words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الاثنين، 18 مارس 2019

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وصيغها


حديث كعب بن عجرة

(201) "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد".
أخرجه البخاري (3370)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2235)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1803)، وابن المقرئ في "المعجم" (157)، والطبراني 19/ (283)، وفي "الأوسط" (2368)، والحاكم 3/ 148، والبيهقي 2/ 148 من طريق عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني، قال: حدثني عبد الله بن عيسى، سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال:
"لقيني كعب بن عجرة، فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم؟ قال: قولوا: فذكره.
ووقع تحريف في مطبوع "معجم ابن الأعرابي" فتحرّف (عبد الواحد بن زياد) إلى: (عبد الوهاب بن زياد)، وسقط منه (عبد الله) فجاء في مطبوعه: (عيسى بن عبد الرحمن).
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي فروة إلا عبد الواحد بن زياد، ولا رواه عن عبد الله بن عيسى إلا أبو فروة".
وأخرجه البخاري (4797) و (6357)، ومسلم (406-66) و (67) و (68)، وأبو داود (976) و (977) و (978)، والترمذي (483)، والنسائي (1288) و (1289)، وفي "الكبرى" (1212) و (1213) و (9799)، وفي "عمل اليوم والليلة" (54)، وابن ماجه (904)، وأحمد 4/ 241 و 243، والطيالسي (1157)، وعبد الرزاق في "المصنف" (3105)، وابن أبي شيبة 2/ 507، والدارمي (1316)، وعبد بن حميد (368)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (56)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (138)، والطبري في "التفسير" 19/ 175-176 - طبعة هجر، وأبو عوانة (1967) و (1970)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2231) و (2233) و (2234)، وابن المنذر في "الأوسط" (1532)، وابن الجارود في "المنتقى" (206)، وابن حبان (912) و (1957) و (1964)، والطبراني 19/ (266 - 279)، وفي "الأوسط" (2587) و (6838)، وفي "الصغير" (202)، وابن منده في "التوحيد" (249) و (318)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 356، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 130-131، والبيهقي 2/ 147، وفي "المعرفة" (3718)، وفي "الدعوات الكبير" (246) من طرق عن الحكم بن عتيبة، وأحمد 4/ 244، وابن أبي شيبة 2/ 507، وفي "المسند" (505)، والحميدي (711)، وابن عرفة في "جزءه" (72)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (57) و (58)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (94)، وأبو عوانة (1970)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2232)، والمحاملي في "أماليه" (462)، والطبراني 19/ (286 -290)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (247) من طريق يزيد بن أبي زياد، والنسائي في "الكبرى (10119)، والحميدي (712)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2232)، والطبراني 19/ (241) و (242) و (280)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 107 من طريق مجاهد، والنسائي (1287)، وفي "الكبرى" (1211) من طريق عمرو بن مرة، والطبراني 19/ (284) و (285) و (291) و (292) من طريق عبد الله بن عبد الله الرازي، والزبير بن عدي، وأبي سعد البقال، وإسماعيل السدي، ثمانيتهم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به، بلفظ:
"قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وفي لفظ: "قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد".
وفي لفظ: "لما نزلت هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب: 56] جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ وذكر الحديث".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وتحرّف (الحكم بن عتيبة) في مطبوع "الحلية" إلى: الحكم بن سعيد!
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3106) عن ابن جريج قال: حدثني ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال:
"كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل، فقال: قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
هكذا جاء الإسناد في مطبوع "المصنف"! وإن ابن جريج لا يروي عن ابن أبي ليلي، فإنه من الذين عاصروا صغار التابعين، وإن ابن أبي ليلى من كبار التابعين.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3107) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن كعب بن عجرة، قال:
"يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على آل محمد، اللهم بارك على آل محمد، كما باركت وصليت على إبراهيم، وآل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وإسناده منقطع، قال أبو حاتم كما في "المراسيل" (684):
"ابن سيرين عن كعب بن عجرة: مرسل".
وأخرجه الطبراني 19/ (341) من طريق فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن رجل يقال له أبو بكر، عن كعب بن عجرة، قال:
"قال رجل: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: تقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد".
وأخرجه الطبراني 19/ (342) من طريق محمد بن جابر، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن حفص، عن كعب بن عجرة، قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نصلي عليك؟، فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف، محمد بن جابر بن سيار: صدوق ذهبت كتبه فساء حفظه وخلط كثيرا، وعمي فصار يلقن، ورجحه أبو حاتم على ابن لهيعة.
وهو منقطع، أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص: قال أبو حاتم: لم يسمع من أبي هريرة ولا من عائشة.
وقد توفي كعب بن عجرة رضي الله عنه قبلهما.


حديث أبي سعيد الخدري

أخرجه البخاري (4798) و (6358)، والنسائي (1293)، وفي "الكبرى" (1217)، وابن ماجه (903)، وأحمد 3/ 47، وابن أبي شيبة 2/ 507، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (66) و (67)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (383)، وأبو يعلى (1364)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2236)، والبيهقي 2/ 147 من طرق عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم".
وفي لفظ: "كما باركت على إبراهيم".
وعند ابن السني في آخره: "إنك حميد مجيد".

حديث طلحة بن عبيد الله

أخرجه النسائي (1290)، وفي "الكبرى" (1214) و (7624) و (9797)، وفي "عمل اليوم والليلة" (52)، وأحمد 1/ 162، وابن أبي شيبة 2/ 507، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (68)، وأبو يعلى (652) و (653) و (654)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2228)، والشاشي (3) من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري، حدثنا عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال:
"قلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وهذا حديث صحيح، إسناده حسن، مجمع بن يحيى الأنصاري: صدوق، وباقي رجاله ثقات، وتابع مجمع بنَ يحيى: إسرائيل، وشريك:
أخرجه النسائي (1291)، وفي "الكبرى" (1215)، والبزار (942) من طريق شريك، والبزار (941)، والطبراني في "الأوسط" (2585)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 373، وفي "معرفة الصحابة" (398) من طريق إسرائيل، كلاهما عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال:
"قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال: فذكره.
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن طلحة إلا من حديث عثمان بن عبد الله بن موهب، ولا رواه عن عثمان إلا إسرائيل وشريك".
وليس كما قال رحمه الله تعالى، فقد تابعهما: مجمع بن يحيى الأنصاري، وخالف عثمانَ بن موهب: خالدُ بن سلمة:
أخرجه النسائي (1292)، وفي "الكبرى" (1216) و (7625) و (9798) و (10121)، وفي "عمل اليوم والليلة" (53)، وأحمد 1/ 162، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 383 و 384، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (69)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2000)، والدولابي في "الكنى" (1412)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 301، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2230) و (2237)، والطبراني 5/ (5143)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 233، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 373، وفي "معرفة الصحابة" (2989) من طريق عثمان بن حكيم، قال: حدثنا خالد بن سلمة، قال: سمعت موسى بن طلحة، وسأله عبد الحميد كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: سألت زيد بن خارجة الأنصاري؟ قال:
"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ قال: صلوا عليّ، ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وآل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وسقط من مطبوع "شرح مشكل الآثار" (2230): "عثمان بن حكيم".

حديث أبي حميد الساعدي

أخرجه البخاري (3369) و (6360)، ومسلم (407)، وأبو داود (979)، والنسائي (1294)، وفي "الكبرى" (1218) و (9804) و (11103)، وفي "عمل اليوم والليلة" (59)، وابن ماجه (905)، وأحمد 5/ 424، والشافعي في "السنن المأثورة" (101)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (70)، والدولابي في "الكنى" (155)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (384)، وأبو عوانة (2039)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2238)، وابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (17452)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (68)، والطبراني في "الأوسط" (1652)، والبيهقي 2/ 150، وفي "المعرفة" (3707)، وفي "الشعب" (1452)، وفي "الدعوات الكبير" (102) و (103)، والبغوي في "شرح السنة" (682) عن مالك بن أنس (وهو في "الموطأ" 1/ 165) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي، أخبرني أبو حميد الساعدي رضي الله عنه:
"أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وقُرن عند الطبراني بعبد الله بن أبي بكر: أخوه محمد، وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن مالك، عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر إلا عيسى، ورواه الناس عن مالك، عن محمد بن أبي بكر وحده".
وفي إسناده محمد بن سلام المنبجي: قال ابن منده: أتى عن عيسى بن يونس بغرائب، وروايته هنا عن عيسى بن يونس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 101، وقال:
"ربما أغرب".

حديث أبي مسعود الأنصاري

أخرجه مسلم (405)، وأبو داود (980)، والترمذي (3220)، والنسائي (1285)، وفي "الكبرى" (1209) و (9793) و (11359)، وأحمد 4/ 118 و 5/ 273-274، والشافعي في "السنن المأثورة" (102)، وعبد الرزاق في "المصنف" (3108)، والدارمي (1343)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (3) و (4) و (5)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (63)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2229)، وأبو عوانة (1966)، وابن حبان (1958) و (1965)، والطبراني 17/ (697) و (725)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5404)، والبيهقي 2/ 146، وفي "السنن الصغير" (452)، وفي "الدعوات الكبير" (104)، وفي "المعرفة" (3708)، وفي "الشعب" (1451) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 165-166) عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنه أخبره عن أبي مسعود الأنصاري، أنه قال:
"أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 4/ 119، وابن خزيمة (711)، وابن حبان (1959)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (64)، والدارقطني 2/ 168، والحاكم 1/ 268، والبيهقي 2/ 146 - 147 و 147 و 378 من طريق يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني - في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته - محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري، أخي بلحارث بن الخزرج، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، قال:
"أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله، فقال: إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وقال الدارقطني:
"هذا إسناد حسن متصل".
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
قلت: ابن إسحاق لم يحتج به الإمام مسلم، إنما أخرج له في المتابعات، وقد تفرّد بهذه الزيادة، وقد جاء هذا الحديث من رواية محمد بن سلمة وزهير بن معاوية عنه فلم يذكرا هذا القيد "فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا" كما سيأتي بيانه، وهذا دليل على اضطرابه!
وقال ابن أبي عاصم:
"وليس يقول (النبي الأمي) غير ابن إسحاق".
وقال الذهبي:
"الذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة فإن في حفظه شيئا".
ودونك الروايات التي لم تأت بها هذه الزيادة عن ابن إسحاق:
أخرجه أبو داود (981)، وابن أبي شيبة 2/ 507-508، وعبد بن حميد (234)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (59)، والطبراني (698) من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن عقبة بن عمرو، قال:
"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل حتى جلس بين يديه، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فما الصلاة؟ فأخبرنا بها، كيف نصلي عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وددت أن الرجل الذي سأله لم يسأله، ثم قال: إذا صليتم عليّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9794)، وفي "عمل اليوم والليلة" (49) أخبرني أحمد بن بكار، عن محمد وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الله، عن أبي مسعود، قال:
"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك صلى الله عليك فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال: تقولون اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي كما باركت على ابراهيم أنك حميد مجيد".
وأخرجه النسائي (1286)، وفي "الكبرى" (1210) و (9795)، وفي "عمل اليوم والليلة" (50)، والطبراني 17/ (696) من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن أبي مسعود الأنصاري، قال:
"قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا الله أن نصلي عليك ونسلم عليك فأما السلام فقد عرفناه فكيف نصلي عليك قال: قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على آل ابراهيم اللهم بارك على محمد كما باركت على آل ابراهيم".

حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه أحمد 5/ 374، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2239)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 204 عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (3103) ) حدثنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
"اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وقال الحافظ:
"هذا حديث حسن...ورجاله رجال الصحيح، وإنما قلت: حسن لاحتمال أن يكون الصحابي المبهم فيه هو أبو حميد، فإن يكن كذلك فقد سقط منه التابعي المذكور في الأول".

حديث أبي هريرة رضي الله عنه

أخرجه أبو داود (982) - ومن طريقه البيهقي 2/ 74، وفي "سبيل الرشاد" (ص 326) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 87، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 318، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 59 عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، حدثنا حبان بن يسار الكلابي، حدثني أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز، حدثني محمد بن علي الهاشمي، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى، إذا صلى علينا أهل البيت، فليقل: اللهم صل على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" [[1]].
وإسناده ضعيف، حبان بن يسار: صدوق اختلط كما في "التقريب".
ومحمد بن علي الهاشمي: قال الحافظ في "التقريب" (6163):
"كأنه أبو جعفر الباقر أو آخر مجهول".
واختلف على حبان بن يسار في إسناده:
فأخرجه النسائي في "مسند علي" - كما في "النكت الظراف" (14645)، و "تهذيب الكمال" 5/ 348 -، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 318، والدولابي في "الكنى" (973)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 344 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، عن حبان بن يسار، عن عبد الرحمن بن طلحة الخزاعي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن محمد ابن الحنفية، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يكتال بمكيال الأوفى فإذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وأزواجه وذريته وأمهات المؤمنين كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وعبد الرحمن بن طلحة الخزاعي: مجهول، تفرّد بالرواية عنه حبان بن يسار، وقال شيخ الإسلام ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص 44):
"مجهول لا يعرف في غير هذا الحديث ولم يذكره أحد من المتقدمين،
وعمرو بن عاصم وإن كان روى عنه البخاري ومسلم واحتجا به
فموسى بن إسماعيل أحفظ منه".
وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 157:
"ورواية موسى أرجح، ويحتمل أن يكون لحبان فيه سندان".
وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 53):
"ورواية موسى أرجح - لأنه - أحفظ من عمرو، ولغير ذلك".
وقد أعلّه الإمام البخاري برواية مالك له عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبي مسعود، وقال:
"وهذا أصح".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9792)، والسراج في "حديثه" (412)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2240) من طريق داود بن قيس، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة، قال:
"قلنا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم".
وقال النسائي:
"خالفه مالك بن أنس، رواه عن نعيم بن عبد الله، عن محمد بن
عبد الله بن زيد، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو".
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (641)، والطبري في "تهذيب الآثار" (348) - الجزء المفقود: عن محمد بن العلاء، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن سعيد بن عبد الرحمن مولى سعيد بن العاص، قال: حدثنا حنظلة بن علي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشهادة، وشفعت له".
وإسناده ضعيف، سعيد بن عبد الرحمن: مجهول، لم يرو عنه غير إسحاق بن سليمان، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 494، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 42، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 368!
وأخرج الشافعي في "الأم" 1/ 102، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (3715) عن إبراهيم بن محمد، قال أخبرني صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال:
"يا رسول الله، كيف نصلي عليك - يعني في الصلاة؟ - قال: تقولون: اللهم صل على محمد، وآل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم".
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد: متروك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (22) من طريق
سعيد بن هاشم الفيومي، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم المدني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له:
"إنّ الله عز وجل قد أمرنا بالصلاة عليك، وكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وارحم محمدا وآل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، والسلام قد عرفتموه".
وإسناده ضعيف أيضا من أجل سعيد بن هاشم الفيومي، وعبد الله بن لهيعة.
وأخرج الطبري في "تهذيب الآثار" (349) - الجزء المفقود، وابن عدي في "الكامل" 3/ 433-434 عن علي بن حرب الموصلي، قال: حدثنا خالد بن يزيد العدوي، عن عمر بن صهبان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:
"قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم".
وإسناده تالف، خالد بن يزيد العدوي: كذبه أبو حاتم ويحيى.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
وعمر بن صهبان: متروك.

حديث بريدة الخزاعي

أخرجه أحمد 5/ 353، وأحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (3331)، و "إتحاف الخيرة" (6282)، والطبري في "تهذيب الآثار" (351) الجزء المفقود، والروياني في "مسنده" (57)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 137 عن يزيد بن هارون، والطبري (350) من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي داود الأعمى، عن بريدة الخزاعي، قال:
"قلنا يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك؟ قال: قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد، وعلى آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وإسناده ضعيف جدا، أبو داود الأعمى هو نفيع بن الحارث: متروك، وقد كذبه ابن معين.

حديث ابن مسعود

أخرجه الترمذي (593) حدثنا محمود بن غيلان، وأبو يعلى (17) و (5059) عن أبي كريب، كلاهما عن يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال:
"كنت في المسجد أصلي، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، فسحلت سورة النساء، فقرأتها، فلما فرغت جلست، فبدأت الثناء على الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعط. ثم قال: من أحب أن يقرأ القرآن غضا فليقرأه كما يقرأ ابن أم عبد. قال: فرجعت إلى منزلي، فأتاني أبو بكر فقال: هل تحفظ مما كنت تدعو شيئا؟ قلت: نعم، اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد، فأتى عمر عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه، فقال: إن فعلت إنك لسباق بالخير" والسياق لأبي يعلى.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
قال الحافظ الذهبي:
"أبو بكر بن عياش: أحد الأعلام، قال أحمد: صدوق ثقة، ربما غلط.
وقال أبو حاتم: هو وشريك في الحفظ سواء".
وأخرجه ابن ماجه (138) حدثنا الحسن بن علي الخلال، وأحمد 1/ 7 - ومن طريقه ابن حبان (7066) - كلاهما (الحسن الخلال، وأحمد بن حنبل) عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود:
"أن أبا بكر، وعمر، بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وأخرجه البزار (12) عن شعيب بن أيوب، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن أبي بكر، وعمر رحمة الله عليهما:
"أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سل تعطه".
وكررّه بنفس الإسناد (12) م - بلفظ: "أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وقال البزار (13) وحدثناه أحمد بن عمرو في موضع آخر بهذا الإسناد وزاد في متنه:
"عن أبي بكر وعمر أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن أبي بكر إلا يحيى بن آدم، ويحيى ثقة، عن أبي بكر بن عياش، وأبو بكر فلم يكن بالحافظ وقد حدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه وزاد فيه، لأن زائدة قال: عن عاصم، عن زر، عن عبد الله ولم يقل: عن أبي بكر وعمر، والزيادة لمن زاد إذا كان حافظا، وأرجو أن يكون الحديث صحيحا لأن أبا بكر وعمر قد كانا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، فاختصره أبو بكر بن عياش".
وأخرجه الطبراني 9/ (8423) من طريق فرات بن محبوب، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود:
"أن أبا بكر، وعمر رضي الله عنهما بشراه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن مسعود".
وأخرجه أحمد 1/ 445-446، وابن أبي شيبة في "المسند" (398)، وأبو يعلى (16) و (5058)، وابن حبان (7067)، والطبراني 9/ (8417)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (232) من طريق زائدة، وأحمد 1/ 454 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بين أبي بكر، وعمر، وعبد الله يصلي، فافتتح النساء فسحلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. ثم تقدم سأل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سل تعطه، سل تعطه، سل تعطه. فقال: فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد. قال: فأتى عمر رضي الله تعالى عنه عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر رضوان الله عليه قد سبقه، فقال: إن فعلت، لقد كنت سباقا بالخير".
ليس فيه: "بدأت بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/ 538، وابن حبان (1970)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 257 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش: مرسلا.
وله طرق أخرى عن ابن مسعود:
1 - أخرجه أحمد 1/ 386 و 437، وفي "فضائل الصحابة" (70)، والطيالسي (338)، والطبراني 9/ (8413)، والحاكم 1/ 523، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 127، وفي "معرفة الصحابة" (4484) عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا عبيدة، يحدث عن أبيه، قال:
"مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فقال: سل تعطه يا ابن أم عبد. فقال عمر: فابتدرت أنا وأبو بكر، فسبقني إليه أبو بكر، وما استبقنا إلى خير إلا سبقني إليه أبو بكر، فقال: إن من دعائي الذي لا أكاد أن أدع: اللهم إني أسألك نعيما لا يبيد، وقرة عين لا تنفد، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم محمد في أعلى الجنة جنة الخلد".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد إذا سلم من الإرسال".
قلت: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه أحمد 1/ 400، والبيهقي في "كتاب القضاء والقدر" (388) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله:
"أنه كان في المسجد يدعو، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو، فقال: سل تعطه. وهو يقول: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم، في أعلى غرف الجنة، جنة الخلد".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10639)، وفي "عمل اليوم والليلة" (869)، وابن أبي شيبة 10/ 332، والطبراني 9/ (8416)، والحاكم 1/ 526، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (233) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال:
"سئل عبد الله: ما الدعاء الذي دعوت به ليلة قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعطه؟ قال: قلت: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى درجة الجنة، جنة الخلد".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه الطبراني 9/ (8414)، والبيهقي 2/ 153 من طريق زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق، سمع أبا عبيدة يذكر، عن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج هو وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، كان أبو بكر رضي الله عنه دعاهم فخرجوا من منزله إلى المسجد مسجد المدينة، وفيه عبد الله قائم يصلي ويقرأ، ثم جلس فتشهد فأثنى على الله بما هو أهله كأحسن ما يثني رجل، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم ابتهل بالدعاء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: سل تعطه. فقال أبو بكر رضي الله عنه: من هذا يا رسول الله؟ قال: هذا عبد الله ابن أم عبد، فمن سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ كما قرأ ابن أم عبد. فابتدره أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما فسبقه أبو بكر رضي الله عنه فذكر عمر أن أبا بكر سبقه، قال عمر: وكان سباقا بالخيرات".
وإسناده ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
والثانية: زهير بن معاوية سمع من أبي إسحاق بأخرة، وقد رواه شعبة، والأعمش، وإسرائيل عن أبي إسحاق، فلم يذكروا: "فتشهد فأثنى على الله بما هو أهله كأحسن ما يثني رجل، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم...".
2 - وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (1061) حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمد التميمي، عن شريك بن أبي نمر الكناني، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود، قال:
"بينا هو في المسجد مر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله أبو بكر وعمر، فلما حاذاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع دعاءه وهو لا يعرفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعطه. فرجع أبو بكر إلى عبد الله بن مسعود، وقال: الدعاء الذي دعوت به ما هو؟ قال عبد الله: حمدت الله ومجدته ثم قلت: اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق".
وإسناده حسن لكن وقع اضطراب في إسناده:
فأخرجه الطبراني 9/ (8418)، - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 127 - من طريق سعيد بن أبي الربيع السمان، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن مسعود به.
فأدخل في إسناده سعيد بن المسيب!
وفيه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام: لم يَعْرِفْه ابن معين، وضعّفه النسائيُّ، وقوّاه ابنُ حبان!
وفيه أيضا سعيد بن أبي الربيع السمان: قال الإمام أحمد: ما أراه إلا صدوقًا.
وروى عنه أبو زرعة.
وقال ابن حبان في "الثقات" 8/ 268:
"يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه".
وأخرجه الطبراني 9/ (8419)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 127 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، قال:
"بينما ابن مسعود...الحديث".
 والدراوردي: في حفظه شيء.
3 - أخرجه ابن أبي عمر كما في "المطالب العالية" (4063)، وإتحاف الخيرة" (1639) حدثنا المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثنا
النعمان بن عمرو بن خالد اللخمي، عن علي بن رباح، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:
"إنه دخل المسجد فأتى سارية فوقف إليها يصلي، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قائدنا ابن مسعود. وهو لا يسمعه، فقرأ: {قل يأيها الكافرون} ثم ركع وسجد، ثم قام في الركعة الثانية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخلص يا ابن مسعود. فقرأ: {قل هو الله أحد} ثم ركع وسجد، وجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادع يا ابن مسعود تجب، وسل تعط. وهو رضي الله عنه في ذاك لا يسمعه فقال ابن مسعود رضي الله عنه: اللهم إني أسألك الرفيق الأعلى والنصيب الأوفر من جنات النعيم، وأسألك الهدى والتقى والعفة والثرى والبشرى عند انقطاع الدنيا، وأسألك إيمانا لا يرتد، وقرة عين لا تنفد، وفرحا لا ينقطع وتوفيقا للحمد ولباس التقوى وزينة الإيمان ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد، قال: فانطلق رجل فبشره".
وإسناده ضعيف، النعمان بن عمرو اللخمي: مجهول الحال، لم يرو عنه غير سعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 446،
وسكت عنه، ووثقه ابن حبان 7/ 530!
وعلي بن رباح: من كبار التابعين، ولم أجد من ذكر أن له رواية عن ابن مسعود.
وجاء من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أخرجه أحمد 1/ 25-26، وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 315)، وأبو يعلى (194) عن أبي معاوية محمد بن خازم، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: والأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان، عن عمر بن الخطاب مطولا، وفيه: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: سل تعطه، سل تعطه. قال عمر: قلت: والله لأغدون إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه".
وأخرجه ابن خزيمة (1156)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5593)، والحاكم 2/ 227، والبيهقي 1/ 452 من طريق أبي معاوية،
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5592)، وابن المنذر في "الأوسط" (2577)، والطبراني 9/ (8420)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 124، وفي "معرفة الصحابة" (4478)، والبيهقي 1/ 453 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة به.
وقال البيهقي:
"وهذا الحديث لم يسمعه علقمة بن قيس عن عمر إنما رواه عن القرثع عن قيس عن عمر".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8200) من طريق فضيل بن عياض، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5594) من طريق شيبان النحوي، والطبراني 9/ (8422) من طريق زائدة، ثلاثتهم عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، وخيثمة، عن قيس بن مروان به.
وأخرجه أحمد 1/ 38، والترمذي في "العلل الكبير" (653)، والطبراني 9/ (8424)، والبيهقي 1/ 453 من طريق عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عبيد الله، حدثنا إبراهيم بن يزيد النخعي، عن علقمة بن قيس، عن القرثع، عن قيس أو ابن قيس رجل من جعفى، عن عمر بن الخطاب به.
وقال الترمذي:
"سألت محمدا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث عبد الواحد، عن الحسن بن عبيد الله، قال محمد: والأعمش يروي هذا عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر، ولا يذكر فيه قرثعا، وعبد الواحد بن زياد يذكر عن الحسن بن عبيد الله هذا الحديث ويزيد فيه: عن قرثع، قال محمد: وحديث عبد الواحد عندي محفوظ".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8199) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا مصعب بن المقدام قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أحب أن يقرأ القرآن غضا". وقال إسحاق: "رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8199)، والبزار (326)، والطبراني 9/ (8421)، والحاكم 2/ 227 و 3/ 318 من طريق مصعب بن المقدام قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يصلي وهو يدعو، فقال: سل تعط. فإذا هو عبد الله بن مسعود".
ولفظ الطبراني، والحاكم: "من سره أن يقرأ القرآن غضا فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وقال الحاكم:
"حديث علقمة، عن عمر، صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وأتوهمهما لم يصح عندهما سماع علقمة بن قيس من عمر والله أعلم".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8198)، وأبو يعلى (193) - وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (415) -، والمحاملي في "أماليه" (224) من طريق ابن فضيل، عن الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان، عن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن مسعود".

حديث فضالة بن عبيد

أخرجه أبو داود (1481)، والترمذي (3477)، وأحمد 6/ 18، والبزار (3748)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (106)،
وابن خزيمة (710)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2242)، وابن المنذر في "الأوسط" (1529)، وابن حبان (1960)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (16253)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (65)، والطبراني 18/ (791) و (793)، والحاكم 1/ 230 و 268، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5651)، والبيهقي 2/ 147 - 148، وفي "السنن الصغير" (456)، وفي "المعرفة" (3735)، وفي "الشعب" (2870) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في الصلاة، ولم يذكر الله عز وجل، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجل هذا. ثم دعاه فقال له ولغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم ليصل على النبي، ثم ليدع بعد بما شاء".
وسقط من "صحيح ابن خزيمة": (حيوة)، وهو سقط قديم، وقد نبّه عليه ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص 62) عن المقدسي، وهو مثبت في "إتحاف المهرة" (16253)!
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم 1/ 230:
"صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
وقال في موضع آخر 1/ 268:
"صحيح على شرط الشيخين، ولا تعرف له علة، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: إنما إسناده صحيح، وليس على شرطهما أو شرط أحدهما، فإنهما لم يرويا لعمرو بن مالك الجنبي شيئا، وهو ثقة، وروى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (82) حدثنا حسين بن حسن، حدثنا ابن المبارك، حدثنا حيوة، قال: أخبرني أبو مالك (كذا!!) الخولاني، أن عمرو بن مالك التجيبي حدثه، أنه سمع فضالة بن عبيد به.
وأبو مالك الخولاني: تحريف، إنما هو أبو هانئ الخولاني وهو حميد بن هانئ.
وأخرجه النسائي (1284)، وفي "الكبرى" (1207)، وابن خزيمة (709)، والطبراني 18/ (795)، وفي "الدعاء" (90) من طريق ابن وهب، عن أبي هانئ، أن أبا علي الجنبي حدثه، أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول:
"سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجلت أيها المصلي. ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي، فمجد الله وحمده، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادع تجب، وسل تعط".
وجاء في "تحفة الأشراف" (11031) أن النسائي أخرجه عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن حيوة!
وابن وهب إنما يرويه مباشرة عن أبي هانئ دون واسطة.
وأخرجه الترمذي (3476)، والطبراني 18/ (792) و (794)، وفي "الدعاء" (89) من طريق رشدين بن سعد، عن أبي هاني، عن أبي علي الجنبي، عن فضالة بن عبيد، قال:
"بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا، إذ دخل رجل فصلى، ثم قال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت، فاحمد الله بما هو أهله، ثم صل علي، ثم ادعه. ثم صلى آخر فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعطه".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن وقد رواه حيوة بن شريح، عن أبي هانئ الخولاني، وأبو هانئ اسمه: حميد بن هانئ، وأبو على الجنبي اسمه: عمرو بن مالك".
قلت: رشدين بن سعد، ضعيف، وهو متابع كما تقدّم آنفا.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (113) من طريق زياد بن يونس الحضرمي، عن ابن لهيعة، عن حميد بن مالك أبي هانئ الخولاني، عن
عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دعا أحدكم فليبتدئ بتحميد الله، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بما شاء".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 312:
"وليس في سنده من يوصف بالضعف إلا ابن لهيعة".

حديث عمر بن الخطاب

أخرجه الترمذي (486) - ومن طريقه ابن بشكوال في "القربة" (4) -، وإسحاق بن راهويه - كما في "المطالب العالية" (3321)، و "إتحاف الخيرة" (6177) -، والإسماعيلي في "مسند عمر" مطولا - كما في "جلاء الأفهام" (ص 72) - عن النضر بن شميل، عن أبي قرة الأسدي، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال:
"إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم" واللفظ للترمذي، ولفظ إسحاق والإسماعيلي:
"ذُكر لي أن الدعاء يكون بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" 1/ 176:
"وهذا اسناد جيد".
قلت: في إسناده أبو قرَّة الأسدي وهو مجهول، تفرَّد بالرواية عنه النضر بن شميل، وقال ابن خزيمة في "صحيحه" كما في "تهذيب التهذيب" 12/ 207، و "إتحاف الخيرة" 6/ 447:
"لا أعرفه بعدالة ولا جرح".
وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" 4/ 564:
"مجهول، تفرد عنه النضر بن شميل".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 4/ 46:
"أبو قرة الأسدي: لا يعرف اسمه ولا حاله، وليس له عند الترمذي ولا أصحاب السنن إلا هذا الموقوف، وهو من رواية النضر بن شميل عنه.
وقد رواه معاذ بن الحارث عن أبي قرة مرفوعا.
أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضا من لا يعرف.
وجاء نحوه موقوفا ومرفوعا عن علي رضي الله عنه...وفي سنده ضعيفان: الحارث ونوفل".
قلت: الحارث بن عبد الله الأعور: متروك، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (5).
وأخرجه أبو القاسم البغوي كما في "لسان الميزان" 5/ 244، وعنه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (86) حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي، حدثنا إسماعيل بن عمرو بن جرير البجلي، حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال:
"لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يتبع بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (721)، والبيهقي في "الشعب" (1474)، وابن بشكوال في "القربة" (1)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 48-49 من طريق عامر بن سيار، عن عبد الكريم الخراز، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث، وعاصم بن ضمرة، عن علي به.
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 160:
"رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات!".
قلت: في إسناده عبد الكريم الخراز: قال الأزدي: واهي الحديث جدا.
وقال الحافظ في "لسان الميزان" 5/ 245:
"وقد رواه نوفل بن سليمان [[2]] أحد الضعفاء، عن عبد الكريم هذا لكنه وهم فقال: عن عبد الكريم الجزري، والجزري ثقة لا يحتمل مثل هذا".
وأخرجه قوام السنة في "الترغيب" (1677)، والديلمي في "مسند الفردوس" (6148)، وبيبي في "جزئها" (35)، وابن بشكوال في "القربة" (2)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 48 من طريق الحسن بن عرفة، حدثنا
الوليد بن بكير، عن سلام الخزاز، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب ودخل ذلك الدعاء، وإن لم يفعل ذلك رجع الدعاء".
وقال الحافظ:
"وفي هذا الإسناد سلام، وأظنه الماضي سمي عبد الكريم ليخفى، لشدة ضعفه".
قلت: والوليد بن بكير: لين الحديث كما في "التقريب" (7417)، وقال شعبة: إن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث. وهذا ليس منها.
وجاء أيضا من حديث معاذ، وعبد الله بن بسر، وأنس بن مالك:
أما حديث معاذ:
فأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 113 حدثنا أبو راشد ريان بن عبد الله الخادم بصيدا، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم إمام مسجد طرسوس، حدثنا أبو يوسف الغسولي يعقوب بن المغيرة، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الواسطي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال ابن حبان:
"إبراهيم بن إسحاق الواسطي: شيخ يروي عن ثور بن يزيد ما لا يتابع عليه، وعن غيره من الثقات المقلوبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به".
وأما حديث عبد الله بن بسر:
فأخرجه ابن بشكوال في "القربة" (3)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3/ 154، و "سير أعلام النبلاء" 17/ 114 من طريق أحمد بن علي بن شعيب، قال: حدثنا محمد بن حفص، قال: حدثنا الجراح بن يحيى قال: حدثني عمر بن عمرو، قال: سمعت عبد الله بن بسر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله عز وجل، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو فيستجاب لدعائه".
وقال الحافظ الذهبي في "السير":
"إسناده مظلم".
وقال في "تذكرة الحفاظ":
"هذا حديث منكر".
وأما حديث أنس:
فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "الجامع الصغير" (6303)، وقال المناوي في "فيض القدير" 5/ 19:
"فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري، قال الذهبي في الضعفاء: منكر الحديث".

 غريب الحديث


(اللهم) هذه كلمة كثر استعمالها في الدّعاء، وهو بمعنى يا الله، والميم عوض عن حرف النّداء.

(صل على محمد) ذكر الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي العالية، قال:
"صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة".
قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص 161-162):
"إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه، والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا أنتم عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته من شرف الدنيا والآخرة...الصلاة المأمور بها فيها هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته وهي ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه، وإرادة تكريمه وتقريبه، فهي تتضمن الخبر والطلب، وسمي هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاة عليه، لوجهين:
أحدهما: أنه يتضمن ثناء المصلي عليه والإشادة بذكر شرفه وفضله، والإرادة والمحبة لذلك من الله تعالى فقد تضمنت الخبر والطلب.
والوجه الثاني: أن ذلك سمي منا صلاة لسؤالنا من الله أن يصلي عليه فصلاة الله عليه ثناؤه وإرادته لرفع ذكره وتقريبه وصلاتنا نحن عليه سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به".
وقال ابن كثير - عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] -:
"والمقصود من هذه الآية أنَّ الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يُثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تُصلي عليه.. ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا".

(آل محمد) قال ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام" 1/ 309:
"اختلفوا في (الآل) فاختار الشافعي: أنهم بنو هاشم وبنو المطلب، وقال غيره: أَهْلُ دِينِهِ عليه السلام، قال الله تعالى {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 46]".

يستفاد من الحديث


أولًا: استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير من الصلاة، ومذهب الجمهور على وجوبها مرة في العمر كالشهادتين، واستحبابها فيما عدا ذلك، ويتأكد الاستحباب في التشهد الأخير من الصلاة، وأما ما استدل به على وجوبها في الصلاة فلا يصحّ منه شيء، وسأجعله في ملحق هذا الحديث، والله الموفق.

ثانيًا: أنه يجوز للمصلي أن يأتي بواحد من هذه الصيغ بشرط أن يكون الحديث الوارد بها صحيحًا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 22/ 458:
"ومن المتأخرين من سلك في بعض هذه الأدعية والأذكار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها ويعلمها بألفاظ متنوعة، ورويت بألفاظ متنوعة، طريقة محدثة بأن جمع بين تلك الألفاظ واستحب ذلك ورأى ذلك أفضل ما يقال فيها...وهذه طريقة محدثة لم يسبق إليها أحد من الأئمة المعروفين، وطرد هذه الطريقة أن يذكر التشهد بجميع هذه الألفاظ المأثورة، وأن يقال: الاستفتاح بجميع الألفاظ المأثورة، وهذا مع أنه خلاف عمل المسلمين لم يستحبه أحد من أئمتهم بل عملوا بخلافه فهو بدعة في الشرع، فاسد في العقل".

ثالثًا: أن الدعاء الذي يبتدأ فيه بتحميد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حريٌّ بالإجابة.

رابعًا: أن السلف كانوا يتهادون العلم.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
11 - رجب - 1440 هجري


٭ ٭ ٭



[1] - عزاه صديق حسن خان رحمه الله تعالى في "نزل الأبرار" (ص 167) لمسلم، وهو وهم.
[2] -  أخرجه البيهقي في "الشعب" (1475)، والهروي في "ذم الكلام" (4) من طريق سهل بن عثمان العسكري، حدثنا نوفل بن سليمان، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي مرفوعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام