words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

وضع اليد على الخاصرة




(177) "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مُخْتَصِرًا".

أخرجه البخاري (1220)، ومسلم (545)، وأبو داود (947)، والترمذي (383)، والنسائي (890)، وفي "الكبرى" (966)، وأحمد 2/ 232 و 290 و 295 و 331 و 399، وابن أبي شيبة 2/ 47 و 48، والدارمي (1428)، وابن الجارود في "المنتقى" (220)، وأبو يعلى (6043)، وابن خزيمة (908)، وأبو عوانة (1546) و (1547) و (1548) و (1549)، وابن المنذر في "الأوسط" (1625)، وابن حبان (2285)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/ 653، والبيهقي 2/ 287، وفي "الشعب" (2853)، والبغوي في "شرح السنة" (730) من طرق عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
واستدركه الحاكم 1/ 264 على الشيخين فوهم.
أخرجه البخاري (1219)، والطيالسي (2622)، ومن طريقه البيهقي 2/ 287، وفي "السنن الصغير" (850) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
"نهي عن الخصر في الصلاة" واللفظ للبخاري.
وعند الطيالسي "التخصر".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 78 من طريق داود بن الزبرقان، عن مطر، وأيوب، عن ابن سيرين به.
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث مطر، تفرد به داود بن الزبرقان".
وداود بن الزبرقان: متروك.
وعلّقه البخاري بعد الحديث (1219) من رواية أبي هلال الراسبي، عن ابن سيرين.
وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 88:
"وصلها الدارقطني في (الأفراد) من طريق عمرو بن مرزوق، عن أبي هلال".
 وأخرجه البيهقي 2/ 288 من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين به.
وأخرجه أبو عوانة (1549)، والطبراني في "الأوسط" (7705)، وفي "الصغير" (837) عن أبي عمر الإمام عبد الحميد بن المستام الحراني، عن عصام بن سيف، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن قتادة، عن ابن سيرين به.
وقال أبو عوانة:
"عن قتادة غريب، وأرجو أن يكون لقتادة صحيح".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا أبو جعفر الرازي، ولا عن أبي جعفر إلا عصام بن سيف، تفرد به: عبد الحميد بن المستام".
وإسناده ضعيف فيه أبو جعفر الرازي.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر:
أخرجه أبو داود (903)، والنسائي (891)، وفي "الكبرى" (967)، وأحمد 2/ 106 و 2/ 30، وابن أبي شيبة 2/ 47، وأبو يعلى (5774)، والبيهقي 2/ 288 من طريق زياد بن صبيح الحنفي، قال:
"صليت إلى جنب ابن عمر، فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلى، قال: هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه".

غريب الحديث


(مختصرا) فسره ابن سيرين كما عند ابن أبي شيبة 2/ 47 - 48 بأن يضع يديه على خاصرتيه وهو يصلي.
قال الحافظ في "الفتح" 3/ 89:
"وبذلك جزم أبو داود، ونقله الترمذي عن بعض أهل العلم، وهذا هو المشهور من تفسيره".

يستفاد من الحديث


أولًا: النهي عن الاختصار، وهو وضع اليد على الخاصرة.

ثانيًا: الحديث يدل على تحريم الاختصار، قال صاحب "عون المعبود" 3/ 120:
"ذهب إلى ذلك أهل الظاهر، وذهب ابن عباس وابن عمر وعائشة وإبراهيم النخعي ومجاهد وأبو مجلز ومالك والأوزاعي والشافعي وأهل الكوفة وآخرون إلى أنه مكروه، والظاهر ما قاله أهل الظاهر لعدم قيام قرينة تصرف النهي عن التحريم الذي هو معناه الحقيقي كما هو الحق، واختلف في المعنى الذي نهى عن الاختصار في الصلاة لأجله على أقوال:
الأول: التشبيه بالشيطان.
الثاني: أنه تشبه باليهود.
الثالث: أنه راحة أهل النار.
والرابع: أنه فعل المختالين والمتكبرين.
والخامس: أنه شكل من أشكال المصائب يصفون أيديهم على الخواصر إذا قاموا في المأتم والله تعالى أعلم".

٭ ٭ ٭




السبت، 29 ديسمبر 2018

النهي عن كف الثوب وعقص الرأس في الصلاة




(176)  "أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم، ولا نكف ثوبا ولا شعرا".

تقدّم تخريجه برقم (102)، وأيضا تقدّم النهي عن عقص الرأس في الصلاة برقم (104).

غريب الحديث


(ولا نكف ثوبا ولا شعرا) وفي لفظ (ولا نكفت الثياب والشعر) والكفت بمثناة في آخره هو الضم وهو بمعنى الكف، والمراد أنه لا نجمع ثيابنا ولا شعرنا، ولكن نرسلهما، ولا نضمهما إلى أنفسنا وقاية لهما من التراب، بل نتركهما حتى يقعا على الأرض لنسجد بجميع الأعضاء والثياب. وكفتهما: أن يعقص الشعر ويعقده خلف القفا، أو يضمه تحت عمامته، أو يشده بشيء، وأن يشمر ثوبه، أو يشد وسطه، أو يغرز عذبته.
والعقاص: خيط يشد به أطراف الذوائب.

يستفاد من الحديث


أولًا: النهي عن جمع الثياب والشعر في حال الصلاة.

ثانيًا: السجود على الجبهة والأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين.

ثالثًا: بيان على كم عضو يسجد المصلي.

رابعًا: كراهة صلاة الرجل وهو معقوص الشعر أو مكفوفه تحت عمامته أو كف شيء من ثيابه كالكم العريض وهي كراهة تنزيه، والنهي خاص بالرجل دون المرأة لأن شعرها عورة يجب ستره في الصلاة فإذا نقضته لا يستر ويتعذر ستره فتبطل صلاتها.

٭ ٭ ٭



الجمعة، 28 ديسمبر 2018

النهي عن رفع الأيدي وقت السلام




(175) "ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه، ولا يومئ بيده".

أخرجه مسلم (431-121)، والنسائي (1326)، وفي "الكبرى" (1250)، وأبو عوانة (2058) و (2059) و (6988)، والطبراني 2/ (1839) و (1840)، وفي "الأوسط" (859)، والبيهقي 2/ 226، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 255 من طريق فرات القزاز، عن عبيد الله بن القبطية، عن جابر بن سمرة، قال:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا سلمنا قلنا بأيدينا: السلام عليكم، السلام عليكم، فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.
وله طريق أخرى عن عبيد الله بن القبطية:
أخرجه مسلم (431-120)، وأبو داود (998) و (999)، والنسائي (1185) و (1318)، وفي "الكبرى" (1109) و (1242)، وأحمد 5/ 86 و 102 و 107، والشافعي 1/ 92، وعبد الرزاق في "المصنف" (3135)، والحميدي (896)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 397، وفي "رفع اليدين" (36)، وابن خزيمة (733) و (1708)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268، وأبو عوانة (2055) و (2056) و (2057)، والسراج في "حديثه" (727)، وابن حبان (1880) و (1881)، والطبراني 2/ (1836) و (1837) و (1838)، والبيهقي 2/ 172-173 و173 و178 و180، وفي "المعرفة" (3847)، وفي "الخلافيات" (2300)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 254-255، والبغوي في "شرح السنة" (699)، وابن الجوزي في "التحقيق" (431)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 143 من طريق مسعر، عن عبيد الله بن القبطية، عن جابر بن سمرة، قال:
"كنا نقول خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمنا: السلام عليكم، السلام عليكم، يشير أحدنا بيده عن يمينه وعن شماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال الذين يرمون بأيديهم في الصلاة كأنها أذناب الخيل الشمس، إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه، ثم يسلم على يمينه وعلى يساره".
وفي لفظ "ما بال أقوام أراهم يرمون بأيديهم كأنها أذناب الخيل الشمس لا يسكن أحدكم في الصلاة ويشير بإصبعه على فخذه".
وله طريقان آخران عن جابر بن سمرة:

1 - أخرجه مسلم (430)، وأبو داود (661) و (912) و (1000) و (4823)، والنسائي (816) و (1184)، وفي "الكبرى" (557) و (892) و (1108) و (11370) و (11558)، وابن ماجه (992)، وأحمد 5/ 93 و 101 و 106 و 107، وعبد الرزاق في "المصنف" (2432)، والطيالسي (823)، وابن أبي شيبة 1/ 353 و 2/ 486 و 10/ 378، والبزار (4291) و (4292)، وأبو يعلى (7472) و (7474) و (7480) و (7481) و (7482)، وابن خزيمة (1544)، وأبو عوانة (1377) و (1552)، وابن المنذر في "الأوسط" (1979)، والسراج في "حديثه" (132) و (133) و (728) و (729)، وابن حبان (1878) و (1879) و (2154) و (2162)، والطبراني 2/ (1810-1815) و (1822-1832)، وتمام في "الفوائد" (1049)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 120، والبيهقي 2/ 280 و 3/ 101 و 234، وفي "الآداب" (252)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 94، وابن الجوزي في "التحقيق" (426) من طرق تاما ومختصرا عن الأعمش، قال: سمعت المسيب بن رافع، يحدث عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال:
"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة. قال: ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال:
 مالي أراكم عزين. قال: ثم خرج علينا فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف".
وأخرجه الطحاوي 1/ 458، وفي "شرح مشكل الآثار" (5926) من طريق شريك، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن جابر به.
ليس فيه تميم بن طرفة، وشريك هو ابن عبد الله بن أبي شريك النخعي، أبو عبد الله الكوفي القاضي: أما حاله في نفسه فمن أجلة العلماء وأكابر النبلاء، فأما في الرواية فكثير الخطأ والغلط والاضطراب فلا يحتج بما ينفرد به أو يخالف.
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 221 من طريق أبي معاوية الضرير، قال: حدثنا الأعمش، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة به.
ليس فيه المسيب بن رافع.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3252) عن الثوري، عن الأعمش، عن جابر بن سمرة، قال:
"دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فرآهم رافعين أيديهم في الصلاة، فقال: ما لهم رافعين أيديهم كأنهم أذناب الخيل الشمس؟ اسكنوا في الصلاة".
ليس فيه: المسيب، ولا تميم!، وهذا معضل.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3253) عن معمر، عن الأعمش:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قوما رافعين أيديهم فوق رءوسهم في الصلاة... ثم ذكر مثل حديث الثوري".
وذكر الدارقطني في "العلل" (3298) الاختلاف فيه، ورجّح الأول، أعني: الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة.
2 - أخرجه الطبراني 2/ (1989)، وفي "الأوسط" (7530) حدثنا
محمد بن إبراهيم العسال، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بحسب أحدكم أن يضع يده على فخذه، ويسلم على أخيه عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن شماله مثل ذلك".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا أبو الأحوص، تفرد به: إسماعيل بن عمرو".
وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عمرو البجلي: ضعفه أبو حاتم الرازي، وابن عدي، والدارقطني.

غريب الحديث


(أذناب خيل شمس) الشمس: جمع شموس، وهو من الدواب الذي لا يكاد يستقر. "كشف المشكل من حديث الصحيحين" لابن الجوزي 1/ 456.

يستفاد من الحديث


أولًا: الأمر بالسكون في الصلاة والخشوع فيها والإقبال عليها.

ثانيًا: النهي عن الإشارة بالأيدى يمينًا وشمالًا حال السلام من الصلاة.

ثالثًا: النهي عن التشبه بالخيل الشمس وهي التي لا تستقر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.

رابعًا: أن المشروع في جلوس التشهد هو وضع اليدين على الفخذين إلى أن ينتهي من السلام.

خامسًا: أن السلام يكون بالالتفات يمينا وشمالا.

سادسًا: الإنكار على من عمل شيئا في الصلاة ليس منها.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
21 - ربيع الثاني - 1440 هجري




الخميس، 27 ديسمبر 2018

النهي عن افتراش الذراعين في السجود




(173) "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".

أخرجه البخاري (822)، ومسلم (493)، وأبو داود (897)، والترمذي (276)، والنسائي (1110)، وفي "الكبرى" (702)، وأحمد 3/ 115 و 177 و 179 و 202 و 274 و 291، وابن طهمان في "المشيخة" (121)، والطيالسي (2089)، وابن أبي شيبة 1/ 259، والدارمي (1322)، وأبو يعلى (3216)، وأبو عوانة (1869) و (1870)، وابن حبان (1926)، وأبو الشيخ في "الفوائد" (9)، والبيهقي 2/ 113 من طرق عن شعبة، حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وفي لفظ: "ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط السبع".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وتحرّف في "مصنف ابن أبي شيبة": (شعبة) إلى: (سعيد)، والجزم بأنه تحريف لسببين اثنين:
الأول: أنه أخرجه مسلم (493-233) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن شعبة به.
وأخرجه أحمد 3/ 179 و 274 حدثنا وكيع، عن شعبة به.
والثاني: أن وكيعا ليس له رواية عن سعيد بن أبي عروبة.
وله طرق عن قتادة:
أ و ب - أخرجه النسائي (1110)، وابن ماجه (892)، وأحمد 3/ 109، وأبو يعلى (2986) من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه كالكلب".
وأخرجه النسائي (1028)، وفي "الكبرى" (1102) من طريق سعيد، وحماد بن سلمة، عن قتادة به.
وأخرجه أبو يعلى (2853)، وعنه ابن حبان (1927) من طريق حماد بن سلمة (وحده)، عن قتادة به.
جـ - أخرجه البخاري (532)، وأحمد 3/ 191-192 من طريق يزيد بن إبراهيم، قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط ذراعيه كالكلب، وإذا بزق فلا يبزقن بين يديه، ولا عن يمينه، فإنه يناجي ربه".
د - أخرجه أحمد 3/ 191-192 من طريق همام، عن قتادة به.
ه - أخرجه أحمد 3/ 214، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 280 من طريق هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"اعتدلوا في السجود، ولا يسجد أحدكم باسطا ذراعيه كالكلب".
وفي "الحلية": "اعتدلوا في الركوع والسجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب".
و - أخرجه النسائي (1103)، وأحمد 3/ 231 من طريق أبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا يفترش أحدكم ذراعيه في السجود افتراش الكلب".
ز - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2145) من طريق عبادة بن الوليد العبدي، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا سليم بن حيان، قال: سمعت قتادة يحدث،
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يسجدن أحدكم باسطا ذراعيه كالكلب".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن سليم بن حيان إلا حبان بن هلال".
عبادة بن الوليد العبدي: تحريف، وصوابه: عبّاد بن الوليد الغبري.
وإسناده حسن.
حـ - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8883)، وفي "مسند الشاميين" (2594) حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه كالكلب".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن سعيد إلا أسد".
وسعيد بن بشير، والمقدام بن داود: ضعيفان.
وجاء بطريق آخر عن أنس فيه من أبهم:
أخرجه أحمد 3/ 172 من طريق شعبة، عن خالد، عمن سمع أنس بن مالك، قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد رئي - أو رأيت - بياض إبطيه".

وله شواهد من حديث عائشة، وجابر، وأبي هريرة، وأبي مسعود،
ووائل بن حجر، وعبد الله بن أقرم، وابن عباس، وميمونة، وعبد الله بن مالك ابن بحينة، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأبي حميد الساعدي، وأحمر بن جَزِي:

أما حديث عائشة:
فتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (138)، وفيه: "وكان ينهى عن عقبة الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع".

وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه الترمذي (275)، وابن ماجه (891)، وأحمد 3/ 305 و 315 و 389، وعبد الرزاق في "المصنف" (2930) و (4623)، وابن أبي شيبة 1/ 258 و 259، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2988)، وأبو يعلى (2008) و (2285)، وابن خزيمة (644)، وابن المنذر في "الأوسط" (1441)، وابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (2781)، وابن الأعرابي في "المعجم" (800)، والطبراني في "الأوسط" (1591) و (1731) و (4483)، وأبو طاهر الذهلي في "حديثه" (106) - انتقاء الدارقطني، وتمام في "الفوائد" (597)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 365، والبغوي في "شرح السنة" (649) من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب".
وعند ابن خزيمة: "افتراش السبع"، وإسناده على شرط مسلم.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2929) عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى: أن جابر بن عبد الله، قال:
"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بأن يعتدل في السجود، ولا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب".
وهذا إسناد منقطع، سئل يحيى بن معين عن سليمان بن موسى عن جابر؟ فقال: مرسل.
وقال البخاري:
"لم يدرك سليمان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" ذكره الترمذي عنه في (العلل) كما في "جامع التحصيل" (ص 190).
وأخرجه أحمد 3/ 294، وأبو يعلى (2010)، وابن خزيمة (649)، وابن المنذر في "الأوسط" (1444)، والطبراني 2/ (1745)، وفي "الأوسط" (2983)، وفي "الصغير" (271)، والبيهقي 2/ 115 عن عبد الرزاق
( وهو في "المصنف" (2922) ) عن معمر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن منصور إلا معمر، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد".
وإسناده صحيح، وسقط (معمر) من "مسند أبي يعلى" (2010) - تحقيق حسين سليم أسد، وقد أثبته شيخنا إرشاد الحق الأثري في تحقيقه لـ "مسند أبي يعلى" (2006).
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 231، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 326 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر به.
ولفظ الخطيب: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى بين جنبيه".
وأخرجه الخطيب 10/ 326 من طريق فضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر به.
وأخرجه أحمد 3/ 336 حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، قال: سألت جابرا رضي الله عنه، عن السجود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأمر أن يعتدل في السجود، ولا يسجد الرجل وهو باسط ذراعيه".
وإسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، فليس هذا من رواياته المقبولة.

وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه أبو داود (901)، وابن خزيمة (653)، وابن المنذر في "الأوسط" (1448)، وابن حبان (1917)، والبيهقي 2/ 115 من طريق دراج أبي السمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب، وليضم فخذيه".
وإسناده حسن، دراج: وثقه ابن معين، وقال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم، إلا ما كان عن أبي الهيثم.

وأما حديث أبي مسعود البدري:
فتقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (158)، وفيه: "ثم سجد فجافى حتى استقر كل شيء منه".

وأما حديث وائل بن حجر:
فتقدّم تخريجه تحت رقم (158) و (165)، وفيه: "وخَوَّى في سجوده".
وفي لفظ: "ولما أن سجد جافى عضديه عن إبطيه".

وأما حديث عبد الله بن أقرم الخزاعي:
فأخرجه الترمذي (274)، والنسائي (1108 )، وفي "الكبرى" (699)، وابن ماجه (881)، وأحمد 4/ 35، والشافعي 1/ 92، و "الأم" 1/ 137، وعبد الرزاق في "المصنف" (2923)، وعلي بن حجر في "حديث إسماعيل بن جعفر" (423)، وابن أبي شيبة 1/ 257، وفي "المسند" (610)، والحميدي (923)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 193، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 420 و 4 / 296، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2331)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (117) و (1670) و (1671)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 265، والطحاوي 1/ 231، والطبراني 13/ (467)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 116، والحاكم 1/ 227، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1026)، والبيهقي 2/ 114-115، وفي "المعرفة" (3555) و (3996)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 591، والبغوي في "شرح السنة" (650) و (651)، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 310  عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، عن أبيه أنه قال:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أرى عُفرة إبطيه إذا سجد" واللفظ للنسائي.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على ما أصلته في تفرد الابن بالرواية عن أبيه" وأقره الذهبي.
وجاء في "مصنف ابن أبي شيبة" اسم (عبيد الله بن عبد الله بن أقرم) هكذا: عبد الله بن عبيد الله بن أقرم [[1]]، وقال ابن ماجه:
"الناس يقولون: عبيد الله بن عبد الله، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: يقول الناس: عبد الله بن عبيد الله.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وصفوان بن عيسى، وأبو داود، قالوا: حدثنا داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه".

وأما حديث عبد الله بن عباس:
فأخرجه أبو داود (899)، وأحمد 1/ 267، والحاكم 1/ 228، والبيهقي 2/ 115 عن زهير بن معاوية، وأحمد 1/ 343 و 362 و 365، وعبد الرزاق في "المصنف" (2924) عن سفيان الثوري، وأحمد 1/ 399-340، والطيالسي (2863)، والطحاوي 1/ 231 عن شعبة، وأحمد 1/ 292 عن الجراح بن مليح، وأحمد 1/ 302 و 316-317 عن شَريك القاضي، وأحمد 1/ 305 و 317 و 354، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 421 عن إسرائيل بن يونس، ستتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن التميمي، عن ابن عباس، قال:
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مُجَخ قد فرّج بين يديه".
وفي لفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرى بياض إبطيه إذا سجد".
وإسناده ضعيف، التميمي الذي يحدث بالتفسير، واسمه أَربِدة، ويقال: أرْبِد: لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير العجلي وابن حبان.
وقال مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 2/ 36:
"قال ابن البرقي: أربدة التميمي مجهول، روى عنه أبو إسحاق فاحتملت روايته، وهو يسمى أربد.
وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء".
وأخرجه أحمد 1/ 320 و 352، والطيالسي (2850)، وابن أبي شيبة 1/ 258، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 421، والطوسي في "مختصر الأحكام" (261)، والطبراني 11/ (12219)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 38، وأبو نعيم في "من اسمه شعبة" (ص 32-33) عن ابن أبي ذئب، عن شعبة مولى ابن عباس، قال:
"وجاء رجل إلى ابن عباس، فقال: إن مولاك إذا سجد، وضع جبهته وذراعيه وصدره بالأرض. فقال له ابن عباس: ما يحملك على ما تصنع؟ قال: التواضع، قال: هكذا ربضة الكلب، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد، رئي بياض إبطيه".
وإسناده ضعيف من أجل شعبة مولى ابن عباس.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1355) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، قال:
"استدبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته فرأيت بياض إبطيه وهو ساجد".
وإسناده ضعيف، عبد العزيز هو ابن عبيد الله بن حمزة بن صهيب: واه.

وأما حديث ميمونة:
فأخرجه مسلم (496)، وأبو داود (898)، والنسائي (1109) و (1147)، وفي "الكبرى" (701) و (737)، وابن ماجه (880)، وأحمد 6/ 331، وإسحاق بن راهويه (2012)، والشافعي 1/ 91-92، وفي "السنن المأثورة" (159)، وعبد الرزاق في "المصنف" (2925)، والحميدي (314)، والدارمي (1331) و (1332)، وأبو يعلى (7096) و (7097)، وابن خزيمة (657)، وأبو عوانة (1871) و (1872) و (1873) و (1874) و (2005)، وابن المنذر في "الأوسط" (1449)، والطحاوي 1/ 231، والطبراني 23/ (1054) و (1055) (1056) و 24/ (47)، والحاكم 1/ 228، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 100، والبيهقي 2/ 114، وفي "المعرفة" (3565) من طريق عبيد الله بن عبد الله الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد لو شاءت بهمة أن تمر بين يديه لمرت" والفظ لمسلم، وفي لفظ:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوى بيديه - يعني جنح - حتى يرى وضح إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى".
وعند الطبراني: "يتكئ على اليمنى ويرخي اليسرى".
وأخرجه مسلم (497)، وأحمد 6/ 332 و 333 و 335، وإسحاق بن راهويه (2013)، وابن أبي شيبة 1/ 257، والدارمي (1330)، وأبو يعلى (7102)، وأبو عوانة (1875) و (1876) و (2006)، والطحاوي 1/ 231، والطبراني 23/ (1053)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 100، والبيهقي 2/ 114 من طريق جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه وضح إبطيه".

وأما حديث عبد الله بن مالك ابن بحينة:
فأخرجه البخاري (390) و (807) و (3564)، ومسلم (495)، والنسائي (1106)، وفي "الكبرى" (697)، وأحمد 5/ 345، وابن أبي شيبة في "المسند" (843)، والطحاوي 1/ 231، وابن خزيمة (648)، وأبو عوانة (1877) و  (1878)، وابن المنذر في "الأوسط" (1445)، وابن حبان (1919)، والطبراني في "الأوسط" (3212) و (8675)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (59)، والبيهقي 2/ 114 من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فرج بين يديه، حتى يبدو بياض إبطيه".
وفي لفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يجنح في سجوده، حتى يرى وضح إبطيه".
وفي لفظ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد فرج يديه عن إبطيه حتى إني لأرى بياض إبطيه".

وأما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه مسلم (494)، وأحمد 4/ 283 و 294، والطيالسي (748)، وأبو يعلى (1707)، وابن خزيمة (656)، وأبو عوانة 2/ 183، وابن حبان (1916)، والبيهقي 2/ 113 من طرق عن عبيد الله بن إياد، قال: حدثنا إياد بن لقيط، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك".
وأخرجه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى (1707) عن جعفر بن حميد، قال: حدثنا عبيد الله بن إياد، عن أبيه، عن البراء به.
وأخرج السراج في "مسنده" (352)، ومن طريقه البيهقي 2/ 113 حدثنا الحسين بن علي الصدائي، حدثني أبي علي بن يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة فتفاج".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد الصدائي: قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وأخرجه أبو داود (896)، والنسائي (1104)، وفي "الكبرى" (695)، وأحمد 4/ 303، وابن أبي شيبة 1/ 258، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2114)، وابن خزيمة (646)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 231، وابن المنذر في "الأوسط" (1442)، والروياني في "مسنده" (280)، والبيهقي 2/ 115 من طريق شريك، عن أبي إسحاق السبيعي، قال:
"وصف لنا البراء بن عازب رضي الله عنه السجود، فوضع يديه واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد".
وزاد أحمد، والطحاوي، والبيهقي "وخوى".
وأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (311)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 455 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخى".
وشريك ضعيف لكن تابعه يونس بن أبي إسحاق:
أخرجه النسائي (1105)، وابن خزيمة (647)، وابن المنذر في "الأوسط" (1443)، وابن المقرئ في "المعجم" (808)، والحاكم 1/ 227، والبيهقي 2/ 115 من طريق النضر بن شميل، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخى".
وقال النضر بن شميل:
"يتمدد في ركوعه وسجوده صلى الله عليه وسلم".
وقيل: جخ الرجل في صلاته إذا مد ضبعيه، وتجافى في الركوع والسجود.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو أحد ما يعد في إفراد النضر بن شميل" وأقره الذهبي.
قلت: إسناده حسن، وليس على شرط واحد منهما فلم يرو البخاري ليونس في الصحيح إنما أخرج حديثه في "القراءة خلف الإمام"، ولم يخرج مسلم للنضر عن يونس، ولا ليونس عن أبيه، ولم يتفرّد به النضر فقد أخرجه الروياني في "مسنده" (299) من طريق هارون بن عمران الأنصاري، وابن الأعرابي في "المعجم" (464) من طريق الحسن بن قتيبة الخزاعي، كلاهما عن يونس به.
وأخرجه الترمذي (271)، وأبو يعلى (1657) و (1669)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 257 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، قال:
"قلت للبراء: أين كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع وجهه إذا سجد؟ قال: بين كفيه".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".

وأما حديث عبد الله بن عمر:
فأخرجه ابن خزيمة (645)، وابن حبان (1914)، والطبراني كما في "جامع المسانيد" لابن كثير 28/ 34، والحاكم 1/ 227، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 227، والضياء في "المختارة" (213) و (214) من طريق ابن إسحاق، حدثني مسعر بن كدام، عن آدم بن علي البكري، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تبسط ذراعيك إذا صليت كبسط السبع، وادعم على راحتيك، وجاف عن ضبعيك، فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك".
وقال الحاكم:
"قد احتج البخاري بآدم بن علي البكري، واحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، وهذا صحيح ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: لم يحتج الإمام مسلم بـ (محمد بن إسحاق) إنما رواه له في المتابعات، وحديثه حسن، وأما آدم بن علي العجلي الشيباني: فثقة، ليس له في "صحيح البخاري"
سوى حديث واحد في الشفاعة (4718)، وقال أبو نعيم:
"تفرّد برفعه محمد بن إسحاق".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 126:
"رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2927) عن الثوري، عن آدم بن علي به موقوفا على ابن عمر.

وأما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه أحمد 3/ 15، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 231 عن يحيى بن إسحاق، وأحمد 3/ 15، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 421 عن موسى بن داود، كلاهما عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، سمعت أبا الهيثم، يقول: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول:
"رأيت بياض كشح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد".
وهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن لهيعة فإنه مدلس، ورواية يحيى بن إسحاق السيلحيني عنه من صحيح حديثه كما بيّنت ذلك في "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (33)، وخالفه: خالد بن يزيد الجمحي:
فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 231 من طريق نافع بن يزيد، قال: أخبرني خالد بن يزيد، عن عبيد الله بن المغيرة، عن أبي الهيثم، عن أبي هريرة به.
وهذا إسناد صحيح.

وأما حديث عدي بن عميرة الحضرمي:
فأخرجه أحمد 4/ 193، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 4/ 193، وحنبل بن إسحاق كما في "التاسع من فوائد ابن السماك" (51)، وأبو زرعة الدمشقي في "الفوائد المعللة" (116)، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 3/ 56 - السفر الثالث، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2622)، وابن خزيمة (650)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 269، وابن عدي في "الكامل" 5/ 264، والطبراني 17/ (263)، وفي "الأوسط" (8522)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 40/ 146 تاما ومختصرا من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة أبي معاذ، قال: حدثنا أبو حريز، أن قيس بن أبي حازم حدثه،
عن عدي بن عميرة الحضرمي، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يرى بياض إبطيه، ثم إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده، وعن يساره".
وإسناده ضعيف، فيه أبو حريز وهو عبد الله بن الحسين الأزدي، وقال
علي بن المديني:
"سمعت يحيى بن سعيد قال: قلت للفضيل بن ميسرة: أحاديث أبي حريز؟ قال: سمعتها، فذهب كتابي، فأخذته بعد ذلك من إنسان".
وتحرّف (المعتمر) إلى (المغيرة) في مطبوع "صحيح ابن خزيمة"!
وتحرّف (الفضيل) إلى (الفضل)، و(أبو حريز) إلى (ابن حريز) في مطبوع "المعجم الكبير"!
وتساهل الحافظ الهيثمي في "المجمع" 2/ 132، فقال:
"رجاله ثقات!".

وأما حديث أبي حميد الساعدي:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (125)، وفيه: "فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة".
وأما حديث أحمر بن جَزِي:
فأخرجه أبو داود (900)، وابن ماجه (886)، وأحمد 4/ 342 و 5/ 30-31 و 31، وابن أبي شيبة 1/ 257، وفي "المسند" (604)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 62، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 47، وعفان بن مسلم في "حديثه" (356) - مطبوع ضمن "مجموع أحاديث الشيوخ الكبار"، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" 1/ 81 - السفر الثاني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1655)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" 1/ 169، وأبو يعلى (1552)، وفي "المفاريد" (64)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 232، وابن الأعرابي في "المعجم" (1109)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 57، والطبراني 1/ (813)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 550، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1034)، والبيهقي 2/ 115، والخطيب في "المتفق والمفترق" 3/ 1556، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 175، والضياء في "المختارة" (1290) و (1291-1294) من طرق عن عباد بن راشد، قال: سمعت الحسن، يقول: حدثنا أحمر بن جزي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إن كنا لنأوي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد".
وفي لفظ "مما يجافي مرفقيه".
وإسناده حسن، عباد بن راشد: صدوق له أوهام كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (173):
"صدوق".
وقال الدارقطني في "الإلزامات والتتبع" (ص 75):
"ويلزم - يعني: البخاري - إخراج حديث الحسن عن أحمر بن جزء إن كنا لنأوي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) مما يجافي من حديث عباد راشد عن الحسن".
وسقط من "الطبقات الكبرى": (الحسن).
وقال أبو نعيم:
"ورواه عطاء بن عجلان، عن الحسن، عن أحمر مثله".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 120-121 من طريق الحسن بن دينار، عن الحسن البصري به.
والحسن بن دينار، وعطاء بن عجلان: متروكا الحديث.


غريب الحديث


(افتراش السبع) هو أن يمد ذراعيه على الأرض، لا يرفعهما ولا يجافي مرفقيه عن جنبيه.

يستفاد من الحديث


أولًا: النهي عن افتراش الذراعين في السجود.

ثانيًا: الصفة المأمور بها في السجود هي: أن يرفع ذراعيه ويجافي مرفقيه عن جنبيه، وقد تقدّم الكلام على السجود وصفته برقم (165).

ثالثًا: النهي عن التشبه ببعض الحيوانات في الصلاة، فنُهي عن افتراش كافتراش الكلب.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
20 - ربيع الثاني - 1440 هجري




[1] -  ووقع في مطبوعه، ومطبوع "الآحاد والمثاني"، و "معرفة الصحابة" (1026):
(عبد الله بن عبد الله بن أقرم!).




حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام