words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

السبت، 13 أكتوبر 2018

الذكر في السجود




(166) "ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى".

لقد تقدّم تخريجه من حديث حذيفة برقم (156).
وله شواهد من حديث ابن عباس، وعقبة بن عامر، وابن مسعود، وجبير بن مطعم، وأبي بكرة، وقد تقدّم تخريجها ضمن شواهد الحديث رقم (160).

وفي الباب عن عوف بن مالك، وعائشة، وعلي بن أبي طالب، وأبي هريرة:

أما حديث عوف بن مالك:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (156)، وفيه: "يقول في سجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة".

وأما عائشة رضي الله عنها فقد جاء عنها خمسة أحاديث في هذا الباب:

الحديث الأول:
أخرجه النسائي (1125)، وأحمد 6/ 147، والحاكم 1/ 221 من طريق شعبة، والنسائي (1124)، وفي "الكبرى" (714)، وإسحاق بن راهويه (1601)، والمروزي في "قيام الليل" (ص 79) - مختصره عن جرير، كلاهما عن منصور، عن هلال بن يساف، عن عائشة، أنها قالت:
"فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضجعه فجعلت ألتمسه، وظننت أنه أتى بعض جواريه، فوقعت يدي عليه وهو ساجد يقول: اللهم اغفر لي ما أسررت
وما أعلنت".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: إسناده صحيح وليس على شرطهما، إنما روى البخاري لهلال متابعة، ولم يرو مسلم من حديثه عن عائشة.
وله طريق أخرى عن عائشة:
أخرجه الطيالسي (1508) عن شعبة، وجرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي ذات ليلة، ففقدته، وظننت أنه أتى بعض جواريه، فالتمسته في ظلمة الليل - قال جرير: ولم يقله شعبة - قالت:
 فانتهيت إليه وهو ساجد فوضعت يدي عليه فسمعته يقول: اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت".
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 222 حدثنا عبيدة بن حميد، عن منصور، عن إبراهيم، عن عائشة به.
وهذا منقطع.

الحديث الثاني:
أخرجه مسلم (486)، والنسائي (169)، وفي "الكبرى" (158)، وابن ماجه (3841)، وأحمد 6/ 201، وابن أبي شيبة 10/ 191، وابن خزيمة (655) و (671)، وأبو يعلى (4565)، وابن المنذر في "الأوسط" (1479)، وأبو عوانة (1821) و (1888)، وابن حبان (1932)، والدارقطني 1/ 260، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 215-216)، والبيهقي 1/ 127، وفي "الدعوات الكبير" (219)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 349 عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وأبو داود (879)، والنسائي (1100)، وفي "الكبرى" (691) و (7701)، وابن راهويه (544)، والمروزي في "قيام الليل" (ص 79) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، قالت:
"فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: إني أعوذ بك برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
وقال الدارقطني:
"وخالفهم وهيب، ومعتمر، وابن نمير، فرووه عن عبيد الله، وقالوا: عن الأعرج، عن عائشة، ولم يذكروا أبا هريرة".
أخرجه أحمد 6/ 58 حدثنا ابن نمير، حدثنا عبيد الله بإسناده ليس فيه أبو هريرة!
وله طرق عن عائشة:
أ - أخرجه الترمذي (3493)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 234، والبغوي في "شرح السنة" (1366) من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 214)، والترمذي (3493) من طريق الليث، والنسائي (1130)، وفي "الكبرى" (719)، وإسحاق بن راهويه (545) و (1156) عن جرير، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أن عائشة أم المؤمنين، قالت:
"كنت نائمة إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففقدته من الليل، فلمسته بيدي، فوضعت يدي على قدميه، وهو ساجد، يقول: أعوذ برضاك من سخطك،
 وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال أبو حاتم: لم يسمع من عائشة.
وأخرجه عبد الرزاق (2883) عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن
محمد بن إبراهيم التيمي، قال:
"فقدت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فذهبت بيدها فوقعت على أخمص قدمه وهو ساجد...الحديث".
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 234، والدارقطني 1/ 261 من طريق الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة به.
وقال الدارقطني:
"الفرج بن فضالة ضعيف، خالفه يزيد بن هارون، ووهيب وغيرهما، رووه عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عائشة مرسلا".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3627)، وفي "الصغير" (476) من طريقه، ولفظه "فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من فراشه، وظننت أنه قام إلى جاريته مارية فقمت ألتمس الجدار، فوجدته قائما يصلي، فأدخلت يدي في شعره لأنظر اغتسل أم لا؟ فلما انصرف قال: أخذك شيطانك يا عائشة؟ قلت: ولي شيطان يا رسول الله؟ قال: نعم. قلت: ولجميع بني آدم؟ قال: نعم. قلت: ولك؟ قال: نعم، ولكن الله أعانني عليه فأسلم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، إلا فرج بن فضالة".
ب - أخرجه ابن خزيمة (654)، وعنه ابن حبان (1933)، والطحاوي 1/ 234، وفي "شرح مشكل الآثار" (111)، وابن المنذر في "الأوسط" (1447)، والطبراني في "الأوسط" (197)، والحاكم 1/ 228، والبيهقي 2/ 116، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 348-349 من طريق
 سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني عمارة بن غزية قال: سمعت أبا النضر، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:
وفيه زيادة، ولفظها "يا عائشة، أخذك شيطانك؟ فقالت: أما لك شيطان؟ قال: ما من آدمي إلا له شيطان. فقلت: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا، ولكني دعوت
 الله عليه فأسلم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي النضر سالم إلا عمارة بن غزية تفرد به يحيى بن أيوب".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" وأقره الذهبي.
قلت: ليس على شرطهما، فلم يحتج البخاري بعمارة إنما روى له معلقا، ولم يرويا لعمارة بن غزية عن أبي النضر - وهو سالم بن أبي أمية القرشي - ولا لأبي النضر عن عروة.
وهو بهذه الزيادة فقط عند مسلم (2815)، وأحمد 6/ 115، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 102 من طريق ابن قسيط، عن عروة به.
جـ - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3677) من طريق جنادة بن سلم، عن عبيد الله بن عمر، عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير، عن عائشة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برحمتك من عذابك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
وجنادة بن سلم ضعيف، قال أبو حاتم: عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر.
وأخرجه أبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (96) من طريقه حدثنا عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، عن علي بن الحسين، عن عائشة به، وزاد "وأعوذ برحمتك من عذابك".
د - أخرجه عبد الرزاق (2881) عن معمر، عن عمران:
"أن عائشة قامت ذات ليلة تلتمس النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل، قال: فوقعت يدها على بطن قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد وهو يقول:
سبحان ربي ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، أعوذ بالله، برضاك من سخطك، وأعوذ بمغفرتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
عمران إن كان ابن حطان فقد قال العقيلي: يحدث عن عائشة ولم يتبين سماعه منها. وجزم ابن عبد البر بأنه لم يسمع منها، ورده الحافظ في "تهذيب التهذيب" 8/ 128-129،
بقوله: "وقع عند البخاري التصريح بسماعه منها، وقد وقع التصريح بسماعه منها في (المعجم الصغير) للطبراني بإسناد صحيح، وكذا روى الرياشي عن أبي الوليد الطيالسي عن أبي عمرو بن العلاء، عن صالح بن سرح اليشكري، عن عمران بن حطان، قال: كنت عند عائشة".
ومهما يكن فإن روايته هنا صورتها صورة المرسل.
ه - أخرجه النسائي (5534)، وفي "الكبرى" (7920)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2407) من طريق العلاء بن هلال، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن عمرو بن مرة، عن القاسم بن عبد الرحمن - وهو ابن عبد الله بن مسعود -، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة، قالت:
"طلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في فراشي فلم أصبه فضربت بيدي على رأس الفراش فوقعت يدي على أخمص قدميه، فإذا هو ساجد يقول: أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك".
وإسناده ضعيف، العلاء بن هلال: فيه لين.

الحديث الثالث:
تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (160)، وفيه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي. يتأول القرآن".

الحديث الرابع:
تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (160)، وفيه: "فتحسسته فإذا هو راكع أو ساجد، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت".

الحديث الخامس:
تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (160)، وفيه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ".

وأما حديث علي بن أبي طالب:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (125) و (127)، وفيه: "فإذا سجد قال في سجوده: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين".

وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه مسلم (483)، وأبو داود (878)، وابن خزيمة (672) - وعنه ابن حبان (1931) -، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 234، وأبو عوانة (1880)، والحاكم 1/ 263، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 330، والبيهقي 2/ 110، وفي "الدعوات الكبير" (94) من طريق ابن وهب، أخبرني
يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ".
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
الحديث في صحيح مسلم، وليس على شرط البخاري فقد روى لعمارة تعليقا، ولم يرو شيئا من حديث ابن وهب، عن يحيى بن أيوب.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (607) حدثنا أحمد بن رشدين المصري، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن عمارة بن غزية به.
وإسناده ضعيف جدا، شيخ الطبراني: اتهمه أحمد بن صالح بالكذب، في قصة حكاها ابن عدي في "الكامل" 1/ 326.

وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه مسلم (763-187)، وأحمد 1/ 284، والطيالسي (2829)، وأبو عوانة (792) و (2274)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1745) و (1746)، وأخرجه مختصرا: ابن ماجه (508)، وابن خزيمة (127)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 286، وابن حبان (1445) من طرق عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس، قال:
"بت في بيت خالتي ميمونة، فرقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي، فقام فبال، ثم غسل وجهه وكفيه، ثم نام، ثم قام، فعمد إلى القربة فأطلق شناقها،
ثم صب في الجفنة، أو القصعة، وأكب يده عليها، ثم توضأ وضوءا حسنا بين الوضوءين، ثم قام يصلي، فجئت فقمت عن يساره، فأخذني، فأقامني عن يمينه، فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة، قال: ثم نام حتى نفخ، وكنا نعرفه إذا نام بنفخه، ثم خرج إلى الصلاة فصلى، وجعل يقول في صلاته أو في سجوده: اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا، واجعلني نورا".
وأخرجه مسلم (763-188)، والنسائي (1121)، وفي "الكبرى" (712)، وابن أبي شيبة 10/ 221، وأبو عوانة (2275)، والطبراني 11/ (12188)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1747) من طريق سعيد بن مسروق، عن سلمة بن كهيل، عن أبي رشدين وهو كريب به، وفيه "كان يقول في سجوده" بدون شك، وقال في آخره: (وأعظم لي نورا) ولم يذكر: (واجعلني نورا).

يستفاد من الأحاديث


أولًا: أنه يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى.

ثانيًا: أنه يقول في سجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.

ثالثًا: أنه يقول في سجوده: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت.

رابعًا: أنه يقول في سجوده: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ.

خامسًا: أنه يقول في سجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة.

سادسًا: أنه يقول في سجوده: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين.

سابعًا: أنه يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ.

الأذكار التي كان يقولها في سجود صلاة الليل:
1 - اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت.
2 - أعوذ بك برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
3 - اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا، واجعلني نورا.
أو يقول في آخره (وأعظم لي نورا) بدلا عن (واجعلني نورا).

كتبه 
أبو سامي العبدان
حسن التمام
4 - صفر - 1440 هجري


٭ ٭ ٭


الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

السجود وصفته




(165) "ثم يكبر ويسجد حتى يمكن وجهه وقد سمعته يقول: جبهته حتى تطمئن مفاصله، وتسترخي" هذا حديث رفاعة.
وفي حديث أبي هريرة "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا".

إسناده صحيح - وقد تقدّم تخريجه من حديث أبي هريرة، ورفاعة بن رافع برقم (32).
وفي الباب عن أبي حميد الساعدي، وأبي مسعود، ووائل بن حجر، وابن عمر، والبراء، وعبد الرحمن بن أبزى، وابن عباس، والعباس بن عبد المطلب،
وعائشة:

أما حديث أبي حميد الساعدي:
فقد تقدّم تخريجه أيضا تحت الحديث رقم (125)، وفيه: "فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة".

وأما حديث أبي مسعود:
فقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (158)، وفيه: "ثم سجد فجافى حتى استقر كل شيء منه".

وأما حديث وائل بن حجر:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (158)، وفيه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد ضم أصابعه".
وفي رواية عن علقمة بن وائل، عن أبيه "فلما سجد سجد بين كفيه".
وأخرجه أحمد 4/ 316، والبيهقي 2/ 72 و 111 مطولا من طريق عبد الواحد، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، وفيه:
"فلما سجد وضع يديه من وجهه بذلك الموضع".
وأخرجه أحمد 4/ 318، وابن أبي شيبة 1/ 260، والبيهقي 2/ 112 من طريق الثوري، عن عاصم به، ولفظه:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جعل يديه حذاء أذنيه".
وأخرجه الطبراني 22/ (93) من طريق يحيى الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، عن عاصم، ولفظه "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين سجد وضع جبهته بين كفيه".
وفي رواية خالد بن عبد الله، عن عاصم "فلما سجد وضع يديه فسجد بينهما" أخرجه البيهقي 2/ 131.
وفي رواية زائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وبشر بن المفضل، وابن إدريس، وأبي عوانة، عن عاصم: "ثم سجد، فجعل كفيه بحذاء أذنيه"، وفي لفظ:
"فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه" وهو صحيح، وقد استوفيت تخريجه في كتابي "الإنارة في حديث الإشارة" (ص 40).
وأخرجه أحمد 4/ 319 من طريق شعبة، عن عاصم به، وفيه: "وخَوَّى في ركوعه، وخَوَّى في سجوده".
(خوّى) بالتشديد، أي: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
وأخرجه الطبراني 22/ (83) من طريق شعبة به، ولفظه "ولما أن سجد جافى عضديه عن إبطيه".

وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه ابن حبان (1887)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 294 من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، حدثني عبيدة بن الأسود، عن
 القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر مطولا، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصاري:
 "وإذا سجدت، فمكن جبهتك، ولا تنقر نقرا".
وقال البيهقي:
"إسناد حسن".

وأما حديث البراء:
فأخرجه السراج في "مسنده" (352)، ومن طريقه البيهقي 2/ 113 حدثنا الحسين بن علي الصدائي، حدثني أبي علي بن يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة فتفاج".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد الصدائي: قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وأخرجه أبو داود (896)، والنسائي (1104)، وفي "الكبرى" (695)، وأحمد 4/ 303، وابن أبي شيبة 1/ 258، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2114)، وابن خزيمة (646)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 231، وابن المنذر في "الأوسط" (1442)، والروياني في "مسنده" (280)، والبيهقي 2/ 115 من طريق شريك، عن أبي إسحاق السبيعي، قال:
"وصف لنا البراء بن عازب رضي الله عنه السجود، فوضع يديه واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد".
وزاد أحمد، والطحاوي، والبيهقي "وخوى".
وأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (311)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 455 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخى".
وشريك ضعيف لكن تابعه يونس بن أبي إسحاق:
أخرجه النسائي (1105)، وابن خزيمة (647)، وابن المنذر في "الأوسط" (1443)، وابن المقرئ في "المعجم" (808)، والحاكم 1/ 227، والبيهقي 2/ 115 من طريق النضر بن شميل، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخى".
وقال النضر بن شميل:
"يتمدد في ركوعه وسجوده صلى الله عليه وسلم".
وقيل: جخ الرجل في صلاته إذا مد ضبعيه، وتجافى في الركوع والسجود.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو أحد ما يعد في إفراد النضر بن شميل" وأقره الذهبي.
قلت: إسناده حسن، وليس على شرط واحد منهما فلم يرو البخاري ليونس في الصحيح إنما أخرج حديثه في "القراءة خلف الإمام"، ولم يخرج مسلم للنضر عن يونس،
ولا ليونس عن أبيه، ولم يتفرّد به النضر فقد أخرجه الروياني في "مسنده" (299) من طريق هارون بن عمران الأنصاري، وابن الأعرابي في "المعجم" (464)
من طريق الحسن بن قتيبة الخزاعي، كلاهما عن يونس به.
وأخرجه الترمذي (271)، وأبو يعلى (1657) و (1669)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 257 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، قال:
"قلت للبراء: أين كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع وجهه إذا سجد؟ قال: بين كفيه".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وأخرج مسلم (494) من طريق إياد بن لقيط، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك".

وأما حديث عبد الرحمن بن أبزى:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث (158)، وفيه: "ثم سجد حتى أخذ كل عضو مأخذه".

وأما حديث ابن عباس:
فقد تقدّم تخريجه برقم (158)، وفيه: "وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض حتى تجد حجم الأرض".
وعنه أيضا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم، ولا نكف ثوبا ولا شعرا".
وفي رواية "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف شعرا، ولا ثوبا".
وفي أخرى "أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء، ولا يكف شعرا ولا ثوبا: الجبهة، واليدين، والركبتين، والرجلين".
وقد تقدّم تخريجه برقم (102).

وأما حديث العباس بن عبد المطلب:
فأخرجه مسلم (491)، وأبو داود (891)، والترمذي (272)، والنسائي (1094) و (1099)، وفي "الكبرى" (685) و (690)، وابن ماجه (885)، وأحمد 1/ 206 و 208، والشافعي 1/ 92، والباغندي في "أماليه" (48)، والبزار (1319)، وأبو يعلى (6693)، وابن خزيمة (631)، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 205 - مسند ابن عباس،
والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 256، وابن المنذر في "الأوسط" (1435)، وابن حبان (1921) و (1922)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (304) و (443) وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 36، والبيهقي 2/ 101، وفي "المعرفة (3507) و (3508) من طرق عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه" واللفظ لمسلم.
وفي لفظ "إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 1/ 206 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن العباس به.
وأخرجه أبو يعلى (702) من طريق محمد بن أبي الوزير أبي المطرف، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 255 من طريق إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، وأبي عامر العقدي، ثلاثتهم عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال:
"أمر العبد أن يسجد، على سبعة آراب منه: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه، أيها لم يضع فقد انتقص".
وقال الحافظ في "المطالب العالية" 4/ 161:
"تفرد به عبد الله بن جعفر وهو والد علي بن المديني وهو ضعيف وقد أخطأ في إسناده وإنما رواه عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب!".
وليس كما قال رحمه الله فهذا هو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المخرمي وهو لا بأس به.
وأخرجه عبد بن حميد (156) من طريق الواقدي، عن عبد الله بن جعفر به مرفوعا.
والواقدي: متروك الحديث.

وأما حديث عائشة:
فسيأتي - إن شاء الله تعالى - تخريجه ضمن شواهد الحديث (166)، وفيه "كنت نائمة إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدته من الليل، فلمسته بيدي،
فوضعت يدي على قدميه، وهو ساجد".
وعند ابن خزيمة (654) "فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة".

يستفاد من الأحاديث


أولًا: أنه يمكن جبهته في سجوده حتى تطمئن مفاصله، وتسترخي.

ثانيًا: أنه إذا سجد يضع يديه على الأرض غير مفترش ولا قابضهما، ويضم أصابع كفيه، ويرفع مرفقيه عن الأرض، ويباعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه، ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، ويرص العقبين بعضهما إلى بعض.

ثالثًا: أنه يسجد بين كفيه.

رابعًا: السجود على الجبهة والأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين.


خامسًا: بيان على كم عضو يسجد المصلي.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
2 - صفر - 1440 هجري


٭ ٭ ٭


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام