words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الخميس، 12 أكتوبر 2023

صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم

 

(391) "لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما ندري أنُجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نُجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا، ألقى الله عليهم النوم حتى ما منا رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلّمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟ أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه، وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساءه".

 

حسن - أخرجه أبو داود (3141)، وابن ماجه (1464) مختصرا، وأحمد 6/ 267، وإسحاق بن راهويه (914)، والطيالسي (1634) [1]، وابن أبي الدنيا في "هواتف الجنان" (7)، والطبري في "تاريخه" 3/ 212، وأبو يعلى (4494) [1]، وابن الجارود (517)، والدينوري في "المجالسة" (160)، وابن حبان (6627) و (6628)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (1155)، والحاكم 3/ 59- 60، والبيهقي 3/ 387 و 398، وفي "السنن الصغير" (1025)، وفي "دلائل النبوة" 7/ 242، وفي "الخلافيات" (3010)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ ١٥٩- 160 و 24/ 400 - 401 من طرق عن محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة، تقول: فذكره.

وعند الإمام أحمد: "فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قميصه، يفاض عليه الماء والسدر، ويدلكه الرجال بالقميص".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه!".

قلت: ليس على شرط مسلم، فلم يخرج مسلم ليحيى بن عباد شيئا وهو ثقة، ولم يحتج بابن إسحاق إنما أخرج له في المتابعات.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 276- 277 أخبرنا محمد بن عمر، حدثني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله، عن عائشة به.

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عمر الواقدي: متروك.

ومصعب بن ثابت: لين الحديث.

وعيسى بن معمر الحجازي: لين الحديث أيضا.


وفي الباب عن ابن عباس، وبريدة:

 

أما حديث ابن عباس:

فأخرجه أحمد 1/ 8 و 260 - ومن طريقه ابن الجوزي في "المنتظم" 4/ 44 - من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

"لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خَوْلِيِّ الأنصاري، ثم أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدريا: عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له: يا علي، نشدتك الله، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له علي: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يل من غسله شيئا، قال: فأسنده إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب، وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يراه من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يغسل بالماء والسدر، جففوه، ثم صنع به ما يصنع بالميت، ثم أدرج في ثلاثة أثواب: ثوبين أبيضين، وبرد حبرة، ثم دعا العباس رجلين، فقال: ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة، وليذهب الآخر إلى أبي طلحة ابن سهل الأنصاري، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة، قال: ثم قال العباس لهما حين سرحهما: اللهم خر لرسولك، قال: فذهبا، فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم".

وإسناده ضعيف، حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس: ضعيف.

وأخرجه البيهقي 3/ 407- 408، وفي "دلائل النبوة" 7/ 252 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

"لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو عبيدة بن الجراح يضرح لأهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه يلحد لأهل المدينة، فدعا العباس رجلين، فأخذ بأعناقهما، فقال: اذهب أنت إلى أبي عبيدة، واذهب أنت إلى أبي طلحة، اللهم خر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما جاء حفر له، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به ولم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه الطبراني 1/ (627) و 11/ (11516)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (976) -، والبيهقي 3/ 208 و 4/ 53، وفي "الدلائل" 7/ 254 من طريق يونس بن بكير، والطبراني 1/ (628) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن ابن إسحاق به، بلفظ:

"كان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال أوس بن خولي لعلي بن أبي طالب: يا علي: أنشدك الله، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: انزل، فنزل مع القوم، فكانوا خمسة".

وزاد البيهقي: "وقد كان شقران حين وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته، أخذ قطيفة قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها، ويفترشها فدفنها معه في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/ 211- 212 من طريق سلمة بن الفضل الرازي، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، وكثير بن عبد الله، وغيرهما من أصحابه، عمن يحدثه، عن عبد الله بن عباس:

"أن علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ولو غسله، وإن أوس بن خولي أحد بني عوف بن الخزرج، قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله يا علي، وحظنا من رسول الله، وكان أوس من أصحاب بدر، وقال: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره، وكان العباس والفضل وقثم هم الذين يقلبونه معه، وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه هما اللذان يصبان الماء، وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره، وعليه قميصه يدلكه من ورائه، لا يفضي بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا، ولم ير من رسول الله شيء مما يرى من الميت".

وفي إسناده شيخ الطبري: محمد بن حميد بن حيان التميمي وهو ضعيف.

وأخرجه الطبراني 1/ (629)، وفي "المعجم الأوسط" (2908) من طريق أحمد بن سيار المروزي، قال: حدثنا عبدان بن عثمان، عن أبي حمزة السكري، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل، وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه، ثم قال: ادن مني، ادن مني. فأسنده إليه، فلم يزل عنده حتى توفي، فلما قضى قام علي وأغلق الباب، وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب، فقاموا على الباب، فجعل علي يقول: ما زلت طيبا حيا، وطيبا ميتا، وسطعت ريحه طيبة لم يجدوا مثلها، فقال: إنها ريح حنينك كحنين المرأة، وأقبلوا على صاحبكم، فقال علي: أدخلوا علي الفضل بن العباس، فقالت الأنصار: نشدناكم بالله في نصيبنا من رسول الله، فأدخلوا رجلا منهم، يقال له أوس بن خولي، يحمل جرة بإحدى يديه، فسمعوا صوتا في البيت: لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واغسلوه كما هو في قميصه، فغسله علي، يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري ينقل الماء، وعلى يد علي خرقة، يدخل يده تحت القميص".

 وإسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد: ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 92 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا أبو كدينة الكوفي، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، قال:

"غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي، والفضل بن العباس، ورجل من الأنصار، يقال له: أوس بن خولي، وغسل وعليه قميص لم ينزع عنه".

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عمرو البجلي: ضعيف.

وأخرجه الطبراني 11/ (12147) من طريق زائدة بن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، قال:

"كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة كان يلبسها وقميص، غسله الفضل ورجل من الأنصار، وكان الأنصاري يصب عليهم الماء، ويغسل تحت الثوب، وغسل وعليه قميص لم ينزع عنه حتى غسل".

وأخرجه عبد الرزاق (6087) - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (464)، وابن المنذر في "الأوسط" (2930)، والطبراني 10/ (10799)، وأبو نعيم في

"معرفة الصحابة" (3832) - عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، سمع ابن عباس يقول:

"غسل رسول الله في قميص، ونزل في حفرته علي، والفضل بن عباس، وصالح بن عباس، وصالح بن شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وعند ابن أبي عاصم: "غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميص واحد، ونزل في حفرته علي، والفضل بن العباس، وصالح، وشقران رضي الله عنهم"، وعند عبد الرزاق: "صالح بن سعدان"، وإسناده جيد، صالح مولى التوأمة، قال ابن عدي 5/ 88 - 89:

"هو في نفسه ورواياته لا بأس به إذا سمعوا منه قديما، والسماع القديم منه سمع منه ابن أبي ذئب، وابن جريج، وزياد بن سعد، وغيرهم ممن سمع منه قديما، فأما من سمع منه بأخرة فإنه سمع وهو مختلط، ولحقه مالك والثوري وغيرهم بعد الاختلاط، وحديث صالح الذي حدث به قبل الاختلاط، ولا أعرف له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة، وإنما البلاء ممن دون ابن أبي ذئب ويكون ضعيفا فيروي عنه ولا يكون البلاء من قبله، وصالح مولى التوأمة لا بأس برواياته وحديثه".

وقال أبو نعيم:

"هكذا قال إسحاق - يعني: ابن إبراهيم الدبري -، والصواب: شقران، واسمه صالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وهو عند عبد الرزاق (6454) عن الثوري، وغيره، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس قال:

"نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم علي، والفضل، وشقران".

 

وأما حديث بريدة الأسلمي:

فأخرجه ابن ماجه (1466) عن سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي، والحاكم 1/ 354 و 362، والبيهقي 3/ 387، وفي "دلائل النبوة" 7/ 242، وفي "الخلافيات" (3011) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، والحاكم 1/ 362، والبيهقي 3/ 387 من طريق أحمد بن عبد الجبار، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 300 من طريق طليق بن محمد بن السكن أبي سهل، أربعتهم عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، قال: حدثنا أبو بردة، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال:

"لما أخذوا في غسل النبي صلى الله عليه وسلم، ناداهم مناد من الداخل: لا تنزعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه".

وقال الحاكم 1/ 362:

"حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وأبو بردة هذا بريد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري محتج به في الصحيحين".

قلت: بل أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد التميمي وهو ضعيف.

 

يستفاد من مجموع أحاديث الباب

 

أولاً: أن الموتى يجرّدون من ثيابهم، قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 160:

"السنة في الحي والميت تحريم النظر إلى عورتهما، وحرمة المؤمن ميتا كحرمته حيا في ذلك، ولا يجوز لأحد أن يغسل ميتا إلا وعليه ما يستره، فإن غسل في قميصه فحسن، وإن ستر وجرد عنه قميصه وسجي بثوب غطي به رأسه وسائر جسمه إلى أطراف قدميه فحسن، وإلا فأقل ما يلزم من ستره أن تستر عورته، ويستحب العلماء أن يستر وجهه بخرقة وعورته بأخرى لأن الميت ربما تغير وجهه عند الموت لعلة أو دم وأهل الجهل ينكرون ذلك، ويتحدثون به، وقد روي عن النبي عليه السلام أنه قال: (من غسل ميتا ثم لم يفش عليه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) [2]، وروي: (الناظر من الرجال إلى فروج الرجال كالناظر منهم إلى فروج النساء، والناظر والمنكشف ملعون)، وقال ابن سيرين: يستر من الميت ما يستر من الحي. وقال إبراهيم:كانوا يكرهون أن يغسل الميت وما بينه وبين السماء فضاء حتى يكون بينه وبينها سترة".

 

ثانيًا: حرمة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى، وعند أصحابه إذ لم ير منه في غسله ما يرى من سائر الموتى.

 

ثالثًا: أنه لا بأس للنساء من غسل أزواجهن بعد موتهم.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 

 

 

 

 

 



 1 - وسقط من مطبوعهما عباد بن عبد الله بن الزبير، والذي يظهر لي أن الخطأ من

حماد بن سلمة بن دينار، فقد روياه من طريقه عن ابن إسحاق، وقد تغيّر حفظه بأخرة.


 2 - ضعيف جدا: أخرجه أحمد 6/ 119 و 122، والطبراني في "الأوسط" (3575) و (7545)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 321 و 9/ 89، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 192، والبيهقي 3/ 396، وفي "الشعب" (8828) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن الشعبي، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة به مرفوعا.

وإسناده ضعيف جدا، جابر الجعفي: متروك، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (3).

ويحيى بن الجزار: لم يسمع من عائشة.

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام