words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الاثنين، 20 فبراير 2023

الإسراع بقضاء دين الميت

 

(376) "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه".

 

صحيح لغيره - أخرجه الترمذي (1078)، وأحمد 2/ 508، والطوسي في "مختصر الأحكام" (979)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 172، والبيهقي 4/ 61 و 6/ 76، وفي "عذاب القبر" (135)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (915)، وأبو طاهر السلفي في "معجم السفر" (145) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأبو يعلى (5898)، والحاكم 2/ 26 من طريق صالح بن كيسان، والحاكم 2/ 27 من طريق إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: فذكره.

وأخرجه الترمذي (1079)، والبزار (8664)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 14- 15 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن ماجه (2413)، وأبو إسحاق العسكري في "مسند أبي هريرة" (55) عن أبي مروان العثماني، وأبو يعلى (6026)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 235 من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 940 السفر الثاني، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 235 عن موسى بن إسماعيل المنقري، وابن المنذر في "الأوسط" (8372) طبعة دار الفلاح، والبيهقي 6/ 49، وفي "السنن الصغير" (2325)، وفي "المعرفة" (11855)، والبغوي في "شرح السنة" (2147)، وفي "التفسير" (340) من طريق الشافعي - وهو عنده في "الأم" 3/ 216 -، وابن شاذان في "الأول من حديثه" مخطوط من طريق يونس بن محمد، وابن عدي في "الكامل" 6/ 83 من طريق عباد بن موسى الختلي، والبيهقي 6/ 49، وفي "السنن الصغير" (2062)، وفي "الشعب" (5155) من طريق أبي ثابت محمد بن عبيد الله المديني، ثمانيتهم عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

وأخرجه أحمد 2/ 475، والطوسي في "مختصر الأحكام" (980) وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 236 عن وكيع بن الجراح، وأحمد 2/ 475، وابن بشران في "أماليه" (521)، والبيهقي 4/ 61 و 6/ 76، وفي "الشعب" (5154)، وفي "عذاب القبر" (136)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 236 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد 2/ 440 عن أبي داود الحفري، والدارمي (2591)، والبيهقي 6/ 76 عن محمد بن يوسف الفريابي، والبيهقي 6/ 76 من طريق محمد بن كثير العبدي، خمستهم عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم به [1].

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1144) من طريق أيوب السختياني، عن سعد بن إبراهيم به.

وقال الترمذي، والطوسي:

"هذا حديث حسن، وهو أصح من الأول".

وقال ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 263- 264 السفر الثالث:

"سمعت يحيى بن معين وسئل: عن حديث سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: نفس المؤمن معلقة بدينه؟ قال: هو صحيح، وبعض المحدثين يقول: سعد، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وبعض يقول: سعد، عن أبي هريرة. وعمر بن أبي سلمة هو الذي روى عنه هشيم".

وقال الدارقطني في "العلل" 9/ 304:

"والصحيح قول الثوري، ومن تابعه".

وأخرجه الشافعي 2/ 190، وفي "الأم" 1/ 318 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (7766) - أخبرنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة - أظنه عن أبيه - عن أبي هريرة به.

وأخرجه الطيالسي (2512) حدثنا ابن سعد، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.

وأخرجه ابن حبان (3061) من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: 

"نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين".

وأخرجه ابن بشران في "أماليه" (641) من طريق مسلم بن خالد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري به، ولفظه: "دين المرء معلق بقلبه حتى يقضى عنه".

 وإسناده ضعيف، مسلم بن خالد هو الزنجي: صدوق كثير الأوهام كما في "التقريب".

وأخرجه ابن المظفر في "غرائب مالك" (171) عن أسامة بن علي بن سعيد الرازي، حدثنا عبد الرحمن بن خالد، حدثنا حبيب، حدثنا الزبير بن سعيد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال:

"صاحب الدين محجوب عنه حتى يقضى دينه".

وإسناده تالف، حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس: متروك، كذبه أبو داود وجماعة.

والزبير بن سعيد بن سليمان: لين الحديث.

وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح: ضعيف.

 

وله شواهد من حديث سمرة بن جندب، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وسعد بن الأطول:

 

أما حديث سمرة بن جندب:

فأخرجه أبو داود (3341)، والنسائي (4685)، وفي "الكبرى" (6238)، وأحمد 5/ 20، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 204، وعبد الرزاق (15263)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 20، والروياني (845)، والطبراني 7/ (6755)، والحاكم 2/ 26، والبيهقي 6/ 49، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 136- 137 من طريق سعيد بن مسروق الثوري، عن الشعبي، عن سمعان [2]، عن سمرة، قال:

"خطبنا رسول الله ﷺ، فقال: هاهنا أحد، من بني فلان؟ فلم يجبه أحد، ثم قال: هاهنا أحد من بني فلان؟ فلم يجبه أحد، ثم قال: هاهنا أحد من بني فلان؟ فقام رجل، فقال: أنا يا رسول الله، فقال ﷺ: ما منعك أن تجيبني في المرتين الأوليين؟ أما إني لم أنوه بكم إلا خيرا، إن صاحبكم مأسور بدينه. فلقد رأيته أدى عنه حتى ما بقي أحد يطلبه بشيء".

وقال البخاري:

"ولا نعلم لسمعان سماعا من سمرة، ولا للشعبي من سمعان".

وقال النسائي:

"ولا نعلم أحدا قال في هذا الحديث عن سمعان غير سعيد بن مسروق".

وخالف سعيدَ بنَ مسروق: جماعةٌ فلم يذكروا سمعان وهو ابن مشنج:

أخرجه أحمد 5/ 11 و 13 و 20، والطيالسي (934)، والطبراني 7/ (6754)، والحاكم 2/ 25، والبيهقي 6/ 76، وفي "الشعب" (5156) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، وأحمد 5/ 20، والطيالسي (932) و (933)، والطبراني 7/ (6750) و (6751) و (6752) و (6753)، والحاكم 2/ 25، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (10)، والبيهقي في "عذاب القبر" (137) من طرق عن فراس بن يحيى، والطيالسي (934) من طريق مجالد بن سعيد، والطبراني في "الأوسط" (3046) من طريق العلاء بن عبد الكريم، أربعتهم عن الشعبي، عن سمرة بن جندب به.

وقال أبو حاتم كما في "العلل" (550):

"الشعبي لم يسمع من سمرة".

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه أبو يعلى (4244)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 3/ 393 عن سعيد بن الأشعث، والبيهقي 6/ 75، وفي "المعرفة" (11931) من طريق يونس بن محمد، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 393 من طريق معلى بن مهدي، ثلاثتهم عن عيسى بن صدقة، قال: دخلت مع أبي على أنس بن مالك، فقلنا له: حدثنا حديثا ينفعنا الله به، فسمعته يقول:

"من استطاع منكم أن يموت ولا دين عليه فليفعل، فإني رأيت نبي الله ﷺ وأتي بجنازة رجل وعليه دين، فقال: لا أصلي عليه حتى تضمنوا دينه، فإن صلاتي عليه تنفعه. فلم يضمنوا دينه، ولم يصل عليه، وقال: إنه مرتهن في قبره".

وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (1446) - ومن طريقه البيهقي 6/ 75 -، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 393 عن عبيد الله بن موسى، والدولابي في "الكنى" (1161) من طريق يحيى بن سعيد العطار، كلاهما عن عيسى بن صدقة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

"أتي رسول الله ﷺ بجنازة ليصلي عليها، فقالوا: عليه دين، فقال: ليقم أحدكم فليضمن دينه، فإن صلاتي تنفعه".

وفي رواية عبيد الله بن موسى: (صدقة بن عيسى) فقلبه، وإسناده ضعيف جدا، عيسى بن صدقة: قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 119:

"منكر الحديث جدا، هو الذي روى عنه عبيد الله بن موسى، ويقول: حدثنا صدقة بن عيسى، يقلبه، لا يجوز الاحتجاج بما يرويه لغلبة المناكير عليه".

وقال الدارقطني: متروك.

وقد اختلف فيه عليه:

فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 393، والطبراني في "الأوسط" (5253)، والغطريفي في "حديثه" (27)، والبيهقي 6/ 75 من طريق أبي الوليد الطيالسي، حدثنا عيسى بن صدقة، عن عبد الحميد بن أبي أمية، قال: شهدت أنس بن مالك وهو يقول: الحمد لله الذي حبس السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، فقال له رجل: يا أبا حمزة، لو حدثتنا حديثا عسى الله أن ينفعنا به، قال:

"من استطاع منكم أن يموت وليس عليه دين فليفعل، فإني شهدت رسول الله ﷺ وأتي بجنازة رجل ليصلي عليه، فقال: عليه دين؟ قالوا: نعم، قال: فما ينفعه أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره، لا تصعد روحه إلى الله، فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه، فإن صلاتي تنفعه".

وقال البرقاني في "سؤالاته" (323):

"سمعت الدارقطني يقول: عبد الحميد بن أمية (كذا)، عن أنس، لا شيء".

وأخرجه أبو يعلى (3477) حدثنا عمار، حدثا يوسف، حدثنا ثابت، عن أنس:

"أن النبي ﷺ أتي بجنازة ليصلي عليها، قال: هل عليه دين؟ قالوا: نعم، فقال النبي ﷺ: إن جبريل نهاني أن أصلي على رجل عليه دين، وقال: إن صاحب الدين مرتهن في قبره، حتى يقضى عنه دينه. فأبى النبي ﷺ أن يصلي عليه".

وإسناده ضعيف جدا، يوسف هو ابن عطية الصفار: متروك.

 

وأما حديث أبي سعيد الخدري:

فأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (2926)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 187- 188 من طريق أبي معاوية الضرير، والديلمي كما في "زهر الفردوس" (1882) من طريق هشيم، كلاهما عن أبي سفيان السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ:

"صاحب الدين مغلول في قبره حتى يقضى عنه".

 ولفظ الديلمي: "صاحب الدين مغلول في قبره لا يفكه إلا قضاء دينه".

وقال البوصيري:

"هذا إسناد ضعيف، لضعف أبي سفيان، واسمه: طريف بن شهاب السعدي".

 

وأما حديث البراء:

فأخرجه الروياني (429)، والدينوري في "المجالسة" (213)، والطبراني في "الأوسط" (893)، والبغوي في "شرح السنة" (2148)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1332)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 4 /14، والأطرابلسي في "معجمه" (265)، والضياء في "المنتقي من مسموعات مرو" - مخطوط - من طرق عن سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا مبارك بن فضالة، عن كثير أبي محمد، عن البراء بن عازب، عن رسول الله ﷺ، قال:

"صاحب الدين مأسور بدينه، يشكو إلى الله الوحدة".

وقال الطبراني:

*لا يروى هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرد به مبارك".

وإسناده ضعيف، كثير أبو محمد البصري: مجهول الحال.

 

وأما حديث سعد بن الأطول:

فأخرجه ابن ماجه (2433)، وأحمد 5/ 7، وابن أبي شيبة في "المسند" (619)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى 7/ 57، والبيهقي 10/142، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/ 251 عن عفان بن مسلم، وأحمد 4/ 136، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 45، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 1/ 250 السفر الثاني، والدولابي في "الكنى" (748)، والطبراني 6/ (5466)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3196) عن سليمان بن حرب، وعبد بن حميد (305) عن الحسن بن موسى، وأبو يعلى (1510)، وفي "المفاريد" (22) - وعنه ابن حبان في "الثقات" 3/ 152، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 185 -، والطبراني 6/ (5466)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 255- 256، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3196) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، والطبراني 6/ (5466)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3196)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 236 من طريق حجاج بن المنهال، والبيهقي 10/ 142 من طريق عبد الواحد بن غياث، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 237 من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، سبعتهم عن حماد بن سلمة، أخبرنا عبد الملك أبو جعفر، عن أبي نضرة، عن سعد بن الأطول:

"أن أخاه مات، وترك ثلاث مائة درهم، وترك عيالا، فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي ﷺ: إن أخاك محبوس بدينه، فاقض عنه. فقال: يا رسول الله، فقد أديت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة، وليس لها بينة، قال: فأعطها فإنها محقة".

وعند أحمد 4/ 136: "ترك ثلاث مائة دينار".

وإسناده ضعيف، عبد الملك أبو جعفر البصري، ويقال المدني: مجهول.

وأخرجه أبو يعلى (1512)، وفي "المفاريد" (24) من طريق عباد بن موسى القرشي، عن حماد بن سلمة به، وفيه: "أن أباه مات وترك ثلاث مائة درهم وعيالا ودينا، فأردت أن أنفق على عياله، فقال لي النبي ﷺ: إن أباك محبوس بدينه فاقض عنه...الحديث".

وأخرجه أحمد 5/ 7 عن عفان بن مسلم، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 45 عن عبد الأعلى بن حماد، وأبو يعلى (1513)، وفي "المفاريد" (25) من طريق عباد بن موسى، والبيهقي 10/ 142 من طريق عبد الواحد بن غياث، أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ بمثل حديث ابن ماجه غير أنه لم يسم كم ترك.

وإسناده جيد، الجريري: اختلط أو تغير قبل موته، وسماع حماد بن سلمة منه قبل أن يتغيّر كما في "الكواكب النيرات" (ص 183).

 

وفي الباب عن سلمة بن الأكوع، وجابر بن عبد الله، وأبي هريرة، وأسماء بنت يزيد، وأبي سعيد الخدري، وأبي قتادة الأنصاري، وعبد الله بن عمرو، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن جحش، وأنس بن مالك، وابن عباس:

 

أما حديث سلمة بن الأكوع:

فأخرجه البخاري (2289) - ومن طريقه البغوي (2153) - حدثنا المكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال:

"كنا جلوسا عند النبي ﷺ إذ أتي بجنازة، فقالوا: صل عليها، فقال: هل عليه دين؟ قالوا: لا، قال: فهل ترك شيئا؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجنازة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، صل عليها، قال: هل عليه دين؟ قيل: نعم، قال: فهل ترك شيئا؟ قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أتي بالثالثة، فقالوا: صل عليها، قال: هل ترك شيئا؟ قالوا: لا، قال: فهل عليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعليّ دينه، فصلى عليه".

وأخرجه البيهقي 6/ 72، وفي "السنن الصغير" (2096)، وفي "المعرفة" (11927) من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن مكي ابن إبراهيم به، وفيه: "أتي رسول الله ﷺ بجنازة رجل من الأنصار ليصلي عليها، فقال: هل عليه دين؟ فقالوا: لا، قال: هل ترك شيئا؟ قالوا: نعم، فصلى عليه".

وعبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي: صدوق لكن قال الدارقطني كما "سؤالات الحاكم" له (150):

"قيل لنا إنه كان مجاب الدعوة، صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون لا يحتج بما انفرد به، بلغني عن شيخنا أبي القاسم ابن بنت منيع أنه قال: عندي عن أبي قلابة عشرة أجزاء ما منها حديث مُسَلم، إما في الإسناد وإما في المتن، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام فيه".

وأخرجه النسائي (1961)، وفي "الكبرى" (2099)، وأحمد 4/ 50، والروياني (1127)، وابن حبان (3264)، والطبراني 7/ (6291)، والبيهقي 6/ 72، وفي "الشعب" (5149) عن يحيى بن سعيد، وأحمد 4/ 47 عن حماد بن مسعدة، والطبراني 7/ (6290) من طريق حاتم بن إسماعيل، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة به، وفيه: "ثم أتي بأخرى، فقال: هل ترك من دين؟ قالوا: لا، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: نعم، ثلاثة دنانير، قال: فقال بأصابعه ثلاث كيات. قال: ثم أتي بالثالثة، فقال: هل ترك من دين؟ قالوا: نعم، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم. فقال رجل من الأنصار: علي دينه يا رسول الله، قال: فصلى عليه".

وفي رواية يحيى بن سعيد، وحاتم بن إسماعيل أن الرجل من الأنصار هو أبو قتادة رضي الله عنه.

واخرجه البخاري (2295) مختصرا، والبيهقي 6/ 75 عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:

"أتي رسول الله ﷺ بجنازة، فقالوا: يا نبي الله، صل عليها، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: لا، قال: هل ترك من دين؟ قالوا: لا، قال: فصلى عليها، ثم أتي بجنازة، فقالوا: يا نبي الله، صل عليها، قال: هل ترك من دين؟ قالوا: نعم، أو قالوا: لا، قال: فهل ترك من شيء؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: ثلاث كيات، قال هكذا بيده، ثم أتي بجنازة أخرى، فقيل: يا نبي الله، صل عليها، قال: هل ترك من دين؟ قالوا: نعم، قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: يا نبي الله، عليّ دينه، قال: فصلى عليه".

وأخرجه الدولابي في "الكنى" (925) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن يزيد به، ولفظه: "أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله إن أبي أو أخي مات وترك دينارين، فقال النبي ﷺ: كيتان".

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 371، والروياني (1154) من طريق موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه:

"أن النبي ﷺ أتي بجنازة رجل من الأنصار ليصلي عليه، فقال: هل ترك شيئا؟ قالوا: لا، قال: هل عليه دين؟ قالوا: نعم، عليه ديناران، قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: هما علي يا رسول الله، قال: فصلى عليه النبي ﷺ، قال: فأخبرني أناس: أن رسول الله ﷺ كان إذا لقيه أبو قتادة، قال: ما فعل الديناران؟ حتى قضاهما".

 وإسناده ضعيف، موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي: ضعيف.

وأخرجه الطبراني 7/ (6258) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:

"كنا عند النبي ﷺ، فأتي بجنازة رجل من الأنصار، فقال: ترك عليه دينا؟ قالوا: نعم يا رسول الله، دينارين، قال: صلوا على صاحبكم. فقال أبو قتادة: هما علي يا رسول الله، فصلى عليه، ثم أتي بأخرى، فقال: عليه دين؟ قالوا: لا، قال: فهل ترك كنزا؟ قالوا: دينارين، قال: كيتان. وصلى عليه".

وإسناده تالف، أبو مريم عبد الغفار بن القاسم: متهم بالوضع.

 

وأما حديث جابر بن عبد الله:

فأخرجه أحمد 3/ 330، وابن أبي شيبة 3/ 372، والطيالسي (1778)، والغطريفي في "جزءه" (26)، والبيهقي 6/ 74 و 75، وفي "السنن الصغير" (2098)، وفي "عذاب القبر" (138) من طرق عن زائدة بن قدامة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال:

"توفي رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه، ثم أتينا رسول الله ﷺ ليصلي عليه، فخطا خطى، ثم قال: هل عليه دين؟ قلنا: نعم، ديناران، قال: صلوا على صاحبكم. فقال أبو قتادة: يا رسول الله، دينه عليّ، اللهِ، فقال رسول ﷺ: هما عليك حق الغريم، وبرئ الميت. قال: نعم، فصلى عليه، ثم لقيه من الغد، وقال: ما فعل الديناران؟ قال: يا رسول الله، إنما مات أمس، ثم لقيه من الغد، فقال: ما فعل الديناران؟ فقال: يا رسول الله، قد قضيتهما، فقال رسول الله ﷺ: الآن بردت عليه جلده".

وأخرجه البزار (1334) كشف: من طريق زهير بن محمد، والدارقطني 4/ 54- 55، والحاكم 2/ 58 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: بل إسناده ضعيف، عبد الله بن محمد بن عقيل: ليّن الحديث، ضعّفه جمعٌ من الحفّاظ.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4145) من طريق شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن عقيل به، وفيه: "فلم يصل عليه حتى قال أبو اليسر أو غيره: هو إلي".

وشريك بن عبد الله النخعي القاضي: سيئ الحفظ.

وأخرجه أحمد 3/ 352، وأبو يعلى (1857) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 32/ 255 - من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وأحمد 3/ 373، والبزار (1337) كشف: من طريق زهير بن محمد، وأحمد 3/ 325 و 352، والحارث بن أبي أسامة (443) من طريق شريك القاضي، ثلاثتهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله:

"أن رجلا أتى النبي ﷺ، فقال: أرأيت إن جاهدت في سبيل الله بنفسي، ومالي حتى أقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، أأدخل الجنة؟ قال: نعم، إلا أن تدع دينا ليس عندك وفاء له".

وأخرجه أبو داود (2956) و (3343)، والنسائي (1962)، وفي "الكبرى" (2100)، وأحمد 3/ 296، وعبد بن حميد (1081)، وابن الجارود في "المنتقى" (1111)، وأبو عوانة (5624)، وابن حبان (3064)، والغطريفي في "جزءه" (25)، والبيهقي 6/ 73، وابن عبد البر في "الاستذكار" 5/ 103 من طريق عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (15257)، وفي "تفسيره" (2315) - أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله، قال:

"كان النبي ﷺ لا يصلي على رجل عليه دين، فأتي بميت، فسأل: هل عليه دين؟ قالوا: نعم، ديناران، قال: فصلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: هما علي يا رسول الله، فصلى عليه، فلما فتح الله على رسوله ﷺ قال: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك دينا فعلي، ومن ترك مالا فلورثته".

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 398:

"رواه غير واحد عن الزهريِّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة".

قلت: لم يتفرّد به معمر، فقد تابعه إبراهيم بن سعد عند أبي عوانة (5623)، وسيأتي تخريجه من حديث أبي هريرة إن شاء الله تعالى.


فأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه البخاري (2298) و (5371)، ومسلم (1619)، والترمذي (1070)، وأحمد 2/ 453، وأبو عوانة (5622)، والغطريفي في "حديثه" (23)، والبيهقي 7/ 53 من طريق عقيل، والبخاري (6731)، ومسلم (1619- 14)، والنسائي (1963)، وفي "الكبرى" (2101)، وابن ماجه (2415)، وأبو عبيد في "الأموال" (541)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (81) و (4143)، وأبو عوانة (5618) و (5619) و (5620)، وابن حبان (4854)، والطبراني في "الأوسط" (8810)، والبيهقي 7/ 44 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ومسلم (1619)، والنسائي (1963)، وفي "الكبرى" (2101)، وأحمد 2/ 290، والطيالسي (2459)، وابن زنجويه في "الأموال" (781)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (81) و (4143)، وأبو عوانة (5619) و (5621)، وابن حبان (3063)، والغطريفي في "حديثه" (24) من طرق عن ابن أبي ذئب، ومسلم (1619) من طريق ابن أخي الزهري، أربعتهم عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:

"كان رسول الله ﷺ إذا شهد جنازة سأل: هل على صاحبكم دين؟ فإن قالوا: نعم، قال: هل له وفاء؟ فإن قالوا: نعم، صلى عليه، وإن قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم. فلما فتح الله عز وجل عليه الفتوح، قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك دينا فعليّ، ومن ترك مالا فلورثته".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه أحمد 2/ 380- 381 من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم الزبيدي، وأحمد 2/ 399 من طريق أبي إسحاق الفزاري، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (356) من طريق أبي كدينة، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:

"كان رسول الله ﷺ إذا مرت به جنازة سألهم: أعليه دين؟ فإن قالوا: نعم، قال: ترك وفاء؟ فإن قالوا: نعم، صلى عليه، وإلا، قال: صلوا على صاحبكم".

وإسناده على شرط مسلم.

 

وأما حديث أسماء بنت يزيد:

فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 448، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4144)، والطبراني 24/ (466)، وفي "مسند الشاميين" (1424)، والبيهقي في "الشعب" (5150) عن عبد الله بن يوسف التنيسي، حدثنا محمد بن مهاجر، عن أبيه، قال: حدثتنا أسماء بنت يزيد، قالت:

"دعي رسول الله ﷺ إلى جنازة رجل من الأنصار، فلما وضع السرير، تقدم نبي الله صلى عليه وسلم ليصلي، فقال: على صاحبكم دين؟ فقالوا: نعم يا نبي الله، ديناران، قال:

قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة الأنصاري: هما إلي يا نبي الله".

وإسناده حسن، مهاجر بن أبي مسلم: روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 5/ 427، وباقي رجاله ثقات.

 

وأما حديث أبي سعيد:

فأخرجه عبد بن حميد (893)، والدارقطني 4/ 53- 54، والبيهقي 6/ 73، والبغوي (2155)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1343) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والدارقطني 4/ 54، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 289- 290 من طريق زافر بن سليمان، كلاهما عن عبيد الله الوصافي، حدثني عطية، عن أبي سعيد، قال:

"شهدت جنازة فيها رسول الله ﷺ، فلما وضعت سأل رسول الله ﷺ أعليه دين؟ قالوا: نعم، فعدل عنها، وقال: صلوا على صاحبكم. فلما رآه عليٌّ تقفى قال: يا رسول الله برئ من دينه، وأنا ضامن لما عليه، فأقبل رسول الله ﷺ فصلى عليه، ثم انصرف، فقال: يا علي جزاك الله خيرا، فك الله رهانك يوم القيامة كما فككت رهان أخيك المسلم، ليس من عبد يقضي عن أخيه دينه إلا فك الله رهانه يوم القيامة. فقام، فقال: يا رسول الله لعلي خاصة؟ قال: لعامة المسلمين".

وقال البيهقي:

"والحديث يدور على عبيد الله الوصافي، وهو ضعيف جدا".

وأخرجه الدارقطني 3/ 466- 467، والبيهقي 6/ 73 من طريق عطاء بن عجلان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب بنحوه.

وإسناده تالف، عطاء بن عجلان: متهم بالكذب.

 

وأما حديث أبي قتادة الأنصاري:

فأخرجه الترمذي (1069)، والنسائي (1960) و (4692)، وفي "الكبرى" (2098) و (6245)، وابن ماجه (2407)، وأحمد 5/ 301- 302 و 302، والدارمي (2593)، وعبد بن حميد (191)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (972)، وابن حبان (3060)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 115 من طرق عن شعبة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال: سمعت عبد الله بن أبي قتادة يحدث، عن أبيه:

"أن النبي ﷺ أتي برجل ليصلي عليه، فقال النبي ﷺ: صلوا على صاحبكم، فإن عليه دينا. قال أبو قتادة: هو علي، فقال رسول الله ﷺ: بالوفاء. قال: بالوفاء، فصلى عليه".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وإسناده على شرط الشيخين لكن سيأتي تصريح عبد الله بن أبي قتادة بأنه لم يسمع هذا الحديث من أبيه.

وأخرجه أحمد 5/ 311، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4146) من طريق أبي عوانة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال:

"توفي رجل منا فأتينا النبي ﷺ ليصلي عليه قال: هل ترك من شيء؟ قالوا: لا والله ما ترك من شيء، قال: فهل ترك عليه من دين؟ قالوا: نعم ثمانية عشر درهما، قال: فهل ترك لها قضاء؟ قالوا: لا والله ما ترك لها من شيء، قال: فصلوا أنتم عليه. قال أبو قتادة: يا رسول الله، أرأيت إن قضيت عنه أتصلي عليه؟ قال: إن قضيت عنه بالوفاء صليت عليه. قال فذهب أبو قتادة فقضى عنه، فقال: أوفيت ما عليه؟ قال: نعم، فدعا به رسول الله ﷺ فصلى عليه".

وأخرجه أحمد 5/ 297، وعبد بن حميد (190)، وابن حبان (3058) عن يزيد بن هارون، وأحمد 5/ 304، وابن أبي شيبة 3/ 371، وابن المنذر في "الاقناع" (188)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 240 عن يعلى بن عبيد، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال:

"أتي النبي ﷺ بجنازة ليصلي عليها فقال: أعليه دين؟ قالوا: نعم ديناران، قال: أترك لهما وفاء؟ قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: هما علي يا رسول الله فصلى عليه النبي ﷺ".

وأخرجه الطوسي في "مختصر الأحكام" (973) من طريق أبي أسامة، وابن حبان (3059) من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي قتادة به.

وأخرجه عبد الرزاق (15258)، والطبراني في "الأوسط" (2491) عن عبد الله بن عمر، عن سالم أبي النضر، عن ابن أبي قتادة، عن أبيه.

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أبي النضر إلا عبد الله بن عمر".

وعبد الله بن عمر العمري: ضعيف.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4148) من طريق الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله، عن ابن أبي قتادة، أنه قال: سمعت من أهلي من لا أتهم يحدث:

"أن رجلا توفي على عهد رسول الله ﷺ وعليه ديناران، فأبى رسول الله ﷺ أن يصلي عليه حتى تحمل بهما أبو قتادة".

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4147)، والبيهقي في "الشعب" (5148) من طريق عمرو بن الحارث، أن بكير بن عبد الله حدثه: أن عبد الله بن أبي قتادة حدثه أن رجلا من نجران سأله وهو عند نافع بن جبير، فقال: أرأيت الحديث الذي ذكر لنا في الرجل الذي كان عليه دين ديناران، فدعي إليه رسول الله ﷺ فأبى أن يصلي عليه، فتحمل بهما أبو قتادة: هل سمعت أباك ذكر ذلك؟ قلت: لا، ولكن قد حدثنيه من أهلي من لا أتهمه.

وفي الباب عن أبي قتادة أيضا:

عند مسلم (1885- 117)، والترمذي (1712)، والنسائي (3157)، وفي "الكبرى" (4350)، وأحمد 5/ 304- 305، وأبو عوانة (7360) و (7361)، وابن منده في "الإيمان" (245)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 232 من طرق عن الليث بن سعد، والطيالسي (627) و (628)، وعبد بن حميد (192)، والدارمي (2412)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1872)، وأبو عوانة (7359) و (7362)، والبيهقي 9/ 48، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 232، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/ 794 عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة أنه سمعه، يحدث عن رسول الله ﷺ:

"أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله، تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله ﷺ: نعم، إن قتلت في سبيل الله، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر. ثم قال رسول الله ﷺ: كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله ﷺ: نعم، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك".

وفي رواية ابن أبي ذئب: "خطب رسول الله ﷺ فذكر الجهاد، فلم يفضل عليه شيئا إلا المكتوبة...الحديث".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه مسلم (1885)، وأحمد 5/ 297 و 308، وابن أبي شيبة 3/ 372 و 5/ 310، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1873)، وأبو عوانة (7364)، والبيهقي 5/ 355 و 9/ 25، وفي "السنن الصغير" (1976)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 5/ 100 عن يزيد بن هارون، والنسائي (3156)، وفي "الكبرى" (4349)، والشافعي في "السنن المأثورة" (682)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1874)، وأبو عوانة (7367)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (82) و (3655) و (3656)، وأبو إسحاق البغدادي في "الجزء الأول من أماليه" (92)، وابن حبان (4654)، والبيهقي في "المعرفة" (17652)، والبغوي في "شرح السنة" (2144)، وفي "التفسير" 1/ 347 عن مالك - وهو في "الموطأ" 2/ 461 -، وأبو عوانة (7365) من طريق أبي إسحاق الفزاري، وأبو عوانة (7366) من طريق أبي بدر السكوني، أربعتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1875) من طريق حماد بن سلمة، حدثنا يحيى بن سعيد، والزبير أبو خالد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ مثله.

ليس في إسناده ذكر لـ (عبد الله بن أبي قتادة).

وأخرجه مسلم (1885- 118)، والشافعي في "السنن المأثورة" (681)، وسعيد بن منصور في "سننه" (2553)، والحميدي (425)، وأبو عوانة (7363)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (83) و (3657)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (348)، والبيهقي في "المعرفة" (17653)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/ 792- 793 من طريق محمد بن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه به.

وأخرجه مسلم (1885- 118) عن سعيد بن منصور، وأبو عوانة (7363) عن شعيب بن عمرو الدمشقي، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (347) من طريق محمد بن عباد المكي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، وابن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ به.

وفي حديث محمد بن عباد المكي: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا عمرو، وابن عجلان، عن محمد بن قيس، قال ابن عجلان، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ به.

وقال ابن منده في "الإيمان" 1/ 402:

"ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار وابن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة".

وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 2/ 792- 793 من طريق سعيد بن منصور - وهو في "سننه" (2553) -، والحميدي (426) كلاهما (سعيد بن منصور، والحميدي) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس: مرسلا.

وأخرجه النسائي (3158)، وفي "الكبرى" (4351) أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه به مرفوعا.

وقال حمزة بن محمد الكناني الحافظ - صاحب النسائي -:  كما في "تحفة الأشراف" 9/ 250- 251:

"هذا الحديث خطأ، وإنما رواه الثقات عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن النبي ﷺ مرسلا، وعن ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ، وقد رواه غير واحد عن ابن عيينة، فجمعهما عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان، فحملوا حديث عمرو بن دينار المرسل على حديث محمد بن عجلان، ولا أدري كيف جاز هذا على أبي عبد الرحمن - يعني: النسائي - ولعله اتّكل فيه على عبد الجبار".

وأخرجه النسائي (3155)، وفي "الكبرى" (4348)، والخطيب البغدادي في "أربع مجالس" مخطوط: من طريق أبي عاصم النبيل، وابن أبي عاصم في "الجهاد" 1/ 141- 142 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: مرفوعا.

وأخرجه أبو يعلى (6602) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة به.

وقال الترمذي في "سننه" (1712):

"وروى يحيى بن سعيد الأنصاري، وغير واحد هذا عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ، وهذا أصح من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة".

وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" (974):

"هذا وهم، وإنما هو كما يرويه الليث عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه عن النبي ﷺ".

وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 135:

"ورواه عباد بن إسحاق وهو عبد الرحمن بن إسحاق -، ومحمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ووهما فيه...والقول قول من رواه عن يحيى بن سعيد، عن المقبري، عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، بمتابعة الليث، وابن أبي ذئب، عن المقبري على ذلك".

وأخرجه أحمد 2/ 308 و 330 من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي هريرة به.

وهذا إسناد رجاله ثقات.

 

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فأخرجه مسلم (1886- 120)، والبزار (2455)، وأبو عوانة (7368)، والطبراني 13/ (35)، وفي "الأوسط" (9342)، والبيهقي 9/ 25 من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ، قال:

"القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين".

وأخرجه مسلم (1886- 119)، وأحمد 2/ 220، وأبو عوانة (7369) من طريق المفضل بن فضالة، قال: حدثني عياش بن عباس به، بلفظ: "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين".

واستدركه الحاكم 2/ 119 على الشيخين، وفاته أنه عند مسلم.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (279) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 18/ 221 - حدثنا الحسن بن الصباح، قال: حدثنا يحيى بن عباد، قال: حدثنا يحيى بن عبد العزيز، عن عبد العزيز بن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن صفوان، عن عبد الله بن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله ﷺ:

"الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين، والغرق يكفر ذلك كله".

وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 6 / 364:

"متن باطل وإسناد مظلم".

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5148) من طريق عمرو بن الحارث، أن بكير بن عبد الله حدثه، أن عبد الله بن أبي قتادة حدثه، أن رجلا من نجران، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:

"أقبل رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، ماذا لي إن قتلت في سبيل الله؟ قال: الجنة. فلما أدبر الرجل قال، فقال: إن جبريل سألني الساعة، فقال: إلا الدين فإنه يؤخذ منك".

وإسناده ضعيف لجهالة حال الرجل النجراني.

 

وأما حديث أبي موسى الأشعري:

فأخرجه أبو داود (3342) - ومن طريقه الجصاص في "أحكام القرآن" (220) -، والروياني (496)، والبيهقي في "الشعب" (5152) من طريق ابن وهب، حدثني سعيد بن أبي أيوب، أنه سمع أبا عبد الله القرشي، يقول: سمعت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، يقول: عن أبيه، عن رسول الله ﷺ، أنه قال:

"إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها، أن يموت رجل وعليه دين، لا يدع له قضاء".

وأخرجه أحمد 4/ 392 - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 34/ 30 -، وأبو أحمد الحاكم في "الثاني من الأسماء والكنى" مخطوط: من طريق ابن أبي شيبة، والبيهقي في "الشعب" (5153) من طريق بشر بن موسى، ثلاثتهم (الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وبشر بن موسى) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي عبد الله القرشي به.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4448)، والضياء في "حديث ابن المقرئ" (63)، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 30- 31 من طريق  بشر بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ بإسناده نحوه، إلا أنه قال: أبو عبيد الله.

وإسناده ضعيف، أبو عبد الله، ويقال: أبو عبيد الله القرشي: مجهول الحال.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 53 حدثنا عبد الله بن يزيد، قال سمعت أبا بردة بن أبي موسى به.

فسقط من إسناده اثنان على التوالي: (سعيد بن أبي أيوب، وأبو عبد الله القرشي).

وأخرجه أبو بكر الزبيري في "فوائده" مخطوط، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (161) من طريق يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: حدثنا أبو موسى الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال:

"إن أعظم خطيئة عند الله تعالى بعد الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت الرجل وعليه دين في عنقه لا يجد له قضاء".

وإسناده تالف، يزيد بن عياض: كذبه مالك وغيره.

 

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه أحمد 2/ 70 عن حسن بن موسى، والحاكم 2/ 27، والبيهقي 6/ 82 من طريق أحمد بن يونس، والبيهقي 8/ 332، وفي "الشعب" (6309) و (7267) من طريق يحيى بن أبي بكير، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، حدثنا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد، قال: خرجنا حجاجا عشرة من أهل الشام حتى أتينا مكة، فذكر الحديث قال: فأتيناه فخرج إلينا يعني ابن عمر فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد ضاد الله أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال: في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال".

وقال الحاكم:

"صحيح الإسناد" وأقره الذهبي.

وأخرجه أبو داود (3597) - ومن طريقه البيهقي 6/ 82 - عن أحمد بن يونس به، ليس فيه موضع الشاهد منه.

وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (188) من طريق يحيى بن أبي بكير به، ولفظه: "من قال في المؤمن ما ليس فيه أسكنه الله في ردغة الخبال حتى يخرج مما قال".

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 333 من طريق ابن إسحاق، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد، قال: حججنا فلما قضينا نسكنا قلنا: لو أتينا ابن عمر فحدثناه فأتينا فخرج إلينا فجلس بيننا فصمت لنسكه، وصمتنا ليحدثنا، فلما أطال الصمت، قال:

"ما لكم لا تحدثون، ألا تقولون: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فإن زدتم خيرا زادكم الله".

وأخرجه الطبراني 12/ (13084) من طريق داود بن رشيد، والحاكم 4/ 383 من طريق بشر بن معاذ، كلاهما عن عبد الله بن جعفر، عن مسلم بن أبي مريم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله تعالى في أمره".

وإسناده ضعيف، عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي: ضعيف.

وأخرجه ابن ماجه (2320) و (2414)، والطبراني في "الأوسط" (2921)، وابن بشران في "أماليه" (544) من طريق الحسين بن ذكوان المعلم، عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من قال: سبحان الله، كتبت له عشرا، ومن قالها عشر مرار كتب له مائة، ومن استغفر الله غفر له، ومن أعان على خصومة بظلم أو بغير علم لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله، ومن مات وعليه دينار أو درهم قص من حسناته ليس ثم دينار ولا درهم".

وأخرجه الترمذي (3470) من طريق داود بن الزبرقان، والنسائي في "الكبرى" (9914)، وابن الأعرابي في "معجمه" (292)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2418)، وابن شاهين في "الترغيب" (180)، والبيهقي في "الشعب" (6310) من طريق روح بن القاسم، والنسائي في "الكبرى" (9915)، والبيهقي 6/ 82، وفي "الشعب" (6311) من طريق المثنى بن يزيد، وابن المقرئ في "معجمه" (117) من طريق حمزة الزيات، والبيهقي 8/ 332 من طريق سعيد بن بشير، خمستهم عن مطر الوراق، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ ذات يوم لأصحابه:

"قولوا: سبحان الله وبحمده مائة مرة، من قالها مرة كتبت له عشرا، ومن قالها عشرا كتبت له مائة، ومن قالها مائة كتبت له ألفا، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر الله غفر له".

وزاد ابن الأعرابي، والطبراني: "ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه، ومن أعان على خصومة بغير علم فقد باء بسخط من الله، ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج، ومن مات وعليه دين اقتص من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم".

ولفظ البيهقي 8/ 332: "قال رسول الله ﷺ لأصحابه وهم جلوس: ما لكم لا تتكلمون؟ من قال: سبحان الله وبحمده، كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن اتهم بريئا صيره الله إلى طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة".

وقال الترمذي:

"هذا حديث حسن غريب".

قلت: بل إسناده ضعيف، مطر هو ابن طهمان الوراق: ضعيف.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2461) من طريق عمر بن سعيد بن مسروق، عن مطر الوراق، عن عطاء الخراساني، عن حمران، عن ابن عمر به.

وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص 104- 105)، والحاكم 4/ 99 من طريق أبى حمزة السكري، حدثنا إبراهيم الصائغ، عن عطاء بن أبي مسلم، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

بل إسناده ضعيف، عطاء بن أبي مسلم الخراساني: صدوق، يهم كثيرا ويرسل ويدلس كما في "التقريب".

وأخرجه أحمد 2/ 82 حدثنا محمد بن الحسن بن أتش، أخبرني النعمان بن الزبير، عن أيوب بن سلمان رجل من أهل صنعاء، قال: كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد، فلم نسأله ولم يحدثنا، قال: ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله، ولم يحدثنا، قال: فقال: ما لكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله قولوا: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله وبحمده، بواحدة عشرا، وبعشر مائة، من زاد زاده الله، ومن سكت غفر له، ألا أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله ﷺ؟ قالوا: بلى، قال:

"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فهو مضاد الله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق، فهو مستظل في سخط الله حتى يترك، ومن قفا مؤمنا أو مؤمنة، حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار، ومن مات وعليه دين، أخذ لصاحبه من حسناته، لا دينار، ثم ولا درهم، وركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل".

وإسناده ضعيف، أيوب بن سلمان: لا يعرف حاله.

وأخرجه الضبي في "الدعاء" (93)، وأبو يعلى في "المعجم" (84)، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (228) من طريق المثنى بن الصباح، عن عطاء الخراساني، قال: سمعت ابن عمر، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، كتب الله عز وجل له بكل واحدة منها عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، ومن زاد زاده الله، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن أعان في خصومة باطل أو أعان على باطل كان في سخط الله حتى ينزع، ومن بهت مؤمنا أو مؤمنة بغير علم حبسه الله عز وجل يوم القيامة في ردغة الخبال، حتى يخرج منها. قال: وليس بخارج".

والمثنى بن الصباح: ضعيف.

وقد خالفه معمر بن راشد فوقفه على ابن عمر:

أخرجه عبد الرزاق (20905) عن معمر، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر، أنه قال:

"ألا تقولون: لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنهما ألفان من كلام الله، بالواحدة عشر، وبالعشر مئة، وبالمئة ألف، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضاد الله في حكمه، ومن أعان على خصم دون حق، أو بما لا يعلم، كان في سخط الله حتى ينزع، ومن تبرأ من ولد ليفضحه في الدنيا، فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، ومن بهت مؤمنا بما لا يعلم، جعله الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن مات وعليه دين أخذ من حسناته، لا دينار ولا درهم، وركعتي الفجر حافظوا عليهما، فإن فيهما رغب الدهر".

وقال الدارقطني في "العلل" 13/ 111:

"ورواه عبد الله بن دينار البهراني، وعبد الرحمن بن ثابت، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر: موقوفا".

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (640)، والطبراني 12/ (13435)، وفي "الأوسط" (6491)، وفي "الشاميين" (2460)، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (226)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 219 من طريق فطر بن خليفة، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء الخراساني، عن حمران، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"من قال سبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله كتب الله له بكل حرف عشر حسنات، ومن أعان على خصومة باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن بهت مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال يوم القيامة حتى يخرج مما قال، وليس بخارج".

وأخرجه أبو يعلى الخليلي في "فوائده" (3) حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن أبي رجاء، حدثنا علي بن جمعة بن زهير، حدثنا هارون بن هزاري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن القاسم بن أبي بزة، قال:

"أوصى عبد الله بن عمر حمران، فقال: يا حمران لا تنكر ولدا لك في الدنيا فيفضحك الله على رءوس الأشهاد يوم القيامة، ولا تلق الله بأمانة ليس عندك أداؤها، فإن لم يكن لك حسنات أخذ من سيئات هذا فجعلت على سيئاتك، ولا تدعن ركعتي الفجر فإن فيها الرغائب".

وهذا على إرساله، إسناده ليس بقوي، فشيخ الخليلي، لم يترجم له سوى الرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 205، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 241 حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، أنه قال:

"يا حمران، لا تدع ركعتين قبل الفجر، فإن فيهما الرغائب".

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه عبد الرزاق (4781) عن معمر، عن أيوب، قال ابن عمر لحمران:

"يا حمران، اتق الله، ولا تمت وعليك دين فيؤخذ من حسناتك لا دينار ثم ولا درهم، ولا تنتفي من ولدك فتفضحه فيفضحك الله به يوم القيامة، وعليك بركعتي الفجر، فإن فيهما رغب الدهر".

وهذا مرسل.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 285، وأبو الشيخ الأصبهاني في "التوبيخ والتنبيه" (227)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 81 و 2/ 276 مختصرا، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 196 و 196 - 197 من طريق حفص بن عمر الحبطي، حدثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:

"من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضاد الله في ملكه، ومن أعان على خصومة بغير علم، كان في سخط الله حتى ينزع، ومن بهت مؤمنا، أو مؤمنة، حبسه الله في ردغة الخبال، حتى يأتي بالمخرج، ومن مات وعليه دين، أخذ من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم، وحافظوا على ركعتي الفجر، فإن فيهما رغب الدهر".

وإسناده تالف، حفص بن عمر الحبطي، قال يحيى بن معين: ليس بشيء.

وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون، أحاديثه أحاديث كذب.

وقال الأزدي: متروك.

وقال ابن عدي: ليس له إلاَّ اليسير من الحديث وأحاديثه غير محفوظة.

وقال الخطيب:

"روى هذا الحديث همام بن يحيى، وداود بن الزبرقان عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عمر.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد بن يحيى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس الأصم وذهب أصله به".

وأخرجه الطبراني 12/ (13504)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 302 من طريق عبد الرحيم بن يحيى، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا جابر بن يحيى، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"لا تموتن وعليك دين، فإنما هي الحسنات والسيئات ليس ثم دينار ولا درهم، وليس يظلم الله أحدا".

وقال أبو نعيم:

"هذا حديث صحيح ثابت من حديث المقبري عن أبي هريرة، مشهور من حديث ابن عمر، رواه عن ليث جماعة منهم: فضيل بن عياض وموسى بن أعين من حديث جابر، هذا غريب تفرد به عبد الرحمن بن مغراء، ورواه عن ابن عمر جماعة منهم: عطاء ونافع ويحيى بن راشد، وحديث عطاء رواه عنه ابن جريج، وحديث نافع رواه عنه مطر الوراق، وحديث يحيى بن راشد رواه عنه عمارة بن غزية".

وإسناده ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم: ضعيف.

وعبد الرحيم بن يحيى: قال الذهبي في "الميزان" 2/ 608:

"عبد الرحيم بن يحيى الادمي: عن عثمان بن عمارة بحديث في الابدال، اتهمه به أبو عثمان".

وجابر بن يحيى الحضرمي: مجهول، ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 17/ 419 ضمن شيوخ عبد الرحمن بن مغراء، و 18/ 37 ضمن شيوخ عبد الرحيم بن سليمان الكناني، و 20/ 310 ضمن تلاميذ علقمة بن مرثد الحضرمي.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (39) من طريق فضيل بن عياض، عن ليث، عن أبي عبيد الله، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ:

"لا تتركن دينا فليس ثم دينار ولا درهم، إنما الحسنات والسيئات جزاء بجزاء، وقصاص بقصاص".

ليث هو ابن أبي سليم وقد عرفتَ حاله آنفا.

وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (2177) من طريق يحيى بن المهلب، عن عبيد الله، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي ﷺ يقول:

"من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. قال: وسمعته يقول: لا تدع الركعتين قبل الفجر، فإن فيهما الرغائب، وسمعته يقول: - قال يحيى: لا أدري يعني النبي ﷺ، أو ابن عمر -: لا تبرأ من ولدك في الدنيا، فإنه يتبرأ منك يوم القيامة، فيفضحك على رءوس الأشهاد كما فضحته في الدنيا، وسمعته يقول: لا تموتن وعليك دين، فإنه ليس ثم قضاء دينار ولا درهم، ولكن الحسنات والسيئات كما قال الله: {ولا يظلم ربك أحدا}".

ورجاله ثقات، إلا عبيد الله: لم أتبيّنه إن كان هو ابن أبي زياد القداح فهو ضعيف، وإن كان ابن أبي يزيد المكي فهو ثقة، وهو بالأول أشبه، والله أعلم.

 

وأما حديث محمد بن جحش:

فأخرجه النسائي (4684)، وفي "الكبرى" (6237)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (625)، والبيهقي 5/ 355، وفي "الشعب" (5147)، والبغوي في "شرح السنة" (2145)، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 459 من طرق عن إسماعيل بن جعفر - وهو في "حديثه" (298) - أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش، قال:

"كنا جلوسا عند رسول الله ﷺ فرفع رأسه إلى السماء، ثم وضع راحته على جبهته، ثم قال: سبحان الله، ماذا نزل من التشديد. فسكتنا وفزعنا، فلما كان من الغد، سألته: يا رسول الله، ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي، ثم قتل ثم أحيي، ثم قتل وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه".

وأخرجه أحمد 5/ 289- 290 من طريق زهير بن محمد التميمي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (928)، والطبراني 19/ (560) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والحاكم 2/ 24- 25 من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، ثلاثتهم عن العلاء بن عبد الرحمن به.

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

قلت: إسناده حسن، العلاء بن عبد الرحمن الحرقي: صدوق، وباقي رجاله ثقات، وقد وقع اختلاف في متنه، وسنده كما سيأتي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (932) من طريق يحيى بن يزيد، والطبراني 19/ (553) من طريق أبي عبد الرحيم الحراني، كلاهما عن زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء به في الفخذ والعورة.

وأخرجه عبد بن حميد (367) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن ابن أبي أنيسة، عمن أخبره، عن أبي كثير به في الفخذ والعورة والدين.

وأخرجه ابن قانع 3/ 19- 20 من طريق عبيد الله بن علي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي العلاء مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش به.

وقال محققه:

"ضبب على لفظة (الله) مرة، وعلى لفظة (علي) مرتين، ولعله يريد أنه عبيد الله بن عمرو الرقي".

وأخرجه الطبراني 19/ (559) من طريق يحيى الحماني، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 18 من طريق محمد بن عباد، والحاكم 2/ 25 من طريق القعنبي، ثلاثتهم عن الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش، عن محمد بن عبد الله بن جحش به.

 وأخرجه عبد بن حميد (150) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1080) - عن القعنبي، والبزار (1242) من طريق ابن أبي الوزير، كلاهما عن الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير، عن سعد بن أبي وقاص به.

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، وقد رواه بعض أصحاب عبد العزيز، عن عبد العزيز، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى عبد الله بن جحش، عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن النبي عليه السلام".

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (597) من طريق مسلم بن خالد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي كثير، عن محمد بن جحش به.

وإسناده ضعيف، مسلم بن خالد الزنجي: ضعيف.

وأخرجه الطبراني 19/ (556)، وفي "الأوسط" (270) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (624) - من طريق صفوان بن سليم، عن أبي كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش، عن محمد بن عبد الله بن جحش، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:

"لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي، ثم قتل في سبيل الله ثم أحيي، لم يدخل الجنة حتى يقضى عنه دينه، وليس ثمة ذهب ولا فضة، إنما هي الحسنات والسيئات".

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (239)، وفي "الآحاد والمثاني" (931)، والطبراني 19/ (558)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 20، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (627) من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبي كثير، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن جحش وكانت له صحبة، يقول:

"إن رسول الله ﷺ أتاه رجل فقال: يا رسول الله ماذا ترى إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل؟ قال: الجنة. فلما ولى الرجل، قال: كروه علي. فلما جاء قال: إن جبريل عليه السلام قال: إلا أن يكون عليه دين".

وأخرجه أحمد 4/ 139 و 350 - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (626) -، وابن أبي شيبة 3/ 372 - وعنه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (238)، وفي "الآحاد والمثاني" (930)، والطبراني 19/ (557)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (626) -، كلاهما عن محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثني أبو كثير مولى الليثيين، عن محمد بن عبد الله بن جحش:

"أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، ماذا لي إن قتلت في سبيل الله؟ قال: الجنة. فلما ولى قال: إلا الدين، سارني به جبريل عليه السلام آنفا".

وأخرجه أحمد 4/ 139- 140 و 350 من طريق عباد بن عباد، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي كثير مولى الهلاليين، عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه، عن رسول الله ﷺ به.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (627) من طريق واقد بن محمد، عن أبي كثير الأشجعي، عن عبد الله بن جحش، أو عن رجل، عن أبي كثير، أو قال: يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن عبد الله بن جحش به.

 

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه الترمذي (1640)، وفي "العلل الكبير" (501) حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: "القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة، فقال جبريل: إلا الدين. فقال النبي ﷺ: إلا الدين".

وقال الترمذي:

"هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي بكر إلا من حديث هذا الشيخ، وسألت محمد بن إسماعيل - يعني: البخاري - عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه، وقال: أرى أنه أراد حديث حميد، عن أنس، عن النبي ﷺ أنه قال: (ليس أحد من أهل الجنة يسره أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد)".

ويحيى بن طلحة اليربوعي: ضعيف.

وأخرجه البزار (7328) عن محمد بن يحيى بن عدي ابن أخي الحسين بن عدي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس:

"أن رجلا قال: يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا أدخل الجنة؟ فقال النبي ﷺ: نعم. فلما ولى قال: إلا الدين".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولم نسمعه إلا من محمد بن يحيى بن عدي، وكان إن شاء الله من الصالحين".

وإسناده ضعيف، عبد الله بن المثنى الأنصاري: صدوق كثير الغلط.

ومحمد بن يحيى بن عدي: كذا جاء اسمه في مطبوع مسند البزار، وجاء اسمه في "كشف الأستار" (1336)، و "مختصره" (918): محمد بن يحيى بن عربي، ولم أجد له ترجمة.

 

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه الطبراني 11/ (11197) من طريق أبي جعفر الرازي، عن ليث، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال:

"أتى رسولَ الله ﷺ رجلٌ، فقال: يا رسول الله، رجل قاتل في سبيل الله محتسبا حتى يقتل أفي الجنة هو؟ قال: نعم. فلما قفا دعاه، قال: أتاني جبريل عليه السلام، فقال: إن لم يكن عليه دين".

وإسناده ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم: ضعيف.

وأبو جعفر الرازي هو عيسى بن ماهان: سيء الحفظ، وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" (1017):

"هذا خطأ إنما هو على ما يرويه ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن

محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي ﷺ".

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: التشديد في الدين.

 

ثانيًا: أن قضاء الدين عن الميت بعده في الدنيا ينفعه في آخرته.

 

ثالثًا: الحث على الإسراع بقضاء الدين عن الميت.

 

٭ ٭ ٭

 



- وأخرجه أحمد 2/ 475، والبزار (8663) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ليس فيه عن أبيه.

- وأخرجه الطبراني 7/ (6756) حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن الشعبي، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ولم يذكر سمعان.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 20، والحاكم 2/ 30 من طريق الحسن بن سفيان، كلاهما (عبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن أبيه، عن سعيد بن مسروق، عن الشعبي، عن سمعان بن مشنج، عن سمرة بن جندب به.

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام