words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 17 سبتمبر 2023

غسل أحد الزوجين للآخر

 

(390) "رجع إلي رسول الله ﷺ ذات يوم من جنازة بالبقيع، وأنا أجد صداعا في رأسي، وأنا أقول: وارأساه، قال: بل أنا وارأساه. ثم قال: ما ضرك لو مت قبلي، فغسلتك وكفنتك، ثم صليت عليك، ودفنتك؟ قلت: لكني أو لكأني بك، والله لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت: فتبسم رسول الله ﷺ، ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه".

 

حسن - أخرجه النسائي في "الكبرى" (7042)، وابن حبان (6586)، والبيهقي 3/ 396 عن عمرو بن هشام الحراني، وابن ماجه (1465)، والدارقطني 2/ 437 من طريق الإمام أحمد بن حنبل - وهو في "مسنده" 6/ 228 -، والدارمي (80) عن الحكم بن المبارك الباهلي، والطبري في "تاريخه" 3/ 188- 189 من طريق علي بن مجاهد بن مسلم، والدارقطني 2/ 437 من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، والبيهقي 3/ 396 من طريق أحمد بن بكار الحراني، ستتهم عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: فذكره.

وهذا إسناد جيد، لكن خالفهم محمد بن أحمد الصيدلاني:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (7043) عنه، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة به.

فزاد في إسناده عروة بن الزبير، وهو شاذ [1].

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 168- 169 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة به مطولا، وفيه: "وما عليك لو مت قبلي، فوليت أمرك، وصليت عليك، وواريتك".

فصرّح محمد بن إسحاق بالتحديث من يعقوب بن عتبة.

واختلف فيه على محمد بن إسحاق:

فأخرجه أبو يعلى (4579) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن محمد بن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة به مطولا، وفيه: "وما يضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فكفنتك، ثم صليت عليك ودفنتك؟".

وصرّح هنا ابن إسحاق بالتحديث أيضا من الزهري، فقد يكون سمعه منه، ومن يعقوب بن عتبة، فيكون له فيه شيخان، أو يكون الخطأ من شيخ أبي يعلى وهو جعفر بن مهران السباك، فقد قال الذهبي في "الميزان" 1/ 418:

"موثق، له ما ينكر".

وقد رواه كذلك عباد بن إسحاق:

فأخرجه ابن طهمان في "مشيخته " (5) عنه، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة به، وفيه: "لوددت أن ذلك كان، فأشهدك، وأصلي عليك".

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 225- 226 من طريق الحكم بن القاسم، عن عفيف بن عمرو، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة به.

وإسناده ضعيف جدا، فيه شيخ ابن سعد وهو محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك.

وأخرجه البخاري (5666) و (7217) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1411) -، والبيهقي 3/ 378، وفي "دلائل النبوة" 7/ 168 عن يحيى بن يحيى أبي زكريا، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 185 من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمد، قال:

"قالت عائشة: وا رأساه، فقال رسول الله ﷺ: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك. فقالت عائشة: وا ثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذاك، لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك، فقال النبي ﷺ: بل أنا وا رأساه، لقد هممت - أو أردت - أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد: أن يقول القائلون - أو يتمنى المتمنون - ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون".

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 225- 226 عن محمد بن عمر الواقدي، حدثني سليمان بن بلال به، وفيه: "لو كان ذلك وأنا حي فأستغفر لك، وأدعو لك، وأكفنك وأدفنك".

والواقدي: متروك.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 225- 226 عن محمد بن عمر الواقدي، أخبرنا هشام بن عمارة، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم بن محمد به.

 وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1825) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: قال عبد الرحمن بن القاسم بن محمد: أخبرني القاسم، أن عائشة زوج النبي ﷺ، قالت:

"دخل علي رسول الله ﷺ وأنا أشتكي رأسي، وأقول: وارأساه، فسألني ما شأني؟ فأخبرته أني أشتكي رأسي، فقال: وددت أن يكون ذلك وأنا حي، فأصلي عليك وأدعو لك. قالت عائشة: عسى لي أن لا أراك تتمنى موتي، إني لأرى ذلك لو كان، لغدوت معرسا ببعض نسائك، فقال: لا، بل أنا وارأساه، لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر فأعهد، فإنه رب متمن وقائل أنا، وسيدفع الله ويأبى ذلك المؤمنون".

وإسناده ضعيف، عمرو بن الحارث: مجهول.

وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء: صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب.

وشيخ الطبراني: لم أجد له ترجمة.

 

وفي الباب أثر ضعيف عن فاطمة ابنة رسول الله ﷺ:

أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (214) حدثني أبو محمد النضر بن سلمة المروزي، عن محمد بن الحسن بن زبالة، ويحيى بن المغيرة بن قزعة، قالا: حدثنا محمد بن موسى الفطري، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر، عن أسماء بنت عميس:

"أن فاطمة بنت رسول الله، ﷺ، قالت لأسماء بنت عميس: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه ليطرح على المرأة الثوب فيصفها من رأى فقالت أسماء: يا بنت رسول الله أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، قالت: فدعت بجريدة رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تعرف بها المرأة من الرجل، قال: قالت فاطمة: فإذا مت فاغسليني أنت ولا يدخلن علي أحد، فلما توفيت فاطمة جاءت عائشة تدخل عليها، فقالت أسماء: لا تدخلي فكلمت عائشة أبا بكر، فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين ابنة رسول الله ﷺ، وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فقالت أسماء لأبي بكر: أمرتني أن لا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها، قال أبو بكر: اصنعي ما أمرتك، فانصرف، وغسلها علي وأسماء".

وإسناده ضعيف، النضر بن سلمة المروزي، شاذان: قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث.

وأم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، ويقال أم عون: مجهولة.

وعون بن محمد بن علي بن أبي طالب: روى عنه جمع، وترجم له البخاري في "الكبير" 7/ 16، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 386، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 279.

وأخرجه الدارقطني 2/ 447- 448 من طريق عبد الله بن صندل، حدثنا عبد الله بن نافع المدني، عن محمد بن موسى، عن عون بن محمد، عن أمه، عن أسماء بنت عميس:

"أن فاطمة أوصت أن يغسلها زوجها علي وأسماء، فغسلاها".

وأخرجه الشافعي 1/ 206 عن إبراهيم بن محمد، عن عمارة، عن أم محمد بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس:

"أن فاطمة بنت رسول الله ﷺ أوصت أن تغسلها إذا ماتت هي وعلي، فغسلتها هي وعلي رضي الله عنه".

كذا عن أم محمد بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، وإسناده ضعيف جدا، شيخ الشافعي إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: متروك.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 43، والبيهقي 3/ 396 و 4/ 34، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (449) من طريق قتيبة بن سعيد، حدثنا محمد بن موسى المخزومي، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر، وعن عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر:

"أن فاطمة بنت رسول الله، ﷺ قالت: يا أسماء، إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل، فإذا مت أنا، فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد، فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهما".

وقال الجورقاني:

"هذا حديث مشهور حسن، رواه عن أم جعفر عمارة بن المهاجر".

وقال الذهبي في "اختصار السنن الكبرى" 3/ 1329:

"فيه انقطاع".

وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 109 حدثنا القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن محمد بن موسى:

"‌أن ‌عليا رضي الله عنه ‌غسل ‌فاطمة رضي الله عنها".

وقال الذهبي في "تذهيب تهذيب الكمال" 11/ 167:

"وهذا أصح".


يستفاد من الحديث

 

أنه يجوز لكل من الزوجين أن يتولى غسل الآخر.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭



 1 - وهو محفوظ من حديث صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:

"دخل علي رسول الله ﷺ في اليوم الذي بدئ فيه، فقلت: وارأساه، فقال: وددت أن ذلك كان وأنا حي، فهيأتك ودفنتك. قالت: فقلت غَيْرَى: كأني بك في ذلك اليوم عروسًا ببعض نسائك، قال: وأنا وارأساه، ادعوا لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا، فإني أخاف أن يقول قائل، ويتمنى متمن: أنا أولى، ويأبى الله عز وجل والمؤمنون إلا أبا بكر".

أخرجه مسلم (2387) مختصرًا في ذكر استخلاف أبي بكر، والنسائي في "الكبرى" (7044)، وأحمد 6/ 144، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 180، وابن حبان (6598)، والبيهقي 8/ 153، وفي "دلائل النبوة" 6/ 343 عن يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان به.

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام