words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 26 مايو 2023

النهي عن سب الأموات

 

(383) "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".

 

أخرجه البخاري (1393) و (6516)، والنسائي (1936)، وفي "الكبرى" (2074)، وأحمد 6/ 180، وإسحاق بن راهويه (1199)، والدارمي (2511)، والبزار (249)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (746)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (88)، وابن الأعرابي في "معجمه" (281)، والطبراني في "الدعاء" (2064)، والدارقطني في "حديث أبي الطاهر الذهلي" (6)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 3/ 259، والقضاعي في "مسند الشهاب" (923) و (924)، والبيهقي 4/ 75، وفي "الشعب" (6251)، وفي "الآداب" (282)، وفي "عذاب القبر" (47)، والبغوي في "شرح السنة" (1509) من طرق عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وأخرجه ابن حبان (3021) من طريق عبثر بن القاسم الزبيدي، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: قالت عائشة:

"ما فعل يزيد بن قيس عليه لعنة الله؟ قالوا: قد مات، قالت: فأستغفر الله، فقالوا لها: ما لك لعنتيه، ثم قلت: أستغفر الله؟ قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا".

وأخرجه عمر بن شبة في "كتاب أخبار البصرة" كما في "فتح الباري" 3/ 259 عن محمد بن يزيد الرفاعي، عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن مجاهد، أن عائشة قالت:

"ما فعل يزيد الأرحبي لعنه الله؟ قالوا: مات، قال: أستغفر الله، قالوا: ما هذا؟ فذكرت الحديث".

ومحمد بن يزيد الرفاعي: ليس بالقوي.

وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (6321)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 338) من طريق أبي عبيدة مجاعة بن الزبير - وهو في "حديثه" (90) - عن أبان، عن سليمان بن قيس العامري، عن مسروق بن الأجدع، قال:

"دخلت على عائشة، فقالت: ما فعل يزيد بن قيس الأرحبي لعنه الله، قال: قلت يا أم المؤمنين مات، قالت: أستغفر الله، مرتين، قلت: يا أم المؤمنين بم استحللت لعنته ثم استغفرت؟ قالت: استحللت لعنته لأنه كان سفيرا بيني وبين علي بن أبي طالب، فبلغ عني ما لم أقل، وأما استغفاري فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نلعن الأموات أو قال موتانا".

وإسناده ضعيف جدا، أبان هو ابن أبي عياش: متروك.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2067) من طريق بحر بن كنيز، وأبو علي الرفاء في "الفوائد" (ص 15) من طريق خارجة، كلاهما عن أبان بن أبي عياش، عن سعيد بن جبير، عن مسروق به.

وخارجة بن مصعب: متروك.

وبحر بن كنيز: ضعيف.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (89) من طريق نعيم بن حماد، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن أبي شيبة المصري، عن مسروق، قال:

"دخلت علي عائشة، فقالت: ما فعل فلان لعنه الله؟ قلت: توفي، قالت: رحمه الله، قلت: وكيف هذا؟ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الأموات".

ونعيم بن حماد: صدوق يخطئ كثيرا.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1576) من طريق نصر، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أبي قيس، عن عائشة: مطولا، وفيه:

"ما فعل سعيد بن قيس الأرمني عليه لعنة الله؟".

ونصر هو ابن محمد بن سليمان: ضعيف.

وأخرجه النسائي (1935)، وفي "الكبرى" (2073) من طريق وهيب بن خالد، قال: حدثنا منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن عائشة، قالت:

"ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء، فقال: لا تذكروا هلكاهم إلا بخير".

وقد خالف وهيبا: ابنُ جريج، والثوريُّ، فروياه موقوفا:

أخرجه عبد الرزاق (6042) عن ابن جريج، وابن أبي شيبة 3/ 367، وهناد في "الزهد" 2/ 560، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (90) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية، أنها سمعت عائشة، تقول:

"لا تذكروا موتاكم إلا بخير".

وزاد عبد الرزاق: "ولقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله".

وأخرجه الطيالسي (1597)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (709)، والطبراني في "الدعاء" (2065)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 338) عن إياس بن أبي تميمة، عن عطاء:

"أن رجلا ذكر عند عائشة فلعنته أو سبته، فقيل لها: إنه قد مات، فقالت: أستغفر الله له، فقيل لها: يا أم المؤمنين لعنتيه ثم استغفرت له؟ فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تذكروا موتاكم إلا بخير".

وهذا اسناد جيد لكن روى الأثرم عن الإمام أحمد ما يدل على أن عطاء بن أبي رباح كان يدلس، فقال في قصة طويلة: ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها الا أن يقول سمعت. قاله الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/ 203، وقد احتج البخاري (3206) برواية عطاء عن عائشة، لكن جاء تصريحه بالسماع فيها عند مسلم (899 - 14).

 

وفي الباب عن ابن عباس، والمغيرة بن شعبة، وأم سلمة، وصخر الغامدي، وابن عمر:

 

أما حديث ابن عباس:

فأخرجه الترمذي (3759)، والنسائي (4775)، وفي "الكبرى" (6951) و (8117)، وأحمد 1/ 300، وفي "فضائل الصحابة" (1770)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 23- 24 و 24، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 499- 500، وابن أبي الدنيا في "الحلم" (110)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "فضائل الصحابة" (1779) و (1788) و (1789) و (1790) و (1814)، والخلال في "السنة" (25)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3526)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (97) و (98) و (99)، والآجري في "الشريعة" (1729) و (1739) و (1740)، والطبراني 12/ (12395)، وفي "الدعاء" (2062)، وأبو طاهر المخلص في "سبعة مجالس من أماليه" (77)، والحاكم 3/ 325 و 329، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2726)، وأبو نعيم في "الإمامة" (8) من طرق تاما ومختصرا عن إسرائيل، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

"أن رجلا وقع في أب كان له في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه فقالوا: ليلطمنه كما لطمه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فقال: أيها الناس، أي أهل الأرض تعلمون أكرم على الله عز وجل؟ فقالوا: أنت، فقال: إن العباس مني وأنا منه، لا تسبوا موتانا، فتؤذوا أحياءنا. فجاء القوم، فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك، استغفر لنا".

 وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل".

وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: بل إسناده ضعيف، عبد الأعلى بن عامر الثعلبي: ضعيف.

 

وأما حديث المغيرة بن شعبة:

فأخرجه الترمذي (1982)، وابن الأعرابي في "معجمه" (1436)، وابن حبان (3022)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (925) من طريق أبي داود الحفري، وأحمد 4/ 252، والطبراني 20/ (1013)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (91)، وابن حبان (3022) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد 4/ 252، وابن أبي شيبة 3/ 366، وهناد في "الزهد" 2/ 559 عن وكيع بن الجراح، والطوسي في "مختصر الأحكام" (1569) من طريق الفريابي، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".

ولفظ وكيع: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب الموتى".

وأخرجه أحمد 4/ 252، والطوسي في "مختصر الأحكام" (1568) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت رجلا عند المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء".

وأخرجه أحمد 4/ 369 - ومن طريقه الطبراني (4975) -، وابن الأعرابي في "معجمه" (1265)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 153 عن محمد بن بشر، والطبراني (4975)، وأبو نعيم في "الحلية" 7 / 236 من طريق عبد الله بن المبارك - وهو في "مسنده" (253) - كلاهما (محمد بن بشر العبدي، وعبد الله بن المبارك) عن مسعر، عن الحجاج مولى بني ثعلبة، عن قطبة بن مالك عم زياد بن علاقة، قال:

"نال المغيرة بن شعبة من علي، فقال زيد بن أرقم: قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن سب الموتى، فلم تسب عليا وقد مات؟".

وحجاج مولى بني ثعلبة: مجهول.

وأخرجه ابن المقرئ في "معجمه" (42) من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي، حدثنا عمرو بن أبي رزين، حدثنا شعبة، عن مسعر بن كدام، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الموتى، وقال: إنه يؤذي الأحياء".

وأخرجه الطبراني 5/ (4974) من طريق محمد السقطي، والحاكم في "المستدرك" 1/ 384- 385 من طريق رجاء بن محمد العذري، كلاهما عن عمرو بن محمد بن أبي رزين، عن شعبة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك:

"أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب، فقام إليه زيد بن أرقم، فقال: يا مغيرة، ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الأموات، فلم تسب عليا وقد مات؟".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي!

قلت: ليس على شرط الصحيح، وقد تفرّد به عن شعبة: عمرو بن محمد بن أبي رزين الخزاعي وهو ربما أخطأ كما قال ابن حبان في "الثقات" 8/ 482.

وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (4695) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن قطبة بن مالك به.

وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (4695) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي به.

وقال الدارقطني في "العلل" (1249):

"يرويه الثوري ومسعر، عن زياد بن علاقة، فأما الثوري:

فرواه عن زياد أنه سمعه من المغيرة بن شعبة.

وأما مسعر فاختلف عنه:

فرواه شعبة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عمه، عن المغيرة بن شعبة.

ورواه أبو الحسن الصوفي، عن إبراهيم بن المستمر العروقي، عن عمرو بن محمد بن أبي رزيق، عن شعبة، عن مسعر، عن زياد، عن المغيرة، وأسقط منه، عن عمه، وغير شعبة يرويه، عن مسعر، عن الحجاج مولى ثعلبة، عن عم زياد بن علاقة، عن المغيرة.

وحديث شعبة عن مسعر وهم، والآخران محفوظان".

 

وأما حديث أم سلمة:

فأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (64) و (93) من طريق ابن عيينة، وابن شاهين في "الفوائد" (25) من طريق محمد بن ربيعة، كلاهما عن القاسم بن الفضل، عن أبي جعفر بن علي، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء، ألا إن البذاء لؤم".

وإسناده منقطع أبو جعفر محمد بن علي لم يسمع من أم سلمة، والمحفوظ عن القاسم بن الفضل، عن محمد بن علي أنه مرسل:

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (320)، وفي "الحلم" (113) عن ابن الجعد، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (92) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن القاسم بن الفضل الحداني، عن محمد بن علي رضي الله عنه، قال:

"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسب قتلى بدر من المشركين، وقال: لا تسبوا هؤلاء، فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون، وتؤذون الأحياء، ألا إن البذاء لؤم".

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" متمم الصحابة - الطبقة الرابعة (142)، قال: أخبرنا أبو سهل، قال: حدثنا داود، عن هشام بن يحيى المخزومي، قال: قال شيخ لنا:

"لما قدم عكرمة بن أبي جهل المخزومي المدينة، جعل الناس يتناذرون: هذا ابن أبي جهل، هذا ابن أبي جهل، فانطلق مؤايلا حتى دخل على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقالت له أم سلمة: ما لك؟ وما شأنك؟ قال: ما شأني؟ لا أخرج في طريق ولا سوق إلا تناذروني: هذا ابن أبي جهل، هذا ابن أبي جهل، قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلال ذلك، فذكرت ذلك له أم سلمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقالته: ما ‌بال ‌أقوام ‌يؤذون ‌الأحياء بشتم الأموات، ألا لا تؤذوا الأحياء بشتم الأموات".

وإسناده ضعيف جدا، أبو سهل هو نصر بن باب: متروك، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (55).

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" متمم الصحابة - الطبقة الرابعة (138) و (174)، والحاكم 3/ 241، والبيهقي في "المدخل" (711) عن محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، عن عبد الله بن الزبير، قال:

 "لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل...الحديث مطولا، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت".

وإسناده تالف، أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة: رموه بالوضع.

ومحمد بن عمر الواقدي: متروك.

 

وأما حديث صخر الغامدي:

فأخرجه الطبراني 8/ (7278)، وفي "المعجم الصغير" (590)، وفي "الدعاء" (2063)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 419، وأبو الشيخ في "الأقران" (288)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3846)، وفي "ذكر من اسمه شعبة" (13)، والخليلي في "الارشاد" (130)، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 126 عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان الثوري، عن شعبة بن الحجاج، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".

وقال الطبراني، والخليلي:

"تفرد به ابن أبي مريم".

وقال ابن عدي:

"عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم: مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل".

وقال الخليلي:

"وإنما المحفوظ بهذا الإسناد: (بورك لأمتي في بكورها)".

قلت: يضاف إلى ضعف ابن أبي مريم، أن عمارة بن حديد: مجهول.

 

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه الطبراني 12/ (13605) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا أيوب بن نهيك الحلبي، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لا تسبوا أمواتكم، فإنه لا يحل سبهم".

 وإسناده ضعيف، أيوب بن نهيك، ويحيى بن عبد الله البابلتي: ضعيفان.

وأخرجه أبو داود (4900)، والترمذي (1019)، وابن حبان (3020)، والطبراني 12/ (13599)، وفي "الأوسط" (3601)، وفي "الصغير" (461)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/ 605- 606، وابن المقرئ في "معجمه" (418)، والحاكم 1/ 385 [1]، والبيهقي 4/ 75، وفي "الشعب" (6252)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 42، وابن العديم في "تاريخ حلب" 3/ 1153- 1154، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 308- 309، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 371- 372 عن أبي كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن عمران بن أنس المكي، عن عطاء، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم".

وقال الترمذي:

"هذا حديث غريب، سمعت محمدا يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث".

وقال الطبراني:

"تفرد به أبو كريب".

وقال الحاكم:

"حديث صحيح الإسناد" وأقره الذهبي!

وقال الذهبي في "اختصار السنن الكبرى" 3/ 1425:

"عمران: قال البخاري: منكر الحديث".

قلت: عمران بن أنس المكي: ضعيف، وليس هو بعمران بن أبي أنس المصري الصدوق.

وقال الإمام أحمد بن حنبل كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (565):

"عطاء بن أبي رباح: قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه".

 

يستفاد من الحديث

 

النهي عن سب الأموات عموما وهو مخصوص بما في حديث أنس وغيره بالثناء بالخير والشر، وقال: "أنتم شهداء الله في الأرض"، وكجرح المجروحين من الرواة، وأهل البدع أحياء وأمواتًا، وما ذكره الله عن الأمم الماضية تحذيرًا للأمة من تلك الأفعال، ومساوئ الكفار والفساق للتحذير منهم، والتنفير عنهم، وعن الاقتداء بآثارهم، والتخلق بأخلاقهم.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 



 1 - وقد سقط إسناده من مطبوعه وكذا "تلخيصه".

السبت، 20 مايو 2023

الأعمال التي لا ينقطع أجرها بعد الموت

 

(382) "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

 

أخرجه مسلم (1631)، وأبو داود في "سننه" رواية أبي الحسن بن العبد كما في "تحفة الأشراف" (13975)، والترمذي (1376)، والنسائي (3651)، وفي "الكبرى" (6445)، وأحمد 2/ 372، والبخاري في "الأدب المفرد" (38)، والدارمي (559)، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (430)، وأبو يعلى (6457)، وابن خزيمة (2494)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (246)، وابن حبان (3016)، وفي "الثقات" 1/ 8- 9، والطبراني في "الدعاء" (1251)، والبيهقي 6/ 278، وفي "المدخل" (362)، وفي "الشعب" (3173)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 70، والبغوي في "شرح السنة" (139) من طرق عن إسماعيل بن جعفر - وهو في "حديثه" (243) - حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

 وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه أبو داود (2880)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (247)، وأبو عوانة (5824)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1317)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2172)، والبيهقي 6/ 278، وفي "المدخل" (361)، وفي "السنن الصغير" (2331)، وفي "الدعوات الكبير" (646)، وفي "المعرفة" (12865)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 51/ 113 من طريق سليمان بن بلال، وأبو عوانة (5825)، والطبراني في "الدعاء" (1253)، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (82)، والشجري في "الأمالي الخميسية" (350) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو عوانة (5825)، وابن الجارود (370)، والطبراني في "الدعاء" (1250) [1]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 69 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، والدولابي في "الكنى" (1055)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"1/ 445 من طريق أبي سعيد سابق البربري، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (602)، والطبراني في "الدعاء" (1255) من طريق مسلم بن خالد، والطبراني في "الدعاء" (1252) من طريق شبل بن العلاء، والطبراني في "الدعاء" (1254) من طريق نصر بن حاجب، والشجري في "الأمالي الخميسية" (351) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثمانيتهم عن العلاء بن عبد الرحمن به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1256) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري القاضي، حدثنا محمد بن عبيد الله العمري، حدثنا إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به.

وإسناده ضعيف جدا، عبيد الله بن محمد العمري القاضي: كذبه النسائي.

وإبراهيم بن صرمة: متروك.

وأخرجه ابن ماجه (242)، والذهلي في "المنتخب من حديث الزهري" (22)، وابن خزيمة (2490)، والبيهقي في "الشعب" (3174) من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، أخبرنا الزهري، حدثني أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما علمه ونشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا كراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته".

وإسناده ضعيف، مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي: لين الحديث.

 

وله شواهد من حديث أبي قتادة، وأبي أمامة، وابن مسعود، وسلمان، وأنس:

 

أما حديث أبي قتادة:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10863)، وابن ماجه (241)، والدينوري في "المجالسة" (3500)، وابن حبان (93)، وابن بشران في "أماليه" (757) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم يعمل به من بعده".

وأخرجه أبو الحسن بن سلمة في "زوائده" على "ابن ماجه" تحت الحديث (241)، وابن خزيمة (2495)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 70 من طريق يزيد بن سنان الرهاوي، وابن حبان (4902)، والطبراني في "الأوسط" (3472)، وفي "المعجم الصغير" (395) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني،كلاهما عن زيد بن أبي أنيسة، عن فليح بن سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن أبي قتادة به.

فأدخلا بين الزيدين: فليحا، وهو صدوق كثير الخطأ، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (47)، وقد سأل أبو طالب الإمامَ أحمد كما في "الوقوف والترجل" (265) عن هذا الحديث، فقال:

"زيد بن أسلم عن عبد الله بن أبي قتادة، ما أغرب هذا من حديث.

قلت: سمع زيد بن أبي أنيسة من زيد بن أسلم؟

قال: ما أدري".

 

وأما حديث أبي أمامة الباهلي:

فأخرجه أحمد 5/ 260 و 269 - ومن طريقه ابن عساكر في "تعزية المسلم" (100) - عن حسن بن موسى الأشيب، والآجري في "أخلاق العلماء" (ص 43) من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: مرابط في سبيل الله، ومن علم علما أجري له مثل ما علم، ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له".

وفي رواية قتيبة: "ورجل ترك أولادا صغارا فهم يدعون له".

وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: سيئ الحفظ.

وخالد بن أبي عمران: قال أبو حاتم: لم يسمع من أبي أمامة.

وأخرجه أحمد 5/ 269 من طريق عبد الله بن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عمن حدثه، عن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أربع تجري عليهم أجورهم بعد الموت: رجل مات مرابطا في سبيل الله، ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها يجري عليه ما جرت عليهم، ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له".

فتبيّن أن بين خالد بن أبي عمران وأبي أمامة مَن أُبهم.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (433)، والروياني (1223)، والطبراني 8/ (7831) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة به.

وإسناده ضعيف جدا، علي بن يزيد هو ابن أبي هلال الألهاني: واهي الحديث.

وعبيد الله بن زحر هو الضمري الإفريقي: ضعيف.


وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (432) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبان بن صالح، عن عامر بن سعد، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"أربع من عمل الأحياء يجري للأموات: رجل ترك عقبا صالحا فيدعو فيبلغه دعاؤهم، ورجل تصدق بصدقة جارية له من بعده أجرها ما جرت، ورجل علم علما يعمل به من بعده فله مثل أجر من عمل به من غير أن ينتقص من عمله شيئا، ورجل مرابط ينمى له عمله إلى يوم الحساب".

وإسناده ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 267 من طريق محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

"ثلاث تجري للمؤمن في قبره: عالم ترك علما يعمل به فهو يجري له ما عمل به، ورجل تصدق بصدقة فهو يجري له ما عمل بما جرت لأهلها، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له".

ومحمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي: متفق على ضعفه.


وأما حديث سلمان:

فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (431)، والطبراني 6/ (6181)، وفي "مسند الشاميين" (3530) و (3531) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله، عن مكحول، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أربع من عمل الأحياء يجري للأموات: رجل ترك عقبا صالحا فيدعو فيبلغه دعاؤهم، ورجل تصدق بصدقة جارية له من بعده أجرها ما جرت، ورجل علم علما يعمل به من بعده فله مثل أجر من عمل به من غير أن ينتقص من عمله شيئا، ورجل مرابط ينمى له عمله إلى يوم الحساب".

وإسناده ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك.

 

وأما حديث أنس:

فأخرجه البزار (7289)، وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 463)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 247، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 343- 344، والبيهقي في "الشعب" (3175) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"سبع يجري للعبد أجرهن من بعد موته، وهو في قبره: من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته".

وعند ابن أبي داود: "عن قتادة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عبيد الله العرزمي: مجمع على تركه.

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها، فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف.

 

ثانيًا: فضيلة الزواج لرجاء ولد صالح.

 

ثالثًا: صحة أصل الوقف، وعظيم ثوابه.

 

رابعًا: فضيلة العلم والحث على الاستكثار منه، والترغيب في توريثه بالتعليم، والتصنيف، والإيضاح، وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع.

 

خامسًا: أن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت.

 

 كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

٭ ٭ ٭

 



- وأخطأ محقق "الدعاء" للطبراني، فقد قال: "محمد بن جعفر هذا هو المعروف بغندر، روى عن شعبة، عن العلاء".

وبناءا على هذا الخطأ أضاف من عنده شعبة في الاسناد، والحديث بإسناده عند أبي عوانة (5825)، وابن الجارود (370)، وقد خلا أيضا من ذكر شعبة، والصحيح أنه محمد بن جعفر بن أبي كثير.

الأربعاء، 17 مايو 2023

ثناء المؤمنين على الميت

 

(381) "مر بجنازة فأثني عليها خيرا، فقال نبي الله ﷺ: وجبت، وجبت، وجبت. ومر بجنازة فأثني عليها شرا، فقال نبي الله ﷺ: وجبت، وجبت، وجبت. قال عمر: فدى لك أبي وأمي، مر بجنازة، فأثني عليها خير، فقلت: وجبت، وجبت، وجبت، ومر بجنازة، فأثني عليها شر، فقلت: وجبت، وجبت، وجبت؟ فقال رسول الله ﷺ: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض".

 

أخرجه البخاري (1367) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1507) -، وأحمد 3/ 281، والطيالسي (2175)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3303)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1442)، وابن حبان (3023) و (3027)، والبيهقي 4/ 74- 75 عن شعبة، ومسلم (949- 60)  والنسائي (1932)، وفي "الكبرى" (2070)، وأحمد 3/ 186، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1442) عن إسماعيل ابن علية، وابن أبي شيبة 3/ 367- 368 [1]، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1442) عن هشيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3304) من طريق عبد الوارث بن سعيد، أربعتهم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

وأخرجه البخاري (2642)، ومسلم (949)، وابن ماجه (1491)، وأحمد 3/ 186، وعبد بن حميد (1382)، وأبو يعلى (3352) و (3466)، وابن حبان (3025)، والبيهقي 10/ 123 و 209من طرق عن حماد بن زيد، ومسلم (949)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 291 من طريق جعفر بن سليمان، وأحمد 3/ 197، وعبد الرزاق" (19672)، والبيهقي 4/ 75، وفي "الآداب" (283)، والبغوي (1508) عن معمر، وأحمد 3/ 211، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3302) من طريق سليمان بن المغيرة، وأحمد 3/ 245، وعبد بن حميد (1357)، وأبو يعلى (3353) من طريق حماد بن سلمة، خمستهم عن ثابت البناني، عن أنس به.

وأخرجه الترمذي (1058)، وأحمد 3/ 179، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (72)، وأبو يعلى (3760) و (3854)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3301) عن حميد الطويل، عن أنس:

"أن جنازة مرت بالنبي ﷺ، فقيل لها خيرا، وتتابعت الألسن لها بالخير، فقال النبي ﷺ: وجبت. ثم مرت جنازة أخرى، فقالوا لها شرا، وتتابعت الألسن لها بالشر. فقال النبي ﷺ: وجبت، أنتم شهداء الله في الأرض".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه البزار (866) كشف، والحاكم 1/ 377، والبيهقي في "الشعب" (8876)، وبيبي بنت عبد الصمد في "جزءها" (109)، والضياء في "المختارة" (2697) و (2698)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 439- 440 من طريق يونس بن محمد المؤدب، حدثنا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس، قال:

"كنت قاعدا مع نبي الله ﷺ فمرت جنازة، فقال: ما هذه الجنازة؟ قالوا جنازة فلان الفلاني، كان يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها، فقال: وجبت، وجبت، وجبت. ومرت أخرى فقال: ما هذه؟ قالوا: جنازة فلان الفلاني، كان يبغض الله ورسوله ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها، فقال: وجبت، وجبت، وجبت. فقالوا: يا نبي الله قولك في الجنازة والثناء عليها، أثني على الأول خير، وأثني على الآخر شر، وقولك فيها وجبت؟ قال: نعم يا أبا بكر إن لله ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ" وأقره الذهبي.

وقال ابن حجر:

"هذا حديث حسن، أخرجه الحاكم عن أبي بكر النجاد، عن الحسن بن سلام، عن يونس بن محمد، وقال: صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البزار مختصرًا، واستغربه.

ورجاله ثقات، لكن في حرب مقال، وإنما أخرج له مسلم في المتابعات، والله أعلم".

 

وله شواهد من حديث عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، وأبي زهير الثقفي، وسلمة بن الأكوع، وكعب بن عجرة:

 

أما حديث عمر بن الخطاب:

فأخرجه البخاري (1368) و (2643)، والترمذي (1059)، والنسائي (1934)، وفي "الكبرى" (2072)، وأحمد 1/ 21- 22 و 30 و 45- 46، وابن أبي شيبة 3/ 368، والطيالسي (22)، والبزار (312)، وأبو يعلى (145)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3308)، وابن حبان (3028)، والبيهقي 4/ 75 و 10/ 123، والبغوي في "شرح السنة" (1506) عن داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الدؤلي، قال:

"قدمت المدينة وقد وقع بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرت بهم جنازة، فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر رضي الله عنه: وجبت، ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر رضي الله عنه: وجبت، ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا، فقال: وجبت، فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي ﷺ: أيما مسلم، شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة. فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه أحمد 1/ 54 من طريق عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله بن بريدة، قال:

"جلس عمر مجلسا كان رسول الله ﷺ يجلسه تمر عليه الجنائز، قال: فمروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا: هذا كان أكذب الناس، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله، ثم الذين يلونهم، من كذب على روحه في جسده، قال: قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال: وجبت، قالوا: وثلاثة؟ قال: وجبت، قالوا: واثنين؟ قال: وجبت، ولأن أكون قلت واحدا أحب إلي من حمر النعم، قال: فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك، أم شيء سمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله ﷺ".

وعبد الله بن بريدة: لم يدرك عمر بن الخطاب، بينهما أبو الأسود الدؤلي كما تقدم آنفا.

 

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه أبو داود (3233)، والنسائي (1933)، وفي "السنن الكبرى" (2071)، وأحمد 2/ 466 و 470، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (357)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 307، وابن أبي شيبة 3/ 368، والطيالسي (2510)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3305)، وابن المقرئ في "معجمه" (1218)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 106 من طرق عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن سعد، عن أبي هريرة، قال:

"مروا على النبي ﷺ بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال: وجبت. ثم مروا عليه بجنازة، فأثنوا عليها شرا، فقال: وجبت. فقالوا: يا رسول الله، ما وجبت وجبت؟ قال: بعضكم شهداء على بعض".

وإسناده حسن.

 وأخرجه ابن ماجه (1492)، وأحمد 2/ 261 و 498- 499 و 528، وابن أبي شيبة 3/ 368، وهناد في "الزهد" (367)، والبزار (7940)، وأبو يعلى (5979)، وابن حبان (3024) من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:

"مر على النبي ﷺ بجنازة، فأثني عليها خيرا في مناقب الخير، فقال: وجبت. ثم مروا عليه بأخرى، فأثني عليها شرا في مناقب الشر، فقال: وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض".

وإسناده حسن أيضا.

وأخرجه أبو يعلى (6569)، والطبراني في "الأوسط" (2513) من طريق عبد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة به.

وإسناده ضعيف، عبد الله بن عمر هو العمري: ضعيف.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 169، والطبري في "التفسير" 2/ 631- 632 و 632 طبعة هجر، وابن أبي حاتم في "التفسير" (1334)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 433 من طرق عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عبد الله بن أبي الفضل المدني، حدثني أبو هريرة، قال:

"أتي النبي ﷺ بجنازة يصلي عليها، فقال الناس: نعم الرجل، فقال النبي ﷺ: وجبت. وأتي بجنازة أخرى، فقال الناس: بئس الرجل، فقال النبي ﷺ: وجبت. قال أبي بن كعب: ما قولك: وجبت؟ فقال: قال الله عز وجل: {لتكونوا شهداء على الناس}".

وعبد الله بن أبي الفضل المدني: قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" (1077):

"مجهول".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2515) من طريق ربيعة بن كلثوم، قال: حدثني شيخ من أهل المدينة يكنى أبا أيوب، عن أبي هريرة، قال:

" كنا عند النبي ﷺ فأتي بجنازة، فأثنى الناس عليها خيرا، فقال النبي ﷺ: وجبت. ثم أتي بأخرى، فكأن الناس نالوا منه، فقال النبي ﷺ: وجبت. فقال أصحاب النبي ﷺ: أتي بفلان، فقال: وجبت، ثم أتي بفلان، فقال: وجبت، فسمعهم النبي ﷺ، فقال: ما هذا؟ فقال عمر: بأبي أنت وأمي، أتي بفلان، فأثنى الناس عليه كثيرا، فقلت: وجبت، ثم أتي بفلان، فأثنى الناس عليه شرا، فقلت: وجبت، فقال: أتي بأخيكم فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، ثم أتي بأخيكم فلان، فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، أنتم شهداء الله في الأرض، بعضكم على بعض".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أبي أيوب المدني إلا ربيعة بن كلثوم بن جبر".

أبو أيوب المدني إن كان هو سليمان بن يسار الهلالي فهو ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة، وإن كان محمد بن قيس المدني، فهو ثقة أيضا لكن قيل: إن روايته عن أبي هريرة مرسلة، وإن كان غيرهما فلم أعرفه، والله أعلم.

 

وأما حديث أبي زهير الثقفي:

 فأخرجه ابن ماجه (4221)، وأحمد 3/ 416 و 6/ 466، وابن أبي شيبة 14/ 510، وفي "المسند" (603)، وعبد بن حميد (442)، والفاكهي في "أخبار مكة" (2908)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1601) و (1602)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3306) و (3307)، والدولابي في "الكنى" (197)، والروياني (1540)، وابن حبان (7384)، والطبراني 20/ (382)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 28- 29، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 92)، والحاكم 1/ 120 و 4/ 436، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5971) و (6801)، والبيهقي 10/ 123، وفي "الزهد الكبير" (807)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 91 و 91- 92 من طرق عن نافع بن عمر الجمحي، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال:

"خطبنا رسول الله ﷺ بالنباوة، أو البناوة، قال: والنباوة من الطائف، قال: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة، من أهل النار. قالوا: بم ذاك؟ يا رسول الله قال: بالثناء الحسن، والثناء السيئ، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد" وأقره الذهبي.

 

وأما حديث سلمة بن الأكوع:

فأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 368، وهناد في "الزهد" (369)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (10055)، والروياني (1153) و (1160)، والطبراني 7/ (6262) من طريق موسى بن عبيدة، والطبري في "التفسير" 2/ 632- 633 من طريق عكرمة بن عمار، والطبراني 7/ (6259) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، ثلاثتهم عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

" كنا مع النبي ﷺ، فمر عليه بجنازة، فأثنى عليها بثناء حسن، فقال: وجبت. ومر عليه بجنازة أخرى، فأثنى عليها دون ذلك، فقال: وجبت. قالوا: يا رسول الله ما وجبت؟ قال: الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، فما شهدتم عليه وجب. ثم قرأ: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}".

وإسناده حسن لغيره، فقد تابع موسى بنَ عبيدة: عكرمةُ بن عمار، وأما متابعة أبي مريم فلا قيمة لها لأنه متهم بالوضع.

 

وأما حديث كعب بن عجرة:

فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (344) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المسور بن رفاعة القرظي، عن كعب بن عجرة، قال:

"شهدت مع رسول الله ﷺ مجلسين: أما أحدهما فأتي بجنازة فقيل: هذا فلان، وبئس الرجل، وأثني عليه شرا، فقال رسول الله ﷺ: تعلمون ذلك؟ فقالوا: نعم، قال: وجبت. وأما الآخر فأتي بجنازة رجل، فقالوا: هذا فلان، وأثنوا عليه خيرا، فقال: تعلمون ذلك؟ فقالوا: نعم، قال: وجبت".

وإسناده ضعيف جدا، شيخ ابن عياش هو عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة: قال أبو داود: ليس بشيء.

وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.

وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث، واهي الحديث.

وقال الدارقطني: حمصي متروك.

ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش.


يستفاد من الحديث

 

أولًا: استحباب توكيد الكلام المهتم بتكراره ليحفظ وليكون أبلغ.

 

ثانيًا: جواز ذكر المرء بما يعلمه إذا وقعت الحاجة إليه، والمعتبر في ذلك شهادة أهل الفضل والصدق.

 

ثالثًا: فضيلة هذه الأمة، حيث كانت شهداء الله تعالى في أرضه، كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.

 

رابعًا: إعمال الحكم بالظاهر.

 

 كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

٭ ٭ ٭

 


 1 - وتحرّف في مطبوعه (أنس) إلى (الحسن).

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام