words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

دعاء قنوت الوتر

 


 

(362) "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

 

صحيح - أخرجه أحمد 1/ 199 - وعنه أبو داود في "المسائل" (479) -، والمروزي في "قيام الليل" (ص 321) مختصره، وابن خزيمة (1095)، وابن الجارود في "المنتقى" (272)، والطبراني 3/ (2712)، وفي "الدعاء" (747) عن وكيع، وابن سعد في "الطبقات" (215) - الجزء المتمم لطبقاته: عن محمد بن عبد الله الأسدي، وابن سعد أيضا، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 2/ 624 - السفر الثاني: عن الفضل بن دكين، والبيهقي في "المعرفة" (3996) من طريق عبيد الله بن موسى، أربعتهم عن يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: فذكره.

وهذا إسناد حسن، وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 296:

"وهذا يرويه الحسن بن علي من طرق ثابتة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هذا الدعاء يقنت به في الصلاة".

وتحرّف عند بعضهم (بريد بن أبي مريم) إلى (يزيد بن أبي مريم).

وتابع يونسَ بن أبي إسحاق: أبو إسحاق، والعلاء بن صالح، والحسن بن عبيد الله، والحسن بن عمارة، ومحمد بن قيس، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم:

 

أما متابعة أبي إسحاق:

فأخرجها أبو داود (1425)، والترمذي (464) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 488 - والنسائي (1745)، وفي "الكبرى" (1446)، والدارمي (1593)، والطبراني 3/ (2705)، وفي "الدعاء" (739)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762)، والبيهقي 2/ 497، وفي "الدعوات الكبير" (430)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1176) و (1177)، والبغوي في "شرح السنة" (640)، وابن حزم في "المحلى" 4/ 147، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 163 - 164 من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي، قال: قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

وقال الترمذي:

"حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي، واسمه ربيعة بن شيبان".

وأخرجه أبو يعلى (6786) من طريق أبي الأحوص به، وفيه (الحسين) بدلا عن (الحسن)!

 

وله طرق أخرى عن أبي إسحاق:

 

أ - أخرجه أبو داود (1426)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (213) - الجزء المتمم لطبقاته، والبزار (1337)، وابن الجارود (273)، وابن المنذر في "الأوسط" (2734) و (2735)، والطبراني 3/ (2704)، وفي "الدعاء" (738)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762)، والبيهقي 2/ 498، والرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 247 من طريق زهير، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما:

"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هذه الكلمات ليقول في قنوت الوتر".

 

ب - أخرجه الدارمي (1592)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (212) - الجزء المتمم لطبقاته، وابن خزيمة (1095)، والطبراني 3/ (2702)، وفي "الدعاء" (736)، وأبو بشر الدولابي في "الذرية الطاهرة" (136)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762)، والبيهقي 2/ 209 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، قال: قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: أي شيء حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

"ما حفظت منه إلا كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت إنك تقضي، ولا يقضى عليك، تباركت ربنا وتعاليت".

ووقع في رواية البيهقي (شك حسن أو حسين).

وقال البيهقي:

" كذا كان في أصل كتابه عن الحسن أو الحسين بن علي، فكأن الشك لم يقع في الحسن، وإنما وقع في الإطلاق أو النسبة، وكان في أصل كتابه هذه الزيادة (ولا يعز من عاديت)".

جـ - أخرجه ابن ماجه (1178)، وابن أبي شيبة 2/ 300 و 10/ 384، وفي "المسند" (787)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (210) - الجزء المتمم لطبقاته، وابن أبي عاصم في "السنة" (374)، وفي "الآحاد والمثاني" (417)، وأبو يعلى (6765)، والطبراني 3/ (2703)، وفي "الدعاء" (737)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 164 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال:

"علمني جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت".

وقال ابن عساكر:

"ورواه شعبة عن بريد أطول من هذا".

وأخرجه أحمد 1/ 201 من طريق شريك به، وفيه (الحسين) بدلا عن (الحسن)!

 

د - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4985) عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن يزيد (كذا) بن أبي مريم (بإسقاط أبي الحوراء) عن الحسن بن علي:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول في القنوت".

وقد رواه الإمام أحمد 1/ 200 عن عبد الرزاق فذكر: أبا الحوراء.

وأخرجه الطوسي في "مختصر الأحكام" (442) من طريق هشام، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن الحسن بن علي به.

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "فوائده" (14)، والطبراني 3/ (2706)، وفي "الدعاء" (741) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762) - من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنه، قال:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول هؤلاء الكلمات في الوتر: ‌اللهم ‌اهدني ‌فيمن ‌هديت، ‌وعافني ‌فيمن ‌عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

وله طريق أخرى عن سفيان بإسناد حسن:

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 321 حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن بركة، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، حدثنا علي بن بكار، حدثنا إبراهيم الفزاري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن أبي لهم (كذا)، عن أبي الجوزاء (كذا)، عن الحسن بن علي، قال:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول هؤلاء الكلمات في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

 

ه - أخرجه الطبراني 3/ (2701)، وفي "الدعاء" (740) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1761) -، والحاكم 3/ 172 من طريق موسى بن عقبة، حدثنا أبو إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

وأخرجه أبو جعفر بن البختري في "الجزء الحادي عشر من فوائده" (51) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن بريد، عن الحسن به.

ليس فيه ذكر لأبي الحوراء!

 

و - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (743)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762) من طريق يحي الحماني، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق به.

وفيه "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول هؤلاء الكلمات في الوتر ... الحديث".

وهذا الحديث صحيح لغيره فيه الحماني قال الحافظ في ترجمته من "التقريب":

"حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث".

 

ز - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (742) من طريق شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، عن أبي إسحاق به.

 

حـ - أخرجه أبو علي الحسن بن محمد البكري في " كتاب الأربعين" (ص 125 - 126)، وابن عساكر في "المعجم" (998) من طريق محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن قرم، عن أبي إسحاق، عن بريد ابن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنه، قال:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني كلمات، وأمرني أن أقولهن في القنوت ... فذكره".

وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن قَرْم النحوي: سيء الحفظ كما في "التقريب".

 

ط - أخرجه ابن بشران في "أماليه" (1005)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1762) من طريق محمد بن غالب بن حرب، حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال:

"علمني أبي، أو جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت".

فهذه عشرة طرق عن أبي إسحاق كلها قد اتفقت على تقيد هذا الدعاء في قنوت الوتر.

 

وأما متابعة العلاء بن صالح:

فأخرجها البيهقي 2/ 209، وفي "السنن الصغير" (435) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا العلاء بن صالح، حدثني بريد بن أبي مريم، حدثنا أبو الحوراء، قال: سألت الحسن بن علي ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال:

"علمني دعوات أقولهن: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، أراه قال: إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت. قال: فذكرت ذلك لمحمد ابن الحنفية، فقال: إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته".

وقال البيهقي:

"بريد يقول: ذكرت ذلك لمحمد ابن الحنفية".

فلم يذكر محمد بن بشر العبدي (قنوت الوتر) وهو ثقة حافظ.

وذكره محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري: وهو ثقة ثبت:

أخرجه الطبراني في "الدعاء" (748) من طريق أبي أحمد الزبيري، حدثنا العلاء بن صالح، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول في قنوت الوتر ... ".

وأما متابعة الحسن بن عبيد الله:

فأخرجها الطوسي في "الأحكام" (443) عن محمد بن إبراهيم أبي عبد الله البوشنجي، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (135) حدثني الفضل بن العباس أبو العباس الحلبي، وابن الأعرابي في "المعجم" (2344) حدثنا محمود بن محمد الحلبي، والطبراني 3/ (2708)، وفي "الدعاء" (745) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 264 - حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، أربعتهم عن أبي صالح الفراء محبوب بن موسى، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله، عن بريد بن أبي مريم بإسناده مطولا، وفيه "وعقلت عنه الصلوات الخمس، وكلمات أقولهن عند انقضاء الصلوات - وعند الطبراني في "الدعاء" عند انقضاء الوتر -: اللهم اهدني فيمن هديت".

وقال بريد: فدخلت على محمد بن علي الشعب، فحدثته بهذا الحديث، عن أبي الحوراء، عن الحسن، فقال: صدق، هن كلمات علمناهن أن نقولهن في القنوت".

وهذا إسناد صحيح.

 

وأما متابعة الحسن بن عمارة:

فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4984) - ومن طريقه الطبراني 3/ (2711)، وفي "الدعاء" (746) -، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (211) الجزء المتمم لطبقاته: عن الحسن بن عمارة، قال: أخبرني بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، قال: قلت للحسن بن علي: مثل من كنت يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم وما تعقل عنه؟ قال:

"عقلت أن رجلا جاءه يوما فسأله عن شيء، فقال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الشر يريبك، وإن الخير طمأنينة، وعقلت منه أني مررت يوما بين يديه في جرن من جرن تمر الصدقة، فأخذت تمرة وطرحتها في فيّ، فأخذ بقفاي، ثم أدخل يده في فيّ فانتزعها بلعابها، ثم طرحها في الجرن، فقال أصحابه: لو تركت الغلام فأكلها، فقال: إن الصدقة لا تحل لآل محمد - صلى الله عليه وسلم - قال: وعلمني كلمات أدعو بهن في آخر القنوت: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.

قال أبو الحوراء: فدخلت على محمد بن علي وهو محصور فحدثته بها عن الحسن، فقال محمد: إنهن كلمات علمناهن ندعو بهن في القنوت، ثم ذكر هذا الدعاء مثل حديث الحسن بن عمارة".

وإسناده ضعيف جدا، الحسن بن عمارة: متروك.

 

وأما متابعة محمد بن قيس، وأبي مريم عبد الغفار بن القاسم:

فأخرجها المهرواني في "المهروانيات" (83) من طريق عبيد بن محمد بن قيس، عن أبيه، وأبي مريم، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي، قال: قلت للحسن بن علي: بأبي أنت، تحفظ من حديث جدك صلى الله عليه وسلم تسليما؟ قال: بأبي هو وأمي، كنت أصغر من ذلك، ولكني سمعت منه كلمات فوعيتهن، سمعته يقول:

"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة. وعلمني كلمات أدعو بهن في القنوت: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما آتيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت وتعاليت. قال: ودخلت معه بيت الصدقة، فتناولت تمرة، فأدخل أصبعه فأخرجها، وقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة".

قال عبيد: وحدثني يونس بن أبي يعفور أنه سمع ابن أبي ليلى يروي هذا الحديث عن بريد.

وإسناده ضعيف جدا، فيه متروك ومجاهيل.

 

وجاء هذا الحديث من رواية شعبة من بعض الطرق عنه ليس فيه التقييد بالوتر:

أخرجه الدارمي (1591) حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن بريد ابن أبي مريم، عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

"حملني على عاتقه، فأخذت تمرة من تمر الصدقة، فأدخلتها في فمي، فقال لي: ألقها، أما شعرت أنا لا تحل لنا الصدقة. قال: وكان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت".

وأخرجه الطيالسي (1273) و (1274) و (1275) - ومن طريقه البزار (1336) - حدثنا شعبة، قال: حدثنا بريد بن أبي مريم، قال: سمعت أبا الحوراء، قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكرون من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

"أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها في فيّ فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقاها في التمر، فقيل: يا رسول الله أخذت تمرة من هذا الصبي، قال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. أو قال: لا نأكل الصدقة. وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة. وكان يعلمنا هذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي لا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت"

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا الحسن بن علي".

وأخرجه أبو يعلى (6759)، وابن حبان (722) مطولا من طريق مؤمل بن إسماعيل، حدثنا شعبة، حدثنا ابن أبي مريم قال: سمعت السعدي يقول: قلت للحسن: ما تحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

"سمعته يدعو في هذا الدعاء: اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت".

وهذا إسناد ضعيف فيه مؤمل: وهو صدوق سيء الحفظ.

وشيخ أبي يعلى: مجهول.

وأخرجه أحمد 1/ 200، وابن المنذر في "الأوسط" (2738) و (2739)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 118 عن يحيى بن سعيد، وأحمد 1/200، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (416)، وابن خزيمة (1096)، وابن حبان (945)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ 164- 165 عن محمد بن جعفر، وابن خزيمة (1096) من طريق يزيد بن زريع، وأبو يعلى (6762) من طريق عبد الملك بن عمرو، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (134) من طريق حجاج بن محمد، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1175) من طريق عبد الله بن إدريس، والبيهقي في "الخلافيات" (2564) من طريق أبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، ثمانيتهم مطولا ومختصرا عن شعبة، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي: وفيه "وكان يعلمنا هذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنه لا يذل من واليت - وربما قال - تباركت ربنا وتعاليت".

وقال ابن خزيمة:

"ولم يذكر - يعني شعبة - القنوت، ولا الوتر، وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يعلم أسمع هذا الخبر من بريد، أو دلسه عنه، اللهم إلا أن يكون كما يدعي بعض علمائنا أن كل ما رواه يونس عن من روى عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه، ولو ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر لم يجز عندي مخالفة خبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أعلمه ثابتا".

قلت: قد جاء من طريق صحيحة عن شعبة ما توافق رواية الجماعة بتقييد هذا الدعاء بالوتر، وقد جاء عن العلاء بن صالح مقيدا وغير مقيد كما تقدم، وقد جاء في رواية البعض ما ليس عند الآخر فكما أننا نقبل تلك الروايات التي ليست في الأخرى، فكذلك نأخذ بالروايات المقيدة، وقد ذكرتُ مخارج تلك الروايات وهي كثيرة، أما الرواية المقيدة عن شعبة:

فأخرجها الطبراني 3/ (2707) عن محمد بن محمد التمار، حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، قال: سمعت الحسن بن علي رضي الله عنه يقول:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول في الوتر ... فذكر الحديث".

وهذا إسناد صحيح، عمرو بن مرزوق: قال فيه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 6/ 264:

"ثقة وكان من العباد ولم نجد من أصحاب شعبة ممن كتبنا عنه أحسن حديثا منه".

ومحمد بن محمد التمار: ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 153.

وقال الحاكم في "سؤالاته" (192) عن الدارقطني:

"لا بأس به".

وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 74):

"صدوق مقبول".

وقال ابن دحية الكلبي الأندلسي [1]:

"مُحَدث من أهل البصرة، من أهل الخير والدين".

وتابعه عثمان بن عمر الضبي البصري:

أخرجه الطبراني 3/ (2707)، في "الدعاء" (744) حدثنا محمد بن محمد التمار، وعثمان بن عمر الضبي البصريان، قالا: حدثنا عمرو بن مرزوق به.

وعثمان بن عمر الضبي: وثقه ابن حبان 8/ 455.

وقال الحاكم كما في "سؤالات السجزي" (306):

"عثمان بن عمر الضبي البصري: ثقة مشهور حدثنا عنه أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ".

وأخرج له الضياء في "الأحاديث المختارة".

 

وللحديث طريق أخرى عن بريد بن أبي مريم:

أخرجه أبو محمد الفاكهي في "فوائده" (103) عن عبد المجيد، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن هرمز، أن بريد بن أبي مريم أخبره، أن حسن بن علي، قال:

"عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوات كان يدعو بهن، وأمرني أن أدعو بهن، وأن أقنت بهن: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

وأخرجه الفاكهي أيضا (102)، ومن طريقه البيهقي 2/ 210 عن عبد المجيد، عن ابن جريج، أخبرني عبد الرحمن بن هرمز، أن بريد بن أبي مريم أخبره، قال: سمعت ابن عباس، ومحمد بن علي، بالخيف يقولان:

"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

عبد المجيد هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد: قال الإمام أحمد: ثقة يغلو في الإرجاء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج، لكن عبد الرحمن بن هرمز هذا ليس الأعرج، قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 447:

"عبد الرحمن بن هرمز يحتاج إلى الكشف عن حاله، فقد رواه أبو صفوان الأموي، عن ابن جريج فقال: عبد الله بن هرمز، والأول أقوى".

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4957) عن ابن جريج قال: أخبرني من، سمع ابن عباس، ومحمد بن علي بالخيف: فذكره.

وقال البيهقي:

"رواه مخلد بن يزيد الحراني، عن ابن جريج فذكر رواية بريد مرسلة في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أحد ابني ابنته هذا الدعاء في وتره، ثم قال بريد: سمعت ابن الحنفية، وابن عباس يقولان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها في قنوت الليل، وكذلك رواه أبو صفوان الأموي، عن ابن جريج إلا أنه قال: عن عبد الله بن هرمز، وقال في حديث ابن عباس وابن الحنفية: في قنوت صلاة الصبح، فصح بهذا كله أن تعليمه هذا الدعاء وقع لقنوت صلاة الصبح وقنوت الوتر، وأن بريدا أخذ الحديث من الوجهين اللذين ذكرناهما، وبالله التوفيق".

 

وللحديث طريق أخرى عن أبي الحوراء:

أخرجه الطبراني 3/ (2713)، وفي "الدعاء" (749) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا الربيع بن سهل أبو إبراهيم الفزاري، حدثنا الربيع بن الركين، عن أبي زيد الزراد، عن أبي الحوراء، قال: لقيت الحسن بن علي رضي الله عنه بالبصرة، فقلت: بنفسي أنت ما حفظت عن أبيك محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال:

"علمني كلمات أقولهن في الوتر .... الحديث".

وقال الطبراني:

"أبو زيد الزراد هو عبد الملك بن ميسرة".

قلت: وهو ثقة معروف.

وإسناده ضعيف: الربيع بن سهل: قال يحيى: ليس بشيء.

وقال الدارقطني، وغيره: ضعيف.

وقال البخاري: يخالف في حديثه.

ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة: فيه اختلاف كثير، ودافع عنه المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 - 696.

وقال الحاكم في "المستدرك" 4/ 268:

"حديث بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوزاء، عن الحسن بن علي في دعاء القنوت الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدني فيمن هديت، أشهر من أن يذكر إسناده وطرقه، رجعنا إلى الأخبار الصحيحة في الآداب مما لم يخرجها الإمامان".

 

وللحديث طريق أخرى عن الحسن:

 

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (375)، وفي "الآحاد والمثاني" (415) من طريق ابن أبي أويس، والطبراني 3/ (2700)، وفي "الأوسط" (3887)، وفي "الدعاء" (735) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، والحسن بن داود المنكدري، وابن منده في "التوحيد" (338)، والحاكم 3/ 172- وعنه البيهقي 3/ 38 - 39، وفي "الخلافيات" (2552) -، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 4/ 162 من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي، أربعتهم عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أخبرني الحسن بن علي رضي الله عنه، قال:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء القنوت في الوتر: اللهم اهدنا فيمن هديت ... الحديث".

وعند ابن أبي عاصم، وبنحوه ابن منده: "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا فرغت من قراءتي في الوتر فلم يبق علي إلا الركوع".

وعند الحاكم "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في وتري إذا رفعت رأسي ولم يبق إلا السجود".

وزاد ابن أبي عاصم "أستغفرك وأتوب إليك".

وزاد ابن منده "لا منجا منك إلا إليك".

والاختلاف واقع في محل تعيين القنوت لكن لم يختلفوا أنه في الوتر.

وقال الحاكم:

"صحيح على شرط الشيخين إلا أن محمد بن جعفر بن أبي كثير قد خالف إسماعيل بن عقبة في إسناده".

وقال البيهقي في "الخلافيات":

"هذا إسناد صحيح للمدنيين".

قلت: رجاله ثقات، لكن موسى بن عقبة يروي عن عروة، ولم يذكر أحد أنه يروي عن هشام بن عروة، فالله أعلم.

ويعني الحاكم بالمخالفة ما أخرجه في "مستدركه" 3/ 172، والطبراني 3/ (2701) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن موسى بن عقبة، حدثنا أبو إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي.

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 155:

"وهذه الطريق أشبه بالصواب، لأن محمد بن جعفر هو ابن أبي كثير المدني أثبت وأحفظ من إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ومن يحيى بن عبد الله بن سالم، فرجع الحديث إلى رواية أبي إسحاق عن بريد عن أبي الحوراء وهو المعروف والله أعلم".

وأخرجه اللالكائي (1178) من طريق سليمان بن يزيد أبي المثنى الكعبي، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن هشام، عن أبيه، أن الحسن بن علي عَلِمَ عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

" أنه علمه هذا الدعاء في وقت الوتر ... ".

وسليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي: ضعيف، وقد تقدّم من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، عن هشام.

وأخرجه النسائي (1746)، وفي "الكبرى" (1447) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 153 – عن محمد بن سلمة، حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن بن علي، قال:

"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر، قال: قل: اللهم اهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت، وتولني فيمن توليت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، وصلى الله على محمد النبي".

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 154:

"هذا حديث أصله حسن روي من طرق متعددة عن الحسن، لكن هذه الزيادة في هذا السند غريبة لا تثبت، لأن عبد الله بن علي لا يعرف، وقد جوز الحافظ عبد الغني أن يكون هو عبد الله بن علي بن الحسين بن علي، وجزم المزي بذلك، فإن يكن كما قال فالسند منقطع، فقد ذكر ابن سعد والزبير بن بكار وابن حبان: أن أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي وهو شقيق أبي جعفر الباقر، ولم يسمع من جده الحسن بن علي، بل الظاهر أن جده مات قبل أن يولد، لأن أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن رضي الله عنه نحو عشر سنين فقط، فتبين أن هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه أو جهالة راويه، ولم ينجبر بمجيئه من وجه آخر، ويؤيد انقطاعه أن ابن حبان ذكره في أتباع التابعين من الثقات، فلو كان سمعه من الحسن لذكره في التابعين.

وقد بالغ الشيخ - يعني النووي - في (شرح المهذب)، فقال: إنه سند صحيح أو حسن، وكذا قال في (الخلاصة).

ومع التعليل الذي ذكرته فهو شاذ، وقد خالف يحيى بن عبد الله راويه عن موسى بن عقبة إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، فروياه عن موسى بن عقبة على خلاف ما رواه يحيى".

 

وجاء بإسناد ضعيف من حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (1070)، وأبو الحسن العسكري في "المشيخة" - مخطوط، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 284، وأبو الحسن الطيوري في "الطيوريات" 2/ 560 عن أبي صخرة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشامي، حدثنا محمد بن سليمان لوين، حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم علم إحدى بني علي رضي الله عنهم في القنوت: اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، وعافني فيمن عافيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، تباركت ربنا وتعاليت".

وهذا إسناد ضعيف فيه خصيف وهو صدوق سيء الحفظ.

وتحرّف عتاب بن بشير في "معجم ابن المقرئ" إلى عباد بن بشير!

وعتاب بن بشير: صدوق يخطئ كما في "التقريب".

وقال الإمام أحمد: أحاديثه عن خصيف منكرة.

 

وجاء من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي:

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7360) من طريق أحمد بن سنان، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا عمر أبو حفص، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذين الحديثين عن علقمة إلا عمر أبو حفص".

ولم أجد عمر أبا حفص، ولا محمد بن حماد الواسطي.

وأما أحمد بن سنان فهو أبو جعفر القطان الواسطي: ثقة.

 

وجاء من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

كما في "مسند زيد بن علي" (ص 70) عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه، قال:

"كلمات علمهن جبريل عليه السلام رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيمن أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت".

ومن المعلوم أن مسند زيد مكذوب عليه، فقد تفرد بروايته عنه عمرو بن خالد الواسطي وهو مشهور بالكذب عند المحدثين.

 

يستفاد من الحديث

 

أولًا: أنه يستحب للقانت في الوتر أن يقنت بهذا الدعاء.

 

ثانيًا: أن القنوت في الوتر في جميع السنة.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام

 

٭ ٭ ٭

 



 1 - في "الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات" (ص 315).

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام