجعفي: متروك، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (3).

وأخرجه البزار (1650)، والطبراني 10/ (9854) من طريق محمد بن أبان، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله:

"أن النبي ﷺ صلى خمسا فلما سلم أقبل، فقالوا: يا رسول الله إنك صليت خمسا، فسجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون".

وإسناده ضعيف، محمد بن أبان الجعفي: ضعيف.

 

2 - أخرجه أبو داود (1028) - ومن طريقه الدارقطني 2/ 214 -، والبيهقي 2/ 336 و 355 عن النفيلي، والنسائي في "الكبرى" (608) عن عمرو بن هشام، وأحمد 1/ 428-429، ثلاثتهم (عبد الله بن محمد النفيلي، وعمرو بن هشام الحراني، والإمام أحمد بن حنبل) عن محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف، عن أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال:

"إذا كنت في الصلاة، فشككت في ثلاث وأربع، وأكثر ظنك على أربع، تشهدت، ثم سجدت سجدتين، وأنت جالس قبل أن تسلم، ثم تشهدت أيضا، ثم سلمت".

وإسناده ضعيف، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.

وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري: صدوق سيئ الحفظ، خلط بأخرة.

وقال أبو داود:

"رواه عبد الواحد، عن خصيف، ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضا سفيان وشريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث، ولم يسندوه".

وقال البيهقي:

"وهذا غير قوي، ومختلف في رفعه ومتنه".

أخرجه أحمد 1/ 429 حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا خصيف، حدثني أبو عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود: موقوفا.

 

3 - أخرجه النسائي في "الكبرى" (586) و (1169) من طريق شعبة، والطبراني 9/ (9182) من طريق مطيع الغزال، والطبراني 9/ (9183) من طريق مسعر بن كدام، ثلاثتهم عن الحكم، قال: سمعت أبا وائل يحدث، عن عبد الله، قال:

"إذا وهم أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، ويسجد سجدتين وهو قاعد بعد ما يفرغ".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1603)، وفي "الصغير" (95) من طريق بشر بن الوليد، قال: حدثنا أبو يوسف، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله (وفي "المعجم الصغير" الحسن بن عبيد الله)، عن منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ، قال:

"إذا شك أحدكم فلم يدر ما صلى، فليتحر حتى يستيقن، ثم ليتم على يقينه، ثم ليسجد سجدتي السهو".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن عبد الله إلا أبو يوسف".

وإسناده ضعيف، بشر بن الوليد الكندي: وثق وضعف.

وقال صالح بن محمد جزرة: هو صدوق ولكنه لا يعقل كان قد خرف.

وأخرجه الطبراني 10/ (10434)، وفي "الأوسط" (4348) من طريق أحمد بن أبي شعيب، قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن أيوب [[3]]، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، قال:

"صلى رسول الله ﷺ صلاة، إما زاد فيها وإما نقص منها، فقال له بعض القوم: أحدث في الصلاة شيء؟ قال: ما أحدث فيها شيء ولو أحدث فيها لحدثتكم، ولكني بشر أنسى، فإذا نسيت فذكروني. فصلى ما بقي من صلاته، ثم سجد سجدتي السهو، ثم قال: إذا صلى أحدكم فلم يدر أزاد أم نقص فليتوخى الصواب من ذلك، ثم ليسجد سجدتين وهو جالس".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا الحارث بن عمير، تفرد به: أحمد بن أبي شعيب الحراني".

وإسناده فيه ضعف، الحارث بن عمير: مختلف فيه.

 

يستفاد من الحديث

 

أن من سها في صلاته فزاد ركعة في الصلاة فإنه يسجد سجدتي السهو بعد التسليم وهو جالس.

 

 

٭ ٭ ٭

 

 

 

 

 من شك في صلاته فليبن على ما استيقن منها

 

(332) "إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان".

 

أخرجه مسلم (571-88)، وأحمد 3/ 83، وأبو عوانة (1904)، وابن حبان (2669)، والدارقطني 2/ 201 و 202، وابن حزم في "المحلى" 4/ 173، والبيهقي 2/ 331، وفي "السنن الصغير" (878)، وفي "الخلافيات" (2170) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (571)، والبيهقي 2/ 331 من طريق داود بن قيس، وأبو داود (1024)، والنسائي (1238)، وفي الكبرى (588) و (1162)، وابن ماجه (1210)، وابن أبي شيبة 2/ 25، والطحاوي 1/ 433، وابن خزيمة (1023) و (1024)، وابن حبان (2664) و (2667)، والدارقطني 2/ 202-203، والحاكم 1/ 322، وابن حزم في "المحلى" 4/ 173-174، والبيهقي 2/ 351، وفي "المعرفة" (4512) من طريق محمد بن عجلان، والنسائي (1239)، وفي "الكبرى" (1163)، وأحمد 3/ 84، والدارمي (1495)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2914)، وابن الجارود (241)، وابن خزيمة (1024)، وأبو عوانة (1906)، والطحاوي 1/ 433، والدارقطني 2/ 200-201 و 201، والبيهقي 2/ 331، وفي "المعرفة" (4513) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، والنسائي في "الكبرى" (589)، وابن خزيمة (1024) من طريق يحيى بن محمد بن قيس أبي زكير، وأحمد 3/ 87، وأبو عوانة (1905) من طريق محمد بن مطرف، وأحمد 3/ 72، والدارقطني 2/ 208 من طريق فليح بن سليمان، والطحاوي 1/ 433، وأبو عوانة (1907)، والدارقطني 2/ 207-208، والبيهقي 2/ 331، وفي "المعرفة" (4507) من طريق هشام بن سعد، والدارقطني 2/ 203 من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، تسعتهم عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: فذكره.

واختلف على مالك بن أنس في وصله وإرساله:

فأخرجه ابن حبان (2663)، والبيهقي 2/ 338-339، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19 من طريق الوليد بن مسلم، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 20 من طريق يحيى بن راشد المازني، كلاهما عن مالك بن أنس، عن

زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد به.

وأخرجه أبو داود (1026) - ومن طريقه البيهقي 2/ 338 - عن القعنبي، وسويد بن سعيد الحدثاني في "الموطأ" بروايته (ص 136)، وعبد الرزاق في "المصنف" (3466)، وفي "الآثار" (134)، ومحمد بن الحسن الشيباني في "الموطأ" (138) بروايته، وأبو مصعب الزهري في "الموطأ" 1/ 183 بروايته - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (754) -، ويحيى بن يحيى الليثي في "الموطأ" 1/ 95 بروايته، والطحاوي 1/ 433، والبيهقي 2/ 331، وفي "المعرفة" (4507) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي 1/ 433 من طريق عثمان بن عمر، ثمانيتهم عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: مرسلا.

وقال الأثرم كما في "التمهيد" 5/ 25:

"سألت أحمد بن حنبل عن حديث أبي سعيد في السهو أتذهب إليه؟ قال: نعم، أذهب إليه، قلت: إنهم يختلفون في إسناده، قال: إنما قصر به مالك، وقد أسنده عدة، منهم: ابن عجلان، وعبد العزيز بن أبي سلمة".

وقال صالح بن أحمد في "مسائله لأبيه" (989):

"قال أبي: إن كانت خامسة شفعتا صلاته، وإن كانت رابعة كانتا ترغيمًا للشيطان، وقد أمرنا بالسجود قبل التسليم، يسنده محمد بن عجلان، والماجشون، وسليمان بن بلال، وكان في حلق زيد بن أسلم شيء، فكان مرة يسنده لهم، ومرة يقصر".

وأخرجه أبو داود (1027) من طريق يعقوب بن عبد الرحمان القاري، والبيهقي في "المعرفة" (4507) من طريق حفص بن ميسرة، والبيهقي 2/ 331، وفي "المعرفة" (4507) من طريق داود بن قيس، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: مرسلا.

وقال الدارقطني في "العلل" 11/ 262:

"والقول قول الماجشون، وسليمان بن بلال، وابن عجلان".

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19:

"والحديث متصل مسند صحيح، لا يضره تقصير من قصر به في اتصاله، لأن الذين وصلوه حفاظ مقبولة زيادتهم".

 

وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف، وابن عمر، وأنس:

 

أما حديث عبد الرحمن بن عوف:

فأخرجه الترمذي (398) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (755) -، وأحمد 1/ 190، والبزار (996)، وأبو يعلى (839)، والشاشي (234) عن إبراهيم بن سعد، وابن ماجه (1209)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3614) من طريق محمد بن سلمة، والطحاوي 1/ 433، والبيهقي 2/ 332 و 339 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت النبي ﷺ يقول:

"إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلى أو ثنتين فليبن على واحدة، فإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلاثا فليبن على ثنتين، فإن لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا فليبن على ثلاث، وليسجد سجدتين قبل أن يسلم".

وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب صحيح".

وأخرجه أحمد 1/ 193، والبزار (995)، والبيهقي 2/ 332 عن إسماعيل ابن علية، وابن أبي شيبة 2/ 26 عن عبد الله بن نمير، والبزار (994) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن مكحول به.

وقال البزار:

"والذي أدخل رجلا بين محمد بن إسحاق، ومكحول، قد جاء في روايته بمثل رواية إبراهيم بن سعد وزاد رجلا أسقطه إبراهيم، وحسبك بحفظ إسماعيل بن إبراهيم وإتقانه".

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 258:

"فضبط هؤلاء الثلاثة - يعني: إسماعيل ابن علية، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمن المحاربي -، عن ابن إسحاق المرسل والمتصل".

فتبيّن من رواية ابن علية وعبد الله بن نمير والمحاربي أن حسينا بن عبد الله بين محمد بن إسحاق ومكحول، فقد رواه محمد بن إسحاق، فقال: حدثني مكحول: أن رسول الله ﷺ...فذكر الحديث، ثم قال محمد بن إسحاق: وقال لي حسين بن عبد الله: هل أسنده لك؟ فقلت: لا، فقال: لكنه حدثني أن كريبا مولى ابن عباس، حدثه عن ابن عباس...الحديث.

والحسين بن عبد الله هو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي: ضعيف.

وأخرجه البزار (999)، والبيهقي 2/ 332 عن سليمان بن سيف الحراني، والطبراني في "الأوسط" (6900)، وفي "مسند الشاميين" (209) و (3616) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4575) [[4]] - من طريق محمد بن غالب الأنطاكي، كلاهما عن عبد الله بن واقد الحراني [[5]]، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: حدثنا أبي، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال النبي ﷺ:

"إذا شككت في صلاتك فليكن الشك في الخامسة أو الرابعة".

وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن واقد الحراني: متروك.

وأخرجه الدارقطني 2/ 198 و 199، والحاكم 1/ 324 من طريق

عمار بن مطر الرهاوي، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، عن مكحول، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من سها في صلاته في ثلاث وأربع فليتم، فإن الزيادة خير من النقصان".

ولفظ الدارقطني: 2/ 199: "إذا سهى أحدكم في الثنتين أو الواحدة فليجعلهما واحدة، وإذا شك في الثنتين أو الثلاث فليجعلهما اثنتين، وإذا شك في الثلاث أو الأربع فليجعلهما ثلاثا، ثم ليتم ما بقي حتى يكون الوهم في الزيادة ولا يكون في النقصان، ثم يسجد سجدتين وهو جالس".

وقال الحاكم:

"هذا حديث مفسر صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" فتعقبه الذهبي فقال:

"بل عمار تركوه".

وقال في "الميزان" 3/ 169:

"هالك".

وأخرجه أحمد 1/ 195، وعبد الرزاق (3476)، والبزار (997)، وأبو يعلى (855)، والطحاوي 1/ 432، والشاشي (231) و (232) و (233)، والدارقطني 2/ 197 و 213، والبيهقي 2/ 332 من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس:

"أنه كان يذاكر عمر شأن الصلاة، فانتهى إليهم عبد الرحمن بن عوف، فقال: ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ﷺ؟ قالوا: بلى، قال: فأشهد أني سمعت رسول الله ﷺ، يقول: من صلى صلاة يشك في النقصان، فليصل حتى يشك في الزيادة".

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف.

وأخرجه الدارقطني 2/ 213 من طريق إسحاق بن بهلول، حدثنا عمار بن سلام، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري به.

وقال الدارقطني في "العلل" 4/ 259:

"رواه محمد بن يزيد الواسطي، واختلف عنه:

فرواه إسماعيل بن هود عنه، عن ابن إسحاق، عن الزهري.

ورواه إسحاق بن بهلول، عن عمار بن سلام، عن محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين.

وكلاهما وهم.

ورواه أحمد بن حنبل، عن محمد بن يزيد على الصواب، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري.

فرجع الحديث إلى إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل: ضعيف".

 

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه ابن خزيمة (1026)، والحاكم 1/ 260 و 322، والبيهقي 2/ 333، وفي "المعرفة" (4536) من طريق أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمر بن محمد بن زيد، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال:

"إذا صلى أحدكم فلا يدري كم صلى ثلاثا أم أربعا، فليركع ركعة يحسن ركوعها وسجودها، ويسجد سجدتين".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة من ذكر الركعة" وأقره الذهبي.

قلت: رجاله ثقات، وليس على شرط أحدهما، وقد وقفه مالك بن أنس، وابن وهب:

أخرجه الطحاوي 1/ 435، وابن المنذر في "الأوسط" (1654)، والبيهقي 2/ 333 من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 95)، والطحاوي 1/ 435 من طريق ابن وهب،كلاهما (مالك بن أنس، وعبد الله بن وهب) عن عمر بن محمد بن زيد، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر كان يقول:

"إذا شك أحدكم في صلاته فليتوخ الذي يظن أنه نسي من صلاته، فليصله، ثم ليسجد سجدتي السهو وهو جالس".

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه البيهقي 2/ 333 من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أخبرنا جعفر، أخبرنا سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ، قال:

"إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر اثنتين صلى أو ثلاثا، فليلق الشك، وليبن على اليقين".

وإسناد رجاله ثقات لكن سعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط ولم يذكروا جعفرا وهو ابن عون فيمن سمع منه قبل اختلاطه، وقال الذهبي في "اختصار السنن الكبرى" 2/ 769:

"غريب".

يستفاد من الحديث

 

أن من شك في صلاته فلم يدر اثنتين صلى أو ثلاثا، فليجعلهما اثنتين، وإذا شك أثلاثا صلى أو أربعا فليجعلها ثلاثا، ويتم ما بقي من صلاته، ثم يسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم.

 

 

٭ ٭ ٭

 

 

 

 

 

 

 

 

من نسي التشهد الأول حتى انتصب قائمًا

 

(333) "صلى لنا رسول الله ﷺ ركعتين، ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه، فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر، فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، ثم سلم".

 

أخرجه البخاري (1224)، ومسلم (570-85)، وأبو داود (1034)، والنسائي (1222)، وفي "الكبرى" (604) و (1146)، وأحمد 5/ 345، والشافعي 1/ 120، والدارمي (1499)، وأبو عوانة (1908)، والطحاوي 1/ 438، والبيهقي 2/ 333-334 و 343 و 352، وفي "السنن الصغير" (880)، وفي "المعرفة" (4541)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 172 عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 96)، وأحمد 5/ 346 من طريق أبي أويس، كلاهما عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة أنه قال: فذكره.

وأخرجه البخاري (6670)، والطحاوي 1/ 438، والبيهقي 2/ 340 من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة، قال:

"صلى بنا النبي ﷺ، فقام في الركعتين الأوليين، قبل أن يجلس، فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته، انتظر الناس تسليمه، فكبر وسجد قبل أن يسلم، ثم رفع رأسه، ثم كبر وسجد، ثم رفع رأسه وسلم".

وأخرجه البخاري (829)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (878)، وأبو عوانة (1909)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3191)، والبيهقي 2/ 134 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري به، وفيه: "أن النبي ﷺ صلى بهم الظهر...الحديث".

وأخرجه البخاري (1230)، ومسلم (570-86)، والترمذي (391)، والنسائي (1261)، وفي "الكبرى" (607) و (1185)، وأبو عوانة (1908)، وابن حبان (1938) و (1939) و (1941) و (2678)، والبيهقي 2/ 352 و 353 من طريق الليث بن سعد، وأحمد 5/ 345-346 و 346، وعبد الرزاق (3450) عن ابن جريج، كلاهما عن الزهري به، ولفظه: "أن النبي ﷺ قام في الظهر وعليه جلوس، فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، كبر في كل سجدة، وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس".

وقرن النسائي، وأبو عوانة، والبيهقي 2/ 352 بالليث: عمرا بن الحارث، ويونس بن يزيد.

وقرن البيهقي بهم جميعا: مالك بن أنس.

وأخرجه الطحاوي 1/ 438 من طريق يونس، والطحاوي 1/ 438، وابن حبان (2677) من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "مسند الشاميين" (81) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، ثلاثتهم عن الزهري به.

وقال الترمذي:

"حديث حسن".

وأخرجه ابن ماجه (1206)، وأحمد 5/ 345، وابن أبي شيبة 2/ 30، وفي "المسند" (838)، والحميدي (903)، وابن خزيمة (1029)، والطحاوي 1/ 438 عن ابن عيينة، عن الزهري به، وفيه: "صلى بنا رسول الله ﷺ صلاة أظن أنها العصر...الحديث".

وأخرجه المحاملي في "أماليه" (83)، والطبراني في "الأوسط" (1793) من طريق أيوب بن موسى، عن الزهري به بنحوه.

وأخرجه عبد الرزاق (3449) - ومن طريقه أبو عوانة (1909)، وابن المنذر في "الأوسط" (1697)، والبيهقي 2/ 334 - عن معمر، عن الزهري به، وفيه: "صلى لنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي...الحديث".

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4508) من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، قال:

"صلى رسول الله ﷺ الظهر والعصر، فمضى في الركعتين فلما أتم الصلاة سجد سجدتين قبل أن يسلم".

وأخرجه البيهقي 2/ 353، وابن عبد البر في التمهيد 10/ 210-211 من طريق الأوزاعي، قال: حدثني ابن شهاب، قال: حدثني ابن هرمز، عن عبد الله ابن بجينة:

"أن رسول الله ﷺ سها عن قعود قام عنه، قال: فانتظرنا سلامه فكبر، ثم سجد، ثم كبر فرفع رأسه، ثم كبر فسجد، ثم كبر فرفع رأسه، ثم سلم".

 

وله طرق عن الأعرج:

 

أ - أخرجه البخاري (1225)، ومسلم (570-87)، والنسائي (1177) و (1178) و (1223)، وفي "الكبرى" (601) و (602) و (603) و (605) و (767) و (768) و (1147)، وابن ماجه (1207)، وأحمد 5/ 345 و 346، ومالك في "الموطأ" 1/ 96-97، والشافعي 1/ 120، وابن أبي شيبة 2/ 34، وفي "المسند" (840)، وعبد الرزاق (3451)، والحميدي (904)، والدارمي (1500)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (881) و (882)، وابن الجارود (242)، وابن خزيمة (1029) و (1031)، وأبو عوانة (1911) و (1912) و (1980)، والطحاوي 1/ 438، وابن المنذر في "الأوسط" (1667)، والمحاملي في "أماليه" (69)، وابن حبان (2679) و (2680)، والطبراني في "الأوسط" (7486)، والدارقطني 2/ 211-212، وابن بشران في "الأمالي" (378)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6027)، والبيهقي 2/ 340 و 344، وفي "المعرفة" (4599)، والبغوي (757) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة أنه قال:

"صلى لنا رسول الله ﷺ الظهر، فقام في اثنتين ولم يجلس فيهما، فلما قضى صلاته، سجد سجدتين ثم سلم بعد ذلك".

وفي لفظ: "قام رسول الله ﷺ في الركعتين الأوليين من الظهر أو العصر فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته، قال: سجد سجدتين قبل أن يسلم".

وقرن ابنُ حِبان (2680) بالأعرج: محمد بن يحيى بن حَبان.

 

ب - أخرجه البخاري (830)، وأبو عوانة (1910)، وابن حبان (2676) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، قال:

"صلى بنا رسول الله ﷺ الظهر، فقام وعليه جلوس، فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين وهو جالس".

 

جـ - أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (880)، وابن خزيمة (1030)، والحاكم 1/ 322 من طريق ابن أبي حازم، عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة رضي الله عنه، قال:

"صلى رسول الله ﷺ صلاة من الصلوات، فقام في اثنتين، فسبح به، فمضى حتى فرغ من صلاته، ولم يبق إلا التسليم فسجد سجدتين قبل أن يسلم".

وقال الحاكم:

"هذا حديث مفسر صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يرو البخاري للضحاك بن عثمان الحزامي شيئا، ولم يرو مسلم شيئا من حديث ابن أبي حازم، عن

الضحاك بن عثمان.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7486) من طريق الفرات بن خالد، عن الضحاك بن عثمان، عن يحيى بن سعيد، عن الأعرج به.

وهو محفوظ من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الأعرج.

 

د - أخرجه الطحاوي 1/ 438، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 79 من طريق هشام الدستوائي، والطبراني في "الأوسط" (1513) من طريق علي بن المبارك الهنائي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة:

"أنه أبصر النبي ﷺ وقام في الركعتين، ونسي أن يقعد، فمضى في قيامه، ثم سجد سجدتين بعد الفراغ من صلاته".

ورجال إسناده ثقات.

 

هـ - أخرجه أبو يعلى (2639)، والطبراني في "الأوسط" (1598) عن بشر، قال: حدثنا أبو يوسف، عن الأجلح الكندي، عن عبد الله بن ذكوان، عن الأعرج، قال: أخبرني عبد الله ابن بحينة:

"أن رسول الله ﷺ صلى ولم يجلس في الأوليين، فسجد سجدتي السهو، ثم سلم".

ولفظ أبي يعلى: "أنه رأى رسول الله ﷺ صلى من الليل فلم يجلس في السجدتين الأوليين، فسجد سجدتي السهو مكانه".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن الأجلح إلا أبو يوسف".

وإسناده ضعيف، الأجلح الكندي: قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 83:

"مجالد والأجلح: قد تكلم الناس فيهما، ومجالد على حال أمثل من الأجلح".

 

و - أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (126) حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني، قال: حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، قال: حدثني صالح، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة:

"أن رسول الله ﷺ قام من السجدتين من الظهر، ولم يجلس بينهما فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين وهو جالس".

وأخرجه عنه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (72) لكن جاء إسناده هكذا: (حدثنا إسحاق الحربي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا شعبة، عن سلمة بن أبي الحسام، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة).

وعبد الله بن رجاء يروي عن سعيد بن أبي سلمة، ويروي عن شعبة، لكن الذي يظهر لي أن سعيدا تحرّف إلى (شعبة)، وأن (بن) تحرّف إلى عن، وسقط من إسناده صالح بن كيسان، والله أعلم.

 

وفي الباب عن أبي هريرة، والمغيرة بن شعبة، وعقبة بن عامر، ومعاوية، وسعد بن أبي وقاص:

 

أما حديث أبي هريرة:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (574) و (606)، وأحمد 2/ 420، والبزار (9417)، والبيهقي 2/ 357، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 357 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن ضمضم بن جوس، أنه سمع أبا هريرة يقول:

"أن رسول الله ﷺ صلى الظهر فقام في الركعتين الأوليين، فلم يقعد حتى إذا كان في آخر صلاته فسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم سلم".

ولفظ البزار: "أن النبي ﷺ صلى بهم صلاة العصر أو الظهر، فقام في الركعتين، فسبحوا به فمضى في صلاته، فلما قضى الصلاة سجد سجدتين، ثم سلم".

وأخرجه أبو داود (1016)، والنسائي (1330)، وفي "الكبرى" (573) و (1254)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 357 من طريق عكرمة بن عمار، قال: حدثنا ضمضم بن جوس، عن أبي هريرة:

"أن رسول الله ﷺ سلم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس، ثم سلم. قال: ذكره في حديث ذي اليدين".

وأخرجه ابن حبان (2687) من طريق عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس به، ولفظه:

"صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي، فلم يصل بنا إلا ركعتين، فقال له رجل يقال له: ذو اليدين من خزاعة: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: كل ذلك لم يكن. فقال: يا رسول الله، إنما صليت بنا ركعتين، فقال رسول الله ﷺ: ما يقول ذو اليدين؟ وأقبل على القوم، فقالوا: يا رسول الله، لم تصل بنا إلا ركعتين، فقام النبي ﷺ فاستقبل القبلة فصلى الركعتين الباقيتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتين وهو جالس".

 

وأما حديث المغيرة بن شعبة:

فأخرجه الترمذي (364) من طريق هشيم، وأحمد 4/ 248، وعبد الرزاق (3452)، والطبراني20/ (987) عن الثوري، وابن أبي شيبة 2/ 34 عن علي بن هاشم، والبيهقي 2/ 344 من طريق أبي أسامة، أربعتهم عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة:

"أنه قام في الركعتين الأوليين فسبحوا به فلم يجلس، فلما قضى صلاته سجد سجدتين بعد التسليم، ثم قال: هكذا فعل رسول الله ﷺ".

وإسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: سيء الحفظ.

وأخرجه الطحاوي 1/ 439-440 من طريق بكر بن بكار، قال: حدثنا علي بن مالك الرؤاسي من أنفسهم، قال: سمعت عامرا يحدث:

"أن المغيرة بن شعبة سها في السجدتين الأوليين فسبح به، فاستتم قائما حتى صلى أربعا، ثم سجد سجدتي السهو، وقال: هكذا فعل رسول الله ﷺ".

وإسناده ضعيف، علي بن مالك الرؤاسي: قال ابن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" (412):

"هذا شيخ ضعيف كوفي".

وقال ابن معين أيضا كما في "الجرح والتعديل" 6/ 203:

"ليس حديثه بشيء".

وقال أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 6/ 203:

"شيخ ليس بالقوي هو مثل عبد الاعلى بن أبي المساور".

وفي "الإكتفاء" لمغلطاي 3/ 327:

"وذكره أبو العرب، والساجين والبلخي، والعقيلي في جملة الضعفاء.

وقال ابن الجارود: ليس حديثه بشيء".

وأخرجه أبو داود (1037)، والترمذي (365)، وأحمد 4/ 247 و 253، والدارمي (1501)، والطيالسي (730)، والطحاوي 1/ 439، والبيهقي 2/ 338 عن يزيد بن هارون، والطيالسي (730) - ومن طريقه الطحاوي 1/ 439، والطبراني 20/ (1019) - كلاهما عن المسعودي، عن زياد بن علاقة، قال:

"صلى بنا المغيرة بن شعبة، فلما صلى ركعتين، قام ولم يجلس، فسبح به من خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم، ثم سجد سجدتين، ثم قال: هكذا صنع بنا رسول الله ﷺ".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

قلت: بل إسناده ضعيف، المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة: كان ممن اختلط، ولم يذكروا يزيد بن هارون والطيالسي فيمن سمع منه قبل اختلاطه.

وأخرجه ابن أبي عمر العدني كما في "إتحاف الخيرة" (1455)، والطبراني 20/ (998) من طريق أبي سعد البقال، عن ثابت بن عبيد، قال:

"صليت خلف المغيرة بن شعبة فلم يجلس في الثانية، فسبح به القوم فمضى في صلاته، فلما قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلم ثم التفت إلى القوم، فقال: لو سبحتم قبل أن أستوي قائما جلست، ولكن هكذا صلى بنا رسول الله ﷺ".

وإسناده ضعيف، أبو سعد البقال سعيد بن المرزبان: ضعيف، وخالفه

مسعر بن كدام:

فأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1671) من طريق محمد بن بشر العبدي، حدثنا مسعر، عن ثابت بن عبيد، قال:

"صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الركعتين فلم يجلس، فلما فرغ سجد سجدتين".

وأخرجه أبو داود (1036)، وابن ماجه (1208)، وأحمد 4/ 253-254، وعبد الرزاق (3483)، وابن المنذر في "الأوسط" (1676)، والطبراني20/ (947)، والدارقطني 2/ 215، والبيهقي 2/ 343، وفي "المعرفة" (4602)، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/ 471 عن الثوري، وأحمد 4/ 253 من طريق إسرائيل، وأحمد 4/ 254، والطحاوي 1/ 440 من طريق شعبة، والطحاوي 1/ 440، والدارقطني 2/ 215-216 من طريق قيس بن الربيع، والطبراني في "الأوسط" (1160) من طريق زيد بن أبي أنيسة، خمستهم عن جابر الجعفي، قال: حدثنا المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا قام الإمام في الركعتين، فإن ذكر قبل أن يستوي قائما فليجلس ويسجد سجدتي السهو".

ولفظ إسرائيل: "أمنا رسول الله ﷺ، في الظهر، أو العصر، فقام، فقلنا: سبحان الله، فقال: سبحان الله، وأشار بيده، يعني، قوموا، فقمنا فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين، ثم قال: إذا ذكر أحدكم قبل أن يستتم قائما، فليجلس، وإذا استتم قائما، فلا يجلس".

ولفظ شعبة: "عن المغيرة بن شعبة: أنه قام في الركعتين، فسبح القوم، قال: فأراه فسبح ومضى، ثم سجد سجدتين بعد ما سلم، فقال: هكذا فعلنا مع النبي ﷺ - إنما شك في سبح -".

وإسناده ضعيف جدا، جابر الجعفي: متروك.

وأخرجه الطحاوي 1/ 440 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم به.

وإبراهيم بن طهمان لا يروي عن المغيرة بن شبيل، فلا أستبعد أنه سقط فيما بينهما جابر الجعفي، فإبراهيم بن طهمان يروي عنه، وقد سقط عند الطحاوي 1/ 440 جابر الجعفي أيضا بين قيس بن الربيع، والمغيرة بن شبيل، فليكن هذا منه، والله أعلم.

 

وأما حديث عقبة بن عامر:

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 35، والحارث بن أبي أسامة (187)، وابن المنذر في "الأوسط" (1668)، والطبراني 17/ (867) من طريق الليث بن سعد، وابن المنذر في "الأوسط" (1668)، وابن حبان (1940)، والطبراني 17/ (868)، والحاكم 1/ 325، والبيهقي 2/ 344 من طريق بكر بن مضر، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب: أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه:

"أن عقبة بن عامر قام في صلاة وعليه جلوس، فقال الناس: سبحان الله، فعرف الذي يريدون، فلما أن صلى سجد سجدتين وهو جالس، فقال: إني قد سمعت قولكم، وهذه سنة".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: عبد الرحمن بن شماسة: لم يرو له البخاري شيئا وهو ثقة، وإسناده على شرط مسلم.

وأخرجه ابن أبي عمر العدني كما في "المطالب العالية" (667)، و "إتحاف الخيرة" (1454) حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة، أخبرني يزيد بن أبي حبيب، حدثني عبد الرحمن بن شماسة، قال

"صلى عمرو بن العاص بالناس فقام عن تشهده، فصاح به الناس، فقالوا: سبحان الله، فصلى كما هو، فلما أتم صلاته سجد سجدتين، ثم قال: يا أيها الناس، إنه لم يخف علي الذي أردتم، ولم يمنعني من الجلوس إلا الذي صنعت من السنة".

فجعله من مسند عمرو بن العاص، وابن أبي عمر العدني: صاحب المسند حافظ لكن أبا حاتم الرازي قال: كانت فيه غفلة.

وأما حديث معاوية:

فأخرجه النسائي (1260)، وفي "الكبرى" (598) و (1184)، وأحمد 4/ 100، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 62-63 من طريق الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يوسف مولى عثمان، عن أبيه يوسف، عن معاوية بن أبي سفيان:

"أنه صلى إمامهم فقام في الصلاة وعليه جلوس، فسبح الناس، فتم على قيامه، ثم سجد بنا سجدتين وهو جالس بعد أن أتم الصلاة، ثم قعد على المنبر، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من نسي من صلاته شيئا فليسجد مثل هاتين السجدتين".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 263، والطحاوي 1/ 439، والطبراني 19/ (773) و (774) و (776) و (777)، والبيهقي 2/ 334، وفي "المعرفة" (4553)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 113-114) من طرق عن ابن عجلان، أن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان حدثه، عن أبيه:

"أن معاوية بن أبي سفيان صلى بهم فنسي فقام وعليه جلوس فلم يجلس، فلما كان آخر صلاته سجد سجدتين قبل التسليم، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يصنع".

وأخرجه الطبراني 19/ (778) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن يوسف، عن أبيه، عن معاوية، أن النبي ﷺ، قال:

"من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين".

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 263، والدارقطني 2/ 208 من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان، قال: سمعت أبي:

"أن معاوية صلى بهم فقام في الركعتين، فسبح الناس، فأبى أن يجلس حتى جلس للتسليم، فسجد سجدتين، ثم قال: رأيت النبي ﷺ فعل هذا".

وأخرجه أحمد 4/ 100، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 263، والطبراني 19/ (772) من طريق ابن جريج، أخبرني محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن معاوية بن أبي سفيان، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:

"من نسي شيئا من صلاته، فليسجد سجدتين وهو جالس".

والحديث مداره على يوسف والد محمد مولى عثمان بن عفان: وقد تفرّد بالرواية عنه ابنه محمد بن يوسف، وقال النسائي:

"ليس بالمشهور".

وقال الدارقطني: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 551.

وأخرجه أبو يعلى (7385) حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا العلاء بن هلال الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الفيض، عن معاوية بن علي السلمي قال:

"صلى بنا معاوية بن أبي سفيان المغرب ثلاثا، فقام في ركعتين، فسبحوا به، فأومأ إليهم أن قوموا، فلما قضى صلاته وسلم، انصرف فخطبهم، ثم قال: رأيت رسول الله ﷺ فعل كالذي رأيتموني فعلت، ولولا أني رأيته فعله لم أفعله".

وإسناده ضعيف، العلاء بن هلال الرقي: فيه لين.

ولم أجد ترجمة لمعاوية بن علي السلمي، والصواب أنه معن بن علي السلمي، فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 389 عن عمرو بن محمد الناقد (نفسه)، والطبراني 19/ (851) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي، كلاهما عن العلاء بن هلال، سمع عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عياض بن مرة، عن أبي الفيض، عن معن بن علي السلمي، عن معاوية به.

 

 

 

وأما حديث سعد بن أبي وقاص:

فأخرجه أحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (668)، والبزار (1217)، وأبو يعلى (759) و (785) و (794)، وابن خزيمة (1032)، والحاكم 1/ 322، والبيهقي 2/ 344 من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد بن أبي وقاص:

"أنه نهض في الركعتين فسبحوا به فاستتم، ثم سجد سجدتي السهو حين انصرف، وقال: أكنتم تروني كنت أجلس إنما صنعت كما رأيت رسول الله ﷺ يصنع".

وقال البزار:

"وهذا الحديث قد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن قيس، عن سعد موقوفا، ورواه المغيرة بن شبيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة".

وقال أبو يعلى:

"قال أبو عثمان عمرو بن محمد الناقد: لم نسمع أحدا يرفع هذا غير أبي معاوية".

وقال ابن خزيمة:

"لا أظن أبا معاوية إلا وهم في لفظ هذا الإسناد".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

قلت: إسناده على شرط مسلم، فلم يرو البخاري من حديث أبي معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد شيئا، والمحفوظ أنه موقوف على سعد بن أبي وقاص:

أخرجه عبد الرزاق (3486) عن الثوري، وأبو يعلى (760) من طريق وكيع، وابن المنذر في "الأوسط" (1698) من طريق زهير بن معاوية، وابن المنذر في "الأوسط" (1670) من طريق يعلى بن عبيد، أربعتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد: موقوفا.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1413) من طريق بقية بن الوليد، عن شعبة قال: أخبرني بيان، قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول:

"صلى بنا سعد بن أبي وقاص فقام في الركعتين، فقالوا: سبحان الله، فمضى، فما هو حتى إذا سلم سجد سجدتين، فقال: هكذا صنعنا مع رسول الله ﷺ".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا بقية، تفرد به يحيى بن عثمان".

وقال البيهقي:

"رواه بيان عن قيس، فوقفه على سعد".

أخرجه الطحاوي 1/ 441 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد: موقوفا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 34 عن محمد بن فضيل، وعبد الرزاق (3486) عن الثوري، كلاهما عن بيان، عن قيس، عن سعد: موقوفا.

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: أن من نسي التشهد الأول حتى انتصب قائمًا فإنه يسجد سجدتي السهو قبل التسليم.

 

ثانيًا: أن التشهد الأول ليس من أركان الصلاة.

 

 

٭ ٭ ٭

 

من شك في شيء من صلاته

 

(334) "يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى، فمن وجد من ذلك شيئا، فليسجد سجدتين وهو جالس".

 

أخرجه البخاري (1232)، ومسلم (389-82)، وأبو داود (1030)، والنسائي (1252)، وفي "الكبرى" (596) و (1176)، وأبو عوانة (1899)، والطحاوي 1/ 431، وابن حبان (2683)، والبيهقي 2/ 330 و 353، والبغوي (753) من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 100)، ومسلم (389-82)، وأحمد 2/ 241، والحميدي (947)، وأبو يعلى (5958)، وابن خزيمة (1020) عن ابن عيينة، ومسلم (389-82)، والترمذي (397)، وأبو عوانة (1901)، والبيهقي 2/ 339 من طريق الليث، والنسائي في "الكبرى" (595)، وتمام في "الفوائد" (1358) من طريق الأوزاعي، وأحمد 2/ 273، وعبد الرزاق (3464)، وابن خزيمة (1020) عن ابن جريج، وأحمد 2/ 283 و 284، وعبد الرزاق (3465)، وابن المنذر في "الأوسط" (1651) عن معمر، وأبو يعلى (5964) من طريق يونس، وابن خزيمة (1020)، وأبو عوانة (1901) من طريق ابن أبي ذئب، وأبو عوانة (1900) من طريق صالح، والطحاوي 1/ 431 من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الأوسط" (2236) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني في "مسند الشاميين" (3046) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلهم جميعا (مالك، وابن عيينة، والليث بن سعد، والأوزاعي، وابن جريج، ومعمر، ويونس بن يزيد، وابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، وعمرو بن الحارث، وعبيد الله بن عمر، وشعيب بن أبي حمزة) عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ، قال: فذكره.

وفي لفظ: "إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان، فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه ابن ماجه (1216)، والبيهقي 2/ 339 من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:

"إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته، فيدخل بينه وبين نفسه حتى لا يدري زاد أو نقص، فإذا كان ذلك، فليسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم يسلم".

وهو بهذا اللفظ شاذ، شذّ به محمد بن إسحاق.

وأخرجه البيهقي 2/ 339 من طريق ابن أخي الزهري، عن الزهري به.

وابن أخي الزهري اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري: قال فيه ابن حبان: كان رديء الحفظ كثير الوهم يخطئ عن عمه في الروايات ويخالف فيما يروي عن الأثبات، فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

وأخرجه الطحاوي 1/ 431 من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ، قال:

"إذا جاء أحدكم الشيطان، فخلط عليه صلاته، فلا يدري كم صلى؟ فليسجد سجدتين وهو جالس".

وزمعة بن صالح: ضعيف.

 

وله طرق عن أبي سلمة:

 

أ - أخرجه البخاري (1231) و (3285)، ومسلم (389-83)، والنسائي (1253)، وفي "الكبرى" (595) و (1177)، وأحمد 2/ 522، وابن أبي شيبة 1/ 229 و 2/ 27، وعبد الرزاق (3462)، والطيالسي (2466)، والدارمي (1204) و (1494)، وأبو يعلى (5993)، والطحاوي 1/ 431 و 432، وأبو عوانة (1902) و (1903)، وابن المنذر في "الأوسط" (1241)، وابن حبان (16) و (1662)، وتمام في "الفوائد" (1358)، والبيهقي 2/ 331 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:

"إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضريط حتى لا يسمع النداء، وإذا قضي النداء أقبل، فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، حتى يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، ما لم يذكر، فإذا لم يدر أحد كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس".

وأخرجه الطحاوي 1/ 432، والدارقطني 2/ 206، والبيهقي 2/ 340، وفي "المعرفة" (4572) من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا يحيى بن أبي كثير به، وفيه: "فليسجد سجدتين وهو جالس ثم يسلم".

وإسناده ضعيف، عكرمة بن عمار: روايته عن يحيى بن أبي كثير مضطربة.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4402)، وفي "مسند الشاميين" (2473) عن عبد الله بن محمد بن الأشعث، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبيدة، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الجراح بن مليح، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، عن أبي عامر، عن يحيى بن أبي كثير به، وفيه: "فليسجد سجدتي السهو بعد ما يسلم، فإنهما المرغمتان".

وإسناده ضعيف، أبو عامر الخزاز صالح بن رستم: صدوق كثير الخطأ.

ومحمد بن عبيدة المددي الشامي: مجهول الحال، ترجم له الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 103، وذكره عبد الغني بن سعيد الأزدي في "المؤتلف والمختلف" 1432، وابن ماكولا في "الإكمال" 6/ 54، وابن ناصر في "توضيح المشتبه" 6/ 135، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وابنه إبراهيم بن محمد بن عبيدة المددي: مجهول الحال، ترجم له ابن ماكولا في "الإكمال" 6/ 57، وابن حجر في "تبصير المنتبه" 3/ 917، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وشيخ الطبراني عبد الله بن محمد بن الأشعث: مجهول الحال أيضا.

 

ب - أخرجه أحمد 2/ 503-504، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (151) عن محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:

"إذا ثوب للصلاة ولى الشيطان وله ضراط، فإذا سكت المؤذن خطر بين أحدكم وبين نفسه حتى ينسيه صلاته، فمن وجد ذلك منكم فليسجد سجدتين وهو جالس".

وهذا اسناد حسن، محمد هو ابن عمرو بن علقمة الليثي: مختلف فيه، وهو حسن الحديث.

 

جـ - أخرجه أحمد 2/ 483 من طريق فليح، عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إن الشيطان إذا سمع النداء ولى وله حصاص، فإذا سكت المؤذن أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه لينسيه صلاته، فإذا شك أحدكم في صلاته فليسلم، ثم ليسجد سجدتين وهو جالس".

وقد خالف فليحا: محمد بن إسحاق:

فأخرجه ابن ماجه (1217)، والدارقطني 2/ 207، والبيهقي 2/ 340 من طريقه، قال: أخبرني سلمة بن صفوان بن سلمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:

"إذا أذن المؤذن خرج الشيطان من المسجد له حصاص فإذا سكت المؤذن رجع، فإذا أقام المؤذن الصلاة خرج من المسجد وله ضراط، فإذا سكت رجع حتى يأتي المرء المسلم في صلاته، فيدخل بينه وبين نفسه لا يدري أزاد في صلاته أم نقص، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم".

وظاهره إسناده الحسن لكن قد تقدّم آنفا عن ابن إسحاق أنه رواه بهذا اللفظ عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقد عرفتَ أنها رواية شاذة، والله أعلم.

وأخرج ابن بشران في "أماليه" (802) من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس، حدثني إدريس الأودي، حدثنا أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إذا شك أحدكم في صلاته فلينظر أحرى ذلك فليتمه، فإذا فرغ من صلاته، فليسجد سجدتين وهو جالس لوهمه".

وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سلمة الأفطس: متروك، وانظر كتابي "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (31).

 

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن جعفر، وثوبان،

وعثمان بن عفان، وعائشة، وأنس:

 

أما حديث أبي سعيد الخدري:

فأخرجه أبو داود (1029)، وأحمد 3/ 51 و 53، وأبو يعلى (1241)، وابن خزيمة (29)، وابن حبان (2665)، والحاكم 1/ 134 من طرق عن هشام الدستوائي، وأحمد 3/ 50 من طريق شيبان، وعبد الرزاق (533) و (3463)، ومن طريقه أحمد 3/ 37 و 53، وابن الأعرابي في "المعجم" (1452)، والحاكم 1/ 135، وابن حبان (2666)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 344 عن معمر، وأحمد 3/ 54، وابن أبي شيبة 2/ 428، وأبو يعلى (1141) وابن خزيمة (29)، والحاكم 1/ 134 - 135 من طريق علي بن المبارك، وأبو داود (1029)، وأحمد 3/ 53 عن أبان، كلهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض، قال:

"قلت لأبي سعيد الخدري: أحدنا يصلي، فلا يدري كم صلى؟ فقال: قال رسول الله ﷺ: إذا صلى أحدكم، فلم يدر كم صلى، فليسجد سجدتين، وهو جالس، وإذا جاء أحدكم الشيطان، فقال: إنك قد أحدثت، فليقل: كذبت إلا ما وجد ريحه بأنفه أو سمع صوته بأذنه".

وأخرجه الترمذي (396)، وابن ماجه (1204)، والنسائي في الكبرى (590) من طريق هشام الدستوائي، والنسائي في الكبرى (592) و (593) من طريق الأوزاعي، والنسائي في "الكبرى" (594)، والطحاوي في "شرح المعاني " 1/ 432 من طريق عكرمة بن عمار، والنسائي في "الكبرى" (591) من طريق شيبان، أربعتهم عن يحيى به، لم يذكروا الشك في الحدث.

وقال الترمذي:

"حديث حسن".

قلت: إسناده ضعيف، من أجل هلال بن عياض - أو عياض بن هلال - قال المنذري:

"وعياض هذا روى له أصحاب السنن، ولا أعرفه بجرح ولا عدالة، وهو في عداد المجهولين".

وكذلك قال الذهبي في "الميزان":

"لا يعرف، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير".

وقال الحافظ في "التقريب":

"مجهول".

وأخرجه الحاكم 1/ 134 من طريق علي بن الحسين، ثنا (كذا) بيان، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عياض به.

وقال:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإن عياضا هذا هو ابن

عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقد احتجا جميعا به ولم يخرجا هذا الحديث لخلاف من أبان بن يزيد العطار فيه، عن يحيى بن أبي كثير، فإنه لم يحفظه" وأقره الذهبي!

قلت: عبد الله بن رجاء: لم يرو له مسلم شيئًا، وليس له في البخاري رواية عن حرب بن شداد، و (علي بن الحسين ثنا بيان) هذا خطأ، إنما هو علي بن الحسن بن بيان: فتحرّفت (بن) إلى (ثنا)، وليس من رجال الصحيحين، وهو ثقة، ولقد وهم الحاكم في تعيين هلال بأنه ابن عبد الله بن أبي سرح! فقد صرّح معمر، وعلي بن المبارك، وهشام الدستوائي، وعكرمة بن عمار بأنه عياض بن هلال، وقال أبان: هلال بن عياض. وقال الأوزاعي:

عياض بن أبي زهير، وهو مجهول.

وأخرجه أحمد 3/ 42، وعبد بن حميد (872)، والطبراني 6/ (5440) من طريق سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، ورفعه، إلى النبي ﷺ أنه قال:

"إذا أوهم الرجل في صلاته، فلم يدر أزاد أم نقص؟ فليسجد سجدتين وهو جالس".

وفي إسناده سعيد بن زيد: هو ابن درهم الأزدي، أخو حماد بن زيد، مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات.

 

وأما حديث عبد الله بن جعفر:

فأخرجه أبو داود (1033)، والنسائي (1250) و (1251)، وفي "الكبرى" (1174) و (1175)، وأحمد 1/ 205، والطبراني 13/ (208)، والبيهقي 2/ 336، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 45، وابن الجوزي في "التحقيق" (607)، والرافعي في "أخبار قزوين" 4/ 9-10، والضياء في "المختارة" (166)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 120 عن حجاج بن محمد المصيصي، والنسائي (1251)، وفي "الكبرى" (1175)، وأحمد 1/ 204 و 205-206، وأبو يعلى (6792) و (6800)، وابن خزيمة (1033)، والطبراني 13/ (208)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 44 و 44-45 عن روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، أخبرني عبد الله بن مسافع، أن مصعب بن شيبة أخبره، عن عتبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن جعفر، أن رسول الله ﷺ، قال:

"من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس".

وفي رواية: "من شك في صلاته، فليسجد سجدتين بعد ما يسلم".

وإسناده ضعيف، عتبة (وقيل: عقبة) بن محمد بن الحارث: قال النسائي: ليس بمعروف.

وقال الذهبي: لا يدرى من هو.

ومصعب بن شيبة: لين الحديث، قال الإمام أحمد: روى أحاديث مناكير.

وقال أبو حاتم: لا يحمدونه، وليس بقوي.

وقال النسائي: منكر الحديث.

وقال الدارقطني ليس بالقوي.

ووثقه ابن معين، واحتج به مسلم في "صحيحه"!.

وعبد الله بن مسافع: مجهول الحال.

وأخرجه النسائي (1248)، وفي "الكبرى" (597) و (1172)، وأحمد 1/ 205 من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (1249)، وفي "الكبرى" (1173) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق

مخلد بن يزيد، ثلاثتهم عن ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن مسافع، عن عتبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن جعفر به.

ليس فيه ذكرٌ لمصعب بن شيبة.

 

وأما حديث ثوبان مولى رسول الله ﷺ:

فأخرجه أبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 من طريق عمرو بن عثمان، وأحمد 5/ 280 - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (608) - عن الحكم بن نافع، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن زهير، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن ثوبان، عن النبي ﷺ أنه قال:

"لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم".

وإسناده ضعيف، زهير وهو ابن سالم العنسي: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 336-337، وقال الدارقطني: حمصي منكر الحديث.

وقال البيهقي في "المعرفة" (4563):

"وهذا حديث تفرد به إسماعيل بن عياش، وليس بالقوي".

قلت: إسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.

وأخرجه أبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 عن الربيع بن نافع، وأبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 عن شجاع بن مخلد، وأبو داود (1038)، وابن ماجه (1219)، والبيهقي 2/ 337 عن عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجه (1219) عن هشام بن عمار، وعبد الرزاق (3533)، وحنبل في "جزءه" (54) عن سعيد بن سليمان، والطيالسي (1090) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 407 -، سبعتهم (الربيع بن نافع، وشجاع بن مخلد، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وعبد الرزاق، وسعيد بن سليمان، والطيالسي) عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله الكلاعي، عن زهير بن سالم، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن ثوبان به.

فلم يذكروا في إسناده جبير بن نفير، وقال البيهقي:

"وهذا إسناد فيه ضعف".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 33، والروياني (658) من طريق الهيثم بن حميد، عن عبيد الله بن عبيد، عن زهير الحمصي، عن ثوبان به.

فسقط من إسناده على التوالي: عبد الرحمن بن جبير، وأبوه، وقال الدارقطني:

"زهير: حمصي منكر الحديث، روى عن ثوبان ولم يسمع منه".

وأخرجه الطبراني 2/ (1412) من طريق عبد الرزاق، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن ثوبان به.

وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة: واه.

 

وأما حديث عثمان بن عفان:

فأخرجه أحمد 1/ 63 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا مسرة بن معبد، عن يزيد بن أبي كبشة، عن عثمان بن عفان، قال:

"جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، إني صليت فلم أدر أشفعت أم أوترت، فقال رسول الله ﷺ: إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم، من صلى منكم فلم يدر أشفع أو أوتر؟ فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته".

يزيد بن أبي كبشة وهو السكسكي الدمشقي: لم يسمع هذا الحديث من عثمان رضي الله عنه:

فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 63، وتمام في "الفوائد" (800) و (801) عن يحيى بن معين، وزياد بن أيوب، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8 / 355 عن محمد بن عبد العزيز الرملي، وابن الأعرابي في "المعجم" (145)، وتمام في "الفوائد" (798) عن محمد بن أحمد بن عصمة الأطروش، والطبراني في "الأوسط" (4700) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (286) -، وتمام في "الفوائد" (799) عن أبي زرعة الدمشقي، خمستهم عن سوار أبي عمارة الرملي، عن مسرة بن معبد، قال:

"صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فأعلمنا أنه صلى وراء مروان بن الحكم، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال مروان: إني صليت وراء عثمان بن عفان، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال عثمان: إني كنت عند نبيكم ﷺ، فأتاه رجل، فقال: يا نبي الله...الحديث".

وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (202):

"تفرد به سوار بن عمارة، عن مسرة بن معبد، عن يزيد بن أبي كبشة، عن مروان".

وهذا الحديث مداره على مسرة بن معبد اللخمي: قال أبو حاتم: شيخ ما به بأس.

وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 7/ 524، وقال:

"كان ممن يخطئ".

ثم ذكره في "المجروحين" 3/ 42، فقال:

"كان ممن ينفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

وقال في "مشاهير علماء الأمصار" (1436):

"وكان يغرب".

وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (4092):

"له مناكير عن يزيد بن أبي كبشة".

 

وأما حديث عائشة:

فأخرجه البزار (86)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 515، والبيهقي 2/ 346 من طريق محمد بن بكار، وأبو يعلى (4592) عن أبي معمر

إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، وأبو يعلى (4684) من طريق حفص بن بشر الأسدي، والطبراني في "الأوسط" (5133) و (7154)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 515، والبيهقي 2/ 346، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 256 من طريق أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، أربعتهم عن

حكيم بن نافع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ:

"سجدتا السهو تجزئان من كل زيادة ونقصان".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلم يروى عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا حكيم بن نافع".

وقال البيهقي:

"وهذا الحديث يعد من أفراد حكيم بن نافع الرقي، وكان يحيى بن معين يوثقه".

قلت: وجاء عن ابن معين تضعيفه أيضا كما في "المجروحين" 1/ 248، و "تاريخ بغداد" 8/ 257.

وقال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث.

وقال السَّاجِي: عنده مناكير.

وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يحتج به فيما يرويه منفردا.

فهو مما لا يُحْتَمَل تفرّده بهذا، لأن هشاما من المكثرين حديثًا وأصحابًا، فتفرده بمثل هذا عن هشام مما يُعد منكرًا، ولهذا عدّه ابن عدي من مناكيره، ولهذا قال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص 75):

"وهذا لا أصل له عن هشام".

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 516، ومحمد بن مخلد في "المنتقى من حديثه" مخطوط - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 79 -، وبيبي بنت عبد الصمد في "جزئها" (97)، والرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 349 من طريق علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.

وقال ابن عدي:

"وهذا الحديث لا أعلم رواه عن هشام بن عروة غير حكيم بن نافع، وروي عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن عروة، ويقال: إن أبا جعفر هو كنية حكيم بن نافع فكأن الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم".

وقال الدارقطني في "العلل" (3496):

"وحدث به عبد الصمد بن الفضل، عن علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

ووهم في قوله: أبي جعفر الرازي، وهو حكيم بن نافع".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7593)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 297 من طريق إسماعيل بن عبد الله، حدثنا حاتم بن عبيد الله النمري، عن عيسى بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:

"أن النبي ﷺ سها قبل التمام، فسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وقال: من سها قبل التمام سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وإذا سها بعد التمام سجد سجدتي السهو بعد أن يسلم".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا اللفظ إلا عيسى بن ميمون، تفرد به حاتم".

وإسناده ضعيف جدا، عيسى بن ميمون المدني: متروك الحديث.

 

وأما حديث أنس:

فأخرجه البزار (6771) من طريق ريحان بن سعيد، حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي ﷺ، قال:

"إذا صليت فلم تدر شفع أنصرفت أم على وتر؟ فاسجد سجدتين".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن أيوب إلا عباد بن منصور، ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد...".

وإسناده ضعيف، عباد بن منصور: سيء الحفظ، وذكره الإمام أحمد والبخاري والنسائي والساجي وغيرهم بالتدليس عن الضعفاء.

وأخرج الطبراني في "الأوسط" (6516)، وفي "الصغير" (437) - ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" 2/ 786 - من طريق أحمد بن

عمرو بن السرح، حدثنا أبو بكر بن [[6]] عبد الله بن محمد بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، قال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه محمد بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، قال:

"صليت خلف أنس بن مالك رضي الله عنه صلاة سها بنا فيها، فسجد بعد السلام، ثم التفت فقال: أما إني لم أصنع إلا كما رأيت رسول الله ﷺ يصنع".

وقال الطبراني:

"لم يرو محمد بن صالح بن علي عن أنس حديثا غير هذا، تفرد به ابن السرح".

وإسناده ضعيف، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 154:

"فيه مجاهيل".

 

يستفاد من الحديث

 

أن من التبس عليه في صلاته حتى لا يدري كم صلى، فإنه يسجد سجدتين وهو جالس.

 

 

٭ ٭ ٭

 كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام (غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين)

 

 

 

 



[1] - وجاء في مطبوع صحيح ابن خزيمة: (الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن عمرو)، وقال محققه: "في الأصل (عبد الرحمن بن نمر)، ولعل الصواب ما أثبتناه!"

قلت: بل الصواب ما جاء في الأصل أنه عبد الرحمن بن نمر.

[2] - وأخرجه الشاشي (305) من طريق يعقوب بن خليفة أبي يوسف الأعشى، حدثنا أبو بكر النهشلي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به.

فلم يذكر الهيثم الصيرفي.

وأخرجه البزار (1486)، والطبراني 10/ (9842) من طريق سهل بن حماد، قال: حدثنا أبو بكر النهشلي، عن الهيثم الصيرفي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7454) من طريق إسماعيل بن عمرو، حدثنا أبو بكر النهشلي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود به.

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود إلا أبو بكر النهشلي، تفرد به إسماعيل بن عمرو، ورواه أبو نعيم والناس، عن أبي بكر النهشلي، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، ورواه أبو عتاب الدلال، وأبو غسان، عن أبي بكر النهشلي، عن الهيثم، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله".

[3] - وسقط (أيوب) من مطبوع "المعجم الكبير".

[4] - وسقط من مطبوع "معرفة الصحابة": شيخ محمد بن غالب.

[5] - وجاء في "المعجم الأوسط": (غصن بن إسماعيل) بدلا من: (عبد الله بن واقد).

[6] - وفي "المعجم الأوسط": (أبو بكر عبد الله بن صالح الهاشمي)، وجاء في "الكنى والأسماء" للدولابي (647)، وفي "تهذيب الكمال" 1/ 415 ضمن شيوخ أبي الطاهر بن السرح: (أبو بكر عبد الله بن محمد بن صالح الهاشمي).

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام