words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 28 يونيو 2020

لا ينصرف المأموم قبل الإمام


 

(276) "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: أيها الناس، إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، ولا بالقيام ولا بالانصراف، فإني أراكم أمامي ومن خلفي. ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار".

 

أخرجه مسلم (426)، وأبو داود (624) مختصرا، والنسائي (1363)، وفي "الكبرى" (1288)، وأحمد 3/ 102 و 126 و 154 و 217 و 240 و 245 و 290، والدارمي (1317)، وابن أبي شيبة 2/ 328، وابن عرفة في "حديثه" (28) - وعنه البزار (7492) -، وأبو يعلى (3952) و (3957)  و (3960) و (3963) و (3965)، وابن خزيمة (1602) و (1715) و (1716)، وأبو عوانة (1707) و (1708) و (1782) و (2091)، وابن بشران في "لأمالي" (222)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 22-23، وفي "المستخرج" (954)، والبيهقي 2/ 191-192 و 192، وفي "دلائل النبوة" 6/ 74، وفي "البعث والنشور" (196) من طرق عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

وزاد أحمد 3/ 102، وأبو يعلى (3963)، وابن خزيمة (1602) و (1716): "ولا بالقعود".

وعند أبي داود، وأحمد 3/ 126 و 240، والدارمي، وأبي عوانة (1782) و (2091)، وابن بشران، والبيهقي 2/ 192: "حضهم على الصلاة ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة".

وبهذا اللفظ استدركه الحاكم 1/ 218 على مسلم.

 

غريب الحديث

 

(ولا بالانصراف) المراد بالانصراف السلام.

 

يستفاد من الحديث

 

 لا ينصرف المأموم قبل الإمام، ويستحب انتظاره حتى يستقبل الناس بوجهه، قال ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 439-440:

"ومتى أطال الإمام الجلوس في مصلاه، فإن للمأموم ان ينصرف ويتركه، وسواء كان جلوسه مكروها أو غير مكروه.

قال ابن مسعود: (إذا فرغ الإمام ولم يقم ولم ينحرف، وكانت لك حاجة فاذهب ودعه، فقد تمت صلاتك) خرجه عبد الرزاق.

وذكر بإسناده عن عطاء، قال: (كلامه بمنزلة قيامه، فإن تكلم فليقم المأموم إن شاء).

وإن لم يطل الإمام الجلوس، فالسنة أن لا يقوم المأموم حتى يقوم الإمام، كذا قال الزهري والحسن وقتادة وغيرهم.

وقال الزهري: إنما جعل الإمام ليؤتم به.

يشير إلى أن مشروعية الاقتداء به لا تنقطع إلا بانصرافه".


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 


إقبال الإِمام على الْمأمومين بِوجهه، وانصرافه من الصلاة من الجهتين


 

(275) "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه".

 

أخرجه البخاري (845) و (1386) و (2085) و (2791) و (3236) و (6096)، ومسلم (2275)، والترمذي (2294)، وأحمد 5/ 14-15، وأبو عوانة (10038) و (10051) و (10052) - طبعة الجامعة الإسلامية، وابن حبان (4659)، والطبراني 7/ (6988) و (6989) و (6990)، والبيهقي 2/ 187 و 188 و 5/ 275، وفي "عذاب القبر" (ص 76-77)، وفي "القضاء والقدر" (626)، والبغوي في "شرح السنة" (2053) من طرق مطولا ومختصرا عن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة بن جندب، قال:

"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: من رأى منكم الليلة رؤيا؟ قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يوما فقال: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قلنا: لا، قال: لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس، ورجل قائم، بيده كلوب من حديد، - قال بعض أصحابنا عن موسى -: إنه يدخل ذلك الكلوب في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر - أو صخرة - فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه، فضربه، قلت: من هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر – قال يزيد، ووهب بن جرير: عن جرير بن حازم - وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر، فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراء، فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي في الشجرة، وأدخلاني دارا لم أر قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب، ونساء، وصبيان، ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ، وشباب، قلت: طوفتماني الليلة، فأخبراني عما رأيت، قالا: نعم، أما الذي رأيته يشق شدقه، فكذاب يحدث بالكذبة، فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والذي رأيته في الثقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر آكلوا الربا، والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان، حوله، فأولاد الناس والذي يوقد النار مالك خازن النار، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملت أتيت منزلك" والسياق للبخاري (1386).

وفي لفظ: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بنا الصبح أقبل على الناس بوجهه...الحديث".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

 

وفي الباب عن البراء بن عازب، ويزيد بن الأسود، وزيد بن خالد الجهني، وأنس بن مالك، وهلب الطائي، وعبد الله بن مسعود، وابن عمرو:


أما حديث البراء بن عازب:

فأخرجه مسلم (709) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (704) -، والبيهقي 2/ 182 من طريق ابن أبي زائدة، ومسلم (709)، وابن ماجه (1006)، وأحمد 4/ 290 و 4/ 304، وابن أبي شيبة 1/ 341، وابن خزيمة (1563)، وأبو عوانة (2090) عن وكيع، وأبو داود (615)، وابن خزيمة (1563) و (1565)، وأبو عوانة (2090)، والروياني (285) و (413) من طريق أبي أحمد الزبيري، والنسائي (822)، وفي "الكبرى" (898) من طريق عبد الله بن المبارك، والروياني (336) من طريق خلاد بن يحيى الكوفي، وأحمد 4/ 290، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 972 - السفر الثاني، وأبو عوانة (2090)، والبيهقي 2/ 182 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ستتهم عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء، قال:

"كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك".

وأخرجه ابن خزيمة (1564) حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، قال:

"كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه".

وأخرجه عبد الرزاق (2478) عن ابن عيينة، عن مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال:

"يعجبني أن أصلي مما على [1] يمين النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان إذا سلم أقبل علينا بوجهه - أو قال - يبدؤنا بالسلام".

فلم يذكر ابن البراء في إسناده، وجعل بدل (ثابت بن عبيد): عدي بن ثابت، وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (1412):

"تفرد به ابن عيينة عن مسعر عن عدي، وتفرد به عبد الرزاق عن ابن عيينة، والمحفوظ عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء".

 

وأما حديث يزيد بن الأسود الخزاعي:

فقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (245)، وفيه: "فكان إذا انصرف انحرف".

وفي لفظ: "ثم انحرف جالسا، واستقبل الناس بوجهه".


وأما حديث زيد بن خالد الجهني:

فأخرجه البخاري (846)، و (1038)، وفي "الأدب المفرد" (907)، ومسلم (71)، وأبو داود (3906)، والنسائي في "الكبرى" (1846) و (10695)، وفي "عمل اليوم والليلة" (925)، وأحمد 4/ 117، والشافعي 1/ 15، وأبو عوانة (66)، وابن حبان (188) و (6132)، وابن منده في "الإيمان" (503)، والبيهقي 2/ 188 و 3/ 357-358، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 532، وفي "المعرفة" (7218)، والبغوي في "شرح السنة" (1169) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 192)، والبخاري (4147)، والطبراني 5/ (5216)، وابن منده في "الإيمان" (506)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 131 من طريق سليمان بن بلال، وعبد الرزاق (21003) - وعنه أحمد 4/ 115، والطبراني 5/ (5213) -، والحميدي (813) عن معمر، وابن منده في "الإيمان" (504)، وفي "التوحيد" (45)، وابن بشران في "الأمالي" (915) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، أربعتهم عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال:

"صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب".

وأخرجه البخاري (7503)، والنسائي (1525)، وفي "الكبرى" (1847) و (10694)، وفي "عمل اليوم والليلة" (924)، وأحمد 4/ 116، والحميدي (813)، والبزار (3771)، وأبو عوانة (67)، والطبراني 5/ (5215)، وابن منده في "الإيمان" (505) عن ابن عيينة، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (68)، والبزار (3771) عن الدراوردي، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2893)، والطبراني 5/ (5214) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، ثلاثتهم عن صالح بن كيسان به، بلفظ:

"مطر الناس ذات ليلة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا قال: ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة؟...الحديث".

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه البخاري (600) و (661) و (847) و (5869)، ومسلم (640) من طرق عن أنس بن مالك، قال:

"أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ذات ليلة إلى شطر الليل، ثم خرج علينا، فلما صلى أقبل علينا بوجهه، فقال: إن الناس قد صلوا ورقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة".

وعن أنس أيضا:

"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: أيها الناس، إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود...الحديث".

وسيأتي تخريجه برقم (276).

وفي الباب عن أنس أيضا:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه".

أخرجه مسلم (708-61)، وأحمد 3/ 133 و 179، والدارمي (1352)، وابن أبي شيبة 1/ 305، وأبو يعلى (4042) و (4043)، وأبو عوانة (2088)، وابن حبان (1996)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (347)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 448، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 217، والبيهقي 2/ 295، وفي "السنن الصغير" (668) من طرق عن سفيان الثوري، عن السدي، عن أنس: فذكره.

وأخرجه الدارمي (1351) من طريق إسرائيل، عن السدي به.

وأخرجه مسلم (708-60)، والنسائي (1359)، وفي "الكبرى" (1284)، وأحمد 3/ 281، وأبو عوانة (2089)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 3/ 440، وأبو نعيم في "المستخرج" (1596)، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 205، والبيهقي 2/ 295 من طريق أبي عوانة، عن السدي، قال:

"سألت أنسا: كيف أنصرف إذا صليت؟ عن يميني، أو عن يساري؟ قال: أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه".

وأخرجه أحمد 3/ 217 - ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف دينار" (22) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 205 من طريق الحسن بن صالح بن حي، عن السدي، قال:

"سألت أنسا عن الانصراف؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه".

 

وأما حديث هلب الطائي:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (129)، وفيه: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة، ورأيته ينصرف عن يمينه وعن شماله".

 

وأما حديث عبد الله بن مسعود:

فأخرجه البخاري (852)، وأبو داود (1042)، وأحمد 1/ 429 و 464، والدارمي (1350)، والطيالسي (282)، وابن خزيمة (1714)، والشاشي (419) و (422)، وابن حبان (1997)، والبيهقي 2/ 294-295 عن شعبة، ومسلم (707-59)، وأحمد 1/ 383 و 429، وابن أبي شيبة 1/ 304-305، وفي "المسند" (250)، والبزار (1639) عن أبي معاوية الضرير، ومسلم (707-59)، وابن ماجه (930)، وابن أبي شيبة 1/ 304-305، وفي "المسند" (250)، وابن خزيمة (1714) عن وكيع، ومسلم (707)، وابن خزيمة (1714) من طريق عيسى بن يونس، ومسلم (707)، وأبو يعلى (5174)، والشاشي (424) من طريق جرير، وأحمد 1/ 383، والشاشي (421) عن ابن نمير، والنسائي (1360)، وفي "الكبرى" (1285)، وابن ماجه (930)، وأحمد 1/ 383 و 429 عن يحيى القطان، والشافعي 1/ 100، والحميدي (127)، والطبراني 10/ (10163)، والبيهقي في "المعرفة" (4287)، والبغوي في "شرح السنة" (702) عن ابن عيينة، وابن خزيمة (1714)، والشاشي (423)، والبيهقي 2/ 294-295 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن خزيمة (1714) من طريق ابن فضيل، وأبو عوانة (2087)، والطبراني 10/ (10162) من طريق زائدة، وأبو عوانة (2087)، والشاشي (418) و (420) من طريق أبي يحيى الحماني، والطبراني 10/ (10164) من طريق جعفر بن الحارث أبي الأشهب الكوفي، والبيهقي قي "السنن الصغير" (665) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، كلهم جميعا عن الأعمش، قال: سمعت عمارة بن عمير، يحدث عن الأسود، عن عبد الله، قال:

"لا يجعلن أحدكم للشيطان جزءا من صلاته يراه عليه حتما ألا ينصرف إلا عن يمينه، فقد رأيت أكثر انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يساره".

وأخرجه الخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 1/ 600 من طريق أبي نعيم، عن سفيان يعني الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله به.

وأخرجه الطبراني 10/ (10161) من طريق عبد الرزاق ( وهو في "المصنف"  (3208) [2]) عن الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن الأسود به.

والرجل هو عمارة بن عمير، هذا هو المحفوظ عن الأعمش.

وأخرجه الطبراني 10/ (10165) من طريق الحجاج بن أرطأة، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن المستورد العجلي، عن ابن مسعود به.

والحجاج: ضعيف، وقال أبو حاتم كما في "العلل" (331):

"هذا خطأ، إنما هو عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، ليس للمستورد معنى".

كذا قال الإمام أبو حاتم، وقد قال البزار في "مسنده" (1639) بعد أن رواه من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن ابن مسعود:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن مسعود، ولا نعلم له طريقا إلا عن الأسود، إلا حديثا أخطأ فيه زياد بن عبد الله، فرواه عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله".

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 347 من طريق محمد بن يحيى، حدثني أبو الحجاج من حفظه، حدثنا أبو غسان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر، عن ابن مسعود به.

وهذا غير محفوظ، ويغلب على الظن أنه من أبي الحجاج واسمه: يوسف بن إبراهيم بن شبيب بن مزيد: قال الحافظ الذهبي:

"لم يشتهر ذِكره لأنّه مات قبل أوان الرّواية، وكان يعارض الحافظ أحمد بن الفُرات في زمانه".

وباقي رجاله كلهم ثقات، عبد الرحمن بن حميد هو الرؤاسي، وأبو غسان هو النهدي، ومحمد بن يحيى هو ابن منده.

وأخرجه أحمد 1/ 408 و 459، والبزار (1640)، وابن حبان (1999)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (305) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود حدثه، عن أبيه، أن ابن مسعود حدثه:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامة ما ينصرف من الصلاة على يساره إلى الحجرات".

وإسناده حسن.

وأخرجه أحمد 1/ 459 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عن انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، عن أبيه، قال:

سمعت رجلا يسأل عبد الله بن مسعود عن انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته عن يمينه كان ينصرف أو عن يساره؟ قال: فقال عبد الله بن مسعود:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف حيث أراد، كان أكثر انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته على شقه الأيسر إلى حجرته".

وأخرجه الطبراني 10/ (9975)، وفي "الأوسط" (5625) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن بكر بن وائل، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:

"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن بيوته لعلى يساره فإذا صلى الصلاة أخذ إلى بيوته عن يساره".

وقال الطبراني:

"لم يروه عن بكر بن وائل إلا يعلى بن الحارث، ولا عن يعلى إلا ابنه، تفرد به أبو كريب".

وإسناده ضعيف، أبو حمزة هو الأعور.

 

وأما حديث ابن عمرو:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (228) وهو حديث حسن، وفيه: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافيا وناعلا، وينصرف عن يمينه وعن شماله، ويصوم في السفر ويفطر".

 

غريب الحديث

 

(إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه) المعنى: إذا صلى صلاة ففرغ منها، أقبل علينا، لضرورة أنه لا يتحول عن القبلة قبل فراغ الصلاة.

 

يستفاد من الحديث

 

أن الإمام يستقبل الناس بوجهه إذا سلم، قال الزين بن المنير كما في "الفتح" 2/ 334:

"استدبار الإمام المأمومين إنما هو لحق الإمامة، فإذا انقضت الصلاة زال السبب، فاستقبالهم حينئذ يرفع الخيلاء والترفع على المأمومين، والله أعلم".

وقيل: الحكمة فيه تعريف الداخل بأن الصلاة انقضت، إذ لو استمر على حاله لأوهم أنه في التشهد مثلا.

 

كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام


٭ ٭ ٭
______________________________________

- كذا في الطبعات الثلاث: دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية.

وأورده في "أطراف الغرائب والأفراد" (1412) من طريق عبد الرزاق، وفيه: "يلي".

- ليس في أصل مطبوعات "المصنف"، منها طبعة المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية: (رجل)، واستُدرك في طبعة دار التأصيل (3243) عن الطبراني، وقال الحافظ المزي في "التحفة" (9177):

"رواه عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن الأسود".


الأربعاء، 24 يونيو 2020

‌قدر ‌مكث ‌الإمام ‌في ‌مصلاه ‌بعد ‌السلام


 

(274) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

 

أخرجه مسلم (592)، وأبو داود (1512)، والترمذي (298) و (299)، والنسائي (1338)، وفي "الكبرى" (1262) و (7670) و (9843) و (9844) و (9845) و (10127)، وفي "عمل اليوم والليلة" (95) و (96) و (97)، وفي "النعوت" (59)، وابن ماجه (924)، وأحمد 6/ 62 و 235، والدارمي (1347)، وإسحاق بن راهويه (1357)، وابن أبي شيبة 1/ 302 و 304-305، والطيالسي (1662)، وأبو عوانة (2061) و (2062) و (2063)، والدولابي في "الكنى" (1942)، والسراج في "مسنده" (837) و (855) و (857) و (858)، وفي "حديثه" (650) و (1308) و (1309) و (1310) و (1911)، وابن حبان (2000)، والطبراني في "الدعاء" (644)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (72)، وابن منده في "التوحيد" (353)، وابن المقرئ في "الأربعين" (46)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1310) و (1311)، والبيهقي 2/ 183، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 339، وفي "الإعتقاد" (ص 78)، والبغوي في "شرح السنة" (713)، وفي "التفسير" (2101)، وفي "الأنوار" (554)، وابن عساكر في "المعجم" (1557) من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة، قالت: فذكره.

وفي لفظ: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر إذا سلم من الصلاة إلا أن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وقرن مسلم في رواية له، وأبو داود، والنسائي في "الكبرى" (9845)، وفي "عمل اليوم والليلة" (97)، والطبراني، وأبو أحمد الحاكم، وأبو نعيم (1311) بـ عاصم الأحول: خالدًا الحذاء.

وأخرجه أحمد 6/ 184 عن علي بن عاصم، وإسحاق بن راهويه (1356)، والسراج في "مسنده" (838)، وفي "حديثه" (651)، وابن المقرئ في "الأربعين" (47)، والبيهقي في "المعرفة" (3895) عن عبد الوهاب الثقفي، وأبو يعلى (4721)، وابن حبان (2001)، وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (21781)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (109) من طريق خالد بن عبد الله، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (109) من طريق عبد الواحد بن زياد، والطوسي في "مختصر الأحكام" (282)، والسراج في "مسنده" (854)، وفي "حديثه" (1306)، وابن منده في "التوحيد" (205) من طريق إسماعيل ابن علية، وابن منده في "التوحيد" (261) من طريق شعبة، ستتهم عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن الحارث به.

وقال الطوسي:

"حديث حسن".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4600)، وفي "الدعاء" (645)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 56/ 231-232 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن حميد، عن خالد الحذاء، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث به.

وإسناده ضعيف، عتبة بن حميد: ضعفه الإمام أحمد.

وإسماعيل بن عياش: ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها.

وله طرق عن عائشة:

1 - أخرجه عبد الرزاق (3197) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (646) - عن ابن عيينة، عن عاصم الأحول، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن عبد الرحمن بن الرماح، عن عائشة قالت:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9842)، وفي "عمل اليوم والليلة" (94) أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن رجل يقال له عبد الرحمن بن الرماح، عن عبد الرحمن بن عوسجة أحدهما عن الآخر، عن عائشة به.

وقال المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 432:

"وكلاهما غير محفوظ، والمحفوظ ما تقدم ذكره - يعني: عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة -، والوهم في ذلك من ابن عيينة، ولعله مما رواه بعد الاختلاط، فإنه لم يتابعه عليه أحد ولا يعرف في رواة الحديث من اسمه عبد الرحمن بن الرماح لا في هذا الحديث، ولا في غيره، والله أعلم".

قال النسائي:

"خالفه يزيد بن هارون، رواه عن عاصم، عن أبي الوليد، عن عائشة".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9846)، وابن أبي شيبة 1/ 302 و 304، وفي "المسند" (206) [1]، والحارث بن أبي أسامة (191)، وابن خزيمة (736) عن أبي معاوية، وابن حبان (2002) من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الدعاء" (648)، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 433-432 من طريق عبد العزيز بن المختار، والنسائي في "الكبرى" (10126)، وفي "عمل اليوم والليلة" (266)، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 432 من طريق إسرائيل، أربعتهم عن عاصم الأحول، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن مسعود به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9847)، وفي "عمل اليوم والليلة" (99)، والطيالسي (371)، عن شعبة، والدولابي في "الكنى" (1856) من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن عاصم، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن ابن مسعود: موقوفا.

وقال المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 431:

"وكلاهما محفوظ عنه - يعني: عن عاصم -".

قال ابن حبان:

"سمع هذا الخبر، عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة. وسمعه عن عوسجة بن الرماح، عن ابن أبي الهذيل، عن ابن مسعود، الطريقان جميعا محفوظان".

قال علي بن المديني في "العلل" (230):

"رواه عاصم الأحول، عن رجل، يقال له: عوسجة بن الرماح، ولا نعلم أحدا روى عن عوسجة هذا إلا عاصما الأحول، وما أظنه إلا كذا، لأنه يروي عن ابن أبي الهذيل، وابن أبي الهذيل كوفي، من أصحاب عبد الله، واسمه عبد الله بن أبي الهذيل، ويكنى أبا المغيرة، ولا أحفظ هذا عن عبد الله بن مسعود إلا من هذا الطريق، وقد روي عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

2 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3303)، وفي "الصغير" (306)، وفي "الدعاء" (647) حدثنا بكر بن محمد القزاز البصري، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا وهيب بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.

وقال الطبراني:

" لم يروه عن هشام إلا وهيب تفرد به عبد الله بن معاوية، وما كتبناه إلا عن أبي عمر القزاز من أصل كتابه".

ورجال إسناده ثقات إلا بكر بن محمد القزاز فقد وثقه الدارقطني، وقال أيضًا:

"صالح، ما علمت منه إلا خيرًا إن شاء الله، ولكن ربما أخطأ في الحديث".

3 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2094) عن أحمد بن يحيى بن زهير، عن جابر بن كردي الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت:

"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن المقدام بن شريح إلا قيس، تفرد به: يحيى بن إسحاق".

وإسناده ضعيف، قيس بن الربيع الأسدي: صدوق في نفسه إلا أنه أُدخلت عليه أحاديث فحدث بها فسقط الاحتجاج به، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (49).

 

وله شواهد من حديث ثوبان، وابن عمر، وابن عمرو، وأم سلمة:

 

أما حديث ثوبان:

فأخرجه مسلم (591)، والنسائي (1337)، وفي "الكبرى" (1261) و (9891)، وفي "عمل اليوم والليلة" (139)، وابن ماجه (928)، وابن حبان (2003)، والبيهقي 2/ 183 من طريق الوليد بن مسلم، وأبو داود (1513) من طريق عيسى بن يونس، والترمذي (300) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (714) -، وأحمد 5/ 279-280، والروياني (636) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن ماجه (928) من طريق عبد الحميد بن حبيب، وأحمد 5/ 275، والدارمي (1355) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، وابن خزيمة (737)، وأبو عوانة (2064)، وابن المنذر في "الأوسط" (1552)، وابن منده في "التوحيد" (260)، والبيهقي في "السنن الصغير" (464)، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 101، وفي "الدعوات الكبير" (112) من طريق بشر بن بكر، وابن خزيمة (737) من طريق عمرو بن أبي سلمة، وابن حبان (2003) من طريق عمر بن عبد الواحد، وابن منده في "التوحيد" (204)، والبيهقي 2/ 183 من طريق الوليد بن مزيد، وابن منده في "التوحيد" (260) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، والطبراني في "الدعاء" (649) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، كلهم جميعا عن الأوزاعي، عن أبي عمار شداد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر، ثلاث مرات، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام. تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

وفي لفظ: "كان إذا انصرف من صلاته...الحديث".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه ابن خزيمة (838) عن محمد بن ميمون المكي، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، حدثني الأوزاعي به، بلفظ:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يسلم".

وقال ابن خزيمة:

"إن كان عمرو بن هاشم أو محمد بن ميمون لم يغلط في هذه اللفظة - أعني قوله: قبل السلام - فإن هذا الباب يرد إلى الدعاء قبل السلام".

قلت: بل هو منكر بهذا اللفظ، عمرو بن هاشم: قال ابن أبي حاتم:

"سألت محمد بن مسلم عنه؟ فقال: كتبت عنه، كان قليل الحديث، قلت ما حاله؟ قال: ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي".

ومحمد بن ميمون: قال النسائي: ليس بالقوي.

وقال أبو حاتم: كان أميًا مغفلًا.

وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 117، وقال:

"ربما وهم".

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1088) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثني راشد بن داود الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام".

وإسناده تالف: عبد الوهاب بن الضحاك: كذبه أبو حاتم، وقال أبو داود: يضع الحديث.

وراشد بن داود الصنعاني: مختلف فيه، وثقه دحيم، وابن معين، وابن حبان، وضعّفه الدارقطني، وقال البخاري:

"فيه نظر".

ولخّص الحافظ ترجمته في "التقريب" بقوله:

"صدوق له أوهام".

وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي: أورده الذهبي في "الميزان" 1/ 63 وقال:

"شيخ للطبراني غير معتمد" ثم أورد له حديثًا أخطأ فيه.

 

وأما حديث ابن عمر، وابن عمرو:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10125)، والطبراني 12/ (13288)، وابن منده في "التوحيد" (262) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، قال: حدثني جعفر بن ربيعة، أن عون بن عبد الله بن عتبة قال: صلى رجل إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاصي، فسمعه حين سلم يقول: أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر حين سلم فسمعه يقول مثل ذلك، فضحك الرجل، فقال له ابن عمر: ما أضحكك؟ قال: إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمرو فسمعته يقول مثل ما قلت، قال ابن عمر:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك".

وقال النسائي:

"يحيى بن أيوب: عنده أحاديث مناكير، وليس هو بذلك القوي في الحديث".

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (650) من طريق يوسف بن خالد السمتي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن صلة بن زفر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

وإسناده ضعيف جدا، يوسف بن خالد السمتي: متروك.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 303 و 10/ 231 عن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، قال: حدثني شيخ، عن صلة بن زفر، قال: سمعت ابن عمر، يقول في دبر الصلاة: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم صليت إلى جنب عبد الله بن عمرو فسمعته يقولهن، قال: فقلت له: إني سمعت ابن عمر يقول مثل الذي تقول، فقال عبد الله بن عمرو:

"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن".

وإسناده ضعيف، فيه من أُبهم، وخالف الأعمشَ: العلاءُ بن المسيب:

فأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية" (534)، و "إتحاف الخيرة" (1389) حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، قال: صلى رجل إلى جنب عبد الله بن عمر، فلما قضى صلاته قعد يدعو: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. قال: ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمرو، فلما قضى صلاته، قال مثلها.

قال: فقال له الرجل: هذا دعاء سمعته من أخيك عبد الله بن عمر، فقال:

"إن هذا دعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به إذا قضى صلاته".

فلم يذكر صلة بن زفر بل أبهمه، ولم يذكر في إسناده الشيخَ الراوي عن صلة.

 

وأما حديث أم سلمة:

فأخرجه البخاري (837) و (849) و (870)، وابن ماجه (932)، وأحمد 6/ 296، والشافعي 1/ 99-100، وفي "الأم " 1/ 150، وفي "السنن المأثورة" (76)، والطيالسي (1709)، وأبو يعلى (7010)، وابن خزيمة (1719)، والطبراني 23/ (832)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 14، والبيهقي 2/ 182، وفي "المعرفة" (3885)، والبغوي في "شرح السنة" (708) عن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا ابن شهاب، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة، قالت:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيرا قبل أن يقوم. قال ابن شهاب: فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم".

وأخرجه البخاري (866)، والنسائي (1333)، وفي "الكبرى" (1257)، وأحمد 6/ 316، وأبو يعلى (6909) و (6983)، وابن خزيمة (1718)، وابن حبان (2233) و (2234)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 261، والبيهقي 2/ 192 من طرق عن يونس، عن الزهري، قال: حدثتني هند بنت الحارث، أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها:

"أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام الرجال".

وأخرجه أبو داود (1040)، وأحمد 6/ 310، والطبراني 23/ (831)، والبيهقي 2/ 183، والمزي في "تهذيب الكمال" 35/ 321 عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (2181) و (3227) ) حدثنا معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة، قالت:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم، مكث قليلا. وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال".

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1788) حدثنا عمرو بن إسحاق، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، أخبرني محمد بن مسلم، أن هند بنت الحارث، أخبرته - وكانت تحت معبد بن المقداد الكندي وكانت تدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - فزعمت أن أم سلمة أخبرتها:

"أن النساء كن يشهدن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا سلم قام النساء فانصرفن إلى بيوتهن قبل أن يقوم الرجال".

وإسناده ضعيف، عمرو بن الحارث: مجهول.

وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء: صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب.

وشيخ الطبراني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي: لم أجد له ترجمة.

 

يستفاد من مجموع الأحاديث

 

أولًا: أن الإمام لا يمكث في موضع مصلاه إلا بقدر ما يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ثم ينحرف عن مقعده يستقبل بوجهه المصلين، أو أن يقوم.

 

ثانيًا: أن العبد لا يقوم بحق عبادة مولاه، لما يعرض له من الوساوس والخواطر، فشرع له الاستغفار تداركا لذلك.

 

ثالثًا: أن العبد يصف ربه بالسلام كما وصف به نفسه، والمراد ذو السلامة من كل نقص وآفة.

 

رابعًا: مراعاة الإمام أحوال المأمومين.

 

خامسًا: الاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور.

 

سادسًا: اجتناب مواضع التهم وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلا عن البيوت.

 

سابعًا: أن النساء كن يحضرن الجماعة في المسجد.

 

ثامنًا: أن خروج النساء من المسجد ينبغي أن يكون قبل خروج الرجال.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 



- وسقط من مطبوعه (عبد الله بن أبي الهذيل).


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام