words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الثلاثاء، 31 يوليو 2018

سكتة الإمام بعد قراءة الفاتحة




(146) عن سمرة بن جندب: "أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}".

صحيح - أخرجه أبو داود (779) - ومن طريقه البيهقي 2/ 195، وفي "السنن الصغير" (543) -، والطبراني 18/ (310) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، حدثنا قتادة، عن الحسن، أن سمرة بن جندب، وعمران بن حصين، تذاكرا فحدث سمرة بن جندب: فذكره.
وتمامه "فحفظ ذلك سمرة، وأنكر عليه عمران بن حصين فكتبا في ذلك إلى أبي بن كعب فكان في كتابه إليهما أو في رده عليهما: أن سمرة قد حفظ".
وأخرجه ابن خزيمة (1578)، والحاكم 1/ 215 من طريق يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، حدثنا قتادة به، وفيه أن السكتة الثانية إذا فرغ من قراءته عند ركوعه.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (235) - طبعة الصميعي، والطبراني 7/ (6875) من طريق يزيد بن زريع، وليس فيه "عند ركوعه".
وأخرجه أحمد 5/ 7 حدثنا محمد بن جعفر، والطبراني (6876) من طريق يزيد بن زريع، وعباد بن العوام، والطبراني في "مسند الشاميين" (915) من طريق المطعم بن المقدام الصنعاني، أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال:
"كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتان".
وأخرجه أبو داود (780) - ومن طريقه البيهقي 2/ 196 -، والترمذي (251)، وابن ماجه (844)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (233)، وابن حبان (1807)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 24 من طريق عبد الأعلى، والبيهقي 2/ 196 من طريق مكى بن إبراهيم، وابن عساكر في "معجم شيوخه" (1023) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن:
"سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر ذلك عمران بن حصين، وقال: حفظنا سكتة، فكتبنا إلى أبي بن كعب بالمدينة، فكتب أبيّ: أن حفظ سمرة. قال سعيد، فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد ذلك: وإذا قرأ: {ولا الضالين}. قال: كان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتى يتراد إليه نفسه".
وقال الحافظ:
"هكذا وقع لنا مختصرا، وهكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى".
قلت: وهذا الاختصار أخلّ بموضع السكتة الثانية إذ لم يأت في روايتهما (ثم قال بعد ذلك: وإذا قرأ: {ولا الضالين})، وفي هذه الرواية أنه انتهى إلى أن السكتة الثانية إذا فرغ من قراءة الفاتحة، وقد ذكر البيهقي أن هذا الاختلاف راجع إلى تفسير الرواة عن الحسن، وقال الحافظ:
"والحاصل عن قتادة أنه إما كان يتردد في محل الثانية هل هو بعد تمام الفاتحة، أو بعد انتهاء القراءة قبل الركوع، أو كان يزيد الثانية من قبل رأيه؟
 فتصير السكتات ثلاثة، كما فهمه الدارمي عنه".
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2652) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة به، وفيه " قال سعيد: سكتة حين يكبر، وأخرى إذا قال: {ولا الضالين}".
وسعيد بن بشير: ضعيف.
وأخرجه الطبراني 18/ (311) من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن قتادة، عن عمران بن حصين، قال:
"كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكتة. قال سمرة: سكتتان. فكتبوا إلى أبي بن كعب فكتب: أن قد حفظت يا سمرة ونسي الناس".
ليس فيه الحسن، وإسناده ضعيف جدا، قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (546):
"بحر بن كُنيز السقاء: عن التابعين، متفق على تركه".
وتابع سعيدًا: شعبةُ بنُ الحجاج:
أخرجه ابن المظفر في "حديث شعبة" (121) من طريق عباد بن العوام، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، قال: قال سمرة بن جندب:
" كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتان. فقال عمران بن حصين ما أحفظهما، فكتبوا في ذلك إلى أبي بن كعب فكتب أن سمرة قد حفظ".
وقال الترمذي:
"حديث سمرة حديث حسن".
وقال ابن حبان:
"الحسن لم يسمع من سمرة شيئا، وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر، واعتمادنا فيه على عمران دون سمرة!".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين! ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا على حديث عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة)، وحديث سمرة لا يتوهم متوهم أن الحسن لم يسمع من سمرة فإنه قد سمع منه".
قال يحيى القطان:
"أحاديثه عن سمرة سمعنا أنه كتاب".
قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 165):
"وذلك لا يقتضي الانقطاع، وفي مسند أحمد بن حنبل، حدثنا هشيم، عن حميد الطويل قال: جاء رجل إلى الحسن البصري فقال: إن عبدا لي أبق، وأنه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده فقال الحسن: حدثنا سمرة قال: قل ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى عن المثلة. وهذا يقتضي سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة، والله أعلم".
خلاصة المسألة أن من أعل هذا الحديث إنما أعلّه بعنعنة الحسن البصري، والصحيح أنها ليست بعلة قادحة في صحته فقد ثبت سماع الحسن البصري من سمرة حديث العقيقة عند أغلب الحفّاظ، بل صحح سماعه منه مطلقًا علي بن المديني، والبخاري، والترمذي، والحاكم، وغيرهم، ورواية الحسن عمن ثبت سماعه منه حجة على الصحيح حتى لو لم يصرّح بسماعه في غيرها من المرويات كما هو الحال في معاملة مرويات كل من ثبت سماعه من شيخه ولو مرة واحدة، وكانت باقي مروياته بالعنعنة، وهذا كثير جدا لا يعدّ ولا يحصى، وهذا ما قيّده ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 157-158 في مرويات الحسن البصري إذ قال:
"ما أسند من حديثه، وروى عمن سمع منه فحسن حجة" أي: ولو رواه بالعنعنة إذ الكلام عمن ثبت سماعه منه، لأنه أتبعه بقوله "وما أرسل من الحديث فليس بحجة" وهي روايته عمن لم يلقه، والحسن البصري ثبت سماعه من سمرة فعنعنته محمولة على الاتصال، لأن تدليسه ليس من النوع المردود فقد قال الإمام ابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" 1/ 141-142 - بعد أن جعل المدلسين على قسمين:
أحدهما: حافظ عدل ربما أرسل حديثه وربما أسنده، وربما حدث به على سبيل المذاكرة أو الفتيا أو المناظرة، فلم يذكر له سندا وربما اقتصر على ذكر بعض رواته دون بعض، فهذا لا يضر ذلك سائر رواياته شيئا لأن هذا ليس جرحة ولا غفلة، لكنا نترك من حديثه ما علمنا يقينا أنه أرسله وما علمنا أنه أسقط بعض من في إسناده ونأخذ من حديثه ما لم نوقن فيه شيئا من ذلك وسواء قال أخبرنا فلان أو قال عن فلان أو قال فلان عن فلان كل ذلك واجب قبوله ما لم يتيقن أنه أورد حديثا بعينه إيرادا غير مسند، فإن أيقنا ذلك تركنا ذلك الحديث وحده فقط، وأخذنا سائر رواياته، وقد روينا عن عبد الرزاق بن همام قال: كان معمر يرسل لنا أحاديث فلما قدم عليه عبد الله بن المبارك أسندها له، وهذا النوع منهم كان جلة أصحاب الحديث وأئمة المسلمين: كالحسن البصري وأبي إسحاق السبيعي وقتادة بن دعامة وعمرو بن دينار وسليمان الأعمش وأبي الزبير وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، وقد أدخل علي بن عمر الدارقطني فيهم مالك بن أنس ولم يكن كذلك ولا يوجد له هذا إلا في قليل من حديثه أرسله مرة وأسنده أخرى".
وقد ذكر الحافظ ابن حجر: الحسن البصري في المرتبة الثانية في "تعريف أهل التقديس" (ص 29) وهو من احتمل الائمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كـ (ابن عيينة)، فالحسن البصري عنعنته لا تعلّ بها مروياته لإمامته وجلالته، ومن طيات ما تقدّم نستخلص أن إعلال بعض الأحاديث بعنعنة الحسن البصري مطلقا مذهب مرجوح، وأن الراجح خلافه، وله طرق عن الحسن:

أ و ب - أخرجه أحمد 5/ 23 حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، ويونس، عن الحسن، عن سمرة بن جندب:
"أنه كان إذا صلى بهم سكت سكتتين إذا افتتح الصلاة، وإذا قال: {ولا الضالين} سكت أيضا هنية. فأنكروا ذلك عليه، فكتب إلى أبي بن كعب، فكتب إليهم أبي أن الأمر كما صنع سمرة".
وأخرجه الدارقطني 2/ 135، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (300) من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد (وحده)، وفيه "وإذا قرأ {ولا الضالين} سكت سكتة".
وأخرجه أبو داود (777)، وابن ماجه (845)، وأحمد 5/ 21، والدارقطني 2/ 134، والبيهقي 2/ 196، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 41-42
عن إسماعيل ابن علية، عن يونس، عن الحسن، قال:
 قال سمرة "حفظت سكتتين في الصلاة، سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب، وسورة عند الركوع. قال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين، قال: فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبيّ، فصدّق سمرة".
وأخرجه أحمد 5/ 11-12 و 23 حدثنا عفان، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس، عن الحسن، عن سمرة، قال:
"كان إذا كبر سكت هنية، وإذا فرغ من قراءة السورة سكت هنية. فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين، فكتبوا إلى أبي بن كعب، فكتب أبيّ يصدقه".
وأخرجه البزار (4542) حدثنا الفضيل بن الحسين، قال: حدثنا يزيد بن زريع بإسناده، وفيه "كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتان سكتة إذا ابتدأ الصلاة
وسكتة إذا فرغ من قراءته".
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (299) من طريق محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع بإسناده "كان سمرة إذا كبر سكت...فذكره".
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/ 97 من طريق عبد الوارث بن سعيد التنوري، حدثنا يونس هو ابن عبيد، عن الحسن البصري:
"أن سمرة بن جندب صلى فكبر ثم سكت ساعة، ثم قرأ فلما ختم السورة سكت ساعة، ثم كبر فركع، فقال له عمران بن الحصين: ما هذا؟ فقال له سمرة: حفظت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب في ذلك إلى أبيّ بن كعب فصدق سمرة".
وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (182) من طريق عبيد الله بن تمام، عن يونس، عن الحسن، عن سمرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسكت في الصلاة سكتتين".
قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (2688):
"عبيد الله بن تمام، أبو عاصم: عن التابعين، بصري ضعفوه".

جـ - أخرجه أحمد 5/ 20 عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وأحمد 5/ 21، وابن أبي شيبة 1/ 276، والدارمي (1243)، والطبراني 7/ (6942)، والدارقطني 2/ 80، وابن عبد البر في "الإنصاف" (23)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 23 عن عفان بن مسلم ( وهو في "أحاديثه" (382) )، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (236) - طبعة الصميعي: من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (236)، وابن المنذر في "الأوسط" (1340) عن موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي، والطبراني 7/ (6942)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 23-24 من طريق هدبة بن خالد، وابن المنذر في "الأوسط" (1340) من طريق أبي داود الطيالسي، وأبي عمر، والبيهقي في "المعرفة" (3829) من طريق شيبان بن فروخ، ثمانيتهم عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن سمرة بن جندب:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسكت سكتتين إذا دخل في الصلاة، وإذا فرغ من القراءة. فأنكر ذلك عمران بن حصين، فكتبوا إلى أبي بن كعب يسألونه عن ذلك، فكتب أن صدق سمرة".
وأخرجه أحمد 5/ 15 عن يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة به، ولفظه "له سكتتان، سكتة حين يفتتح الصلاة، وسكتة إذا فرغ من السورة الثانية، قبل أن يركع".

د - أخرجه أبو داود (778)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 42 حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه  كان يسكت سكتتين: إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 196 - بعد أن ذكر رواية
أشعث –:
"يحتمل أن يكون هذا التفسير وقع من رواية عن الحسن، فلذلك اختلفوا ويدل عليه ... ثم روى بإسناده إلى مكي بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له سكتتان. فقال عمران بن حصين: ما أحفظهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتبوا فيه إلى أبي بن كعب، فكتب أبي أن سمرة قد حفظ. قلنا لقتادة ما السكتتان؟ قال: سكتة حين يكبر، والأخرى حين يفرغ من القراءة عند الركوع، ثم قال: الأخرى، يعني المرة الأخرى، سكتة حين يكبر وسكتة إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}".
وأخرجه أبو داود (780) - ومن طريقه البيهقي 2/ 196 -، والترمذي وحسنه (251)، وابن ماجه (844)، وابن حبان (1807) من طريق عبد الأعلى، وابن عساكر في "معجم شيوخه" (1023) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن سعيد به بلفظ رواية مكي بن إبراهيم، وأكثر الروايات وضوحا واتفاقا أن السكتة الثانية تكون بعد الفراغ من قراءة سورة الفاتحة، كما في رواية قتادة، ومنصور بن زاذان، ويونس بن عبيد، عن الحسن، وأما رواية حميد الطويل عنه فهي مطلقة تقيّدها هذه الروايات، وأما من قيدها بعد الفراغ من القراءة كلِّها فهو تفسير من بعض الرواة، وليس من أصل الرواية، وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 230:
"والسكتة التي بين الفاتحة والسورة ثبت فيها حديث سمرة عند أبي داود وغيره".


يستفاد من الحديث


استحباب السكتة للأئمة بعد فراغهم من قراءة الفاتحة، أو قبل القراءة، قال سعيد بن جبير:
"كانوا من مضى إذا كبر الإمام سكت ساعة لا يقرأ قدر ما يقرؤون أم القرآن" [[1]].
وقال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 198:
"إنما كان يسكتها ليقرأ من خلفه فيهما فلا ينازعوه القراءة إذا قرأ، وإليه ذهب الأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل.
وقال مالك بن أنس وأصحاب الرأي: السكتة مكروهة!".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 42:
"قال أبو داود: كانوا يستحبون أن يسكت عند فراغه من السورة لئلا يصل التكبير بالقراءة. وروى أبو زرعة عن أبي هريرة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبيرة والقراءة).
قال ابن عبد البر: فذهب هؤلاء إلى أن الإمام يسكت سكتات على ما في هذه الآثار، ويتحين المأموم تلك السكتات من إمامه في إمامته فيقرأ فيها بأم القرآن، قال الأوزاعي والشافعي وأبو ثور: حق على الإمام أن يسكت سكتة بعد التكبيرة الأولى، ويسكت بعد قراءته لفاتحة الكتاب ليقرأ من خلفه بفاتحة الكتاب...".

 كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
18 من ذي القعدة 1439 هجري

٭ ٭ ٭



[1] - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2789) و (2794) عن معمر، وابن جريج، قالا: أخبرنا ابن خثيم، عن سعيد بن جبير به.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (164)، ومنه نقله البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (ص 104) حدثنا صدقة، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، قال: 
"قلت لسعيد بن جبير: أقرأ خلف الإمام؟ قال: نعم، وإن سمعت قراءته إنهم قد أحدثوا ما لم يكونوا يصنعونه إن السلف كان إذا أم أحدهم الناس كبر ثم أنصت حتى يظن أن من خلفه قد قرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ وأنصتوا".
وقال البيهقي:
"وبمعناه رواه ابن خزيمة في كتابه عن جعفر بن محمد التغلبي، عن يحيى بن سليم، عن ابن خثيم".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 26:
"هذا موقوف صحيح، فقد أدرك سعيد بن جبير جماعة من علماء الصحابة، ومن كبار التابعين".



الجمعة، 27 يوليو 2018

جهر الإمام والمأمومين بالتأمين



(145)  عن نعيم المجمر، قال: "صليت وراء أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ {غير المغضوب ولا الضالين} فقال: آمين، فقال الناس: آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس في الاثنتين قال: الله أكبر، إذا سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم".

صحيح - أخرجه النسائي (905)، وابن خزيمة (499) - وعنه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (38) - والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 199، وابن المنذر في "الأوسط" (1353)، وابن الجارود في "المنتقى" (184)، وابن حبان (1801)، والدارقطني 2/ 72-73، والحاكم 1/ 232، والبيهقي 2/ 46 و 58، وفي "السنن الصغير" (391)، وفي "المعرفة" (3073)، وابن عبد البر في "الإنصاف" (32) و (33) من طرق عن الليث بن سعد، وابن خزيمة (688)، وابن حبان (1797)، والدارقطني 2/ 73-74، والبيهقي في "المعرفة" (3076) من طريق حيوة، كلاهما عن خالد بن يزيد المصري، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، قال: فذكره.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وضعّفه الشيخ الألباني بزعم أن سعيد بن أبي هلال كان قد اختلط!
وسعيد بن أبي هلال: ثقة ثبت، احتجّ به الجماعة، ووثقه ابن سعد، وأبو حاتم، والعجلي، وابن خزيمة، والدارقطني، وابن حبان، وآخرون كما نقله الحافظ في "هدي الساري" (ص 406).
وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" (ص 301):
"وكان أحد المتقنين وأهل الفضل في الدين".
وقال الساجي:
"صدوق كان أحمد يقول: ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث".
وكلام الإمام أحمد لا يلزم منه الرد المطلق لحديث سعيد بن أبي هلال، وهو محمول على ما ثبت فيه تخليطه بمخالفة الثقات.
وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" 2/ 162:
"ثقة معروف حديثه في الكتب الستة...قال ابن حزم وحده: ليس بالقوي!!".
وقال الحافظ في "التقريب" (2410):
"صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط".
وردّ تضعيف ابن حزم في "هدي الساري" (ص 406)، فقال:
"ولم يصب في ذلك - والله أعلم - احتج به الجماعة".
وقال الشيخ حماد الأنصاري بعد أن نقل كلام الساجي وابن حزم:
"وقد تبع ابن حزم في تضعيفه الألباني ولم يصب في ذلك".
قلت: وعلى فرض قبول أنه اختلط فإنها مدفوعة في هذا الحديث لأنه من رواية الليث بن سعد، وكان يستوثق في روايته عنه، فقد قال أبو داود في "سؤالاته للإمام أحمد" (254):
"وكان الليث بن سعد سمع منه، ثم شك في بعضه، فجعل بينه وبين سعيد خالدا".
ولما خرج ابن خزيمة حديثه هذا، قال:
"هذا إسناد ثابت لا ارتياب في صحته".
وقال الدارقطني:
"هذا صحيح، ورواته كلهم ثقات".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي، وهو كما قالا.
وقال ابن عبد البر في "الإنصاف":
"وهذا حديث محفوظ من حديث الليث، عن خالد بن يزيد الإسكندراني، عن سعيد بن أبي هلال، وهما جميعا من ثقات المصريين".
وقال البيهقي في "الخلافيات":
"رواته كلهم ثقات مجمع على عدالتهم محتج بهم في الصحيح".
وقال في "معرفة السنن والآثار" (3074):
"وهذا إسناد صحيح".
 وقال الخطيب في "نهج الصواب" - تأليفه - كما في "إكمال تهذيب الكمال" 5/ 365:
"هذا إسناد ثابت صحيح لا يتوجه عليه تعليل لاتصال إسناده وثقة رجاله".
وأخرجه أحمد 2/ 497، ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (606) من طريق رشدين، حدثني عمرو يعني ابن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أن نعيما المجمر، حدثه:
"أنه صلى وراء أبي هريرة فقرأ أم القرآن فلما قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين، ثم كبر لوضع الرأس. ثم قال حين فرغ: والذي نفسي بيده، إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم".
وهذ إسناد ضعيف من أجل رشدين بن سعد.
وأخرج أبو داود (934)، وابن ماجه (853)، وأبو يعلى (6220) من طريق صفوان بن عيسى قال: حدثنا بشر بن رافع، عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة، قال:
"ترك الناس التأمين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، قال: آمين، حتى يسمعها أهل الصف الأول، فيرتج بها المسجد".
وإسناده ضعيف لضعف بشر بن رافع، وجهالة أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة رضي الله عنه.

وله شواهد من حديث وائل بن حجر، وأم الحصين الأحمسية، وابن عمر:

أما حديث وائل بن حجر:
فأخرجه الطبراني 22/ (40) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه:
"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. فقال من خلفه: آمين".
وهذا إسناد ضعيف، فيه علتان:
الأولى: الانقطاع، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه.
والثانية: زكريا بن أبي زائدة: سماعه من أبي إسحاق بأخرة، وروايته عنه في "الصحيحين".
وأخرجه ابن ماجه (855)، وابن أبي شيبة 2/ 425، والطبراني 22/ (34) عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرزاق في "المصنف" (2633) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1367)، والطبراني 22/ (30) - أخبرنا معمر، والطبراني 22/ (36) و (41) من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {ولا الضالين} قال: آمين. حتى يسمعنا".
وزاد الطبراني 22/ (34) "يمد بها صوته".
قال معمر: يؤمن وإن صلى وَحْدًا.
وأخرجه أحمد 4/ 318، والطبراني 222/ (31)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (466)، وابن بشران في "الأمالي" (877)، والبيهقي 2/ 58 من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق به، وفيه "يجهر بآمين".
وأخرجه الطبراني 22/ (32) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق به، وفيه "ورفع بها صوته".
وأخرجه الطبراني 22/ (39) من طريق عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، عن أبي إسحاق به، وفيه "قال: آمين. ليوافق الملائكة المؤمنين".
وأخرجه النسائي (879)، وفي "الكبرى" (955)، والطبراني 22/ (35) من طريق أبي الأحوص، والطبراني 22/ (37)، والدارقطني 2/ 133 من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن أبي إسحاق به، وفيه "يمد بها صوته".
وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 838 حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، وحدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه:
"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: آمين. رفع بها صوته".
وقال الدارقطني:
"هذا إسناد صحيح".
 قلت: إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه كما تقدّم آنفا.
وأخرجه أحمد 4/ 315 حدثنا عبد القدوس، أخبرنا الحجاج، عن عبد الجبار، عن أبيه:
"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: آمين".
وإسناده ضعيف، حجاج هو ابن أرطـأة: مشهور بالتدليس عن الضعفاء وغيرهم، كثير الخطأ، ليس بحجة.
وأخرجه تمام في "الفوائد" (1554) أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان بالمدائن، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن الحسن [[1]] بن عبيد الله النخعي، عن عبد الجبار ابن وائل، عن أبيه، عن جده، قال:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فكبر حين افتتح الصلاة، ثم قرأ بفاتحة الكتاب، فلما بلغ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين، رفع بها صوته".
وإسناده تالف، محمد بن الفضل بن عطية: كذبوه.
ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني: متروك.
وفي إسناده نكارة بيّنة فإن جد عبد الجبار مات في الجاهلية.

وله طرق عن وائل:

1 - أخرجه الترمذي (248)، وفي "العلل الكبير" (98) من طريق يحيى ابن سعيد، والترمذي (248)، وفي "العلل الكبير" (98)، والدارقطني 2/ 128 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد 4/ 316، وابن أبي شيبة 2/ 425 و 10/ 525 و 14/ 244، وابن المنذر في "الأوسط" (1369)، والدارقطني 2/ 127 عن وكيع، والدراقطني 2/ 127 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي 2/ 57 من طريق عبيد الله الأشجعي، خمستهم عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال:
"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقال: آمين. ومد بها صوته".
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وأخرجه الدارقطني 2/ 128 من طريق الفريابي، والبيهقي 2/ 57، وفي "السنن الصغير" (400)، وفي "المعرفة" (3160) من طريق أبي داود الحفري، والبيهقي 2/ 57 من طريق خلاد بن يحيى، والطبراني 22/ (111) من طريق قبيصة بن عقبة، أربعتهم عن الثوري به، وفيه "يرفع صوته بآمين".
وأخرجه أبو داود (932) عن محمد بن كثير، أخبرنا سفيان به، وفيه (حجر أبو العنبس)، و "رفع بها صوته".
وأخرجه الطبراني 22/ (111) من طريق محمد بن كثير، وفيه (حجر بن العنبس) لكنه ساق إسناده مع رواية قبيصة بن عقبة فلم يميّز بينهما.
وأخرجه الدارمي (1247) عن محمد بن كثير، وفيه (حجر بن العنبس)، وأشار محققه إلى أنه في بعض النسخ الخطية (حجر أبو العنبس).
وخالف الثوري شعبةُ:
فأخرجه الطيالسي (1117)، ومن طريقه البيهقي 2/ 57 حدثنا شعبة، قال: أخبرني سلمة بن كهيل، قال: سمعت حجرا أبا العنبس، قال: سمعت علقمة بن وائل، يحدث عن وائل، وقد سمعته من وائل:
"أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. خفض بها صوته ووضع يده اليمنى على يده اليسرى وسلم عن يمينه وعن يساره".
 وأخرجه أحمد 4/ 316 عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة به، وفيه (علقمة يحدث، عن وائل، أو سمعه حجر، من وائل).
وأخرجه الطبراني 22/ (112) من طريق وكيع، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 837، والدارقطني 2/ 128 من طريق يزيد بن زريع، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 837، والحاكم 2/ 232 عن سليمان بن حرب، وأبي الوليد، والطبراني 22/ (3) من طريق عفان [[2]]، خمستهم عن شعبة به، وليس فيه (وقد سمعته من وائل).
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين" وأقره الذهبي!
وليس الأمر كذلك فإنهما لم يخرجا للحجر بن عنبس شيئا، إنما روى له البخاري في "جزء القراءة"، وهو صدوق، وعلقمة لم يرو له البخاري شيئا، إنما روى له في "جزء رفع اليدين"، وهو صدوق أيضا.
وأخرجه حفص الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" (11) حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة به، ليس فيه حجر بن العنبس!
وأخرجه الطبراني 22/ (110)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6482) من طريق حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حجر أبا العنبس يحدث، عن وائل به، ليس فيه علقمة!
وحجاج بن نصير: ضعيف.
وقال الدارقطني:
"كذا قال شعبة: وأخفى بها صوته، ويقال: إنه وهم فيه لأن سفيان الثوري، ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما، رووه عن سلمة، فقالوا: ورفع صوته بآمين وهو الصواب".
وقال الترمذي في "سننه" 2/ 28، وفي "العلل الكبير" (98):
"سمعت محمدا - يعني البخاري - يقول: حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن، وزاد فيه، عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو حجر بن عنبس، عن وائل ابن حجر وقال: (وخفض بها صوته، وإنما هو: ومد بها صوته)، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: حديث سفيان في هذا أصح".
وقال البيهقي:
"أما خطؤه في متنه فبين، وأما قوله حجر أبو العنبس فكذلك ذكره
محمد بن كثير عن الثوري، وأما قوله عن علقمة فقد بين في روايته أن حجرا سمعه من علقمة، وقد سمعه أيضا من وائل نفسه، وقد رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية الثوري [[3]]".
وتابع الثوري: العلاء بن صالح الأسدي عند أبي داود (933) [[4]]، والترمذي (249)، ويحيى بن سلمة بن كهيل عند الدولابي في "الكنى" (1090)، وقد ذكر الحفاظ أن محمد بن سلمة بن كهيل يرويه عن سلمة، وتفرّد يحيى بن سلمة بن كهيل بزيادة منكرة في متنه، ففيه "ما أراه إلا يعلمنا" ويحيى بن سلمة بن كهيل: متروك كما في "التقريب".

2 - أخرجه أحمد 4/ 318، والبيهقي 2/ 58 من طريق الأسود بن عامر، والطبراني 22/ (11) من طريق محمد بن الحسن الأسدي،كلاهما عن شريك، عن أبي إسحاق، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال:
"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين".
وإسناده ضعيف، من أجل شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي.

3 - أخرجه أحمد 4/ 318، والطبراني 22/ (102) من طريق شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر:
"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة: آمين" واللفظ لأحمد، وعند الطبراني "جهر بآمين".
وإسناده ضعيف، من أجل شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي.

4 - أخرجه البزار (4488)، والطبراني 22/ (118) من طريق محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي، حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر مطولا، وفيه "ثم جهر بآمين عند فراغه من قراءة الحمد حتى سمع من خلفه".
وإسناده ضعيف جدا، فيه أربع علل:
الأولى: محمد بن حجر: قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 69:
"فيه نظر".
وقال أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (578) و (1030):
"ليس بالقوي عندهم".
وذكره العقيلي في "الضعفاء" 4/ 59.
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 273:
"روى عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه نسخة منكرة، فيها أشياء ليس لها أصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث وائل بن حجر، لا يجوز الاحتجاج به".
والثانية: سعيد بن عبد الجبار: ضعيف أيضا.
والثالثة: عبد الجبار بن وائل: قيل: لم يسمع من أمه.
والرابعة: قال ابن التركماني في تعليقه على "سنن البيهقي" 2/ 30:
"أم عبد الجبار هي أم يحيى لم أعرف حالها ولا اسمها".

وأما حديث أم الحصين الأحمسية:
فأخرجه حفص الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" (7)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5409)، والطبراني 25/ (383)، والدارقطني في "الثاني من الأفراد" - مخطوط، وهو في "الأطراف" (5829)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7910) عن هدبة بن خالد، حدثنا هارون بن موسى، حدثنا إسماعيل المكي، عن أبي إسحاق، عن ابن أم الحصين (وعند حفص الدوري "ابن أبي حصين"، وعند الطحاوي "عن ابن أبي حصين، أو أم حصين")، عن جدته:
"أنها صلت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ: {مالك يوم الدين} حتى بلغ: {ولا الضالين} فقال: آمين".
وزاد الطبراني "حتى سمعته وأنا في صف النساء، وكان يكبر إذا سجد، وإذا رفع".
وأخرجه إسحاق بن راهويه (2396) عن النضر بن شميل، عن هارون الأعور، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن ابن أم الحصين، عن أمه به.
وإسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي: ضعفوه وتركه النسائي، وظن الطحاوي أنه إسماعيل بن مسلم العبدي، وليس كذلك لأن العبدي ليس له رواية عن أبي إسحاق، وكذا هارون بن موسى النحوي الأعور لا يروي عن العبدي، إنما يروي عن المكي، وقد جاء التصريح بأنه المكي عند حفص الدوري.
وأخرجه أبو يعلى في "المعجم" (313) حدثنا هدبة، قال: حدثنا هارون بن موسى النحوي، عن ثابت، عن ابن ابن أم الحصين، عن جدته:
"أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {مالك يوم الدين}، فقرأ حتى بلغ: {ولا الضالين} قال: آمين".
وهذا إسناد ظاهره الصحة، ابن ابن أم الحصين هو يحيى بن الحصين، وجدته هي أم الحصين الأحمسية، وثابت هو ابن أسلم البناني.

وأما حديث عبد الله بن عمر:
فأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (341)، والدارقطني 2/ 133 عن
 محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا الحارث بن منصور أبو منصور، حدثنا بحر السقاء، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال: {ولا الضالين}، قال: آمين. ورفع بها صوته".
وقال الدارقطني:
"بحر السقاء: ضعيف".



ما جاء من آثار في الباب:


أخرج البيهقي 2/ 59، وفي "المعرفة" (3180)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 318 من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء، قال:
" كنت أسمع الأئمة ابن الزبير ومن بعده، يقولون: آمين، ومن خلفهم: آمين حتى إن للمسجد لَلَجَّةً".
وهذا أثر صحيح، وإسناده ضعيف، مسلم بن خالد هو الزنجي: صدوق كثير الأوهام كما في "التقريب"، ولم يتفرّد به، قال الحافظ:
"رواه إسحاق بن راهويه في (مسنده) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج نحوه".
وأخرجه عبد الرزاق (2643) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: آمين؟ قال: لا أدعها أبدا، قال: إثر أم القرآن في المكتوبة والتطوع؟ قال: ولقد كنت أسمع الأئمة يقولون على إثر أم القرآن آمين، هم أنفسهم ومن وراءهم حتى أن للمسجد للجة".
وأخرجه عبد الرزاق (2640)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1370) عن ابن جريج، عن عطاء:
"قال: قلت له: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أم القرآن؟ قال: نعم، ويؤمن من وراءه حتى أن للمسجد للجة، ثم قال: إنما آمين دعاء، وكان أبو هريرة يدخل المسجد وقد قام الإمام قبله، فيقول: لا تسبقني بآمين".
وعلّقه البخاري في "صحيحه" مجزوما به تحت باب (جهر الإِمام بالتأمين) 1/ 156.
وبنحوه أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1853) حدثنا محمد بن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء به.
وأخرجه حرب الكرماني في "المسائل" (866) عن وكيع، عن فطر بن خليفة، عن عكرمة، قال: وقال عطاء:
"صلى بنا ابن الزبير في المسجد الحرام، فإذا قال: {ولا الضالين} سمعت لأهل المسجد ضجة بـ آمين".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 426 حدثنا وكيع، قال: حدثنا الربيع، عن عطاء، قال:
"لقد كان لنا دوي في مسجدنا هذا بآمين إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 464، وحرب الكرماني في "المسائل" (865)، وابن حبان 6/ 265، والبيهقي 2/ 59 من طريق
علي بن الحسن، قال: حدثنا أبو حمزة السكري، عن مطرف، عن خالد بن أبي نوف (وعند البخاري "خالد بن أبي ثور" وعند البيهقي "خالد بن أبي أيوب") عن عطاء بن أبي رباح، قال:
"أدركت مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد - يعني المسجد الحرام - إذا قال الإمام {ولا الضالين} رفعوا أصواتهم بآمين".
وزاد حرب "قال إسحاق - يعني بن راهويه -: وكذلك قال عكرمة: أدركت الناس في هذا المسجد ولهم ضجة بـ: آمين".
وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات سوى خالد بن أبي نوف: روى عنه
مطرف بن طريف، ومروان بن معاوية، ويونس بن أبي إسحاق، وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"  3/ 356-355، وسكت عنه، ووثقه ابن حبان 6/ 264-265، وذكره أيضا في "مشاهير علماء الأمصار" ص 313)، وقال:
"خالد بن أبي نوف من أهل سجستان دخل خراسان وأقام بها مدة فكتب عنه أهلها وأهل العراق معا".
ويقال: إنه خالد بن كثير الهمداني، فقد جمع بينهما الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 169، وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/ 113:
"وقد تبع البخاري في كونهما واحدا عبد الغني بن سعيد في (إيضاح الاشكال)...".
وقال البيهقي:
"وروينا، عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يرفع بها صوته إماما كان أو مأموما".
أخرجه ابن خزيمة (572) من طريق أبي سعيد الجعفي، حدثني ابن وهب، أخبرني أسامة، وهو ابن زيد، عن نافع، عن ابن عمر:
" كان إذا كان مع الإمام يقرأ بأم القرآن فأمن الناس أمن ابن عمر، ورأى تلك السنة".
وإسناده ضعيف، أبو سعيد الجعفي يحيى بن سليمان: صدوق يخطىء كما في "التقريب".
 وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2641)، وحرب الكرماني في "المسائل" (877) عن ابن جريج قال: أخبرنا [[5]] نافع:
"أن ابن عمر كان إذا ختم أم القرآن قال: آمين، لا يدع أن يؤمن إذا ختمها، ويحضهم على قولها قال: وسمعت منه في ذلك خبرًا".
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وعلّقه البخاري مجزوما به في "صحيحه" باب: (جهر الإِمام بالتأمين) 1/ 156.
وأخرج عبد الرزاق (2634) عن داود بن قيس، عن منصور بن ميسرة، قال:
"صليت مع أبي هريرة، فكان إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين، حتى يسمعنا فيؤمن من خلفه قال: وكان يكبر بنا هذا التكبير إذا ركع، وإذا سجد".
لم أجد منصور بن ميسرة.
وأخرج ابن أبي شيبة 2/ 425 حدثنا وكيع، قال: حدثنا فطر، قال: سمعت عكرمة، يقول:
"أدركت الناس ولهم رجة في مساجدهم بـ آمين إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

يستفاد من الحديث


أولًا: أنه صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالتأمين، وأن الصحابة والتابعين كانوا يجهرون بالتأمين خلف أبي هريرة رضي الله عنه.

ثانيًا: مشروعية الجهر بالتأمين للإمام والمأمومين، قال أبو العلا المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 2/ 61-68:
"قد ثبت جهر الصحابة والتابعين بالتأمين خلف أبي هريرة كما تقدم، ولم يثبت عن أحد من الصحابة الإسرار بالتأمين بالسند الصحيح، ولم يثبت عن أحد منهم الإنكار على من جهر بالتأمين، فقد ثبت إجماع الصحابة رضي الله عنهم على الجهر بالتأمين على طريق الحنفية، فإنهم قالوا إن ابن الزبير أفتى في زنجي وقع في بئر زمزم بنزح مائها، وذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد فكان إجماعا، فكذلك يقال إن ابن الزبير أمن بالجهر في المسجد بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد، بل وافقوه وجهروا معه بآمين حتى كان للمسجد للجة فكان إجماع الصحابة على الجهر بالتأمين (وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق) قال الحافظ ابن القيم: سئل الشافعي عن الإمام هل يرفع صوته بآمين؟ قال: نعم ويرفع بها من خلفه أصواتهم إلى أن قال: ولم يزل أهل العلم عليه انتهى.
وهذا القول أعني الجهر بالتأمين للإمام ولمن خلفه هو الراجح القوي يدل عليه أحاديث الباب...
وقال: قال بعضهم إن الجهر كان أحيانا للتعليم كما جهر عمر بن الخطاب بالثناء على الافتتاح كذلك كان الجهر بالتأمين تعليما.
قلت: القول بأن جهره صلى الله عليه وسلم بالتأمين كان للتعليم سخيف جدا، فإنه ادعاء محض لا دليل عليه، ويدل على سخافته أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجهرون خلف الإمام حتى كان للمسجد رجة، فلو كان جهره صلى الله عليه وسلم بالتأمين للتعليم لم يجهروا بالتأمين خلف إمامهم، وأيضا لو كان جهره به للتعليم
كان أحيانا لا على الدوام وقد روى أبو داود وغيره بلفظ (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {ولا الضالين} قال: آمين ورفع بها صوته) فهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يداوم على الجهر.
فإن قلت: أخرج الدولابي في كتاب الأسماء والكنى حدثنا الحسن بن
علي بن عفان، قال: حدثنا الحسن بن عطية، قال: أنبأنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي سكن حجر بن عنبس الثقفي، قال: سمعت
وائل بن حجر الحضرمي، يقول: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه وقرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقال: آمين يمد بها صوته. ما أراد إلا يعلمنا) فقوله ما أراد إلا يعلمنا في هذه الرواية يدل على أن جهره صلى الله عليه وسلم بالتأمين كان للتعليم.
قلت: قد تفرد بزيادة قوله ما أراد إلا يعلمنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه، وهو متروك قال الحافظ في التقريب في ترجمته متروك وكان شيعيا انتهى.
وقد روي حديث وائل بن حجر هذا من طرق كثيرة وليس في واحد منها هذه الزيادة، فهذه الزيادة منكرة مردودة فالاستدلال بهذه الزيادة المنكرة على أن الجهر بالتأمين كان أحيانا للتعليم باطل جدا".

ثالثًا: مشروعية الجهر بالبسملة أحيانا.

رابعًا: حرص أبي هريرة رضي الله عنه على تعليم، وتبليغ الناس هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

خامسًا: التعليم بالأفعال والأقوال.

كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
14 - ذو القعدة - 1439 هجري

٭ ٭ ٭




[1] - سقط من مطبوعه (الحسن) واستدركته من "الروض البسام" 1/ 342.

[2] - جاء في رواية الطبراني 22/ (3) حدثنا أحمد بن محمد السيوطي (كذا)، حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه به.
وشيخ الطبراني (أحمد بن محمد السَّوطِيّ) ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 305، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

[3] - رواية أبي الوليد الطيالسي: أخرجها البيهقي 2/ 58 من طريق إبراهيم بن مرزوق البصري، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال سمعت حجرا أبا عنبس: يحدث عن وائل الحضرمي:
"أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال {ولا الضالين} قال: آمين. رافعا بها صوته".
إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي: ثقة عمي قبل موته فكان يخطىء ولا يرجع كما في "التقريب"، وخالفه أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري، وإسماعيل بن إسحاق القاضي،
وإبراهيم الحربي:
فأخرجه الطبراني 22/ (109) حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا عنبس، يحدث، عن وائل الحضرمي:
"أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: {ولا الضالين} قال: آمين. فأخفى بها صوته، ووضع يده اليمنى على يده اليسرى، وسلم عن يمينه وعن يساره".
ومعاذ بن المثنى: ثقة متقن.
وأخرجه الحاكم 2/ 232 من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا سليمان بن حرب، وأبو الوليد، كلاهما عن شعبة، وفيه "يخفض بها صوته".
وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 837 حدثنا أبو الوليد, وسليمان بن حرب, عن شعبة، عن سلمة، عن حجر بن عنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه:
 "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قال: {ولا الضالين}، قال آمين يخفي بها صوته".
[4] -  وجاء عنده (علي بن صالح) قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 513: "وهو وهم".

[5] - في مطبوع "مصنف عبد الرزاق" طبعة المكتب الإسلامي (أُخبرت) فوضع المحقق بجانبها رقما إلى الحاشية فقال: "سقطت من هنا ((عن))".
قلت: وهذا إن دل فيدل على فضله وأمانته ومهارته في هذا العلم، لأنه لم يضف شيئا من عند نفسه على النص، وأما محققو دار التأصيل فقد أضافوا من عندهم (عن) زعموا أنهم استدركوها من الحديث رقم (3275)!!
والراجح أنه لم يسقط من الإسناد شيء، والصواب ما أثبتُه فقد ساق إسناد عبد الرزاق: الحافظ في "الفتح" 2/ 263، بلفظ (أخبرنا)، وهو أقرب إلى السياق، وأخرجه حرب الكرماني في "المسائل" (247)، وفيه (أخبرني نافع)، والله أعلم.



حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام