(225) "صلوا
في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين".
صحيح - أخرجه ابن ماجه (769)، وابن أبي شيبة 1/ 384 و 14/ 149، وابن حبان
(1702)، والبيهقي 2/ 449، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 302-303 و 22/
334 [[1]]
عن هشيم، وأحمد 4/ 85 عن إسماعيل ابن علية، وأحمد 5/ 56 عن عبد الأعلى، والروياني
(898) من طريق سفيان، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3183) من طريق خالد
بن عبد الله الواسطي، وابن حبان (5657) من طريق يزيد بن زريع، ستتهم عن يونس بن عبيد،
عن الحسن البصري، عن عبد الله بن مغفل المزني، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
فذكره.
وإسناده صحيح، ورجاله رجال الشيخين،
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 333:
"رواه نحو خمسة عشر رجلا
عن الحسن، وسماع الحسن من عبد الله بن مغفل صحيح".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"
(1602) من طريق عمرو بن عبيد، وأحمد 4/ 86، والطيالسي (955)، وأبو القاسم البغوي في
"الجعديات" (3180)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 384 عن المبارك
بن فضالة، وأحمد 5/ 54 من طريق أبي سفيان بن العلاء، ثلاثتهم عن الحسن به.
وأخرجه أحمد 5/ 55 من طريق ابن إسحاق، حدثني عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي،
عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبد الله بن مغفل المزني، قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول:
"لا تصلوا في عطن الإبل فإنها
من الجن خلقت، ألا ترون عيونها وهيئتها إذا نفرت؟ وصلوا في مراح الغنم، فإنها هي أقرب
من الرحمة".
وإسناده حسن، عبيد الله بن طلحة:
روى عنه جمع، ووثقه العجلي (1158) - ترتيب ثقاته، وابن حبان 7/ 146.
وأخرجه الشافعي 1/ 67-68، ومن طريقه البيهقي 2/ 449، وفي "المعرفة"
(5111)، والبغوي (504) عن إبراهيم بن محمد، عن عبيد الله بن طلحة به.
وإبراهيم بن محمد: متروك الحديث.
وأخرجه النسائي (735)، وفي
"الكبرى" (816) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن الصلاة في أعطان الإبل".
وأخرجه أحمد 5/ 55 عن عبد الوهاب
الخفاف، وعبد بن حميد (501)، والبيهقي 2/ 448 عن محمد بن بشر العبدي، والمحاملي في
"أماليه" (85) من طريق عبدة، والبيهقي 2/ 448 من طريق جعفر بن عون، أربعتهم
عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن نبي الله صلى
الله عليه وسلم، قال:
"إذا أتيتم على أعطان الإبل
فلا تصلوا فيها، وإذا أتيتم على أعطان الغنم فصلوا فيها إن شئتم".
وأخرجه ابن وهب في "الموطأ" (444)، وفي "الجامع"
(427) عن سعيد بن أبي أيوب، عمن حدثه، عن عبد الله بن مغفل صاحب رسول الله صلى
الله عليه وسلم، أنه قال:
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى
في معاطن الإبل، وأمر أن يصلى في مراح الغنم والبقر".
وإسناده ضعيف، فيه من أبهم.
وله شواهد من
حديث أبي هريرة، وسبرة بن معبد، وأنس بن مالك، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو، وجابر
بن سمرة، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عمر، وطلحة بن عبيد الله، وعمر بن الخطاب:
أما حديث أبي
هريرة:
فأخرجه الترمذي (348)، وابن ماجه
(768)، وأحمد 2/ 451 و 491 و 509، وابن أبي شيبة 1/ 385 و 14/ 150، والدارمي
(1391)، والبزار (10028)، وابن خزيمة (795)، وأبو عوانة (1194)، والطوسي في "مختصر
الأحكام" (325)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 384، والسراج في
"مسنده" (487) و (488)، وفي "حديثه" (285) و (286) و (287)، وابن
حبان (1384) و (1700) و (1701) و (2314) و (2317)، وفي "كتاب الصلاة" كما
في "إتحاف المهرة" (19814)، وابن حزم في "المحلى" 1/ 173 و 4/
24-25، والبيهقي 2/ 449، والبغوي في "شرح السنة" (503) من طرق عن هشام بن
حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن لم تجدوا إلا مرابض الغنم،
وأعطان الإبل، فصلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في أعطان الإبل".
وإسناده على شرط الشيخين، وقال
الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 4/ 150 حدثنا هارون،
حدثنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي
هريرة موقوفا.
وقد ذكر الدارقطني في "العلل"
(1434) أنه من رواية ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيوب مرفوعا، وأنه وقفه حماد بن
زيد، والثقفي، عن أيوب.
وأخرجه الترمذي (349)، وفي
"العلل" (119)، وابن خزيمة (796) ط 3، والسراج في "مسنده"
(489)، وفي "حديثه" (288) عن أبي كريب قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر
بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله،
أو بنحوه.
وقال الترمذي في "العلل":
"سألت محمدا - يعني: الإمام
البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: رواه إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
موقوفا. ولم يعرف محمد حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
مرفوعا".
وأخرج الطبراني في "الأوسط"
(5346)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 432، والبيهقي 2/ 450 من طريق إبراهيم
بن عيينة، قال:
سمعت أبا حيان التيمي يحدث، عن
أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الغنم من دواب الجنة، فامسحوا
رغامها، وصلوا في مرابضها".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي
حيان إلا إبراهيم بن عيينة".
وأخرجه عبد الرزاق (1601) عن ابن
عيينة، عن أبي حيان قال: سمعت رجلا بالمدينة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: فذكره.
وأخرجه ابن أبي شيبة في
"مسنده" (985) عن عبد الله بن إدريس، عن أبي حيان، سمعت رجلا من بني هاشم،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرجه عبد الرزاق (1599) عن معمر،
عن أبي إسحاق، عن رجل من قريش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وقال ابن أبي حاتم كما في
"العلل" (380):
"سألت أبي عن حديث رواه إبراهيم
بن عيينة عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: الغنم من دواب الجنة، فامسحوا من رغامها، وصلوا في مرابضها؟ قال أبي: كنت
أستحسن هذا الإسناد، فبان لي خطؤه، فإذا قد رواه عمار بن محمد، عن أبي حيان، عن رجل
من بني هاشم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله، وهو أشبه".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"
7/ 205، ومن طريقه البيهقي 2/ 449 من طريق يعقوب بن كاسب، حدثنا ابن أبي حازم، عن كثير
بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال:
"صلوا في مراح الغنم، وامسحوا
رغامها فإنها من دواب الجنة".
وإسناده ضعيف، كثير بن زيد: قال
أبو زرعة: صدوق فيه لين.
ويعقوب بن كاسب: ضعفه أبو حاتم.
وقال ابن معين في رواية الدوري
عنه: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وسئل أبو زرعة عنه فحرّك رأسه.
وقال العقيلي عن زكريا بن يحيى
الحلواني: رأيت أبا داود (السجستاني قد جعل حديث يعقوب بن كاسب وقايات على ظهور كتبه)،
فسألته عنه، فقال: رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها، فطالبناه بالأصول فدافعنا، ثم أخرجها
بعد فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيرة بخط طري، كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها.
وقال صالح جرزة: تكلم فيه بعض
الناس.
وقال المعلمي في تعليقه على
"الفوائد" (ص 503):
"فيه نظر".
وأخرجه البيهقي في "المعرفة"
(5130) من طريق يحيى بن يمان، عن الثوري، عن ابن عجلان، عن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"امسحوا رغام الغنم، وطيبوا
مراحها، وصلوا في جانب مراحها، فإنها من دواب الجنة".
وقال الدارقطني في "العلل"
(1661):
"ورفعه غير ثابت".
وإسناده ضعيف، يحيى بن يمان: صدوق
عابد يخطئ كثيرا وقد تغير، وقد جاء عن ابن عجلان بإسناده موقوفا:
أخرجه أحمد 2/ 436 حدثنا يحيى،
حدثنا ابن عجلان، حدثني وهب بن كيسان، قال: مر أبي على أبي هريرة، فقال: أين تريد؟
قال: غنيمة لي، قال: نعم، امسح رعامها، وأطب مراحها، وصل في جانب مراحها، فإنها من
دواب الجنة، وانتسئ بها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنها أرض قليلة المطر. قال:
يعني المدينة".
وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 933 - ومن طريقه البخاري في
"الأدب المفرد" (572)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 390-391 -
عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك بن خثيم، أنه قال:
"كنت جالسا مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق، فأتاه قوم من أهل المدينة
على دواب فنزلوا عنده، قال حميد: فقال أبو هريرة: اذهب إلى أمي، فقل: إن ابنك يقرئك
السلام، ويقول أطعمينا شيئا، قال: فوضعت ثلاثة أقراص في صحفة، وشيئا من زيت وملح، ثم
وضعتها على رأسي، وحملتها إليهم، فلما وضعتها بين أيديهم، كبر أبو هريرة وقال: الحمد
لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين: الماء والتمر، فلم يصب
القوم من الطعام شيئا، فلما انصرفوا، قال: يا ابن أخي، أحسن إلى غنمك، وامسح الرعام
عنها، وأطب مراحها، وصل في ناحيتها، فإنها من دواب الجنة، والذي نفسي بيده، ليوشك أن
يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان".
وأخرجه عبد الرزاق (1600) عن شيخ
من أهل المدينة يقال له عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وإبراهيم الحربي في "غريب
الحديث" 3/ 1076 من طريق الضحاك بن عثمان، كلاهما عن محمد بن عمرو بن حلحلة به
بأخصر منه.
ورفعه عبد الله بن جعفر بن نجيح،
عن محمد بن عمرو بن حلحلة كما عند البزار (8417)، وأَدخَل بين محمد بن عمرو بن حلحلة
وحميد بن مالك: وهبَ بن كيسان.
وإسناده ضعيف، فقد ضعفوا عبد الله
بن جعفر بن نجيح.
وأما حديث سبرة
بن معبد:
فأخرجه ابن ماجه (770)، وأحمد
3/ 404، وابن أبي شيبة 1/ 385 و 14/ 150، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"
1/ 131 - السفر الثالث، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2570) و
(2571)، وأبو يعلى (940)، والطبراني 7/ (6543) و (6544) و (6545) و (6553)، والدارقطني
2/ 14 و 16، والبيهقي 2/ 449، والبغوي في "شرح السنة" (502)، والمزي في
"تهذيب الكمال" 18/ 307 من طرق عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه،
عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا يصلى في أعطان الإبل،
ويصلى مراح الغنم".
وفي لفظ: "نهانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نصلي في أعطان الإبل، ورخص أن نصلي في مراح الغنم".
وإسناده ضعيف، قال ابن أبي خيثمة
في "التاريخ الكبير" 2/ 701 - السفر الثاني:
"سئل يحيى بن معين عن أحاديث
عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده؟ فقال: ضعاف".
وفي "كتاب ابن الجوزي":
عبد الملك بن الربيع بن سبرة قال يحيى: ضعيف.
وقال ابن حبان في "المجروحين"
2/ 132:
"منكر الحديث جدا يروي عن
أبيه ما لم يتابع عليه".
وقال ابن القطان في "بيان
الوهم والإيهام" 4/ 138:
"لم تثبت عدالته، وإن كان
مسلم قد أخرج لعبد الملك...فغير محتج به".
وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال
تهذيب الكمال" 8/ 308:
"ورأيت بخط الحافظ أبي الفتح
القشيري - رحمه الله تعالى - على كتاب (المستدرك): قيل إن مسلما لم يخرج له محتجا به".
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب"
6/ 393:
"ومسلم إنما أخرج له حديثا
واحدا في المتعة متابعة".
وأما حديث أنس:
فأخرجه البخاري (428) و
(1868) و (2106) و (2771) و (2774) و (2779) و (3932)، ومسلم (524-9) و (1805-129)،
وأبو داود (453) و (454)، والنسائي (702)، وفي "الكبرى" (783)، وأحمد 3/
211-212، والطيالسي (2198)، وأبو يعلى (4180)، وابن خزيمة (788)، وأبو عوانة
(1177) و (1178) و (6933)، وابن حبان (2328)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/
83-84، والبيهقي 2/ 438، والبغوي (3765) تاما ومختصرا من طرق عن عبد الوارث بن سعيد،
عن أبي التياح، عن أنس بن مالك، قال:
"قدم النبي صلى الله
عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي
صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاءوا متقلدي السيوف
كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار
حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض
الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ من بني النجار فقال: يا بني النجار ثامنوني
بحائطكم هذا. قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول
لكم قبور المشركين، وفيه خرب وفيه نخل، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين،
فنبشت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة،
وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: اللهم
لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره".
وأخرجه البخاري (234) و (429)،
ومسلم (524)، والترمذي (350)، وأحمد 3/ 194 و 131، وابن أبي شيبة 1/ 385، والطيالسي
(2198)، وأبو يعلى (4174)، وأبو عوانة (1177) و (6934)، وابن حبان (1385)، والبغوي
(501) من طريق شعبة، وأبو داود (454)، وابن ماجه (742)، وأحمد 3/ 118 و 123 و 244،
والطيالسي (2198)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1790) و (2244)،
وأبو يعلى (4178)، وأبو عوانة (1177) و (6934) و (6935) تاما ومختصرا من طريق حماد
بن سلمة، كلاهما عن أبي التياح به.
وقال الترمذي:
"هذا حديث صحيح".
وأما حديث عقبة
بن عامر:
فأخرجه أحمد 4/ 150، والطبراني
17/ (938)، وفي "الأوسط" (6537) و (8074) من طريق ابن وهب، أخبرني عاصم بن
حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، قال:
"صلوا في مرابض الغنم، ولا
تصلوا في أعطان الإبل أو مبارك الإبل".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن عقبة
بن عامر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب".
وليس كما قال رحمه الله فقد أخرجه
يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 510 عن حرملة بن محمد، عن يحي بن
أبي عمرو السيباني به.
وقال الهيثمي في "المجمع"
2/ 26:
"رواه الطبراني في (الكبير)
و (الأوسط) و (أحمد)، ورجال أحمد ثقات".
وهو كما قال، فإن والد يحيى بن
أبي عمرو السيباني: ذكره يعقوبُ بن سفيان في ثقات التابعين، وذكره ابنُ حبان في
"الثقات" 5/ 581.
وأما حديث عبد
الله بن عمرو:
فأخرجه أحمد 2/ 178 حدثنا حسن،
حدثنا ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن الحبلي، حدثه عن عبد الله
بن عمرو:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يصلي في مرابد الغنم، ولا يصلي في مرابد الإبل والبقر".
وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: احترقت
كتبه فساء حفظه.
وأخرجه الطبراني 13/ (14236)،
وفي "الأوسط" (5553) من طريق عقبة بن مكرم قال: حدثنا يونس بن بكير، عن هشام
بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تصلوا في أعطان الإبل،
وصلوا في مراح الغنم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن هشام
بن عروة إلا يونس بن بكير".
وخالف يونسَ بن بكير: الإمامُ
مالك فقد رواه في "الموطأ" 1/ 169 عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل من المهاجرين
لم ير به بأسا، أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص: موقوفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 385 -
ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (770) - عن عبدة بن سليمان، وابن أبي شيبة
1/ 386 عن وكيع، كلاهما عن هشام بن عروة، قال: حدثني رجل، عن عبد الله بن عمرو به.
لم يذكر فيه عروة، قال مسلم في
"كتاب التمييز" كما "فتح الباري" لابن رجب 3/ 222:
"وهو الصواب".
وتحرّف في الموضع الأول من مطبوع
ابن أبي شيبة 1/ 385 (ابن عمرو) إلى (ابن عمر).
وتقدّم تخريجه من حديث جابر بن
سمرة، والبراء بن عازب، وابن عمر، وطلحة بن عبيد الله برقم (48)، وفي النهي عن الصلاة
في عطن الإبل جاء من حديث عمر بن الخطاب وتقدّم تخريجه تحت الحديث (220).
غريب الحديث
(أعطان) مبارك الإبل، وهو الموضع
تنحى إليه بقرب البئر ليرد غيرها الماء، يقال: عطنت الإبل، فهي عاطنة، وعواطن: إذا
بركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى، وقد يكون العطن عند غير الماء، قال ابن
سيده في "المحكم والمحيط الأعظم" 1/ 547:
"العطن للإبل: كالوطن للناس،
وقد غلب على مبركها حول الحوض".
يستفاد من الحديث
أولًا: جواز الصلاة في مرابض الغنم.
ثانيًا: النهي عن الصلاة في أعطان الإبل، قال أبو محمد البغوي في "شرح السنة"
2/ 404:
"والنهي عن الصلاة في أعطان
الإبل لما فيها من النفار، فلا يؤمن أن تنفر فتشغل قلب المصلي، أو تفسد عليه صلاته،
فلو صلى والمكان طاهر تصح عند أكثر أهل العلم...وذهب مالك، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور
إلى أن صلاته في أعطان الإبل لا تصح قولا واحدا، لظاهر الحديث".
ثالثًا: أن ما يخرج من مخرج الحيوان المأكول لحمه ليس بنجس لأن مراح الغنم لا
تسلم من بعرها وحكم الإبل حكمها، قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 2/
346:
"لا أعلم في شيء من الآثار
المعروفة ولا عن السلف أنهم كرهوا الصلاة في مراح الغنم، وذلك دليل على طهارة أبعارها
وأبوالها، ومعلوم أن الإبل مثلها في إباحة أكل لحومها".
وقال في "التمهيد"
22/ 333:
"وأصح ما قيل في الفرق بين
مراح الغنم وعطن الإبل أن الإبل لا تكاد تهدأ ولا تقر في العطن بل تثور فربما قطعت
على المصلي صلاته".
وقال شيخ الإسلام كما في
"مجموع الفتاوى" 21/ 573:
"وأما نهيه عن الصلاة في
مبارك الإبل فليست اختصت به دون البقر والغنم والظباء والخيل، إذ لو كان السبب نجاسة
البول لكان تفريقا بين المتماثلين، وهو ممتنع يقينا".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
1 - صفر - 1441 هجري
٭ ٭ ٭
[1] - سقط من هذا الموضع من مطبوعه
(هشيم).