(153) "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة
الجمعة سورة الجمعة، والمنافقين".
أخرجه
مسلم (879)، وغيره من حديث ابن عباس، وقد تقدّم تخريجه ضمن شواهد الحديث رقم (152)،
وله شواهد من حديث أبي هريرة، وأبي عنبة الخولاني، والنعمان بن بشير:
أما حديث أبي هريرة:
فأخرجه
مسلم (877-61)، وأبو داود (1124)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 107، وابن عبد
البر في "التمهيد" 16/ 326 من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (877)، والترمذي
(519)، وابن ماجه (1118)، وابن أبي شيبة 2/ 142 و 14/ 264، وأبو نعيم في "المستخرج"
(1972)، والبيهقي 3/ 200، وابن الجوزي في "التحقيق" (809) عن حاتم بن إسماعيل،
وأحمد 2/ 430، والنسائي في "الكبرى" (1747)، وابن خزيمة (1843)، وابن المنذر
في "الأوسط" (1848) عن يحيى بن سعيد القطان، ومسلم (877)، والشافعي 1/
149، وفي "الأم" 1/ 235، والبيهقي في "المعرفة" (6432) عن عبد
العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الرزاق في "المصنف" (5231) عن ابن جريج،
وعبد الرزاق (5232) [[1]]،
وابن وهب في "الموطأ" (226) [[2]] - ومن طريقه
ابن حبان (2806) -، والنسائي في "الإغراب" (3) [[1]]، وأبو يعلى في
"المعجم" (97)، والدارقطني في "العلل" 9/ 32، والسلفي في
"الطيوريات" (307) عن الثوري، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/
414 من طريق سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (1844)، وابن الجارود في "المنتقى"
(301)، والبيهقي 3/ 200، والبغوي في "شرح السنة" (1088)، وفي "الأنوار"
(639) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والشافعي 1/ 149 عن إبراهيم بن محمد، وأبو العباس
الأصم في "جزء من حديثه" من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة، عشرتهم عن جعفر
بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي رافع، قال:
"استخلف
مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلى لنا أبو هريرة الجمعة، فقرأ بعد سورة
الجمعة، في الركعة الآخرة: {إذا جاءك المنافقون}، قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف،
فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة:
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة".
وقال
الترمذي:
"حديث
حسن صحيح".
وأخرجه
أحمد 2/ 467، والطيالسي (2695)، والنسائي في "الإغراب" (97)، وأبو القاسم
البغوي في "الجعديات" (158)، والطوسي في "مختصر الأحكام"
(354)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 184 عن شعبة، عن الحكم، عن محمد بن علي:
"أن
رجلا قال لأبي هريرة: إن علي بن أبي طالب قرأ في الجمعة بـ الجمعة و {إذا جاءك المنافقون}؟
قال أبو هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك".
وهذا
مرسل.
وأخرجه
عبد الرزاق (5233) عن معمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الحكم بن عتيبة، عن أبي هريرة،
قال:
"سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجع بهاتين السورتين في الجمعة بسورة الجمعة و {إذا
جاءك المنافقون}".
وإسناده
ضعيف جدا، جابر بن يزيد الجعفي: متروك، وقد استوفيت ترجمته في "الرواة المختلف
فيهم عند ابن شاهين" (3).
والحكم
بن عتيبة لم يدرك أبا هريرة.
وأخرجه
الطبراني في "الأوسط" (9279) حدثنا الوليد بن أبان، حدثنا محمد بن عمار الرازي،
حدثنا عبد الصمد بن عبد العزيز، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن أبي جعفر، عن
أبي هريرة، قال:
"كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة، فيحرض به المؤمنين،
وفي الثانية بسورة المنافقين فيفزع به المنافقين".
وقال
الطبراني:
"لم
يرو هذا الحديث عن منصور إلا عمرو بن أبي قيس".
وقال
الهيثمي في "المجمع" 2/ 191:
"إسناده
حسن! ومحمد بن عمار هو الوازعي، وهو وشيخه عبد الصمد من أهل الرأي وثقهما ابن حبان".
قلت:
إسناده منقطع، قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 266):
"أبو
جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم وعن عائشة وأبي
هريرة أيضا".
وأخرجه
ابن أبي شيبة 2/ 142 و 14/ 264 حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الحكم، عن أناس
من أهل المدينة، أرى فيهم أبا جعفر، قال:
"كان
يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين، فأما سورة الجمعة فيبشر بها المؤمنين ويحرضهم،
وأما سورة المنافقين فيؤيس بها المنافقين ويوبخهم بها".
وهذا
معضل، وسقط من الموضع الثاني منه (إبراهيم).
وأخرجه
الشافعي 1/ 148، وفي "الأم" 1/ 235 أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني عبد الله
بن أبي لبيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
"أن
النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الجمعة سورة الجمعة والمنافقين".
وإسناده
ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: متروك.
وأما حديث أبي عنبة الخولاني:
فأخرجه البزار (3759) حدثنا محمد بن عبد الرحمن
بن المفضل، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، قال: حدثنا أبو المهدي
سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي عنبة
الخولاني - وكان من الصحابة -:
"عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة، والسورة التي
يذكر فيها المنافقون".
إسناده
ضعيف جدا، أبو المهدي سعيد بن سنان: متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع.
وشيخ
البزار: لم أجده، والذي وجدته في تلاميذ محمد بن سليمان بن أبي داود: أحمد بن عبد الرحمن
بن المفضل الحراني كما في "تهذيب الكمال" 25/ 304.
وكل
الشيوخ الذي روى عنهم محمد بن عبد الرحمن بن المفضل في "مسند البزار" إنما
ذَكَروا في تلاميذهم أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل، منهم: الوليد بن المهلب، وعثمان
بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني.
وأخرجه
ابن ماجه (1120) من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي
عنبة الخولاني:
"أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث
الغاشية}".
وأما حديث النعمان بن بشير:
فأخرجه
مسلم (878-63)، وابن ماجه (1119)، وعبد الرزاق في "المصنف" (5236)، والبزار
(3241)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 414، وابن خزيمة (1845)، والبيهقي
3/ 200-201 عن سفيان بن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله، قال:
"كتب
الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله: أي شيء قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الجمعة، سوى سورة الجمعة؟ فقال: كان {يقرأ هل أتاك}".
وأخرجه
أبو داود (1123)، والنسائي (1423)، وفي "الكبرى" (1749) و (11605)، وأحمد
4/ 270 و 277، والشافعي 1/ 149، والدارمي (1566)، والبزار (3240)، والطحاوي في
"شرح المعاني" 1/ 414، وابن المنذر في "الأوسط" (1849)، وابن حبان
(2807)، والبيهقي 3/ 200، وفي "المعرفة" (6439)، والبغوي في "شرح السنة"
(1089) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 111) عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد
الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:
"أن
الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الجمعة، على إثر سورة الجمعة؟ قال: كان يقرأ {هل أتاك حديث الغاشية}".
وأخرجه
الدارمي (1567)، وابن خزيمة (1846) من طريق أبي أويس، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله
بن عبد الله، عن الضحاك بن قيس الفهري، عن النعمان بن بشير الأنصاري، قال:
"سألناه
ما كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مع السورة التي يذكر فيها الجمعة؟
قال: كان يقرأ معها {هل أتاك حديث الغاشية}".
أبو
أويس هو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي: صدوق يهم.
وفي الباب عن النعمان بن بشير:
أخرجه مسلم (878-62)، والنسائي (1590)، وفي
"الكبرى" (1788)، وابن أبي شيبة 2/ 141 و 176 و 187 و 14/ 264، والحميدي
(921)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 413، وابن حبان (2822)، والبيهقي
3/ 201، وفي "السنن الصغير" (638) عن جرير بن عبد الحميد، ومسلم (878)، وأبو
داود (1122)، والترمذي (533)، وفي "العلل الكبير" (152)، والنسائي
(1568)، وفي "الكبرى" (1750) و (11601)، وأحمد 4/ 273، والطيالسي (832)،
والبزار (3229)، وابن المنذر في "الأوسط" (2180)، وابن حبان (2821)، والبيهقي
3/ 294، وفي "المعرفة" (6900) و (6901)، والبغوي في "شرح السنة"
(1091) عن أبي عوانة، والنسائي (1424)، وفي "الكبرى" (1752)، وأحمد 4/
271 و 277، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (844)، والطحاوي في "شرح
المعاني" 1/ 413، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 263، وابن الجارود في
"المنتقى" (265) و (300)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 183، والبيهقي
في "الشعب" (2260) عن شعبة، والطبراني في "الصغير" (1042) من طريق
غيلان بن جامع، أربعتهم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم مولى
النعمان بن بشير، عن
النعمان
بن بشير، قال:
"كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين، وفي الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى}
و {هل أتاك حديث الغاشية}، قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة، في يوم واحد، يقرأ بهما
أيضا في الصلاتين".
وقال
الترمذي:
"حديث
حسن صحيح".
وأخرجه
أحمد 4/ 276، وعبد الرزاق في "المصنف" (5235) و (5706)، وابن أبي شيبة
14/ 265، والدارمي (1568) و (1607)، وابن المنذر في "الأوسط" (2174)، وأبو
نعيم في "الحلية" 10/ 29 عن الثوري، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه،
عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير به.
وقرن
عند أحمد، وأبي نعيم بسفيان: مسعر بن كدام.
وأخرجه
أحمد 4/ 271، والحميدي (920)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 413 من طريق
حامد بن يحيى، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه،
عن حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير به.
وقال
الحميدي:
"
كان سفيان يغلط فيه".
لأنه
قال: (عن حبيب بن سالم، عن أبيه) وغيرُه لا يقول (عن أبيه).
وأخرجه ابن ماجه (1281) حدثنا محمد بن الصباح،
والبزار (3230) عن أحمد بن أبان، وابن خزيمة (1463) حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ثلاثتهم
عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن
حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير به، ليس
فيه سالم أبو حبيب، وقال الترمذي في "العلل الكبير" (152):
"سألت محمدا - يعني: الإمام البخاري
- عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث صحيح، وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عن إبراهيم بن
محمد بن المنتشر فيضطرب في روايته، قال مرة:
حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير وهو وهم، والصحيح حبيب بن سالم، عن النعمان
بن بشير".
وله شاهدان من حديث ابن عباس، وسمرة:
أما
حديث ابن عباس:
فعند
الطبراني 12/ (12334)، ولفظه "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في
صلاة الفجر {الم تنزيل السجدة}، و {هل أتى على الإنسان}، ويقرأ في الجمعة بـ {سبح اسم
ربك الأعلى}، و {هل أتاك حديث الغاشية}".
وقد
تقدّم تخريجه ضمن شواهد الحديث رقم (152).
وأما
حديث سمرة بن جندب:
فأخرجه
أبو داود (1125)، والنسائي (1422)، وفي "الكبرى" (1751)، وأحمد 5/ 13، والطيالسي
(929)، وابن خزيمة (1847)، والروياني في "مسنده" (846)، وابن المنذر في
"الأوسط" (1850)، وابن حبان (2808)، والطبراني 7/ (6779)، وابن حزم في
"المحلى" 4/ 107، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/ 94 عن شعبة، وأحمد
5/ 14، وابن أبي شيبة 2/ 142 و 14/ 265، والبيهقي 3/ 201، وفي "المعرفة"
(6437) من طريق مسعر، كلاهما عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة، قال:
"كان
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بـ : {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث
الغاشية}".
وإسناده
صحيح.
وأخرجه
الشافعي 1/ 149 أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني مسعر بن كدام، عن معبد بن خالد، عن سمرة
بن جندب به ليس فيه زيد بن عقبة، وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: متروك.
يستفاد من مجموع الأحاديث
أولًا: يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة
المنافقين.
قال
ابن هبيرة في "الإفصاح" 8/ 55-56:
"في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنما قرأ بهاتين السورتين لما في سورة الجمعة من ذكر الجمعة، ولما
في سورة المنافقين من ذمهم وتخلفهم عن الجمعة، وعن غيرها من الفرائض تحذيرا من مثل
حالهم، والله أعلم.
وقال
بعض العلماء: إنما سن في يوم الجمعة أن تقرأ سورة الجمعة في صلاتها لأن فيها امتحان
اليهود، واعتبار دعواهم، وتبيين كذبهم بتمني الموت، وأما سورة المنافقين فلما فيها
من ذكر المنافقين والإعلان بالعناء وتبكيت من زعم أنه إذا لم ينفق على رسول الله صلى
الله عليه وسلم انفض أصحابه من حوله لقوله سبحانه: {ولله خزائن السموات والأرض ولكن
المنافقين لا يفقهون} وامتحان من ادعى العزة وتبكيته وكيده بقوله سبحانه: {ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}".
ثانيًا: يقرأ في صلاة الجمعة: سورة الجمعة، والغاشية.
قال
القاضي عياض في "إكمال المعلم":
"قراءته
في الركعة الثانية {هل أتاك حديث الغاشية} لما فيها من الوعظِ، وأحوال أهل الآخرة،
والتذكير".
ثالثًا: يقرأ في صلاة الجمعة: سورة الأعلى، والغاشية.
رابعًا: ليست القراءة في صلاة الجمعة مخصوصة ببعض القرآن دون بعض، وينبغي المحافظة على
ما ثبت عن النبي الله صلى الله عليه وسلم.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
20 - ذو الحجة - 1439 هجري
٭ ٭ ٭
[1] - وفي روايته (عن أبي رافع).
[2] - وفي روايته (عن أبي رافع، أو ابن أبي رافع).