words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الثلاثاء، 29 مايو 2018

ذكر آخر في الاستواء بعد الرفع من الركوع


(128) عن رفاعة بن رافع، أنه قال: "كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة، وقال: سمع الله لمن حمده. قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من المتكلم آنفا؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبهن أولا".


أخرجه البخاري (799)، وأبو داود (770)، والنسائي (1062)، وفي "الكبرى" (653)، وأحمد 4/ 340، والبزار (3733)، وابن خزيمة (614)، وابن المنذر في "الأوسط" (1418)، وابن حبان (1910)، والطبراني 5/ (4531)، والحاكم 1/ 225، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2712)، والبيهقي 2/ 95، وفي "الدعوات الكبير" (248)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" 2/ 77 من طرق عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 211-212) عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع، أنه قال: فذكره.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح من حديث المدنيين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: هذا وهم منه رحمه الله تعالى، فالحديث عند البخاري.
وأخرجه البزار (3732) من طريق بشر بن عمر، قال: حدثنا رفاعة بن يحيى، عن ابن رفاعة بن رافع، عن أبيه به.
ابن رفاعة بن رافع اسمه معاذ، وقد وافق [[1]] يحيى بن خلاد الزرقي في الرواية التي تقدمت، لكن رواه معاذ أيضا عن رفاعة بن رافع أنه قال:
"صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى..." فذكر نحو حديث مالك.
أخرجه أبو داود (773)، ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة" 2/ 77، والطبراني 5/ (4532)، والبيهقي 2/ 95، وفي "الشعب" (4073) عن سعيد بن عبد الجبار، وأبو داود (773)، ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة" 2/ 77، والترمذي (404)، والنسائي (931)، وفي "الكبرى" (1005)، والطبراني 5/ (4532)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2713) عن قتيبة بن سعيد، كلاهما عن رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 286:
"لا تعارض بينهما - يعني الروايتين - بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله
أو كنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه...".
قلت: هذا جمع جيد، لو كان الراويان في القوة سواء، لكن معاذ بن رفاعة وإن قال فيه الإمام أحمد: لم يكن به بأس، ووثقه ابن حبان 5/ 421، فقد حكى أبو الفتح الأزدي، عن عباس الدوري، عن ابن معين أنه قال فيه: ضعيف.
وقال الأزدي: ولا يحتج بحديثه.
قال المعلمي في "التنكيل" 1/ 252:
"معاذ بن رفاعة الأنصاري ومعان رفاعة السلامي: نقل الناس عن الدوري أنه حكى عن ابن معين أنه قال في الثاني وهو معان (ضعيف)، ونقل أبو الفتح الأزدي عن عباس أنه حكى عن ابن معين أنه قال في الأول وهو معاذ (ضعيف) فكأنه تصحف على الأزدي".
قلت: وليس كما قال العلّامة المعلمي رحمه الله تعالى، فقد نقل الدوري في "التاريخ" (5134) تضعيف ابن معين لمعاذ بن رفاعة.
ونقله عنه أيضا ابن شاهين في "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" (614)، وسئل يحيى بن معين كما "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة - السفر الثالث 2/ 301 عن حديث جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة الزرقي، عن أبيه، وكان أبوه وجده من أهل العقبة، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ فقال يحيى: ليس بشيء باطل. يعني: عن أبيه باطل".



غريب الحديث


(رأيت بضعة وثلاثين) البضع ما بين الثلاث إلى التسع.

يستفاد من الحديث


أولًا: أن الذكر كله من التحميد والتهليل والتكبير جائز في الصلاة وليس بكلام تفسد به الصلاة بل هو محمود ممدوح فاعله.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 199:
"إن الذكر كله والتحميد والتمجيد ليس بكلام تفسد به الصلاة وأنه كله محمود في الصلاة المكتوبة والنافلة مستحب مرغوب فيه وفي حديث معاوية ابن الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التكبير والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن) فأطلق أنواع الذكر في الصلاة فدل على أن الحكم في الذكر غير الحكم في الكلام، وبالله التوفيق".

ثانيًا: أنه لا بأس برفع الصوت وراء الإمام بربنا ولك الحمد لمن أراد الإسماع والإعلام للجماعة الكثيرة.

ثالثًا: فيه دليل على عظم ثواب هذا الذكر، ورفعة درجة صاحبه.

رابعًا: أن لكاتب هذا الذكر من الملائكة أولا قربة عند الله، وإن كان جميعهم يكتبها.


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام 
13 - رمضان - 1439 هجري


 
٭ ٭ ٭



[1] - وأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (383) أخبرنا أبو الحسن بن مغيث، عن أبي عمر بن الحذاء، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد العتكي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس، قال: حدثنا علي بن أحمد بن يحيى بن وزير، قال: حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا رفاعة بن يحيى، قال: سمعت معاذ بن رفاعة بن رافع، يحدث عن أبيه رفاعة:
"أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فعطس رفاعة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى...".
أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد العتكي: ترجمته في "تاريخ الإسلام" 9/ 151.
ولم أجد علي بن أحمد بن يحيى بن وزير.
وعبد الرحمن بن أحمد بن يونس إن كان أبو سعيد المصري الحافظ، صاحب التاريخ فهو ثقة معروف، وإن كان غيره فلم أجده.



الاثنين، 7 مايو 2018

الأذكار الواردة في الاستواء بعد الرفع من الركوع



(127) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعدُ، أهلَ الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد".

أخرجه الدارمي (1313)، وعنه مسلم (477)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (56)، والبيهقي 2/ 94 أخبرنا مروان بن محمد، وأبو داود (847)، والفريابي في "القدر" (181)، وابن المنذر في "الأوسط" (1416) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو داود (847)، وابن خزيمة (613)، وأبو عوانة (1843)، وابن حبان (1905) من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، وأبو داود (847)، وابن خزيمة (613)، وأبو عوانة (1843)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5167)، والطبراني في "الأوسط" (3208)، وفي "مسند الشاميين" (304)، وفي "الدعاء" (559)، والبيهقي 2/ 94 من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو داود (847)، وابن خزيمة (613) من طريق بشر بن بكر، والنسائي (1068)، وفي "الكبرى" (659) من طريق مخلد بن يزيد، وأحمد 3/ 87 عن الحكم بن نافع، وأبو عوانة (1843) من طريق الوليد بن مزيد، ثمانيتهم عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.

وأخرجه أحمد 3/ 87 عن أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج الحمصي، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني عطية بن قيس، عمن حدثه، عن أبي سعيد به.
وفيه "لا نازع لما أعطيت"، والرجل المبهم هو قزعة بن يحيى.

وأخرجه أبو يعلى (1137) حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، عن سعيد ابن عبد العزيز الدمشقي، عن قزعة، عن أبي سعيد.
ليس فيه عطية بن قيس، وسفيان بن وكيع: ضعيف.

وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1338) حدثنا أبو الوليد هشام بن
 عبد الملك بن هشام بن عبد الله بن كثير العادي الدمشقي بها، حدثنا أخطل بن الحكم بن جابر القرشي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد ابن عبد العزيز، عن مكحول، عن عطية بن قيس الكلاعي، عن أبي سعيد.
ليس فيه قزعة، وأُدخل مكحول بين سعيد بن عبد العزيز، وعطية بن قيس!
وإسناده ضعيف شيخ ابن المقرئ: مجهول الحال، ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 73/ 377 وسكت عنه.
وأخطل بن الحكم: روى عنه جماعة، ولم أجد فيه تعديلا، وخالفه الحميدي، ومؤمل بن الفضل الحراني، وعبد الرحمن بن إبراهيم، فرووه عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس الكلابي، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد، وهو المحفوظ عن سعيد بن عبد العزيز.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1397) حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا سويد بن عبد العزيز، حدثنا يزيد ابن أبي مريم، عن قزعة، عن أبي سعيد به.
وإسناده ضعيف من أجل سويد بن عبد العزيز، وهاشم بن مرثد الطبراني.

وله شواهد من حديث ابن عباس، وابن أبي أوفى، وعلي، والبراء بن عازب، وابن مسعود، وأبي جحيفة، وبريدة.


أما حديث ابن عباس:
فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 246-247 - وعنه مسلم (478)، وعبد بن حميد (635)، وابن حبان (1906)، والبيهقي 2/ 94 - وأبو عوانة (1846) من طريق محمد بن عيسى، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 348 من طريق أبي الربيع، ثلاثتهم عن هشيم بن بشير، أخبرنا هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع، قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
وأخرجه مسلم (478) من طريق حفص، وأحمد 1/ 277، والطبراني 11/ (11347)، وفي "الدعاء" (557) من طريق زائدة، والنسائي (1066)، وفي "الكبرى" (657)، وعبد بن حميد (628)، وأبو عوانة (1844)، والبيهقي 2/ 94 عن سعيد بن عامر، وأحمد 1/ 370، وأبو عوانة (1844) عن روح بن عبادة، وأبو يعلى (2538) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، وأبو عوانة (1845)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 239، وفي "شرح مشكل الآثار" (5165) من طريق عثمان بن عمر، ستتهم عن هشام بن حسان بإسناده إلى قوله "وملء ما شئت من شيء بعد" ولم يذكر ما بعده.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8213) من طريق أبي عامر العقدي، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن قيس بن سعد، قال يزيد: أراه عن عطاء، عن ابن عباس.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن إبراهيم إلا أبو عامر العقدي والمشهور: من حديث هشام بن حسان عن قيس".
وله طريق أخرى عن ابن عباس:
أخرجه النسائي (1067)، وفي "الكبرى" (658)، وأحمد 2/ 277، وأبو يعلى (2546)، والمزي في "تهذيب الكمال" 31/ 140 من طريق إبراهيم ابن نافع المكي، وعبد الرزاق في "المصنف" (2908)، وعنه أحمد 1/ 332، والطبراني في "الدعاء" (556) حدثني إبراهيم بن عمر الصنعاني، كلاهما عن وهب بن مانوس العدني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
"أن النبي  صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد السجود بعد الركعة، يقول: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
 وهب بن مانوس: ويقال: ابن مابوس، ويقال: ابن ماهنوس، ويقال: ابن ميناس العدني، ويقال: البصري: وثقه ابن حبان 7/ 557، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 169:
"مجهول الحال".
وأخرجه أحمد 1/ 275 حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة، عن منصور، عن أبي هاشم، عن يحيى بن عباد، أو عن أبي هاشم، عن حجاج - شك منصور - عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
" كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم، إذا قال: سمع الله لمن حمده. قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (558) من طريق معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن منصور، عن أبي هاشم، عن يحيى بن عباد، عن حجاج، أو عن أبي هاشم، عن حجاج، عن يحيى بن عباد - شك منصور - عن سعيد بن جبير به.
وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص 252-253) من طريق حسين، عن زائدة، عن منصور، عن يحيى بن عباد، عن حجاج، أو عن أبي هشام، عن حجاج - شك منصور - عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
 أبو هاشم الرماني، عن حجاج بن دينار، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
قلت: حجاج بن دينار يروي عن أبي هاشم الرماني، والرماني يروي عن سعيد بن جبير، ويحيى بن عباد أيضا يروي عن سعيد بن جبير، ومنصور بن المعتمر يروي عن يحيى بن عباد، وجاء عند أحمد 1/ 275، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص 252) أن منصور، قال: وحدثني عون، عن أخيه عبيد الله بهذا.
وهذا إسناد صحيح، وله طريق أخرى عن سعيد بن جبير:
أخرجه أحمد 1/ 370 حدثنا سريج، والطبراني 12/ (12503) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أحسبه رفعه، قال:
"كان إذا رفع رأسه من الركوع، قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماء وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/ 120 من طريق الحجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا قيس بن سعد وحماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس: موقوفا.

وأما حديث ابن أبي أوفى:
فأخرجه مسلم (476-202)، وأبو داود (846)، وابن ماجه (878)، وأحمد 4/ 353 و 381، وابن أبي شيبة 1/ 247، وعبد بن حميد (522)، والبزار (3361)، وأبو عوانة (1848)، والطبراني في "الدعاء" (564) و (565)، والبيهقي 2/ 94، وفي "السنن الصغير" (420)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 119، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 197 من طريق الأعمش، ومسلم (476-203)، وأحمد 4/ 354، والطيالسي (855) و (863)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 333، والبزار (3362)، والمحاملي في "الأمالي" (15)، وأبو عوانة (1847)، والطحاوي 1/ 239، وفي "شرح مشكل الآثار" (5166)، والطبراني في "الدعاء" (561) من طريق شعبة، والطبراني في "الدعاء" (560) من طريق مسعر [[1]]، والطبراني في "الأوسط" (5624)، وفي "الدعاء" (563) من طريق بكر بن وائل، والطبراني في "الدعاء" (566) من طريق العلاء بن صالح، والطيالسي (855)، والطبراني في "الدعاء" (562) من طريق قيس بن الربيع، ستتهم عن عبيد بن الحسن، عن ابن أبي أوفى، قال:
"كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم إذا رفع ظهره من الركوع، قال: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد".
وفي رواية مسلم، وأحمد، والطيالسي، والبزار، والمحاملي، وأبي عوانة عن شعبة ليس فيه أن هذا في الصلاة.
وأخرجه أحمد 4/ 354، والمحاملي في "الأمالي" (15)، وأبو عوانة (1847) من طريق شعبة، عن أبي عصمة، عن الأعمش، عن عبيد، عن عبد الله بن أبي أوفى:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يدعو به إذا رفع رأسه من الركوع".
وقال أبو داود:
"قال سفيان - يعني الثوري - لقينا الشيخ عبيدا أبا الحسن بعد، فلم يقل فيه: بعد الركوع".

وأما حديث علي بن أبي طالب:
فأخرجه مسلم (771-201)، والترمذي (3421) و (3422)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (9)، والبزار (536)، وابن خزيمة (723)، وأبو يعلى (575)، وأبو عوانة (2041)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5164)، وابن حبان (1966)، والطبراني في "الدعاء" (494) و (526) و (549)، والبيهقي 2/ 32، وفي "السنن الصغير" (373)، وفي "الأسماء والصفات" 2/ 130، والبغوي (572) من طريق يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، ومسلم (771-202)، وأبو داود (760) و (1509)، والترمذي (266) و (3422)، والنسائي (897) و (1050)، وفي "الكبرى" (641)  و (973)، وأحمد 1/ 94-95 و 102-103 و 103، وفي "فضائل الصحابة" (1188) و (1190)، والطيالسي (147)، وابن أبي شيبة 1/ 231 و 248، والدارمي (1238) و (1314)، وابن خزيمة (462) و (463) و (612) و (743)، وأبو يعلى (285) و (574)، وأبو عوانة (1607) و (1814) و (1815) و (1816)، وابن المنذر في "الأوسط" (1264) و (1555)، وابن الجارود في "المنتقى" (179)، والطحاوي 1/ 199، وفي "شرح مشكل الآثار" (1558) و (1559) و (1560) و (5160) و (5161) و (5162) و (5163) و (5823) و (5824)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (35)، وابن حبان (1773) و (1903) و (2025)، والطبراني في "الدعاء" (493) و (495) و (525) و (527) و (548) و (550)، والدارقطني 2/ 55، والبيهقي 2/ 32 و 87 و 185، وفي "الدعوات الكبير" (72)، وفي "القضاء والقدر" (397) من طريق عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة، كلاهما عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، عن
عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب:
"عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك. وإذا ركع، قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي. وإذا رفع، قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد. وإذا سجد، قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين. ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت".
وقرن عند أحمد، وابن خزيمة (463)، والطحاوي بالماجشون: عبد الله بن الفضل.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 1/ 103 حدثنا حجين، والبيهقي في "الشعب" (2864) من طريق ابن رجاء، كلاهما عن عبد العزيز الماجشون، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الأعرج به.
وأخرجه أبو داود (761)، وابن ماجه (1054)، وأحمد 1/ 118، وعبد الرزاق في "المصنف" (2903)، والشافعي في "السنن المأثورة" (283) و (284) و (285)، وابن المنذر في "الأوسط" (1412) و (1415)، والطحاوي 1/ 199 و 233 و 239، وفي "شرح مشكل الآثار" (1561) و (5159)، وابن خزيمة (464) و (607) و (673)، وأبو عوانة (1608)، وابن حبان (1771) و (1772) و (1774) و (1901) و (1904)، وابن منده في "التوحيد" (305)، والطبراني في "الدعاء" (496) و (528) و (551)، والدارقطني 2/ 57، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (42)، والبيهقي 2/ 32 - 33 و 33 و 74 و 87، وفي "المعرفة" (2982) و (3380) و (3467)، وفي "القضاء والقدر" (396) من طريق موسى بن عقبة، والطبراني في "الأوسط" (4552)، وفي "الدعاء" (497) و (529) و (552) من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4552) من طريق عبيد الله بن عمر: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الرحمن الأعرج به.
وإسناده ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك.


وأما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه مسلم (471-194)، وأحمد 4/ 285، والطيالسي (772) - مختصرا، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5041)، وأبو عوانة (1701)، والروياني في "مسنده" (345)، والبيهقي 2/ 98 و 122 من طريق شعبة، عن الحكم، قال:
"غلب على الكوفة رجل - قد سماه - زمن ابن الأشعث، فأمر أبا عبيدة بن عبد الله أن يصلي بالناس، فكان يصلي، فإذا رفع رأسه من الركوع قام قدر ما أقول: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. قال الحكم: فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: سمعت البراء بن عازب يقول: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وركوعه، وإذا رفع رأسه من الركوع، وسجوده، وما بين السجدتين، قريبا من السواء. قال شعبة: فذكرته لعمرو بن مرة فقال: قد رأيت ابن أبي ليلى، فلم تكن صلاته هكذا".

وأما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه الطبراني 10/ (10348)، وفي "الدعاء" (553) حدثنا عبد الله ابن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان، عن أشعث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله رضي الله عنه، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده. ثم يقول: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء".
وإسناده ضعيف جدا، فيه أشعث بن سوار.
وشيخ الطبراني: قال ابن عدي في "الكامل" 5/ 419:
"يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل".
وله طريق أخرى عن ابن مسعود:
أخرجه الطبراني 10/ (10551)، وفي "الدعاء" (555)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 377 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عمران، حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن ابن مسعود رضي الله عنه:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قال: سمع الله لمن حمده. قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء وأهل الكبرياء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
وأخرجه ابن أبي الفوارس في "الثالث من الفوائد المنتقاة" - مخطوط: عن يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا إِبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا بكر بن عبد الرحمن، حدثنا عيسى بن المختار، عن محمد وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم به.
وأخرجه الطبراني 10/ (10552) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وفي "الدعاء" (554) حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، وبشر بن موسى، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 233-234 من طريق أبي القاسم ابن محمد، أربعتهم عن محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي، حدثنا ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله ابن مسعود به.
وإسناده ضعيف، مداره على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.

وأما حديث أبي جحيفة:
فأخرجه ابن ماجه (879)، وابن أبي شيبة 1/ 247، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" (1328) [[2]]، والبزار (4234)، وأبو يعلى (882)، والفريابي في "القدر" (182)، والطحاوي 1/ 239، وفي "شرح مشكل الآثار" (5168)، والطبراني 22/ (355)، وفي "الدعاء" (567)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 85، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 116 من طريق شريك، عن أبى عمر، قال: سمعت أبا جحيفة، يقول:
"ذكرت الجدود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فقال رجل: جد فلان في الخيل، وقال آخر: جد فلان في الإبل، وقال آخر: جد فلان في الغنم، وقال آخر: جد فلان في الرقيق، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، ورفع رأسه من آخر الركعة، قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وطوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بـالجد، أي: ليعلموا أنه ليس كما يقولون".
وإسناده ضعيف، أبو عمر هو المنبهي: مجهول كما في "التقريب".
وشريك بن عبد الله النخعي: ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 247، والشافعي في "الأم" 7/ 198، والبيهقي في "المعرفة" (3480) عن هشيم، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد، قال: حدثنا أبو جحيفة:
"عن عبد الله أنه كان يقول إذا رفع الإمام رأسه من الركوع: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".
وإسناده ضعيف من أجل يزيد بن أبي زياد، وقد تقدم قبل قليل الكلام على حديث ابن مسعود.

وأما حديث بريدة:
فأخرجه الدارقطني (1284)، ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (508) من طريق سعيد بن عثمان الخزاز، حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال النبي  صلى الله عليه وسلم:
"يا بريدة إذا رفعت رأسك من الركوع فقل: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت بعد".
وإسناده ضعيف جدا، فيه عمرو بن شمر، وجابر الجعفي.
وسعيد بن عثمان: ذكره الذهبي في "الميزان" 2/ 151 بقوله "عن عمرو بن شمر في الجهر بالبسملة".
وقال الحافظ في "اللسان" 4/ 66:
"وقال ابن القطان: لا أعرفه".

غريب الحديث


(ملء السماوات والأرض) قال ابن الجوزي في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" 2/ 453:
"الجواب من وجهين: أحدهما: أنه أريد تكثير الحمد فضرب له مثل يقتضي الكثرة، كقوله: "من لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة".
والثاني: أن يكون الحمد كما قيل: كتب فملأ بالصحف السموات والأرض.

 (أهل الثناء والمجد) المجد: الشرف.

(ولا ينفع ذا الجد منك الجد) قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 196:
"الصحيح المشهور الجَد بالفتح وهو الحظ والغنى والعظمة والسلطان، أي: لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان، منك حظه، أي لا ينجيه حظه منك وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح كقوله تعالى {المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك} والله تعالى أعلم".

يستفاد من الحديث



أولًا: دليل على مشروعية هذا الذكر في هذا الركن لكل مصل.

ثانيًا: مشروعية تطويل الاعتدال من الركوع.

ثالثًا: جعل الحمد سادا لما ذكره من الظروف مبالغة في كثرة الحمد، وزاد مبالغة بذكر ما يشاؤه تعالى مما لا يعلمه العبد.

رابعًا: فضيلة هذا اللفظ فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أن هذا أحق ما قاله العبد، فينبغي أن يحافظ عليه لأن كلنا عبد، ولا نهمله وإنما كان أحق ما قاله العبد لما فيه من التفويض إلى الله تعالى والإذعان له والاعتراف بوحدانيته والتصريح بأنه لا حول ولا قوة إلا به وأن الخير والشر منه والحث على الزهادة في الدنيا والإقبال على الأعمال الصالحة.



كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
21 - شعبان - 1439 هجري



٭ ٭ ٭




[1] -  أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 246 عن الطبراني به، ليس فيه أن ذلك في الصلاة.
وأخرجه أحمد 4/ 356 من نفس طريق الطبراني وليس فيه أن ذلك في الصلاة.
وأخرجه أحمد 4/ 353 حدثنا وكيع، وأحمد أيضا 4/ 355-356 عن أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن مسعر بإسناده، ولم يقل في الصلاة.

[2] - قال الوائلي في "نزهة الألباب" 2/ 623:
"عزاه - يعني البوصيري - إلى ابن أبي شيبة وابن منيع في مسنديهما، وذكر أنه رواه شريك من رواية أبي النضر عنه فقال: عن أبي عثمان شيخ من بني قبلة اهـ. 
قال الوائلي: "وهذه تعتبر متابعة لأبي عمر الذى حكم عليه بالجهالة".
قلت: إنما هو تحريف وقع في "مصباح الزجاجة" 1/ 110، وصوابه (أبو عمر شيخ من بني منبه)، وقد قال البوصيري في "إتحاف الخيرة" 2/ 199:
"ومدار أسانيد حديث أبي جحيفة على أبي عمر، وهو مجهول لا يعرف".
فلو كان شيء من ذا لَمَا قال البوصيري: مداره على أبي عمر، وهذا الوائلي عنده جهالات لا تعد ولا تحصى في هذا الكتاب، فلو تتبعناه لتطلّب الأمر تأليف كتاب، ولكن هذه نصيحة أقدمها للقراء الكرام حتى يكونوا على بينة من أمره، والله الموفق.

السبت، 5 مايو 2018

التكبير في كل خفض ورفع إلا في الرفع من الركوع فيقول: سمع الله لمن حمده، وفي الاعتدال منه يقول: ربنا لك الحمد


 

(126) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد، ثم يكبر حين يهوي، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس".

أخرجه البخاري (789)، ومسلم (392-29)، والنسائي (1150)، وفي "الكبرى" (740)، وأحمد 2/ 453، وأبو عوانة (1580)، والبيهقي 2/ 67 و 93 و 127 و 134، وفي "السنن الصغير" (361)، والبغوي (613) من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (392-28)، وأحمد 2/ 270، وابن خزيمة (578) و (611) و (624)، وأبو عوانة (1583) و (1592)، وابن المنذر في "الأوسط" (1373) و (1414) و (1427) عن عبد الرزاق ( وهو عنده في "المصنف" (2496)  و (2954) ) عن ابن جريج، وأبو عوانة (1581) من طريق صالح بن كيسان، ثلاثتهم عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أنه سمع أبا هريرة، يقول: فذكره.
وأخرجه الترمذي (254) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جريح بإسناده، بلفظ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر وهو يهوي".
وقال:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه ابن خزيمة (694) من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن جريج بإسناده، وفيه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر، ثم جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا سجد فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك".
وأخرجه ابن خزيمة (695) من طريق عثمان بن الحكم الجذامي، عن ابن جريج: أن ابن شهاب، أخبره بهذا الإسناد، مثله، وقال: "كبر ورفع يديه حذو منكبيه".
وأخرجه البخاري (803)، وأبو داود (836)، وأبو عوانة (1582)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3135)، والبيهقي 2/ 67، وفي "المعرفة" (3216) و (3217) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي (1156)، وفي "الكبرى" (746)، والدارمي (1248)، والبيهقي 2/ 67 من طريق معمر، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 221 من طريق النعمان، ثلاثتهم عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو سلمة بن عبد الرحمن:
"أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة، وغيرها في رمضان وغيره، فيكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد، ثم يقول: الله أكبر حين يهوي ساجدا، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود، ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين، ويفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرغ من الصلاة، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده، إني لأقربكم شبها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا".

وأخرجه مسلم (392-30)، والنسائي (1023)، وفي "الكبرى" (1097)، وابن حبان (1767) من طريق يونس، والنسائي (1060)، وأحمد 2/ 270، وابن خزيمة (579)، وأبو عوانة (1591)، وابن المنذر في "الأوسط" (1374)، والطبراني في "الدعاء" (571) عن عبد الرزاق ( وهو عنده في "المصنف" (2495) و (2912) ) عن معمر، كلاهما عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن:
"أن أبا هريرة، حين استخلفه مروان، على المدينة كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر...فذكر نحوه.

وأخرجه ابن المظفر في "غرائب مالك" (221) من طريق مالك بن أنس، وعباد بن إسحاق، ويحيى بن سعيد، عن الزهري، عن أبي سلمة:
"عن أبي هريرة أنه كان يصلي لهم فيكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود، ويقول: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" 1/ 76، ومن طريقه البخاري (785)، ومسلم (392-27)، والنسائي (1155)، وفي "الكبرى" (745)، وأحمد 2/ 236، والشافعي 1/ 81، وابن الجارود في "المنتقى" (191)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 221، وابن حبان (1766)، وابن المظفر في "غرائب مالك" (144)، والبيهقي 2/ 67، وفي "المعرفة" (3212) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف:
"أن أبا هريرة كان يصلي لهم فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف، قال: والله إني لأشبهكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأخرجه مسلم (392-31)، وأبو يعلى (5992)، وأبو عوانة (1594)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 222 من طريق يحيى بن أبي كثير، وأحمد 2/ 502 و 527، وابن أبي شيبة 1/ 241 من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة به.
وأخرجه مسلم (392-32)، وأحمد 2/ 417 من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

ويشهد له حديث أبي حميد الساعدي وقد تقدّم في الباب الذي قبله.

غريب الحديث


(سمع الله لمن حمده) أي: استجاب لمن حمده.

يستفاد من الحديث


أولًا: أن التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة.

ثانيًا: أن التكبير في كل ركن عند الشروع فيه.

ثالثًا: أنه يقول عند الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده.

رابعًا: أنه يقول عند الاعتدال من الركوع: ربنا لك الحمد، قال العيني في "عمدة القاري" 6/ 62:
"في بعض الروايات يقول: (ربنا لك الحمد)، وفي بعضها: (ولك الحمد)، وفي بعضها: (اللهم ربنا لك الحمد)، والكل في "الصحيح"، وقال الأصمعي: سألت أبا عمرو عن الواو، في قوله: (ربنا ولك الحمد)؟ فقال: هذه زائدة، تقول العرب: يعني هذا الثوب! فيقول المخاطب: نعم، وهو لك بدرهم.
فالواو زائدة، وقيل: عاطفة على محذوف، أي: ربنا حمدناك ولك الحمد. وقيل: للحال وفيه نظر.
وفيه: أن التحميد يترتب على التسميع، لأن التحميد ذكر الاعتدال، والتسميع ذكر النهوض، وهذا الحديث في الحقيقة يفسر الأحاديث التي فيها التكبير في كل خفض ورفع".
قلت: ولم يذكر العيني "اللهم ربنا ولك الحمد" وهو في "الصحيح" أيضا، وسيأتي في الباب الذي بعده أنه يقول "اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
و "ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه".


كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
19 - شعبان - 1439 هجري
٭ ٭ ٭




التكبير للإحرام بالصلاة مع رفع اليدين حذو المنكبين، وللركوع مثل ذلك، وللرفع منه، وللقيام من الركعتين




(125) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه، ثم كبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود".

أخرجه البخاري (736)، وفي "جزء رفع اليدين" (46) و (100)، ومسلم (390-23)، والنسائي (877)، وفي "الكبرى" (953)، وأبو عوانة (1579)، والدارقطني 2/ 40، والبيهقي 2/ 68 من طريق يونس، ومسلم (390-22)، وابن خزيمة (456)، وأبو عوانة (1577)، وابن المنذر في "الأوسط" (1253)، والدارقطني 2/ 38، والبيهقي 2/ 26 و 70 من طريق عبد الرزاق ( وهو عنده في "المصنف" (2518) ) أخبرنا ابن جريج، ومسلم (390-23)، والبخاري في "رفع اليدين" (78)، وأبو عوانة (1578)، والدارقطني 2/ 40، والبيهقي 2/ 70 من طريق عقيل، والبخاري (738)، وفي "رفع اليدين" (40)، والنسائي (876)، وفي "الكبرى" (952)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3150)، وابن المقرئ في "المعجم" (415)، والدارقطني 2/ 40، والبيهقي 2/ 26 و 70، وفي "السنن الصغير" (362) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن الجارود في "المنتقى" (178)، والدارقطني 2/ 40 و 41 من طريق ابن أخي الزهري، والروياني في "مسنده" (1402) من طريق إبراهيم بن سعد، وأبو عوانة (1579) من طريق محمد بن أبي حفصة، وابن المقرئ في "المعجم" (95) من طريق الوليد بن محمد الموقري، ثمانيتهم عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن ابن عمر، قال: فذكره.
وزاد الروياني "وإذا قام من الركعتين يرفعهما إلى ثدييه".

وأخرجه مسلم (390-21)، وأبو داود (721)، والترمذي (255) و (256)، والنسائي (1025) و (1144)، وفي "الكبرى" (734) و (1099)، وابن ماجه (858)، وأحمد 2/ 8، والشافعي 1/ 72، والحميدي (626)، وابن أبي شيبة 1/ 233 و 234 و 271، والبخاري في "جزء رفع اليدين" (2)، وأبو يعلى (5420) و (5481) و (5534)، وابن خزيمة (583)، وابن الجارود في "المنتقى" (177)، والروياني في "مسنده" (1402)، وأبو عوانة (1572)  و (1573) و (1574) و (1575)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 195 و 222، وفي "شرح مشكل الآثار" (5827)، وابن حبان (1864)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1257) و (1348) و (1929)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (50)، وابن المقرئ في "جزء فيه أحاديث نافع بن أبي نعيم" (28)، وتمام في "الفوائد" (113)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 117-118[[1]]، والبيهقي 2/ 69، وفي "المعرفة" (2945) و (3218) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله r إذا استفتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع وبعد ما يرفع رأسه من الركوع - وقال سفيان مرة: وإذا رفع رأسه وأكثر ما كان يقول: وبعد ما يرفع رأسه من الركوع - ولا يرفع بين السجدتين".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1168) حدثنا يحيى بن علي بن محمد بن هاشم أبو العباس الكناني الحلبي، حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، وصفوان بن سليم، عن سالم به.
وشيخ الطبراني: لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.
وعبيد بن هشام الحلبي: صدوق تغير في آخر عمره فتلقن كما في "التقريب".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 163 من طريق عبد السلام بن
عبد الحميد، حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان، عن سالم بن
عبد الله بن عمر، عن أبيه به.
وإسناده ضعيف جدا، عبد السلام بن عبد الحميد، وإبراهيم بن أبي يحيى: متروكان.

وأخرجه النسائي (1182)، وفي "الكبرى" (1106)، والبخاري في "رفع اليدين" (76) و (79)، وأبو عوانة (1579)، وابن خزيمة (693)، والروياني في "مسنده" (1402)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5829) و (5830)، وابن حبان (1868) و (1877)، والبيهقي في "السنن الصغير" (364) من طريق عبيد الله بن عمر، وعبد الرزاق في "المصنف" (2519) عن عبد الله بن عمر، كلاهما عن ابن شهاب به، وزادا: "وإذا قام من الركعتين يرفع يديه".
وعند النسائي، وابن خزيمة، والبيهقي "وإذا قام من الركعتين يرفع يديه كذلك حذو المنكبين".

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 234، والبخاري في "رفع اليدين" (77)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 223 عن هشيم، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر:
"أن النبي r كان يرفع يديه إذا افتتح، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه، ولا يجاوز بهما أذنيه".
وقال أبو نعيم:
"قال عبد الله - يعني ابن الإمام أحمد -: قال أبي: لم يسمعه هشيم عن الزهري.
 قال عبد الله: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا هشيم، عن سفيان، عن حسين، عن الزهري نحوه".

وأخرجه البخاري (735)، وفي "جزء رفع اليدين" (11)، والنسائي (878) و (1057) و (1059)، وفي "الكبرى" (648) و (650) و (954)، وأحمد 2/ 18 و 62، والشافعي 1/ 72، والدارمي (1250) و (1308) و (1309)، وأبو يعلى (5499)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 195 و 223، وفي "شرح مشكل الآثار" (5828)، وأبو عوانة (1576)، وابن المنذر في "الأوسط" (1381)، وابن حبان (1861)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 157، والبيهقي 2/ 68-69 و 93، وفي "المعرفة" (3219) و (3221) و (3466)، والبغوي (559) عن مالك ( وهو في "الموطأ" 1/ 75 ) عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر:
"أن رسول الله r كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع، رفعهما كذلك أيضا، وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود".
وفي لفظ "إذا دخل الصلاة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع كبر، ورفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع، فعل مثل ذلك، ولا يرفع بين السجدتين أو في السجود".
وفي بعض الروايات عن مالك ليس فيها الرفع عند الانحطاط إلى الركوع، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 211-212:
"وقال جماعة من أهل العلم: إن إسقاط ذكر الرفع عند الانحطاط في هذا الحديث، إنما أتي من مالك، وهو الذي كان ربما وهم فيه، لأن جماعة حفاظا رووا عنه الوجهين جميعا".

وأخرجه النسائي (1088)، وفي "الكبرى" (679)، وأحمد 2/ 47 و 147، وعبد الرزاق في "المصنف" (2517)، وأبو يعلى (5564)، والروياني في "مسنده" (1402)، وأبو عوانة (1579)، وابن المنذر في "الأوسط" (1254)، والدارقطني 2/ 40 عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:
"كان رسول الله r يرفع يديه حين يكبر حتى يكونا حذو منكبيه، أو قريبا من ذلك، وإذا ركع رفعهما، وإذا رفع رأسه من الركعة رفعهما، ولا يفعل ذلك في السجود".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (647)، وأحمد 2/ 147 عن عبد الرزاق
( وهو في "المصنف" (2911) ) عن معمر به، وزاد "أنه سمع رسول الله r حين رفع رأسه من الركعة قال: ربنا لك الحمد".
وأخرجه أبو داود (722)، ومن طريقه البيهقي 2/ 83 و 3/ 292، والطبراني في "مسند الشاميين" (1777)، والدارقطني 2/ 39 من طريق بقية، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، قال:
" كان رسول الله r إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى تكون حذو منكبيه، ثم كبر وهما كذلك فيركع، ثم إذا أراد أن يرفع صلبه رفعهما حتى تكون حذو منكبيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده ولا يرفع يديه في السجود ويرفعهما في كل تكبيرة يكبرها قبل الركوع حتى تنقضي صلاته".
ويقية يدلس تدليس التسوية.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1801) من طريق أبي أويس، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر أخبره قال:
"كان رسول الله r إذا افتتح التكبير في الصلاة رفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، ثم إذا كبر وركع فعل مثل ذلك، ثم إذا قال: سمع الله لمن حمده فعل مثل ذلك، وقال: ربنا لك الحمد، ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع من السجود".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي أويس إلا إبراهيم".
وإسناده فيه ضعف، أبو أويس هو عبد الله بن عبد الله بن أويس: قال ابن معين، وغيره: صالح، وليس بذاك.
وقال الدارقطني: في بعض حديثه عن الزهري شيء.
وأخرجه الطبراني 12/ (13111)، وفي "مسند الشاميين" (69) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله r افتتح التكبير في الصلاة، فرفع يديه حتى جعلهما حذو منكبيه، ثم إذا كبر للركوع فعل مثل ذلك، ثم قال: سمع الله لمن حمده. ففعل مثل ذلك، ثم قال: ربنا لك الحمد ففعل مثل ذلك".
وفي "الشاميين" "ثم قال: ربنا لك الحمد. ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود".
وأخرجه الطبراني أيضا 12/ (13112) من طريق النضر بن عبد الجبار، حدثنا ابن لهيعة، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل، عن ابن شهاب به.
وإسناده ضعيف، ابن لهيعة سيء الحفظ.
وقرة بن عبد الرحمن: ضعفه ابن معين، وقال الإمام أحمد: منكر الحديث جدا.
وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1133) من طريق زيد بن الحباب، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال:
"كان رسول الله r يرفع يده إذا افتتح الصلاة، ويرفع يديه إذا ركع، ويرفع يديه إذا رفع رأسه من الركوع".
وزيد بن الحباب: صدوق يخطىء في حديث الثوري.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4315) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:
"كان النبي r إذا كبر للصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع فعل مثل ذلك، ولا يفعل ذلك بين السجدتين".
وإسناده ضعيف، سفيان بن حسين: ضعيف في حديث الزهري خاصة.

وله طرق أخرى عن سالم:
أ - أخرجه الطبراني 12 / (13231)، وفي "الأوسط" (2941)، وابن المقرئ في "المعجم" (1208) من طريقين عن عمر بن عبد الملك الحمصي، قال: حدثنا محمد بن عبيدة، قال: حدثنا الجراح بن مليح، عن إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، عن أيوب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله ابن عمر، قال:
"كان رسول الله r إذا صلى رفع يديه حين يستفتح الصلاة، وحين يكبر للركوع، وحين يرفع رأسه من الركوع".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن أيوب إلا ابن ذي حماية".
وإسناده ضعيف لجهالة حال محمد بن عبيدة المددي الشامي، وسيأتي من رواية أيوب عن نافع.

ب - أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1201) حدثنا إسحاق بن خلدون البالسي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن، حدثنا خصيف، عن سالم، عن أبيه، قال:
"كان رسول الله r إذا كبر للصلاة أدنى إبهاميه من شحمة أذنيه".
وإسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي: اتهمه الإمام أحمد.
جـ - أخرجه الطبراني 12/ (13243) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جندل بن والق، حدثنا هشيم، حدثنا الفضل بن عطية، عن سالم، عن ابن عمر:
"أن النبي r كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يجاوز بهما أذنيه".
وإسناده ضعيف، محمد بن عثمان بن أبى شيبة فيه اختلاف كثير، ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 - 696.
وجندل بن والق: صدوق يغلط، ويصحف كما في "التقريب".

د - أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 195 و 223 من طريق
 عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جابر، قال:
"رأيت سالم بن عبد الله رفع يديه حذاء منكبيه في الصلاة ثلاث مرار: حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين رفع رأسه. قال جابر: فسألت سالما عن ذلك فقال سالم: رأيت ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: رأيت رسول الله r يفعل ذلك".
وإسناده ضعيف جدا، جابر هو ابن يزيد الجعفي: كان يؤمن بالرجعة، وكذبه زائدة وابن معين وجماعة، وقال أبو حنيفة: "لم أر أكذب منه".
وقال الذهبي: وثقه شعبة فشذ.
هـ - أخرجه الإسماعيلي في "المعجم" (340) حدثنا عيسى بن هارون بن الفرج الفامي بهمذان أبو أحمد، حدثنا ابن أبي رزمة، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا أبو حمزة، أخبرنا سليمان الشيباني، قال:
"رأيت سالم بن عبد الله يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته، فقال: رأيت ابن عمر يفعله، فسألته، فقال: كان رسول الله r يفعله".
ورجال إسناده ثقات سوي شيخ الإسماعيلي فلم أجد فيه إلا قول الذهبي في "تاريخ الإسلام" 22/ 143 رحل وكتب العلم عن أبي مصعب الزهري، وهناد بن السري، وطائفة، وعنه الفضل بن الفضل الكندي، وأبو بكر بن خارجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم.

وله طرق عن ابن عمر:
1 - أخرجه البخاري (739) عن عياش بن الوليد، وأبو داود (741)، والبيهقي 2/ 70، وفي "السنن الصغير" (367) عن نصر بن علي الجهضمي، والبيهقي 2/  136 من طريق حسين بن معاذ، وابن شاهين في "جزء من حديثه" (1)، والبيهقي 2/ 136 وفي "المعرفة" (3232)، والبغوي في "شرح السنة" (560) من طريق إسماعيل بن بشر بن منصور، أربعتهم عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع:
"أن ابن عمر كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه.
 ورفع ذلك ابن عمر إلى نبي الله r".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5831) من طريق نصر بن علي الجهضمي، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى بإسناده، بلفظ "أنه كان يرفع يديه في كل خفض، ورفع، وركوع، وسجود، وقيام، وقعود بين السجدتين، ويزعم أن رسول الله r كان يفعل ذلك".
وحكم عليه الطحاوي بأنه بهذا اللفظ شاذ، وهو كذلك.
وأخرجه أحمد 2/ 100، والبخاري في"جزء رفع اليدين" (51) و (52)، والطحاوي في"شرح مشكل الاثار" (5832)، والبيهقي 2/ 70، وفي "المعرفة" (3234) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن رسول الله r كان إذا دخل الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع من الركوع".
وأخرجه البيهقي 2/ 70-71، وفي "المعرفة" (3236) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب بن أبي تميمة، وموسى بن عقبة، عن نافع به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (16) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وابن حبان في "الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (10257) من طريق الحسن بن خمير الحرازي، كلاهما عن الجراح بن مليح، عن أرطاة بن المنذر، عن نافع، عن ابن عمر:
"رأيت النبي r إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وعند التكبير للركوع، وعند الهوي للسجود".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أرطاة إلا الجراح".
وإسناده حسن إن سلم من الإنقطاع بين أرطاة بن المنذر ونافع، فإن غالب رواية أرطأة عن المعلى بن إسماعيل، عن نافع.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (71) من طريق مسلمة بن علي، عن محمد ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن رسول الله r كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا كبر، وإذا ركع، وإذا سجد".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن ابن عجلان إلا مسلمة".
وإسناده ضعيف جدا، مسلمة بن علي: متروك.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7801) من طريق عمير بن عمران، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله r:
 "إذا استفتح أحدكم الصلاة فليرفع يديه، وليستقبل بباطنهما القبلة، فإن الله أمامه".
وإسناده ضعيف جدا، عمير بن عمران الحنفي: ضعفه الدارقطني.
وقال العقيلي: في حديثه وهم وغلط.
وقال ابن عدي: حدث بالبواطيل عن الثقات وخاصة، عن ابن جريج.
وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد" (ص 394):
 "متروك".
وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (766)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ 320 من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن عبد الله بن عمر العمري، ومالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال:
"كان النبي r إذا افتتح الصلاة رفع حذو منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفعهما".
وإسحاق بن إبراهيم الحنيني: ضعيف.
وأخرجه أحمد 2/ 106 من طريق العمري، عن نافع بإسناده برفع اليدين حذو المنكبين.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 68 حدثنا محمد بن زكريا، والخليلي في "الإرشاد" 1/ 202 من طريق الحسن بن علي الطوسي، كلاهما عن
رزق الله بن موسى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا مالك ابن أنس، عن نافع به.
وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص 233) من طريق أحمد بن عبد الله الرقي، حدثنا رزق الله بن موسى بإسناده، وفيه "رفع يديه نحو صدره".
وأخرجه الخليلي في "الإرشاد" 3/ 976 من طريق خشنام بن المغوار، حدثنا أبو معاذ خالد بن سليمان، عن مالك، عن نافع به.
وقال الخليلي:
"هذا خطأ، وقد ذكرت علته في غير هذا الموضع، وخالد بن سليمان سمرقندي انتقل إلى بلخ".
وقال:
"أبو معاذ خالد بن سليمان البلخي سمع مالكا، والثوري، ونوح بن أبي مريم، وجماعة من أهل خراسان في روايته تعرف وتنكر، حدثونا بأحاديث من حديثه، مستقيمة، ومنها ما لا يتابع عليه ومنها ما يرويه عن الضعفاء".
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 631:
"خالد بن سليمان أبو معاذ البلخي: ضعفه ابن معين، ومشاه غيره، روى عن الثوري، ومالك".
وقال الخليلي 3/ 981:
"خشنام بن المغوار السمرقندي من زهادنا، يأتي بأحاديث لا يتابع عليها".
وأخرجه أحمد 2/ 132، والدارقطني 2/ 55، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 405 من طريق إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
"كان رسول الله r إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع" واللفظ للدارقطني.
 وزاد أحمد، والخطيب "وحين يسجد".
وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وهذا من روايته عن غير أهل بلده.
وأخرجه البخاري في "جزء رفع اليدين" (57) من طريق إسماعيل به موقوفا على ابن عمر، وسقط من مطبوعه صالح بن كيسان!
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 268 حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الداركي، حدثنا سعيد بن عَنْبَسَةَ، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن النبي r كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع".
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات سوى سعيد بن عنبسة: ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 268، وقال:
"روى عنه محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي، ربما خالف".

2 - أخرجه أحمد 2/ 44، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (256)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1147) و (2231)، والبيهقي 2/ 74، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي" (101) من طريق شعبة، عن الحكم، قال:
"رأيت طاووسا إذا كبر لافتتاح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، فقال إنسان: إنه يذكر، أو يحدث به عن ابن عمر، عن النبي r".
وعند ابن الأعرابي، والبيهقي، والخطيب "فسألت رجلا من أصحابه، فقال: إنه يحدث به عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي r".
وإسناده ضعيف لإبهام الإنسان الذي رفعه.

3 - أخرجه النسائي (1321)، وفي "الكبرى" (1245)، وأحمد 2/ 72 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان قال: قلت لابن عمر: أخبرني عن صلاة رسول الله r كيف كانت؟ قال:
"فذكر التكبير، كلما وضع رأسه وكلما رفعه، وذكر السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، السلام عليكم عن يساره" واللفظ لأحمد.
وإسناده على شرط مسلم، وتابع الدراوردي: ابنُ جريج:
أخرجه النسائي (1320)، وفي "الكبرى" (1244)، وأحمد 2/ 152، والشافعي 1/ 99، وأبو يعلى (5764)، وابن خزيمة (576)، وابن المنذر في "الأوسط" (1371)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 268، والبيهقي 2/ 178، وفي"المعرفة" (3844) من طريق ابن جريج، أخبرنا عمرو بن يحيى به، وفيه "السلام عليكم ورحمة الله عن يساره".
وقال ابن خزيمة:
"اختلف أصحاب عمرو بن يحيى في هذا الإسناد، فقال: إنه سأل عبد الله ابن زيد بن عاصم، خرجته في كتاب الكبير".

4 - أخرجه أبو داود (743)، وأحمد 2/ 145، وابن أبي شيبة 1/ 235 -236، والبخاري في "رفع اليدين" (26)، وأبو يعلى (5670) عن محمد ابن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن محارب بن دثار:
"عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه كلما ركع وكلما رفع، فقلت: ما هذا؟ فقال: كان رسول الله r إذا قام في الركعتين كبر ورفع يديه" واللفظ لأبي يعلى.
وإسناده حسن.

وله شواهد من حديث مالك بن الحويرث الليثي، وأبي حميد الساعدي، ووائل بن حجر، وعلي بن أبي طالب، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبي موسى الأشعري:

أما حديث مالك بن الحويرث:
فأخرجه البخاري (737)، ومسلم (391-24)، وعنه أبو عوانة (1586)، وابن خزيمة (585)، وابن حبان (1873)، والبيهقي 2/ 27 و 71، وفي "المعرفة" (3242) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة:
"أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه، وإذا أراد أن يركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، وحدث أن رسول الله r صنع هكذا".
وعند مسلم، وأبي عوانة، والبيهقي 2/ 27، وفي "المعرفة" (3242) "إذا صلى كبر، ثم رفع يديه".
وقال البيهقي:
"ورواية من دلت روايته على الرفع مع التكبير أثبت وأكثر، فهي أولى بالاتباع، وبالله التوفيق".
وله طريق أخرى عن مالك بن الحويرث:
أخرجه أبو داود (745)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (567)، والطبراني 19/ (625) عن حفص بن عمر الحوضي، والنسائي (880)، وفي "الكبرى" (956) من طريق خالد بن الحارث، وأحمد 5/ 53 حدثنا يحيى بن سعيد، وأبو داود الطيالسي (1349)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6002)، وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (7)، والدارمي (1251)، وأبو عوانة (1588)، والطبراني 19/ (625) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبخاري في "رفع اليدين" (7)، وابن حبان (1863)، والطبراني 19/ (625)، والغطريفي في "حديثه" (80) من طريق سليمان بن حرب، والبخاري في "رفع اليدين" (98)، وأبو عوانة (1589)، والطبراني 19/ (625) عن آدم بن أبي إياس، والطبراني 19/ (625) من طريق عاصم بن علي، وأبو عوانة (1588) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والدارقطني 2/ 46 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عشرتهم (حفص بن عمر الحوضي، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد، وأبو داود الطيالسي، وأبو الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الرحمن بن مهدي) عن شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك ابن الحويرث، قال:
"كان النبي r يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع".
وزاد البخاري (98)، والدارمي، وأبو عوانة، وابن حبان، والطبراني، والغطريفي أن رفع اليدين حذاء الأذنين، وعند أبي داود "حتى يبلغ بهما فروع أذنيه"، وعند أحمد "إلى أذنيه"، وعند النسائي "حيال أذنيه".
وإسناده صحيح على شرط مسلم، وصرّح قتادة بالسماع عند النسائي فانتفت شبهة تدليسه.
وأخرجه النسائي (1085) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث:
"أنه رأى النبي r رفع يديه في صلاته، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود حتى يحاذي بهما فروع أذنيه".
وشعبة في هذه الرواية تصحيف، وصوابه (سعيد)، فهذا هو لفظ رواية محمد ابن أبي عدي، عن سعيد به بتمامه عند أحمد 3/ 436، والبيهقي 2/ 25 و 71، وجاء مصوّبا في "السنن الكبرى" (676) للنسائي، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5837)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 92.
وأخرجه أحمد 3/ 437 حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد به ليس فيه "وإذا سجد".
وأخرجه مسلم (391-26)، والبيهقي 2/ 25 و 71 عن محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، بهذا الإسناد "أنه رأى نبي الله r وقال: حتى يحاذي بهما فروع أذنيه" واللفظ لمسلم، وعند البيهقي بأتم منه وسيأتي لفظه بعد هذا.
وأخرجه النسائي (1056)، وفي "الكبرى" (647)، والبخاري في "رفع اليدين" (65)، والطبراني 19/ (630)، والبيهقي 2/ 25 و 71 من طريق يزيد بن زريع، وابن عرفة في "حديثه" (25)، ومن طريقه البيهقي 2/ 71 حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي البصري، كلاهما عن سعيد، عن قتادة، عن نصر بن عاصم أنه حدثهم، عن مالك بن الحويرث، قال:
"كان رسول الله r إذا كبر رفع يديه حتى يحاذى بهما فروع أذنيه، وإذا ركع كذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع كذلك".
وأخرجه مسلم (391-25)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني (922)، والطبراني 19/ (627)، والدارقطني 2/ 46، والبيهقي في "المعرفة" (3244) من طريق أبي عوانة، عن قتادة بإسناده، بلفظ "أن رسول الله r كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده. فعل مثل ذلك" واللفظ لمسلم.
وفي لفظ "يرفع يديه حذو منكبيه".
وأخرجه النسائي (881) و (1024)، وفي "الكبرى" (957) و (1098)، وأحمد 5/ 53 عن إسماعيل ابن علية، وابن أبي شيبة 1/ 233 و 234، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (923)، والطبراني 19/ (630)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 224 عن ابن نمير، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث، قال:
"رأيت النبي r يكبر ويرفع يديه إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع حتى يحاذي بهما فروع أذنيه".
وأخرجه النسائي (1085)، وفي "الكبرى" (677)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5838)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 92 من طريق عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة به، وفيه "وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود حتى يحاذي بهما فروع أذنيه".
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (53)، والطبراني 19/ (626) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي (1087) و (1143)، وفي "الكبرى"  (678) و (733)، وابن ماجه (859)، وأحمد 5/ 53، وأبو عوانة (1587)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5839)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 46، والطبراني 19/ (629)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 92 من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث:
"أن نبي الله r كان إذا دخل في الصلاة كبر، ثم رفع يديه حتى يجعلهما حيال أذنيه - وربما قال: حذا أذنيه - فإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك".
وفي رواية حماد بن سلمة "إذا دخل في الصلاة رفع يديه إلى فروع أذنيه".
وزاد النسائي، والطحاوي "وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك، كأنه يعني رفع يديه".
وأخرجه الطبراني 19/ (628)، وفي "مسند الشاميين" (2698) من طريق سعيد بن بشير، والطبراني 19/ (631) من طريق عمران القطان، كلاهما عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث، قال:
"رأيت رسول الله r يرفع يديه إذا كبر حتى يحاذي بهما أذنيه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع".
وأخرجه أحمد 5/ 53، وأبو عوانة (1590) من طريق همام، عن قتادة بإسناده، وفيه "أن النبي r كان يرفع يديه حيال أذنيه في الركوع والسجود".
وهذا كله مداره على قتادة، وهو مدلس وقد عنعنه، والصحيح عنه ليس فيه رفع اليدين عند السجود والرفع منه كما تقدّم في رواية شعبة، وحماد بن سلمة، وأبي عوانة، وسعيد بن بشير، وعمران القطان خمستهم عنه، لا سيما أن الروايتين اللتين فيهما تصريحه بالسماع قد خلتا من هذا الحرف، وواحدة منهما عن ابن أبي عروبة نفسه، والله الموفق.

وأما حديث أبي حميد الساعدي:
فأخرجه البخاري (828)، وأبو داود (732)، وابن خزيمة (643)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 258، وابن حبان (1869)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (69)، والبيهقي 2/ 84 و 102 و 127-128، وفي "السنن الصغير" (406)، وفي "الشعب" (2869) و (3626)، وفي "المعرفة" (3623) من طريق الليث، وأبو داود (731)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 258، والآجري في "الأربعين" (19)، والبيهقي 2/ 84 -85 و 102 و 128 من طريق ابن لهيعة، وابن خزيمة (652) من طريق يحيى بن أيوب، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو العامري، قال:
"أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي r، فذكرنا صلاة النبي r، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله r رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى، ونصب الأخرى وقعد على مقعدته".
وقُرن عند البخاري، وأبي داود (732)، وابن خزيمة (643)، والطحاوي، وابن حبان، وأبي أحمد الحاكم: بيزيد بن أبي حبيب: يزيد بن محمد القرشي.
وقُرن عند الطحاوي، والبيهقي 2/ 128 بيزيد بن أبي حبيب: عبد الكريم ابن الحارث، لكن سقط من إسناد الطحاوي (محمد بن عمرو بن حلحلة!).
وأخرجه البخاري (828)، ومن طريقه البيهقي 2/ 128 من طريق سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة به.
وعند أبي داود (731) "ثم هصر ظهره غير مقنع رأسه، ولا صافح بخده"، وفيه أيضا "قال: فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى، فإذا كان في الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض وأخرج قدميه من ناحية واحدة".
وفي إسناده ابن لهيعة: احترقت كتبه فساء حفظه، وهو وإن كان من رواية قتيبة بن سعيد عنه إلا أن ابن لهيعة مدلس، وقد عنعنه.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 259 من طريق عبد السلام بن حفص، عن محمد بن عمرو بن حلحلة به.
وله طريق أخرى عن محمد بن عمرو بن عطاء:
أخرجه أبو داود (730)، والترمذي (304)، والنسائي (1039) و (1101) و (1181) و (1262)، وفي "الكبرى" (631) و (692) و (1105) و (1186)، وابن ماجه (803) و (1061)، وأحمد 5/ 424، وابن أبي شيبة 1/ 235، والبخاري في "رفع اليدين" (3) و (4)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1047 - مختصرا، وابن خزيمة (587) و (588) و (625) و (677) و (685) و (700)، والبزار (3710) و (3711)، وابن الجارود في "المنتقى" (192) و (193)، وابن حبان (1865) و (1867) و (1870) و (1876)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 195 و 223 و 258، وابن المنذر في "الأوسط" (1403) و (1428) و (1446) و (1507) (1517)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (52)، والبيهقي 2/ 24 و 72 و 116 و 118 و 129 و 137، وفي "السنن الصغير" (408)، وفي "المعرفة" (3248) و (3249) و (3369) و (3629) من طريق
عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد الساعدي رضي الله، عنه، قال: سمعته يقول وهو في عشرة من أصحاب النبي r أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول:
"أنا أعلمكم بصلاة رسول الله r، قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له اتباعا، قال: بلى، قال: فاعرض، قال: كان عليه السلام إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما، ثم كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، فلما أراد أن يركع رفع يديه حتى حاذى بهما منكبيه ثم، قال: الله أكبر، ثم رفع، ثم اعتدل فلم ينصب رأسه ولم يقنعه ووضع يديه على ركبتيه ثم قال: سمع الله لمن حمده. ورفع واعتدل قائما حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا، ثم أهوى ساجدا إلى الأرض، وقال: الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتخ أصابع رجليه، ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلا، ثم هوى إلى الأرض، وقال: الله أكبر ثم نهض، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا، ثم سلم".
وزاد بعضهم "صدقت، هكذا كان يصلي النبي r".
وعند ابن ماجه "إذا قام إلى الصلاة، استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: الله أكبر".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".

وأخرجه أبو داود (734)، والترمذي (260) و (270)  و (293)، وابن ماجه (863)، والبخاري في "رفع اليدين" (5)، والدارمي (1307)، والبزار (3712)، والطبري في "تهذيب الآثار" (297) - مسند ابن عباس، وابن خزيمة (589) و (608) و (637) و (640) و (689)، وابن حبان (1871)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 223 و 257 و 260، وابن المنذر في "الأوسط" (1402) و (1437)، والبيهقي 2/ 85 و 112 و 121 و 128، وفي "المعرفة" (3246) و (3554) من طريق فليح بن سليمان، عن عباس بن سهل، قال:
"اجتمع أبو حميد الساعدي، وأبو أسيد الساعدي، وسهل بن سعد، ومحمد ابن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله r، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله r: إن النبي r قام فكبر ورفع يديه، ثم رفع يديه حين كبر للركوع، ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليهما فوتر يديه فنحاهما عن جنبيه، ولم يصوب رأسه ولم يقنعه، ثم قام فرفع يديه فاستوى حتى رجع كل عضو إلى موضعه، ثم سجد أمكن أنفه وجبهته، ونحى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كل عضو في موضعه حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى على قبلته، ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بأصبعه السبابة" والسياق لابن حبان.
وزاد ابن خزيمة "رأيت رسول الله r أحسن الوضوء، ثم دخل الصلاة".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وجاء في "التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 389 عن فُلَيح، سمعت عباس بن سهل، فلم أحفظ، فحدثني أُراه قال: عيسى بن عبد الله، أَنه سمعه من عباس بن سهل: أَنه حضر أَبا حُميد، وأبا سعيد، ورجل منهم في الصَّلاة.
وأخرجه أبو داود (966)، والطحاوي 1/ 260، وفي "شرح مشكل الآثار" (6071) و (6072) من طريق الحسن بن الحر، حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك، عن عياش أو عباس بن سهل الساعدي:
وكان في مجلس فيه أبوه، وأصحاب رسول الله r، وفيه أيضا أبو هريرة، وأبو أسيد، وأبو حميد الساعدي، والأنصار أنهم تذاكروا الصلاة، فقال أبو حميد...
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (763)، والبيهقي 2/ 115 من طريق بقية، حدثني عتبة بن أبي حكيم، حدثني عبد الله بن عيسى، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي حميد.
وقال البيهقي:
"رواه إسماعيل بن عياش عن عتبة إلا أنه قال فى إسناده عيسى بن عبد الله، وهو الصحيح".
قلت: الحديث عند الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 196 و 260 من طريق ابن عياش لكن فيه (عيسى بن عبد الرحمن العدوي).
وأخرجه أبو داود (733)، وابن حبان (1866)، والبيهقي 2/ 101[[2]] و 118 من طريق عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك، عن عباس أو عياش بن سهل الساعدي: أنه كان في مجلس فيه أبوه وكان من أصحاب النبي r وفي المجلس أبو هريرة، وأبو حميد الساعدي، وأبو أسيد ... بهذا الخبر يزيد أو ينقص.
وعند ابن حبان، والبيهقي في موضع ( عباس بن سهل بن سعد) بلا شك.
وأُدخل في إسناده محمد بن عمرو بن عطاء!
وقال ابن حبان:
"سمع هذا الخبر محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي، وسمعه من عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه فالطريقان جميعا محفوظان".
قلت: في إسناده عيسى بن عبد الله بن مالك: قال ابن المديني: مجهول.
وتابعه عطاف بن خالد لكنه أبهم عباس بن سهل:
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 259 من طريقه قال: حدثنا محمد ابن عمرو بن عطاء، قال: حدثني رجل أنه وجد عشرة من أصحاب النبي r جلوسا...
وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 403:
"التحقيق عندي: أن محمد بن عمرو الذي رواه عطاف بن خالد عنه، هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني وهو لم يلق أبا قتادة، ولا قارب ذلك، إنما يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وغيره من كبار التابعين، وأما محمد بن عمرو الذي رواه عبد الحميد بن جعفر عنه، فهو محمد بن عمرو بن عطاء، تابعي كبير جزم البخاري بأنه سمع من أبي حميد وغيره، وأخرج الحديث من طريقه".
قلت: لا أدري ما هو وجه هذا إذ جاء في إسناد الطحاوي أنه محمد بن عمرو بن عطاء، فغاية ما فيه إبهام عباس بن سهل.
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (6) من طريق يونس بن بكير، أخبرنا ابن إسحاق، عن العباس بن سهل الساعدي، قال:
"كنت بالسوق مع أبي قتادة، وأبي أسيد، وأبي حميد كلهم يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله r. فقالوا لأحدهم: صل، فكبر ثم قرأ ثم كبر ورفع، فقالوا: أصبت صلاة رسول الله r".

وأما حديث وائل بن حجر:
فأخرجه مسلم (401)، وأحمد 4/ 317-318، وابن خزيمة (906)، وأبو عوانة (1596) و (1879)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (57)، والبيهقي 2/ 28 و 71، وفي "المعرفة"  (2972) و (3241) من طرق عن عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل، ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر:
"أنه رأى النبي r رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر - وصف همام حيال أذنيه - ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبر فركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد، سجد بين كفيه".
وأخرجه أبو داود (736) و (839)، وابن المنذر في "الأوسط" (1432) و (1623)، والطبراني 22/ (60)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (182)، والبيهقي 2/ 98-99 من طريق حجاج بن المنهال، والطبراني 22/ (60) من طريق أبي عمر الحوضي، كلاهما عن همام بن يحيى، حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه.
ليس فيه علقمة بن وائل، ولا مولاه!
وأخرجه أبو داود (723) حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2619) حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، وابن خزيمة (905) حدثنا عمران بن موسى القزاز، وابن حبان (1862) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 257، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 227 من طريق أبي معمر [[3]]، أربعتهم عن عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر، قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي قال: فحدثني وائل بن علقمة (وعند ابن خزيمة: وائل بن علقمة أو علقمة بن وائل)، عن أبي وائل بن حجر، قال:
"صليت مع رسول الله r فكان إذا كبر رفع يديه، قال: ثم التحف، ثم أخذ شماله بيمينه وأدخل يديه في ثوبه قال: فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع رفع يديه ثم سجد ووضع وجهه بين كفيه، وإذا رفع رأسه من السجود أيضا رفع يديه حتى فرغ من صلاته".
وقال أبو داود:
"روى هذا الحديث همام، عن ابن جحادة لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود".
قلت: وقلب اسم علقمة بن وائل!
وقال ابن خزيمة:
"هذا علقمة بن وائل لا شك فيه، لعل عبد الوارث أو من دونه شك في اسمه".
قلت: قد أخرجه الطبراني 22/ (61) من طريق أبي عمر المقعد، ومحمد بن عبيد بن حساب، كلاهما عن عبد الوراث به، وفيه (علقمة بن وائل).
وأخرجه أحمد 4/ 316، وابن أبي شيبة 1/ 390، والطبراني 22/ (1)، والدارقطني 2/ 34، والبيهقي 2/ 28، وفي "السنن لصغير" (369)، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/ 127-128 من طريق موسى بن عمير، عن علقمة بن وائل بن حجر، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله r واضعا يمينه على شماله في الصلاة".
وأخرجه النسائي (887)، وفي "السنن الكبرى" (963)، والدارقطني 2/ 35 من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عمير العنبري، وقيس بن سليم العنبري، قالا: حدثنا علقمة بن وائل، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله r إذا كان قائما في الصلاة قبض بيمينه على شماله".
وأخرجه النسائي (1055)، وفي "الكبرى" (646) من طريق ابن المبارك، عن قيس بن سليم العنبري قال: حدثني علقمة بن وائل، قال: حدثني أبي، قال:
"صليت خلف رسول الله r، فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده. هكذا فأشار قيس إلى نحو الأذنين".
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (10)، والطبراني 22/ (27) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، أنبأنا قيس بن سليم العنبري قال: سمعت علقمة بن وائل بن حجر، حدثني أبي قال:
"صليت مع النبي r فكبر حين افتتح الصلاة ورفع يديه، ثم رفع يديه حين أراد أن يركع، وبعد الركوع".
وهذا إسناد صحيح، وقد ثبت سماع علقمة بن وائل من أبيه كما في "صحيح مسلم" (1680-32)، وغيره.
وجاء في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 322- طبعة دار القبلة مؤسسة علوم القرآن، بتحقيق الشيخ محمد عوّامة، إدراج زيادة "تحت السرة" في حديث وائل بن حجر، وهو تحريف، فهذه الزيادة إنما هي في الأثر الذي بعده، وإدخالها في الحديث المرفوع خطأ بيّن، وقد ردّ على عوّامة: شيخُنا المحدّث إرشاد الحق الأثري في "التحريف في المصنف لابن أبي شيبة جرأة وقحة من الشيخ محمد عوّامة" فأفاد وأجاد حفظه الله تعالى، ومتعنا بعلمه وفهمه.
وأخرجه الطبراني 22/ (8) و (10)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 484)، والدارقطني 2/ 44 من طريق حصين بن عبد الرحمن قال: كان عمرو بن مرة حدثهم، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله r حين قام إلى الصلاة رفع يديه، وحين رفع رأسه من الركوع فعل ذلك".
وزاد الدارقطني "وإذا سجد".
وإسناده صحيح، وحصين: ذكره ابن الصلاح فيمن اختلط وتغير وعزاه للنسائي وغيره، وقد رواه عنه هشيم، وخالد الواسطي وهما ممن سمعا منه قبل الاختلاط، لكن رواية خالد الواسطي لا يعرّج عليها لأن في الطريق إليه ابنه محمد وهو ضعيف، وقد رواه بلفظ منكر.                                                 .
وأخرجه أبو داود (737)، والنسائي (882)، وفي "الكبرى" (958)، وأحمد 4/ 316، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 181-182، والطبراني 22/ (72)، والبغوي في "شرح السنة" (566) من طريق فطر بن خليفة، وأبو داود (724)، والطبراني 22/ (63)، والبيهقي 2/ 24-25، والبغوي في "شرح السنة" (562) من طريق الحسن بن عبيد الله النخعي، كلاهما عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله r يرفع يديه حين افتتح الصلاة، حتى حاذت إبهامه شحمة أذنيه".
ولفظ أبي داود (724) "رفع يديه حتى كانتا بحيال منكبيه، وحاذى بإبهاميه أذنيه".
وعند الطبراني (63) "رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه".
وأخرجه أحمد 4/ 317، والطبراني 22/ (71) من طريق أشعث بن سوار، عن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه، قال:
"أتيت رسول الله r، فكان لي من وجهه ما لا أحب أن لي به من وجه رجل من بادية العرب، صليت خلفه وكان يرفع يديه كلما كبر، ورفع ووضع بين السجدتين، ويسلم عن يمينه وعن شماله".

وأخرجه النسائي (932)، وفي "الكبرى" (1006)، والطبراني 22/ (36) و (41) و (46) و (48) و (52) و (59) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والنسائي (879)، وفي "الكبرى" (955)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 838، وابن المنذر في "الأوسط" (1255)، والطبراني 22/ (35) و (44) و (55) من طريق أبي الأحوص، وأحمد 4/ 317، والدارمي (1241)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 420، والطبراني 22/ (31) و (42) و (49)، وتمام في "الفوائد" (877)، والبيهقي 2/ 58 من طريق عن زهير، وعبد الرزاق (2633)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1367)، والطبراني 22/ (30) حدثنا معمر، وابن ماجه (855)، وابن أبي شيبة 2/ 425 و 14/ 44، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 838، والطبراني 22/ (34) من طريق أبي بكر بن عياش، والطبراني 22/ (32) و (43) و (54) من طريق إسرائيل، والطبراني 22/ (33) و (45) و (51) من طريق حديج بن معاوية، والطبراني 22/ (40) و (47) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني 22/ (38) و (50) من طريق الأعمش، والطبراني 22/ (39) و (57) من طريق عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، والطبراني 22/ (56) من طريق حبيب بن حبيب، والطبراني 22/ (37) و (58)، والدارقطني 2/ 133 من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلهم جميعا تاما ومختصرا عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن وائل، قال:
"رأيت رسول الله r يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، قريبا من الرسغ، ويرفع يديه حين يوجب حتى تبلغا أذنيه، وصليت خلفه فقرأ:
{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] فقال: آمين. يجهر".
وعند الطبراني (40) "فقال من خلفه آمين".
وعنده أيضا (39) "قال: آمين. ليوافق الملائكة المؤمنين".
وفي لفظ "صليت خلف رسول الله r، فلما كبر رفع يديه أسفل من أذنيه، فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] قال: آمين. فسمعته وأنا خلفه قال: فسمع رسول الله r رجلا يقول: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما سلم النبي r من صلاته قال: من صاحب الكلمة في الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت بها بأسا، قال النبي r: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا، فما نهنهها شيء دون العرش".
وفي لفظ "فسمع رجلا يقول: الله أكبر كبيرا، وسبحان الله وبحمده كثيرا".
وقال الدارقطني:
"هذا إسناد صحيح".
قلت: عبد الجبار بن وائل بن حجر: قال ابن معين:
"لم يسمع من أبيه شيئا".
وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الامصار" (ص 163):
"مات أبوه وائل وأمه حامل به، كل ما روى عن أبيه مدلس، وإن كان لا يصغر عن صحبة الصحابة".
وأخرجه أبو داود (725) من طريق يزيد بن زريع، وأحمد 4/ 316 حدثنا وكيع، والطبراني 22/ (76) و (77) من طريق عمرو بن مرزوق، وأبي حفص عمرو بن علي، والبيهقي 2/ 26 من طريق أبي النضر، خمستهم عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، حدثني أهل بيتي، عن أبي:
"أنه رأى النبي r يرفع يديه مع التكبيرة، ويضع يمينه على يساره في الصلاة" واللفظ لأحمد، وزاد البيهقي "ويسجد بين كفيه".
وأخرجه الطيالسي (1115) حدثنا المسعودي بإسناده، بلفظ "أنه صلى مع النبي r، فسلم عن يمينه وعن شماله".
وأخرجه الطبراني 22/ (74) و (75) من طريق أسد بن موسى، ويزيد بن هارون، كلاهما عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه.
ليس فيه أهل بيته، وإسناد الطبراني الأول ضعيف، فيه مقدام بن داود الرعيني، وإسناده الثاني ضعيف أيضا فإن المسعودي: اختلط، ويزيد بن هارون ممن سمع منه بعد اختلاطه.
وأخرجه أحمد 4/ 316، والطيالسي (1114)، وابن أبي شيبة 1/ 298، والدارمي (1252)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (125)، والطبراني 22/ (103) و (104)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6481)، والبيهقي 2/ 26 عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا البختري الطائي يحدث، عن عبد الرحمن بن اليحصبي، عن وائل بن حجر الحضرمي:
"أنه صلى مع رسول الله r، فكان يكبر إذا خفض، وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلم عن يمينه وعن يساره".
قال شعبة: فقال لي أبان بن تغلب: إن في ذا الحديث حتى يبدو وضح وجهه، فذكرت ذلك لعمرو أفي الحديث حتى يبدو وضح وجهه؟ فقال عمرو: نحو ذلك.
وعند الإمام أحمد "رأيت رسول الله r يرفع يديه مع التكبير".
وأخرجه الطبراني (105) من طريق قيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة به، وفيه "رأيت النبي r يسلم عن يمينه، وعن شماله حتى يرى بياض خده".
وفي إسناده عبد الرحمن بن اليحصبي الكوفي: لم يرو عنه غير أبي البختري، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 369، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 303، وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان 5/ 107!
وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 980، والبزار (4488) مطولا، وكذا الطبراني 22/ (118) من طريق محمد بن حجر، قال: حدثني سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر:
وفيه " ثم رفع يديه حتى حاذتا بشحمة أذنيه".
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 232:
"رواه الطبراني في "الكبير"، والبزار، وفيه سعيد بن عبد الجبار قال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي سند البزار والطبراني محمد ابن حجر، وهو ضعيف".
ورواه عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، وقد استوفيت طرقه في كتابي "الإنارة في حديث الإشارة" (ص 40-65).

وأما حديث علي بن أبي طالب:
فأخرجه أبو داود (744) و (761)، وابن ماجه (864)، والترمذي (3423)، وأحمد 1/ 93، وابن خزيمة (584)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5822)، وابن المنذر في "الأوسط" (1382)، والدارقطني 2/ 37، والبيهقي 2/ 24 و 137، وفي "المعرفة" (3252) عن سليمان ابن داود الهاشمي، والبخاري في "رفع اليدين" (9) حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 195 و 222، وفي "شرح مشكل الآثار" (5821)، وابن خزيمة (584)، والدارقطني 2/ 37، والبيهقي 2/ 74 من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى ابن عقبة، عن عبد الله بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الرحمن بن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"عن رسول الله r أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر".
وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (1) أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد بإسناده، وفيه "وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك" وهذا يوضّح معنى قوله "وإذا قام من السجدتين" أي: الركعتين.
وزاد أبو داود (761)، والترمذي "ويقول حين يفتتح الصلاة بعد التكبير: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، سبحانك أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، أنا بك وإليك، ولا منجا، ولا ملجأ إلا إليك، أستغفرك وأتوب إليك. ثم يقرأ، فإذا ركع كان كلامه في ركوعه أن يقول: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي لله رب العالمين. فإذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده. ثم يتبعها: اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد. فإذا سجد قال في سجوده: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين. ويقول عند انصرافه من الصلاة: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وأنت إلهي لا إله إلا أنت".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وهو كما الترمذي رحمه الله تعالى، إسناده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره.
تنبيه: سقط من مطبوع "شرح معاني الآثار" 1/ 222 (ابن) قبل (وهب)!

وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه ابن ماجه (866)، والبخاري في "رفع اليدين" (8)، وابن أبي شيبة 1/ 235، وعنه أبو يعلى (3752) و (3793)، والترمذي في "العلل الكبير" (99)، والدارقطني 2/ 42، والضياء في "الأحاديث المختارة" (2025) و (2026) عن عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، عن أنس:
"كان رسول الله r يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا سجد" واللفظ للدارقطني.
وقال البخاري كما في "العلل" للترمذي:
"عبد الوهاب الثقفي صدوق صاحب كتاب، وقال غير واحد من أصحاب حميد: عن حميد، عن أنس فعله".
وقال الدارقطني:
"لم يروه عن حميد مرفوعا غير عبد الوهاب، والصواب من فعل أنس".
وأخرجه الضياء (2027) من طريق أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن علويه القاضي، حدثنا إسماعيل بن أحمد بن أسد والي خراسان، حدثنا أبي، عن يزيد بن هارون، عن حميد به.
وقال الضياء:
"رواية يزيد بن هارون مما يقوي رواية عبد الوهاب والله أعلم".
قلت: لو ثبتت الطريق إليه لكان هذا الكلام له محله فإن إسناده تالف، عبد الرحمن بن محمد بن علويه الأبهري أبو بكر القاضي: متهم بالكذب، وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 191:
"رواه خالد بن عبد الله الواسطي، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن معاذ العنبري، ويزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس موقوفا".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6464) من طريق إبراهيم بن محمد الأسلمي، حدثنا الليث بن أبي سليم، حدثني عبد الرحمن بن الأسود، أخبرنا أنس بن مالك، قال:
"صليت وراء رسول الله r، وأبي بكر، وعمر، فكلهم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه يكبر للسجود".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن الأسود إلا ليث بن أبي سليم، تفرد به إبراهيم بن محمد الأسلمي".
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد الأسلمي: متروك الحديث.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 191 من طريق محمد بن عبد بن عامر بن مرداس السغدي السمرقندي - قدم علينا - حدثنا عصام بن يوسف، حدثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن أنس، قال:
"كان رسول الله r يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا أراد أن يركع، وإذا رفع رأسه من الركوع".
وقال الخطيب:
"تفرد بروايته محمد بن عبد بن عامر، عن عصام...ويروى أن محمد بن عبد سرقه فألزقه على عصام بن يوسف".
إسناده تالف، قال الدارقطني: محمد بن عبد بن عامر، طواف في البلدان، يكذب ويضع.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1514) أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج الموصلي، حدثنا أحمد بن السري، حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال:
" كان رسول الله r يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا رفع رأسه من الركوع".
وقال الخطيب:
"هكذا رواه المقرئ".
وقال في "تاريخ بغداد" 3/ 191:
"وقد حدث به شعبة بن الحجاج، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن النبي r مرسلا".
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 235 حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن النبي r: مرسلا.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9257) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن قتادة، قال:
"قلت لأنس بن مالك، أرنا كيف صلاة رسول الله r؟ فقام فصلى، فكان يرفع يديه مع كل تكبيرة، فلما انصرف قال: هكذا كان صلاة رسول الله r".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن قتادة، عن أنس إلا العرزمي".
وإسناده ضعيف جدا، العرزمي: متروك الحديث.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 4/ 396 من طريق علي بن عبيد الله بن الفرج البرداني، حدثنا نهشل بن دارم الدارمي، حدثنا أحمد بن أبي سليمان القواريري، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال:
"كان رسول الله r يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وبعد ما يرفع، ولا يرفع بين السجدتين".
وإسناده تالف، أحمد بن أبي سليمان القواريري: كذبه الأزدي والخطيب.
وقال الدارقطني: يروي عن حماد بن سلمة مقلوبات، كان مغفلاً، يترك، لا يحتج به.
وعلي بن عبيد الله بن الفرج البرداني: صوابه: ابن عبد الله، قال الخطيب: ليش بشيء، اتهم بالوضع.

وأما حديث جابر:
فأخرجه ابن ماجه (868)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 217 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، أن جابر بن عبد الله:
" كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، ويقول: رأيت رسول الله r فعل مثل ذلك. ورفع إبراهيم بن طهمان يديه إلى أذنيه".
أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي: حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات لكن أبا الزبير: مدلس ولم يصرّح بسماعه لكن أخرجه السراج في "مسنده" (92) حدثنا محمد بن طريف أبو بكر الأعين، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، قال:
"رأيت جابر بن عبد الله يرفع يديه إذ كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ولم يرفع بين ذلك، فقلت له: ما هذا؟ فقال: هكذا رأيت رسول الله r يصلي".
وهذا إسناد صحيح، محمد بن طريف هو محمد بن أبي عتاب: ثقة.
وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 121)، ومن طريقه ابن نقطة الحنبلي في "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد" (ص 48)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"  1/ 165، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 88، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 335، والسلفي في "حديثه عن حاكم الكوفة" عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب، حدثنا أحمد بن سيار المروزي، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
"رأيت النبي r إذا صلى الظهر رفع يديه إذا كبر، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع".
وهذا إسناد رجاله ثقات، وفيه عنعنة أبي الزبير.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 414-415: وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال:
"رأيت رسول الله r في صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر، وإذا رفع رأسه من الركوع".
وقال الزيلعي:
"ثم أخرجه عن إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير به، وفيه: إذ ركع، قال: هكذا، رواه ابن طهمان، وتابعه زياد بن سوقة، وهو حديث صحيح، رواته عن آخرهم ثقات".
قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 121):
"وهذا الحديث شاذ الإسناد والمتن، إذ لم نقف له على علة، وليس عند الثوري، عن أبي الزبير هذا الحديث، ولا ذكر أحد في حديث رفع اليدين أنه في صلاة الظهر، أو غيرها، ولا نعلم أحدا رواه عن أبي الزبير غير إبراهيم بن طهمان وحده تفرد به إلا حديث يحدث به سليمان بن أحمد الملطي من حديث زياد بن سوقة، وسليمان متروك يضع الحديث، وقد رأيت جماعة من أصحابنا يذكرون أن علته أن يكون عن محمد بن كثير، عن إبراهيم بن طهمان، وهذا خطأ فاحش، وليس عند محمد بن كثير، عن إبراهيم بن طهمان حرف فيتوهمون قياسا أن محمد بن كثير، يروي عن إبراهيم بن طهمان كما روى أبو حذيفة، لأنهما جميعا رويا، عن الثوري، وليس كذلك فإن أبا حذيفة قد روى عن جماعة لم يسمع منهم محمد بن كثير، منهم إبراهيم بن طهمان، وشبل بن عباد، وعكرمة بن عمار، وغيرهم من أكابر الشيوخ".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 353-354 من طريق الحارث بن
عبد الله الخازن، وابن المظفر في "فوائده" - مخطوط، وكما في "المطالب العالية" (459) عن أحمد بن منيع، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 134 من طريق عيسى البسطامي، ثلاثتهم عن سلمة بن صالح، يحدث عن ابن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه، قال:
"رأيت رسول الله r يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع".
وإسناده ضعيف من أجل سلمة بن صالح.

وأما حديث أبي موسى الأشعري:
فأخرجه الدارقطني 2/ 138 حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا عبد الله بن شيرويه، حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن حطان بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري، قال:
"هل أريكم صلاة رسول الله r؟ فكبر ورفع يديه، ثم كبر ورفع يديه للركوع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم رفع يديه، ثم قال: هكذا فاصنعوا ولا يرفع بين السجدتين".
وهذا إسناد صحيح.
ثم أخرجه الدارقطني 2/ 47 حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا جعفر بن أحمد الشاماتي، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة بإسناده عن النبي r.
وقال الدارقطني:
"رفعه هذان عن حماد ووقفه غيرهما عنه".
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1387) حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة به.
ليس فيه "هل أريكم صلاة رسول الله r".
وقال الدارقطني في "العلل" 7/ 254:
"الصواب من حديث الأزرق بن قيس عن حطان، قول من وقفه عن حماد ابن سلمة، والله أعلم".

غريب الحديث


(حذو) بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة، أي: مقابل وإزاء.

(منكبيه) تثنية منكب بفتح الميم وكسر الكاف بينهما نون ساكنة، وهو مجمع عظم العضد والكتف.


يستفاد من الحديث


أولًا: استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والركوع، وفي الرفع من الركوع، وإذا قام من الركعتين.
وقال الأوزاعي، والحميدي شيخ البخاري، وابن خزيمة، وداود بوجوب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وحكاه القاضي حسين عن الإمام أحمد.
قال ابن عبد البر: "كل من نقل عنه الإيجاب لا يبطل الصلاة بتركه إلا في رواية عن الأوزاعي والحميدي".
وقال الحافظ:
 "ونقل بعض الحنفية أنه يأثم تاركه".

ثانيًا: أن رفع اليدين قبل التكبير كما هو ظاهر حديث الباب، ففيه "رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه، ثم كبر"، وجاءت رواية في حديث الباب لا تدل على الترتيب، ولفظها "إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه".
وفي حديث مالك بن الحويرث "إذا صلى كبر ورفع يديه".
وفي حديث أبي حميد الساعدي "إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه". 
وجاءت رواية تدل على اقتران التكبير مع رفع اليدين في حديث وائل بن حجر، ففيه "رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر"، وفي رواية "يرفع يديه مع التكبيرة".
وجاءت رواية تدل على أن التكبير قبل رفع اليدين في حديث مالك بن الحويرث عند مسلم (391-24)، وأبي عوانة (1586)، والبيهقي 2/ 27، وفي "المعرفة" (3242) "إذا صلى كبر، ثم رفع يديه"، وقال البيهقي:
"ورواية من دلت روايته على الرفع مع التكبير أثبت وأكثر، فهي أولى بالاتباع، وبالله التوفيق".
وقال الحافظ:
"ولم أر من يقول بتقديم التكبير على الرفع".

ثالثًا: أنه لا يرفع يديه في الهوي إلى السجود، ولا في الرفع منه.


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
19 - شعبان - 1439 هجري


٭ ٭ ٭



[1] - سقط من الموضع الأول من إسناده الزهري!

[2] - جاء في هذا الموضع من مطبوع "سنن البيهقي الكبرى" (محمد بن عمرو بن عطاء أخبرني مالك) وهو تحريف، وصوابه: محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك.

[3] -  تحرّف في "التمهيد" 9/ 227 (أبو معمر) إلى أبي منعم! وصوابه أبو معمر وهو
عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري المقعد.



حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام