words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

السبت، 12 يونيو 2021

صلاة الخوف

 


 

الصفة الأولى

 

(325) "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، فقامت طائفة معه تصلي وأقبلت طائفة على العدو، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه وسجد سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل، فجاءوا، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ركعة وسجد سجدتين، ثم سلم، فقام كل واحد منهم، فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين".

 

أخرجه البخاري (942) و (4132)، والنسائي (1539)، وفي "الكبرى" (1942)، وأحمد 2/ 150، والدارمي (1521)، والطحاوي 1/ 312، والسراج في "مسنده" (1554)، والبيهقي 3/ 260، وفي "دلائل النبوة" 3/ 379-380، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 277، والبغوي في "شرح السنة" (3799) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: سألته هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ - يعني صلاة الخوف - قال: أخبرني سالم، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: فذكره.

وله طرق عن الزهري:

أخرجه البخاري (4133)، ومسلم (839-305)، وأبو داود (1243)، والترمذي (564)، والنسائي (1538)، وفي "الكبرى" (1941)، وأحمد 2/ 147-148، وعبد الرزاق (4241)، وابن المبارك في "الجهاد" (240)، والبزار (6040)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (5900)، وابن خزيمة (1354) و (1355)، وابن الجارود (233)، وأبو عوانة (2411)، والسراج في "مسنده" (1553)، وابن المنذر في "الأوسط" (2350)، وابن حبان (2879)، والطبراني 12/ (13115)، والدارقطني 2/ 407-408، وأبو نعيم في "المستخرج" (1889)، والبيهقي 3/ 260، وفي "السنن الصغير" (675)، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 259، والبغوي في "شرح السنة" (1092)، عن معمر، ومسلم (839-305)، والطحاوي 2/ 311، وأبو نعيم في "المستخرج" (1890) من طريق فليح بن سليمان، وأحمد 2/ 150، وعبد الرزاق في "المصنف" (4242)، وأبو عوانة (2412)، والسراج في "مسنده" (1552)، والطبراني 12/ (13116) عن ابن جريج، والطبراني 12/ (13114)، وفي "الأوسط" (1148) من طريق إسحاق بن راشد، والطوسي في "مختصر الأحكام" (530)، والسراج في "مسنده" (1555) من طريق النعمان بن راشد، والشافعي 1/ 179، والبيهقي في "المعرفة" (2913) و (6724) من طريق ابن أبي ذئب، ستتهم عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفتين، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا فقاموا في مقام أصحابهم أولئك، فجاء أولئك، فصلى بهم ركعة، ثم سلم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه الطبراني 12/ (13267) من طريق سليمان بن أبي داود، عن الزهري، عن سالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمر به.

وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن أبي داود الحراني الجزري: ضعيف جدا.

وأخرجه النسائي (1540)، وفي "الكبرى" (1939) من طريق سعيد بن عبد العزيز، والنسائي (1541)، وفي "الكبرى" (1940) من طريق العلاء وأبي أيوب، ثلاثتهم عن الزهري، عن ابن عمر به.

وقد تقدّم موصولا من طرق عن الزهري، وهو المحفوظ عنه.

 

وله طرق عن ابن عمر:

1 - أخرجه مسلم (839-306)، والنسائي (1542)، وفي "الكبرى" (1943)، وأحمد 2/ 155، وابن أبي شيبة 2/ 464، والطحاوي 1/ 312، وأبو عوانة (2413)، والسراج في "مسنده" (1563)، والدارقطني 2/ 408، وأبو نعيم في "المستخرج" (1891)، والبيهقي 3/ 360 و 260-261، وفي "المعرفة" (6728)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 240 من طريق سفيان الثوري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه، فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو، فصلى بالذين معه ركعة، ثم ذهبوا وجاء الآخرون، فصلى بهم ركعة، ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة. قال: وقال ابن عمر: فإذا كان خوف أكثر من ذلك فصل راكبا، أو قائما تومئ إيماء".

وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (239) عن موسى بن عقبة، عن نافع به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 258 من طريق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن موسى بن عقبة به.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2358) من طريق داود بن عطاء المزني، عن موسى بن عقبة به.

وداود بن عطاء: ضعيف.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 261 من طريق المسيب بن واضح، حدثنا أبو إسحاق، عن موسى بن عقبة بنحوه.

وإسناده ضعيف، المسيب بن واضح، قال فيه أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.

وساق ابن عدي له أحاديث تستنكر عليه.

وقال الدارقطني: ضعيف.

وأخرجه البخاري (4535)، والشافعي 1/ 178 و 179، وفي "الأم" 1/ 117، وابن المبارك في "الجهاد" (241)، والبزار (5873)، وابن خزيمة (980) و (1366) و (1367)، والطحاوي 2/ 312، وابن الجارود (234)، والسراج في "مسنده" (1564)، والبيهقي 2/ 8 و 3/ 256، وفي "السنن الصغير" (676)، وفي "المعرفة" (2910) و (2911) و (6723) و (6768) و (6769)، والبغوي في "شرح السنة" (1093) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 184) عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف، قال:

"يتقدم الإمام وطائفة من الناس، فيصلي بهم الإمام ركعة، وتكون طائفة منهم بينه وبين العدو لم يصلوا، فإذا صلى الذين معه ركعة، استأخروا مكان الذين لم يصلوا، ولا يسلمون، ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام، وقد صلى ركعتين، فتقوم كل واحدة من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة ركعة، بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحدة من الطائفتين قد صلوا ركعتين، فإن كان خوفا هو أشد من ذلك، صلوا رجالا قياما على أقدامهم، أو ركبانا مستقبلي القبلة، أو غير مستقبليها. قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر حدثه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

 

وله طرق عن نافع:

 

أ - أخرجه ابن ماجه (1258)، وابن حبان (2887)، والطبراني 12/ (13394) عن محمد بن الصباح الجَرْجَرائي، قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"في صلاة الخوف أن يكون الإمام يصلي بطائفة معه، فيسجدون سجدة واحدة، وتكون طائفة منهم بينهم وبين العدو، ثم ينصرف الذين سجدوا السجدة مع أميرهم، ثم يكونون مكان الذين لم يصلوا، ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلوا مع أميرهم سجدة واحدة، ثم ينصرف أميرهم وقد صلى صلاته، ويصلي كل واحد من الطائفتين بصلاته سجدة لنفسه، فإن كان خَوفٌ أشدَّ من ذلك، فرجالا أو ركبانا. قال: يعني بالسجدة: الركعة".

ورجال إسناده ثقات، وهو صحيح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأما قوله: "فإن كان خوف أشد من ذلك، فرجالا أو ركبانا" فالصحيح وقفه على ابن عمر.

ب - أخرجه أحمد 2/ 132 عن أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، والبزار (5874)، والطحاوي 1/ 312 من طريق محمد بن كثير، والسراج في "مسنده" (1562) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والسراج في "مسنده" (1562)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (249) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والسراج (1565) من طريق بشر بن بكر، خمستهم عن الأوزاعي، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة وسجدتين، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفت الطائفة التي مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأقبلت الطائفة الأخرى فصلى بها النبي صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين، ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام كل رجل من الطائفتين، فركع لنفسه ركعة وسجدتين".

وإسناده صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7543) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأوزاعي، عن باب بن عمير، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة، ثم أقبلت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة، ثم سجد سجدتين".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عيسى بن يونس، تفرد به: الشاذكوني".

وإسناده تالف، الشاذكوني: قال الذهبي في "السير" 10/ 679:

"أحد الهلكى".

وباب بن عمير: قال الدارقطني: مجهول.

وقال أيضا: لا أدري من هو.

جـ - أخرجه السراج في "مسنده" (1568)، والطبراني في "الأوسط" (4350) من طريق أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن الحارث بن عمير، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر في صلاة الخوف، قال:

"قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت طائفة منا، فصلوا وراءه، وأقبلت الطائفة الأخرى على العدو، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائفة التي معه ركعة وسجدتين، ثم انصرفوا على العدو، وجاءت الطائفة التي لم تصل، فصلوا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى كل واحد من الطائفتين لأنفسهم ركعة وسجدتين".

وقال الطبراني:

"لم يرفع هذا الحديث عن أيوب السختياني إلا الحارث بن عمير، تفرد به: موسى بن أعين".

تفرّد به الحارث بن عمير عن أيوب وهو مختلف فيه.

 

2 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3247)، وفي "مسند الشاميين" (3453) من طريق يحيى بن حمزة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، أن أباه، أخبره أنه: سأل مكحولا عن صلاة الخوف، فقال: كان عبد الله بن عمر يحدث، أنه صلاها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصف وراءه طائفة منا، وأقبلت طائفة على العدو، فركع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة، وسجد سجدتين، مثل نصف صلاة الصبح، ثم انصرفوا، فأقبلوا على العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل مثل ذلك، ثم سلم فقام كل رجل من الطائفتين، فركع لنفسه ركعة وسجدتين".

وإسناده منقطع، قال أبو زرعة: مكحول عن ابن عمر مرسل.

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا ابن ثوبان، تفرد به يحيى بن حمزة!".

كذا قال، وقد أخرجه هو نفسه في "مسند الشاميين" (3452) من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به.

وأخرجه أيضا في "مسند الشاميين" (197) بنفس الطريق إلا أنه قرن بمكحول: الزهري.

 

3 - أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 241-242، والبيهقي 3/ 263 من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، عن سماك الحنفي، عن ابن عمر:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاء ركعة في صلاة الخوف".

وقال أبو نعيم:

"غريب تفرد به ابن أبي بكر، عن يحيى، عن مسعر".

وقال البيهقي:

"كذا أتى به سماك مختصرا، وقد رويناه عن سالم ونافع، عن ابن عمر: أن كل واحدة من الطائفتين قضوا ركعتهم، والحكم للإثبات في مثل هذا".

وأخرجه ابن خزيمة (1349) من طريق روح، حدثنا شعبة، عن سماك الحنفي، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله - يعني مثل حديث جابر بن عبد الله، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى -.


4 - أخرجه الطبراني 12/ (13092) من طريق رشدين بن سعد، عن محمد بن سهم، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بهؤلاء ركعة، وبهؤلاء ركعة".

وإسناده ضعيف، رشدين بن سعد: ضعيف، رجّح أبو حاتم عليه ابن لهيعة.

وقال ابن يونس: كان صالحًا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث كما في "التقريب".

 

وله شواهد من حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وحذيفة، وأبي موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب:

 

أما حديث ابن مسعود:

فأخرجه أبو داود (1244) و (1245)، وأحمد 1/ 375-376 و 409، وابن أبي شيبة 2/ 462، وفي "المسند" (346)، وعبد الرزاق (4245)، وابن المبارك في "الجهاد" (243)، وأبو يعلى (5353)، والطحاوي 1/ 311، والدارقطني 2/ 413، والبيهقي 3/ 261 من طرق عن خصيف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال:

"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فقاموا صفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصف مستقبل العدو، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة، ثم جاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبل هؤلاء العدو، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة، ثم سلم، فقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدو، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا".

وزاد أحمد 1/ 409، وابن المبارك، وعبد الرزاق، والطحاوي: "وهم في صلاة كلهم".

وأخرجه الطبراني 10/ (10272) من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة به.

وإسناده منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من ابن مسعود.

 

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه الترمذي (3035)، والنسائي (1544)، وفي "الكبرى" (1945)، وأحمد 2/ 522، والبزار (9441)، والطبري في "التفسير" 7/ 420-421 طبعة هجر، وابن حبان (2872) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا سعيد بن عبيد الهنائي، قال: حدثنا عبد الله بن شقيق، قال: حدثنا أبو هريرة:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر، فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة، وأن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة، ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم، فتكون لهم ركعة ركعة [1]، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح غريب".

وإسناده حسن، سعيد بن عبيد الهنائي: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه أبو داود (1240)، والنسائي (1543)، وفي "الكبرى" (1944)، وأحمد 2/ 320، والطحاوي 1/ 314، وابن المنذر في "الأوسط" (2354) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة، وابن لهيعة، قالا: حدثنا أبو الأسود يتيم عروة، أنه سمع عروة بن الزبير يحدث، عن

مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة:

"هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة: نعم، فقال: متى؟ قال: عام غزوة نجد، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العصر، وقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابلة العدو ظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا الذين معه والذين يقابلون العدو، ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة، ثم ركعت معه الطائفة التي تليه، ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلة العدو، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو، فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت تقابل العدو فركعوا وسجدوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن تبعه، ثم كان التسليم، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا جميعا، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان".

وأخرجه ابن خزيمة (1361)، والحاكم 1/ 338 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح (وحده)، عن أبي الأسود به.

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

وقال الدارقطني في "العلل" (1637) بعد أن ذكر الاختلاف فيه على عروة:

"وهو أشبه بالصواب".

وقال الإمام البخاري في "صحيحه" تحت الحديث رقم (4136):

"(قال أبو هريرة: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة نجد صلاة الخوف)، وإنما جاء أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيام خيبر".

ونقل الترمذي تحسينه عن البخاري في "العلل الكبير" (168).

وأخرجه ابن خزيمة (1362) - وعنه ابن حبان (2878) - من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير وهو أحد بني أسد بن عبد العزى بن قصي، عن عروة بن الزبير، قال: سمعت أبا هريرة، ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف، فقال أبو هريرة:

"كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة، قال: فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين، فذكر الحديث بمثل معناه، وذكر في الركعة الثانية قال: وأخذت الطائفة التي صلت خلفه أسلحتهم، ثم مشوا القهقرى على أدبارهم حتى قاموا مما يلي العدو، وزاد في آخر الحديث: فقام القوم وقد شركوه في الصلاة".

وأخرجه أبو داود (1241) من طريق سلمة بن الفضل، حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة به.

وأخرجه أبو داود (1242)، وأحمد 2/ 275، وابن خزيمة (1363) - وعنه ابن حبان (2873) -، وابن المنذر في "الأوسط" (2355)، والحاكم 1/ 336-337، والبيهقي 3/ 265 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: 

"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة الخوف بذات الرقاع، قالت: فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين، فصفت طائفة وراءه، وقامت طائفة، وجاه العدو، قالت: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبرت الطائفة الذين صفوا خلفه، ثم ركعوا وركعوا، ثم سجد وسجدوا، ثم رفع رأسه فرفعوا، ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية، ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وأقبلت الطائفة الأخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، السجدة الثانية فسجدوا معه، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ركعته وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية، ثم قامت الطائفتان جميعا، فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركع بهم ركعة وركعوا جميعا، ثم سجد فسجدوا جميعا، ثم رفع رأسه فرفعوا معه، كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سريعا جدا، لا يألو أن يخفف ما استطاع، ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد شركه الناس في صلاته كلها".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو أتم حديث وأشفاه في صلاة الخوف" وأقره الذهبي!

قلت: وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يحتج الإمام مسلم بابن إسحاق، إنما روى في المتابعات والشواهد.

وأخرجه البزار (8038)، والطحاوي 1/ 314-315، والبيهقي 3/ 264 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة به.

وسئل الدارقطني في "العلل" (1637) عن حديث عروة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، وكيف صلاتهم، فقال:

"اختلف فيه على عروة:

فرواه محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن أبي هريرة، قاله يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير.

وخالفه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن:

فرواه عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن أبي هريرة، وهو أشبه بالصواب.

وقيل: عن أبي الأسود، عن عروة، عن أبي هريرة، أن مروان سأل أبا هريرة.

وقيل: عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها".

 

 

وأما حديث زيد بن ثابت:

فأخرجه النسائي (1531)، وفي "الكبرى" (1932)، وأحمد 5/ 183، وابن أبي شيبة 2/ 461 و 14/ 538، وعبد الرزاق (4250)، وابن خزيمة (1345)، والطحاوي 1/ 310، وابن حبان (2870)، والطبراني 5/ (4919)، والبيهقي 3/ 262-263 من طرق عن سفيان الثوري، عن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، عن القاسم بن حسان، قال: أتيت زيد بن ثابت، فسألته عن صلاة الخوف، فقال:

"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفٌّ خلفه، وصَفٌّ بإزاء العدو، فصلى بهم ركعة، ثم ذهبوا إلى مصاف إخوانهم، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعة، ثم سلم، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل طائفة ركعة [2]".

وإسناده جيد، القاسم بن حسان العامري: وثقه العجلي (1365) و (1495)، وابن حبان 5/ 305 و 7/ 335-336.

وقال ابن شاهين في "الثقات" (1148):

"قال أحمد بن صالح: ثقة".

وأخرجه الطبراني 5/ (4920) من طريق شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، قال:

"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف مرة لم يصل بنا قبلها ولا بعدها".

وإسناده ضعيف، شريك هو ابن عبد الله النخعي القاضي: سيئ الحفظ.

 

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه البخاري (944)، وفي "القراءة خلف الإمام" (194) طبعة الصميعي، والنسائي (1534)، وفي "الكبرى" (1935)، والسراج في "مسنده" (1573)، وابن حبان (2880)، والدارقطني 2/ 406 و 407، والطبراني في "مسند الشاميين" (1758)، والبيهقي 3/ 258 من طريق محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:

"قام نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقام الناس معه، فكبر وكبروا، ثم ركع وركع معه ناس منهم، ثم سجد وسجدوا، ثم قام إلى الركعة الثانية فتأخر الذين سجدوا معه وحرسوا إخوانهم، وأتت الطائفة الأخرى فركعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وسجدوا والناس كلهم في صلاة يكبرون، ولكن يحرس بعضهم بعضا".

وأخرجه السراج في "مسنده" (1572)، والدارقطني 2/ 407 - ومن طريقه البيهقي 3/ 258 - من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن

عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال:

"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوف فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا خلفه صفين، فكبر وركع وركعنا جميعا، الصفان كلاهما، ثم رفع رأسه ثم خر ساجدا وسجد الصف الذي يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم، فلما فرغ من سجوده وقام خر الصف المؤخر سجودا، فسجدوا سجدتين ثم قاموا، فتأخر الصف المقدم الذي يليه، وتقدم الصف المؤخر فركع وركعوا جميعا، وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه، وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم، فلما قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خر الصف المؤخر سجودا فسجدوا ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم".

وإسناده ضعيف، النعمان بن راشد: سيء الحفظ.

وأخرجه النسائي (1533)، وفي "الكبرى" (520) و (1934)، وأحمد 1/ 357 و 232 5/ 183 و 385، وابن أبي شيبة 2/ 461 و 12/ 538، وعبد الرزاق (4251)، والطبري في "التفسير" 7/ 418 طبعة هجر، وابن خزيمة (1344)، والطحاوي 1/ 309، وفي "أحكام القرآن" (376)، وابن المنذر في "الأوسط" (2344)، والسراج في "مسنده" (1574) و (1575)، وابن حبان (2871)، والحاكم 1/ 335، والبيهقي 3/ 262، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 115 و 116 من طرق عن الثوري، عن أبي بكر بن أبي جهم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال:

"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد، فصف صفا خلفه وصفا موازي العدو، وقال: فصلى بالصف الذي معه ركعة، ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة، ثم سلم عليهم جميعا، ثم انصرفوا، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل واحد من الفريقين ركعة".

وفي لفظ: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد، أرض من أرض بني سليم، فصف الناس صفين، صف خلفه مواز العدو، فصلى بالصف الذي يليه ركعة، ثم نكص هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وهؤلاء إلى مصاف هؤلاء، فصلى بهم ركعة".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" وأقره الذهبي.

قلت: إسناده صحيح، وليس على شرط أحدهما.

وزاد النسائي، والطبري، وابن حبان، والحاكم: "ولم يقضوا".

ولم تطمئن نفسي لصحة هذه الزيادة ذلك أنه تفرّد بها بندار عن يحيى بن سعيد عن الثوري، وقد رواه مسدد عند الحاكم، وأبو موسى محمد بن المثنى عند ابن خزيمة، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور عند ابن حجر، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد فلم يذكروها تصريحا، ورواه عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وعبد الرزاق، والحسين بن حفص، وأبو حذيفة النهدي، وقبيصة بن عقبة، ستتهم عن الثوري فلم يذكروها لكن أخرجه الحاكم 1/ 335 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا الحسين بن جعفر، عن سفيان، وأخبرنا إبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد، أنبأ محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا محمد بن جعشم، عن سفيان، وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني أبو بكر بن أبي الجهم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بذي قرد صلاة الخوف ركعة ركعة، ولم يقضوا".

فما أدري لأي من الأسانيد الثلاثة لفظه، فالحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" 1/ 357 و 232 5/ 183 و 385 بغير هذه الطريق، ولعلّ قوله (ولم يقضوا) اختصار منه على الرواية بالمعنى، فقد رواه البيهقي 3/ 262 عن الحاكم نفسه، وأبي سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا الحسين بن حفص، عن سفيان، قال: حدثني أبو بكر بن أبي جهم، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال:

"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد، فصف خلفه صف، وصف موازي العدو فصلى بهم ركعة، ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف أولئك وجاء أولئك فصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم عليهم. قال سفيان: فكان للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، ولكل طائفة ركعة".

وأخرجه الطبري في "التفسير" 7/ 419 طبعة هجر: من طريق شريك، عن أبي بكر بن أبي الجهم به.

وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (83)، والطحاوي في "أحكام القرآن" (375) من طريق أبي عميس عتبة بن عبد الله، قال: سمعت أبا بكر بن عبد الله بن أبي جهم القرشي، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن الوليد بن عبد الملك كتب كتابا إلى عمر بن عبد العزيز يأمره أن يسأل فقهاء من قبله من أهل المدينة عن صلاة الخوف، فأرسل عمر بن عبد العزيز إلى فقهائهم يسألهم، قال: فجاء عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وقد اختلف القوم عليه، فقال: دع ما يقول هؤلاء، حدثني عبد الله بن عباس:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس صلاة الخوف، فصلى بطائفة منهم ركعة، فاستقبلوا العدو، ثم جاءت الطائفة الأخرى فصلوا معه الركعة الأخرى، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشهد وسلم، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، وللناس ركعة ركعة".

وأخرجه النسائي (1535)، وفي "الكبرى" (1936)، وأحمد 1/ 265، والبيهقي 3/ 258 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني داود بن الحصين، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال:

"ما كانت صلاة الخوف إلا كصلاة أحراسكم هؤلاء اليوم خلف أئمتكم هؤلاء إلا أنها كانت عقبا، قامت طائفة منهم وهم جميعا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجدت معه طائفة، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجد الذين كانوا قياما لأنفسهم، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاموا معه جميعا، ثم ركع، وركعوا معه جميعا، ثم سجد فسجد معه الذين كانوا قياما أول مرة فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم سجد الذين كانوا قياما لأنفسهم، ثم جلسوا فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسليم".

وإسناده ضعيف، داود بن الحصين: ثقة إلا في عكرمة، قال علي بن المديني: ما روى عن عكرمة، فمنكر الحديث.

وقال أبو داود:

"أحاديثه عن عكرمة مناكير".

وأخرجه الطبراني 12/ (13021) حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:

"في قوله: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك} فهذا الصلاة عند الخوف يقوم الإمام، ويقوم معه طائفة منهم، وطائفة يأخذون أسلحتهم، ويقفون بإزاء العدو، فيصلي الإمام بمن معه ركعة، ثم يجلس على هيئته فيقومون، فيصلون لأنفسهم الركعة الثانية والإمام جالس، ثم ينصرفون حتى يأتوا أصحابهم فيقفون موقفهم، ثم يقبل الآخرون فيصلي لهم الإمام الركعة الثانية، فهكذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يوم بطن نخلة".

وإسناده ضعيف، فيه علل:

الأولى: الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس.

والثانية: عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.

والثالثة: بكر بن سهل الدمياطي: ضعّفه النسائي.

وأخرجه البزار (679)، والطبري في "التفسير" 7/ 438-439، والحاكم 3/ 30، والواحدي في "أسباب النزول" (363) من طريق النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلقي المشركين بعسفان، فلما صلى الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه، قال بعضهم لبعض يومئذ: كان فرصة لكم لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم، قال قائل منهم: فإن لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهلهم وأموالهم، فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها، فأنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} إلى آخر الآية، وأعلمه ما ائتمر به المشركون، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر وكانوا قبالته في القبلة فجعل المسلمين خلفه صفين، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا جميعا، ثم ركع وركعوا معه جميعا، فلما سجد سجد معه الصف الذين يلونه، وقام الصف الذين خلفهم مقبلين على العدو، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقام، سجد الصف الثاني، ثم قاموا وتأخر الذين يلون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم الآخرون، فكانوا يلون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ركع ركعوا معه جميعا، ثم رفع فرفعوا معه، ثم سجد فسجد معه الذين يلونه، وقام الصف الثاني مقبلين على العدو، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده، وقعد الذين يلونه سجد الصف المؤخر ثم قعدوا، فتشهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم عليهم جميعا، فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم ويقوم بعضهم ينظر إليهم، قالوا: لقد أُخْبِرُوا بما أردنا".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: غفر الله لك، بل إسناده ضعيف جدا، النضر أبو عمر الخزاز: متروك.

 

وأما حديث حذيفة:

فأخرجه أبو داود (1246) عن مسدد، والنسائي (1530)، وفي "الكبرى" (1931)، والبزار (2968)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 34 عن عمرو بن علي، وابن خزيمة (1343) - وعنه ابن حبان (1452) و (2425) - عن أبي موسى محمد بن المثنى، والحاكم 1/ 335 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، والبيهقي 3/ 261، وفي "المعرفة" (6737) من طريق محمد بن أبي بكر، خمستهم عن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا سفيان، قال: حدثني أشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة الخوف؟ فقال حذيفة:

"أنا، فقام حذيفة وصف الناس خلفه صفين: صفا خلفه، وصفا موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، وانصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة، ولم يقضوا".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه هكذا" وأقره الذهبي.

قلت: الحديث صحيح الإسناد لكن قوله (ولم يقضوا) شاذ، كأنه على الرواية على المعنى عند الراوي ذلك أنه قد زاد البزار فيه: "يعني: لم يقض أحد من الطائفتين كأنهم اجتزوا بركعة ركعة".

وقد أخرجه الطبري في "التفسير" 7/ 417 طبعة هجر، وابن خزيمة (1343) عن بندار، عن يحي القطان به، ولم يقل: "ولم يقضوا".

وأخرجه النسائي (1529)، وفي "الكبرى" (1930)، وأحمد 5/ 385، وابن أبي شيبة 2/ 461 عن وكيع، وأحمد 5/ 399، والطبري في "التفسير" 7/ 418 طبعة هجر عن عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق (4249)، وابن المنذر في "الأوسط" (2338) من طريق عبد الله بن الوليد، والحاكم 1/ 335، والبيهقي 3/ 261 من طريق الحسين بن حفص، والطحاوي 1/ 310، وفي "أحكام القرآن" (379) من طريق مؤمل، وقبيصة، سبعتهم (وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وعبد الله بن الوليد،

والحسين بن حفص، ومؤمل بن إسماعيل، وقبيصة) عن الثوري، عن

أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أيكم يحفظ صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال حذيفة: أنا:

"فقمنا صفا خلفه، وصفا موازي العدو، فصلى بالذين يلونه ركعة، ثم ذهبوا إلى مصاف أولئك، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة، ثم سلم عليهم".

وأخرجه الطحاوي في "أحكام القرآن" (381) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأشعث به.

 

وله طريقان آخران عن حذيفة:

 

1 - أخرجه أحمد 5/ 395، والطحاوي 1/ 310، وفي "أحكام القرآن" (382) عن عفان بن مسلم ( وهو في "حديثه" (49) )، وأبو القاسم السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (67) من طريق العباس النرسي، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو روق عطية بن الحارث، حدثنا مخمل بن دماث، قال: غزوت مع سعيد بن العاص، قال: فسأل الناس: من شهد منكم صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقال حذيفة: أنا:

"صلى بطائفة من القوم ركعة، وطائفة مواجهة العدو، ثم ذهب هؤلاء فقاموا مقام أصحابهم مواجهو العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة، ثم سلم فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل طائفة ركعة".

وإسناده ضعيف، مخمل بن دماث: لم يرو عنه غير عطية بن الحارث، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 65، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل 8/ 429، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 463-464!

 

2 - أخرجه أحمد 5/ 406، وابن خزيمة (1365)، وابن المنذر في "الأوسط" (2356)، والبيهقي 3/ 252 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد السلولي قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان ومعه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة:

"أنا، فَأْمُرْ أصحابك يقومون طائفتين، طائفة خلفك، وطائفة بإزاء العدو، فتكبر ويكبرون جميعا، ثم تركع فيركعون جميعا، ثم ترفع فيرفعون جميعا، ثم تسجد ويسجد معك الطائفة التي تليك، والطائفة التي بإزاء العدو قيام بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم يتأخر هؤلاء ويتقدم الآخرون، فقاموا في مصافهم، فتركع فيركعون جميعا، ثم ترفع فيرفعون جميعا، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك، والطائفة الأخرى قائمة بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم سلمت وسلم بعضهم على بعض، وتأمر أصحابك إن هاجهم هيج من العدو، فقد حل لهم القتال والكلام".

وإسناده ضعيف، سليم بن عبد السلولي: لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ووثقه العجلي (657)، وابن حبان 4/ 330.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2506) حدثنا محمد بن أبان الجعفي، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 46-47) من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد السلولي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال لنا يوما: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، قال: كيف رأيته يصنع؟ قال:

"فرقنا فرقتين، فتقدم وأقام طائفة منهم معه، وأقام الطائفة الأخرى من ورائهم يردون القوم، فصلى بالذين معه ركعة وسجدتين، ثم قام هؤلاء إلى مقام أصحابهم، وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين، وقد كان قال لهم: إن هاجكم القوم هيجا فقد حل لكم القتال والكلام".

وأخرجه أحمد 5/ 404 عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (4248) ) عن معمر، عن أبي إسحاق، قال: حدثني من شهد سعيد بن العاص في غزوة يقال لها ذات الخشب، ومعه حذيفة، فقال سعيد: أيكم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة:

"أنا، فأمرهم حذيفة فلبسوا السلاح، ثم قال: إن هاجكم هيج فقد حل لكم القتال، قال: فصلى بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرف هؤلاء فقاموا مقام أولئك، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلم عليهم".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 465 من طريق الثوري، وابن أبي شيبة 2/ 465، والطيالسي (429)، والطحاوي 1/ 311 عن شريك، كلاهما عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد، عن حذيفة، قال:

"صلاة الخوف ركعتان وأربع سجدات، فإن أعجلك أمر فقد حل لك القتال والكلام".

 

وأما حديث أبي موسى:

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 462 - ومن طريقه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 58 - حدثنا محمد بن بشر، وابن المبارك في "الجهاد" (242)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 1/ 242 من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم (ابن بشر، وابن المبارك، ويزيد بن زريع) عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي:

"أن أبا موسى الأشعري كان بالدار من أصبهان وما بهم يومئذ كثير خوف، ولكن أحب أن يعلمهم دينهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم فجعلهم صفين طائفة معها السلاح مقبلة على عدوها، وطائفة وراءها، فصلى بالذين معه ركعة ثم نكصوا على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين يتخللونهم حتى قاموا وراءه، فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم، فقام الذين يلون والآخرون فصلوا ركعة ركعة، فسلم بهم بعضهم على بعض فتمت للإمام ركعتان في جماعة وللناس ركعة ركعة".

وإسناده صحيح، وقال الحافظ في "المطالب العالية" (742):

"رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين أبي العالية وأبي موسى رضي الله عنه!" كذا قال، وكأنه ذهل عما نقله هو نفسه في "تهذيب التهذيب" 3/ 285 (ترجمة أبي العالية) عن علي بن المديني أنه سمع من أبي موسى.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7476)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 1/ 241، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 59 و 314، والبيهقي 3/ 252 من طريق محمد بن مقاتل، حدثنا حكام، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن أبي العالية، قال:

"صلى بنا أبو موسى الأشعري بأصبهان صلاة الخوف وما كان كثير خوف ليرينا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام وكبر وكبر معه طائفة من القوم وطائفة بإزاء العدو وعليهم السلاح فصلى بهم ركعة وانصرفوا، فقاموا مقام إخوانهم فجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة الأخرى ثم سلم فصلى كل قوم الركعة الباقية عليهم وحدانا".

وإسناده ضعيف، محمد بن مقاتل الرازي: ضعيف.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 58-59 من طريق

عبد الواحد بن غياث، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي موسى به.

وإسناده حسن، عبد الواحد بن غياث: صدوق، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه الطحاوي 1/ 311 من طريق أبي حرة، عن الحسن، عن أبي موسى:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف فصلى بطائفة منهم ركعة، وكانت طائفة بإزاء العدو، فلما صلى بهم ركعة سلم، فنكصوا على أعقابهم حتى انتهوا إلى إخوانهم، ثم جاء الآخرون فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم، فقام كل فريق، فصلوا ركعة ركعة".

وإسناده ضعيف، أبو حرة هو واصل بن عبد الرحمن: قال محمد بن جعفر غندر كما في "جامع التحصيل" (ص 295):

"وقفت أبا حرة على أحاديث الحسن، فقال: لم أسمعها من الحسن. أو قال: فلم نقف على شيء منها أنه سمعه إلا حديثا أو اثنين".

وقال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف، يقولون: لم يسمعها من الحسن.

وقال البخاري: يتكلمون في روايته عن الحسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 465 حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن:

"أن أبا موسى صلى بأصحابه بأصبهان، فصلت طائفة منهم معه، وطائفة مواجهة العدو، فصلى بهم ركعة، ثم نكصوا وأقبل الآخرون يتخللونهم، فصلى بهم ركعة، ثم سلم، وقامت الطائفتان فصلتا ركعة".

 

وأما حديث علي:

فأخرجه البزار (866) حدثنا الحسين بن علي، قال: حدثنا علي بن ثابت، قال: حدثنا سعاد، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي:

"عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، أمر الناس فأخذوا السلاح عليهم، فقامت طائفة من ورائهم مستقبل العدو، وجاءت طائفة فصلوا معه فصلى بهم ركعة، ثم قاموا إلى الطائفة التي لم تصل، وأقبلت الطائفة التي لم تصل معه، فقاموا خلفه فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم عليهم، فلما سلم قام الذين قبل العدو فكبروا جميعا وركعوا ركعة وسجدتين بعدما سلم".

وإسناده ضعيف جدا، الحارث بن عبد الله الأعور: متروك، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (7).

وأخرجه عبد الرزاق (4244) عن إسرائيل وغيره، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي: موقوفا.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2509)، والبزار (845) عن أبي معاوية، عن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال:

"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه صلاها ثلاثا، وصليت معه صلاة السفر ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه صلاها ثلاثا".

وعزاه الحافظ في "المطالب العالية" (726) إلى محمد بن أبي عمر، وابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع ثلاثتهم عن أبي معاوية به مقتصرا على صلاة السفر.

وعزاه الحافظ في "المطالب العالية" (741) إلى أحمد بن منيع، ومسدد، وابن أبي شيبة ثلاثتهم عن أبي معاوية به مقتصرا على صلاة الخوف، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 464.

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد من رواية علي عنه".

وإسناده ضعيف جدا، الحارث بن عبد الله الأعور: متروك.

والحَجّاج هو ابن أرطاة: لا يحتج به.

 

 يستفاد من الحديث

 

أن الإمام يصلّي بطائفة ركعة، وتقبل الطائفة الأخرى على العدو، ثم تجيء التي لم تصل فتصلي الركعة الباقية، ثم يسلّم الإمام، وتقضي كلُّ طائفةٍ ركعةً لنفسها.

 

٭ ٭ ٭

الصفة الثانية

 

(326) "يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا، فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم".

 

أخرجه البخاري (4129)، ومسلم (842)، وأبو داود (1238)، والنسائي (1537)، وفي "الكبرى" (1938)، وأحمد 5/ 370، والشافعي 1/ 177، وفي "السنن المأثورة" (58)، وفي "الرسالة" (ص 182 و 244)، وابن الجارود (235)، وأبو عوانة (2426)، والطحاوي 1/ 312-313، وفي "شرح مشكل الآثار" (4218)، والطبري في "التفسير" 7/ 427 طبعة هجر، وابن المنذر في "الأوسط" (2361)، والدارقطني 2/ 410-411، وابن بشران في "الأمالي" (51)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1895)، والبيهقي 3/ 252-253، وفي "المعرفة" (6702)، وفي "دلائل النبوة" 3/ 377-376، والبغوي في "شرح السنة" (1094)، وفي "الأنوار" (633) من طرق عن مالك (وهو "الموطأ" 1/ 183) عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوات، عمن شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف: فذكره.

وأخرجه البخاري (4131)، ومسلم (841)، وأبو داود (1237)، والترمذي (566)، والنسائي (1536)، وفي "الكبرى" (1937)، وابن ماجه (1259)، وابن خزيمة (1357) و (1359)، وابن الجارود (237)، وأبو عوانة (2423) و (2424) و (2425)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4219)، والطبري في "التفسير" 7/ 427- 428 و 428 طبعة هجر، والطوسي في "مختصر الأحكام" (531)، وابن المنذر في "الأوسط" (2353)، والطبراني 6/ (5632)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1894)، والبيهقي 3/ 253 و 254، وفي "السنن الصغير" (670)، وفي "المعرفة" (6710)، وفي "دلائل النبوة" 3/ 377، والبغوي في "شرح السنة" (1094) من طرق عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوات بن جبير، عن سهل بن أبي حثمة به.

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه ابن خزيمة (1360) من طريق عبد الله بن عمر، عن القاسم، عن صالح بن خوات، عن أبيه بنحوه.

وإسناده ضعيف، عبد الله بن عمر العمري: سيء الحفظ، وأخرجه البيهقي 3/ 253 من طريق عبد الله بن عمر، عن أخيه عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن أبيه به.

وأخرجه الشافعي 1/ 177، وفي "الرسالة" (ص 183 و 244) أخبرني من سمع عبد الله بن عمر بن حفص به.

وأخرجه البخاري (4131)، وأبو داود (1239)، والترمذي (565)، والنسائي (1553)، وفي "الكبرى" (1954)، وابن ماجه (1259)، ومالك في "الموطأ" 1/ 183، وابن خزيمة (1356) و (1358)، وابن الجارود (236)، وأبو عوانة (2422)، والطحاوي 1/ 313، وفي "شرح مشكل الآثار" (4219)، والطبري في "التفسير" 7/ 428 و 428-429 و 429 طبعة هجر، والطوسي في "مختصر الأحكام" (531)، وابن المنذر في "الأوسط" (2351) و (2352)، والسراج في "مسنده" (1569) و (1570) و (1571)، وابن حبان (2885)، والطبراني 6/ (5631)، والبيهقي 3/ 253 و 254، وفي "المعرفة" (6713) و (6716) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَّات، عن سهل بن أبي حَثْمة: موقوفا.

وقال الترمذي:

"لم يرفعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد، وهكذا روي أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاري موقوفًا، ورفعه شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد".


وفي الباب عن عائشة:

أخرجه أبو داود (1242)، وأحمد 6/ 275، وابن خزيمة (1363)، وابن المنذر في "الأوسط" (2355)، وابن حبان (2873)، والحاكم 1/ 336، والبيهقي 3/ 265 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، قالت: 

"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاة الخوف بذات الرقاع، قالت: فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين، فصفت طائفة وراءه، وقامت طائفة وجاه العدو، قالت: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبرت الطائفة الذين صفوا خلفه، ثم ركعوا وركعوا، ثم سجد وسجدوا، ثم رفع رأسه فرفعوا، ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية، ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وأقبلت الطائفة الأخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، السجدة الثانية فسجدوا معه، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من ركعته وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية، ثم قامت الطائفتان جميعا، فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركع بهم ركعة وركعوا جميعا، ثم سجد فسجدوا جميعا، ثم رفع رأسه فرفعوا معه، كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا جدا لا يألو أن يخفف ما استطاع، ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شركه الناس في صلاته كلها".

وقال الحاكم:

"هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو أتم حديث وأشفاه في صلاة الخوف" وأقره الذهبي.

قلت: لم يحتج الإمام مسلم بـ (محمد بن إسحاق) إنما رواه له في المتابعات، وحديثه حسن.

 

 يستفاد من الحديث

 

 أن الإمام يصلّي بطائفة ركعة، وتقبل الطائفة الأخرى على العدو، ويثبت الإمام قائما ليتموا لأنفسهم، ثم ينصرفوا، ثم تجيء الطائفة التي لم تصل فتصلي الركعة الباقية مع الإمام، ثم يثبت جالسا حتى يتموا لأنفسهم، ثم يسلّم الإمام.

٭ ٭ ٭

 

الصفة الثالثة

 

(327) "أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بذات الرقاع، قال: كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه وسلم فاخترطه، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتخافني؟ قال: لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله يمنعني منك. قال: فتهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمد السيف، وعلقه، قال: فنودي بالصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وللقوم ركعتان".

 

أخرجه البخاري (4136) معلقا، ومسلم (843-311)، وأحمد 3/ 364، وابن أبي شيبة 2/ 464-465، وأبو عوانة (2427)، والطحاوي 1/ 315، وفي "شرح مشكل الآثار" (4220)، والسراج في "مسنده" (1559)، وابن حبان (2884)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1896)، وفي "دلائل النبوة" (146)، والبيهقي 3/ 259، وفي "دلائل النبوة" 3/ 375، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 274-275، والبغوي (1095) من طريق أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر، قال: فذكره.

وأخرجه مسلم (843-312)، وابن خزيمة (1352)، وأبو عوانة (2428)، والسراج في "مسنده" (1566)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2827)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1897) من طريق معاوية بن سلام، أخبرني يحيى، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن جابرا أخبره:

"أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين ركعتين، ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وصلى بكل طائفة ركعتين".

وأخرجه البخاري (4125)، والسراج في "مسنده" (1560)، وابن المنذر في "الأوسط" (2348) من طريق عمران القطان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة، غزوة ذات الرقاع".

ولفظ السراج، وابن المنذر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف في غزوة السابعة غزوة ذات الرقاع، صلى بهم أربع ركعات، صلى بهم ركعتين ثم ذهبوا، وجاء أولئك فصلى بهم ركعتين".

وأخرجه أحمد 3/ 364-365 و 390، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 980، وعبد بن حميد (1096)، وسعيد بن منصور في "سننه" (2504)، وأبو يعلى (1778)، والطحاوي 1/ 315، وابن حبان (2883)، والحاكم 3/ 29، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 375-376 من طريق أبي بشر، والطبري في "التفسير" 7/ 414 طبعة هجر، وفي "تهذيب الآثار" 1/ 264 مسند عمر، والطحاوي 1/ 317، وابن حبان (2882) من طريق قتادة، كلاهما عن سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر بن عبد الله به.

وإسناده منقطع، لم يسمع قتادة ولا أبو بشر من سليمان بن قيس اليشكري.

وأخرجه النسائي (1552)، وفي "الكبرى" (1953)، وابن المنذر في "الأوسط" (2349)، والدارقطني 2/ 412، والبيهقي 3/ 86 و 259 من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بطائفة من أصحابه ركعتين، ثم سلم، ثم صلى بآخرين أيضا ركعتين، ثم سلم".

وأخرجه النسائي (1554)، وفي "الكبرى" (1955) أخبرنا عمرو بن علي، والبيهقي 3/ 259 من طريق أبي الأشعث، كلاهما عن عبد الأعلى، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، قال: حدث جابر بن عبد الله:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلت طائفة معه وطائفة وجوههم قبل العدو، فصلى بهم ركعتين، ثم قاموا مقام الآخرين، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين، ثم سلم".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 464 حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن سئل عن صلاة الخوف، فقال: نبئت عن جابر بن عبد الله به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (522) من طريق عبد الوارث، والشافعي 1/ 176-177، وابن خزيمة (1353)، والبيهقي في "المعرفة" (5742) و (6759) عن إسماعيل ابن علية، والدارقطني في "حديث أبي الطاهر الذهلي" (71) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ثلاثتهم عن يونس، عن الحسن، عن جابر به.

وقال ابن خزيمة:

"قد اختلف أصحابنا في سماع الحسن من جابر بن عبد الله".

وأخرجه الدارقطني 2/ 410 من طريق عنبسة، عن الحسن، عن جابر:

"أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان محاصرا بني محارب بنخل ثم نودي في الناس أن الصلاة جامعة فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفتين طائفة مقبلة على العدو يتحدثون وصلى بطائفة ركعتين ثم سلم فانصرفوا فكانوا مكان إخوانهم، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات ولكل طائفة ركعتين".

وإسناده ضعيف، عنبسة: إن كان هو ابن أبي رائطة الغنوي أو ابن سعيد القطان: فكلاهما ضعيف.

 

وفي الباب عن أبي بكرة:

أخرجه أبو داود (1248) - ومن طريقه البيهقي 3/ 260، وفي "المعرفة" (6761) - من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والنسائي (1551)، وفي "الكبرى" (521) و (1952) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي (836) و (1555)، وفي "الكبرى" (912) و (1956)، وأحمد 5/ 39، والبزار (3658)، والبيهقي 3/ 86 عن يحيى بن سعيد القطان، وأحمد 5/ 49 عن روح بن عبادة، والطحاوي 1/ 315 من طريق الضحاك بن مخلد، وابن حبان (2881)، والدارقطني 2/ 412، والبيهقي 3/ 259، وفي "السنن الصغير" (672) من طريق سعيد بن عامر، ستتهم عن أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال:

"صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصلى ببعض أصحابه ركعتين، ثم سلم، فتأخروا، وجاء آخرون، فكانوا في مكانهم، فصلى بهم ركعتين، ثم سلم، فصار للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وللقوم ركعتان ركعتان".

وعند أبي داود: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خوف الظهر، فصف بعضهم خلفه...الحديث".

وأخرجه ابن خزيمة (1368)، والدارقطني 2/ 412، والحاكم 1/ 337، والبيهقي 3/ 260 من طريق عمرو بن خليفة البكراوي، حدثنا أشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالقوم صلاة المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف، وجاء الآخرون فصلي بهم ثلاث ركعات، فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ست ركعات، وللقوم ثلاث ثلاث".

وهذا منكر بهذا اللفظ، قال ابن حبان في "الثقات" 7/ 229:

"عمرو بن خليفة...ربما كان في بعض روايته بعض المناكير".

وأخرجه الطيالسي (918)، والبزار (3659)، والطحاوي 1/ 315، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 361 عن أبي حرة، عن الحسن، عن أبي بكرة:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف فصلى ركعتين، ثم انطلق هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعتين فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا وللقوم ركعتين ركعتين".

 

يستفاد من الحديث

 

أن الإمام يصلي بطائفة ركعتين، والأخرى تقوم بالحراسة، ثم يصلى بمن قاموا بالحراسة ركعتين، فتكون للإمام أربع ركعات، وللقوم ركعتان.

 

 

٭ ٭ ٭

 

الصفة الرابعة

 

(328) "صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فقام صف بين يديه، وصف خلفه، فصلى بهم، وجاء أولئك حتى قاموا مقام هؤلاء، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين، ثم سلم، فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولهم ركعة ركعة".

 

صحيح - أخرجه النسائي (1545)، وفي "الكبرى" (1946)، وفي "الإغراب" (123)، وأحمد 3/ 298، وابن أبي شيبة 2/ 462، والطبري في "التفسير" 7/ 419-420 طبعة هجر، وابن خزيمة (1347)، وابن المنذر في "الأوسط" (2343)، وابن حبان (2869) من طريق شعبة، عن الحكم، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله: فذكره.

وإسناده صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة (1348) من طريق شعبة، حدثنا الحكم، ومسعر بن كدام، عن يزيد الفقير به.

وأخرجه أبو عوانة (2421)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1406)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/ 559-560 من طريق سليمان أبي إسحاق الشيباني، عن يزيد الفقير به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 463 حدثنا وكيع، قال: حدثنا المسعودي، ومسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله، قال:

"صلاة الخوف ركعة ركعة".

وأخرجه النسائي (1546)، وفي "الكبرى" (1947)، وابن خزيمة (1364)، والسراج في "مسنده" (1657) من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي 3/ 263، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 65/ 254-255 من طريق الطيالسي (وهو في "مسنده" (1898) )، وابن أبي حاتم في "التفسير" (5898) من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم، والبيهقي 3/ 263 من طريق جعفر بن عون، أربعتهم (يزيد بن زريع، والطيالسي، وأبو قطن عمرو بن الهيثم، وجعفر بن عون) عن المسعودي، عن يزيد الفقير، قال: سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر: أقصرٌ هما؟ فقال:

"الركعتان في السفر تمام، إنما القصر واحدة واحدة عن القتال، بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال إذ أقيمت الصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف طائفة، وطائفة وجوهها قبل العدو، فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم الذين خلفوا انطلقوا إلى أولئك، فقاموا مقامهم أو مكانهم نحو ذا، وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلم أولئك، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة ركعة، ثم قرأ: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة}".

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2505)، والطبري في "التفسير" 7/ 420 طبعة هجر، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5842)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 522 من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الأوسط" (8981)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 117 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نافع، عن أبي موسى، أن جابر بن عبد الله حدثهم:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى لهم صلاة الخوف يوم محارب وثعلبة لكل طائفة ركعة وسجدتين".

وعلّقه البخاري (4126) من طريق بكر بن سوادة به.

 

وفي الباب عن ابن عباس:

وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (214)، ولفظه:

"فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة".

 

يستفاد من الحديث

 

أن الإمام يصلي بطائفة ركعة، والأخرى تقوم بالحراسة، ثم يصلى بمن قاموا بالحراسة ركعة، فتكون للإمام ركعتان، وللقوم ركعة ركعة.

 

 

٭ ٭ ٭

الصفة الخامسة

 

(329) "شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصفنا صفين، صف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكبرنا جميعا، ثم ركع، وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود، والصف الذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجود، وقام الصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود، وقاموا، ثم تقدم الصف المؤخر، وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي صلى الله عليه وسلم وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نحور العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجود والصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود، فسجدوا، ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم وسلمنا جميعا. قال جابر: كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم".

 

أخرجه مسلم (840-307)، والنسائي (1547)، وفي "الكبرى" (1948)، وأحمد 3/ 319، وأبو عوانة (2414)، والسراج في "مسنده" (1556)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1892)، والبيهقي 3/ 183 و 257، والبغوي (1097) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.

وأخرجه مسلم (840-308)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2654)، وأبو عوانة (2418)، وابن حبان (2877)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1893)، والبيهقي 3/ 258، وفي "السنن الصغير" (671)، وفي "دلائل النبوة" 2/ 368 من طريق زهير بن معاوية، والنسائي (1548)، وفي "الكبرى" (1949)، وابن أبي شيبة 2/ 463، وعبد الرزاق (4238)، والطحاوي 1/ 319، والسراج في "مسنده" (1558)، وابن المنذر في "الأوسط" (2345) عن سفيان الثوري، وابن ماجه (1260)، وابن خزيمة (1350)، وأبو عوانة (2416)، وابن حبان (2874)، والطبراني في "الأوسط" (3870) من طريق أيوب، والبخاري (4130) معلقا، وأحمد 3/ 374، والطيالسي (1844)، والطبري في "التفسير" 7/ 440 طبعة هجر، وأبو عوانة (2419)، والسراج في "مسنده" (1557)، والبيهقي في "المعرفة" (6756)، وفي "دلائل النبوة" 3/ 367 عن هشام الدستوائي، والطبري في "التفسير" 7/ 439 طبعة هجر: من طريق

عبيد الله بن عمر، وأبو عوانة (2420) من طريق عزرة بن ثابت، والطبراني في "الأوسط" (4415)، وفي "مسند الشاميين" (2486) من طريق ابن أبي ليلى، والطبراني في "مسند الشاميين" (2803) من طريق سعيد بن بشير، ثمانيتهم عن أبي الزبير، عن جابر، قال:

"غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلونا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم، فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وقالوا: إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد، فلما حضرت العصر قال: صفنا صفين، والمشركون بيننا وبين القبلة، قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا، وركع فركعنا، ثم سجد، وسجد معه الصف الأول، فلما قاموا سجد الصف الثاني، ثم تأخر الصف الأول، وتقدم الصف الثاني، فقاموا مقام الأول، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبرنا، وركع، فركعنا، ثم سجد وسجد معه الصف الأول، وقام الثاني، فلما سجد الصف الثاني، ثم جلسوا جميعا، سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو الزبير: ثم خص جابر أن قال: كما يصلي أمراؤكم هؤلاء".

وأخرج ابن خزيمة (1351) - وعنه ابن حبان (2888) - ، والطحاوي 1/ 318، وابن المنذر في "الأوسط" (2347)، والحاكم 1/ 336 من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني يزيد بن الهاد، حدثني شرحبيل أبو سعد، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف، قال:

"قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من وراء الطائفة التي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قعود وجوههم كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبرت الطائفتان، فركع، فركعت الطائفة التي خلفه، والآخرون قعود، ثم سجد، فسجدوا أيضا، والآخرون قعود، ثم قام وقاموا، ونكسوا خلفهم حتى كانوا مكان أصحابهم قعود، وأتت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة وسجدتين، والآخرون قعود، ثم سلم، فقامت الطائفتان كلتاهما، فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين، ركعة وسجدتين".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته غير شرحبيل وهو تابعي مدني غير متهم".

فتقبه الذهبي، فقال:

"شرحبيل: قال ابن أبي ذئب: كان متهما. وقال الدارقطني: ضعيف".

 

وفي الباب عن أبي عياش الزرقي:

أخرجه أبو داود (1236)، والنسائي (1549) و (1550)، وفي "الكبرى" (1950) و (1951)، وأحمد 4/ 59-60 و 60، وابن أبي شيبة 2/ 465، وفي "المسند" (815)، وعبد الرزاق (4237)، والطيالسي (1444)، وسعيد بن منصور في "سننه" (2503)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2179)، والطبري في "التفسير" 7/ 412 و 412-413 و 413-414 و 440-441 طبعة هجر، وفي "تهذيب الآثار" 1/ 264-265 و 265 مسند عمر، والطحاوي 1/ 318-319، وابن الجارود (232)، والدولابي في "الكنى" (280)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (5896) و (5899) و (5901)، وابن المنذر في "الأوسط" (2346)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (359)، وابن حبان (2875) و (2876)، والطبراني 5/ (5132-5140)، والدارقطني 2/ 409-408 و 409، والحاكم 1/ 337-338، وتمام في "الفوائد" (321)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2985) و (2986)، والبيهقي 3/ 254-255 و 256-257، وفي "المعرفة" (6752) و (6754)، وفي "دلائل النبوة" 3/ 365-366، والبغوي في "شرح السنة" (1096) من طرق عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي، قال:

"كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غرة، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، والمشركون أمامه، فصف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، صف، وصف بعد ذلك الصف صف آخر، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركعوا جميعا، ثم سجد، وسجد الصف الذين يلونه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا، سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصف الأخير إلى مقام الصف الأول، ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه، سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعا فسلم عليهم جميعا، فصلاها بعسفان، وصلاها يوم بني سليم" واللفظ لأبي داود.

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

وقال البيهقي:

"وهذا إسناد صحيح، وقد رواه قتيبة بن سعيد، عن جرير فذكر فيه سماع مجاهد من أبي عياش زيد بن الصامت الزرقي".

 

يستفاد من الحديث

 

أن الإمام يكبر بهم جميعا، ثم يركعون جميعا، ثم يرفعون من الركوع جميعا، ثم ينحدر الإمام بالسجود، والصف الذي يليه، ويقوم الصف المؤخر في نحور العدو، فإذا قضى الإمام السجود، وقام الصف الذي يليه، ينحدر الصف المؤخر بالسجود، فإذا قاموا تقدم الصف المؤخر، وتأخر الصف المقدم، ثم يركع الإمام ومن معه جميعا، ثم يرفع رأسه من الركوع ويرفعون جميعا، ثم ينحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى، ويقوم الصف المؤخر في نحور العدو، فإذا قضى الإمام السجود والصف الذي يليه، ينحدر الصف المؤخر بالسجود، ثم يسلم بهم جميعا.

 

 كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 

 _______

1 - المراد بـ (ركعة ركعة) أي: مع الإمام، وسيأتي بعده ما يدل عليه.

2 - المراد بـ (ركعة) أي: مع الإمام.

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام