words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الخميس، 23 أبريل 2020

الصلاة بين السواري




(269) "صليت مع أنس بن مالك، يوم الجمعة، فَدُفِعْنَا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".

صحيح - أخرجه أبو داود (673)، والترمذي (229)، والنسائي (821)، وفي "الكبرى" (897)، وأحمد 3/ 131، وعبد الرزاق (2489)، وابن أبي شيبة 2/ 369، وابن خزيمة (1568)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (212)، وابن المنذر في "الأوسط" (1989)، وابن حبان (2218)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (1302)، والحاكم 1/ 210 و 218، والبيهقي 3/ 104، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 65/ 48 و 49، والضياء في "المختارة" (2287) و (2288) و (2289)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 459 من طرق عن سفيان الثوري، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود، قال: فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي، وهو كما قالا.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 218 حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا أبو سفيان السعدي، حدثنا ثمامة بن أنس، عن أنس بن مالك، قال:
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصف بين السواري".
وإسناده ضعيف، أبو سفيان السعدي هو طريف بن شهاب: ضعيف.
وأبو هشام الرفاعي هو محمد بن يزيد: ليس بالقوي.

وله شاهد من حديث قرة بن إياس المزني:
أخرجه ابن ماجه (1002)، والطيالسي (1169)، والبزار (3312) و (3313)، والروياني (950)، وابن خزيمة (1567)، والدولابي في "الكنى" (1768)، وابن حبان (2219)، والطبراني 19/ (39) و (40)، والحاكم 1/ 218، والبيهقي 3/ 104، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/ 105 من طرق عن هارون بن مسلم، عن قتادة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال:
"كنا ننهى أن نصف بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونطرد عنها طردا".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة، إلا هارون، ولا نعلم أسند قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه غير هذا الحديث".
وقال الحاكم:
"إسناده صحيح" وأقره الذهبي!
قلت: رجاله ثقات إلا هارون بن مسلم وهو أبو مسلم البصري: روى عنه جمع، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/ 94:
"شيخ مجهول".
وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 581!
وقال ابن رجب في "فتح الباري" 4/ 59:
"قال ابن المديني: إسناده ليس بالصافي، قال: وأبو مسلم هذا مجهول.
وكذا قال أبو حاتم: هو مجهول.
وليس هو بصاحب الحناء، فإن ذاك معروف، وقد فرق بينهما مسلم في كتاب (الكنى) وأبو حاتم الرازي.
وفيه: عن ابن عباس مرفوعا، ولا يثبت".

يستفاد من الحديث


النهي عن الصلاة بين السواري جماعة، قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" 2/ 27-28:
"إما لانقطاع الصف وهو المراد من التبويب [1]، وإما لأنه موضع جمع النعال، والأول أشبه، لأن الثاني محدث، ولا خلاف في جوازه عند الضِّيق، وأما مع السعة فهو مكروه للجماعة، فأما الواحد فلا بأس به، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين سواريها".

 كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام





 1 - في مطبوعه (التثويب)، ولا معنى له، والصواب ما أثبته.

الأربعاء، 22 أبريل 2020

فضل الصف الأول، ثم ما بعده، والأقرب إلى الإمام فالأقرب



(268) "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا".

أخرجه البخاري (615) و (653) و (654) و (721) و (2689)، ومسلم (437)، والترمذي (225) و (226)، والنسائي (540) و (671)، وفي "الكبرى" (1533) و (1647)، وأحمد 2/ 236 و 277 و 303 و 374-375 و 533، وعبد الرزاق" (2007)، وفي "الأمالي" (135)، وابن خزيمة (391) و (1475) و (1554)، وأبو عوانة (970) و (1367)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (994)، وابن المنذر في "الأوسط" (1198) و (1890) و (1985)، وابن حبان (1659) و (2153)، وابن بشران في "الأمالي" (910)، والبيهقي 1/ 428 و 10/ 288، وفي "السنن الصغير" (474)، وفي "الشعب" (2792)، وفي "المعرفة" (2657) و (2658)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 190 من طرق عن مالك (وهو عنده في "الموطأ" 1/ 68 و 131) عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبوا".
وفي الباب عن أبي هريرة أيضا:
"لو يعلمون ما في الصف الأول لكانت قرعة".
أخرجه مسلم (439)، وابن ماجه (998)، وأبو يعلى (6475)، وفي "المعجم" (102)، وابن خزيمة (1555)، وابن الأعرابي في "المعجم" (48) و (127)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 240 [1]، والبيهقي 3/ 102 من طرق عن أبي قطن عمرو بن الهيثم، عن شعبة، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وفي الباب عن أبي هريرة أيضا:
"خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها".
وجاء بهذا اللفظ أيضا من حديث أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وأبي أمامة، وعمر بن الخطاب، وفاطمة بنت قيس، وقد تقدّم تخريجها كلها تحت الحديث رقم (266)، قال النووي:
"هذا في الرجال على الإطلاق، وفي النساء إذا كن مع الرجال، فإن انفردن فخير صفوفهن أولها كالرجال".
وفي الباب عن أبي هريرة أيضا:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للصف الأول ثلاثا، وللثاني مرتين، وللثالث مرة".
أخرجه البزار (8623)، والطبراني في "الأوسط" (8819)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 109 من طريق أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وأيوب بن عتبة ضعيف، وقال العقيلي:
"أخطأ فيه أيوب".

وفي الباب عن أُبيّ بن كعب، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وأبي أمامة، وأبي سعيد الخدري، وعائشة، والعرباض بن سارية، وعبد الرحمن بن عوف:


أما حديث أُبيّ بن كعب:
فقد تقدّم تخريجه ضمن شواهد الحديث رقم (245)، وفيه: "ألا وإن الصف المقدم على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه".

وأما حديث النعمان بن بشير:
فأخرجه أحمد 4/ 268-269 ومن طريقه الطبراني 21/ (133) حدثنا زيد بن الحباب، والبزار (3224)، والدارقطني في "الأفراد" (78) مطبوع ضمن مجموعة أجزاء طبعت خطأ باسم الفوائد لابن منده: من طريق علي بن الحسن بن شقيق، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (2592) من طريق على بن الحسين بن واقد، ثلاثتهم عن حسين بن واقد، حدثني سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:
"إنَّ اللَّهَ وملائكتَه يُصَلّون على الصّفّ الأوّل، أو قال: الصفوف الأُوَل".
ولم يذكر البزار الشك فيه.
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سماك عن النعمان إلا حسين بن واقد".
وإسناده حسن، سماك بن حرب: صدوق.

وأما حديث البراء بن عازب:
 فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (267)، وفيه: "إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصف الأول. أو قال: الصفوف الأول".

وأما حديث أبي أمامة:
فأخرجه أحمد 5/ 262، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1219 - 1)، والطبراني 8/ (7727)، وفي "مسند الشاميين" (1587) من طرق عن فرج بن فضالة، حدثنا لقمان، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. قالوا يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: وعلى الثاني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل، فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف - يعني: أولاد الضأن الصغار -".
وإسناده ضعيف من أجل فرج بن فضالة.

وأما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه مسلم (438-130)، وأبو داود (680)، والنسائي (795)، وفي "الكبرى" (872)، وابن ماجه (978)، وأحمد 3/ 19 و 34 و 54، والطيالسي (2276)، وعبد بن حميد (874)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3137)، وأبو يعلى (1065) و (1181)، وابن خزيمة (1612)، وأبو عوانة (1386)، وابن المنذر في "الأوسط" (2033)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 19، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 225، والبيهقي 3/ 103 من طرق عن أبي الأشهب جعفر بن حيان، عن أبي نضرة العبدي،
عن أبي سعيد الخدري:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا، فقال لهم: تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله".
وأخرجه مسلم (438)، وأبو عوانة (1385) من طريق بشر بن منصور، والنسائي (796)، وفي "الكبرى" (873) من طريق ابن المبارك، وابن خزيمة (1560)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 453-454 من طريق القاسم بن مالك المزني، ثلاثتهم عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسًا في مؤخر المسجد، فقال: لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله، ادنوا مني فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم".

وأما حديث عائشة:
فأخرجه أبو داود (679) - ومن طريقه البيهقي 3/ 103 -، وابن خزيمة (1559) - وعنه ابن حبان (2156) -، وابن المنذر في "الأوسط" (1986) من طرق عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (2453) ) عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار".
وإسناده ضعيف لاضطراب عكرمة بن عمار في روايته عن يحيى بن أبي كثير.

وأما حديث العرباض بن سارية:
فأخرجه ابن ماجه (996)، وأحمد 4/ 126 و 127، وابن أبي شيبة في "المسند" (892)، والطيالسي (1259)، والدارمي (1265)، وابن خزيمة (1558)، والطبراني 18/ (639)، والحاكم 1/ 214 و 217، والبيهقي 3/ 102 من طرق عن هشام الدستوائي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا، وللثاني مرة".
وقال الحاكم:
"وهذا حديث صحيح الإسناد وقد اتفقا على الاحتجاج برواية غير الصحابي على ما تقدم ذكري له من إفراد التابعين".
وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك":
"صحيح على شرطهما، ولم يخرجا للعرباض".
قلت: ليس على شرطهما، وإسناده منقطع فإنه بين خالد بن معدان، والعرباض بن سارية: جبير بن نفير - كما سيأتي في التخريج - ثم إن البخاري لم يخرج من حديث محمد بن إبراهيم التيمي عن خالد بن معدان شيئا.
وأخرجه عبد الرزاق (2452) - ومن طريقه الطبراني 18/ (638) - أخبرنا معمر، وعكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 109 من طريق أبان بن يزيد العطار، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن خالد بن معدان، عن العرباض به.
فأسقط من إسناده (محمد بن إبراهيم التيمي).
وأخرجه أحمد 4/ 128، والدارمي (1265)، وابن أبي شيبة 1/ 379، والبزار (4195)، وابن حبان (2158) و (2159)، والطبراني 18/ (637)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 13 من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية به.
وهذا إسناد على شرط مسلم ما عدا صحابيّه فلم يرو له مسلم شيئا، وقال البزار:
"وكل من رواه عن يحيى فإنما يقول عن خالد بن معدان عن العرباض، إلا شيبان فإنه قال عن خالد، عن جبير بن نفير فوصله".
وأخرجه النسائي (817)، وفي "الكبرى" (893)، وأحمد 4/ 128، والبيهقي 3/ 102 من طريق بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض به.
وهذا إسناد صحيح لغيره، فقد تابع بقيةَ: إسماعيلُ بن عياش:
أخرجه أحمد 4/ 128، والطبراني 18/ (640)، وفي "مسند الشاميين" (1153)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 219، والبغوي في "شرح السنة" (816) من طريقه عن بحير بن سعد به.

وأما حديث عبد الرحمن بن عوف:
فأخرجه ابن ماجه (999) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (925) -، والطبراني في "الأوسط" (6342)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ 381-382 عن محمد بن المصفى الحمصي، قال: حدثنا أنس بن عياض، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول".
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (492):
"هذا خطأ بهذا الإسناد، والصحيح ما رواه الدراوردي، عن ابن عجلان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال الدارقطني في "العلل" (570):
"يرويه محمد بن مصفى، وانفرد به، عن أنس بن عياض، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووهم فيه.
وإنما رواه محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلا".

غريب الحديث


النداء: الأذان.

(لاستهموا) الاستهام: القرعة، قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 158:
"ومعناه: أنهم لو علموا فضيلة الأذان وقدرها وعظيم جزائه ثم لم يجدوا طريقا يحصلونه به لضيق الوقت عن أذان بعد أذان، أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا
في تحصيله، ولو يعلمون ما في الصف الأول من الفضيلة نحو ما سبق، وجاءوا إليه دفعة واحدة وضاق عنهم ثم لم يسمح بعضهم لبعض به لاقترعوا عليه".

يستفاد من الحديث


أولًا: تعظيم أمر الثواب على الأذان، والصف الأول.

ثانيًا: إثبات القرعة في الحقوق التي يزدحم عليها ويتنازع فيها.

ثالثًا: أن الأذان لا يشرع إعادته مرة بعد مرة إلا في أذان الفجر - كما جاءت به السنة - وإلا فلو شرعت إعادته لما استهموا، ولأذن واحد بعد واحد.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام

٭ ٭ ٭


_____________________________
 1 - سقط من مطبوعه (أبو رافع).

الخميس، 16 أبريل 2020

تسوية الصفوف




(267) "أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر".

صحيح - أخرجه أبو داود (671)، وأحمد 3/ 233، والبيهقي 3/ 102 عن عبد الوهاب بن عطاء، والنسائي (818)، وفي "الكبرى" (894) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/ 56 - من طريق خالد بن الحارث، وأحمد 3/ 132 و 215 - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2379) -حدثنا محمد بن بكر، وأبو يعلى (3163)، وابن خزيمة (1546)، وابن حبان (2155) من طريق ابن أبي عدي، والبزار (7072)، وابن خزيمة (1547)، والسراج في "مسنده" (767)، وفي "حديثه" (57) و (58)، وابن المنذر في "الأوسط" (1980)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1813)، والطبراني في "الأوسط" (2419)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (225)، والضياء في "المختارة" (2380) من طريق أبي عاصم النبيل، خمستهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن سعيد إلا أبو عاصم!!".
وليس كما قال رحمه الله تعالى فقد رواه جمعٌ عن سعيد بن أبي عروبة، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي 3/ 102، وفي "السنن الصغير" (500) من طريق عبد الملك بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"أتموا الصف الأول، ثم الثاني، فإن كان نقص كان في المؤخر. وكان يقول: خير صفوف الرجال أولها، وخير صفوف النساء آخرها".
وإسناده جيد، عبد الملك بن محمد الرقاشي: صدوق.
ورواية محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن أبي عروبة على شرط البخاري.
وأخرجه أحمد 3/ 233 من طريق شيبان، عن قتادة، فذكر حديثا، وقال قتادة: كان يقال: "أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه، فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر".

وفي الباب عن أنس أيضًا، وأبي هريرة، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وأبي مسعود البدري، وعبد الله بن مسعود، والنعمان بن بشير، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وأبي أمامة الباهلي، وبلال، وعائشة، وأبي جحيفة، وعبد الله بن زيد:

أما حديث أنس:
فأخرجه البخاري (718)، ومسلم (434)، وأبو عوانة (1375)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1361)، والبيهقي 3/ 100 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتموا الصفوف، فإني أراكم خلف ظهري".
وأخرجه البخاري (719) و (725)، والنسائي (814) و (845)، وفي "الكبرى" (890)، وأحمد 3/ 103 و 125 و 182 و 263 و 286، والشافعي في "السنن المأثورة" (69)، وعبد الرزاق (2462)، وابن أبي شيبة 1/ 351، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (51)، وعبد بن حميد (1406)، وأبو يعلى (3291) و (3720) و (3721) و (3858)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5623)، وابن الأعرابي في "المعجم" (97)، وابن حبان (2173)، وابن عدي في "الكامل" 9/ 59، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (91) و (92) و (93) و (94)، والبيهقي 2/ 21، وفي "المعرفة" (2924)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 87، والبغوي في "شرح السنة" (807)، والضياء في "المختارة" (2092)، والذهبي في "سير النبلاء" 11/ 491-492 من طرق عن حميد الطويل، عن أنس، قال:
"أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري، وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه".
وفي لفظ: "أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري".
وعند ابن أبي شيبة، وأبي يعلى (3720)، وأبي طاهر المخلص (93)، والذهبي: "قال أنس: لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدهم كأنه بغل شموس".
وأخرجه أبو يعلى (3291) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي، وأبو عوانة (1376) من طريق آدم بن أبي إياس، والطبراني في "الأوسط" (2668) من طريق مؤمل بن إسماعيل، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (353) من طريق كامل بن طلحة، أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، وثابت، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"استووا، استووا فوالذي نفس محمد بيده إني لأراكم من خلفي كما أراكم بين يدي. وزاد حميد في حديثه: وتراصوا".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن حماد، عن ثابت إلا مؤمل".
قلت: وليس كما قال رحمه الله تعالى، فقد تابعه جمعٌ.
وأخرجه النسائي (813)، وفي "الكبرى" (889) من طريق بهز بن أسد، وأحمد 3/ 268 و 286، وأبو يعلى (3514)، والبغوي (808) عن عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به.
وأخرجه أحمد 3/ 161، وعبد بن حميد (1251) عن عبد الرزاق" (وهو في "المصنف" (2427) و (2463) ) عن معمر، عن ثابت البناني، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تعاهدوا هذه الصفوف، فإني أراكم من خلفي".
وأخرجه البخاري (723)، ومسلم (433)، وأبو داود (668)، وابن ماجه (993)، وأحمد 3/ 177 و 179 و 254 و 274 و 291، وابن أبي شيبة 1/ 351، والدارمي (1363)، والطيالسي (2094)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 3/ 279، وأبو يعلى (2997) و (3055) و (3137) و (3212) و (3213)، وابن خزيمة (1543)، وأبو عوانة (1372) و (1373)، والسراج في "مسنده" (740) و (742)، وابن المنذر في "الأوسط" (1978)، وابن الأعرابي في "المعجم" (97)، وابن حبان (2171) و (2174)، وأبو الشيخ في "الفوائد" (9)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 32، والخليلي في "الإرشاد" (138)، والبيهقي 3/ 99، والبغوي (812) من طرق عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة".
وفي لفظ: "فإن تسوية الصف من تمام الصلاة".
وأخرجه الحاكم 1/ 217 من طريق شعبة به، بلفظ: "من حسن الصلاة إقامة الصف".
وقال:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وإنما اتفقا على غير هذا اللفظ، وهو أن تسوية الصف من تمام الصلاة"
وأخرجه أحمد 3/ 122 من طريق همام، وعبد الرزاق (2426) - ومن طريقه أبو يعلى (3188) - عن معمر، وابن المقرئ في "معجمه" (650)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (475) و (5271)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 259 و 8/ 301 من طريق مسعر، ثلاثتهم عن قتادة به.
وأخرجه ابن حبان (2166) من طريق أبان، وشعبة، قالا: حدثنا قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: 
"رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأكتاف، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف".
وأخرجه أبو داود (667)، والنسائي (815)، وأحمد 3/ 260، وابن خزيمة (1545)، والسراج في "مسنده" (741)، وابن المنذر في "الأوسط" (1981)، وابن حبان (6339)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 102، والبيهقي 3/ 100، والبغوي (813) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة به.
وأخرجه الطيالسي (2222) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 309 - حدثنا الربيع، عن يزيد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"أقيموا صفوفكم، وتراصوا، فوالذي نفسي بيده، إني لأرى الشياطين بين صفوفكم كأنها غنم عفر".
وإسناده ضعيف، يزيد هو الرقاشي: ضعيف.
والربيع هو ابن صبيح: كان عابدًا مجاهدًا لكنه سيء الحفظ.
وأخرجه أحمد 3/ 154 من طريق جعفر الأحمر، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 87 من طريق عمران بن عيينة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"راصوا الصفوف، فإن الشيطان يقوم في الخلل".
وإسناده ضعيف، عطاء بن السائب: قد اختلط.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 53 من طريق أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا عبيدة، عن عطاء بن السائب، عن الرقاشي، عن أنس به.
وقال أبو نعيم:
"كذا حدث به الأبار، عن عطاء عن الرقاشي، ورواه أبو الأحوص، عن عطاء، عن أنس نفسه من دون الرقاشي".
وأخرجه أبو داود (670)، وابن حبان (2168)، والبيهقي 2/ 22 و 3/ 130 من طريق حميد بن الأسود، حدثنا مصعب بن ثابت، عن محمد بن مسلم، عن أنس، قال:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذه بيمينه، ثم التفت، فقال: اعتدلوا سووا صفوفكم. ثم أخذه بيساره، فقال: اعتدلوا سووا صفوفكم".
 وإسناده ضعيف، محمد بن مسلم بن السائب: مجهول الحال.
ومصعب بن ثابت: كان عابدًا لكنّه ليّن الحديث.

وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه البخاري (722)، ومسلم (435)، وأحمد 2/ 314، وأبو عوانة (1374)، وابن حبان (2177)، والبيهقي 3/ 99، وفي "السنن الصغير" (499)، والبغوي في "شرح السنة" تحت الحديث رقم (852) عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (2424) ) حدثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها، وقال:
"أقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة".
وأخرجه أحمد 2/ 485 من طريق زهير بن محمد، وابن حبان (2179) من طريق الدراوردي، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: 
"أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة، وخير صفوف القوم في الصلاة أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء في الصلاة آخرها وشرها أولها".
وأخرجه إسحاق بن راهويه (392) - ومن طريقه الطبراني في "مسند الشاميين" (2346) - أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، حدثنا عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إن من حسن الصلاة إقامة الصف".
كلثوم بن محمد بن أبي سدرة: قال الذهبي في "الميزان" 3/ 414:
"قال أبو حاتم: يتكلمون فيه.
وقال ابن عدي: كلثوم حلبي، يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل، وعن غيره مما لا يتابع عليه".
وأخرجه أحمد 2/ 234 و 319 و 505، وعبد الرزاق (3737)، وابن أبي شيبة 1/ 353، والبزار (8377)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"
(2797) و (2808)، والخلال في "السنة" (215)، وابن حبان (6338)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (355) من طرق عن ابن أبي ذئب، عن عجلان مولى المشمعل، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"والذي نفسي بيده، إني لأنظر إلى ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي، فسووا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم".
وإسناده جيد، عجلان مولى المشمعل: قال أبو داود السجستاني، عن الإمام أحمد: ما أرى به بأسًا.
وقال النسائي: عجلان مولى المشمعل ليس به بأس. ووثقه ابن حبان 5/ 278.
وأخرجه أحمد 2/ 379، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (354) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس:
"أحسنوا صفوفكم، فإني أراكم خلفي كما أراكم أمامي".
وعند أحمد: "أحسنوا صلاتكم...".
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (3771) حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، عن غانم بن الأحوص، أنه سمع أبا صالح السمان، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ولا يصل عبد صفا إلا رفعه الله به درجة، وذرت عليه الملائكة من البر".
وقال الطبراني:
"لم يرو غانم بن الأحوص، عن أبي صالح غير هذا الحديث، تفرد به: ابن أبي أويس".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 91:
"وفيه غانم بن أحوص: قال الدارقطني: ليس بالقوي".
قلت: وخالد بن سعيد بن أبى مريم: مجهول.
وابنه عبد الله: مستور تكلم فيه الأزدي.
وحفيده إسماعيل: قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا ابن أبي أويس، وأرى في حديثه ضعف وهو مجهول.
وشيخ الطبراني علي بن محمد بن عبد الله بن المبارك الصنعاني: لم أجد فيه تعديلا، وقد قال الهيثمي نفسه 6/ 293:
"لم أعرفه".
وأخرج أبو داود (681) - ومن طريقه البيهقي 3/ 104 - حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا ابن أبي فديك، عن يحيى بن بشير بن خلاد، عن أمه، أنها دخلت على محمد بن كعب القرظي، فسمعته يقول: حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وسطوا الإمام وسدوا الخلل".
وإسناده ضعيف، أم يحيى بن بشير بن خلاد، واسمها أمة الواحد بنت يامين: مجهولة، لم يرو عنها غير ابنها.
ويحيى بن بشير بن خلاد: مجهول الحال.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4457) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن يحيى بن بشير، به بلفظ: "وسطوا الإمام، وسدوا الثلم لا يتخللها الشيطان، وضعوا نعالكم بين أقدامكم".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن بشير".
وأما حديث جابر بن سمرة:
فأخرجه مسلم (430)، وقد تقدّم تخريجه برقم (175)، وفيه:
"ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف".

وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه أبو داود (666) - ومن طريقه البيهقي 3/ 101 -، والطبراني في "مسند الشاميين" (1958) عن عيسى بن إبراهيم الغافقي، وأحمد 2/ 97-98، والطبراني 13/ (14113)، وفي "مسند الشاميين" (1958) عن هارون بن معروف، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (2630) من طريق أبي ثور عمرو بن سعد، ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"أقيموا الصفوف، فإنما تصفون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله تبارك وتعالى، ومن قطع صفا قطعه الله تبارك وتعالى".
وقال أبو داود:
"معنى ولينوا بأيدي إخوانكم: إذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل فيه فينبغي أن يلين له كل رجل منكبيه حتى يدخل في الصف".
وأخرجه النسائي (819)، وفي "الكبرى" (895)، وابن خزيمة (1549) عن عيسى بن إبراهيم الغافقي، والحاكم 1/ 21 [1] من طريق أحمد بن عمرو بن السرح،كلاهما عن عبد الله بن وهب به مختصرا.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: كثير بن مرة لم يرو له مسلم شيئًا وهو ثقة، والحديث إسناده حسن، معاوية بن صالح، وأبو الزاهرية - وهو حدير بن كريب - صدوقان.
وأخرجه أبو داود (666) - ومن طريقه البيهقي 3/ 101 -، والدولابي في "الكنى" (237) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة به، ولم يذكر ابن عمر.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 403 و 437 من طريق محمد بن جامع، حدثنا سعيد بن عبد الجبار، حدثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سووا صفوفكم وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع قطعه الله".
وإسناده ضعيف جدًا، سعيد بن سنان أبو مهدي الحنفي: متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع.
وسعيد بن عبد الجبار الزبيدي: واه.
ومحمد بن جامع البصري العطار: ضعفه أبو يعلى.
وقال أبو زرعة الرازيُّ: شيخ فيه لين.
وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف الحديث.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابع عليها.
وقال ابن عبد البر: متروك الحديث.

وأما حديث أبي مسعود البدري:
فأخرجه مسلم (432)، وأبو داود (674) مختصرا، والنسائي (807) و (812)، وفي "الكبرى" (883) و (888)، وابن ماجه (976)، وأحمد 4/ 122، والدارمي (1266)، وابن أبي شيبة 1/ 351، والطيالسي (647)، وعبد الرزاق (2430) و (2456)، والحميدي (456)، وابن خزيمة (1542)، وابن الجارود في "المنتقى" (315)، وأبو عوانة (1382) و (1383)، والطحاوي 1/ 226، وفي "شرح مشكل الآثار" (5834) مختصرا، وابن المنذر في "الأوسط" (1977)، وابن حبان (2172) و (2178)، والطبراني 17/ (586-596)، وفي "الأوسط" (1716)، والبيهقي 3/ 97، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/ 252 مختصرا من طرق عن الأعمش، عن عمارة بن عمير التيمي، عن أبي معمر، عن أبي مسعود، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافا".
وأخرجه الطبراني 17/ (598)، وفي "الأوسط" (9470) حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جابر، عن عمرو بن مرة، عن أبي معمر، عن عقبة بن عمرو، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: سووا المناكب، وأقيموا الصفوف، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن مرة إلا محمد بن جابر، تفرد به
إسحاق بن أبي إسرائيل".
وإسناده ضعيف، محمد بن جابر بن سيار: سيء الحفظ.

وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه الشاشي (931)، والطبراني 10/ (10261) من طريق عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، عن مسعر، حدثني عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال:
"إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجد منكب الرجل مائلا عن منكب صاحبه فيثقفها له، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6658) من طريق هشام بن خالد الدمشقي، حدثنا خالد بن يزيد القسري، عن مسعر بن كدام به.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن مسعر إلا حفص بن غياث وخالد بن يزيد القسري، تفرد به عن حفص: ابنه عمر بن حفص، وتفرد به عن خالد بن يزيد: هشام بن خالد".
وإسناده منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا.
وأخرجه مسلم (432-123)، وأبو داود (675)، والترمذي (228)، وفي "العلل الكبير" (94)، وأحمد 1/ 457، وابن أبي شيبة في "المسند" (378)، والدارمي (1267)، والبزار (1544)، وأبو يعلى (5111) و (5324) و (5325)، وابن خزيمة (1572)، وأبو عوانة (1384)، وابن المنذر في "الأوسط" (2002)، وابن حبان (2180)، والطبراني 10/ (10041)، والحاكم 2/ 8، والبيهقي 3/ 96-97، والبغوي في "شرح السنة" (821) من طريق خالد الحذاء، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم وهيشات الأسواق".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجه البخاري".
قلت: إنما هو على شرط مسلم فقط، فلم يرو البخاري لأبي معشر - واسمه زياد بن كليب - شيئًا.

وأما حديث النعمان بن بشير:
فأخرجه البخاري (717)، ومسلم (436)، وأحمد 4/ 271 و 277، والطيالسي (836)، وأبو عوانة (1378)، والبيهقي 3/ 100 من طريق شعبة، قال: أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
وأخرجه مسلم (436-128)، والبيهقي 2/ 21 من طريق أبي خيثمة
زهير بن معاوية، ومسلم (436)، وابن أبي شيبة 1/ 351 - ومن طريقه البيهقي 3/ 100 - عن أبي الأحوص، ومسلم (436)، والترمذي (227) من طريق أبي عوانة، وأبو داود (663) وأحمد 4/ 276، والطيالسي (828) عن حماد بن سلمة، وابن ماجه (994)، وأحمد 4/ 277، والطيالسي (828)، والبزار (3215)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (563)، وأبو عوانة (1381)، وابن حبان (2165) و (2175)، والبغوي في "شرح السنة" (806) من طرق عن شعبة، وعبد الرزاق (2429)، وأبو عوانة (1379) عن الثوري، وأحمد 4/ 270 و 271، والبزار (3216)، وابن حبان (2169)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 143-144، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 241 من طريق مسعر، وأحمد 4/ 272 من طريق زائدة، والنسائي (810)، وفي "الكبرى" (886)، والبزار (3217) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأبو عوانة (1379) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، والبيهقي 3/ 100 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلهم جميعا عن سماك بن حرب، سمع النعمان بن بشير، يقول: 
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم الصف حتى يجعله كالقدح أو كالرمح حتى إذا ظن أنا قد أخذنا ذاك عنه وعقلناه رأى رجلا منتبذا بصدره عن الصف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله عز وجل بين وجوهكم".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 4/ 276 من طريق الثوري، عن سماك به، بلفظ:
"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى رجلا خارجا صدره من الصف، فقال: استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم".
وأخرجه أبو داود (665)، وأبو عوانة (1380)، والبيهقي 2/ 21، والبغوي في "شرح السنة" (810) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك به، بلفظ:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا إذا قمنا للصلاة، فإذا استوينا كبر".
وإسناده حسن.
وأخرجه أبو داود (662)، وأحمد 4/ 276، والبزار (3285)، وابن خزيمة (160)، والدولابي في "الكنى" (1606) و (1607)، وابن حبان (2176)، والدارقطني 2/ 28، والبيهقي 1/ 76 و 3/ 100-101 من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن حسين بن الحارث أبي القاسم الجدلي، أنه سمع النعمان بن بشير، قال:
"أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه على الناس، فقال: أقيموا صفوفكم، ثلاثا، والله لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم. قال: فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه، وركبته بركبته، ومنكبه بمنكبه".
وإسناده حسن، حسين بن الحارث: صدوق، وتابعه الحجاج بن أرطاة:
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2476)، وتمام في "الفوائد" (1332) من طريقه، عن حسين بن الحارث الجدلي به.

وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (394)، و "إتحاف الخيرة" (1215)، وأبو يعلي (2607) و (2657) عن محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عمن حدثه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"راصوا الصفوف، فإني رأيت الشياطين تخللكم كأنها أولاد الحذف".
وقال البوصيري:
"هذا حديث ضعيف لجهالة التابعي".

وأما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه ابن ماجه (427) و (776) و (877)، وأحمد 3/ 3، وابن أبي شيبة 1/ 7 و 253 و 379 و 2/ 54 و 385، والحارث (153)، وابن خزيمة تحت الحديث (177)، وأبو يعلى (1355)، وابن المنذر في "الأوسط" (1982)، والبيهقي 2/ 16 من طريق زهير بن محمد، وعبد بن حميد (984)، والدارمي (698)، وابن بشران في "الأمالي" (608) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وابن شاهين في "الترغيب" (65) من طريق عمرو بن ثابت، ثلاثتهم تاما ومختصرا عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى هذه المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهرا فيصلي مع المسلمين الصلاة، ثم يجلس في المجلس ينتظر الصلاة الأخرى، إن الملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم، وأقيموها وسدوا الفرج، فإني أراكم من وراء ظهري، فإذا قال: إمامكم الله أكبر، فقولوا: الله أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإن خير الصفوف صفوف الرجال المقدم، وشرها المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشرها المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن لا ترين عورات الرجال من ضيق الأزر" والسياق لأحمد.
وإسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل: ليّن الحديث، ضعفه جمعٌ من الحفّاظ، وقد خلّط في إسناده فرواه من مسند جابر - وقد تقدّم الكلام عليه تحت الحديث رقم (266) - وانظر "العلل" لابن أبي حاتم (278) و (368).
وأخرجه أحمد 3/ 16 من طريق شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير صفوف الرجال الصف المقدم، وشرها الصف المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشرها المقدم. وقال: يا معشر النساء لا ترفعن رءوسكن، إذا سجدتن لا ترين عورات الرجال من ضيق الأزر".
وأخرجه أبو يعلى (1102)، وابن خزيمة (177) و (357) و (1548) و (1562) و (1577) و (1693) و (1694)، وابن حبان (402)، والحاكم 1/ 215، والبيهقي 2/ 16 تاما ومختصرا من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب به.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد، قال أبي:
"هذا باطل، ليس هذا من حديث عبد الله بن أبي بكر إنما هذا حديث ابن عقيل، وأنكره أبي أشد الإنكار".
وأخرجه البيهقي 2/ 222 من طريق عطاء بن العجلان، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"خير صفوف الرجال الأول، وخير صفوف النساء الصف الآخر. وكان يأمر الرجال أن يتجافوا في سجودهم، ويأمر النساء ينخفضن في سجودهن، وكان يأمر الرجال أن يفرشوا اليسرى، وينصبوا اليمنى في التشهد، ويأمر النساء أن يتربعن، وقال: يا معشر النساء لا ترفعن أبصاركن في صلاتكن تنظرن إلى عورات الرجال".
وقال البيهقي:
"واللفظ الأول واللفظ الآخر من هذا الحديث مشهوران عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بينهما منكر، والله أعلم".
قلت: إسناده واه بمرة، عطاء بن عجلان: واه، اتهمه بعض الأئمة.


وأما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه أبو داود (664)، والنسائي (811)، وفي "الكبرى" (887)، وابن حبان (2161)، والبغوي في "شرح السنة" (818) من طريق أبي الأحوص، وعبد الرزاق (2431) و (2449) عن معمر، وابن خزيمة (1556)، والروياني (359)، والبيهقي 10/ 229 من طريق جرير، ثلاثتهم عن منصور، عن طلحة اليامي، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم. وكان يقول: إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول".
وزاد عبد الرزاق (2431): "ومن منح منيحة ورق أو لبن، أو أهدى زقاقا فهو عدل رقبة".
وأخرجه عبد الرزاق (4176) عن معمر به، وزاد: "زينوا أصواتكم بالقرآن".
وإسناده صحيح، وقال البيهقي:
"هذا حديث طويل، قد رواه جماعة، عن طلحة بن مصرف، إلا أن عبد الرحمن بن عوسجة كان يشك في هذه اللفظة - يعني: "زينوا القرآن بأصواتكم" - وقال في رواية شعبة: عن طلحة بن مصرف عنه: كنت نسيت هذه الكلمة حتى ذكرنيها الضحاك بن مزاحم، والله أعلم".
وأخرجه عبد الرزاق (4175) أخبرنا الثوري، عن منصور، والأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 378 من طريق الأعمش، عن طلحة به، بلفظ: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول".
وأخرجه ابن ماجه (997)، وأحمد 4/ 285 و 304، والطيالسي (777)، والدارمي (1264)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 177، وابن خزيمة (1551)، وابن الجارود في "المنتقى" (316)، والروياني (353)، والبيهقي 3/ 103 مطولا ومختصرا عن شعبة، عن طلحة بن مصرف، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوسجة، يحدث عن البراء بن عازب، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصف الأول. أو قال: الصفوف الأول".
وأخرجه أحمد 4/ 285، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 86، والحاكم 1/ 573 من طريق محمد بن طلحة، عن طلحة بن مصرف، عن
عبد الرحمن بن عوسجة به.
وقال العقيلي:
"صحيح".
وأخرجه ابن حبان (2157)، والطبراني في "الأوسط" (2590) من طريق زبيد الإيامي، عن طلحة بن مصرف به.
وأخرجه البيهقي 3/ 103 من طريق مالك بن مغول، عن طلحة به.
وأخرجه أبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن الفضل بن دكين عاليا" (43) عن فطر بن خليفة، عن طلحة به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (739) من طريق الحكم بن عتيبة، عن طلحة بن مصرف به.
وأخرجه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (22) من طريق ابن أبي ليلى، عن طلحة به.
وأخرجه الحاكم 1/ 573 من طريق سعيد بن زربي، عن حماد، عن طلحة به، بلفظ:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا إذا أقيمت الصلاة فيمسح عواتقنا ويقول: أقيموا صفوفكم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وليليني منكم أولو الأحلام، والنهى، وزينوا القرآن بأصواتكم إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم".
وإسناده ضعيف، سعيد بن زربي: منكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7206)، والحاكم 1/ 573 من طريق عبد الرحمن بن زبيد، عن طلحة بن مصرف به، بلفظ:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الصف الأول من أوله إلى آخره يسوي بين الصفوف القوم ومناكبهم، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول".
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (767) من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عن طلحة به.
وإسناده تالف، عبد الغفار بن القاسم: متهم بالكذب.
وأخرجه ابن خزيمة (1557) من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد، حدثنا أبي، عن جدي، عن عبد الرحمن بن عوسجة به.
وأخرجه أحمد 4/ 297، وابن خزيمة (1552) من طريق جرير بن حازم، قال: سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول: حدثني عبد الرحمن بن عوسجة به.
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (343) و (406):
"هذا خطأ، إنما يروونه عن أبي إسحاق، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 27 من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق، قال: حدثنا طلحة به مطولا.
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (404):
"رواه عمار بن رزيق، وحديج بن معاوية، فقالا: عن أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه أحمد 3/ 322، وأبو يعلى (2168)، والطبراني 2/ (1744)، وفي "الأوسط" (2985) عن عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (2425) ) حدثنا معمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من تمام الصلاة إقامة الصف".
وإسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل: ليّن الحديث، ضعفه جمعٌ من الحفّاظ.

وأما حديث أبي أمامة الباهلي:
فأخرجه أحمد 5/ 258، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1219-2)، والروياني (1203)، والطبراني 8/ (7859) من طرق عن بكر بن مضر، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لتسون الصفوف أو ليطمسن وجوه، ولتغضن أبصاركم أو لتخطفن أبصاركم".
وإسناده ضعيف، عبيد الله بن زحر الإفريقي، وعلي بن يزيد الألهاني: ضعيفان.
وأخرجه أحمد 5/ 262، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1219-1)، والطبراني 8/ (7727)، وفي "مسند الشاميين" (1587) من طرق عن فرج بن فضالة، حدثنا لقمان، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول. قالوا يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: وعلى الثاني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل، فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف - يعني: أولاد الضأن الصغار -".
وإسناده ضعيف من أجل فرج بن فضالة.

وأما حديث بلال:
فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 352، والطبراني في "الصغير" (988) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 25، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 54/ 312 - من طريق أحمد بن أبي الحواري، كلاهما (ابن أبي شيبة، وأحمد بن أبي الحواري) عن عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، عن بلال، قال:
"كان يسوي مناكبنا وأقدامنا في الصلاة".
ولفظ الطبراني: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي مناكبنا في الصلاة".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن الأعمش إلا ابن نمير تفرد به أحمد بن أبي الحواري، ولا يروى عن بلال إلا بهذا الإسناد".
قلت: لم يتفرّد به أحمد بن أبي الحواري، فقد تابعه ابن أبي شيبة، ورجاله ثقات، وخالف ابنَ نمير: الثوريُّ:
فأخرجه عبد الرزاق (2435)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 59 عن الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمران الجعفي، عن سويد، عن بلال: موقوفا.
وعمارة بن عمران الجعفي: تحريف، وصوابه: (عمران بن مسلم الجعفي)، أو صوابه: (عمارة - وهو ابن القعقاع، عن عمران الجعفي)، أو صوابه:
(عمار بن عمران الجعفي)، والتحريف واقع في "المصنف"، ويبدو لي أن ابن حزم عنه نقل.
وأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية" (398) حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني عمار [2]، عن عمران، عن سويد به.
فلم يذكر الأعمش، ولم يتبيّن لي من عمار هذا، فإن كان الدهني فهو صدوق لكن ذكر الذهبي في "الميزان" 3/ 166 عمار بن عمران الجعفي، وذكر هذا الأثر، وقال:
"لا يصح حديثه، ذكره البخاري في الضعفاء".

وأما حديث عائشة:
فأخرجه أحمد 6/ 67 عن عبد الله بن الوليد العدني، والبيهقي 3/ 103 من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني، كلاهما عن سفيان، عن أسامة، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل وملائكته عليهم السلام، يصلون على الذين يصلون الصفوف".
وإسناده حسن، أسامة هو ابن زيد الليثي، وقد رواه عنه ابن وهب أيضًا، وقد قال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب نسخة صالحة.
وباقي رجاله ثقات، واختُلف فيه على الثوري:
فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2470) أخبرنا الثوري به، بلفظ:
"إن الله وملائكته يصلون على الذي يصلي في الصف الأول".
وأخرجه أحمد 6/ 160 عن أبي أحمد الزبيري، وابن أبي شيبة كما في "إتحاف الخيرة" (1214)، وعبد بن حميد (1513)، والبيهقي 3/ 103 عن قبيصة بن عقبة، والبيهقي 3/ 103 من طريق عبيد الله الأشجعي، ثلاثتهم عن سفيان، عن أسامة، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".
فصار في إسناده (عثمان بن عروة) بدلا عن (عبد الله بن عروة)، وهذه - عندي - ليست بعلة يُعلّ بها الحديث إذ كلاهما ثقة.
وأخرجه أبو داود (676)، وابن ماجه (1005)، وابن حبان (2160)، والبيهقي 3/ 103، والبغوي في "شرح السنة" (819) من طريق معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف".
وهذا اللفظ منكر بهذا الإسناد، قال البيهقي:
"والمحفوظ بهذا الإسناد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".
قلت: معاوية بن هشام: صدوق له أوهام، وقد تفرّد بهذا اللفظ عن أصحاب الثوري.
وأخرجه ابن خزيمة (1550)، وابن المنذر في "الأوسط" (1983)، وابن حبان (2163)، والحاكم 1/ 214، والبيهقي 3/ 101 من طريق
عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: أسامة وهو ابن زيد الليثي: لم يحتج به مسلم - وهو صدوق يهم - إنما روى له مسلم في الشواهد، قال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب نسخة صالحة.
وأخرجه ابن حبان (2164)، وابن المقرئ في "المعجم" (1198) من طريق عبد الرحمن بن عمر رسته، حدثنا حسين بن حفص، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه به.
ولفظ ابن المقرئ: "إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصفوف الأول".
وأخرجه ابن ماجه (995) حدثنا هشام بن عمار، وأحمد 6/ 89 حدثنا أبو اليمان، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة به، بلفظ:
"إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة".
تفرّد بهذه الزيادة إسماعيل بن عياش الحمصي: وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وليس هذا من روايته عن الشاميين، وقال أبو حاتم كما في "العلل" (415):
"هذا خطأ، إنما هو: عروة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وإسماعيل عنده من هذا النحو مناكير".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5797) من طريق أحمد بن محمد القواس، قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة، وبنى له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن المقبري إلا ابن أبي ذئب، ولا عن ابن أبي ذئب إلا مسلم بن خالد، تفرد به أحمد بن محمد القواس".
وإسناده ضعيف، مسلم بن خالد الزنجي: صدوق كثير الأوهام.
وأحمد بن محمد القواس: ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 10-11، وقال:
"ربما خالف".
وأخرجه ابن وهب في "الموطأ (403)، وفي "الجامع" (405) عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عروة بن الزبير: مرسلا.

وأما حديث أبي جحيفة:
فأخرجه البزار (4232) حدثنا عبد الرحمن بن الأسود بن مأمول الوراق، قال: حدثنا يحيى بن السكن، قال: حدثنا أبو العوام - وأظنه صدقة بن أبي سهل -، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من سد فرجة في الصف غُفر له".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لم نسمعه إلا من عبد الرحمن بن الأسود، وكان من أفاضل الناس".
وحسّن إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 191، والهيثمي في "المجمع" 2/ 91 مع أن في إسناده يحيى بن السكن: قال صالح جزرة: لا يسوى فلسا. وقال: كان أبو الوليد يقول: هو يكذب.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي. وضعفه الدارقطني.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6719) من طريق محمد بن يونس الكديمي، حدثنا حميد بن أبي زياد الصائغ، حدثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سد فرجة في الصف، كتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة، ومحي عنه بها سيئة".
وإسناده ضعيف، محمد بن يونس الكديمي: ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن زيد بن عاصم:
فأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (407)، و "إتحاف الخيرة" (1203)، والطبراني في "الأوسط" (5067) عن محمد بن الفرج، حدثنا محمد بن الزبرقان أبو همام، حدثنا موسى بن عبيدة، أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، وما بين صلاة الفذ والجماعة خمس وعشرون درجة".
وقال البوصيري:
"موسى: ضعيف".

غريب الحديث


(فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر) يعني: فالذي كان من الصف من نقص فليكن ذلك النقص في الصف الأخير، والقصدُ من ذلك: أن لا يخلي موضع من الصف الأول مهما أمكن، وكذلك من الثاني والثالث وهلم جرا إلى أن ينتهي وتتكمل الصفوف، فإذا كان ثمة نقص يجعل ذلك في الصف الأخير.

يستفاد من مجموع أحاديث الباب


أولًا: أن إقامة الصفوف وتسويتها من تمام الصلاة.

ثانيًا: أن عدم تسوية الصفوف والاختلاف فيها سبب لاختلاف القلوب.

ثالثًا: إتمام الصف الأول، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه حتى يكون النقص في الصف الأخير.

رابعًا: أن ما كان من نقص فإنه يكون في الصف المؤخر.

خامسًا: أن الله عز وجل وملائكته عليهم السلام، يصلون على الذين يصلون الصفوف.

سادسًا: أن المصلي يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه لئلا يدع فرجة للشيطان.

سابعًا: أنه إذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل فيه فينبغي أن يلين له كل رجل منكبيه حتى يدخل في الصف.

ثامنًا: أن مَن وصل صفًا وصله الله تعالى برحمته، وفيه ثواب عظيم.

تاسعًا: أن من قطع صفًا قطعه الله تعالى من رحمته الشاملة وعنايته الكاملة، وفيه تهديد شديد ووعيد بليغ.

عاشرًا: الوعيد الشديد بأن الله يخالف بين وجوه مَن لا يسوون صفوفهم.

الحادي عشر: ذكر العلماء في معنى إقامة الصف أمورًا:
1 - حصول الاستقامة والاعتدال ظاهرا كما هو المطلوب باطنا.
2 - لئلا يتخللهم الشيطان فيفسد صلاتهم بالوسوسة كما جاء في ذلك الحديث.
3 - ما في ذلك من حسن الهيئة.
4 - أن في ذلك تمكنهم من صلاتهم مع كثرة جمعهم فإذا تراصوا وسع جميعهم المسجد وإذا لم يفعلوا ذلك ضاق عنهم.
5 - أن لا يشغل بعضهما بعضا بالنظر إلى ما يشغله منه إذا كانوا مختلفين، وإذا اصطفوا غابت وجوه بعضهم عن بعض، وكثير من حركاتهم وإنما يلي بعضهم من بعض ظهورهم.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام

٭ ٭ ٭




 1 - تحرّف في مطبوعه (عبد الله بن عمر) إلى: (عبد الله بن عمرو)، وتحرّف فيه أيضًا (أحمد بن عمرو بن السرح) إلى: (أحمد بن عمرو بن السراج)، وانظر "إتحاف المهرة" (10097).

 2 -  ووقع في "إتحاف الخيرة" (1211): "عثمان".

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام