words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

السبت، 9 يونيو 2018

النهي عن الالتفات في الصلاة




(130) "وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت".

صحيح - أخرجه الترمذي (2863) و (2864)، وأحمد 4/ 130 و 202، والطيالسي (1257) و (1258)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 260، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (124) و (125) و (126)، وأبو يعلى (1571)، وفي "المفاريد" (83)، وابن خزيمة (1895)، وفي "التوحيد" 1/ 36، وابن حبان (6233)، وابن المنذر في "الأوسط" (1292) و (1293)، والآجري في "الشريعة" (4)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 167، والطبراني 3/ (3427) و (3428) و (3431)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (336)، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" (531)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (124)، وابن منده في "الإيمان" (212)، والحاكم 1/ 118 و 421 - 422، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (157)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (140)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2112) و (2113) و (2114) و (2115) و (2116)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (12)، وفي "الشعب" (7090) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحارث الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أنا آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن: أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟! وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك، فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن، السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم. فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين، عباد الله".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح غريب".
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
وليس كما قال، فإن زيد بن سلام وجده ممطور إنما أخرج لهما البخاري في "الأدب المفرد".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) و (11286)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1036)، وفي "الآحاد والمثاني" (2510)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (127)، وابن خزيمة في "صحيحه" (483) و (930)، والطبراني 3/ (3430)، وفي "مسند الشاميين" (2870)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (124)، والحاكم 1/ 118 و 236، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2110) و (2111)، والبيهقي 2/ 282 و 78/ 157، وفي "الأسماء والصفات" (654) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام به.

وله شاهدان من حديث أبي ذر، وأبي هريرة:

أما حديث أبي ذر:
فأخرجه أبو داود (909)، وابن خزيمة (481)، والحاكم 1/ 236، والبيهقي 2/ 281 من طريق ابن وهب، والنسائي (1195)، وفي "الكبرى" (532) و (1119)، وأحمد 5/ 172، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1428) من طريق عبد الله بن المبارك (وهو في "مسنده" (55) )، كلاهما عن يونس، عن الزهري، قال: سمعت أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب وابن المسيب جالس، أنه سمع أبا ذر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا مولى بني الليث تابعي من أهل المدينة، وثقه الزهري وروى عنه، وجرت بينه وبين سعد بن إبراهيم مناظرة في معناه" وأقره الذهبي.
وأخرجه الدارمي (1423) والحاكم 1/ 236 من طريق الفضل بن محمد ابن المسيب، كلاهما (الدارمي، والفضل بن محمد بن المسيب) عن عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يونس، عن ابن شهاب، قال: سمعت أبا الأحوص، يحدث عن ابن المسيب، أن أبا ذر: فذكره.
وأخرجه ابن خزيمة (482) حدثنا محمد بن يحيى، والبيهقي 2/ 282 من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، كلاهما عن أبي صالح، حدثني الليث، حدثني يونس، عن ابن شهاب قال: سمعت أبا الأحوص يحدث ابن المسيب: أن أبا ذر: فذكره.
وهذا موافق لما تقدّم، ومهما يكن فإن أبا صالح كاتب الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة كما في "التقريب".
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (733) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي الأحوص، عن أبي ذر به.
وقال البغوي:
"صالح بن أبي الأخضر ضعيف، يروي عن الزهري، وروى هذا الحديث
 عبد الله بن المبارك، وغيره، عن يونس، عن الزهري".
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الحارث بن أبي أسامة (154) - بغية الباحث: حدثنا محمد بن عمر، حدثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن يزيد بن رومان، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"إذا قام أحدكم إلى صلاته فليقبل عليها حتى يفرغ منها, وإياكم والالتفات في الصلاة فإنما أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة".
وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عمر الواقدي: متروك الحديث.
وأخرجه البزار (9332)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 70، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (128) من طريق إبراهيم أبي إسماعيل الخوزي، عن عطاء بن أبي رباح، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنما هو - أحسبه قال - بين يدي الرحمن تبارك وتعالى, فإذا التفت يقول تبارك وتعالى إلى من تلتفت إلى خير مني؟ أقبل يا ابن آدم إلي فأنا خير ممن تلتفت إليه"
وهذا إسناد ضعيف جدا، إبراهيم الخوزي: متروك الحديث، وقال البزار:
"وهذا الحديث رواه طلحة بن عمرو, عن عطاء, عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا".
أخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 172 من طريق طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا.
وطلحة بن عمرو أيضا متروك.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3270)، ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 70، وابن أبي شيبة 2/ 41، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (142) عن ابن جريج، عن عطاء، قال: سمعت أبا هريرة، يقول:
"إذا صليت فإن ربك أمامك وأنت مناجيه، فلا تلتفت. قال عطاء: وبلغني، أن الرب يقول إلى من يلتفت: يا ابن آدم: أنا خير لك ممن تلتفت إليه".
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2858) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "التاريخ" حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، حدثنا الحسين بن محمد بن زياد، حدثنا يحيى بن الجنيد النيسابوري، حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة بن شريح، عن قيس بن رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"ما التفت عبد قط في صلاته إلا قال له ربه: أين تلتفت يا ابن آدم أنا خير لك مما تلتفت إليه".
لم أجد ترجمة ليحيى بن الجنيد النيسابوري.
وقيس بن رافع: مقبول كما في "التقريب".
وقال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/ 110:
"ورواية ابن جريج أصح قاله العقيلي وغيره".

وفي الباب عن عائشة:
أخرجه البخاري (751) و (3291)، وأبو داود (910)، والترمذي (590)، والنسائي (1197)، وفي "الكبرى" (1121)، وابن أبي شيبة 2/ 40، وأبو يعلى (4634) و (4913)، وابن خزيمة (484) و (931)، وابن المنذر في "الأوسط" (1294)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 30، والبيهقي 2/ 281، وفي "السنن الصغير" (843)، والبغوي في "شرح السنة" (732)، وفي "التفسير" (1474) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والنسائي (1196)، وفي "الكبرى" (530) و (1120)، وأحمد 6/ 106، وإسحاق بن راهويه (1473)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 23 من طريق زائدة، وإسحاق بن راهويه (1470) عن عمر بن عبيد الطنافسي، وابن خزيمة (484) و (931)، والبيهقي في "الشعب" (2856) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وابن حبان (2287) من طريق مسعر بن كدام، وابن خزيمة (484) من طريق إسرائيل، وقوّام السنة في "الترغيب" (1907) من طريق عمر بن عبيد، سبعتهم عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت:
"سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وانظر "علل الدارقطني" (3621).

يستفاد من الحديث


أولًا: النهي عن الالتفات في الصلاة، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 234:
"والمراد بالالتفات المذكور ما لم يستدبر القبلة بصدره أو عنقه كله، وسبب كراهة الالتفات يحتمل أن يكون لنقص الخشوع أو لترك استقبال القبلة ببعض البدن".
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/ 110:
"وكأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم بذكر هذا: أن يستشعر المصلي في صلاته قرب الله منه، وأنه بمرأى منه ومسمع، وأنه مناج له وأنه يسمع كلامه ويرد عليه جواب مناجاته له، كما في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن العبد إذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي..."
 وذكر رده عليه في آيات الفاتحة إلى آخرها.
فمن استشعر هذا في صلاته أوجب له ذلك حضور قلبه بين يدي ربه، وخشوعه له، وتأدبه في وقوفه بين يديه، فلا يلتفت إلى غيره بقلبه ولا ببدنه...".

ثانيًا: عظم أمر الصلاة بأنها من أمر الله تعالى وأنها سبب لإقباله تعالى على عبده ما لم يلتفت.


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
24 - رمضان - 1439 هجري


٭ ٭ ٭


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام